الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > بنك الاستاذ للمعلومات العامة > سير و شخصيات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2015-06-30, 21:55 رقم المشاركة : 16
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(14).. أحكام بالسجن وكيف تضامننا مع الطلبة الصحراويين – بشرى الشتواني

— 30 يونيو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) بعد مكالمتي للرفاق دخلت الساحة الجامعية وأنا أسمع أصوات شعارات ترتفع، أسرعت الخطى كي أفهم ماذا يجري.. الرفاق الصحراويون كانوا قد علقوا صور أحد رفاقهم المهمين بمراكش والذي كان من قبل طالبا في أكادير وأعرفه جيدا..
“ماذا جرى للرفيق “س” ؟ سألت الصحراوي زميلي، أجابني: “اعتقلوه البارح بالوحدة الثالثة وحنا غادي نقربلوها عليهم لين اطلقوه تحية ليكم”.. فهمت ساعتها أن سبب تلثمهم وهالة الحرب التي سيطرت على الساحة كانت لفرض معركة المطالبة بإطلاق سراح الرفيق “س”..
تعالت أصوات هتافات الشعارات عاليا وسط الساحة ليبتدئ النقاش. كان المتدخل طالبا غريبا عن الكلية، ناقش الطريقة المهينة التي اعتُقل بها الرفيق وكيف أنهم سيعلنونها حربا حتى إطلاق سراحه، ليس فقط في الكليات بل سينقلون الحرب الى الصحراء بمعية عائلاتهم، وأن الاعتقال جاء على خلفية نجاح قافلة المختطف والشهيد التي قاموا بها السنة الماضية واستقبالهم لأحد المختطفين.
التحق الرفاق بالحلقية، اجتمعنا جانبا وقررنا أن نساهم مع رفاقنا في المسيرة وأن نعلن تضامننا ودعمنا لهم في الحلقية الجماهيرية. اقترح أحد الرفاق أن أكون أنا مَن يلقي الكلمة.. وافقت بسرعة ودخلت وسط الحلقية طلبت الكلمة وأعلنت دعم رفاق النهج الديمقراطي القاعدي للطلبة الصحراويين والشعب الصحراوي في حقه في تقرير مصيره، وإدانتنا لعملية اعتقال الرفيق “س” الذي كان يوما ما مناضلا في صفوف الفصيل قبل أن يلتحق بمجموعة الطلبة الصحراوييين.
كان محيط الجامعة مطوقا بجميع أنواع قوات القمع السرية والعلنية، لذلك قرر الرفاق عدم الخروج من الجامعة طيلة اليوم. بقينا نناقش جنب رواقنا، كنت مضطرة للذهاب إلى المنزل كي لا تنزعج “ماما” وتسحب مني هامش الحرية في الذهاب إلى الجامعة وحدي..
بعد نقاش مع الرفاق قرروا إيصالي إلى مكان النقل الجامعي ضمانا لسلامتي. وأنا في طريقي أناقش الطلبة الذين كانو متذمرين من معركة الطلبة الصحراويين تلك ومبررهم القائل إنه طالب في مراكش وأنه على طلبة مراكش أن ينددوا في مراكش، وأننا في فترة امتحانات جزئية وستضيع علينا الأسدس بهاته الطريقة..
ناقشت معهم وحاولت إقناعهم بمبررات كُنت أنا نفسي غير مقتنعة بها، لكن ومن باب “أنصر أخاك ظالما أو مظلوما” لم أذهب إلى الجامعة. بعد زوال ذلك اليوم قررت أن أكتفي بمذاكرة مادة اليوم الموالي، لم أكن أدري حينها لماذا لم تكن لدي رغبة في الذهاب كل الذي كنت أعرفه أنني أريد أن أستعد للامتحان والنجاح بنقطة جيدة، وذلك ما كان صباح اليوم الموالي.
ومباشرة بعد اجتيازي للامتحان في الساعة العاشرة صباحا، كنت أمام باب الكلية حيث التقت بأحد الطلبة من تارودانت أخبرني أن أحد الطلبة الصحراوين القياديين تم اعتقاله في تلك اللحظة قرب ساحة “سعيدة لمنبهي” وأكد أنه رآه يركب سيارة من نوع “أونو” مع شخصين اقتادوه بدون أصفاد..
اتجهت مسرعة نحو الرفاق وحكيت لهم ما حدث.. حاولوا الاتصال بالرفيق المعني، لكن دون جدوى، هاتفه كان مقفلا، تواصلنا مع الطلبة الصحراويين الذين جُن جنونهم تذمرا وسخطا من رفيقهم الذي لم بنضبط لما اتفقوا عليه مسبقا، أي أن يتحركوا في مجموعات تفاديا لمشكل الاختطاف الذي حصل.
قام الرفاق بإخبار الطلبة بالأمر، ولأنه كان دائما حاضرا في معارك “أوطم” وأن عملية الإختطاف تشرعن لمبدأ انعدام الأمن داخل محيط الجامعة قررنا أن نقوم بمسيرة للتنديد باختطاف الرفيق نختمها بقرار اعتصام إلى أن يطلقوا سراحه..
وفعلا اعتصمنا في باحة الكلية إلى حدود الساعة السابعة مساء. كان مطلبنا هو إطلاق سراح الرفيق “ك” وفي حوالي الساعة السابعة أتى أحد الرفاق الصحراويين بأخبار أفادت أن رفيقا اتصل به أكد له أنهم أطلقوا سراحه..
كانت فرحتنا كبيرة وأحسسنا بفخر كبير، كيف لا ونحن من فرض إطلاق سراح الرفيق الصحراوي “ك” باعتصامنا داخل مقر العمادة حيث وعدنا عميد الكلية بأنه سيتدخل كي يكون محيط الكلية آمنا..
التحقت بمكان النقل الجامعي بمعية مجموعة من الرفاق كانوا يناقشون معطى إطلاق سراح الرفيق بريبة وشك كبيرين قالوا لي “الزمي الحذر في تعاملك مع الرفيق، وغدا لا تجيبيه عن أي سؤال يوجهه إليك، إن اختطافه من أمام مقر الجامعة بذلك الشكل وإطلاق سراحه حتى دون تقديمه ليس بالأمر البريء.. احترسي”!
في اليوم الموالي أعددنا للرفيق المُطلق سراحه حلقية استقبال استقطبت عددا كبيرا من الطلبة خصوصا الصحرويين.. كنت أنا مُسيِّرة الحلقية، بعد وضع الأرضية تقدم الرفيق ليشرح لنا ما جرى وأنه قرر أن يخرج لاقتناء سجائر وحده ظنا منه أن الوضع آمن، وأنه فجأة أمسك به شخصان بزي مدني واقتاداه إلى سيارة من نوع “أونو” أركباه فيها وأنهما أخذاه إلى مكتب وسط حي سكني وليس إلى كوميسارية أو مخفر شرطة، وأنهم سألوه عن المعركة وعن تنظيم الطلبة الصحراويين ثم عن مَن مَوَّل لهم قافلة المختطف والشهيد، وبعد ذلك احتفظوا مبلفه وحملوه بالسيارة ليلفوا به شوارع المدينة ثم أطلقوا سراحه في مكان بعيد عن الجامعة..
لم تكن علامات التعذيب بادية عليه، وهو لم يذكر أنه تعرض لأي نوع من التعذيب.. كان ذلك ما زاد في شكوك الرفاق، لكنهم احتفظوا بتحليله لأنفسم دون التراجع عن دعم الطلبة الصحراويين..
استمرت المعركة عدة أيام إلى حدود يوم الجلسة، حيث سافر أغلب الطلبة الصحراويين إلى مراكش لحضورها.. أخذنا مكان حلقية الصحراويين لنعبء ليوم جلستنا نحن، وذلك ما كان يوم الثلاثاء الموالي.
في الساعة الثالثة بعد الزوال دخلنا قاعة المحكمة بعدما ناقشنا مع بعض المحامين الذين وجهونا للنقاش مع القاضي بجرأة وعدم الخوف. كان أول ملف تمت دراسته في تلك الجلسة هو ملفنا، وكان القاضي يريد إفراع القاعة من العدد الهائل من الطلبة المتضامنين.
حل دوري للإجابة عن أسئلة القاضي:
اسمك واسم أبيك؟ أجبته بسرعة وبدون خوف..
– “أنت متابعة بتهمة العصيان المدني شنو كتقولي فهادشي”؟
رفعتُ صوتي مدافعة عن نفسي لأقول له إن صوت الطلبة سيرتفع في الحق حتى من داخل محاكمتكم الصورية..
– “هل تنتمين لفصيل الطلبة القاعديين”؟
– “أنتمي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب”؟
– “هل شاهدت فلان الملقب بالوحش وهو يضرب المفتش فلان بالحجارة”؟
– “لا لم أشاهده”؟
– “هل تعرفين فلان؟”
– “نعم أعرفه”
– “هل يحمل معه السلاح الابيض دائما”؟
– “لا لم أشاهده أبدا بالسلاح قط”.. كنت أريد أن أقول إن السكين يعود لذلك الطالب الآخر الذي كان معتقلا معنا في الكوميسارية سنطرال، لكن الرفاق نبهوني أن لا أقول ذلك، فهو في الأخير طالب عادي وهم يعرفون أن السلاح له فلا جدوى من قول ذلك.
أخذ كل واحد فينا حقه في الكلام، ثم جاء دور هيئة الدفاع التي ترافعت بشكل جيد، خصوصا محام كان اسمه “طه” كان مرافعا جيدا، ارتفع صوته ودفاعه هناك و ترك بصمته في قلوب مَن كان حاضرا خصوصا “ماما” التي ما زالت تتذكره لحد الآن..
خرجنا أمام مقر المحكمة ننتظر الحكم. فجأة اتصل بي “بابا” ليقول لي: “لا تنتظري هناك لقد وصلتني الأحكام عن طريق الهاتف أنتن حكم عليكن بأربعة أشهر موقوفة التنفيذ والملقب بالوحش ثلاثة أشهر حبسا نافذا والطالب الثاني بشهرين حبسا نافذا”.
لم يكن باستطاعتي الإفلات من قبضة “ماما” ومرافقة رفاقي لإخبار باقي الطلبة لأنها كانت تظن أن الحكم الموقوف التنفيذ أصعب من المنفذ. وبتدأت سلسلة النصائح بالابتعاد عن الساحة والرفاق على الأقل حتى تنتهي فترة الحكم، لم تكن تعلم أنني كل يوم ألتحق بنقاشات الطلبة الصحراويين وأتدخل باسم الطلبة القاعديين في أشكالهم النضالية دعما منا لحقهم المشروع في تقرير مصيرهم..
وفوجئتُ يوما ب”ماما” أمام مقر الكلية هي وأختي الكبيرة التي كانت حاملا حينها، استغربت لتواجدهن هناك، قالت “ماما”: “واش بغيتي تقتليني؟ واش كنهيك على البق تولدي ليا البرغوت؟ قلت ليك بعدي على صحابك حتى تدوز ربع شهور.. مشيتي ليا عند صحراوة شنو بينك وبين صحراوة مانتي صحراوية ما والو.. بغيتي تطيري؟”…
لم أفهم ماجرى ولم تكن لي الجرأة على مجادلتها.. كان معي أحد الرفاق المعطلين الذي استطاع امتصاص غضبها ومعرفة سبب في قدومها إلى مقر الكلية… (يُتبع).








    رد مع اقتباس
قديم 2015-07-01, 21:46 رقم المشاركة : 17
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(15).. أبناء المناضلين اليساريين هم أتعس الأبناء! – بشرى الشتواني

— 1 يوليو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) كانت ماما تصرخ: “آش بينك وبين صحراوة وا عطيهوم بتيساع؟ واش انتي بغيتي تخرجي على راسك؟”…
جلسنا في مقهى بعيد ليستطيع رفيقي المعطل فهم سبب غضبها.. قالت له إن أحدهم اتصل بها ليقول لها: “بنتك ما بغاتش تجمع راسها راها كتدير المظاهرات مع صحراوة هاد المرة يلا تشدات راها متخرجش منها راه ماشي العصيان المدني هدا هادشي ره حاجة أخرى وراه بنتك تتلعب في السيادة ديال البلاد وفقضيتنا الوطنية”..
كانت “ماما” تعيد الكلام وعلامات الرعب بادية عليها. سألها الرفيق: “مَن قال لك هذا؟ قالت: إنه مفتش دي إيس تي (مديرية حماية التراب الوطني) يسكن جنب بيتنا وأنه تطوع ليقول هذا خوفا منه علي. وعدها الرفيق المعطل أنه سيقوم بنفسه بمراقبتي وأنه سيقنعني أن أبقى في البيت قليلا حتى تهدأ الاوضاع..
وذلك ما كان فعلا، حاولت أن أواظب على الدخول لقاعات الدروس وأن أستجمع رغبتي في الدراسة التي شتتها حبي القوي للساحة المقدسة واندفاعي الكبير في النقاش والتعبئة خصوصا أنني كنت محط ثقة كثير من الطلبة الذين يلجأون إلينا طلبا لاستشارة أو للمساعدة أو استفسارات في مواضيع تخص الفكر..
كنت على وشك الدخول إلى القاعة لأحضر أحد الدروس فإذا بمسيرة مفاجئة للطلبة الصحراويين تنطلق تنديدا بالحكم على أحد الرفاق بمدة سجنية لم أعد أتذكرها بالضبط، لكن الأكيد أنها لم تكن تتجاوز الستة أشهر..
وصل موكب المظاهرة بمحاداة قاعات شعبة الدراسات الإنجليزية، كانت تجلس إلى جانبي فتاة هادئة، أحست باضطرابي ورغبتي في الخروج للالتحاق بالرفاق خصوصا أنني لمحت رفاقي معهم، قالت لي: “حتى أنا صحراوية”.. “ما بيناش عليك”.. “حتى أنا بابا كان معتقل سياسي صحراوي وعانينا بزاف من هادشي”.. “كيفاش كان معتقل؟”..
وددت لو احتضنتها، كانت لنا ميول عاطفية اتجاه كل مَن يقول لنا إنه اعتُقل أو عُذب أو له قريب استشهد وكأننا نعتبرهم هم المواطنون الشرفاء..
قلت لها: “عاودي ليا” قالت: “حتى نخرجو غادي يدور فينا الأستاذ”.. كنت أستمع للأستاذ ولا أفهم ما كان يقوله.. كان كل تفكيري في المظاهرة أين وصلت؟ وفي صديقتي التي ستحكي لي حكاية معتقل سابق لأضيفها إلى باقي قصص المعتقلين التي سبق أن سمعتها.. كانت ثقافة السماع الأكثر حضورا بيننا في تلك السنة.
عند خروجنا لم أفارق صديقتي الجميلة لتحكي لي.. “بابا تعتاقل مع مجموعة سعيدة المنبهي ودوز ستة شهور ديال درب مولاي علي الشريف والبانضة، كان باقي طالب فالرباط تحكم بالحبس والاقامة الجبرية فخريبكة خمس سنين، أنا تولدت فخريبكة وحتى اختي سناء..”..
كنت أنصت إليها بفرح وفضول كبيرين، سألتها: “ما اسمك؟” أجابت: “دلال”.. قلت لها: “الله، باباك طبعا سماك على دلال المغربي”.. قالت: “صحيح وكل رفاق والدي ولدو داك العام بناتهوم وسماوهم دلال واختي سناء على سناء محيدلي وختي الثالثة فدوى على فدوى طوقان”.. هتفت: “الله”.. كنت أستمع لكلامها وأتخيل بيتهم يملأه النقاش والنضال وكل حكايات الحب والثورة..
قالت لي: “أصلا بابا جايني غدا ونلاقيك بيه غادي يعجبو الحال”.. فرحت كثيرا وطلبت منها أن ترافقني لأعرِّفها على رفاقي وذلك ما تم.. كان اهتمامهم بها زائدا عن الحد العادي بقليل، فهي ابنة معتقل سياسي ومن مجموعة “سعيدة لمنبهي”.. هذه أشياء لا تحصل كل يوم..
طالت علاقتي بصديقتي “دلال” وتعمقت جدا، صرنا لا نفتقر أنا أتكفل بالساحة وهي بجمع الدروس ومراقبة الامتحانات والعروض، كنت في لحظات الصراحة بيننا أقول لها: “أحسدك لأن أباك مناضل تستطيعين مناقشته في أشياء كثيرة”.. كانت تجيبني: “احمدي الله بأب مثل أبيك طيب متزن ومتحرر لا تطلبي أكثر”.. كنت دائما أعارضها وأشهد بطيبة أبيها لتقول لي: “لن أتكلم عن أبي أكثر لكن تأكدي أن أتعس الأبناء هم أبناء المناضليين اليساريين وكفى لن أضيف أكثر”..
كنت أقضي أغلب أوقاتي قرب رواق الرفاق، ندردش ما قرأناه في كراريس الرواق، كنت حينها مهتمة بموضوعين اثنين، وأريد ضبطهما.. أحدهما نقاش البرنامج المرحلي الذي لم يكن مكتوبا أبدا، كنا نضبطه بالسماع من رفاقنا القدامى، وكان من حظي أن أعطاني رفيقي دفترا كبيرا كانت فيه تلخيصات لكتب كثيرة منها “ما العمل؟” و”الدولة و الثورة”.. وكان نقاش البرنامج المرحلي مكتوبا بالتفصيل، كنت أطلع عليه كل مرة وكأنني أريد حفظه عن ظهر قلب، كان ذلك الدفتر الكبير نتاج مطالعة العديد من كتب التوجه صيف 2001 والذي كان صيف اعتكاف..
الإعتكاف لقراءة كتب الفكر كان قد قرره رفيقي الحبيب وأحد رفاقه من مدينة الصويرة.. اختارا أن يعتكفا في مدينة صغيرة تقع في نواحي أكادير وأن يكرسا الصيف لقراءة الفكر وتنوير عقليهما، لكنهما لم ينتبها إلى ضرورة إخبار أسرتيهما لأنني، بعدما تعرفت على عائلة رفيقي الحبيب، حكت لي أمه أنها كانت كل يوم تبكي بسبب غيابه ظنا منها كل مرة أن مكروها أصابه، وهو الذي لم يعد حينها إلى بيت الأسرة بعد، مع أن كل أقرانه من طلبة الجامعة رجعوا إلى ديارهم… (يُتبع).








    رد مع اقتباس
قديم 2015-07-02, 22:16 رقم المشاركة : 18
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(16).. ضربة سكين والحرب بين الأمازيغيين والقاعديين – بشرى الشتواني

— 2 يوليو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) مرت أيام الدراسة والنضال تِباعا دون أي جديد يُذكر إلى أن تفاجأنا صبيحة يوم أربعاء مشؤوم بالإعتداء على رفيق لنا من طرف مجموعة طلبة كانوا في حالة سكر طافح..
لم يكونوا طلبة عاديين أبدا بل محسوبين على الحركة الثقافية الأمازيغية، كان الاعتداء ضربة سكين على مستوى العنق وكأن المعتدي كان يريد تصفيته..
كانت الساعة العاشرة صباحا عندما التحقتُ بمكان الرواق، كعادتي لم أجد أحدا هناك سوى رفيقة حديثة العهد بنا، سألتها عن الرفاق والرفيقات فقالت لي إنهم ذهبوا لزيارة الرفيق المُعتدى عليه في مصحة ابن سينا..
استغربتُ للأمر فقد كان معنا في اليوم الذي سبق، ولم يكن به شيء، شكرتها وذهبت بسرعة إلى لمصحة التي كانت قريبة من مقر الكلية لألتقي بالرفيق “ب” في مدخل الكلية. سألت: “شنو وقع للرفيق (ل) كان البارح مزيان”؟.. “ضربو واحد لبرهوش ديال الأمازيغ”.. “وايلي وفين وكفاش؟”.. “كان راجع لدارو بالليل وتلاقاه هو وواحد جوج كانو سكرانين وضربو بجنوية لعنقو”.. “بغيت نمشي نزورو”.. “سيري آ الرفيقة راه كاينين شي رفاق تماك فعلا”..
وأنا في طريقي تلقيت اتصالا من رفيقي الحبيب، حكيت له ما حصل، ثارت ثائرته وطلب مني أن أبلغ الرفاق أنه مستعد إن أرادوا أن يردوا الضربة عسكريا، وأنه سيلتحق بهم، وأنهم إذا كانوا محتاجين لمساهمات مادية فهو مستعد لبدلها. سألته: “رغم كل مافعلوه بك؟” أجابني بصوت مرتفع: “هادشي للتوجه آ بشرى ماشي للرفاق والاخطاء كتوقع في أي تنظيم”.. حييته وأنهينا المكالمة.
تابعت طريقي إلى المصحة، كنت في كل خطوة أخطوها أزداد إصرارا على مواصلة الطريق وتشبثا بحب رجل متمرد ومخلص، كانت زيارتي للرفيق المصاب خاطفة لأن الرفاق طلبوا منا الالتحاق بسرعة بالجامعة، كانوا قد ناقشوا مع مسؤولي الحركة الثقافية الأمازيغية ذلك الفعل الإجرامي وأنهم إذا كانوا غير مسؤولين عنه فليعلنوا تبرؤهم من فاعله في حلقية جماهرية.
لم يوافق مسؤولو الحركة الثقافية الأمازيغية المقترح، وعندها بدأ صراع مباشر بين الرفاق وبين مناضلي الحركة الأمازيغية، رغم أن الفصيلين كانا يناضلان من قبل سويا في معارك أوطم ومرات كثيرة كان مناضلو الحركة المذكورة يساندون مواقف الرفاق ومقتراحاتهم..
كانت الساعة تشير إلى الرابعة بعد الزوال، افتتحنا حلقية التوجه بشعار “الله يبليك بحب النهج حتى تدخل الزنزانة زنزانة القاعدي ميدخلها من والا والله يبليك بحب الشعب حتى تلبس الدربالة دربالة القاعدي ما يلبسها من والا”..
وأنا أردد ذلك الشعار تذكرت ممثل النيابة العامة الذي قال لي: “واش القواعدة كيعرفو الله؟” وتأكدت أن ثقافته السياسية ناقصة..
كانت الحلقية عبارة عن وعد ووعيد بالرد على ضربة الرفيق تلك وأننا لن نسمح لمن يلمس شعرة من طالب عادي فما بالك برفيق في صفوف القاعديين وأننا كما نعرف النقاش الفكري والسياسسي نعرف المواجهة العسكرية ونتبنى العنف الثوري..
لم يعارض أي واحد منا الخطوة العسكرية، كنا غاضبين مما فعله ذلك الجبان في حق رفيقنا، وكانت نظرات بعض (وليس كل) مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية، تثير فعلا الغضب. لم نفهم حينها أو على الأقل أنا أن هناك خلافا أو انقساما في الحركة وأن اللذين كانوا ينخرطون معنا في المعارك ويتبنون مواقف تقدمية كانوا ينتمون لمنطقة سوس وأن أمازيغ الجنوب الشرقي تتمخض بينهم طروحات عنصرية، كانوا حينما يريدون التدخل في أية حلقية بالامازيغية (التي لم يكن يفهمها جميع مَن في الحلقية) أو بالفرنسية (نظرا للحقد الذي يكنونه للغة العربية كما كانوا ينعتوننا بالبعثيين العروبين ويعرِّضون ساخرين بمواقفنا الأممية) فقد كان يُسمح لهم بذلك.
حينها بدأ صراع لم يقدِّروا أنه سيحصد أرواحا بريئة ويزج بشباب غض في السجن..
نعم لقد كان الأمر يتعلق بضربة سكين من يد طالب في حالة سكر طافح وتعنت القادة في امتصاص الغضب.. ماذا كان سيحصل لو قدموا اعتذارهم في حلقية جماهرية وتبرأوا من الفعل؟ لو فعلوا لما كنا سنصل إلى ما وصلنا إليه.. فهل كان الأمر يتعلق بصراع حتمي بين فكر شوفيني عنصري وآخر تقدمي أممي؟… أفكار كثيرة وأسئلة ما زالت تطرح نفسها عندي وتزداد قوة كلما سمعت أن أحد الرفاق أُخذ إلى المستشفى بسبب ضربة سيف أمازيغي متطرف.
بعد الحلقية اجتمعنا قرب مربض الدراجات الهوائية لنتحدث عن أمور آنية، اجتمعنا وتكلم الرفيق “م” طلب من أحد الرفاق أن يرافقنا أنا ورفيقة أخرى من “آت ملول” إلى مكان النقل الجامعي ويبقى معنا حتى انطلاق الحافلتين اللتين ستقلاننا، وحذر الرفاق من الخروج ليلا دون سلاح أو بشكل فردي، ثم أكد أننا سندخل في المواجهة، وأخبرنا نحن الذين لا يمكننا حضور اجتماعات الليل أنه سيتكلف بإخبارنا بخلاصات الاجتماع.. أخبرتهم بما قاله لي رفيقي الحبيب وأنه مستعد لكل مساعدة، قال لي الرفيق “م” الذي أصبح فيما بعد من أعز أصدقائه: “اشكريه وقولي له أن يستعد لأن التوجه سيحتاجه حتما”… (يُتبع).








    رد مع اقتباس
قديم 2015-07-03, 21:47 رقم المشاركة : 19
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(17).. حرب داحس والغبراء بين القاعديين والأمازيغ! – بشرى الشتواني

— 3 يوليو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) في اليوم الموالي أخربني أحد الرفاق أن خلاصات اللقاء هي الرد العسكري على الإعتداء على رفيقنا، لم أناقشه أبدا، أحسست أن الأمر لا يعنيني بشكل مباشر لأن المواجهة العسكرية كان يقوم بها رفاقنا الذكور أولا، ثم إنني كنت أكثر الرفاق ابتعادا عن طرح العنف ذاك.
كانت هناك عدة أحداث وطنية تحيل على تورط الطرفين في أعمال العنف، فقد هجم رفاق الراشيدية قبلها بأيام على بعض مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية في مقصف كلية الراشيدية لدرجة أن إحدى الصور تبين قطع أصبع أحد الأمازيغييين. كل هذا لم يكن يطرح عندي سؤالا، فلماذا كل ذلك العنف في حل الاختلافات أو حتى الخلافات؟ المهم بالنسبة لي هو أنني كنت أناضل إلى جانب رفاقي القاعديين، وما عدا ذلك لا يهم وهذا ما كان يجعل مكانتي قريبة من أغلبهم بل كنت صديقة لأغلبهم.
يوم الهجوم على مرتكب الجريمة في حق رفيقنا (حسب إحساسي ساعتها) كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء، كنت أعرف أنها ساعة الصفر لكني لم أتحمس للبقاء ومشاهدة ما سيحصل من ضرب، بل قررت أن أغادر باكرا.
خرجت من باب كلية الآداب. كان هناك مناضل ضخم الجسم يحمل حقيبة ظهر دائما وكان الرفاق يظنون أنه قائد فصيل الطلبة الأمازيغ العسكري، فكلفو أحد الرفاق جاء خصيصا للظرفية من مراكش بمراقبته وضبطه. تساءلت عم يفعله ذلك الشخص هناك وهو قائد الطلبة الأمازيغ، لكنني لم أتجرأ على الاتصال بالرفاق اللذين كانوا ما زالوا في الساحة المقدسة.
بعد التحاقي بالنقل الجامعي سمعت من بعض الطلبة أن “القاعديين كيتواجهو مع الأمازيغ” لم أتدخل في نقاش الطلبة ولم يستيقظ فضولي تجاه ما وقع، ربما لأن ثقتي في رفاقي ساعتها كانت كبيرة أو لأنني كنت أظن أننا أصحاب حق وأننا سننتصر كما في كل شيء آخر..
كنت أفهم كل شيء ما عدا واحدا، لم يستوعبه عقلي الصغير ساعتها، وهو أن التطرف ليس مصدره بالضروة اليمين فقط، بل قد نجد تطرفا يساريا لا يفهم سوى عبر هذا المنطق: “أنت لست معي إذن أنت ضدي” وأن العنصرية ليست فقط عربية ضخمتها أكاذيب من قبيل الوطن العربي والفكر البعثي الغبي، بل إنها أيضا أمازيغية ضخمها بعض طلبة الحركة الأمازيغية بسبب انتمائهم للمغرب العميق، مما عمق جرح الهوية في دواخلهم حتى تحول إلى عنصرية مقيتة، ثمة مِن بينهم مَن صححها مع الوقت ومنهم مَن لا زالت تملأ رأسه المتحجر.
في صباح اليوم الموالي التقيت الرفاق وقد بدت علامات الانتشاء على وجوههم. قالوا لي بأنهم ضربوا مَن ضرب رفيقنا وأنهم أعطوا للجميع درسا مفاده أن يفكروا قبل أن يدوسوا لقاعدي على طرف حذائه..
فرحت وأحسست أننا أقوياء جدا، ومن ساعتها تعودنا على نطق كلمة عنف ثوري، لم أفهم منها شخصيا غير أمر واحد هو أن الرفاق كلما وصلوا في خلاف مع أحد الاطراف السياسية إلى الباب المسدود فإن هاجس العنف يتحرك فيهم.
مر كل ذلك دون أن يحرك في داخلي أي سؤال عن ماهية العنف، بل كان ارتباطي بالتوجه يزيد كل يوم وأنا في الساحة المقدسة أناقش ضمن الحلقيات والدردشات.. أو أحاول استقطاب طالبات وطلبة جددا للتوجه وأنا أراقب انتصارات الرفاق وسط الساحة..
وكان انتصار رفيقتي طالبة الأدب العربي ذات صبيحة مما رفع الرأس. حدث ذلك في اليوم الأول حين انطلاق الأيام الثقافية للطلبة الثوريين الذين جاءوا في الصباح الباكر وعلقو لافتاتهم وصور الشهداء ورصوا كراسات الثورة الدائمة والبوصلة ومقالات روزا لوكسومبورغ وذهبوا ليتناولوا وجبة الفطور عند الحسين “مول البيفيت” (هكذا كنا نسمي مقصف الكلية)..
كانت الساعة تشير إلى الثامنة والنصف، وصلت رفيقتي ضمن أوائل الطلبة إلى الكلية لتجد اثنين من جهاز الأواكس يتجولون في الساحة ويطالعون كراسات الرفاق الثوريين وهو تصرف خطير يستحقون عليه محاكمة جماهيرية. والمشكل الأخطر أن ذلك تم على مرئ ومسمع إثنين من الرفاق الثوريين..
ثارت ثائرة الرفيقة وأخدت تصيح في وجه الرفاق الثوريين: “مقدرتوش تحصنو رواقكم من الاواكس وباغيين تديرو الاسبوع نوضو نجريو على هاد الكلاب من الساحة”.. وأخدت تردد شعارات تفضح تلك الممارسة.. كنت أنا في المقصف أتناول وجبة فطوري الهزيلة، ولم أكمل شرب كأس قهوتي بعد، قال لي أحد الطلبة: “الرفيقة فلانة تصرخ”.. هرولنا نحو الساحة لنجدها ترفع الشعارات و راء عنصري الأواكس وهما يسرعان الخطى هربا من التحاق باقي الطلبة.. دخلا إلى مكتبهما وأقفلا عليهما الباب، تجمهرنا أمام المكتب ونحن نندد: “أواكسي حمار مهمته قمع النضال ولا غيره سليل البغال ودا اصله عميل النظام ودا طبعه أواكسي حمار مهمته قمع النضال ولا غيره..”..
كنت أردد الشعار وأتذكر كل ما مررنا به في الكوميسارية وأتذكر الرفيق “الوحش” وهو الذي كان ما زال يقضي عقوبته السجنية، والأكيد أن رفيقتي كانت تحس بنفس الإحساس.. بعد حصة الشعارات تلك التحقنا بالساحة وبدأت حصة “البولميك”.. فتحنا حلقية باسم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ونددنا بما وقع وأن ذلك تطاول على حرمة الساحة المقدسة، ثم تناوبنا أنا ورفيقتي ورفيقا آخر على مهمة “البوليميك” الموجه لرفاقنا الثوريين الذين لم يستطيعوا تحصين رواقهم في أول يوم من الأسبوع الثقافي.. ما زلت أتذكر رفيقتي وهي تقول لهم: “العشا الزين كيبان من العصر، صباح أول يوم من الأسبوع مقدرتوش تحصنو رواقكم منعرف واش غادي نبقاو نكونو هنا ديما باش نحميو الساحة ولي كيناضل فيها ولا لا!…. (يُتبع).








    رد مع اقتباس
قديم 2015-07-04, 21:03 رقم المشاركة : 20
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(18).. معركة العَلَمِ الأمازيغي وحركة “لعيالات جايات” – بشرى الشتواني

— 4 يوليو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) لم تنته الأيام الثقافية لرفاقنا الثوريين في سلام فقد واجهوا تحرشات مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية في اليوم الثالث من ايامهم تلك.. كانوا قد علقوا مع لافتاتهم علم الأمازيغ والذي لم يكن الرفاق القاعديين يعلقونه، ولم أكن أدري ساعتها هل تم ذلك عن حقد أم لرفضهم الفكرة على أساس موضوعي.. كل الذي كنت أعرفه ساعتها أن ألوان العلم المذكور كانت تعجبني لكنني لم أكن لأستطيع البوح بذلك.. واليوم بعد مرور كل هذه المدة انتصرت لحبي لتلك الألوان وقررت الدفاع عنها عن اقتناع لا عن حب فقط ..
كان رفاقنا الثوريون يعلقون إلى جانب رواقهم علم الأمازيغ الأصفر وصورة كل من بوجمعة الهباز ومعتوب لوناس، ليتدخل طالبان من الأمازيغ دون أخذ إذن أو بعد نقاش مسبق، انتزعا العلم والصورتين، وهنا بدأ التراشق بالكراسي واللكمات والركلات… تحولت الساحة في لمح البصر إلى حلبة مصارعة وعمت حالة الرعب عند الطلبة العادييين، كان أول المتضامنين مع رفاقنا الثوريين هو ذلك الرفيق الذي قال لنا أننا نتقاطع معهم في أشياء كثيرة وأنهم لن يتركوا ذلك التطاول يمر مر الكرام..
وفعلا ذلك ما حصل حيث اتحدوا ضد مرتكبي الفعل الذين هربوا ومعهم صورة بوجمعة الهباز الذي يصرون على اعتباره شهيد الحركة الثقافية الأمازيغية.. لم أكن أعرف بوجمعة الهباز ساعتها لكنني اليوم أعرف تاريخه جيدا فهو أحد مناضلي اليسار المغربي ابن مدينة ورزازات، حينما لم يكن ساعتها أي شيء يدل على وجود تنظيم اسمه الحركة الثقافية الأمازيغية، بل الأكثر من ذلك فإن اليسار المغربي آنداك لم يوف القضية الامازيغية حقها..
بعد معركة العلم تلك، فتحنا نقاشا لوضح فيه للطلبة ما وقع، ونشرح لهم أن هناك من يريد للساحة الطلابية أن تنزف دما، وأننا لن نسمح بالتطاول على الفكر التقدمي.. وكل ذلك الوعيد الذي كان رفاقي يتقنونه في ذلك الوقت.
كانت أيامنا تمر داخل الساحة المقدسة دون أن نحسها أو حتى نشعر أننا كنا نقوم بنفس الفعل في كل مرة.. كنا مصرين على التواصل مع الطلبة بشكل يومي وألا نترك أي حدث يمر علينا مر الكرام. كانت مناسبة اليوم الأممي للمرأة مهمة جدا بالنسبة إلينا خصوصا أنها تزامنت مع السنة التي كانت ستخرج فيها مدونة الأسرة للوجود.. كنا نقول: بما أن الميثاق مخطط طبقي فكل المشاريع التي تمر هي مخططات طبقية..
اقترحني أحد الرفاق لأتكفل بالمداخلة المركزية للنقاش حول موضوع المرأة والذي كان سيبدأ في الساعة العاشرة صباحا، وأن نسترسل فيه عند الرابعة بعد الزوال.. أحسست بصعوبة المهمة لكنه طمأنني قائلا لي إنه سيساعدني، طلب مني الاطلاع على كتاب أصل العائلة لإنجلز ومحاضرات حول تحرر النساء الذي كنت قد قرأته منذ مدة، ثم الإطلاع على المدونة الجديدة لفهم ما كان يجري حينها بخصوص المرأة المغربية، وكان تقسيم النقاش على الشكل التالي: الصباح “التأسيس التارخي لقضية المرأة من بداية المشاعة البدائية إلى ظهور المجتمع الرأسمالي” ثم في المساء: “خصوصية المرأة المغربية ونضالها ضد المجتمع الذكوري”..
ما لم أنتبه إليه ساعتها وربما رفاقي أيضا، أننا من كثرة تقديسنا لِما وجدنا عليه الساحة لم نكن نفكر في إبداع قنوات تواصل جديدة مع الطلبة، كان سيكون نقاشا مهما جدا لو حولناه إلى ندوة وتفاعلنا مع الطلبة، حيث كان سيكون أفضل. لكنني بقيت أصرخ طيلة اليوم كي أناقش موضوعا كان من الأحسن لو تمت مناقشته بصوت منخفض، بيد أنه كان من المستحيل قول ذلك. ولو حدث ذلك لاتهمني الرفاق بالسعي إلى النضال من فوق الكراسي..
“نضال الكراسي” كان تهمة وخيمة شأنها شأن نظيرتها اليوم “النضال الفايسبوكي”.. وأتذكر بهذا الصدد طالبة قاعدية أيام حركة 20 فبراير.. كنا في اجتماع تأسيس حركة فكرنا فيها افتراضيا وأنزلنا الفكرة على أرض الواقع، سمينا الحركة “لعيالات جايات”. في يوم التاسيس بأكادير جاءت تلك الرفيقة تصرخ في وجوهنا: “ذاك النضال الفايسبوكي ما واكلش، المغرب خاصو الثورة والمرأة ماشي عيالات خاصها ثورة باش تتحرر”..
أكملت مداخلتها النارية، لم أجبها لأني كنت أبهها من سنوات، لكن صديقتي الاتحادية والتي جاءت لتحضر الاجتماع قالت لها: “ملي تديرو الثورة ما ديرو ليا والو عقلو راني صاحبتكم” قالت ذلك بتهكم واضح، أشفقنا عليها واحترمنا ثوريتها الزائدة وإن كانت غير واقعية، المهم أنها كانت صادقة والصدق هو ما ينقصنا لنحقق الكثير..
في ذلك اليوم كانت الساحة المقدسة ممتلئة عن آخرها بالحلقيات، كل توجه سياسي يريد أن يناقش نظرته للمرأة حتى الظلاميين قرروا أن يناقشوا نفس الموضوع، ولأنهم لم يستطيعوا قول شيء أمام زخم اليسار في ساحتنا المقدسة، فقد نصبوا منصة كبيرة في ساحة سعيدة لمنبهي ونظموا مسابقة لتجويد القرآن، كان المهم هو أن لا يتركوا رقعتهم في لعبة الشطرنج تلك فارغة.. رقعة شطرنج مليئة بالعبث..
انتهت الحلقية ورجعت إلى المنزل بعد غياب اليوم كله، كان صوتي قد اختفى تقريبا إذ لم أكن أقوى حتى على رد تحية السلام، كنت أفكر فيما سأقوله ل”ماما” والمبرر الذي أقدمه لها أنا التي كنت قد وعدتها والرفيق المعطل أنني لن أقترب من الرفاق إلى أن تنتهي الأربعة أشهر المحكوم علي بها مع وقف التنفيذ، وتمر جلسة الاستئناف.
فور وصولي إلى البيت اكتشفت أن اختي الكبرى زارها مخاض الولادة والجميع مشغول بها.. تنفست الصعداء ونمت دون أن أحاول السؤال عن أختي فينكشف أمري. في اليوم الموالي طلبت أمي أن لا أذهب إلى الجامعة وأن أبقى مع إخوتي لأنها سترافق أختي إلى المستشفى..
كنت أنتظر أخبارا عن وضع أختي الصحي حين اتصل بي الرفيق “ر” ليقول لي إنهم في إنزكان وأن الرفيق “الوحش” سيخرج من السجن في ذلك اليوم، لم أستطع مقاومة الأمر، خرجت من البيت ضاربة بعرض الحائط وصايا “ماما”.. كان إحساس الفرح يغمرنا ونحن نعانق بطلا قاعديا بالنسبة للجميع، وهو كان بالنسبة لي بطلا حقا لأنني عشت معه لحظات بطولته تلك، وكيف كان الجلاد يهابه وهو مصفد اليدين ولايستطيع المقوامة..
ما زلت لحد الآن أحتفظ لحد الآن بنفس الصورة عن رفيقي “الوحش” الذي لم أره منذ سنة 2005 ولكنني متأكدة أنه ما زال صادقا وقويا كما عهدته…. (يُتبع).








    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 14:01 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd