2010-08-01, 19:35
|
رقم المشاركة : 19 |
إحصائية
العضو | | | رد: مستشارك النفسي رهن الاشارة | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احمرار الوجه والتعرق د .سعيد وهاس * لدي مشكلة لا اعرف هل هي نفسية ام لا وهل انا الوحيد الذي يعاني منها وهي الرجفة واحمرار الوجه عندما اود الحديث لأول مرة او اتصل بشخص معين وخاصة عندما اعاتبه او اتحدث في موضوع حصل منه مع العلم صدقني انني لست جبانا بل معروفا بالشجاعة والإقدام.. هل من مساعدة؟
* اخي السائل العزيز ان ماسألت عنه هو ما يعرف بالقلق الاجتماعي او الرهاب الاجتماعي ولقد سألت عن عظيم حيث انك لست الوحيد الذي يعاني هذا الامر حيث ان الرهاب الاجتماعي من اكثر المشاكل النفسية انتشارا بين الذكور والإناث, واعراضه كما وصفت جزء منها عبارة عن عوارض جسدية مثل زيادة ضربات القلب, سرعة التنفس, التعرق احمرار الوجه, الشعور بالغثيان, الرجفة الى ما هناك وعوارض فكرية مثل صعوبة الانتباه والتركيز, صعوبة الاسترجاع, صعوبة اتخاذ القرار وحل المشكلات.. الخ وعوارض وجدانية كالكآبة والضيق والتوتر وعوارض سلوكية مثل التجنب وعوارض اجتماعية وهي نهاية المطاف العزلة. هذه العوارض مجتمعة تشكل هذا الاضطراب النفسي, واسبابه كثيرة ومتعددة ولعل الخبرات السابقة تلعب الدور الرئيسي في نشوء هذه المعاناة والتي تشكل لدى الفرد منا ما يعرف بالمعتقد العام عن نفسه والذي يكون سلبيا مؤصلا على خبرات سابقة سيئة وهنا عندما يجد الفرد نفسه في موقف اجتماعي ينشط هذا المعتقد العام منتجا افكارا سلبية متعددة عن الموقف مثل سوف اغلط, سوف ينتقدني الآخرون ويحرجونني, الجميع او البعض يراقبني, سوف يلاحظون الاعراض والارتباك وهكذا, مثل هذا التفكير غير العقلاني يؤدي في نهاية المطاف الى نشوء العوارض السابقة وهنا اما ان يقحم الفرد نفسه في هذا الحدث الاجتماعي بهذه العوارض وهذا بلا شك يمثل معاناة للشخص او يتجنب هذا الموقف الاجتماعي ومن ثم يبدأ ينتقد نفسه ويستحقرها ويقلل من شأنها وهذا مدعاة لنشؤ الكآبة والضيق والكدر وقد يؤدي الى الشلل التام الاجتماعي ويؤثر على حياة الفرد بالكلية ورأيت من ترك عمله وفصل ومن لا يخرج من منزله ومن ترك الصلاة مع جماعة المسلمين نتيجة هذا الامر.
اخي السائل مشكلة الرهاب الاجتماعي قابلة للعلاج بإذن الله اذا ما توافر العلاج الشامل والذي يتعامل مع سببية المعاناة, يلعب العلاج المعرفي السلوكي الدور الأهم في علاج هذه المشكلة حيث انه يقوم على اكتشاف التفكير الخاطىء واستئصاله وزرع افكار عقلانية ومن ثم ترجمتها الى سلوك واقعي لكي يصبح من يعاني هذه المشكلة طبيعيا كالأخرين حيث ان الخوف الاجتماعي في اصله هو خوف غير طبيعي (غير عقلاني) لمواقف اجتماعية لا تخيف بطبيعتها مثل الحديث امام الآخرين او اقامة الصلاة وهكذا وهذا ناتج عن التفكير الخاطىء عكس الخوف الطبيعي المرتبط بموقف مهدد مثل الخوف من حيوانمفترس ولا مجال هنا للتفكير حيث ان الموقف هو سبب الخوف, والحقيقة ان هناك رهابا اجتماعيا عاما يشمل جميع المواقف الاجتماعية ومحددا من موقف او آخر.
مع العلم بأن من يعاني الرهاب الاجتماعي ليس خوافا او جبانا بوضفنا الاجتماعي بل قد يكون مقداما وشجاعا وهذا ما يجعل من يعاني هذه المشكلة اشد عزلة خوفا من ان يقال انه جبان وهنا لا توجد علاقة.
وفق الله الجميع | |
| |