عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-07-12, 21:45 رقم المشاركة : 29
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(26).. ثوريون حد الغباء.. رفاق مسلحون في بيت أم الشهيد “شباظة”! – بشرى الشتواني

— 12 يوليو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) خيم شبح الموت على سنة 2007 بل كانت كل نقاشات المناضلين والسياسين تتمحور حول العنف وكيف سيرد هذا الطرف على الآخر.
أما الرفاق فقد كانوا يخططون وينتقلون من موقع إلى آخر كي يردوا ضربة وليتلقوا أخرى وهكذا ذواليك وكأنهم يدورون في حلقة مفرغة.. كانوا يواكبون ذلك العنف بالبيانات السياسية والورقات التي تناقش الشوفينية ومشروعية مجابهتها، أما أنا فقد كنت أنتظر الفرصة ليعلن أي طرف وقف نزيف الدم وإزهاق أرواح الشباب، سيما أن المختلفين كانوا لا يرحمون بعضهم بعضا في المواجهات.. وكأن فعل ضرب وقتل هو ما سينجح الثورة المظفرة..
كانت سنتي الدراسية الأخيرة حيث قررنا أنا وزوجي أن ننتقل بعدها مباشرة للعمل دون أي تضييع للوقت، وذلك ما تم، جهزت مختبر العمل واشتغلت في غشت 2007 لنبدأ مشوار الحياة الحقيقي، لكن وسط أجواء الحرب التي اندلعت بين الرفاق.. الماويين من جهة والحركة الثقافية الامازيغية من جهة مقابلة..
كنا نحن أيضا ننجر إلى كل تلك الأحداث.. كان أول حدث عشته وأنا مستقلة عن الطلبة وحياة القاعديين، ولو ظاهريا، هو ذكرى الشهيد “شباظة” لم أفهم كيف لذكرى واظبت أم الشهيد على إحيائها ثقة منها في المناضلين ووفاء لروح ابنها أن يحولها هؤلاء الثوريين حد الغباء، إلى حلبة صراع غريبة..
كنت أعرف “مِّي رقية” جيدا بحكم زياراتي لها عندما كنت أدرس في الدار البيضاء، وقد اشتكت لي من تصرفات الرفاق الصبيانية صيف 2006 وكيف أنهم تخاصموا أمامها في بيتها، ثم كيف أنهم جاءوا إليها مسلحين كما أفادها أحد الرفاق. اعتبرت “مِّي رقية” التصرف لا يحترم ذكرى الشهيد وأنه حتى لو كانت هناك خلافات في يوم الذكرى، فيجب أن تُنسى، لأن الشهيد يجمع الكل..
لم أجد ما أقوله لأم الشهيد “شباظة” فاستنكارها وكلامها كانا منطقيين..
في ذكرى 2007 حصل نفس التصرف تقريبا.. رفاق مواقع الصمود جاءوا وفي قلوبهم غل على ما سموه ب “التحريفية” والماويون جاءوا ليبينوا أنهم الوحيدون في الساحة، والبعض آخر جاء لينصت للنقاش.. حضرت أما الشهيدين “شباظة” و”الحسناوي” وأبو الشهيد “الساسيوي”.. بدأ النقاش إلا أن “مي رقية” طلبت من الرفاق أن يسرعوا باختتام نقاشاتهم لأنها لم تكن تستطيع استقبالهم ليلا كما اعتادت، وأعلنت أنها ستكون آخر ذكرى يتم إحياؤها بتلك الطريقة، وأنها ربما ستحيي ذكرى ابنها لوحدها بعيدا عن خلافات “ماو” و”لينين” وقريبا..
من عهد أم وابنها استشهدا حبا للوطن وليس لأي مفكر أو فيلسوف أُسدل الستار على الذكرى وفُتح باب الأسئلة في داخلي، وهذه المرة بدون خجل.. سألت عن أشياء كانت خافية عني وأولها: مَن هم أصحاب ورقة 94 لأكتسف أن الرفاق كانوا يختلقون وجهات نظر غريبة فقط ليسرعوا في طرد قائد ليعوضه آخر، وربطت هذا الأمر مع ما وقع لرفيقي وزوجي أيام ضربوا هذا الأخير، ولو أنه استغل الموقف ولم يذهب إلى حال سبيله وأخد يساهم ببعض التنظيرات، لكانت لدينا الآن وجهة نظر في العلاقة الرفاقية..
يا للهول، آهكذا سنبني وطنا للإنسان؟
مرت الأيام مسرعة.. كنت سعيدة بعملي واستقلالي المادي، والسياسي أيضا، فقد كانت علاقتنا بالرفاق لا تتجاوز بعض المساهمات المادية واتصالات هاتفية للإطمئنان على الحال والأحوال، إلى أن جحل فاتح ماي..
نزلنا إلى شوارع أكَادير لنشارك في الاحتفالات.. نفس الاحداث تكررت.. صراع مع العمال وزعيق، لكن في هذه المرة أعطى الكاتب الجهوي الامر بضربنا.. الرفاق كانوا مستعدين لذلك.. ما زلت أتدكر نعشا رمزيا للشهداء كان الرفاق يريدون الطواف به خلال المسيرة، أصبح قطعا صغيرة جدا. أما زوجي فقد كسروا يده بعصا غليظة.. رغم كل ذلك أكملنا المسيرة ثم التحقنا بالطبيب بعدما كان الألم قد بلغ أشده بزوجي..
في طريقنا إلى الطبيب كنت أتكلم باستنكار شديد.. متسائلة: لماذا كل ذلك الصراع؟ هل سنراكم مع العمال بضربهم؟.. لا بد من تغيير الاستتراتيجية..
ولأن القاعديين يكرهون أي شيء فيه تغيير، فقد رفض رفيقي كلمة تغيير وقال: نحن نشتغل باستراتجية البرنامج المرحلي..
رجعنا الى مدينتا لتستمر الحياة العادية دون سياسة ودون نقاش، أو على الأقل في تلك المدينة الصغيرة، لم نرجع لجو السياسة. غير أن اعتقال المجموعة الأولى بمراكش على إثر معركة طلابية كبيرة، جعلنا نتابع الأحداث والبيانات تارة بالتلفون وتارات عبر موقع الحوار المتمدن، ليصلنا خبر اعتقال مجموعة “زهرة بودكور” وهنا اندمجنا في الحركة النضالية للعائلات..
كان زخما نضاليا كبيرا حاول الرفاق الماويون استثماره بشكل جيد، ليخرجوا بتوجههم للوجود، لكن الواقع أن العائلات وعائلة بودكور أساسا، هي من كانت تحرك التوجه، وقد لاقت دعما كبيرا من هيئات حقوقية ومن الإعلام أيضا.. سنتان من النضال كانتا كافيتان ليصل صدى اعتقال زهرة ومجموعاتها إلى العالم كله، ولتتضح لنا صور كثيرة كانت غائبة عنا حينما كنا وسط معمعة الطلبة، خصوصا بالنسبة لي أنا..
كنت قد تجاوزت مرحلة الخوف من طرح الأسئلة وصبيانة البعض، ساعدني على ذلك حادث بسيط شكلا، لكن كان له الفضل في اكتشاف مدى تحجر عقولنا أو إنه أُريد لها أن تكون كذلك..
كنت أناقش أحد الرفاق الذين كانوا يقودون التوجه آنذاك وعلقت على أحد البيانات التي كانت تبتدىء بموقلة ل”ماو تسي تونغ” حيث لفتت انتباهه إلى أنه في خضم صراعهم مع الماويين يبتدئون دائما بياناتهم السياسية بمقولة لماوتسي تونغ، فأجاب أهم يخوضون صراعا ضد الماويين والخواجيا في نفس الوقت. قلت له: أين هم هؤلاء الخواجيا وما تأثيرهم في الساحة؟
استطرت: “أظن أن الصراع كان محتدما مع الماويين، خصوصا مع موجة العنف التي عانى منها رفاقنا على أيدي رفاقهم القدامى، فقد ضربوا رفيقا وسط حديقة عمومية، وربما ما زال يعاني من تبعاتها لحدود الساعة، وأحرقوا آخر حيا.. أصيب على إثر ذلك بتشوهات على مستوى يده، والآن بياناتكم تعني أنكم تهادنون”..
أعطاني ذلك الرفيق انطباعا بأني على صواب، لكن مباشرة بعد ذهابي نشر إشاعة مفادها أنه ضبطني أنسق مع أحد الخوجيين للسيطرة على موقع أكادير.
ساعتها أيقنت أنه لا أمل في الانضباط لمثل هذا الجمود العقائدي، و من حينها انخرطت في العمل الجماهيري عن طريق الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أولا ثم في حركة عشرين فبراير المجيدة… (يُتبع).








    رد مع اقتباس