2010-10-01, 19:17
|
رقم المشاركة : 57 |
إحصائية
العضو | | | رد: الاختلاط في تعليمنا : ضرورة أم خطورة | - " تمت الإشارة إلى أن التربية السليمة هي السبيل لتقويض سلبيات و مخاوف الاختلاط ، و هذا يفرض علينا أن نمنع الاختلاط حتى تتحقق هذه التربية السليمة ، أو أن نبارك الاختلاط بموازاة عن العمل على تفعيل هذه التربية المعنية ، لكن ما الضمانة على أن أسرنا و مؤسساتنا التربوية قادرة على القيام بذلك و مواجهة السيل الجارف لتأثيرات هذا الاختلاط ؟" مقتطف من رد الأستاذ عمر أبو صهيب . - ( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) : آية استشهد بها الأستاذ خالد السوسي أكثر من سياق . أتساءل : كيف يمكن أن نغير ما بأنفسنا إذا لم نكن واثقين من قدراتنا ؟ وإذا لم نكن واثقين من أسرنا وقدرتها على المساهمة في غرس قيم الاحترام في نفوس أبنائها .. فكيف سنغير ما بأنفسنا ؟ إن التغيير يبدأ من الذات ، والذات لا يمكن أن تتغير بعيدا عن تفاعلها مع المحيط لأن الإنسان ابن بيئته ؛ ومن ثمة فكل محاولة لتغيير الآخر تجد لها الأسس في القدرة على تغيير الذات . - "علينا أن نمنع الاختلاط حتى تتحقق هذه التربية السليمة ": من نحن أستاذي عمر ؟ لا أنت ولا أنا ولا غيرنا يستطيع أن يمنع الاختلاط ، لأنه واقع في كل تفاصيل ومفاصل حياتنا ، نظرا لضرورته ، ونظرا لإكراهات الواقع وتحدياته . فكيف تستطيع أن تربي مجتمعا ، منبنيا على الاختلاط ، وأنت تدعو إلى المنع ، وتذَكَّر أن كل ممنوع محبوب ومرغوب فيه . سيرد عليك من تود منعه بمنطق الزجر ، بالقول : سيدي لن تمنعني لأنك تقمعني ، ولأن لا سلطة لك علي ، ولأن القانون لا يمنعني ولا يردعني .. لكنك تستطيع أن تقنعني بالتي هي أحسن ، بالحوار الهادئ ، بعيدا عن الانفعالات والأوامر والتسلط ، وعليك أن تصغي إلي بإمعان لكي تفهمني وتتفهم منطلقاتي ، وعليك أن تقنعني ، بالدليل، أنني فعلا خاطئ . وقد يضيف أحدهم : سيدي لأنك منفعل ومتسلط وعنيف فأنت لست مؤهلا للقيام بدور المربي .. ولن أستمع إليك لأنك لم تستمع إلي . ويرد ثالث : أنت تسعى إلى منعي من الاختلاط بالقوة ، لكن هناك من يدعوني إليه بهدوء وإغراء ، ويوفر لي فضاءات لتحقيقه ، أنا ميال إليه ومقبل عليه ، نافر منك معرض عليك .. ذاك لسان حال شباب يردون على من يسعى إلى تربيتهم بالمنع والزجر. إن تربية أبنائنا على القيم النبيلة ، ومنها احترام الإنسان ، ذكرا أو أنثى ، يتطلب منا النفَس الطويل والصبر والمصابرة ، والمثابرة والاجتهاد لإيجاد الصيغ الملائمة لجيل ولد وترعرع واشتد عوده في جو الاختلاط ، في المنزل والشارع ، والمدرسة والإعدادية والثانوية والجامعة ، والحافلة والقطار ، والسوق ومقارالجمعيات ودور الشباب ... ورد في قولة تنسب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم ، ورويت القولة بصيغة أخرى : ربوا أبناءكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم : هو منطق تربوي أسس لإجراء عملي في التربية السليمة المبنية على تجنب التشبث بتكرار النماذج ، وهو إجراء يمكننا أن نستفيد منه في تربية أبنائنا على حب العلم والتكنولوجيا، والخير والجمال ونظافة النفس والبدن ، والإيثار ، وتجنب الأنانية والحسد ، وحب البذل والاجتهاد والإبداع ... فوالله من كانت هذه القيم أساسا لتربيتهم - من أبنائنا وبناتنا / أطفالنا وشبابنا- لا نخاف من اختلاطهم ، لأن طاعتهم لن تكون للهوى ، بل لله الذي أكرمهم بكل تلك النعم / القيم . اللهم وفقنا في تربية أبنائنا وشبابنا ، وفي محاورتهم بالتي هي أحسن ، وارزقنا جبالا من الصبر والجلد حتى نجني الثمار .. تحياتي واحترامي . | التوقيع | ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه ( أبو الطيب المتنبي ) *********** | |
| |