2010-08-06, 11:29
|
رقم المشاركة : 34 |
إحصائية
العضو | | | رد: مستشارك النفسي رهن الاشارة | مستشارك النفسي د .سعيد وهاس قسوة زوج متزوجة منذ ما يقارب الثلاثة عشر عاما معاناتي في زوجي الذي يعاملني بقسوة وينكر ما اقوم به من واجبات منزلية رغم اخلاصي له مع العلم بانه انسان لبق خارج المنزل ويقدم الاستشارات للآخرين فما افضل الوسائل للتعامل معه؟ وفقكم الله. من الظواهر العائلية - الاجتماعية الملاحظة والتي تعانيها الزوجات والابناء هي ان هناك وللاسف الشديد من الآباء وحتى الامهات من يكون في منتهى القسوة وسوء التعامل والجور مع ابنائه وزوجته مكشرا عن انيابه طالما انه داخل اسوار المنزل تراه يتصرف بعصبية وشدة وقسوة وما ان يخرج الى خارج المنزل ويختلط بالآخرين تراه شخصا آخر في منتهى الطيبة والهدوء والسكينة ومصدر سعادة للآخرين وقد لا تحلو الجلسات بدونه نتيجة ما يضفيه على الجلسة من روح النكتة وقد يستشار من قبل الآخرين في القضايا ذات الصلة بالعائلة والشؤون العائلية مقدما الاستشارة داعيا الى مكارم التعامل ويسدي النصح والارشاد وكما قيل باب النجار مخلوع. ونقول هنا ان هناك خللا ربما يعود الى الزوج بالدرجة الاولى وهذا الاغلب والاعم ان لم يكن الاصل حيث ان الزوج يستطيع ادارة بيته كما يراه مؤصلا على القوامة التي منحها الله عز وجل له من غير افراط في حق الجميع ولا تفريط وقد تكون الزوجة طرفا آخر في هذا الامر وهنا هي معنية بتعديل ذلك السلوك وللزوج الحق في مطالبتها بذلك وعليها الحق بالاستماع قبل ان يستفحل الامر ويصعب معالجة الموقف.
هناك من الازوج من يعتقد ان دوره فقط تأمين الاحتياجات الاساسية من طعام وشراب وسكن.. الخ وبالتالي يقوم على توفيرها بدون نقص وقد يسرف في ذلك متجاهلا دوره في التنشئة وقيادة زمام الامور فتجده ينتقل من استراحة الى اخرى ومن شلة الى اخرى ولا يعرف عن منزله سوى تلبية الاحتياج ويتعامل مع زوجته واطفاله بقسوة حيث لديه اعتقاد بانه قد اكمل لهم جميع احتياجاتهم ويلقي باللوم على الزوجة عندما يحدث امر معين ويتجاهل دور تلك الزوجة وكأنها خادمة استقدمت للخدمة فقط والخادمة هنا تحصل على راتب وتحظى باحترام بينما الزوجة قد لا تحصل على الاحترام والمال.
ان مثل هذا السلوك يلقي بظله الثقيل على الاسرة محدثا العديد من الآثار السلبية السيئة للزوجة والاطفال وتكون الاسرة مرتعا خصبا لنشوء العديد من الاضطرابات النفسية والعائلية التي قد تؤدي الى الطلاق وما يترتب عليه من مآس لمستقبل الاطفال والزوجة.
لقد استودع الباري هذا الزوج شؤون العائلة وجعله راعيا في اهله ومسؤولا يوم القيامة عن الرعية وهنا الامر عظيم والخطب جسيم عندما يقف الانسان بين يدي ربه سائله عن تلك الرعية وهنا اقول يجب على الجميع اعادة النظر في علاقاتهم العائلية وفحص السلوكيات الصادرة من الازواج تجاه من يعولون واستبدال السلوكيات القائمة على القسوة والعنف والاهمال والعصبية وسياسة التخويف والحرمان والضياع بسلوك مؤصل على حق الرعية كما شرعه لنا الدين الحنيف ويكون الحب والحنان والاحترام والحوار الهادئ والعلاقة المتينة هي ما يقوم عليه البيت والجو الاسري خاصة في هذا الزمن الذي تعددت فيه مصادر الفتن فالحاجة قائمة وماسة واساسية لاب عطوف حنون ذي صدر واسع يحترم من حوله يكون مصدر الامان للجميع ومصدر الاستشارة ويحسن التعامل مع من يعول وهذا لا يعني ان لا يكون له وقته الخاص يقضيه مع زملائه بل عليه ان يسعى للترفيه المباح مع من يحب وان يعطي كل حق حقه كما شرعه الله ثم ما يتناسب واحتياجات الاسرة.
هنا اخاطب ذلك الزوج بالرجوع الى العائلة بنمط سلوكي مختلف عن الاول يقوم على ما ذكرت انفا مقدرا دور الزوجة وان يلبي جميع الاحتياجات العائلية المادية والمعنوية لكي يتجنب السلوكيات الشاذة التي نسمع عنها ونراها في بعض الاسر نتيجة اهمال رب العائلة. كما اوصى اختي الزوجة بمحاولة اكتشاف الاسباب التي دعت الزوج الى مثل هذا السلوك وتحسن التعامل معه ولا تنتقده ولا تفشي اسرار المنزل للخارج الا عن الاصلاح فقط وتصبر عليه وتحتسب وقد تطلب التدخل من ذوي التأثير على الزوج من الاقارب عند الحاجة.
كما انه من المفترض وجود عيادات خاصة بالارشاد الزوجي والعائلي لدينا والتي تقدم خدمات استشارية لمن يحتاج. وفق الله الجميع. | |
| |