عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-07-09, 22:00 رقم المشاركة : 26
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(23).. عرس وحب وفرح في أجواء صراع لينيني ماوي! – بشرى الشتواني

— 9 يوليو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) كانت المدة الزمنية الفاصلة بين مرحلة العلاقة الرفاقية المفتوحة على كل الاحتمالات ومرحلة ترسيمها بمعناه القانوني والديني والإجتماعي هي شهران.
بالنسبة لعائلتينا كانت هذه المدة قصيرة جدا، أما بالنسبة لنا فإنها كانت طويلة بما فيه الكفاية لنضجر من استعداداتهم التي كانت تبدو لنا مضيعة للوقت. كان رفيقي ينضبط لكل ما يُطلب منه استجابة لرغبتي، ولإنجاح محطة العرس.. أمي وأبي كانا يتشاجران في اليوم مائة مرة مختلفيْنِ حول جزئيات تقنية في مراحل الإعداد لحدث تعتبره الأسرة المغربية مهما، أما أنا فقد كنت أكبر في اليوم الواحد أكبر مما يحدث في سنوات، حيث أحس أنني صرت كبيرة بما يكفي لأصبح رفيقة زوجة ولِما لا أما مناضلة. ما كان يزيد إحساسي ذاك ويذكيه هو نقص منسوب صبيب أسئلة “ماما” عن سبب تأخري في الخارج وبحة صوتي وقربي أو بعدي عن الساحة المقدسة، حتى جدتي كانت تمطرني بنصائحها من قبيل: “حضي راسك ابنتي عنداك الشمس واهتمي بجمالك فأنت مشروع عروسة”..
كل ذلك كان يغذي الإحساس بالفخر في داخلي، خصوصا إذا سألني أحد الرفاق عن موعد العرس وما إذا كان سيكون من المدعويين أم لا، كنت أجيب بفرح وفخر كبيرين، لا أدري هل هو الفرح بدخول مرحلة جديدة من حياتي كأية فتاة مغربية تنتظر يوم عرسها، خصوصا إذا كان العريس حبيبا أم هي رغبة الرد على دعاة ذلك الاجتماع الرفاقي الغبي وذاك التصويت المتخلف الذي لا يمت للديموقراطية بشيء، ثم القرار الجائر بعدم مشروعية علاقتي برفيقي والذي لم ننضبط له..
كان الأمر يتعلق بأفضل قرار سياسي تمردت عليه لحدود تلك الساعة، كنت أنتظر من الرفاق أن يقدموا نقدا ذاتيا على حماقة ذلك اللقاء.. وفعلا جاءني رفيقي المتصف بالموضوعية دوما حين كنت مستغرقة في الإنصات لنقاش جماهيري وطلب مني التنحي وإياه دقيقة من الوقت.. جلست إلى جانبه فإذا به يهنئني ويقول لي: “حافطي على علاقتك برفيقك فهو طيب جدا ومبدئي ونحن كنا مخطئين يوم تدخلنا في أمر يخصكما وحاولنا تسييسه” واستطرد: “تحية لكما لأنكما انتصرتما للحب”.. عانقته وقلت له أنه مدعو يوم 24 أبريل لحفلة عرسنا بمعية فلان والرفيقات.
اقترب موعد العرس وازداد فرحي واعتزازي بنجاح علاقتي ظنا مني أن نجاح أية علاقة وإن كانت رفاقية معياره الوحيد هو الزواج، ولهذا الظن نصيب من الصحة في مجتمع كمجتمعنا الذي لا يعترف بأي شعور بين امرأة ورجل إلا تحت غطاء عائلي وديني ومباركة قانونية، وقد انضبطنا نحن الإثنان لكل ذلك كي ننتصر..
جاء موعد زواجنا فاختلطت العائلتان واحتفلنا.. كان احتفالي احتفالان الأول بعيد ميلادي التاسع عشر والثاني بزواجي من حبيب طالما حلمت به زوجا.. بعد الحفل العائلي ولأن رفيقي لا ينسى رفاقه فقد أصر أن نحتفل بمعية الرفاق كذلك.. وعلى نغمات عود رفيقنا الفنان أخدنا معنا كل أنواع الأكل والحلويات المُوزعة في العرس، وذهبنا لنغني للفرح والحب.. كانت سهرة رفاقية رائعة وأظن أنني ورفيقي الحبيب كنا أول مَن قمنا بمثل ذاك الإحتفال وسط الرفاق في أكَادير، وأكاد أجزم أننا أيضا آخر مَن قام به أيضا..
بعد أمسية الرفاق سافرنا نحن الإثنان إلى مراكش كي نحتفل، وكي أجرب السفر لأول مرة في غير سيارة أبي ودون ملاحظات ماما أو انزعاج إخوتي.. كنت أنا وحبيبي يدا في يد وبدون أن أراقب الساعة كي لا تتجاوز السابعة مساء وخشية عقاب التأخر..
نعم بقينا مع بعضنا الليل كله نتجول في الأزقة وقبَّلنا بعضنا دون أن نخاف من نظرات الناس الفضولية وهذه المرة في مراكش التي تستقبلنا أماكنها السياحية بحب، هذا بينما في جهة أخرى من نفس الحاضرة الحمراء كانت أصوات البيانات السياسية المتصارعة ترتفع حول مَن يمثل الخط الصحيح ومَن يحرفه، المنتصرون لتعاليم “ماو تسي تونغ” كانوا يواجهون القمع ويرفعون سقف المعركة ..
أنصار ماو تسي تونغ كانوا متشبثين باسم مواقع الصمود، رغم أنهم في مكناس انسحبوا منهزمين أمام بنذ الطرد. شرعوا في انتقاد المعركة وحاولوا دعم بعض من رفاقهم في مراكش، وكانت هناك مجموعة أخرى لا تنتصر ل”ماو تسي تونغ” نهائيا بل تنزع عنه صفة اللينينية، وكان أفراد مجموعة أخرى يتفرجون ويحاولون دعم مواقع الصمود بحذر دون نزع صفة اللينينية عن “ماو”..
كانت صفة اللينينة هي ما يضيف القدسية على الثورة أو ينزعها عنها.. كل ذلك ونحن الإثنان في مراكش ننتصر للحب والفرح، لكن رفيقي قرر وسط كل ذلك أن يعرفني برفيق قديم له. كان هذا الأخير من بين الرفاق الذين راكموا معه تجربة مهمة فكريا وسياسيا.. ذلك الرفيق يهاجم اليوم نص مذكراتي هذه ويقول لمن يريد أن يسمعه، أنني أريد بها شيئا غير البوح الجميل.. وأتساءل: لماذا الرفض أو بالاحرى الخوف من بوح جميل وتنشيط لذكريات مرت في مرحلة عمرية وشمت حياتنا؟
لا أدري لماذا، فمن الممكن أن هناك من يخاف أن تختلط علي الذكريات فآتي على ذِكر ما ليست لي.. ربما تكون فاضحة، أو أتجاوز مرحلة البوح وأدخل إلى الفضح الجميل أيضا..
لكل هؤلاء أقول إنني أعرف المسافة الفاصلة بين الخاص والعام في هذه الذكريات، خصوصا أن نوعيها مختلفان. فذكرياتي ميزتها الصدق ولن تختلط أبدا مع النوع الثاني وإن “احتكت” به..
ومن ذاك الإحتكاك أنني في لقائي الأول بذلك الرفيق أحسسته لقاء باردا جدا لم يرق إلى درجة الحرارة التي كان رفيقي يودها، لكني امتصصت تلك البرودة وطلبت من زوجي ورفيقي أن نتسابق لنصل إلى الفندق. كانت المسافة قصيرة لكن سباقنا جعلها طويلة لأننا كنا نقف ليغش كل واحد منا الآخر، في نهاية المسافة قلت لرفيقي الحبيب: من الآن لا تأمل حبا كبيرا من أحد فأنا حبك ورفيقتك والكل يضع المبادئ جانبا ويبني حياته الشخصية..
رفض رفيقي الحبيب منطقي وقال لي: أنا احب الرفاق وإن لم يحبونني..
احترمت طيبته وأكملنا الطريق… (يُتبع).







    رد مع اقتباس