عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-07-04, 21:03 رقم المشاركة : 20
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(18).. معركة العَلَمِ الأمازيغي وحركة “لعيالات جايات” – بشرى الشتواني

— 4 يوليو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) لم تنته الأيام الثقافية لرفاقنا الثوريين في سلام فقد واجهوا تحرشات مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية في اليوم الثالث من ايامهم تلك.. كانوا قد علقوا مع لافتاتهم علم الأمازيغ والذي لم يكن الرفاق القاعديين يعلقونه، ولم أكن أدري ساعتها هل تم ذلك عن حقد أم لرفضهم الفكرة على أساس موضوعي.. كل الذي كنت أعرفه ساعتها أن ألوان العلم المذكور كانت تعجبني لكنني لم أكن لأستطيع البوح بذلك.. واليوم بعد مرور كل هذه المدة انتصرت لحبي لتلك الألوان وقررت الدفاع عنها عن اقتناع لا عن حب فقط ..
كان رفاقنا الثوريون يعلقون إلى جانب رواقهم علم الأمازيغ الأصفر وصورة كل من بوجمعة الهباز ومعتوب لوناس، ليتدخل طالبان من الأمازيغ دون أخذ إذن أو بعد نقاش مسبق، انتزعا العلم والصورتين، وهنا بدأ التراشق بالكراسي واللكمات والركلات… تحولت الساحة في لمح البصر إلى حلبة مصارعة وعمت حالة الرعب عند الطلبة العادييين، كان أول المتضامنين مع رفاقنا الثوريين هو ذلك الرفيق الذي قال لنا أننا نتقاطع معهم في أشياء كثيرة وأنهم لن يتركوا ذلك التطاول يمر مر الكرام..
وفعلا ذلك ما حصل حيث اتحدوا ضد مرتكبي الفعل الذين هربوا ومعهم صورة بوجمعة الهباز الذي يصرون على اعتباره شهيد الحركة الثقافية الأمازيغية.. لم أكن أعرف بوجمعة الهباز ساعتها لكنني اليوم أعرف تاريخه جيدا فهو أحد مناضلي اليسار المغربي ابن مدينة ورزازات، حينما لم يكن ساعتها أي شيء يدل على وجود تنظيم اسمه الحركة الثقافية الأمازيغية، بل الأكثر من ذلك فإن اليسار المغربي آنداك لم يوف القضية الامازيغية حقها..
بعد معركة العلم تلك، فتحنا نقاشا لوضح فيه للطلبة ما وقع، ونشرح لهم أن هناك من يريد للساحة الطلابية أن تنزف دما، وأننا لن نسمح بالتطاول على الفكر التقدمي.. وكل ذلك الوعيد الذي كان رفاقي يتقنونه في ذلك الوقت.
كانت أيامنا تمر داخل الساحة المقدسة دون أن نحسها أو حتى نشعر أننا كنا نقوم بنفس الفعل في كل مرة.. كنا مصرين على التواصل مع الطلبة بشكل يومي وألا نترك أي حدث يمر علينا مر الكرام. كانت مناسبة اليوم الأممي للمرأة مهمة جدا بالنسبة إلينا خصوصا أنها تزامنت مع السنة التي كانت ستخرج فيها مدونة الأسرة للوجود.. كنا نقول: بما أن الميثاق مخطط طبقي فكل المشاريع التي تمر هي مخططات طبقية..
اقترحني أحد الرفاق لأتكفل بالمداخلة المركزية للنقاش حول موضوع المرأة والذي كان سيبدأ في الساعة العاشرة صباحا، وأن نسترسل فيه عند الرابعة بعد الزوال.. أحسست بصعوبة المهمة لكنه طمأنني قائلا لي إنه سيساعدني، طلب مني الاطلاع على كتاب أصل العائلة لإنجلز ومحاضرات حول تحرر النساء الذي كنت قد قرأته منذ مدة، ثم الإطلاع على المدونة الجديدة لفهم ما كان يجري حينها بخصوص المرأة المغربية، وكان تقسيم النقاش على الشكل التالي: الصباح “التأسيس التارخي لقضية المرأة من بداية المشاعة البدائية إلى ظهور المجتمع الرأسمالي” ثم في المساء: “خصوصية المرأة المغربية ونضالها ضد المجتمع الذكوري”..
ما لم أنتبه إليه ساعتها وربما رفاقي أيضا، أننا من كثرة تقديسنا لِما وجدنا عليه الساحة لم نكن نفكر في إبداع قنوات تواصل جديدة مع الطلبة، كان سيكون نقاشا مهما جدا لو حولناه إلى ندوة وتفاعلنا مع الطلبة، حيث كان سيكون أفضل. لكنني بقيت أصرخ طيلة اليوم كي أناقش موضوعا كان من الأحسن لو تمت مناقشته بصوت منخفض، بيد أنه كان من المستحيل قول ذلك. ولو حدث ذلك لاتهمني الرفاق بالسعي إلى النضال من فوق الكراسي..
“نضال الكراسي” كان تهمة وخيمة شأنها شأن نظيرتها اليوم “النضال الفايسبوكي”.. وأتذكر بهذا الصدد طالبة قاعدية أيام حركة 20 فبراير.. كنا في اجتماع تأسيس حركة فكرنا فيها افتراضيا وأنزلنا الفكرة على أرض الواقع، سمينا الحركة “لعيالات جايات”. في يوم التاسيس بأكادير جاءت تلك الرفيقة تصرخ في وجوهنا: “ذاك النضال الفايسبوكي ما واكلش، المغرب خاصو الثورة والمرأة ماشي عيالات خاصها ثورة باش تتحرر”..
أكملت مداخلتها النارية، لم أجبها لأني كنت أبهها من سنوات، لكن صديقتي الاتحادية والتي جاءت لتحضر الاجتماع قالت لها: “ملي تديرو الثورة ما ديرو ليا والو عقلو راني صاحبتكم” قالت ذلك بتهكم واضح، أشفقنا عليها واحترمنا ثوريتها الزائدة وإن كانت غير واقعية، المهم أنها كانت صادقة والصدق هو ما ينقصنا لنحقق الكثير..
في ذلك اليوم كانت الساحة المقدسة ممتلئة عن آخرها بالحلقيات، كل توجه سياسي يريد أن يناقش نظرته للمرأة حتى الظلاميين قرروا أن يناقشوا نفس الموضوع، ولأنهم لم يستطيعوا قول شيء أمام زخم اليسار في ساحتنا المقدسة، فقد نصبوا منصة كبيرة في ساحة سعيدة لمنبهي ونظموا مسابقة لتجويد القرآن، كان المهم هو أن لا يتركوا رقعتهم في لعبة الشطرنج تلك فارغة.. رقعة شطرنج مليئة بالعبث..
انتهت الحلقية ورجعت إلى المنزل بعد غياب اليوم كله، كان صوتي قد اختفى تقريبا إذ لم أكن أقوى حتى على رد تحية السلام، كنت أفكر فيما سأقوله ل”ماما” والمبرر الذي أقدمه لها أنا التي كنت قد وعدتها والرفيق المعطل أنني لن أقترب من الرفاق إلى أن تنتهي الأربعة أشهر المحكوم علي بها مع وقف التنفيذ، وتمر جلسة الاستئناف.
فور وصولي إلى البيت اكتشفت أن اختي الكبرى زارها مخاض الولادة والجميع مشغول بها.. تنفست الصعداء ونمت دون أن أحاول السؤال عن أختي فينكشف أمري. في اليوم الموالي طلبت أمي أن لا أذهب إلى الجامعة وأن أبقى مع إخوتي لأنها سترافق أختي إلى المستشفى..
كنت أنتظر أخبارا عن وضع أختي الصحي حين اتصل بي الرفيق “ر” ليقول لي إنهم في إنزكان وأن الرفيق “الوحش” سيخرج من السجن في ذلك اليوم، لم أستطع مقاومة الأمر، خرجت من البيت ضاربة بعرض الحائط وصايا “ماما”.. كان إحساس الفرح يغمرنا ونحن نعانق بطلا قاعديا بالنسبة للجميع، وهو كان بالنسبة لي بطلا حقا لأنني عشت معه لحظات بطولته تلك، وكيف كان الجلاد يهابه وهو مصفد اليدين ولايستطيع المقوامة..
ما زلت لحد الآن أحتفظ لحد الآن بنفس الصورة عن رفيقي “الوحش” الذي لم أره منذ سنة 2005 ولكنني متأكدة أنه ما زال صادقا وقويا كما عهدته…. (يُتبع).








    رد مع اقتباس