عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-07-13, 22:07 رقم المشاركة : 30
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(27).. يوم أردنا إسقاط النظام بالهتافات! – بشرى الشتواني

— 13 يوليو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) عن رفاقي الذين لا يتقن بعضهم سوى الانتقاد..
كان أول خروج جماهيري لي في اجتماع للجنة التضامن مع الشعبين التونسي والمصري أيام الحراك الاجتماعي بالبلدين، وبعدها العمل على مستوى الفايس بوك على تجميع قوانا واستغلا الزخم النضالي بالإقليم لتفجير شيء هنا. كنا نفكر وأقدامنا مرتفعة عن الأرض، مما جعل تفكيرنا يسافر بنا إلى أحلام مستيحلية. ليست لأنها خاطئة بل لأننا خذلناها ولم نراكم لها شيئا. كما يعود ذلك، ربما، لغبائنا السياسي..
ولأنه لا وجود لبديل إعلامي فقد كنا نركز في قناة الجزيرة وما كانت تنشره من أخبار يخدم أجندة كنا نخرج للشوارع لمحاربة أصحابها ونرجع إلى منازلنا لمتابعة إعلامهم وتصديقه..
في غالب الأحيان كنت أتابع النقاش حول إمكانية خروجنا إلى الشوارع والنضال من أجل مطالب إسوة باشقائنا التوانسة والمصريين والليبين.. وبعد أخذ ورد قررنا الخروج يوم الأحد عشرين فبراير 2011. في ليلة العشرين تلك كنا نتوقع حدوث الكثير من الاحداث لدرجة أن أصدقاءنا المصريين والتونسيين كانوا يرسلون إلينا نصائح حول طريقة مواجهة الغازات المسيلة للدموع ومختلف أجهزة القمع، كنا نستعد في تلك الليلة وكأننا سنقوم فعلا بالثورة دون أن نطرح أسئلة من قبيل: ماذا أعددنا لهذه الثورة؟ وما هو البديل المتنظر الذي راكمناه؟ …
أسئلة لم تُطرح، بل إنها لم تخطر على بالنا أصلا نحن الذين كنا نظن أننا أكثر السياسيين تجذرا وفهما لواقع المجتمع، لكن العكس كان هو الصحيح، لأننا خرجنا يوم عشرين فبراير دون أن ننظم اجتماعا واحدا تحضيريا، وما إن اجتمع الناس حتى أخذنا نحمل شعار “الشعب يريد إسقاط النظام”.. لكن مَن أوكلنا الحديث باسم الشعب؟ وهل حقا الشعب يريد إسقاط النظام؟ أم أننا نحن مَن يحلم بذلك؟..
بدأت المسيرة وكان فيها مَن يبحث عن التصريحات الصحافية ومَن يبحث عن تحالفات وآخرون خرجوا للمطالبة بإصلاحات والبعض الآخر كان هناك لتفريغ شحنات نضالية شحنتهم بها قناة الجزيرة، أما نحن فكنا نصرخ ونهتف ضد الظلام والنظام غير آبهين بكل هؤلاء وأولئك، بل لم نكن نشعر بهم حتى، كنا ننتظر في أية لحظة أن يظهر شرطي أو أي شخص بلباسأمني أو عسكري كي نستطيع أن نكمل حلمنا بالمواجهة مع النظام الفاسد، لكن النظام كان هو السياسي الأكبر، ترك لنا الشوارع كي نفرغ شحنات الغضب بالهتاف ثم نعود إلى منازلنا منتشين..
أظن أن النظام كان يدرك أن أكثر المناضلين جذرية سيتخلفون عن الاجتماعات وعن المسيرات الموالية، وأنهم لم يُحضِّروا لثورتهم شيئا، بل إن النظام نفسه مَن كان يحضر الباعة المتجولين وكل أشباه البروليتاريا ليوجهونا كلما ذهبنا لتعبئتهم للمسيرة..
اجتمعنا لتقييم أدائنا الذي انحصر في الهتافات.. كانت أوراقنا مبعثرة جدا، كانت أول نقطة ناقشناها هي استحالة النضال الى جانب جماعة العدل والاحسان والظلاميين بشكل عام، رغم أننا كنا نتداول أخبار الجزيرة باعتبارها ذات مصداقية تامة وكأنها ليست البوق الاعلامي للاخوان، ثم إننا كنا نرفع لافتات مكتوب فيها شعارات من قبيل: “الهمة ارحل” و”البام ارحل”.. وكأنه الشخص والحزب الوحيد الفاسد في هذا الوطن، دون أن نعي أننا كنا ندخل في مواجهة لصالح العدالة والتنمية عن غير وعي..
هذه وغيرها كلها أشياء لم ننتبه إليها ساعتها، كل الذي كان يهمنا أننا لن ننسق مع جماعة العدل والاحسان و فقط وكان العدل والاحسان باعتبارها العدو الوحيد أو مُعرقل الثورة الوحيد.. والغريب أننا كنا نصدق كل هذا وكنا نحاول تطبيقه بصدق كبير، أو على الاقل بالنسبة لبعضنا والذين كنا نلتقيهم في الميادين ممن لا يحضرون وقت الاجتماعات بل يؤمون المسيرات لإفراغ ما بجعبتهم من مكبوتات فحسب.
عقب مسيرة 20 مارس أي بعد مرور شهر على انطلاق مسيرة النضال العشرينية ودخول شبيبة الاتحاد الاشتراكي على الخط فكرنا في البحث عن تحالفات بعيدا عن الخوانجية. تكفل أحد مناضلي حزب الطليعة الذي كان صديقا للرفاق بالجامعة بالتنسيق من أجل أول جمع عام لتنسيقية عشرين فبراير بأكَادير المركز والتي كانت ممنوعة عن العدليين وحتى عن مناضلي الحركة الثقافية الامازيغية بدعوى أنهم قتلوا رفاقنا وأننا لن نتنازل عن دماء الرفاق..
أتذكر ذلك اليوم الحار الذي اتصل فيه الرفاق بي ليخبروني باجتماع للحركة بمقر نقابة الفيدرالية الديموقراطية للشغل، لم أفهم شيئا سوى أنني خرجت بسرعة للالتحاق بهم لفهم ما يجري، دخلت لأكتشف أن اللقاء كان بين الرفاق ومناضلي أحزاب الطليعة واليسار الموحد والاتحاد الإشتراكي، وقررنا الخروج كل يوم أحد تحت إسم تنسيقية أكَادير المركز، كان لكل واحد منا حساباته السياسية ولكن الأساسي كان هو أننا كنا نحس أن لنا عشرين فبراير التقدمية الخاصة بنا..
أتذكر أن مناضلي عشرين فبراير بأكَادير الكبير حاولوا تجميع التنسيقيتين دون جدوى، وأظن أنه كانت هناك مفاوضات بعيدة عنا وبشكل سري مع البقية، لكننا نحن الرفاق لم نكن ننتبه لهذه الأشياء، كل ما كان يهمنا هو النضال بصدق فقط..
أعترف أننا خرجنا من الجامعة ولم نكن نعرف كيفية تسيير جمع عام موسع، لأن نظام الحلقية خنقنا، لم أكن أعرف طريقة نضال الأحزاب والشبيبات.. كنا نفهم شيئا واحدا كرفاق “إما معنا أ ضدنا”.. ولم يسبق لنا تجربة منطق التحالفات.. كانت محطة عشرين فبراير تدريب لنا أولا، ثم مناسبة لخروجنا من التجمد النضالي كي نحس بحرارة العمل السياسي في الشارع، بالاضافة إلى كونها حركة كسرت جدار الخوف من كل شيء، بما في ذلك الخوف من النضال داخل الإطارات الجماهيرية… (يُتبع).








    رد مع اقتباس