عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-01, 19:17 رقم المشاركة : 57
محمد الورزازي المحمدي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية محمد الورزازي المحمدي

 

إحصائية العضو








محمد الورزازي المحمدي غير متواجد حالياً


وسام المركز الثالث في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

وسام المركز الأول في المسابقة الأدبية

افتراضي رد: الاختلاط في تعليمنا : ضرورة أم خطورة


- " تمت الإشارة إلى أن التربية السليمة هي السبيل لتقويض سلبيات و مخاوف الاختلاط ، و هذا يفرض علينا أن نمنع الاختلاط حتى تتحقق هذه التربية السليمة ، أو أن نبارك الاختلاط بموازاة عن العمل على تفعيل هذه التربية المعنية ، لكن ما الضمانة على أن أسرنا و مؤسساتنا التربوية قادرة على القيام بذلك و مواجهة السيل الجارف لتأثيرات هذا الاختلاط ؟"
مقتطف من رد الأستاذ عمر أبو صهيب .
- ( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) :
آية استشهد بها الأستاذ خالد السوسي أكثر من سياق .
أتساءل : كيف يمكن أن نغير ما بأنفسنا إذا لم نكن واثقين من قدراتنا ؟ وإذا لم نكن واثقين من أسرنا وقدرتها على المساهمة في غرس قيم الاحترام في نفوس أبنائها .. فكيف سنغير ما بأنفسنا ؟
إن التغيير يبدأ من الذات ، والذات لا يمكن أن تتغير بعيدا عن تفاعلها مع المحيط لأن الإنسان ابن بيئته ؛ ومن ثمة فكل محاولة لتغيير الآخر تجد لها الأسس في القدرة على تغيير الذات .
- "علينا أن نمنع الاختلاط حتى تتحقق هذه التربية السليمة ": من نحن أستاذي عمر ؟ لا أنت ولا أنا ولا غيرنا يستطيع أن يمنع الاختلاط ، لأنه واقع في كل تفاصيل ومفاصل حياتنا ، نظرا لضرورته ، ونظرا لإكراهات الواقع وتحدياته .
فكيف تستطيع أن تربي مجتمعا ، منبنيا على الاختلاط ، وأنت تدعو إلى المنع ، وتذَكَّر أن كل ممنوع محبوب ومرغوب فيه .
سيرد عليك من تود منعه بمنطق الزجر ، بالقول :
سيدي لن تمنعني لأنك تقمعني ، ولأن لا سلطة لك علي ، ولأن القانون لا يمنعني ولا يردعني .. لكنك تستطيع أن تقنعني بالتي هي أحسن ، بالحوار الهادئ ، بعيدا عن الانفعالات والأوامر والتسلط ، وعليك أن تصغي إلي بإمعان لكي تفهمني وتتفهم منطلقاتي ، وعليك أن تقنعني ، بالدليل، أنني فعلا خاطئ .
وقد يضيف أحدهم : سيدي لأنك منفعل ومتسلط وعنيف فأنت لست مؤهلا للقيام بدور المربي .. ولن أستمع إليك لأنك لم تستمع إلي .
ويرد ثالث : أنت تسعى إلى منعي من الاختلاط بالقوة ، لكن هناك من يدعوني إليه بهدوء وإغراء ، ويوفر لي فضاءات لتحقيقه ، أنا ميال إليه ومقبل عليه ، نافر منك معرض عليك ..
ذاك لسان حال شباب يردون على من يسعى إلى تربيتهم بالمنع والزجر.
إن تربية أبنائنا على القيم النبيلة ، ومنها احترام الإنسان ، ذكرا أو أنثى ، يتطلب منا النفَس الطويل والصبر والمصابرة ، والمثابرة والاجتهاد لإيجاد الصيغ الملائمة لجيل ولد وترعرع واشتد عوده في جو الاختلاط ، في المنزل والشارع ، والمدرسة والإعدادية والثانوية والجامعة ، والحافلة والقطار ، والسوق ومقارالجمعيات ودور الشباب ...
ورد في قولة تنسب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم ، ورويت القولة بصيغة أخرى : ربوا أبناءكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم :
هو منطق تربوي أسس لإجراء عملي في التربية السليمة المبنية على تجنب التشبث بتكرار النماذج ،
وهو إجراء يمكننا أن نستفيد منه في تربية أبنائنا على حب العلم والتكنولوجيا، والخير والجمال ونظافة النفس والبدن ، والإيثار ، وتجنب الأنانية والحسد ، وحب البذل والاجتهاد والإبداع ... فوالله من كانت هذه القيم أساسا لتربيتهم - من أبنائنا وبناتنا / أطفالنا وشبابنا- لا نخاف من اختلاطهم ، لأن طاعتهم لن تكون للهوى ، بل لله الذي أكرمهم بكل تلك النعم / القيم .
اللهم وفقنا في تربية أبنائنا وشبابنا ، وفي محاورتهم بالتي هي أحسن ، وارزقنا جبالا من الصبر والجلد حتى نجني الثمار ..
تحياتي واحترامي .






التوقيع

ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه
( أبو الطيب المتنبي )
***********

    رد مع اقتباس