عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-07-03, 21:47 رقم المشاركة : 19
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(17).. حرب داحس والغبراء بين القاعديين والأمازيغ! – بشرى الشتواني

— 3 يوليو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) في اليوم الموالي أخربني أحد الرفاق أن خلاصات اللقاء هي الرد العسكري على الإعتداء على رفيقنا، لم أناقشه أبدا، أحسست أن الأمر لا يعنيني بشكل مباشر لأن المواجهة العسكرية كان يقوم بها رفاقنا الذكور أولا، ثم إنني كنت أكثر الرفاق ابتعادا عن طرح العنف ذاك.
كانت هناك عدة أحداث وطنية تحيل على تورط الطرفين في أعمال العنف، فقد هجم رفاق الراشيدية قبلها بأيام على بعض مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية في مقصف كلية الراشيدية لدرجة أن إحدى الصور تبين قطع أصبع أحد الأمازيغييين. كل هذا لم يكن يطرح عندي سؤالا، فلماذا كل ذلك العنف في حل الاختلافات أو حتى الخلافات؟ المهم بالنسبة لي هو أنني كنت أناضل إلى جانب رفاقي القاعديين، وما عدا ذلك لا يهم وهذا ما كان يجعل مكانتي قريبة من أغلبهم بل كنت صديقة لأغلبهم.
يوم الهجوم على مرتكب الجريمة في حق رفيقنا (حسب إحساسي ساعتها) كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء، كنت أعرف أنها ساعة الصفر لكني لم أتحمس للبقاء ومشاهدة ما سيحصل من ضرب، بل قررت أن أغادر باكرا.
خرجت من باب كلية الآداب. كان هناك مناضل ضخم الجسم يحمل حقيبة ظهر دائما وكان الرفاق يظنون أنه قائد فصيل الطلبة الأمازيغ العسكري، فكلفو أحد الرفاق جاء خصيصا للظرفية من مراكش بمراقبته وضبطه. تساءلت عم يفعله ذلك الشخص هناك وهو قائد الطلبة الأمازيغ، لكنني لم أتجرأ على الاتصال بالرفاق اللذين كانوا ما زالوا في الساحة المقدسة.
بعد التحاقي بالنقل الجامعي سمعت من بعض الطلبة أن “القاعديين كيتواجهو مع الأمازيغ” لم أتدخل في نقاش الطلبة ولم يستيقظ فضولي تجاه ما وقع، ربما لأن ثقتي في رفاقي ساعتها كانت كبيرة أو لأنني كنت أظن أننا أصحاب حق وأننا سننتصر كما في كل شيء آخر..
كنت أفهم كل شيء ما عدا واحدا، لم يستوعبه عقلي الصغير ساعتها، وهو أن التطرف ليس مصدره بالضروة اليمين فقط، بل قد نجد تطرفا يساريا لا يفهم سوى عبر هذا المنطق: “أنت لست معي إذن أنت ضدي” وأن العنصرية ليست فقط عربية ضخمتها أكاذيب من قبيل الوطن العربي والفكر البعثي الغبي، بل إنها أيضا أمازيغية ضخمها بعض طلبة الحركة الأمازيغية بسبب انتمائهم للمغرب العميق، مما عمق جرح الهوية في دواخلهم حتى تحول إلى عنصرية مقيتة، ثمة مِن بينهم مَن صححها مع الوقت ومنهم مَن لا زالت تملأ رأسه المتحجر.
في صباح اليوم الموالي التقيت الرفاق وقد بدت علامات الانتشاء على وجوههم. قالوا لي بأنهم ضربوا مَن ضرب رفيقنا وأنهم أعطوا للجميع درسا مفاده أن يفكروا قبل أن يدوسوا لقاعدي على طرف حذائه..
فرحت وأحسست أننا أقوياء جدا، ومن ساعتها تعودنا على نطق كلمة عنف ثوري، لم أفهم منها شخصيا غير أمر واحد هو أن الرفاق كلما وصلوا في خلاف مع أحد الاطراف السياسية إلى الباب المسدود فإن هاجس العنف يتحرك فيهم.
مر كل ذلك دون أن يحرك في داخلي أي سؤال عن ماهية العنف، بل كان ارتباطي بالتوجه يزيد كل يوم وأنا في الساحة المقدسة أناقش ضمن الحلقيات والدردشات.. أو أحاول استقطاب طالبات وطلبة جددا للتوجه وأنا أراقب انتصارات الرفاق وسط الساحة..
وكان انتصار رفيقتي طالبة الأدب العربي ذات صبيحة مما رفع الرأس. حدث ذلك في اليوم الأول حين انطلاق الأيام الثقافية للطلبة الثوريين الذين جاءوا في الصباح الباكر وعلقو لافتاتهم وصور الشهداء ورصوا كراسات الثورة الدائمة والبوصلة ومقالات روزا لوكسومبورغ وذهبوا ليتناولوا وجبة الفطور عند الحسين “مول البيفيت” (هكذا كنا نسمي مقصف الكلية)..
كانت الساعة تشير إلى الثامنة والنصف، وصلت رفيقتي ضمن أوائل الطلبة إلى الكلية لتجد اثنين من جهاز الأواكس يتجولون في الساحة ويطالعون كراسات الرفاق الثوريين وهو تصرف خطير يستحقون عليه محاكمة جماهيرية. والمشكل الأخطر أن ذلك تم على مرئ ومسمع إثنين من الرفاق الثوريين..
ثارت ثائرة الرفيقة وأخدت تصيح في وجه الرفاق الثوريين: “مقدرتوش تحصنو رواقكم من الاواكس وباغيين تديرو الاسبوع نوضو نجريو على هاد الكلاب من الساحة”.. وأخدت تردد شعارات تفضح تلك الممارسة.. كنت أنا في المقصف أتناول وجبة فطوري الهزيلة، ولم أكمل شرب كأس قهوتي بعد، قال لي أحد الطلبة: “الرفيقة فلانة تصرخ”.. هرولنا نحو الساحة لنجدها ترفع الشعارات و راء عنصري الأواكس وهما يسرعان الخطى هربا من التحاق باقي الطلبة.. دخلا إلى مكتبهما وأقفلا عليهما الباب، تجمهرنا أمام المكتب ونحن نندد: “أواكسي حمار مهمته قمع النضال ولا غيره سليل البغال ودا اصله عميل النظام ودا طبعه أواكسي حمار مهمته قمع النضال ولا غيره..”..
كنت أردد الشعار وأتذكر كل ما مررنا به في الكوميسارية وأتذكر الرفيق “الوحش” وهو الذي كان ما زال يقضي عقوبته السجنية، والأكيد أن رفيقتي كانت تحس بنفس الإحساس.. بعد حصة الشعارات تلك التحقنا بالساحة وبدأت حصة “البولميك”.. فتحنا حلقية باسم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ونددنا بما وقع وأن ذلك تطاول على حرمة الساحة المقدسة، ثم تناوبنا أنا ورفيقتي ورفيقا آخر على مهمة “البوليميك” الموجه لرفاقنا الثوريين الذين لم يستطيعوا تحصين رواقهم في أول يوم من الأسبوع الثقافي.. ما زلت أتذكر رفيقتي وهي تقول لهم: “العشا الزين كيبان من العصر، صباح أول يوم من الأسبوع مقدرتوش تحصنو رواقكم منعرف واش غادي نبقاو نكونو هنا ديما باش نحميو الساحة ولي كيناضل فيها ولا لا!…. (يُتبع).








    رد مع اقتباس