الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > بنك الاستاذ للمعلومات العامة > سير و شخصيات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2015-07-09, 22:00 رقم المشاركة : 26
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(23).. عرس وحب وفرح في أجواء صراع لينيني ماوي! – بشرى الشتواني

— 9 يوليو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) كانت المدة الزمنية الفاصلة بين مرحلة العلاقة الرفاقية المفتوحة على كل الاحتمالات ومرحلة ترسيمها بمعناه القانوني والديني والإجتماعي هي شهران.
بالنسبة لعائلتينا كانت هذه المدة قصيرة جدا، أما بالنسبة لنا فإنها كانت طويلة بما فيه الكفاية لنضجر من استعداداتهم التي كانت تبدو لنا مضيعة للوقت. كان رفيقي ينضبط لكل ما يُطلب منه استجابة لرغبتي، ولإنجاح محطة العرس.. أمي وأبي كانا يتشاجران في اليوم مائة مرة مختلفيْنِ حول جزئيات تقنية في مراحل الإعداد لحدث تعتبره الأسرة المغربية مهما، أما أنا فقد كنت أكبر في اليوم الواحد أكبر مما يحدث في سنوات، حيث أحس أنني صرت كبيرة بما يكفي لأصبح رفيقة زوجة ولِما لا أما مناضلة. ما كان يزيد إحساسي ذاك ويذكيه هو نقص منسوب صبيب أسئلة “ماما” عن سبب تأخري في الخارج وبحة صوتي وقربي أو بعدي عن الساحة المقدسة، حتى جدتي كانت تمطرني بنصائحها من قبيل: “حضي راسك ابنتي عنداك الشمس واهتمي بجمالك فأنت مشروع عروسة”..
كل ذلك كان يغذي الإحساس بالفخر في داخلي، خصوصا إذا سألني أحد الرفاق عن موعد العرس وما إذا كان سيكون من المدعويين أم لا، كنت أجيب بفرح وفخر كبيرين، لا أدري هل هو الفرح بدخول مرحلة جديدة من حياتي كأية فتاة مغربية تنتظر يوم عرسها، خصوصا إذا كان العريس حبيبا أم هي رغبة الرد على دعاة ذلك الاجتماع الرفاقي الغبي وذاك التصويت المتخلف الذي لا يمت للديموقراطية بشيء، ثم القرار الجائر بعدم مشروعية علاقتي برفيقي والذي لم ننضبط له..
كان الأمر يتعلق بأفضل قرار سياسي تمردت عليه لحدود تلك الساعة، كنت أنتظر من الرفاق أن يقدموا نقدا ذاتيا على حماقة ذلك اللقاء.. وفعلا جاءني رفيقي المتصف بالموضوعية دوما حين كنت مستغرقة في الإنصات لنقاش جماهيري وطلب مني التنحي وإياه دقيقة من الوقت.. جلست إلى جانبه فإذا به يهنئني ويقول لي: “حافطي على علاقتك برفيقك فهو طيب جدا ومبدئي ونحن كنا مخطئين يوم تدخلنا في أمر يخصكما وحاولنا تسييسه” واستطرد: “تحية لكما لأنكما انتصرتما للحب”.. عانقته وقلت له أنه مدعو يوم 24 أبريل لحفلة عرسنا بمعية فلان والرفيقات.
اقترب موعد العرس وازداد فرحي واعتزازي بنجاح علاقتي ظنا مني أن نجاح أية علاقة وإن كانت رفاقية معياره الوحيد هو الزواج، ولهذا الظن نصيب من الصحة في مجتمع كمجتمعنا الذي لا يعترف بأي شعور بين امرأة ورجل إلا تحت غطاء عائلي وديني ومباركة قانونية، وقد انضبطنا نحن الإثنان لكل ذلك كي ننتصر..
جاء موعد زواجنا فاختلطت العائلتان واحتفلنا.. كان احتفالي احتفالان الأول بعيد ميلادي التاسع عشر والثاني بزواجي من حبيب طالما حلمت به زوجا.. بعد الحفل العائلي ولأن رفيقي لا ينسى رفاقه فقد أصر أن نحتفل بمعية الرفاق كذلك.. وعلى نغمات عود رفيقنا الفنان أخدنا معنا كل أنواع الأكل والحلويات المُوزعة في العرس، وذهبنا لنغني للفرح والحب.. كانت سهرة رفاقية رائعة وأظن أنني ورفيقي الحبيب كنا أول مَن قمنا بمثل ذاك الإحتفال وسط الرفاق في أكَادير، وأكاد أجزم أننا أيضا آخر مَن قام به أيضا..
بعد أمسية الرفاق سافرنا نحن الإثنان إلى مراكش كي نحتفل، وكي أجرب السفر لأول مرة في غير سيارة أبي ودون ملاحظات ماما أو انزعاج إخوتي.. كنت أنا وحبيبي يدا في يد وبدون أن أراقب الساعة كي لا تتجاوز السابعة مساء وخشية عقاب التأخر..
نعم بقينا مع بعضنا الليل كله نتجول في الأزقة وقبَّلنا بعضنا دون أن نخاف من نظرات الناس الفضولية وهذه المرة في مراكش التي تستقبلنا أماكنها السياحية بحب، هذا بينما في جهة أخرى من نفس الحاضرة الحمراء كانت أصوات البيانات السياسية المتصارعة ترتفع حول مَن يمثل الخط الصحيح ومَن يحرفه، المنتصرون لتعاليم “ماو تسي تونغ” كانوا يواجهون القمع ويرفعون سقف المعركة ..
أنصار ماو تسي تونغ كانوا متشبثين باسم مواقع الصمود، رغم أنهم في مكناس انسحبوا منهزمين أمام بنذ الطرد. شرعوا في انتقاد المعركة وحاولوا دعم بعض من رفاقهم في مراكش، وكانت هناك مجموعة أخرى لا تنتصر ل”ماو تسي تونغ” نهائيا بل تنزع عنه صفة اللينينية، وكان أفراد مجموعة أخرى يتفرجون ويحاولون دعم مواقع الصمود بحذر دون نزع صفة اللينينية عن “ماو”..
كانت صفة اللينينة هي ما يضيف القدسية على الثورة أو ينزعها عنها.. كل ذلك ونحن الإثنان في مراكش ننتصر للحب والفرح، لكن رفيقي قرر وسط كل ذلك أن يعرفني برفيق قديم له. كان هذا الأخير من بين الرفاق الذين راكموا معه تجربة مهمة فكريا وسياسيا.. ذلك الرفيق يهاجم اليوم نص مذكراتي هذه ويقول لمن يريد أن يسمعه، أنني أريد بها شيئا غير البوح الجميل.. وأتساءل: لماذا الرفض أو بالاحرى الخوف من بوح جميل وتنشيط لذكريات مرت في مرحلة عمرية وشمت حياتنا؟
لا أدري لماذا، فمن الممكن أن هناك من يخاف أن تختلط علي الذكريات فآتي على ذِكر ما ليست لي.. ربما تكون فاضحة، أو أتجاوز مرحلة البوح وأدخل إلى الفضح الجميل أيضا..
لكل هؤلاء أقول إنني أعرف المسافة الفاصلة بين الخاص والعام في هذه الذكريات، خصوصا أن نوعيها مختلفان. فذكرياتي ميزتها الصدق ولن تختلط أبدا مع النوع الثاني وإن “احتكت” به..
ومن ذاك الإحتكاك أنني في لقائي الأول بذلك الرفيق أحسسته لقاء باردا جدا لم يرق إلى درجة الحرارة التي كان رفيقي يودها، لكني امتصصت تلك البرودة وطلبت من زوجي ورفيقي أن نتسابق لنصل إلى الفندق. كانت المسافة قصيرة لكن سباقنا جعلها طويلة لأننا كنا نقف ليغش كل واحد منا الآخر، في نهاية المسافة قلت لرفيقي الحبيب: من الآن لا تأمل حبا كبيرا من أحد فأنا حبك ورفيقتك والكل يضع المبادئ جانبا ويبني حياته الشخصية..
رفض رفيقي الحبيب منطقي وقال لي: أنا احب الرفاق وإن لم يحبونني..
احترمت طيبته وأكملنا الطريق… (يُتبع).







    رد مع اقتباس
قديم 2015-07-10, 21:55 رقم المشاركة : 27
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(24).. القاعديون في مواجهة نقابة الأموي وسنة فرز “التحريفية” – بشرى الشتواني

— 10 يوليو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) كانت تلك أول مسيرة فاتح ماي شاركت فيها فقد حررني الزواج من برج مراقبة عائلتي وتخلصت من كل الممنوعات السياسية والأخلاقية التي كانت تحاصرني.
قررنا أن نقطع عطلتنا لنحتفل بفاتح ماي إلى جانب رفاقنا بأكادير، فللإحتفال في أكادير طعه الخاص خصوصا أنه يبدأ دائما بصراع وتدافع لساعات ثم يتطور لمعركة ضرب وجرح مع عمال الكنفدرالية الديموقراطية للشغل.. كنا ننزل للاحتفال مع العمال لكن لابد من طقوس الصراعات تلك..
خرجنا في الصباح الباكر، وكنت يومها سعيدة بأول مشاركة لي في احتفالات فاتح ماي واكتشاف تلك الاجواء النضالية الرائعة.. نعم إنه العيد الأممي الذي كنا سنرفع فيه شعارات التوجه وسط الشوارع. إنها المرة الوحيدة التي أخرجنا فيها لافتاتنا خارج أسوار الجامعة، فكيف لا يكون يوما مميزا؟ أما ما عدا ذلك فلا أظن أننا كنا نعرف حتى البنية التنظيمة للنقابة. ثم لماذا الكنفدرالية وليس أي نقابة أخرى؟ وما مدى ديموقراطيتها وجماهيريتها ووو… إلخ؟
أجابني رفيقي بأنها الأكثر تمثيلية للعمال في أكَادير وأننا نريد الالتحام والمراكمة مع العمال.. هضمت كلامه دون أن أستوعب كيف ليوم واحد أن يكون كافيا لهذا الضرب من المراكمة ولا حتى لتبادل أرقام الهواتف؟
بدأ التجمع وشرع الكاتب الجهوي للنقابة في إلقاء كلمة فاتح ماي، وبدأنا في رفع شعار “باركا من النفاق العامل عاق وفاق” ولأن العامل “ما عاقش وما فاقش” فقد طوقنا مجموعة من العمال وأخذوا يناقشوننا تارة بلطف وتارة أخرى بالتهديد.. طلبوا منا أن نسكت حتى تمر كلمة الكاتب الجهوي للنقابة وهو ما رفضه الرفاق. سألت رفيقا: لماذا لا نسكت حتى تمر الكلمة؟ أجابني: لن نتركهم يمررون خطاب البيروقراطية على العمال المغيبين.. وكأن الخطاب يمر صبيحة فاتح ماي فقط، وكان العمال يغيبون فقط صبيحة فاتح ماي!
نزل الكاتب النقابي الجهوي من منصته وصرخ في وجوهنا: “واش نتوما كل عام تجيو تفسدو لينا الاحتفالات العام كامل العمال كيعتصمو وكيطردو وكيتشردو مكنشوفوكومش” أجابه أحد الرفاق الذي ظهر من شنبه الكبير أنه كبير في السن: “زعما يلا جاو غادي تخليهم يتخلطو بالعمال؟”… “إما تنضابطو ولا غادي نتاخذ معاكم الاجراءات” يجيب الكاتب الجهوي للنقابة لنسمع صوت مكبر الصوت يقسم المسيرة حسب القطاعات. فجأة أتت رفيقة وهي حاملة لافتتة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وقالت لي: “امسكيها معي سنتسلل وسط العاملات كي نكون في الصفوف الأمامية. وفعلا تسللنا وكنا كلما دخلنا وسط قطاع عمالي يهرب من منا أفراده، لنجد أنفسنا بجانب رفاقنا الثوريين في آخر المسيرة ثم استسلمنا للأمر الواقع وبدأنا في رفع شعاراتنا القوية، كنا نصرخ ملء أصواتنا للحرية والاشتراكية ونلوح بأيدنا للنصر وبلافتاتنا الحمراء..
تلك الأجواء الحماسية كانت تشحنني بطاقات نضالية كبيرة وتمنع عني طرح الأسئلة التي يمكن أن تصحح مسار النضال أو تنضجه، رجعنا إلى لبيت وقد تحمل جسمانا من التعب الشىء الكثير وجيوبنا مملوءة بكثير من أوراق البيانات. بعدما نمنا وارتحنا أخذنا نقرأ بيانات التوجهات السياسية بالمدينة، كانت كلها تتشابه، تندد وتشجب وتطالب وتتضامن.. صيغة واحدة ووحيدة، ننتقل من بيان لآخر فنجد نفس اللغة المملة ولا للابداع مكان فيها. لم أستطع إتمام قراءة ذلك الكم الكبير من البيانات، قلت لزوجي: “هاذ البيانات مملة”.. ضحك وقال: “كله كلام يا بشرى المحدد هو الميدان”.. كان دائما ينهي الكلام معي بكلمة فيصيبني بحالة الخرس السياسي، لا أعرف هل لأني أحبه أم لأنني لم أكن أتجرأ على طرح الأسئلة كي لا نفسد جلستنا فتصيبنا لعنة الحب بسبب السياسة.
في اليوم الموالي كان موعد الوداع فزوجي كان مضطرا للرجوع إلى عمله، وكُنت مقبلة على اجتياز الامتحانات بنجاح على أمل أن نلتقي في العطلة الصيفية، وهذه المرة في بيتنا الزوجي، كما قررنا أنه سيكون عامي الأخير في الساحة المقدسة لأنني كنت سألتحق في العام الموالي بسلك دراسة ترميم الأسنان في الدار البيضاء، فهناك أحداث أخرى وحياة أخرى لا تشبه حياة القاعديين ولا الساحة المقدسة.. بيد أنه كان لرفاقي في التوجه رأيا آخر خصوصا أن المرحلة كانت للفرز بين مَن اختار الخط الماوي ومَن بقي وفيا لمواقع الصمود، رفضوا أن ألتحق بالدار البيضاء وارتأوا أن أكمل سنتي الجامعية المتبقية كي أدعم التوجه.
لم أكن أفكر ساعتها في شيء سوى اكتشاف حياتي الجديدة، كنت أخرج في أي وقت أريد، أكلم رفاقي أمام “ماما” دون أن أخشى صراخها في وجهي، والأهم أنني كنت أحضر لقاءات المساء التي لم أستطع حضورها طيلة ثلاث سنوات..
كانت علاقتنا بالفكر الشيوعي وبالتوجه عاطفية أكثر من أي شيء آخر، خصوصا في تلك السنة، لأنها كانت سنة فرز بين مَن هو المناضل القاعدي وبين التحريفي الجديد أو الماوي، دون أن نقف عند فهم معايير هذا التصنيف، فالكل كان ينشد الثورة المظفرة وكل طرف كان يراكم لها وفق ما يراه مجديا، وهناك مَن لا يراكم شيئا أبدا بل يحلم فقط ويصفق وينتقد في أحيان كثيرة.
أما نحن في أكادير فكان اختيارنا البقاء أوفياء لمواقع الصمود أو تصديق مقولة أن العمل من داخل الإطارات الجماهيرية لا يراكم للثورة بل يخدم أجندة الإصلاحية، وأن الأجدى هو تواجدنا بموقع أكادير إلى جانب رفاق اختاروا هذا التوجه دون غيره. ولو كنا ندرس في مراكش لكنا اخترنا أصدقاء “ماو تسي تونغ” لأنه ببساطة لم تكن لدينا فرصة طرح كثير من الأسئلة ونحن وسط معمعة الصراع الطلابي، ثم هناك كل ذلك الحب الذي كنا نكنه لتجربة لها ما لها وعليها ما عليها، لكنها تبقى في الأول والأخير أول مدرسة نضالية وسياسية تعلمنا فيها ألف باء حب الوطن… (يُتبع).







    رد مع اقتباس
قديم 2015-07-11, 21:53 رقم المشاركة : 28
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(25).. بين مدينة غول والإقتتال مع التروتسكيين والأمازيغيين – بشرى الشتواني

— 11 يوليو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) كانت سنة 2006 من أصعب السنوات في حياتي، خصوصا أنه كان عامي الأول بعيدا عن بيت العائلة وعن بيت زوجي أيضا.. كنت مطالبة بالنجاح دون أي مبرر للفشل، ثم قبل ذلك التأقلم مع أجواء مدينة أقل ما يمكن وصفها به أنها غول كما يُقال عنها..
لم أتحمل المعهد ولا طلبته ولا طريقة تعاملهم، لم أصدق أبدا أن “توين سانتر” يتشابهان أو أنهما توأمان أصلا.. فكل شيء في الدار البيضاء مزور حتى ضحك سكانها وترحيبهم بك، هكذا بدت لي المدينة وأهلها، أو ربما كان سبب نفوري أنني تعودت هدوء أكَادير وطيبة أهلها. كان حنيني للساحة المقدسة ولرفاقي يجعل من المعهد جحيما ويجبرني على الدخول في مقارنة غبية بين الساحة المقدسة وباحة المعهد.
مرت السنة بطيئة جدا، لم يسرع من خطواتها سوى اتصال هاتفي ليلي من أحد الرفاق قال لي بالحرف أنه اتصل برفيق كان هو الآخر موجودا في الدار البيضاء وأنه من الأشخاص الذين يمكن أن يهونوا علي بشاعة المدينة. وطلب مني رفيقي أن نأتي على عجل في نفس اليوم ليلا إلى أكَادير مؤكدا أنه اتصل بزوجي.. قال: “ضروري تنزلو اليوم، غدا خاصكم آ الرفيقة تصبحوا فاكادير”.. “شنو واقع ثاني؟”.. “التروتسكيين ضربو الرفيق فلان والضربة جات فالراس معرفناه يعيش أو يموت”..
تملكني خوف كبير وأنا أسمع إنه يمكن أن أفقد رفيقا في أية لحظة.. اتجهت نحو المحطة الطرقية لألتقي بالرفيق الذي أُشير به عليَ، كان رفيقا عسكريا بامتياز، لم نتحدث طويلا، فهول الصدمة أخرس لسانينا، ركبنا الحافلة وأخذنا نحسب كيلومترات الطريق، علنا نسبق الموت أو الاعتقال أو الإنتقام لأن تلك المشاعر الحزينة فقط هي التي كانت تخالجنا ساعتها..
صباح اليوم الموالي وصل زوجي أيضا، لم نتكلم طويلا، ذهبنا مباشرة لنزور رفيقنا في المستشفى، كان أخوه الأكبر، وكان رفيقا أيضا، في استقبالنا وحكو لنا أنه نجا من الموت بأعجوبة وأنه لولا ميلمترات قليلة لكانت ضربة السيف قطعت وريده ولكنا احتسبناه شهيدا.. كان الرفيق المصاب بالكاد يتكلم.. لكن مباشرة بعد دخولنا إلى غرفته قال لنا: “علاش جيتو انتوما بعاد”..
لم يتمالك نفسه أخذ يبكي مثل طفل صغير، لم أستطع تحمل لا مشهد البكاء ولا مرأى رفيقي المُسجى فوق سرير لا نعرف هل سيقف على رجليه أم سيستعين بكرسي، كنا كلما مر علينا الوقت داخل المستشفى إلا ونسمع رواية جديدة، خصوصا أن الرفاق المصابين كانو ثلاثة لكن بدرجات متفاوتة تتفاوت معها حتى رواياتهم وروايات الطلبة المتعاطفين، فمنهم من قال أن أحد الرفاق الضحايا ترك فيلقه ليكلم صديقته، وآخر تردد في الضرب، والمحارب إن تردد يصاب، ثم قالوا عن الرفيق صاحب الإصابة إنه سقط بينما كان يجري ليلتف حوله مجموعة التروتسكيين، وأنه كان من بينهم معطل يقول: “الراس لا الراس لا”..
كان كل الرفاق في حالة تاهب للرد على الإعتداء وهم يقسمون بدماء الشهداء أن ينتقموا وأن يردوا الصاع صاعين، خصوصا أن الرفاق الثوريين كانوا قد أعلنو في بيان لهم أن القاعديين هجموا عليهم وأن أحد رفاقهم يوجد بين الحياة والموت كي يبعدوا عنهم الشبهات إعلاميا و في السياسة كل شيء جائز حتى يتسنى تبني الضحيتة وجعله “رفيقا” كيف لا وحامي الدين أعتقه من سنوات السجن الطويلة جراء تهمة اغتيال بن عيسى تبنيه للتوجه القاعدي أمام قاضي التحقيق فأصبح شيوعيا؟
فجأة لم أكن أدرك إنها بداية عنف وعنف مضاد ستغير الساحة المقدسة، لم أفهم ساعتها أن كل الملتحقين بالتوجه يجب ان يكونوا بالضرورة يتقنون فن الحرب خصوصا حرب الشوارع، وأن القاعدي لا يخرج من بيته دون معطفه وسلاحه، وكأننا في حرب حقيقية.
لم يفهم رفاقي الجدد الخط الرفيع الفاصل بين مرحلة الحرب السياسية والحرب الأخرى، كان بالنسبة لهم كل من يخالفهم عدوا لدرجة أنني كنت أعاين تعنيفا في حق الطلبة فقط لأنهم يقومون بأشياء ليست من أعراف “أوطم” ولأنهم هم حماة أوطم يعنفون قبل أن يناقشوا لدرجة أنهم خلقوا هوة كبيرة بينهم وبين الطلبة..
كنت ألاحظ كل ذلك وأسكت خوفا من أن أُتهم بشيء لا أعرفه، خصوصا أن أغلب رفاق دفعتي إما أكملو دراستهم أو إنهم في سنتهم الأخيرة فابتعدوا عن منطلق: “مابقالي قد مافات”.. ولأنني كنت أعيش في مدينة أخرى فحتى إن قلت شيئا سيردون علي بلباقة: إن هذا لا يعنيك آ الرفيقة احنا مستقلين تنظيميا ونعرف مانفعله”..
مرت الأيام وأنا أراقب الرفاق وهم يناضلون بشكل غريب حقا، يختلف عما كنا عليه، لكن كنت ألتزم الصمت أو أقدم ملاحظات على الهامش كبقية الرفاق القدامى.
تعافى رفيقنا بعد رحلة علاج طويلة وقرر بعدها الرفاق أن يردوا الضربة، وكان لهم ذلك، ضربوا بنفس القوة طالبا ثوريا من مدينة “طاطا” قالوا إنه احتاج إلى عملية ترميم يده.. كان الرفاق يتصلون بنا ليبلغونا بذلك وهم منتشون..
بكل صدق لم أكن أفرح بذلك العنف أبدا، ولطالما كنت صديقة الجميع في الجامعة. فالرفاق الثوريون كانوا أصدقائي ومناضلو الحركة الثقافية الأمازيغة كان أصدقائي أيضا. لم أكن أدري سبب الجبهة العنيفة التي فُتحت بينهم وبين الرفاق سنة 2007 كل الذي أعرفه أني انتقلت في تلك السنة لاستكمال دراستي في مراكش، وكنت أزور الرفاق الماويين من حين لحين محاولة مني لفهم ما يجري بين رفاقنا الذين أصبحوا فجأة أعداء لكن.
على شاكلة اتصال الدار البيضاء تلقيت اتصالا من زوجي هذه المرة: “بشرى الأمازيغ قتلو واحد الرفيق فالراشدية”.. لم يكن مصطلح شوفيني متداولا بيننا ساعتها، طرحت أسئلة كثيرة لكن دون أن أتلقى عنها أجوبة، كل ما قاله زوجي أنه سيذهب إلى كَلميمة لحضور جنازة الشهيد “عبد الرحمن الحسناوي” لم أفكر طويلا أخذت حقيبة وتوجهت إلى المحطة الطرقية..
شرعت مجددا أحسب الكيلومترات لأصل، ليس خوفا أو حزنا هذه المرة لأنني لم أكن أعرف الرفيق القتيل شخصيا، بل رغبة في فهم ما يجري بالضبط، ووصلت إلى الجامعة، كنت أتوقع صخبا تنديديا، لكني لم أجد شيئا من هذا القبيل، عدا نسخا ممزقة من بيانات الرفاق..
رأيت وجوها غريبة عن الكلية أو ربما أنا التي أصبحت غريبة، المهم أنهم لم يكلموني أبدا. اتصلت بالرفاق والتحقت بهم في منزل يكترونه، سألتهم عما يحدث شرحوا لي أن الخط المتطرف داخل الحركة الثقافية الأمازيغية أصبح قويا وأنهم هجمو على الرفاق في الحي الجامعي و ضربوا الشهيد حتى الموت، بل قطعوا له أصبعا وعبثوا بدمه.. سألت: “هل لهذه الدرجة من القسوة؟ وماذا كان سبب الخلاف أصلا؟”..
لم أتلق جوابا يسكت صرخة الموت في داخلي خصوصا عندما علمت أنه الرفيق القتيل كان وحيد أمه وأنها كانت سنته الأولى كي يصبح مهندس تطبيقيات.. كنت أناقش الرفاق في إمكانية الهدنة وأن لا يتمادوا في العنف والعنف المضاد فيموت شخص آخر.. كانوا يقولون: “لن نتنازل عن دم عبد رحمان.. ما زلنا لم ننس صدمة عبد الرحمان” ليصلنا خبر استشهاد الطاهر الساسيوي في مكناس بطريقة لا تقل وحشية عن مقتل عبد الرحمان.
أحسست أن الأمر تجاوزني حقا، رجعت إلى مراكش وانغلقت على نفسي، على الأقل في تلك المرحلة. حاولت استدراك ما فاتني من دروس والاشتغال بدراستي لأن فعل القتل أصبح سهلا جدا وكأن السياسة والثورة لا تقومان إلا بتصريفنا لفعل قَتَلَ… (يُتبع).








    رد مع اقتباس
قديم 2015-07-12, 21:45 رقم المشاركة : 29
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(26).. ثوريون حد الغباء.. رفاق مسلحون في بيت أم الشهيد “شباظة”! – بشرى الشتواني

— 12 يوليو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) خيم شبح الموت على سنة 2007 بل كانت كل نقاشات المناضلين والسياسين تتمحور حول العنف وكيف سيرد هذا الطرف على الآخر.
أما الرفاق فقد كانوا يخططون وينتقلون من موقع إلى آخر كي يردوا ضربة وليتلقوا أخرى وهكذا ذواليك وكأنهم يدورون في حلقة مفرغة.. كانوا يواكبون ذلك العنف بالبيانات السياسية والورقات التي تناقش الشوفينية ومشروعية مجابهتها، أما أنا فقد كنت أنتظر الفرصة ليعلن أي طرف وقف نزيف الدم وإزهاق أرواح الشباب، سيما أن المختلفين كانوا لا يرحمون بعضهم بعضا في المواجهات.. وكأن فعل ضرب وقتل هو ما سينجح الثورة المظفرة..
كانت سنتي الدراسية الأخيرة حيث قررنا أنا وزوجي أن ننتقل بعدها مباشرة للعمل دون أي تضييع للوقت، وذلك ما تم، جهزت مختبر العمل واشتغلت في غشت 2007 لنبدأ مشوار الحياة الحقيقي، لكن وسط أجواء الحرب التي اندلعت بين الرفاق.. الماويين من جهة والحركة الثقافية الامازيغية من جهة مقابلة..
كنا نحن أيضا ننجر إلى كل تلك الأحداث.. كان أول حدث عشته وأنا مستقلة عن الطلبة وحياة القاعديين، ولو ظاهريا، هو ذكرى الشهيد “شباظة” لم أفهم كيف لذكرى واظبت أم الشهيد على إحيائها ثقة منها في المناضلين ووفاء لروح ابنها أن يحولها هؤلاء الثوريين حد الغباء، إلى حلبة صراع غريبة..
كنت أعرف “مِّي رقية” جيدا بحكم زياراتي لها عندما كنت أدرس في الدار البيضاء، وقد اشتكت لي من تصرفات الرفاق الصبيانية صيف 2006 وكيف أنهم تخاصموا أمامها في بيتها، ثم كيف أنهم جاءوا إليها مسلحين كما أفادها أحد الرفاق. اعتبرت “مِّي رقية” التصرف لا يحترم ذكرى الشهيد وأنه حتى لو كانت هناك خلافات في يوم الذكرى، فيجب أن تُنسى، لأن الشهيد يجمع الكل..
لم أجد ما أقوله لأم الشهيد “شباظة” فاستنكارها وكلامها كانا منطقيين..
في ذكرى 2007 حصل نفس التصرف تقريبا.. رفاق مواقع الصمود جاءوا وفي قلوبهم غل على ما سموه ب “التحريفية” والماويون جاءوا ليبينوا أنهم الوحيدون في الساحة، والبعض آخر جاء لينصت للنقاش.. حضرت أما الشهيدين “شباظة” و”الحسناوي” وأبو الشهيد “الساسيوي”.. بدأ النقاش إلا أن “مي رقية” طلبت من الرفاق أن يسرعوا باختتام نقاشاتهم لأنها لم تكن تستطيع استقبالهم ليلا كما اعتادت، وأعلنت أنها ستكون آخر ذكرى يتم إحياؤها بتلك الطريقة، وأنها ربما ستحيي ذكرى ابنها لوحدها بعيدا عن خلافات “ماو” و”لينين” وقريبا..
من عهد أم وابنها استشهدا حبا للوطن وليس لأي مفكر أو فيلسوف أُسدل الستار على الذكرى وفُتح باب الأسئلة في داخلي، وهذه المرة بدون خجل.. سألت عن أشياء كانت خافية عني وأولها: مَن هم أصحاب ورقة 94 لأكتسف أن الرفاق كانوا يختلقون وجهات نظر غريبة فقط ليسرعوا في طرد قائد ليعوضه آخر، وربطت هذا الأمر مع ما وقع لرفيقي وزوجي أيام ضربوا هذا الأخير، ولو أنه استغل الموقف ولم يذهب إلى حال سبيله وأخد يساهم ببعض التنظيرات، لكانت لدينا الآن وجهة نظر في العلاقة الرفاقية..
يا للهول، آهكذا سنبني وطنا للإنسان؟
مرت الأيام مسرعة.. كنت سعيدة بعملي واستقلالي المادي، والسياسي أيضا، فقد كانت علاقتنا بالرفاق لا تتجاوز بعض المساهمات المادية واتصالات هاتفية للإطمئنان على الحال والأحوال، إلى أن جحل فاتح ماي..
نزلنا إلى شوارع أكَادير لنشارك في الاحتفالات.. نفس الاحداث تكررت.. صراع مع العمال وزعيق، لكن في هذه المرة أعطى الكاتب الجهوي الامر بضربنا.. الرفاق كانوا مستعدين لذلك.. ما زلت أتدكر نعشا رمزيا للشهداء كان الرفاق يريدون الطواف به خلال المسيرة، أصبح قطعا صغيرة جدا. أما زوجي فقد كسروا يده بعصا غليظة.. رغم كل ذلك أكملنا المسيرة ثم التحقنا بالطبيب بعدما كان الألم قد بلغ أشده بزوجي..
في طريقنا إلى الطبيب كنت أتكلم باستنكار شديد.. متسائلة: لماذا كل ذلك الصراع؟ هل سنراكم مع العمال بضربهم؟.. لا بد من تغيير الاستتراتيجية..
ولأن القاعديين يكرهون أي شيء فيه تغيير، فقد رفض رفيقي كلمة تغيير وقال: نحن نشتغل باستراتجية البرنامج المرحلي..
رجعنا الى مدينتا لتستمر الحياة العادية دون سياسة ودون نقاش، أو على الأقل في تلك المدينة الصغيرة، لم نرجع لجو السياسة. غير أن اعتقال المجموعة الأولى بمراكش على إثر معركة طلابية كبيرة، جعلنا نتابع الأحداث والبيانات تارة بالتلفون وتارات عبر موقع الحوار المتمدن، ليصلنا خبر اعتقال مجموعة “زهرة بودكور” وهنا اندمجنا في الحركة النضالية للعائلات..
كان زخما نضاليا كبيرا حاول الرفاق الماويون استثماره بشكل جيد، ليخرجوا بتوجههم للوجود، لكن الواقع أن العائلات وعائلة بودكور أساسا، هي من كانت تحرك التوجه، وقد لاقت دعما كبيرا من هيئات حقوقية ومن الإعلام أيضا.. سنتان من النضال كانتا كافيتان ليصل صدى اعتقال زهرة ومجموعاتها إلى العالم كله، ولتتضح لنا صور كثيرة كانت غائبة عنا حينما كنا وسط معمعة الطلبة، خصوصا بالنسبة لي أنا..
كنت قد تجاوزت مرحلة الخوف من طرح الأسئلة وصبيانة البعض، ساعدني على ذلك حادث بسيط شكلا، لكن كان له الفضل في اكتشاف مدى تحجر عقولنا أو إنه أُريد لها أن تكون كذلك..
كنت أناقش أحد الرفاق الذين كانوا يقودون التوجه آنذاك وعلقت على أحد البيانات التي كانت تبتدىء بموقلة ل”ماو تسي تونغ” حيث لفتت انتباهه إلى أنه في خضم صراعهم مع الماويين يبتدئون دائما بياناتهم السياسية بمقولة لماوتسي تونغ، فأجاب أهم يخوضون صراعا ضد الماويين والخواجيا في نفس الوقت. قلت له: أين هم هؤلاء الخواجيا وما تأثيرهم في الساحة؟
استطرت: “أظن أن الصراع كان محتدما مع الماويين، خصوصا مع موجة العنف التي عانى منها رفاقنا على أيدي رفاقهم القدامى، فقد ضربوا رفيقا وسط حديقة عمومية، وربما ما زال يعاني من تبعاتها لحدود الساعة، وأحرقوا آخر حيا.. أصيب على إثر ذلك بتشوهات على مستوى يده، والآن بياناتكم تعني أنكم تهادنون”..
أعطاني ذلك الرفيق انطباعا بأني على صواب، لكن مباشرة بعد ذهابي نشر إشاعة مفادها أنه ضبطني أنسق مع أحد الخوجيين للسيطرة على موقع أكادير.
ساعتها أيقنت أنه لا أمل في الانضباط لمثل هذا الجمود العقائدي، و من حينها انخرطت في العمل الجماهيري عن طريق الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أولا ثم في حركة عشرين فبراير المجيدة… (يُتبع).








    رد مع اقتباس
قديم 2015-07-13, 22:07 رقم المشاركة : 30
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(27).. يوم أردنا إسقاط النظام بالهتافات! – بشرى الشتواني

— 13 يوليو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) عن رفاقي الذين لا يتقن بعضهم سوى الانتقاد..
كان أول خروج جماهيري لي في اجتماع للجنة التضامن مع الشعبين التونسي والمصري أيام الحراك الاجتماعي بالبلدين، وبعدها العمل على مستوى الفايس بوك على تجميع قوانا واستغلا الزخم النضالي بالإقليم لتفجير شيء هنا. كنا نفكر وأقدامنا مرتفعة عن الأرض، مما جعل تفكيرنا يسافر بنا إلى أحلام مستيحلية. ليست لأنها خاطئة بل لأننا خذلناها ولم نراكم لها شيئا. كما يعود ذلك، ربما، لغبائنا السياسي..
ولأنه لا وجود لبديل إعلامي فقد كنا نركز في قناة الجزيرة وما كانت تنشره من أخبار يخدم أجندة كنا نخرج للشوارع لمحاربة أصحابها ونرجع إلى منازلنا لمتابعة إعلامهم وتصديقه..
في غالب الأحيان كنت أتابع النقاش حول إمكانية خروجنا إلى الشوارع والنضال من أجل مطالب إسوة باشقائنا التوانسة والمصريين والليبين.. وبعد أخذ ورد قررنا الخروج يوم الأحد عشرين فبراير 2011. في ليلة العشرين تلك كنا نتوقع حدوث الكثير من الاحداث لدرجة أن أصدقاءنا المصريين والتونسيين كانوا يرسلون إلينا نصائح حول طريقة مواجهة الغازات المسيلة للدموع ومختلف أجهزة القمع، كنا نستعد في تلك الليلة وكأننا سنقوم فعلا بالثورة دون أن نطرح أسئلة من قبيل: ماذا أعددنا لهذه الثورة؟ وما هو البديل المتنظر الذي راكمناه؟ …
أسئلة لم تُطرح، بل إنها لم تخطر على بالنا أصلا نحن الذين كنا نظن أننا أكثر السياسيين تجذرا وفهما لواقع المجتمع، لكن العكس كان هو الصحيح، لأننا خرجنا يوم عشرين فبراير دون أن ننظم اجتماعا واحدا تحضيريا، وما إن اجتمع الناس حتى أخذنا نحمل شعار “الشعب يريد إسقاط النظام”.. لكن مَن أوكلنا الحديث باسم الشعب؟ وهل حقا الشعب يريد إسقاط النظام؟ أم أننا نحن مَن يحلم بذلك؟..
بدأت المسيرة وكان فيها مَن يبحث عن التصريحات الصحافية ومَن يبحث عن تحالفات وآخرون خرجوا للمطالبة بإصلاحات والبعض الآخر كان هناك لتفريغ شحنات نضالية شحنتهم بها قناة الجزيرة، أما نحن فكنا نصرخ ونهتف ضد الظلام والنظام غير آبهين بكل هؤلاء وأولئك، بل لم نكن نشعر بهم حتى، كنا ننتظر في أية لحظة أن يظهر شرطي أو أي شخص بلباسأمني أو عسكري كي نستطيع أن نكمل حلمنا بالمواجهة مع النظام الفاسد، لكن النظام كان هو السياسي الأكبر، ترك لنا الشوارع كي نفرغ شحنات الغضب بالهتاف ثم نعود إلى منازلنا منتشين..
أظن أن النظام كان يدرك أن أكثر المناضلين جذرية سيتخلفون عن الاجتماعات وعن المسيرات الموالية، وأنهم لم يُحضِّروا لثورتهم شيئا، بل إن النظام نفسه مَن كان يحضر الباعة المتجولين وكل أشباه البروليتاريا ليوجهونا كلما ذهبنا لتعبئتهم للمسيرة..
اجتمعنا لتقييم أدائنا الذي انحصر في الهتافات.. كانت أوراقنا مبعثرة جدا، كانت أول نقطة ناقشناها هي استحالة النضال الى جانب جماعة العدل والاحسان والظلاميين بشكل عام، رغم أننا كنا نتداول أخبار الجزيرة باعتبارها ذات مصداقية تامة وكأنها ليست البوق الاعلامي للاخوان، ثم إننا كنا نرفع لافتات مكتوب فيها شعارات من قبيل: “الهمة ارحل” و”البام ارحل”.. وكأنه الشخص والحزب الوحيد الفاسد في هذا الوطن، دون أن نعي أننا كنا ندخل في مواجهة لصالح العدالة والتنمية عن غير وعي..
هذه وغيرها كلها أشياء لم ننتبه إليها ساعتها، كل الذي كان يهمنا أننا لن ننسق مع جماعة العدل والاحسان و فقط وكان العدل والاحسان باعتبارها العدو الوحيد أو مُعرقل الثورة الوحيد.. والغريب أننا كنا نصدق كل هذا وكنا نحاول تطبيقه بصدق كبير، أو على الاقل بالنسبة لبعضنا والذين كنا نلتقيهم في الميادين ممن لا يحضرون وقت الاجتماعات بل يؤمون المسيرات لإفراغ ما بجعبتهم من مكبوتات فحسب.
عقب مسيرة 20 مارس أي بعد مرور شهر على انطلاق مسيرة النضال العشرينية ودخول شبيبة الاتحاد الاشتراكي على الخط فكرنا في البحث عن تحالفات بعيدا عن الخوانجية. تكفل أحد مناضلي حزب الطليعة الذي كان صديقا للرفاق بالجامعة بالتنسيق من أجل أول جمع عام لتنسيقية عشرين فبراير بأكَادير المركز والتي كانت ممنوعة عن العدليين وحتى عن مناضلي الحركة الثقافية الامازيغية بدعوى أنهم قتلوا رفاقنا وأننا لن نتنازل عن دماء الرفاق..
أتذكر ذلك اليوم الحار الذي اتصل فيه الرفاق بي ليخبروني باجتماع للحركة بمقر نقابة الفيدرالية الديموقراطية للشغل، لم أفهم شيئا سوى أنني خرجت بسرعة للالتحاق بهم لفهم ما يجري، دخلت لأكتشف أن اللقاء كان بين الرفاق ومناضلي أحزاب الطليعة واليسار الموحد والاتحاد الإشتراكي، وقررنا الخروج كل يوم أحد تحت إسم تنسيقية أكَادير المركز، كان لكل واحد منا حساباته السياسية ولكن الأساسي كان هو أننا كنا نحس أن لنا عشرين فبراير التقدمية الخاصة بنا..
أتذكر أن مناضلي عشرين فبراير بأكَادير الكبير حاولوا تجميع التنسيقيتين دون جدوى، وأظن أنه كانت هناك مفاوضات بعيدة عنا وبشكل سري مع البقية، لكننا نحن الرفاق لم نكن ننتبه لهذه الأشياء، كل ما كان يهمنا هو النضال بصدق فقط..
أعترف أننا خرجنا من الجامعة ولم نكن نعرف كيفية تسيير جمع عام موسع، لأن نظام الحلقية خنقنا، لم أكن أعرف طريقة نضال الأحزاب والشبيبات.. كنا نفهم شيئا واحدا كرفاق “إما معنا أ ضدنا”.. ولم يسبق لنا تجربة منطق التحالفات.. كانت محطة عشرين فبراير تدريب لنا أولا، ثم مناسبة لخروجنا من التجمد النضالي كي نحس بحرارة العمل السياسي في الشارع، بالاضافة إلى كونها حركة كسرت جدار الخوف من كل شيء، بما في ذلك الخوف من النضال داخل الإطارات الجماهيرية… (يُتبع).








    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 14:13 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd