عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-06-30, 21:55 رقم المشاركة : 16
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(14).. أحكام بالسجن وكيف تضامننا مع الطلبة الصحراويين – بشرى الشتواني

— 30 يونيو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) بعد مكالمتي للرفاق دخلت الساحة الجامعية وأنا أسمع أصوات شعارات ترتفع، أسرعت الخطى كي أفهم ماذا يجري.. الرفاق الصحراويون كانوا قد علقوا صور أحد رفاقهم المهمين بمراكش والذي كان من قبل طالبا في أكادير وأعرفه جيدا..
“ماذا جرى للرفيق “س” ؟ سألت الصحراوي زميلي، أجابني: “اعتقلوه البارح بالوحدة الثالثة وحنا غادي نقربلوها عليهم لين اطلقوه تحية ليكم”.. فهمت ساعتها أن سبب تلثمهم وهالة الحرب التي سيطرت على الساحة كانت لفرض معركة المطالبة بإطلاق سراح الرفيق “س”..
تعالت أصوات هتافات الشعارات عاليا وسط الساحة ليبتدئ النقاش. كان المتدخل طالبا غريبا عن الكلية، ناقش الطريقة المهينة التي اعتُقل بها الرفيق وكيف أنهم سيعلنونها حربا حتى إطلاق سراحه، ليس فقط في الكليات بل سينقلون الحرب الى الصحراء بمعية عائلاتهم، وأن الاعتقال جاء على خلفية نجاح قافلة المختطف والشهيد التي قاموا بها السنة الماضية واستقبالهم لأحد المختطفين.
التحق الرفاق بالحلقية، اجتمعنا جانبا وقررنا أن نساهم مع رفاقنا في المسيرة وأن نعلن تضامننا ودعمنا لهم في الحلقية الجماهيرية. اقترح أحد الرفاق أن أكون أنا مَن يلقي الكلمة.. وافقت بسرعة ودخلت وسط الحلقية طلبت الكلمة وأعلنت دعم رفاق النهج الديمقراطي القاعدي للطلبة الصحراويين والشعب الصحراوي في حقه في تقرير مصيره، وإدانتنا لعملية اعتقال الرفيق “س” الذي كان يوما ما مناضلا في صفوف الفصيل قبل أن يلتحق بمجموعة الطلبة الصحراوييين.
كان محيط الجامعة مطوقا بجميع أنواع قوات القمع السرية والعلنية، لذلك قرر الرفاق عدم الخروج من الجامعة طيلة اليوم. بقينا نناقش جنب رواقنا، كنت مضطرة للذهاب إلى المنزل كي لا تنزعج “ماما” وتسحب مني هامش الحرية في الذهاب إلى الجامعة وحدي..
بعد نقاش مع الرفاق قرروا إيصالي إلى مكان النقل الجامعي ضمانا لسلامتي. وأنا في طريقي أناقش الطلبة الذين كانو متذمرين من معركة الطلبة الصحراويين تلك ومبررهم القائل إنه طالب في مراكش وأنه على طلبة مراكش أن ينددوا في مراكش، وأننا في فترة امتحانات جزئية وستضيع علينا الأسدس بهاته الطريقة..
ناقشت معهم وحاولت إقناعهم بمبررات كُنت أنا نفسي غير مقتنعة بها، لكن ومن باب “أنصر أخاك ظالما أو مظلوما” لم أذهب إلى الجامعة. بعد زوال ذلك اليوم قررت أن أكتفي بمذاكرة مادة اليوم الموالي، لم أكن أدري حينها لماذا لم تكن لدي رغبة في الذهاب كل الذي كنت أعرفه أنني أريد أن أستعد للامتحان والنجاح بنقطة جيدة، وذلك ما كان صباح اليوم الموالي.
ومباشرة بعد اجتيازي للامتحان في الساعة العاشرة صباحا، كنت أمام باب الكلية حيث التقت بأحد الطلبة من تارودانت أخبرني أن أحد الطلبة الصحراوين القياديين تم اعتقاله في تلك اللحظة قرب ساحة “سعيدة لمنبهي” وأكد أنه رآه يركب سيارة من نوع “أونو” مع شخصين اقتادوه بدون أصفاد..
اتجهت مسرعة نحو الرفاق وحكيت لهم ما حدث.. حاولوا الاتصال بالرفيق المعني، لكن دون جدوى، هاتفه كان مقفلا، تواصلنا مع الطلبة الصحراويين الذين جُن جنونهم تذمرا وسخطا من رفيقهم الذي لم بنضبط لما اتفقوا عليه مسبقا، أي أن يتحركوا في مجموعات تفاديا لمشكل الاختطاف الذي حصل.
قام الرفاق بإخبار الطلبة بالأمر، ولأنه كان دائما حاضرا في معارك “أوطم” وأن عملية الإختطاف تشرعن لمبدأ انعدام الأمن داخل محيط الجامعة قررنا أن نقوم بمسيرة للتنديد باختطاف الرفيق نختمها بقرار اعتصام إلى أن يطلقوا سراحه..
وفعلا اعتصمنا في باحة الكلية إلى حدود الساعة السابعة مساء. كان مطلبنا هو إطلاق سراح الرفيق “ك” وفي حوالي الساعة السابعة أتى أحد الرفاق الصحراويين بأخبار أفادت أن رفيقا اتصل به أكد له أنهم أطلقوا سراحه..
كانت فرحتنا كبيرة وأحسسنا بفخر كبير، كيف لا ونحن من فرض إطلاق سراح الرفيق الصحراوي “ك” باعتصامنا داخل مقر العمادة حيث وعدنا عميد الكلية بأنه سيتدخل كي يكون محيط الكلية آمنا..
التحقت بمكان النقل الجامعي بمعية مجموعة من الرفاق كانوا يناقشون معطى إطلاق سراح الرفيق بريبة وشك كبيرين قالوا لي “الزمي الحذر في تعاملك مع الرفيق، وغدا لا تجيبيه عن أي سؤال يوجهه إليك، إن اختطافه من أمام مقر الجامعة بذلك الشكل وإطلاق سراحه حتى دون تقديمه ليس بالأمر البريء.. احترسي”!
في اليوم الموالي أعددنا للرفيق المُطلق سراحه حلقية استقبال استقطبت عددا كبيرا من الطلبة خصوصا الصحرويين.. كنت أنا مُسيِّرة الحلقية، بعد وضع الأرضية تقدم الرفيق ليشرح لنا ما جرى وأنه قرر أن يخرج لاقتناء سجائر وحده ظنا منه أن الوضع آمن، وأنه فجأة أمسك به شخصان بزي مدني واقتاداه إلى سيارة من نوع “أونو” أركباه فيها وأنهما أخذاه إلى مكتب وسط حي سكني وليس إلى كوميسارية أو مخفر شرطة، وأنهم سألوه عن المعركة وعن تنظيم الطلبة الصحراويين ثم عن مَن مَوَّل لهم قافلة المختطف والشهيد، وبعد ذلك احتفظوا مبلفه وحملوه بالسيارة ليلفوا به شوارع المدينة ثم أطلقوا سراحه في مكان بعيد عن الجامعة..
لم تكن علامات التعذيب بادية عليه، وهو لم يذكر أنه تعرض لأي نوع من التعذيب.. كان ذلك ما زاد في شكوك الرفاق، لكنهم احتفظوا بتحليله لأنفسم دون التراجع عن دعم الطلبة الصحراويين..
استمرت المعركة عدة أيام إلى حدود يوم الجلسة، حيث سافر أغلب الطلبة الصحراويين إلى مراكش لحضورها.. أخذنا مكان حلقية الصحراويين لنعبء ليوم جلستنا نحن، وذلك ما كان يوم الثلاثاء الموالي.
في الساعة الثالثة بعد الزوال دخلنا قاعة المحكمة بعدما ناقشنا مع بعض المحامين الذين وجهونا للنقاش مع القاضي بجرأة وعدم الخوف. كان أول ملف تمت دراسته في تلك الجلسة هو ملفنا، وكان القاضي يريد إفراع القاعة من العدد الهائل من الطلبة المتضامنين.
حل دوري للإجابة عن أسئلة القاضي:
اسمك واسم أبيك؟ أجبته بسرعة وبدون خوف..
– “أنت متابعة بتهمة العصيان المدني شنو كتقولي فهادشي”؟
رفعتُ صوتي مدافعة عن نفسي لأقول له إن صوت الطلبة سيرتفع في الحق حتى من داخل محاكمتكم الصورية..
– “هل تنتمين لفصيل الطلبة القاعديين”؟
– “أنتمي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب”؟
– “هل شاهدت فلان الملقب بالوحش وهو يضرب المفتش فلان بالحجارة”؟
– “لا لم أشاهده”؟
– “هل تعرفين فلان؟”
– “نعم أعرفه”
– “هل يحمل معه السلاح الابيض دائما”؟
– “لا لم أشاهده أبدا بالسلاح قط”.. كنت أريد أن أقول إن السكين يعود لذلك الطالب الآخر الذي كان معتقلا معنا في الكوميسارية سنطرال، لكن الرفاق نبهوني أن لا أقول ذلك، فهو في الأخير طالب عادي وهم يعرفون أن السلاح له فلا جدوى من قول ذلك.
أخذ كل واحد فينا حقه في الكلام، ثم جاء دور هيئة الدفاع التي ترافعت بشكل جيد، خصوصا محام كان اسمه “طه” كان مرافعا جيدا، ارتفع صوته ودفاعه هناك و ترك بصمته في قلوب مَن كان حاضرا خصوصا “ماما” التي ما زالت تتذكره لحد الآن..
خرجنا أمام مقر المحكمة ننتظر الحكم. فجأة اتصل بي “بابا” ليقول لي: “لا تنتظري هناك لقد وصلتني الأحكام عن طريق الهاتف أنتن حكم عليكن بأربعة أشهر موقوفة التنفيذ والملقب بالوحش ثلاثة أشهر حبسا نافذا والطالب الثاني بشهرين حبسا نافذا”.
لم يكن باستطاعتي الإفلات من قبضة “ماما” ومرافقة رفاقي لإخبار باقي الطلبة لأنها كانت تظن أن الحكم الموقوف التنفيذ أصعب من المنفذ. وبتدأت سلسلة النصائح بالابتعاد عن الساحة والرفاق على الأقل حتى تنتهي فترة الحكم، لم تكن تعلم أنني كل يوم ألتحق بنقاشات الطلبة الصحراويين وأتدخل باسم الطلبة القاعديين في أشكالهم النضالية دعما منا لحقهم المشروع في تقرير مصيرهم..
وفوجئتُ يوما ب”ماما” أمام مقر الكلية هي وأختي الكبيرة التي كانت حاملا حينها، استغربت لتواجدهن هناك، قالت “ماما”: “واش بغيتي تقتليني؟ واش كنهيك على البق تولدي ليا البرغوت؟ قلت ليك بعدي على صحابك حتى تدوز ربع شهور.. مشيتي ليا عند صحراوة شنو بينك وبين صحراوة مانتي صحراوية ما والو.. بغيتي تطيري؟”…
لم أفهم ماجرى ولم تكن لي الجرأة على مجادلتها.. كان معي أحد الرفاق المعطلين الذي استطاع امتصاص غضبها ومعرفة سبب في قدومها إلى مقر الكلية… (يُتبع).








    رد مع اقتباس