عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-07-02, 22:16 رقم المشاركة : 18
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(16).. ضربة سكين والحرب بين الأمازيغيين والقاعديين – بشرى الشتواني

— 2 يوليو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) مرت أيام الدراسة والنضال تِباعا دون أي جديد يُذكر إلى أن تفاجأنا صبيحة يوم أربعاء مشؤوم بالإعتداء على رفيق لنا من طرف مجموعة طلبة كانوا في حالة سكر طافح..
لم يكونوا طلبة عاديين أبدا بل محسوبين على الحركة الثقافية الأمازيغية، كان الاعتداء ضربة سكين على مستوى العنق وكأن المعتدي كان يريد تصفيته..
كانت الساعة العاشرة صباحا عندما التحقتُ بمكان الرواق، كعادتي لم أجد أحدا هناك سوى رفيقة حديثة العهد بنا، سألتها عن الرفاق والرفيقات فقالت لي إنهم ذهبوا لزيارة الرفيق المُعتدى عليه في مصحة ابن سينا..
استغربتُ للأمر فقد كان معنا في اليوم الذي سبق، ولم يكن به شيء، شكرتها وذهبت بسرعة إلى لمصحة التي كانت قريبة من مقر الكلية لألتقي بالرفيق “ب” في مدخل الكلية. سألت: “شنو وقع للرفيق (ل) كان البارح مزيان”؟.. “ضربو واحد لبرهوش ديال الأمازيغ”.. “وايلي وفين وكفاش؟”.. “كان راجع لدارو بالليل وتلاقاه هو وواحد جوج كانو سكرانين وضربو بجنوية لعنقو”.. “بغيت نمشي نزورو”.. “سيري آ الرفيقة راه كاينين شي رفاق تماك فعلا”..
وأنا في طريقي تلقيت اتصالا من رفيقي الحبيب، حكيت له ما حصل، ثارت ثائرته وطلب مني أن أبلغ الرفاق أنه مستعد إن أرادوا أن يردوا الضربة عسكريا، وأنه سيلتحق بهم، وأنهم إذا كانوا محتاجين لمساهمات مادية فهو مستعد لبدلها. سألته: “رغم كل مافعلوه بك؟” أجابني بصوت مرتفع: “هادشي للتوجه آ بشرى ماشي للرفاق والاخطاء كتوقع في أي تنظيم”.. حييته وأنهينا المكالمة.
تابعت طريقي إلى المصحة، كنت في كل خطوة أخطوها أزداد إصرارا على مواصلة الطريق وتشبثا بحب رجل متمرد ومخلص، كانت زيارتي للرفيق المصاب خاطفة لأن الرفاق طلبوا منا الالتحاق بسرعة بالجامعة، كانوا قد ناقشوا مع مسؤولي الحركة الثقافية الأمازيغية ذلك الفعل الإجرامي وأنهم إذا كانوا غير مسؤولين عنه فليعلنوا تبرؤهم من فاعله في حلقية جماهرية.
لم يوافق مسؤولو الحركة الثقافية الأمازيغية المقترح، وعندها بدأ صراع مباشر بين الرفاق وبين مناضلي الحركة الأمازيغية، رغم أن الفصيلين كانا يناضلان من قبل سويا في معارك أوطم ومرات كثيرة كان مناضلو الحركة المذكورة يساندون مواقف الرفاق ومقتراحاتهم..
كانت الساعة تشير إلى الرابعة بعد الزوال، افتتحنا حلقية التوجه بشعار “الله يبليك بحب النهج حتى تدخل الزنزانة زنزانة القاعدي ميدخلها من والا والله يبليك بحب الشعب حتى تلبس الدربالة دربالة القاعدي ما يلبسها من والا”..
وأنا أردد ذلك الشعار تذكرت ممثل النيابة العامة الذي قال لي: “واش القواعدة كيعرفو الله؟” وتأكدت أن ثقافته السياسية ناقصة..
كانت الحلقية عبارة عن وعد ووعيد بالرد على ضربة الرفيق تلك وأننا لن نسمح لمن يلمس شعرة من طالب عادي فما بالك برفيق في صفوف القاعديين وأننا كما نعرف النقاش الفكري والسياسسي نعرف المواجهة العسكرية ونتبنى العنف الثوري..
لم يعارض أي واحد منا الخطوة العسكرية، كنا غاضبين مما فعله ذلك الجبان في حق رفيقنا، وكانت نظرات بعض (وليس كل) مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية، تثير فعلا الغضب. لم نفهم حينها أو على الأقل أنا أن هناك خلافا أو انقساما في الحركة وأن اللذين كانوا ينخرطون معنا في المعارك ويتبنون مواقف تقدمية كانوا ينتمون لمنطقة سوس وأن أمازيغ الجنوب الشرقي تتمخض بينهم طروحات عنصرية، كانوا حينما يريدون التدخل في أية حلقية بالامازيغية (التي لم يكن يفهمها جميع مَن في الحلقية) أو بالفرنسية (نظرا للحقد الذي يكنونه للغة العربية كما كانوا ينعتوننا بالبعثيين العروبين ويعرِّضون ساخرين بمواقفنا الأممية) فقد كان يُسمح لهم بذلك.
حينها بدأ صراع لم يقدِّروا أنه سيحصد أرواحا بريئة ويزج بشباب غض في السجن..
نعم لقد كان الأمر يتعلق بضربة سكين من يد طالب في حالة سكر طافح وتعنت القادة في امتصاص الغضب.. ماذا كان سيحصل لو قدموا اعتذارهم في حلقية جماهرية وتبرأوا من الفعل؟ لو فعلوا لما كنا سنصل إلى ما وصلنا إليه.. فهل كان الأمر يتعلق بصراع حتمي بين فكر شوفيني عنصري وآخر تقدمي أممي؟… أفكار كثيرة وأسئلة ما زالت تطرح نفسها عندي وتزداد قوة كلما سمعت أن أحد الرفاق أُخذ إلى المستشفى بسبب ضربة سيف أمازيغي متطرف.
بعد الحلقية اجتمعنا قرب مربض الدراجات الهوائية لنتحدث عن أمور آنية، اجتمعنا وتكلم الرفيق “م” طلب من أحد الرفاق أن يرافقنا أنا ورفيقة أخرى من “آت ملول” إلى مكان النقل الجامعي ويبقى معنا حتى انطلاق الحافلتين اللتين ستقلاننا، وحذر الرفاق من الخروج ليلا دون سلاح أو بشكل فردي، ثم أكد أننا سندخل في المواجهة، وأخبرنا نحن الذين لا يمكننا حضور اجتماعات الليل أنه سيتكلف بإخبارنا بخلاصات الاجتماع.. أخبرتهم بما قاله لي رفيقي الحبيب وأنه مستعد لكل مساعدة، قال لي الرفيق “م” الذي أصبح فيما بعد من أعز أصدقائه: “اشكريه وقولي له أن يستعد لأن التوجه سيحتاجه حتما”… (يُتبع).








    رد مع اقتباس