الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-03-03, 20:48 رقم المشاركة : 26
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: حقيقة الشيعة .........حتى لا ننخدع(مجدد)


مشــابهة الشــيعة للخوارج

باسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
الخوارج والشيعة نشأتهما فى وقت واحد، و من منبت واحد لكن كثير من أصولهم وغاياتهم تختلف. لذلك اتفقت الفرقتان فى أمور. و تباينتا فى أمور: فقد اتفق الرافضة و الخوارج على التالي:
  1. الغلو:
    فقد اتفقتا فى أصول الغلو واختلفتا فى صوره ,فكان غلو الخوارج فى تشددهم في الدين والأحكام, والبراء وشدة الموقف من المخالفين، و ما استلزمه ذلك من التفكير والخروج و القتال وكان غلو الشيعة فى الاشخاص حيث غلو فى على رضي الله عنه وآل البيت وغيرهم.
  2. الجهل والحمق وقصر النظر:
    فكل الخوارج والشيعه فيهم جهل وحمق وقصر نظر غالبا ولا أدل على جهل الخوارج من مواقفهم من الصحابة، و خروجهم على الإمام والجماعة، و لا على جهل الشيعة من غلوهم فى على رضي الله عليه مع براءته من فعلهم و تأديبه لطوائف منهم.
  3. قلة العلم الشرعي وضعف الفقه فى الدين:
    أما الخوارج فكانت السمه الغالبة فيهم الاغترار بالعلم القليل,وليس لهم جلد على طلب العلم والرسوخ فيه. و أما الشيعة فلا يطلبون العلم على أهله، ولا يأخذونه عن أئمة السنة و أغلب مصادر علمهم عن أهل الكذب والوضع، وكلا الفرقتين لا يهتم غالباً بالحديث والسنن إلا ما يوافق أهواءهم.
  4. مجانبة السنة والخروج على جماعة المسلمين وأئمتهم:
    أما الخوارج فإنها فارقت الجماعة فى الاعتقاد والعمل, وخرجت على أئمة المسلمين بالسيف. و أما الشيعة فإنها فارقت الجماعة فى الاعتقاد و العمل و ترى الخروج بالسيف لكنه مشروط عندهم بخروج مهدييهم الموهوم. و مع ذلك كانو يسارعون فى الإسهام فى كل فتنة تضرّ المسلمين.
  5. ترك العمل بالحديث و آثار السلف:
    كل من الخوارج والشيعة لا يعتمدون على السنة الصحيحة أو أكثرها إلاّ فيما يرون أنه يعضد أهواءهم. ويجانبون آثار السلف.
  6. فساد الاعتقاد فى الصحابة:
    أما الخوارج فيكفرون بعض الصحابهة كعلي و عثمان و معاوية و أبى موسى و عمرو بن العاص رضى الله عنهم. و أصحاب الجمل و صفّين أو أكثرهم. و يسبون بعض السلف و يلزمونهم. و أما الشيعة ( الرافضة ) فيكفرون سائر الصحابه ولا يستثنون إلا نفراً قليلاً، و يسبّون كل السلف أئمّة الدين فضلاً عن سائر أهل السنة.
  7. تكفير المخالف لهم من المسلمين:
    الخوارج والشيعة كلهم يكفرون المسلمين الذين يخالفون و إن اختلفت أصول التكفير وأسبابها عند كل فرقة. فالخوارج كفروا بعض الصحابة بسبب التحكيم، عمله أو إقراره. و كفّروا مرتكب الكبيرة من المسلمين، و كفّروا كل من خالفهم و لم ينضم لمعسكرهم، على اختلاف بينهم فى درجة الكفر ( كفر شرك أو كفر نعمة ) . أما الرافضة فكما كفّروا سائر الصحابة و زعموا أنهم مرتدّين ( إلا نفراً قليلاً لا يتجاوز السبعة عند بعضهم ). و كلاهما كفرا سائر المسلمين وعامّتهم.
    قال شيخ الإسلام:
    "و أصل قول الرافضة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي نصاً قاطعاً للعذر، و أنه إمام معصوم ومن خالفه كفر، و أن المهاجرين و الأنصار كتموا النص و كفروا بالإمام المعصوم، و اتبعوا أهواءهم و بدلوا الدين و غيروا الشريعة و ظلموا و اعتدوا، بل كفروا إلا نفراً قليلاً: إما بضعة عشر أو أكثر، ثم يقولون: إن أبا بكر وعمر و نحوهما ما زالا منافقين. و قد يقولون: بل آمنوا ثم كفروا، و أكثرهم يكفر من خالف قولهم و يسمون أنفسهم المؤمنين و من خالفهم كفاراً، و يجعلون مدائن الإسلام التي لا تظهر فيها أقوالهم دار ردة أسوأ حالا من مدائن المشركين و النصارى، و لهذا يوالون اليهود و النصارى و المشركين على بعض جمهور المسلمين، و يوالون الإفرنج النصارى على جمهور المسلمين، و كذا يوالون اليهود على جمهور المسلمين. و منهم ظهرت أمهات الزندقة و النفاق، كزندقة القرامطة الباطنية و أمثالهم، و لا ريب أنهم طوائف المبتدعة عن الكتاب و السنة، و لهذا كانوا من المشهورين عند العامة بالمخالفة للسنة، فجمهور العامة لا تعرف ضد السني إلا الرافضي، فإذا قال أحدهم: أنا سني فإنما معناه لست رافضياً.
    و لا ريب أنهم شر من الخوارج: لكن الخوارج كان لهم في مبدأ الإسلام سيف على أهل الجماعة. و موالاتهم الكفار أعظم من سيوف الخوارج، فإن القرامطة و الإسماعيلية و نحوهم من أهل المحاربة لأهل الجماعة، و هم منتسبون اليهم، و أما الخوارج فهم معروفون بالصدق، و الروافض معروفون بالكذب. و الخوارج مرقوا من الإسلام، و هؤلاء نابذوا الإسلام."





    رد مع اقتباس
قديم 2010-03-03, 21:13 رقم المشاركة : 27
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: حقيقة الشيعة .........حتى لا ننخدع(مجدد)


مـشابهة الـشيعة لليهـود و النـصارى

ذكر ابن تيمية تفصيلا عن مشابهتهم لليهود والنصارى فقال:
((وبينهم وبين النصارى من المشابهة في الغلو والجهل وغير ذلك من أخلاق النصارى ما أشبهوا به هؤلاء من وجه وهؤلاء من وجه وما زال الناس يصفونهم بذلك
ومن أخبر الناس بهم الشعبي وأمثاله من علماء الكوفة وقد ثبت عن الشعبي أنه قال ما رأيت أحمق من الخشبية لو كانوا من الطير لكانوا رخما ولو كانوا من البهائم لكانوا حمرا والله لو طلبت منهم أن يملئوا لي هذا البيت ذهبا على أن أكذب على علي لأعطوني ووالله ما أكذب عليه أبدا وقد روى هذا الكلام مبسوطا عنه أكثر من هذا لكن الأظهر أن المبسوط من كلام غيره
كما روى أبو حفص بن شاهين في كتاب اللطيف في السنة حدثنا محمد بن أبي القاسم بن هارون حدثنا أحمد بن الوليد الواسطي حدثني جعفر بن نصير الطوسي الواسطي عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن أبيه قال قال لي الشعبي أحذركم هذه الأهواء المضلة وشرها الرافضة لم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة ولكن مقتا لأهل الإسلام وبغيا عليهم قد حرقهم علي رضي الله عنه بالنار ونفاهم إلى البلدان منهم عبد الله ابن سبأ يهودي من يهود صنعاء نفاه الى ساباط وعبد الله بن يسار نفاه إلى خازر 2 وآية ذلك أن محنة الرافضة محنة اليهود قالت اليهود لا يصلح الملك إلا في آل داود وقالت الرافضة لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي وقالت اليهود لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال وينزل سيف من السماء وقالت الرافضة لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينادي مناد من السماء واليهود يؤخرون الصلاة إلى اشتباك النجوم وكذلك الرافضة يؤخرون المغرب إلى اشتباك النجوم والحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تزال أمتي على الفطرة مالم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم واليهود تزول عن القبلة شيئا وكذلك الرافضة واليهود تنود في الصلاة وكذلك الرافضة واليهود تسدل أثوابها في الصلاة وكذلك الرافضة واليهود لا يرون على النساء عدة وكذلك الرافضة واليهود حرفوا التوراة وكذلك الرافضة حرفوا القرآن واليهود قالوا افترض الله علينا خمسين صلاة وكذلك الرافضة واليهود لا يخلصون السلام على المؤمنين إنما يقولون السام عليكم والسام الموت وكذلك الرافضة واليهود لا يأكلون الجري والمرماهى والذناب وكذلك الرافضة واليهود لا يرون المسح على الخفين وكذلك الرافضة .

واليهود يستحلون أموال الناس كلهم وكذلك الرافضة وقد أخبرنا الله عنهم بذلك في القرآن أنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل سورة آل عمران 75 وكذلك الرافضة واليهود تسجد على قرونها في الصلاة وكذلك الرافضة واليهود لا تسجد حتى تخفق برؤوسها مرارا شبه الركوع وكذلك الرافضة واليهود تبغض جبريل ويقولون هو عدونا من الملائكة وكذلك الرافضة يقولون غلط جبريل بالوحي على محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك الرافضة وافقوا النصارى في خصلة النصارى ليس لنسائهم صداق إنما يتمتعون بهن تمتعا وكذلك الرافضة يتزوجون بالمتعة ويستحلون المتعة .
وفضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين سئلت اليهود من خير أهل ملتكم قالوا أصحاب موسى وسئلت النصاري من خير أهل ملتكم قالوا حواري عيسى وسئلت الرافضة من شر أهل ملتكم قالوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أمروا بالاستغفار لهم فسبوهمkفالسيف عليهم مسلول إلى يوم القيامة لا تقوم لهم راية ولا يثبت لهم قدم ولا تجتمع لهم كلمة ولا تجاب لهم دعوة دعوتهم مدحوضة وكلمتهم مختلفة وجمعهم متفرق كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله
قلت هذا الكلام بعضه ثابت عن الشعبي كقوله لو كانت الشيعة من البهائم لكانوا حمرا ولو كانت من الطير لكانوا رخما فإن هذا ثابت عنه
قال ابن شاهين حدثنا محمد بن العباس النحوي حدثنا إبراهيم الحربي حدثنا ابو الربيع الزهراني حدثنا وكيع بن الجراح حدثنا مالك بن مغول فذكره وأما السياق المذكور فهو معروف عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن أبيه عن الشعبي

وروى أبو عاصم خشيش بن أصرم في كتابه ورواه من طريقه أبو عمرو الطلمنكي في كتابه في الأصول قال أبو عاصم حدثنا أحمد بن محمد وعبد الوارث ابن إبراهيم حدثنا السندي بن سليمان الفارسي حدثنى عبد الله بن جعفر الرقى عن عبدالرحمن بن مالك بن مغول عن أبيه قال قلت لعامر الشعبي ما ردك عن هؤلاء القوم وقد كنت فيهم رأسا قال رأيتهم يأخذون بأعجاز لا صدور لها ثم قال لي يا مالك لو أردت أن يعطوني رقابهم عبيدا أو يملئوا لي بيتي ذهبا أو يحجوا إلى بيتي هذا على أن أكذب على علي رضي الله عنه لفعلوا ولا والله لا أكذب عليه أبدا يا مالك إني قد درست الأهواء فلم أر فيها أحمق من الخشبية فلو كانوا من الطير لكانوا رخما ولو كانوا من الدواب لكانوا حمرا يا مالك لم يدخلوا في الإسلام رغبة فيه لله ولا رهبة من الله ولكن مقتا من الله عليهم وبغيا منهم على أهل الإسلام يريدون أن يغمصوا دين الإسلام كما غمص بولص بن يوشع ملك اليهود دين النصرانية ولا تجاوز صلاتهم آذانهم قد حرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار ونفاهم من البلاد منهم عبد الله بن سبأ يهودي من يهود صنعاء نفاه إلى ساباط وأبو بكر الكروس نفاه إلى الجابية وحرق منهم قوما أتوه فقالوا أنت هو فقال من أنا فقالوا أنت ربنا فأمر بنار فاججت فألقوا فيها وفيهم قال على رضى الله عنه:
لما رأيت الأمر أمرا منكرا * اججت ناري ودعوت قنبرا
يا مالك إن محنتهم محنة اليهود قالت اليهود لا يصلح الملك إلا في آل داود وكذلك قالت الرافضة لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي وقالت اليهود لا جهاد في سبيل الله حتى يبعث الله المسيح الدجال وينزل سيف من السماء وكذلك الرافضة قالوا لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج الرضا من ال محمد وينادي مناد من السماء اتبعوه
وقالت اليهود فرض الله علينا خمسين صلاة في كل يوم وليلة وكذلك الرافضة واليهود لا يصلون المغرب حتى تشتبك النجوم وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال أمتي على الإسلام ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم مضاهاة لليهود وكذلك الرافضة واليهود إذا صلوا زالوا عن القبلة شيئا وكذلك الرافضة
واليهود تنود في صلاتها وكذلك الرافضة واليهود يسدلون أثوابهم في الصلاة وقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل سادل ثوبه فعطفه عليه واليهود يسجدون في صلاة الفجر لكندرة وكذلك الرافضة
واليهود لا يخلصون بالسلام إنما يقولون سام عليكم وهو الموت وكذلك الرافضة واليهود حرفوا التوراة وكذلك الرافضة حرفوا القرآن واليهود عادوا جبريل فقالوا هو عدونا وكذلك الرافضة قالوا أخطأ جبريل بالوحي واليهود يستحلون أمول الناس وقد نبأنا الله عنهم أنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل سورة آل عمران 75 وكذلك الرافضة يستحلون مال كل مسلم واليهود يستحلون دم كل مسلم وكذلك الرافضة واليهود يرون غش الناس وكذلك الرافضة واليهود لا يعدون الطلاق شيئا إلا عند كل حيضة وكذلك الرافضة واليهود ليس لنسائهم صداق إنما يمتعوهن وكذلك الرافضة يستحلون المتعة واليهود لا يرون العزل عن السرارى وكذلك الرافضة
واليهود يحرمون الجري والمرماهى وكذلك الرافضة واليهود حرموا الأرنب والطحال وكذلك الرافضة واليهود لا يرون المسح على الخفين وكذلك الرافضة
واليهود لا يلحدون وكذلك الرافضة وقد ألحد لنبينا صلى الله عليه وسلم واليهود يدخلون مع موتاهم في الكفن سعفة رطبة وكذلك الرافضة
ثم قال لي يا مالك وفضلتهم اليهود والنصارى بخصلة قيل لليهود من خير أهل ملتكم قالوا أصحاب موسى وقيل للنصارى من خير أهل ملتكم قالوا حواري عيسى وقيل للرافضة من شر أهل ملتكم قالوا حواري محمد يعنون بذلك طلحة والزبير أمروا أن يستغفروا لهم فسبوهم فالسيف عليهم مسلول إلى يوم القيامة ودعوتهم مدحوضة ورايتهم مهزومة وأمرهم متشتت كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساد والله لا يحب المفسدين
وقد روى أبو القاسم الطبري في شرح أصول السنة نحو هذا الكلام من حديث وهب بن بقية الواسطي عن محمد بن حجر الباهلي عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول فهذا الأثر قد روى عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول من وجوه متعددة يصدق بعضها بعضا وبعضها يزيد على بعض لكن عبد الرحمن بن مالك ابن مغول ضعيف وذم الشعبي لهم ثابت من طرق أخرى
لكن لفظ الرافضة إنما ظهر لما رفضوا زيد بن علي بن الحسين في خلافة هشام وقصة زيد بن علي بن الحسين كانت بعد العشرين ومائة سنة إحدى وعشرين أو اثنتين وعشرين ومائة في اواخر خلافة هشام قال أبو حاتم البستي قتل زيد بن علي بن الحسين بالكوفة سنة اثنتين وعشرين ومائة وصلب على خشبة وكان من أفاضل أهل البيت وعلمائهم وكانت الشيعة تنتحله
قلت ومن زمن خروج زيد افترقت الشيعة إلى رافضة وزيدية فإنه لما سئل عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما رفضه قوم فقال لهم رفضتموني فسموا رافضة لرفضهم إياه وسمى من لم يرفضه من الشيعة زيديا لانتسابهم إليه ولما صلب كانت العباد تأتي إلى خشبته بالليل فيتعبدون عندها والشعبي توفى في أوائل خلافة هشام أو آخر خلافة يزيد بن عبد الملك أخيه سنة خمس ومائة أو قريبا من ذلك فلم يكن لفظ الرافضة معروفا إذ ذاك وبهذا وغيره يعرف كذب لفظ الأحاديث المرفوعة التي فيها لفظ الرافضة
ولكن كانوا يسمون بغير ذلك الاسم كما كانوا يسمون الخشبية لقولهم إنا لا نقاتل بالسيف إلا مع إمام معصوم فقاتلوا بالخشب ولهذا جاء في بعض الروايات عن الشعبي قال ما رأيت أحمق من الخشبية
فيكون المعبر عنهم بلفظ الرافضة ذكره بالمعنى مع ضعف عبد الرحمن ومع أن الظاهر أن هذا الكلام إنما هو نظم عبدالرحمن بن مالك بن مغول وتأليفه وقد سمع طرفا منه عن الشعبي وسواء كان هو ألفه أو نظمه لما رآه من أمور الشيعة في زمانه ولما سمعه عنهم أو لما سمع من أقوال أهل العلم فيهم أو بعضه أو مجموع الأمرين أو بعضه لهذا وبعضه لهذا فهذا الكلام معروف بالدليل لا يحتاج إلى نقل وإسناد

وقول القائل إن الرافضة تفعل كذا وكذا المراد به بعض الرافضة كقوله تعالى وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله سورة التوبة 30 وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم سورة المائدة 64 لم يقل ذلك كل يهودي بل قاله بعضهم وكذلك قوله تعالى الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم سورة آل عمران 173 المراد به جنس الناس وإلا فمعلوم أن القائل لهم غير الجامع وغير المخاطبين المجموع لهم
وما ذكره موجود في الرافضة وفيهم أضعاف ما ذكر مثل تحريم بعضهم للحم الأوز والجمل مشابهة لليهود ومثل جمعهم بين الصلاتين دائما فلا يصلون إلا في ثلاثة أوقات مشابهة لليهود ومثل قولهم إنه لا يقع الطلاق إلا بإشهاد على الزوج مشابهة لليهود ومثل تنجيسهم لأبدان غيرهم من المسلمين وأهل الكتاب وتحريمهم لذبائحهم وتنجيس ما يصيب ذلك من المياه والمائعات وغسل الآنية التي يأكل منها غيرهم مشابهة للسامرة الذين هم شر اليهود ولهذا يجعلهم الناس في المسلمين كالسامرة في اليهود ومثل استعمالهم التقية وإظهار خلاف ما يبطنون من العداوة مشابهة لليهود ونظائر ذلك كثير

وأما سائر حماقاتهم فكثيرة جدا مثل كون بعضهم لا يشرب من نهر حفره يزيد مع أن النبي صلى الله عليه وسلم والذين معه كانوا يشربون من آبار وأنهار حفرها الكفار وبعضهم لا يأكل من التوت الشامي ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه كانوا يأكلون مما يجلب من بلاد الكفار من الجبن ويلبسون ما تنسجه الكفار بل غالب ثيابهم كانت من نسج الكفار
ومثل كونهم يكرهون التكلم بلفظ العشرة أو فعل شيء يكون عشرة حتى في البناء لا يبنون على عشرة أعمدة ولا بعشرة جذوع ونحو ذلك.))

نقلا عن كلام ابن تيمية من منهاج السنة.
و قد ثبت عن الشعبي أن قال : (( ما رأيت أحمق من الخشبية (الشيعة) لو كانوا من الطير لكانوا رخًا،ولو كانوا من البهائم لكانوا حُمرًا،والله لو طلبت منهم أن يملؤا هذا البيت ذهبًا على أن أكذب على علي رضي الله عنه لأعطوني و والله ما أكذب عليه أبدًا .
أحذركم أهل هذه الأهواء المضلة وشرها الرافضة لم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة ولكن مقتًا لأهل الإسلام وبغيًا عليهم ، قد حرقهم علي رضي الله عنه ونفاهم إلى البلدان منهم عبدالله بن سبأ يهودي من يهود صنعاء ، نفاه إلى ساباط وعبدالله بن يسار خاذر ، وأيد ذلك أن محنة الرافضة محنة اليهود .
قالت اليهود : لا يصلح الملك إلا في بني داود ، وقالت الرافضة : لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي .وقالت النصارى : لا جهاد في سبيل اله حتى يخرج المسيح الدجال وينزل السيد من السماء .وقالت الرافضة لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي و ينادي مناد من السماء . و اليهود يؤخرون الصلاة إلى اشتباك النجوم : يؤخرون المغرب إلى اشتباك النجوم ، والحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم )) واليهود : تزول عن القبلة شيئًا ، وكذلك الرافضة . و اليهود يسدلون أثوابهم في الصلاة وكذلك الرافضة ، و اليهود لا يرون على النساء عدة ، وكذلك الرافضة ، واليهود حرفوا التوراة ، وكذلك الرافضة حرفوا القرآن ، واليهود قالوا افترض الله علينا خمسين صلاة ، وكذلك الرافضة ، واليهود لا يخلصون السلام على المؤمنين إنما يقولون السام عليكم (والسام : الموت) وكذلك الرافضة ، واليهود لا يأكلون الجريّ والمرماهي ، وكذلك الرافضة ، واليهود لا يرون المسح على الخفين وكذلك الرافضة ، واليهود يستحلون أموال الناس كلهم وكذلك الرافضة وقد أخرنا الله عنهم بذلك في القرآن (قالوا ليس علينا في الأميين سبيل) ، واليهود تسجد على قرونها في الصلاة وكذلك الرافضة ، واليهود لا تسجد حتى تخفق برؤوسها مررًا تشبيهًا بالركوع ، وكذلك الرافضة ، واليهود ينتقصون جبريل ويقولون هو عدونا من الملائكة ، وكذلك الرافضة يقولون غلط جبريل بالوحي على محمد ، وكذلك الرافضة وافقوا النصارى في خصلة النصارى ليس لنسائهم صداق ، إنما يتمتعون بهن تمتعًا ، وكذلك الرافضة يتزوجون بالمتعة ويستحلون المتعة .واليهود يستحلون دم كل مسلم وكذلك الرافضة ، واليهود يرون غش الناس وكذلك الرافضة ، واليهود لا يعدون الطلاق شيئًا إلا عند كل حيضة وكذلك الرافضة ، واليهود لا يلحدون وكذلك الرافضة .
ــــ وفضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلة :
سئلت اليهود : من هم خير ملتكم ؟ قالوا أصحاب موسى .
وسئل النصارى : من هم خير أهل ملتكم ؟ قالوا حواري عيسى .
وسئلت الرافضة : من هم شر أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب محمد ، أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم ، والسيف عليهم مسلول إلى يوم القيامة ، لا تقوم لهم راية ولا يثبت لهم قدم ولا مجتمع لهم ، ولا تجاب لهم دعوة ، دعوتهم مدحوضة ، وكلمتهم مختلفة ، وجمعهم متفرق ، كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله . ))

هذه شهادة الشعبي في الشيعة ، فتأملها / والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به.





    رد مع اقتباس
قديم 2010-03-05, 08:17 رقم المشاركة : 28
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: حقيقة الشيعة .........حتى لا ننخدع(مجدد)


الإمام جعفر الصادق رحمه الله بين الرافضة و شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده ..وبعد :
فهذه نتف من كلام شيخ الإسلام وشامة الشامالإمام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني الدمشقي - رحمه الله - في الإمام جعفر بن محمد المعروف بجعفر الصادق - رحمه الله - وذلك ليعلم الحق و ينصف العالم ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
وسأذكر كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - في هذه القضية ليتبين من خلاله محبة شيخ الإسلام - رحمه الله - ، لجعفر الصادق - رحمه الله - ، وذلك خلافا لما ينسبه إليه الرافضة من أنه يبغضه ، ويبغض آل البيت - رحمهم الله جميعا ورضي عنهم - .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني رحمه الله تعالى :
" والإسماعيلية والقرامطة والباطنية الثنوية والحاكمية وغيرهم من الضلالات المخالفة لدين الإسلام ، وما ينسبونه إلى علي بن أبى طالب ، أو جعفر الصادق ، أو غيرهما من أهل البيت ، كالبطاقة والهفت والجدول والجفر وملحمة بن عنضب وغير ذلك من الأكاذيب المفتراة باتفاق جميع أهل المعرفة ، وكل هذا باطل فإنه لما كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم به اتصال النسب والقرابة ، وللأولياء الصالحين منهم ومن غيرهم به اتصال الموالاة والمتابعة ، وصار كثير ممن يخالف دينه وشريعته وسنته يموه باطله ويزخرفه بما يفتريه على أهل بيته وأهل موالاته ومتابعته ، وصار كثير من الناسيغلو إما في قوم من هؤلاء أو من هؤلاء ، حتى يتخذهم آلهة أو يقدم ما يضاف إليهم على شريعة النبي وسنته ، وحتى يخالف كتاب الله وسنة رسوله وما اتفق عليه السلف الطيب من أهل بيته ومن أهل الموالاة له والمتابعة وهذا كثير في أهل الضلال " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 11 ، صفحة 55
وقال أيضا رحمه الله :فإنه قد كذب على جعفر الصادق - رضى الله عنه - ما لم يكذب على غيره ، وكذلك كذب على علي رضى الله عنه وغيره من أئمة أهل البيت رضى الله عنهم " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 2 ، صفحة 217 .
وقال أيضا : " وأما الكذب والأسرار التي يدعونها عن جعفر الصادق فمن أكبر الأشياء كذبا ، حتى يقال ما كذب على أحد ما كذب على جعفر - رضي الله عنه - ومن هذه الأمور المضافة كتاب الجفر الذي يدعون أنه كتب فيه " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 4 ، صفحة 78 .
وقال أيضا : " ومثل كتاب رسائل إخوان الصفا الذي صنفه جماعة في دولة بني بويه ببغداد وكانوا من الصابئة المتفلسفة المتحنفة ، جمعوا بزعمهم بين دين الصابئة المبدلين وبين الحنيفية ، وأتوا بكلام المتفلسفة وبأشياء من الشريعة ، وفيه من الكفر والجهل شيء كثير ، ومع هذا فإن طائفة من الناس من بعض أكابر قضاة النواحي يزعم أنه من كلام جعفر الصادق وهذا قول زنديق وتشنيع جاهل " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 4 ، صفحة 79 .
فتأمل يا رعاك الله أن شيخ الإسلام رحمه الله في كلامه السابق يدافع عن جعفر الصادق ، وكذا عن علي رضي الله عنهما ، وينفي عنهما الكذب الذي نسب إليهما مما فيه مخالفة صريحة لكتاب الله سبحانه وتعالى ولسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وقد بين الشيخ أن من ينسب تلك الأقوال إليهم كذبا وزورا إنما هو صاحب باطل يريد أن يزخرف لباطله بما ينسبه إليهم ، أو أنه لم يوفق للصواب ، فصدق تلك الأكاذيب فبنى مذهبه عليها ظانا أنه على الحق ، وزعم أنه على مذهب آل البيت رضوان الله عليهم .
وصنيع شيخ الإسلام هذا هو الحبالحقيقي لآل البيت ، وليس الحب الحقيقي بأن ينسب لآل البيت عقائد مخالفة للقرآن والسنة كالقول بتحريف القرآن ، ثم يقول إنني أحب آل البيت ، ولذا فأنا الذي أتبع مذهبهم ... ، وهو إنما يتبع ما نسب إليهم من كذب ... ، فمن الصادق في المحبة ؟ .
وقال أيضا رحمه الله : " وكذلك ما يذكر في دمشق من قبور أزواج النبي - صلى الله عليه سلم - وإنما توفين بالمدينة النبوية ، وكذلك ما يذكر في مصر من قبر علي بن الحسين أو جعفر الصادق أو نحو ذلك ، هو كذب باتفاق أهل العلم ، فإن علي بن الحسين وجعفر الصادق إنما توفيا بالمدينة ، وقد قال عبد العزيز الكناني الحديث المعروف : ليس في قبور الأنبياء ما ثبت إلا قبر نبينا ، قال غيره : وقبر الخليل أيضا ، وسبب اضطراب أهل العلم بأمر القبور أن ضبط ذلك ليس من الدين فإن النبي قد نهى أن تتخذ القبور مساجد فلما لم يكن معرفة ذلك من الدين لم يجب ضبطه " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 4 ، صفحة 516 .
فلاحظ أن ضرورة ضبط القبور ، وما يتبعه من أمور كجعلها مساجد وتعظيمها ، والبناء عليها وتجصيصها ، والذبح لها وتقديم القرابين ونحو ذلك ليس من دين الإسلام ، وإنما نهى الإسلام عن البناء عليها وتجصيصها ونحو ذلك ، وهو الموافق لمعتقد آل البيت ، كما جاء في الكافي وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث عليا - رضي الله عنه - : أن لا يدع صورة إلا طمسها ولا قبرا مشرفا إلا سواه ... الحديث [ الكافي 6/528 ] .
وأنت ترى في كلام شيخ الإسلام الإشارة إلى هذا ، وأن جملة من القبور المنسوبة إلى بعض الصالحين غير صحيح ، فلو كان أمرا مشروعا لكان أمرا بينا لا يختلف فيه اثنان ، فتأمل .
وقال أيضا رحمه الله : " وكذلك ما يأثره أبو عبد الرحمن عن بعض المتكلمين فى الطريق أو ينتصر له من الأقوال والأفعال والأحوال ، فيه من الهدى والعلم شيء كثير ، وفيه أحيانا من الخطأ أشياء ، وبعض ذلك يكون عن اجتهاد سائغ ، وبعضه باطل قطعا ، مثل ما ذكر في حقائق التفسير قطعة كبيرة عن جعفر الصادق وغيره ، من الآثار الموضوعة ، وذكر عن بعض طائفة أنواعا من الإشارات التي بعضها أمثال حسنة واستدلالات مناسبة وبعضها من نوع الباطل واللغو " كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 11 ، صفحة 42 .
فبالله عليك أليس هذا من الإنصاف، وأن ما ينسب إلى جعفر الصادق - رحمه الله - منه ماهو صحيح ، ومنه ماهو كذب وهو الكثير ، فمن الذي أنصف آل البيت ؟ ..
وقال أيضا : " ولهذا كان أعظم الأبواب التى يدخلون منها : باب التشيع والرفض ، لأن الرافضة هم أجهل الطوائف وأكذبها وأبعدها عن معرفة المنقول والمعقول ، وهم يجعلون التقية من أصول دينهم ويكذبون على أهل البيت كذبا لا يحصيه إلا الله ، حتى يرووا عن جعفر الصادق أنه قال : " التقية ديني ودين آبائي " و التقية هي شعار النفاق ، فإن حقيقتها عندهم أن يقولوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وهذا حقيقة النفاق ، ثم إذا كان هذا من أصول دينهم صار كل ما ينقله الناقلون عن علي أو غيره من أهل البيت مما فيه موافقة أهل السنة والجماعة يقولون هذا قالوه على سبيل التقية ثم فتحوا باب النفاق للقرامطة الباطنية " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 13 ، صفحة 263 .
فأنت ترى أن غرض الشيعة إنما هو مخالفة أهل السنة وليس اتباع مذهب آل البيت حقيقة ، وإلا لقبلوا ما ينقل عن آل البيت مما هو ثابت عنهم ، والذي هو بلا شك موافق لمذهب أهل السنة والجماعة وخاصة في الاعتقاد .
وقال أيضا رحمه الله : " فمنهم من يعتمد على جدول يزعمون أن جعفر الصادق دفعه إليهم ، ولم يأت به إلا عبد الله بن معاوية ، ولا يختلف أهل المعرفة من الشيعة وغيرهم أن هذا كذب مختلق على جعفر اختلقه عليه عبد الله هذا ، وقد ثبت بالنقل المرضي عن جعفر وعامة أئمة أهل البيت ما عليه المسلمون وهو قول أكثر عقلاء الشيعة " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 25 ، صفحة 179 .
فهل أدركت بعد هذا كله أن جعفر الصادق - رحمه الله - كُذِبَ عليه كما ذكرت لك ، وأن شيخ الإسلام إنما هو من أشد المدافعين عنه حقيقة لا ادعاء أجوفا .. ، ولكن إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ..
قال رحمه الله : " ونحن نعلم من أحوال أئمتنا أنه قد أضيف إلى جعفر الصادق - وليس هو بنبي من الأنبياء - من جنس هذه الأمور ما يعلم كل عالم بحال جعفر رضى الله عنه أن ذلك كذب عليه ، فإن الكذب عليه من أعظم الكذب حتى نسب إليه أحكام الحركات السفلية ، كاختلاج الأعضاء وحوادث الجو من الرعد والبرق والهالة وقوس الله الذي يقال له قوس قزح وأمثال ذلك ، والعلماء يعلمون أنه بريء من ذلك كله ، وكذلك نسب إليه الجدول الذي بنى عليه الضلال طائفة من الرافضة ، وهو كذب مفتعل عليه افتعله عليه عبد الله بن معاوية أحد المشهورين بالكذب مع رياسته وعظمته عند اتباعه ، وكذلك أضيف إليه كتاب الجفر والبطاقة والهفت ، وكل ذلك كذب عليه باتفاق أهل العلم به ، حتى أضيف إليه رسائل إخوان الصفا ، وهذا في غاية الجهل ، فإن هذه الرسائل إنما وضعت بعد موته بأكثر من مائتي سنة ، فإنه توفي سنة ثمان وأربعين ومائة ، وهذه الرسائل وضعت في دولة بنى بويه في أثناء المائة الرابعة في أوائل دولة بنى عبيد الذين بنوا القاهرة ، وضعها جماعة وزعموا أنهم جمعوا بها بين الشريعة والفلسفة فضلوا وأضلوا ، وأصحاب جعفر الصادق الذين أخذوا عنه العلم ، كمالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، وأمثالهما من الأئمة ، أئمة الإسلام براء من هذه الأكاذيب ، وكذلك كثير ما يذكره الشيخ أبو عبد الرحمن السَلَمي في كتاب "حقائق التفسير" عن جعفر من الكذب الذي لا يشك في كذبه أحد من أهل المعرفة بذلك .. ، وكذلك كثير من المذاهب الباطلة التي يحكيها عنه الرافضة ، وهي من أبين الكذب عليه ، وليس في فرق الأمة أكثر كذباً واختلاقاً من الرافضة من حين نبغوا ، فأول من ابتدع الرفض كان منافقاً زنديقاً يقال له : عبد الله بن سبأ ، فأراد بذلك إفساد دين الإسلام كما فعل "بولص" صاحب الرسائل التي بأيدي النصارى ، حيث ابتدع لهم بدعاً أفسد بها دينهم ، وكان يهوديا فأظهر النصرانية نفاقا فقصد إفسادها ، وكذلك كان ابن سبأ يهوديا فقصد ذلك " مجموع فتاوى شيخ الإسلام 35/183 ، وانظر أيضا : منهاج السنة 4/54 .
وقال أيضا رحمه الله : " ولم يكذب على أحد ما كذب على جعفر الصادق مع براءته ، كما كذب عليه فنسب إليه علم البطاقة والهفت والجدول واختلاج الأعضاء ومنافع القرآن والكلام على الحوادث وأنواع من الإشارات في تفسير القرآن وتفسير قراءة السورة في المنام ، ,كل ذلك كذب عليه ... " منهاج السنة 7/534 .
وقال أيضا رحمه الله : " والنفاق والزندقة في الرافضة أكثر منه في سائر الطوائف ، بل لا بد لكل منهم من شعبة نفاق ، فإن أساس النفاق الذي بني على الكذب ، وأن يقول الرجل بلسانه ما ليس في قلبه ، كما أخبر الله تعالى عن المنافقين أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، والرافضة تجعل هذا من أصول دينها وتسميه التقية ، وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت الذين برأهم الله عن ذلك ، حتى يحكوا عن جعفر الصادق أنه قال التقية ديني ودين آبائي ، وقد نزه الله المؤمنين من أهل البيت وغيرهم عن ذلك ، بل كانوا من أعظم الناس صدقا وتحقيقا للإيمان ، وكان دينهم التقوى لا التقية وقول الله تعالى : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة } . " منهاج السنة 2/ 46 .
وقال أيضا :فالآفة وقعت من الكذابين عليه لا منه ... ، وحتى كل من أراد أن ينفق أكاذيبه نسبها إلى جعفر ... " منهاج السنة 4/54 .
وفيما سبق يتبين لك أن كلام شيخ الإسلام في الرافضة ليس هو لاتباعهم أهل البيت كما يزعمون ، ولكن لكذبهم على آل البيت ، ومن ثم اتباعهم لهذا الكذب وتسميته بمذهب آل البيت !! .
ومما يستفاد من كلامه أيضا رحمه الله :
  • - كثرة الكذب على آل البيت عموما ، وعلى جعفر - رحمه الله - خصوصا ، وهو بريء من هذا الكذب والبهتان .. ، والآفة من هؤلاء الكذابين عليه ، لا منه - رحمه الله - .
  • - أن أئمة آل البيت - رحمهم الله -من أعظم الناس صدقا وتحقيقا للإيمان ، وكان دينهم التقوى لا التقية التي هي النفاق تعينه ..
  • - أن الذين أخذوا العلم الصحيح عن أئمة آل البيت - رحمهم الله -كجعفر الصادق - رحمه الله - ، ولم يقبلوا إلا ما صح عنهم ، هم أئمة السلف من أهل السنة والجماعة ، كمالك بن أنس وسفيان بن عيينة - رحمهما الله - ، وهم براء من هذه الأكاذيب .
  • - أن أهل السنة والجماعة يجلون الأئمة من آل البيت ، ولكنهم لا يعتقدون بعصمة الأئمة ، فجعفر الصادق - رحمه الله - وغيره ليسوا معصومين ، وإنما العصمة للأنبياء ، وذلك ضرورة تبليغ الرسالة ... ، ومن ثم يعلم أن كثيرا مما ينسب إلى جعفر الصادق - رحمه الله - لا يصح عنه ، لاختصاصه بمن يشرع عن الله ، وإلى هذا أشار الشيخ بقوله : " وليس هو بنبي من الأنبياء " .
  • - أن أرباب الضلال كالرافضة ، بنوا مذهبهم على هذه الأكاذيب ، ثم سموها بمذهب آل البيت وتعصبوا لها ، وحاولوا إثباتها بأي وسيلة أو طريقة ، وكل من أراد أن ينفق أكاذيبه نسبها إلى جعفر الصادق - رحمه الله - .
  • - أن الرافضة بنوا مذهبهم على أساس من أسس النفاق ، وهو الكذب المسمى عندهم بالتقية ، وذلك بأن يقول بلسانه ما هو مخالف لما في قلبه وذلك خوفا من افتضاح أمره ، أو حفاظا على المذهب كما قال بعض أئمتهم ، وقد أخبر الله عن المنافقين أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، وأئمة آل البيت براء من هذه العقيدة الفاسدة .
وثمت فوائد أخرى من كلامه رحمه الله أعرضت عنها خشية الإطالة .
وقد كذب الرافضة على جعفر - رحمه الله - حتى في نقلهم عنه تفسير القرآن ، فكذبوا في تفسير القرآن ثم نسبوا هذا التفسير له ، وإلى هذا سبقت الإشارة في كلام شيخ الإسلام ، وذكره في غير هذا الموضع فمثلا :
قال رحمه الله : " وما ينقل في حقائق السلمي من التفسير عن جعفر الصادق ، عامته كذب على جعفر ، كما قد كذب عليه غير ذلك كما تقدم .. " منهاج السنة 8/ 43 .
وقال أيضا رحمه الله : " وقال جعفر الصادق في قوله : ( ثم دنا فتدلى ) [ سورة النجم 8 ] من توهم أنه بنفسه دنا جعل ثم مسافلة ، وإنما تدنى أنه كلما قرب منه بعده عن أنواع المعارف إذ لا دنو ولا بعد ، قلت : هذا الكلام وأشباهه مما اتفق أهل المعرفة على أنه مكذوب على جعفر مثل كثير من الإشارات التي ذكرها عنه أبو عبد الرحمن في "حقائق التفسير" والكذب على جعفر كثير منتشر ، والذي نقله العلماء الثقات عنه معروف يخالف رواية المفترين عليه ... " الاستقامة 1/191 .
وقد نسبوا له أيضا أقوالا في تفسير القرآن بالباطن ، وأن له ظاهرا وباطنا ، ولذا قال الشيخ رحمه الله : " وهؤلاء المدعون للباطن ... " الفتاوى الكبرى 4/276. وذلك إنما هو كذب عليه .
وقال رحمه الله : " والمقصود هنا أن يقال لهذا الإمامي وأمثاله : ناظروا إخوانكم هؤلاء الرافضة في التوحيد ، وأقيموا الحجة على صحة قولكم ، ثم ادعوا إلى ذلك ، ودعوا أهل السنة والتعرض لهم ، فإن هؤلاء يقولون : إن قولهم في التوحيد هو الحق وهم كانوا في عصر جعفر الصادق وأمثاله ، فهم يدَّعُون أنهم أعلم منكم بأقوال الأئمة لا سيما وقد استفاض عن جعفر الصادق أنه سئل عن القرآن أخالق هو أم مخلوق فقال ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله ، وهذا مما اقتدى به الإمام أحمد في المحنة فإن جعفر بن محمد من أئمة الدين باتفاق أهل السنة " . منهاج السنة 2/ 245
وقال : " ... ولهذا كانت الإمامية لا تقول إنه مخلوق لما بلغهم نفي ذلك عن أئمة أهل البيت ، وقالوا : إنه محدث مجعول ، ومرادهم بذلك أنه مخلوق ، وظنوا أن أهل البيت نفوا أنه غير مخلوق أي مكذوب مفترى ، ولا ريب أن هذا المعنى منتف باتفاق المسلمين ، من قال إنه مخلوق ، ومن قال إنه غير مخلوق ، والنزاع بين أهل القبلة إنما كان في كونه مخلوقا خلقه الله أو هو كلامه الذي تكلم به وقام بذاته ، وأهل البيت إنما سئلوا عن هذا وإلا فكونه مكذوبا مفترى مما لا ينازع مسلم في بطلانه ، ولكن الإمامية تخالف أهل البيت في عامة أصولهم ، فليس في أئمة أهل البيت مثل علي بن الحسين وأبي جعفر الباقر وابنه جعفر بن محمد الصادق من كان ينكر الرؤية أو يقول بخلق القرآن أو ينكر القدر أو يقول بالنص على علي أو بعصمة الأئمة الاثني عشر أو يسب أبا بكر وعمر " منهاج السنة 2/ 368
فنحن نقول للرافضة إن كنتم صادقين في زعمكم محبة آل البيت ، فاتبعوا مذهبهم الصحيح في الاعتقادات وفي العبادات وفي الصحابة ، وغير ذلك مما هو معلوم لمن أنصف آل البيت مذهبهم ، وردوا على من خالف ذلك من أبناء جلدتكم ، أم هو التستر باتباعهم للطعن في الإسلام .. ؟ .
وأنت هنا ، أن شيخ الإسلام أكد على قضية مهمة وهي أن أهل السنة عاشوا زمن جعفر الصادق وأمثاله من العلماء - رحمهم الله - ، وأنهم يدعون أنهم أعلم بأقوال الأئمة من هؤلاء الشيعة ، ولذا فمذهب أهل السنة هو القول الحق ، وهو الذي درجوا عليه ، وقد مثل الشيخ بقول الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - في القرآن ، وأنه اقتدى في ذلك بجعفر الصادق - رحمه الله - .
أما مجرد ادعاء حب آل البيت ، فليس كافيا في الحكم بصحة عقائد من يدعي حبهم وهو في الحقيقة مخالف لما هم عليه من العقائد ، وإن كذب ونسب تلك العقائد لهم ، ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله في كلامه الآتي :
قال رحمه الله : " ... قوم إذا ذكروا عليا يردون السلام على السحاب ، فهذا بعض ما نقله الأشعري وغيره عنهم ، وهو بعض ما فيهم من هذا الباب ، فإن الإسماعيلية والنصيرية لم يكونوا حدثوا إذ ذاك ، والنصيرية من نوع الغلاة ، والإسماعيلية ملاحدة أكفر من النصيرية ، ومن شيعة النصيرية من يقول أشهد أن لا إله إلا حيدرة الأنزع البطين ، ولا حجاب عليه إلا محمد الصادق الأمين ، ولا طريق إليه إلا سلمان ذو القوة المتين "منهاج السنة 2/ 512 .
فإذا تبين كثرة الكذب عليه ، علم أنه إنما كان من علماء السلف ، وأنه من علماء أهل السنة والجماعة ، وهذا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - قبل قليل حيث قال : " فإن جعفر بن محمد من أئمة الدين باتفاق أهل السنة " . وتأمل في كلامه الآتي رحمه الله ففيه فوائد جمة .
قال رحمه الله : " وجعفر الصادق رضي الله عنه من خيار أهل العلم والدين ، أخذ العلم عن جده أبي أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وعن محمد بن المنكدر ونافع مولى ابن عمر والزهري وعطاء بن أبي رباح وغيرهم ، وروى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك بن أنس وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وابن جريج وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وحاتم بن إسماعيل وحفص بن غياث ومحد بن إسحاق بن يسار " منهاج السنة 4/ 52 .
ومما ذكر الشيخ - رحمه الله - في تلقي آل البيت للعلم ، قال رحمه الله : " ... وأيضا جعفر الصادق أخذ عن أبيه وعن غيره كما قدمنا ، وكذلك أبوه أخذ عن علي بن الحسين وغيره ، وكذلك علي بن الحسين أخذ العلم عن غير الحسين أكثر مما أخذ عن الحسين ، فإن الحسين قتل سنة إحدى وستين وعلي صغير ، فلما رجع إلى المدينة أخذ عن علماء أهل المدينة ، فإن علي بن الحسين أخذ عن أمهات المؤمنين عائشة وأم سلمة وصفية وأخذ عن ابن عباس والمسور بن مخرمة وأبي رافع مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومروان بن الحكم وسعيد بن المسيب " منهاج السنة 7/ 534 .
فهل بعد الحق إلا الضلال .. ، وهل جعفر الصادق - رحمه الله - إلا عالم من علماء أهلالسنة والجماعة ، أخذ العلم عمن سبقه بالسند المتصل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأخذه عنه من بعده ، وهكذا يؤخذ العلم ، لا كما يزعم الرافضة الغالين في آل البيت - رضوان الله عليهم - .
وقال أيضا رحمه الله : " فان أبا حنيفة من أقران جعفر الصادق توفي الصادق سنة ثمان و أربعين ومائة ، وتوفي أبو حنيفة سنة خمسين و مائة ، وكان أبو حنيفة يفتي في حياة أبي جعفر والد الصادق ، وما يعرف أن أبا حنيفة أخذ عن جعفر الصادق ولا عن أبيه مسألة واحدة ، بل أخذ عمن كان أسن منهما كعطاء بن أبي رباح ، و شيخه الأصلي حماد بن أبي سليمان ، و جعفر بن محمد كان بالمدينة " منهاج السنة 7/ 532
وكلامه - رحمه الله - واضح في أن العلم يؤخذ بالتلقي عمن اشتهر بالعلم ، وجواز الفتوى لمن كان عنده علم ولو وجد من هو أعلم منه ، ويبين لك أيضا أن محمد الباقر ، وابنه جعفر الصادق ، وأبا حنيفة ، - رحمهم الله جميعا - من أهل العلم الذين يتلقى عنهم العلم ..

فلعلك أدركت شدة الكذب وكثرته على آل البيت - رحمهم الله - وخاصة جعفر الصادق- رحمه الله - ، والأغرب من ذلك استحلال هؤلاء لكثير من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ناهيك عن إيجاب العبادات وتحريم المحرمات ، بناء على هذا الأساس من الكذب ، ولا شك أن اعتقاد كثير من هذه الأمور وإن نسب لآل البيت كذبا عليهم ، أنه كفر بالله سبحانه ، بل من أعظم الكفر ، لأنه ارتكاب لهذه الموبقات باسم الدين ، وكذب على الله سبحانه وتعالى ، وقد بين شيخ الإسلام - رحمه الله - ذلك في كلامه الآتي .
قال رحمه الله : " وهؤلاء المدعون للباطن لا يوجبون هذه العبادات ولا يحرمون هذه المحرمات بل يستحلون الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ونكاح الأمهات والبنات ، وغير ذلك من المنكرات ، ومعلوم أن هؤلاء أكفر من اليهود والنصارى ، فمن يكون هكذا كيف يكون معصوما ، وأما الأخبار ، فإنهم لا يقرون بقيام الناس من قبورهم لرب العالمين ، ولا بما وعد الله به عباده من الثواب والعقاب ، بل ولا بما أخبرت به الرسل من الملائكة ، بل ولا بما ذكرته من أسماء الله وصفاته ، بل أخبارهم التي يتبعونها اتباع المتفلسفة المشائين التابعين لأرسطو ، ويريدون أن يجمعوا بين ما أخبر به الرسل ، وما يقوله هؤلاء ، كما فعل أصحاب رسائل إخوان الصفا ، وهم على طريقة هؤلاء العبيديين ، ذرية عبيد الله بن ميمون القداح ، فهل ينكر أحد ممن يعرف دين المسلمين أو اليهود أو النصارى أن ما يقوله أصحاب رسائل إخوان الصفا مخالف للملل الثلاث ، وإن كان في ذلك من العلوم الرياضية والطبيعية وبعض المنطقية والإلهية وعلوم الأخلاق والسياسة والمنزل ما لا ينكر ، فإن في ذلك من مخالفة الرسل فيما أخبرت به وأمرت به والتكذيب بكثير مما جاءت به وتبديل شرائع الرسل كلهم بما لا يخفى على عارف بملة من الملل ، فهؤلاء خارجون عن الملل الثلاث ، ومن أكاذيبهم وزعمهم أن هذه الرسائل من كلام جعفر بن محمد الصادق ، والعلماء يعلمون أنها إنما وضعت بعد المائة الثالثة زمان بناء القاهرة ، وقد ذكر واضعها فيها ما حدث في الإسلام من استيلاء النصارى على سواحل الشام ونحو ذلك من الحوادث التي حدثت بعد المائة الثالثة ، وجعفر بن محمد - رضي الله عنه - توفي سنة ثمان وأربعين ومائة قبل بناء القاهرة بأكثر من مائتي سنة ، إذ القاهرة بنيت حول الستين وثلاثمائة كما في تاريخ الجامع الأزهر ، ويقال إن ابتداء بنائها سنة ثمان وخمسين ، وأنه في سنة اثنين وستين قدم معد بن تميم من المغرب واستوطنها ، ومما يبين هذا أن المتفلسفة الذين يعلم خروجهم من دين الإسلام كانوا من اتباع مبشر بن فاتك أحد أمرائهم وأبي علي بن الهيثم اللذين كانا في دولة الحاكم نازلين قريبا من الجامع الأزهر وابن سينا وابنه وأخوه كانوا من أتباعهما " الفتاوى الكبرى 4/276 .
وفي نهاية هذه الجولة السريعة مع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في جعفر الصادق - رحمه الله - ، أقول : أليس كلامه هذا دليل على شدة محبته لآل البيت ودفاعه عنهم ، لا كما يزعم الرافضة من أنه يبغض آل البيت كذبا عليه وبهتانا .. ، وقديما قيل : صديقك من صدقك لا من صدقك .. ، ولكن ليس بعد الحق إلا الضلال ، وفي هذا البيان العاجل إيضاح لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..
وأختم بكلام شيخ الإسلام في هذه القضية ، إذ يقول مبينا ضرورة القول بعلم وعدل ، وضرورة اتباع الحق ، وأن الحق الصحيح المنقول عن أئمة آل البيت - رحمهم الله - هو الموافق لما كان عليه الصحابة - رضوان الله عليهم - ، ولما كان عليه أئمة السلف - رحمهم الله - ، ومن تتبع ذلك وجد ذلك جميعه متفقا مجتمعا في أصول دينهم وجماع شريعتهم .. ، وفي هذا غنية عن المقالات المكذوبة والقصص المنسوجة .. ، وهذا هو القول الحق ، وهو الوسط بين الغالين والمجحفين ... :
قال رحمه الله : " ... وأما العالم العادل فلا يقول إلا بالحق ولا يتبع إلا إياه ، ولهذا من يتبع المنقول الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه وأصحابه وأئمة أهل بيته ، مثل الإمام علي بن الحسين زين العابدين ، وابنه الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، وابنه الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق شيخ علماء الأمة ، ومثل مالك بن أنس والثوري وطبقتهما ، وجد ذلك جميعه متفقاً مجتمعاً في أصول دينهم وجماع شريعتهم ، ووجد في ذلك ما يشغله وما يغنيه عما أحدثه كثير من المتأخرين من أنواع المقالات التي تخالف ما كان عليه أولئك السلف ، ممن ينتصب لعداوة آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويبخسم حقوقهم ويؤذيهم ، أو ممن يغلو فيهم غير الحق ، ويفتري عليهم الكذب ، ويبخس السابقين والطائعين حقوقهم " [ ا .هـ من رسالة إلى المنسوبين إلى التشيع في العراق ومشهد المنتظر ( ص : 87 - 88 ) ضمن كتاب جامع المسائل لشيخ الإسلام ، تطبع لأول مرة ]
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبيه الأمين وآله وأصحابه أجمعين ،،،
بقلم : أم عمار آل عبد الحميد





    رد مع اقتباس
قديم 2010-03-08, 13:14 رقم المشاركة : 29
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: حقيقة الشيعة .........حتى لا ننخدع(مجدد)


الشيخ الحذيفي إمام المسجد النبوي يؤكد بحضور رفسنجاني
الرافضة أضر على الإسلام من اليهود والنصارى ، وعلى المسلمين أن يقفوا لهم بالمرصاد
في بداية ذي القعدة من العام الماضي زار رئيس إيران الأسبق هاشمي رفسنجاني أرض الحرمين بصحبة وفد كبير ،
لكن الموقف الفريد الذي فاجأ الجميع ولم يتوقعه أحد من إمام المسجد النبوي بالمدينة المنورة الشيخ علي عبد الرحمن الحذيفي هو وقوفه على المنبر – بحضور رفسنجاني - مهاجماً بشدة رافضة إيران ، وفاضحاً بعض عقائدهم ، ومبيناً شيئاً من أباطيلهم وترهاتهم ، وسط ذهول واستغراب الوفد الرافضي وعلى رأسه رفسنجاني الذي همّ بالخروج من المسجد لولا نصيحة بعض مقربيه ، ورفض أن يؤدي صلاة الجمعة خلف الشيخ الحذيفي
ونظراً لأهمية الحدث وعظم الموقف أحببنا أن نضع بين يدي القارئ الكريم ما قاله الشيخ الحذيفي في خطبته عن الرافضة
:قال الشيخ حفضه الله
يسوؤنا - نحن المسلمون (المسلمين) - الدعوة التي تنادي بالتقريب بين الأديان من جهة ، والتقريب بين أهل السنة والشيعة من جهة أخرى ، والذي ينادي به بعض المفكرين الذين تنقصهم أوليات وأساسيات في العقيدة
وكيف يكون هناك تقريب بين السنة والشيعة ، أهل السنة الذين حملوا القرآن الكريم وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحفظ الله بهم الدين ، وجاهدوا لإعلاء منارة الإسلام ، وصنعوا تاريخه المجيد والرافضة الذين يلعنون الصحابة ، ويهدمون الإسلام ، فإن الصحابة رضي الله عنهم هم الذين نقلوا الدين لنا ، فإذا طعن أحد فيهم فقد هدم الدين
كيف يكون تقريب بين أهل السنة والرافضة وهم يسبون الخلفاء الثلاثة ، وسبهم لو كان لهم عقول وسبهم لو كان لهم عقول يُفضي إلى الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما صهران لرسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيراه في حياته ، وضجيعاه بعد موته ، ومن ينال هذه المنزلة ؟ من ينال هذه المنزلة ؟ وجاهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع غزواته ، ويكفي هذا الدليل لبطلان الرفض .. وعثمان رضي الله عنه زوج ابنتين للرسول صلى الله عليه وسلم ، والله لا يختار لرسوله صلى الله عليه وسلم إلاّ افضل الأصهار والأصحاب ، فكيف لم يبين النبي صلى الله عليه وسلم عداوة الخلفاء الثلاثة للإسلام ويُحذر منهم إن كانوا صادقين بزعمهم ؟ بل سبُّ هؤلاء .. بل سب هؤلاء الثلاثة طعن في علي رضي الله عنه ، فقد بايع أبا بكر في المسجد راضياً ، وزوج عمر ابنته أم كلثوم وبايعه وبايع عثمان مختاراً وكان وزيراً لهم محباً ناصحاً رضي الله عنهم أجمعين .. فهل يصاهر علي رضي الله عنه كافراً أو يبايع كافراً؟ سبحانك هذا بهتان عظيم .. ولعنهم معاوية رضي الله عنه طعن في الحسن رضي الله عنه الذي تنازل بالخلافة لمعاوية ابتغاء وجه الله ، وقد وفق لذلك ومدحه صلى الله عليه وسلم على ذلك فهل يتنازل سبط رسول الله لكافرٍ يحكم المسلمين ؟! سبحانك هذا بهتان عظيم . فإن قالوا بأن علياً والحسن كانا مكرهين فلا عقول لهم لأن هذا تنقُّصٌ لهما ، ما بعده تنقص أبدا
وكيف يلعنون أم المؤمنين عائشة التي نص الله في كتابه على أنها أم للمؤمنين في قوله تبارك و تعالى { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم } ولا شك أن من يلعنها فإنها ليست له بأمّ ، وأما من كانت أما له فإنه لا يلعنها بل يحبها
وكيف يكون تقريب بين أهل السنة والرافضة وقد جعلوا الخميني إمام الضلالة معصوماً حيث أقروه على انه نائب مهديهم الخرافة الذي قالوا بأنه دخل سرداب (سامراء) ، والنائب له حكم المستنيب ، فإذا كان المهدي معصوماً فالخميني معصوم لأنه نائب له ، فما هذا التناقض ؟! إن الرافضة بقولهم بولاية الفقيه قد نسفوا مذهبهم من أساسه .. والباطل يحسم بعضه بعضاً .. والباطل يحسم بعضه بعضاً ، ويشتمل ويتضمن على الردود وتحطيم نفسه بنفسه ، وأهل البيت بُرَآء منهم ومن هذا القول والأدلة على بطلان مذهب الرافضة شرعاً وعقلاً لا تحصى إلا بالمشقة .. ألا فليدخلوا في الإسلام .. وأما نحن أهل السنة فلن نقترب منهم شعرة واحدة أو أقل من ذلك ، فهم أضر على الإسلام من اليهود والنصارى ولا يوثق بهم أبدا ، وعلى المسلمين أن يقفوا لهم بالمرصاد . قال الله تعالى { هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون} إن نسب الرفض يعود إلى (عبد الله بن سبأ ) اليهودي والى (أبي لؤلؤة المجوسي) .. إذن معشر المسلمين لابد أن يتميز المسلم في عقيدته فيحب ما أحب الله ويكره ما يكره الله ، ويتناصر المسلمون ويكونوا يداً واحدة ، فإن أعداء المسلمين جمعهم على عداوة المسلمين دينهم وعقائدهم الكافرة قديماً وحديثاً قال الله تعالى {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} وقال تعالى { ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا }الآية





    رد مع اقتباس
قديم 2010-03-09, 19:07 رقم المشاركة : 30
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: حقيقة الشيعة .........حتى لا ننخدع(مجدد)


بسم الله الرحمن الرحيم
(( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا )) الكهف /1 ، (( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله )) الإعراف/ 43 ، (( الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى )) النمل /59 ، (( الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين )) المؤمنون / 28 ، (( الحمد الله الذي صدقنا وعده )) الزمر/74
نحمده ونستعينه ونستغفره، ونصلي على خيرته من خلقه صاحب المقام المحمود أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضوان الله تعالى على السابقين الأولين (( من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )) التوبة/ 100 .
أما بعـد
فإنه لما شاءت الإرادة الإلهية الخالدة للبشرية أن تبلغ رشدها العقلي وكمالها الإنساني بعث فيها محمد النبي العربي الأمي صلى الله عليه وآلة وسلم برسالة هي خاتمة النداء الإلهي المعصوم للإنسانية ، وحمّل العرب الفاتحين من أهله وصحبه وأنصاره وأتباعه ومسؤولية حمل الرسالة الخالدة ، وتأدية الأمانة، ونشر ألوية الحق والتبشير بالعقيدة الإسلامية الحقة ، رجاء نقل الناس جميعا من عباد إلى عبادة الله الواحد القهار ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام وسماحته ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، فآمن الناس بعقيدة الإسلام ورسالة القرآن طواعية وأختيارا ، وصاروا يدخلون في دين الله أفواجا ، ورضيت الأمم بقيادة الأمة العربية التي اختارها الله واجتباها لحمل هذا الدين و(( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) الأنعام/124 ، وصاروا يذكرون لهذه الأمة سبقها في الإسلام وفهمها له والدعوة إليه وفق منهجية متميزة تعتمد الحكمة والموعظة الحسنة ، فسقطت القواطع المواقع النفسية والتاريخية بين هذه الأقوام وبين حملة الرسالة , وصارت تفخر بالانتساب إلى لغتهم وهيأتهم وأخلاقهم ومثلهم وعقيدتهم، إظهارا لدينها واعترافا منها بالفضل والسبق، وإلا الفرس كما سيأتي بيانه مفصلا .
فقد عملوا جاهدين على الطعن في هذه العقيدة لعلمهم بمنزلتها في الإسـلام ، وحاجـة العباد إليـها أكثر من أي شئ آخر فإنه لا حياةللقوب، ولا نعيم ، ولاطمأنية إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وقاطرها وتعبده حق عباته .
ثم تناولوا بالطعن حاملي هذه العقيدة ومبلغي بالرسالة ومؤدّي الأمانة من العرب من المهاجرين والأنصار من خير القرون وخيرأمة أخرجت للناس ، انتقاما منهم على ما قاموا به من فتوحات أرغمت أنوف أسلافهم ، وكسرت شوكتهم ، ومزقت جموعهم وأحزابهم ، ودمّرت الإمبراطورية المجوسية ، وهدمت الكسروية ، فلم تقم لها بعد ذلك قائمة .
لقد بقي أكثر الفرس من بين الأمم جميعا ، ومشدودين إلى إرثهم المجوسي ، وتراثهم الوثني ، وغطرستهم العنصرية ، لم تزدهم الأيام إلا إصرارا على إفكهم ورعونتهم ،كلما وجدوا فرصة سانحة شاردة من الزمن بعد اعتناقهم الإسلام كذبا وزورا أو خلطة بعقائدهم وطقوسهم الفاسدة ، فما تركوا سانحة إلا استغلوها من أدجل نصب العداوة للعرب ولغتهم وتاريخهم ومآثرهم ، وقبل كل ذلك عقيدتهم الإسلامية التي أدت إلى وحدتهم وقوتهم، وأعطت لهم السيادة والغلبة على أمم الأرض لما خصهم الله به من الخصائص الموهية والمكسوبة .
يقول ابن حزم: ( كان الفرس من سعة الملك ، وعلوّ اليد على جميع الأمم، وجلالة الخطر في أنفسهم حتى إنهم كانوا يسمون أنفسهم الأحرار والأبناء ، وكانوا يعدون سائر الناس عبيدا لهم ، فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم إلى أيدي العرب ، وكانت العرب أقل الأمم عند الفرس خطرا ، تعاظم الأمم ، وتضاعفت لديهم العصبية ،و راموا كيد الإسلام بالمحاربة في أوقات شتى ، ففي كل ذلك كان يظهر الله الحق ، فأظهر قوم منهم الإسلام واستمالوا أهل التشيع بإظهار محبة أهل بيت رسو الله صلى الله عليه وآلة وسلم واستشناع ظلم علي رضي الله عنه، ثم سلكوا بهم مسالك شتى حتى أخرجوهم عن الإسلام (1) .
وحتى الذين دخلوا الإسلام رغبة على قلتهم ، فإن كثيرا منهم لم يستطع التخلص من رواسب العقائد الفارسية المجوسية ،و لا سيما عقيدتهم في تقديس الملوك والحكام وذرياتهم (2) .
يقول العلامة أبو الحسن الندوي إن تقديس السلالات والبيوتات وتأليهها ، يعكس معتقدات إيران القديمة ، فقد كانت السيادة الدينية والحكم في قبيلة ( ميديا ) ثم انتقلت هذه الزعامة إلى قبيلة ( المغان ) منذ علبة الديانة الزردشتية وتأثيرها على إيران ، وكان الفرس يعتقدون في طبقة الكهنوت أنهم ظل الإله على الأرض ،ولم يخلقوا إلا لخدمة الآلة ولا بد للحاكم أن يكون من هذه القبيلة ، فإن ذات الإله تتجسم فيه ، وإن منصب الإشراف على بيت النار وتنظيمه حق يختص بهذه القبيلة وحدها (3) .
وهكذا كان الفرس يكشفون المرّة تلو المرّة عن سوء مقاصدهم ، فحش أغراضهم ، ودفين حقدهم ، وبابتداع كل الوسائل والأسباب التي تمكنهم من تحقيق ما سوّلت لهم أنفسهم المريضة من تشويه للعقيدة الإسلامية ،و ضرب للسيادة العربية ،وهدم للخلافة العربية والإسلامية ، وحرُف للدين عن مقاصده النبيلة ، لتشكل في كل وقت ، وحين زمرة جاحدة معاندة ، وفئة ضالة مضلّة ، وحشدا يائسا مشدودا إلى كل مؤامرة سياسية أو ردة فكرية ، أو مخطط تآمري من شأنه أن يحقق لها ما يصبوا إليه حقدهم الدفين من هدم وتخريب .
وهكذا أصبح سدنة المجوسية الهالكة ، كٌهّان المزدكية المندثرة ، ودهاقنة فارس وخراسان من أبناء الأكاسرة المقهورين أنصارا للشعوبية في كل عصر وأوان حتى دفعها بغضها للعرب وحقـدها الأسور عليهم إلى الكفر والزندقة والردة عن الدين .
فقال لهم الجاحظ قبل مئتين من السنين مقولته المعروفة المشهورة إن عامة من ارتاب الإسلام إنما جاءه هذا عن طريق الشعوبية فإذاأبغض شيئا أبغض أهله وإن أبغض تلك اللغة أبغض تلك الجزيرة ،فلا تزال الحالات تنتقل به حتى ينسلخ من الإسلام إذ كانت العرب هيالتي جاءت به ، وكانوا السلف ) .
وهكذا وقفت حشودهم الهائجة مع كل فتنة وتمرد وعصيان أريد به إلغاءالسلطان العربي ، وضرب الخلاقة الإسلامية ، ومدّ يد العون والتأييد لكل أفّاك أثيم ، وطامع غشوم ، ومعتوه صوّرت له جذباته الشيطانية ، وشطحاته المزدكية ،و أوهامه المجوسية: أن في مقدوره النيل من أمة القرآن ، ورسالة الإسلام ، وتاريخ العرب والمسلمين وسلطان الخلافة .
واستمرأت هذه الفتنة الحاقدة ذلك كله حتى صارت لها عدة وإلفا متوارثا تنساق له بلا روية وتبصر ، بل في عمى وإصرار ، كأنها أدوات صماء جامدة تحشر في تيارات الهدم والإفك والعصيان بلا وعي ما دامت الغاية القصوى التي تزيّنها لها شياطينها هي محق الإسلام والنيل من العرب والمسلمين والعودة إلى إرث المجوسية المندثرة .
هذه حقائق تاريخية توالت حلقاتها في تتابع رهيب ، حتى تخالها - وأنت تقرأ ما دوّنه مؤرّخة التراث عن حـركاته – أنـك إزاء ظـاهرة واحدة مشتركة متماثلة الأصول والقواعد فلا اختلاف بينها إلا في الجزئية ، والمفردات العرضية التي تتباين فتتفـاوت بحسب ما تفتضيه الأوضاع القائمة والظروف الراهنة ، وما تستدعيه أساليبالإغواء من التلبيس والتدليس .
إنك في كل حلقة من حلقات التآمر والبغي والعدوان تصطدم بإمامٍ متألّه يدعي العصمة والولاية الروحية ، وينتحل لنفسه كــذبا وزوراالانتساب إلى آل البيت الكرام ، ويتظاهر رياءا وبهـتانا بالغيرة علىالإسلام وعقائده ، ويبشر – باطلا – الناس بالعودة إلى معاقله وتعاليمه ،ثم سرعان ما تكشف الأيام عن الحقيقة الواحدة التي لا تتبدل ، فإذا بهذاالدّعيّ الضال كذاب أشر ، مختل العقل ، فاسد الضمير ، خبيث الطوية ،حقود حسود ، قد أكلت قلبه عداوة العرب ، تملك نفسه الحقـد على دين المسلمين ، ويستوي في ذلك ابن سبا اليهودي وأبو مسلم الخراساني وبابكالخرّمي وإسماعيل الصفوي ودجال العصر الخميني .
أسماء مختلفة ، وأزمان متباعدة ، وحلقات متتابعة ، والحقيقة واحدة لا تزول ولا تتبدل تنبئ في الغاية والنهاية عن : ردة عن الإسلام ، وتأويل باطني خبيث لآياته وأحكامه ، وغلو وزندقة تدفع صاحبها بعيدا خارج دين الإسلام وجماعة المسلمين ، وشعوبية حاقدة سوداء باطنة المصدر والمضمون ، تتسرى بالإسلام كذبا وافتئاتا ، علها تجد لبضاعتها الفاسدة البـائرة سوقـا بين المغفلين ونبيـط الأرض وأراذل الناس ممن أوجز مراتبهم وصوّرهم وكشف عن مآربهم ومقاصدهم الإمام الغزالي قبل ما يقرب من ألف عام في صدر كتابه المعروف بـ ( فضائح الباطينية ) حيث قال: ( تشاور جماعة من المجوس والمزكية وشرمذة من الثنوية الملحدين وطائفة كبيرة من ملحدة الفلاسفة المتقدمين وضربوا سهام الرأي في استنباط تدبير يخفف عنهم ما نابهم من استيلاء أهل الدين ، وينفس عن كربه ما دهاهم من أمر المسلمين ، حتى أخرسوا ألسنتهم عن النطق بما هو معتقدهم من إنكار الصانع وتكذيب الرسل وجحد الحشر والنشر والمعاد إلى الله في آخر الأمر … وقد تفاقم أمر محمد صلى الله عليه وآلة وسلم واستطارت في الأقطار دعوته ، واتسعت ولايته ، واتسقت أسبابه وشوكته ، حتى استولوا على ملك أسلافنا وانهمكوا في التنعم في الولايات مستحقرين عقولنا وقد طبقوا وجه الأرض ، ذات الطول والعرض ، ولا مطمع في مقاومتهم بقتال ، ولا سبيل إلى استنزالهم عليه بمكر واحتيال ، ولو شافهناهم بالدعاء إلى مذهبنا لتنمروا علينا ، وامتنعوا من الإصغاء إلينا ، فسبيلنا أن ننتحل عقيدة طائفة من فرقهم … ونتحصن بالانتساب إليهم والاعتزاء إلى أهل البيت عن شرّهم ، ونتودد إليهم بما يلائم طبعهم … ونتوصل به إلى تطويل اللسان في ائمة سلفهم الذين هم أسوتهم وقدوتهم ، حتى إذا قبّحنا أحوالهم في أعينهم وما ينقل إليهم شرعهم بنقلهم وروايتهم اشتد عليهم باب الرجوع إلى الشرع سهل علينا استدراجهم إلى الإنخلاع عن الدين ، وإن بقي عندهم معتصم عن ظواهـر القـرأن ومتواترة الأخبار وأوهمنا أن تلك الظواهر لها أسرار وبواطن وأن أمارة الأحمق الانخداع بظواهرها وعلامة الفطنة اعتقاد بوطنها ثم نبث إليهم عقائدنا، ونزعم أنها المراد بظواهر القرآن ، ثم إذا تكثّرنا بهؤلاء سهل علينا استدراج سائر الفرق بعد التحيز إلى هؤلاء والتظاهر بنصرهم ، ثم قالوا …طريقنا أن نختار رجلا ممن يساعدنا على المذهب ونزعم أنه من أهل البيت، وأنه يجب على كافة الخلق مبايعته وتتعين عليهم طاعته فإنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم ومعصوم عن الخطأ والزلل من جهة الله تعالى (4) .
ونرى من الواجب علينا أن نعرض للعلماء والمفكرين جملة من مظاهر الدسّ الشعوبي في عدد من الأسس التي قامت عليها العقيدة الإسلامية ومما هو معلوم من الدين بالضرورة ، من نفي للتوحيد ، وادعاء بتحريف القرآن الكريم ، وإنكار للسنة النبوية الشريفة ، وعدم اعتقاد بختم النبوة بسيدنا محمد صلى الله عليه وآلة وسلم ، وتكفير سائر المسلمين وفي مقدمتهم الجيل المثالي الأول أصحاب رسو الله صلى الله عليه وآلة وسلم ولا سيما السابقين منهم كأبي بكر ، وعمر ، وعثمان، وخالد، وأبي عبيدة وطلحة ، والزبير ، ونحوهم ،و التقرب إلى إلاههم بلعنهم وسبهم ، فضلا عن قولهم بِتُرّها وضلالات وروايات اخترعوها، تنفر العاقل من الدين، وتنزل بالعقل من سماء الحكمة إلى حضيض الحيوانية العجماء . ومما تجدر الإشارة إليه أن جملة كبيرة من الحركات الهدامة قد تبينت كل هذا الشذوذ ، ومكنت له بقوتها وأموالها وإرهابها مثل : القرامطة ، والخرمية وما قام به البويهيون ،والعبيديون ( الفاطميون ) الحشاشون ، والصفويون ، والخمينيون من جهد منظم لأجل إ ضاعة هذه الترّهات وتدوينها في كتب بثوا حولها دعاية كبيرة جعلتها تحتل منزلة مقدسة عند العجم ، ونسبوا إلى آل البيت الكرام آلاف الروايات المكذوبة لدعم خطتهم وهدفهم .
* * * *
إنكار التوحيد المطلق :
التوحيد المطلق من أصول الإسلام ، وهو الإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد ، وحقيقته : اعتقاد عدم الشريك في الألوهية وخواصها (5) . وهو أول دعوة الرسل جميعا ، وأول منازل الطريق ، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل (6) ، كما ورد في القرآن الكريم على لسان نوح (7) وهود (8) وصالح (9) ، وشعيب (10) غيرهم (11) عليهم السلام .
وقد وصف الله تعالى نفسه بأن له المثل الأعلى ، فقال تعالى : (( الذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى )) النحل الآية 60 .
وقال تعالى: (( وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم )) الروم الآية 27 .
فجعل سبحانه مثل السوء – المتضن للعيوب والنقائص وسلب الكمال – لأعدائه المشركين ،وأخبر أن المثل الأعلى – المتضمن لإثبات الكمال كله لله وحده ،وهو الكمال المطلق ، ويستحيل لأحد أن يكون لمن له المثل الأعلى مثلا أو نظيرا(12).
ولكن الفرس جعلوا لله – سبحانه وتعالى – من يشاركه في صفات الألوهية والربوبية ، فقالوا بتأليه بعض البشر ، وهم الأئمة من آل البيت ، وهم براء من ذلك ، إذ نص الشهرستاني أن هذه العقيدة مأخوذة من المجوس المزدكية وغيرهم (13).
1- فقد ذكر محمد بن يعقوب الكليني الفارسي المتوفي سنة 329 هـ الذي أجمع العجم على تفضيله والأخذ بكتابه ( الكافي ) والثقة بخبره والاكتفاء بأحكامه (14) بأن الأئمة هم المثاني الذي أعطاه الله محمدا ، وأنهم وجه الله ، وعين الله ، ويد الله ، وهم الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتهم ، وهم لسانه الناطق في خلقه ،ويده المبسوطة على عبادة ، ولولاهم ما عبد الله وبهم عرف ووحّد ، وبهم أثمر الأشجار وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار وتزل غيث السماء ، ونبت عشب (15) الأرض ، فقرنهم بذلك بالله سبحانه وتعالى .
2- ونقل أن الأئمة هم شهداء الله على خلقه وولاه أمره، وخزنه علمه ، وخلفاؤه وأبوابه ، وأركان أرضه ، وورثه أنبيائه والقرآن يهدي إليهم ، وتعرض عليهم أعمال العباد ، وهم ولاة أمر الله فيهم (16) .
3- وزعم ابن بابويه القمي أن الله أعطى عليا t الجنة والنار فيدخل الجنة من يشاء ويخرج من يشاء (17) .
4- وفسّر الديلمي قوله تعالى : (( إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم )) [ الغاشية الآية :25-26] ، بأن الأئمة هم الموكلون من الله بحساب أتباعهم (18) .
5- وأكد الكليني قدرة الأئمة على إحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص (19)، وأنهم يعلمون الغيب ، ويعلمون متى يموتون ، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم (20) .
6- وزعم الطبرسي أن اسم سيدنا علي مقرون باسم الله وباسم محمدصلى الله عليه وآلة وسلم مكتوب على العرش وعلى مجرى الماء ، وعلى قوائم الكرسي ، وفي اللوح ، وعلى جبه اسرافيل ، وعلى جناحي جبرائيل ، وفي أكناف السموات وفي أطباق الأرضين، وفي رؤوس الجبال ، وعلى الشمس والقمر (21) .
7- وزعم كذبا أن سيدنا علي قال : إني وأهل بيتي كنا نورا بين يد الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف سنة (22).
8- ويفسّر المجلسي الإيراني قوله تعالى: (( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )) ، بان الرسول واجبة الإنذار وعليا t هو الذي يهدي الناس . الرعد: الآية 7 . (23)
9- وينسب المجلسي الإيراني إلى سيدنا علي t كذبا وزورا أنه قال: أنا كلام الله الناطق وهذا ( أي القرآن ) كلام الله الصامت (24) .
10- ويقول الدجال الخميني في كتابه ( الحكومة الإسلامية ) " إن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية تضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون . وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل " (25) .
إنما فعل الفرس هذا ، وقالوا هذه الأقوال ، وزوروا الكلام على أهل البيت – عليهم السلام – ليهدموا أعظم ركن من أركان العقيدة الإسلامية وهو التوحيد المطلق ، كما أضفوا هذه الصفات المشاركه لله تعالى في الألوهية والربوبية للأئمة ، لأن بعضهم يعتقد أنه النائب عنهم له ما لهم من المنزلة والزلفى ، فيكون الراد على ( النائب ) – مثل خميني – كالراد على الإمام ، والراد على الإمام كالراد على الله – تعالى الله عما يفترون علوا كبيرا . ولا يشك مسلم أن الأئمة من آل البيت y منزهون عن هذه الأقوال، فقد كانوا من عباد الله الصالحين ، يكثرون الصلاة والدعاء إلى الله والخوف منه، وهم بريئون مما ينسبه إليهم العجم كذبا وزورا (26) .
* * * *
القول بتحريف القرآن ونقصه :
القرآن الكريم كتاب الله العزيز الذي (( لا يأتيه الباطل من بين يديهولا من خلقه تنزيل من حكيم حميد )) فصلت الآية 42 .أخرج الله سبحانه به الناس من الكفر والعمى إلى الضياء والهدى ، وهو أصل الشريعة الإسلامية وعمودها ، من جمعه في قلبه فقد جمع النبوة بين جنبيه كما يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب t وقد تولى الله سبحانه وتعالى حفظه بنفسه ولم يكل ذلك إلى أحد من خلقه ، فقال تعالى: (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) الحجر الآية 9 .فظهر مصداق ذلك مع طول المدة وامتداد الأيام والشهور وتعاقب السنين وانتشار أهل الإسلام واتساع رقعته (27) .
أ – التحريف :
المراد بالتحريف إخراج الوحي الإلهي عما جاء به بالتغيير بالألفاظ والإضافة والحذف والتأمل بالباطل افتراءا مقصودا ، وكل من فسّر القرآن بغير حقيقته وحمله على غير معناه فقد حرّفه .
ومن هذه التحريفات والتفسيرات الغريبة ما ذكره الكليني الفارسي (28).
في قوله تعالى( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى )) محمد الآية 25 . المقصود بهم : أبو بكر وعمر وعثمان (29) .
2- في قوله تعالى: (( عم يتساءلون عن النبأ العظيم ، النبأ العظيم )) النبأ الآية 44 ، النبأ العظيم: الولاية (30) .
3- في قوله تعالى( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي )) المائدة الآية 3 ، قال: كان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب (31) .
4- وفسّر الفرس المتأخرون قوله تعالى: (( واذكر في الكتاب إسماعيل )) مريم الآية 54 ، أنه إسماعيل الصفوي (32) .
ولو شئت لذكرت مئات الأمثلة لهذا التفسير والتحريف والتأويل الفاسد الذي تزخر به كتب الفرس، فقد ورد في الجزء الأول من كتاب(الاحتجاج)، للطبرسي فقط أكثر من ثلاث وسبعين آية أوّلت مثل هذا التأويل الفاسد .
ونلاحظ أن الفكر الإيراني الشعوبي قد عمد بهذا التأويل إلى إظهار التناحر والتصادم والبغضاء بين الصحابة وآل البيت – وكلهم من العرب حملة الرسالة ، فكل ما ورد في الآيات من مرتدين ومنافقين ومخالفين وقاسطين وظلمة وظلم وكفر وفسوق وعصيان وطاغوت وجبت وخمر وميسر وناكث وسيئة وليل ولعنة ومثيلاتها المقصود منها: أبو بكر وعمر وعثمان وأتباعهم ، ولذلك يكذبون على سيدنا علي t فيروون عنه أنه قال: نزل القرآن أثلاثا: ثلث فينا وفي عدونا ،وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام (33) .
ولاشك أن الهدف النهائي من ذلك هو إفراغ القرآن الكريم من محتواه التشريعي الديني والإجتماعي ، وإفراغه من محتواه القومي باعتباره الكتاب الذي ضرب الأمثلة من الواقع العربي، وبيان عدم صلاحية الأمة العربية لحمل الرسالة وتأدية الأمانة ، وأن العجم أفضل منهم حتى في ذلك (34) .
ب – الزيادة والنقصان:
إن وقوع الزيادة والنقصان في القرآن الكريم هو مذهب الشعوبيين الفرس فقد أجمع أهل النقل والتفسير عندهم على أن القرآن المتداول بين أيدي المسلمين ليس القرآن كله ، فقد خصص ثقة الإسلام – عند العجم – الكليني بابا في كتابه فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة (35) ، وفيه من الأكاذيب والإفتراءات على كتاب الله أقلها ما نسبه زورا وكذبا وافتراءا لسيدنا جعفر الصادق t أنه قال: ( وإن عندنا لمصحف فاطمة وما يدريهم ما مصحف فاطمة، مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد (36) . وكذب عليه أنه قال: ( إن القرآن الذي جاء به جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآلة وسلم سبعة عشر ألف آية ) (37) .
المعروف أن القرآن ستة آلاف ومئتان وأربع آيات (38) . ومعناه أن ثلثي القرآن قد أخرج منه ، وأن الموجود هو الثلث فقط، فأين ذهب وما هو ؟
وقد حاول بعض الناس الدفاع عن أمثال هؤلاء واجتهدوا في إيجاد المعاذير لهم لكن الدارس يقف على حقيقة مرعبة مريرة تفيد أن الشعوبيين الفرس من الكليني إلى الخميني يؤمنون إيمانا قاطعا بنقص القرآن إلا من رحم ربك ، وهم قلّة قليلة لا نعلم الدوافع التي دفعتهم إلى القول بعدم وقوع التحريف النقص في الكتاب العزيز .
ومن أجل معرفة حقيقة دور الفرس في إشاعة عقيدة نقص القرآن وتحريفه بهدف هدم الإسلام ، ويتعين على كل مسلم وباحث منصف الرجوع إلى كتاب ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) الذي ألفه حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي الإيراني المتوفى سنة 1320 هـ ، وهو الكتاب الذي دافع فيه مؤلفه عن عقيدة نقص القرآن وتحريفه دفاعا كبيرا فأورد فيه قرابة ألفي رواية ثبت هذا الأمر وبيّن في مقدماته الطويلة التي كتبها إجماع علماء الفرس على القول بالنقص والتحريف وردّ على بعض القائلين بعدمهما في القرآن الكريم، وساق فيه عددا كبيرا مما اعتقد وزعم السابقون له أنه حذف من الكتاب العزيز .
ونوري الطبرسي هذا هو شيخ الإسلام والمسلمين عند العجم دبج الفرس التراجم الطويلة في ذكر علمه ومعرفته وبيان مناقبه وفضائله ، فقد وصف بأنه ( مروّج علوم الأنبياء والمرسلين، الثقة الجليل والعالم الكامل النبيل، والمتبحر الخبير والمحدث الناقد البصير ، ناشر الآثار وجامع شمل الأخبار، وصاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة والعلوم الغزيرة .. وهو اشهر من أن يذكر وفوق ما تحوم حوله العبارة ) (39) .
ووصفه أغا بزرك الطهراني بأنه : ( إمام أئمة الحديث والرجال في الأعصار المتأخرة ) وقال: ( ارتعش القلم بيدي عندما كتبت هذا الإسم، واستوقفني عندما رأيت نفسي عازما على ترجمة أستاذي النوري .. فخشعت إجلالا لمقامه ودهشت له ...الخ (40) . وممن أثنى عليه وقدسه ومجده الخميني أيضا (41) . وقد طبع كتابه هذا في إيران .
قال النوري الطبرسي الإيراني في مقدمة كتابه ( هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحري القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان (42) .
وشتمل الكتاب على ثلاث مقدمات وبابين نخلصها في الأسطر الآتية ، وهي مفصلة غاية التفصيل عنده إذ أن الكتاب في مجلد ضخم جدا .
المقدمة الأولى :
في نبذة مما جاء في جمع القرآن ، وجامعه وسبب جمعه ، في معرض تطرق النقص والاخلاف بالنظر إلى كيفية الجمع ، ومعززا رأيه بروايات للصدوق والطبرسي والصفار والكليني وابن شهر آشوب والجلسي والعياشي والنعماني وعلي بن أحمد الكوفي وغيرهم ، ملخصها أن عليا عليه السلام جمع القرآن لم يزد فيه حرف ولم ينقص منه حرف فرفضوه ونبذوه وراء ظهورهم ، وأن الخلفاء الثلاثة كانوا وكلوا تأليف القرآن ونظمه إلى من وافقهم على معاداة أولياء الله فأسقطوا منه ما تضمن مدحا للأئمة والنص الجلي على أمير المؤمنين عليه السلام ) كما أسقطوا منه مثالبهم وفضائحهم.
وعلى هذا فلا يستطيع أحد ادعاء جمع القرآن كله غير أمير المؤمنين ومن ادعى ذلك فهو كاذب .
وقال والجامعون منهم جماعة الأول أمير المؤمنين( عليه السلام ) وجمعه بخالف جمع الآخرين إجمالا) أما المصاحف الأخرى فهي مصحف الخلفاء الثلاثة ومصحف أبي بن كعب ومصحف ابن مسعود " فهذه مصاحف أربع متخالفة "
ويخلص إلى القول:" ويستفاد من مجموع تلك الأخبار خاصيها وعاميها منطوقا ومفهوما ، وبعد إمعان النظر فيها أن القرآن الموجود الآن بأيدي المسلمين شرقا وغربا المحصور بين الدفتين جمعا وترتيبا لم يكن كذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم (43) .
المقدمة الثانية :
في بيان أقسام الاختلاف والتغيير والممكن حصوله في القرآن، والصور في الزيادة والنقصان كثيرة فالنقصان شمل السورة كسورة الحقد وسورة الخلع ، والنقصان والتبديل فقد شملت الكلمة والحرف وحركات الكلمات (44).
المقدمة الثالثة :
في ذكر أقوال العلماء في تغيير القرآن وعدمه فالتغيير والنقصان مذهب علي بن إبراهيم، وصرح بذلك في تفسيره وملأ كتابه من أخباره ، ومذهب تلميذه الكليني الذي نقل الأخبار الكثيرة الصريحة في هذا المعنى في كتاب ( الحجة والروضة) . وهو مذهب المجلسي وقد صرح به في ( مرآة العقول)، ومحمد بن الحسين الصفار في ( البصائر)، ومحمد بن إبراهيم النعماني في تفسيره ( الصغير)، وسعد بن عبد الله القمي في ( ناسخ القرآن )، ومحمد بن سعود العياشي وفرات بن إبراهيم ومحمد بن العباس الماهيار الذين ملأوا تفاسيرهم عن الأخبار الصريحة في هذا المعنى، والمفيد في إرشاده ، وبنو نوبخت ومنهم إسماعيل بن إسحاق وأبو محمد حسن بن موسى وأبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت وإسحاق الكاتب ورئيس الطائفة أبو القاسم حسين بن روح .
وممن يظهر منه القول بالتحريف أيضا حاجب بن الليث السراج في (رياض العلماء ) وابن شاذان في ( الإيضاح)، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي في ( التحريف)، ووالده محمد بن خالد في ( التنزيل والتغيير) ، وعلي بن الحسن بن فضال في ( التنزيل والتحريف) ، ومحمد بن الحسن الصيرفي في ( التحريف والتبديل )، وأبو طاهر بن عمر القمي وعلي بن طاووس في (سعد السعود ) والجزائري في ( الأنوار) والداماد في( حاشية خطبة القبسات (45) .
الباب الأول :
في ذكر الأدلة التي استدلوا بها على وقوع التغيير والنقصان في القرآن، ومن هذه الأدلة التي أوردها معززة بالأخبار والروايات .
أن اليهود والنصارى غيّروا وحرّفوا كتاب نبيهم وهذه الأمة لا بد وأن يغيّروا القرآن فكل ما وقع في الأمم السابقة يقع في هذه الأمة (46).
2- الأخبار الدالة صريحا على سقوط بعض الآيات مثل آية الرجم ونقصان بعض السور فسروة الأحزاب كانت بطول سورة البقرة (47) .
3- أن لعلي عليه السلام قرآنا مخصوصا جمعه بنفسه مخالفا للقرآن الموجود من جهة الزيادة والنقصان، وعزز بما ذكره المفيد وعلي بن إبراهيم والمجلسي والنعماني وابن شهر آشوب . ويؤكد أن الزيادة في قرآن علي عليه السلام هي من التنزيل والتأويل ويدعم رأيه بصريح رواية علي بن إبراهيم وفرات بن إبراهيم وما في العيون وصحيفة الرضا .
ومن الزيادات في مصحف علي – عليه السلام- واعتبرها من أصل القرآن (48) .
- ألست بربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين (49) .
- وكان أبواه مؤمنين وكان كافرا (50) .
- وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث (51) .
- أزواجه أمهاتهم وهو أب لهم (52).
- إن الإنسان لفي خسر وإنه فيه إلى أخر الدهر (53) .
4- وجود مصحف لعبد الله بن مسعود مخالف للمصحف الموجود وإن كان فيه مخالفة لمصحف أمير المؤمنين، ويذكر الآيات المخالفة في مصحف ابن مسعود وقد جمعها مما ذكره حسن بن حمدان الحضيني في " الهداية" وأحمد بن محمد السياري في " القراءات " وابن شهر آشوب في " المناقب" المجلسي في " البحار" والطبرسي في " الاحتجاج" والمفيد في " الارشاد" وفرات بن إبراهيم والعياشي في تفسيرهما وابن مردويه في" المناقب" وأسعد الأربلي في أربعينه والطوسي في " التبيان " ومنها (54) .
- إن عليا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبعوا قرآنه ثم علينا بيانه (55) .
- إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل محمد على العالمين (56).
- وكفى الله المؤمنين القتال بعلي (57).
- ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عن وزرك الذي أنقض ظهر ورفعنا لك ذكر بعلي صهرك (58) .
- اكثرهم بنو تميم لا يعقلون (59).
5- أن ابن عفان لما استولى على الأمة جمع المصاحف واستخرج منها نسخة وأحرق بقية المصاحف( وما فعل ذلك إلا لإعدام ما بقي فيها مما كان بأيدي الناس أو غفل عنه أخواه مما كان يلزم حذفه صونا لكتاب الله عز وجل وتعطيل بعض الشريعة.. هذا مع ما يلزم من الحجة أنه لم يترك ذلك سلطتهم )، ( وقصد إبطال بعض ويطرحه بعمد إلا وفيه ما قد كره فأزاله من أيدي الناس وكفى بذلك عناده لله ورسوله (60) .
6- أن الله تبارك قد ذكر أسماء الأوصياء ( عليهم السلام) وبعض صفاتهم وشمائلهم في جميع الكتب المنزلة على رسله، وصرح فيها بوصايتهم وهذا يؤكد ذكرهم في القرآن . ثم يستعرض عدة روايات لتأييد ذلك جاءت عند الصدوق والعياشي وأسعد بن إبراهيم وعلي ين طاووس والمسعودي وابن شهر آشوب وأحمد بن محمد بن عياش .
فأسماؤهم في التوراة حسب التسلسل: - نقرثيب ، قيذوا ، وبيزا ، مقسورا ، مسموعا، ودوموه ، مشيو، هذار، بثموا ، بطور نوقس، قيذموا .
والملاحظة تعدد أسماء علي عليه السلام في التوراة فهو: نقرثيب والياويري، ويريها ، وإيليا، وإريا، وقرسا، وهابيل . وكذلك في الإنجيل فهو: الياوبريا، ويريها، وهيذار، وحيدرا . أما اسمه في صحف إبراهيم ، خربيل،وفي الزبور قاروطيا (61).
وكان قد ذكر قول شاذان بن جبرائيل في الروضة والفضائل بالإسناد يرفعه إلى الثقاة أنهم أوضحوا ما وجدوا وبان لهم من أسماء أمير المؤمنين عليه السلام ثلاثمائة اسم في القرآن (62) .
7- الأخبار الكثيرة المعتبرة والصرحية في وقوع السقط ودخول النقصان ففي ( الكافي) عن أبي عبد الله (ع) أن القرآن سبعة ‘شر ألف آية . وفي ( شرح الكافي ) لمحمد صالح أن القرآن الذي جمعه علي(ع) ثمانية عشر ألف آية وفي القرآءات للسياري عن أبي عبد الله(ع) أن القرآن عشرة آلاف آية ، والمعروف أن آيات القرآن الموجود هي ستة آلاف ومئتان آية وأربع آيات أو أربع عشر أو تسع عشرة أو خمس وعشرون أو ست وثلاثون آية على اختلاف القراء في كيفية العدد، وبناء على ذلك فإن النقص في آيات القرآن كثيرة وهذا النقص مخزون عند أهل البيت (63).
8- الأخبار الواردة في الموارد المخصوصة من القرآن الدالة على تغيير بعض الكلمات والآيات والسور وهي كثيرة جدا حتى قال نعمة الله الجزائري، إن الأخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث ، كما ادعى استفاضتها جماعة كالمفيد والداماد والشيخ والمجلسي وغيرهم .
ثم يستعرض الكثير من الآيات المحرفة معززة بالروايات عن الأئمة أنها هكذا نزلت (64) وهو في كل ذلك كذاب على الأئمة – عليهم السلام - .
وها هو دجال العصر الخميني يسير على نهج أسلافه العجم ويعقتد عقيدتهم في القول بتحريف القرآن ونقصه، وفيقول في كتابه ( كشف الأسرار): إن تهمة التحريف التي يوجهها المسلمون إلى اليهود والنصارى إنما تثبت على الصحابة (65) ، ويقول في موضع آخر: ( لقد كان سهلا عليهم ( يعني الصحابة ) أن يخرجوا هذه الآيات من القرآن ويتناولوا الكتاب السماوي بتحريفه، ويسدلوا الستار على القرآن ويغيبوه عن أعين العالمين(66)
ومن جرّاء شك العجم بالقرآن الكريم وعدم اعتقادهم بصحته لاحظ العلامة أبو الحسن الندوي أنه لا يوجد بين العجم حفظة للقرآن الكريم ، فقد جرب ذلك بنفسه لدى رحلته إلى إيران عام 1973 (67).
وأرقى ما أظهر العجم من تكريم القرآن الكريم واحترامه ، أنهم جعلوه كتابا للخبرة والفأل عند سفرهم أو زواجهم وفي بعض شؤونهم ، وقسموا كلام الله المجيد إلى ثلاثة أقسام_ خوب ، وسط ، بد ) وهي تعني ( جيد، وسط ، ردىء )، جعلوا في أعلى صفحات المصحف تلك الرموز، وهي مثبتة في جميع طبعات المصحف في إيران بلا استثناء وعندي منها ما يقرب من ثلاثين طبعة.
وقد أحصينا تلك الإشارات الباطنية ، فوجدنا ( الرد ىء) قد قارب نصف صفحات المصحف ، ولا يدري من ذلك ( المجتهد) الذي تجرأ على كتاب الله تعالى، وجعل بعضه جيدا وبعضه وسطا، وبعضه رديئا، ولا يدري كيف استطاع ذلك ( المجتهد ، الدجال أن يحمل العجم على الاعتقااد بذلك حتى جعلوه في أعلى صفحات المصحف فاصبحوا من الخاسرين (68) .
ونحن ندعو المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يلاحظوا طبعات المصحف في إيران وينتبهوا إلى ذلك، ويعملون أن من أصول دينهم إهانة الإسلام والمسلمين .
الطعن في السنة النبوية :
لا خلاف بين المسلمين أن السنة النبوية الشريفة هن العمود الثاني من أعمدة هذا الدين، وأن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا في محكم كتابه العزيز بطاعة رسوله محمد أمينه على وحيه ، وخيرته من خلقه ، وسفيره بينه وبين عباده صلى الله عليه وآلة وسلم ، وقرن طاعة رسوله بطاعته في العديد من الآيات البينات(69) كما فرض الله سبحانه طاعة رسوله وذكرها في العديد من الآيات وحدها(70) . وليس لمؤمن بعد هذا كله أن يختار شيئا بعد أمره صلى الله عليه وآلة وسلم ، بل إذا أمر صلى الله عليه وآلة وسلم فأمره حتم وجب على جمبع المكلفين اتباعه وحرّم عليهم مخالفته، فلا حكم لأحد معه ولا قول لأحد معه.
ومعلوم أنه بحسب متابعة الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم تكون العزة والكفاية والنصرة، كما أن بحسب متابعته تكون الهداية وجعل شقاوة الدارين في مخالفته ، فلأتباعه الهدى ، والأمن ، والنجاح ، والعزة، والكفاية، والنصرة، والولاية والتأييد، وطيب العيش في الدنيا والآخرة ، والشقاء في الدنيا والآخرة (71). وإنما تكون متابعة الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم معرفة الصحيح الثابت من سنته والعمل بها أو بما يستفاد منها .
وغلاة الفرس ممن خلطوا دين الإسلام بالمجوسية ينكرون السنة النبوية التي نقلها إلينا أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وآلة وسلم ، لأنهم يجمعون على أن أصحابه قد أرتدوا كلهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم بما فيهم سادة بني هاشم وغيرهم من الأنصار والمهاجرين إلا ثلاثة: المقداد، وأبوذر وسلمان الفارسي – كما سيأتي بيانه مفصلا بعد قليل -، وهؤلاء لم يٌروُ عنهم إلا قليل كما هو معروف،وأما البقية فلا يطمئن إليهم ولا إلى مروياتهم لانقلابهم على أعقابهم إلى الكفر – والعياذ بالله – فلا يعتمد عليهم ولا يوثق بأخبارهم، فإنها ساقطة مكذوبة موضوعة، وقسموا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم إلى ثلاثة أقسام :
1- معلوم العدالة ، مثل سلمان والمقداد وأبي ذر .
2- معلوم الفسق والكفر ، ممن أظهر في زعمهم العداوة والحرب لآل البيت، فهذا يدل على أنهم لم يكونوا آمنوا ، بل كانوا منافقين أو أنهم ارتدوا بعد النبي، مثل أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وأبي عبيدة بن الجراح وعائشة ونحوهم ممن يحبهم ويؤيدهم ، وهؤلاء يتقربون إلى الله ورسوله بسبهم وبغضهم وبغض من أحبهم (72).
مجهول الحال :
لذلك أنكروا صحة جميع ما رواه المسلمون من السنة في كتب الصحاح، فقالوا :" فصحاح العامة كلها وجميع ما يروونه غير صحيح (73).
ولم يكتفوا بذلك ، بل قالوا بوجوب مخالفة أصحاب المذاهب الإسلامية جميعا بحيث إن مقياس صحة الخبر عندهم هو مخالفته للبقية ، فنسب ابن بابويه القمي الإيراني كذبا وزورا إلى علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه سئل: يحدث الأمر لا أجد بدا من معرفته ، وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك ؟ فقال: ائت فقيه البلد فاستفته في أمرك، فإذا أفتاك وخذ بخلافه فإن الحق فيه(74) ، وعقد ابن بابويه القمي في كتابه " علل الشرائع" بابا بعنوان:" العلة التي من أجلها يجب الأخذ بخلاف ما تقوله العامة" قال فيه كاذبا: " إن عليها عليه السلام لم يكن يدين الله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره ، إرادة لإبطال أمره ، وكانوا يسألون أمير المؤمنين عليه السلام عن الشيء الذي لا يعلمونه ، فإذا أفتاهم جعلوا له ضدا من عندهم ليلبسوا على الناس " (75).
لأجل ذلك قال نعمة الله الجزائري الإيراني:" إنا لا نجتمع معهم على إله"، ولا على نبي، ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون : إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وآلة وسلم نبيه ، وخليفته بعده أبو بكر ، ونحن لا نقول بهذا الرب ، ولا ذلك النبي نبينا " (76).
وهذا الدين الجديد الذي ابتدعه العجم ثابت عندهم من مئات السنين وإلى يوم الناس هذا ، فانظر إلى دجال العصر الخميني ماذا كتب في رسالته:" التعادل والترجيح" المطبوعة المشهورة المتداولة ، حيث عقد فصلا عنوانه :" في حالة الأخبار الواردة في مخالفة العامة " ، قال فيه: " وهي طائفتان: إحداهما: ما وردت في خصوص الخبرين المتعارضين، وثانيهما: ما يظهر منها لزوم مخالفتهم وترك الخبر الموافق لهم مطلقا " .
ثم ساق الدجال مجموعة من الأكاذيب المفتراه على الأئمة – عليهم السلام- زورا في وجوب مخالفة المسلمين وعلق عليها بقوله :" ولا يخفى وضوح دلالة هذه الأخبار على أن مخالفة العامة مرجحة في الخبرين المتعارضين مع اعتبار سند بعضها ، بل صحة بعضها على الظاهر، واشتهار مضمونها بين الأصحاب ، بل هذا المرجح هو المتداول العام الشائع في جميع أبواب الفقه وألسنة الفقهاء (77) .
ثم يخلص من بحثه إلى القول: " فنحصل من جميع ما ذكرنا من أول البحث إلى هنا أن المرجح المنصوص ينحصر في أمرين: موافقة الكتاب والسنة ومخالفة العامة (78) .
فأي سنة هذه التي تخالف مجموعة المذاهب الإسلامية الأخرى وما جمعت عليه الأمة الإسلامية ؟ ولذلك فإنه يعرض إعراضا تاما عن كل كتب السنة النبوية المعتبرة ، ويرفض الاستدلال بأية رواية منها، ولا سيما في كتابه" الحكومة الإسلامية " .
وبدلا من ذلك عمد العجم إلى وضح الحديث الكثير على لسان أئمة أهل البيت – عليهم السلام – وكذّبوا عليهم ونسبوا إليهم أشياء يمجّها العقل والذوق وتخالف ما أجمع عليه المسلمون (79).
وكان الإمام جعفر الصادق عليه السلام في مقدمة من تصدى لعملية الدس والوضع فقال:" إن الناس أغروا بالكذب علينا حتى كأن الله عز وجل افترضه عليهم لا يريد منهم غيره …... وذلك بأنهم لا يطلبون دينا وإنما يطلبون دنيا (80) .
ولكن رغم الموقف الحازم لأئمة آل البيت – عليهم السلام- في التصدي لهذا الموجة الوثنية التي قادها الشعوبيون الفرس، إ أنهم لم يحققوا كل النجاح فانتشرت هذه الأحاديث الموضوعة المختلقة في كتب العجم المعتمدة ، وكان كل مؤلف يأتي يضيف إلى سابقه حتى امتلأت بها المكتبات بحيث كونت اليوم قناعة عندهم بأنها صحيحة .
إن نظرة واحدة لكتاب " بحار الأنوار" لخاتمة محدثي العجم المجلسي الذي طبع أخيرا في مئة وعشرة مجلدات تبين الكم الهائل من الأحاديث والأخبار الموضوعة التي أثرت في العقلية الإيرانية تأثيرا سيئا للغاية فجعلت من دينهم دينا يغاير دين المسلمين في كل شئ .
الطعن في عقيدة ختم النبوة :
إن من مبادئ الإسلام – بعد الإيمان بالتوحيد والبعث بعد الموت – أن محمد صلى الله عليه وآلة وسلم قد ختم الله به النبوة وأن لا نبي بعده ، وأنع لا وحي بعده ، ولا إلهام يكون حجة شرعية ، وهذه العقيدة هي المعروفة بعقيدة ختم النبوة في الإسلام. وقد اعتبرتها الأمة الإسلامية من عصر النبي صلى الله عليه وآلة وسلم إلى يومنا هذا جزءا من الإيمان من غير أدنى خلاف . والعشرات من الآيات القرآنية والمئات من الأحاديث النبوية عليها شاهدة وهي مسألة قطعية ومسلمة (81) .
ويشير العلامة أبو الحسن الندوي إلى أن النبي صلى الله عليه وآلة وسلم بذاته مركز الهداية، ومصدر القيادة، ومحور العلاقة القلبية والانقياد الفكري للأمة فتعتقد يكونه خاتم الرسل، ومنبر السبل، وقدوة لكل ، ولا تسمح لأحد بعده بالمشاركة في النبوة والتشريع المطلق . إن وحدة هذه الأمة ومركزها واجتماع شملها . وابتعادها عن الفرقة الإعتقادية والعلمية وبقاء طاقتها الداخلية وقوتها الإيمانية يرتبط كل ذلك بقعيدة ختم النبوة إلى حد كبير وإن عقيدة المشاركة في النبوة تضاد عقيدة ختم النبوة (82).
لقد ملأت كتب الفرس بالأخبار والأحاديث المكذوبة التي تؤكد عدم الإيمان بعقيدة ختم النبوة والإيمان باستمرار نزول الوحي بعد رسول اللهصلى الله عليه وآلة وسلم ، والغلو في الأئمة غلوا تبرأ الأئمة أنفسهم منه ، فعقد الكليني مثلا أبوابا في هذا الغلو ساق تحتها مجموعة كبيرة من الأحاديث منه: " أن الأئمة عليهم السلام إذا شاؤوا أن يعلموا علموا (83). ، وأنهم يعلمون متى يموتون ، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم(84) . ، وأنهم يعلمون علم ما كان وما يكون (85) . ، وأن عليا عليه السلام كان شريك النبي في العلم (86). ، وأن التفويض في أمر الدين إنما كان لرسول الله إلى الأئمة (87). ، وأنهم محدّثون ومفّهمون (88) " . بل ذكر الكليني رواية أثبت فيها نزول الوحي على سيدتنا فاطمة (رضي الله عنها) ، قال: " إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآلة وسلم دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله (عز وجل) فأرسل إليها مكلا يسلي عنها ويحدّها فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام) ، فقال: إذا احسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي" فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا" (89) .
أما كتب الفرس في العهد الصفوي فإن ما فيهالا يمكن الصوره من الإيمان التام باستمرار النبوة بعد سيندنا محمد، مما أثبته الباحثون بالنصوص الكثيرة التي وصلت عندهم حد التواتر(90) ، حتى أصبح ذلك من الأمور الطبيعية الثابتة عند الدجال العصر خميني يصرح به في وسائل الإعلام حيث أعلن في حسينية جماران ظهر يوم الأحد المصادف 2-3-1968 بكل وقاحة رفضه لعقيدة ختم النبوة حينما ذكر أن الوحي لم ينقطع بموت نبينا محمدصلى الله عليه وآلة وسلم بل ظل جبريل ينزل على سيدتنا فاطمة رضي الله عنها مدة (57) يوما فيوحي إليها وأن سيدنا عليا رضي الله عنه كان كاتبا لوحيها.
لقد أصبحت إيران مرتعا خصبا للنزعات الباطنية والأفكار المجوسية ، وتربة صالحة لنمو الفرق الضالة الملحدة ، والمذاهب الباطلة الهدامة، وانتشرت عندهم فكرة خروج المهدي من بلادهم " بكتاب جديد على العرب شديد " (91) وهو من أولاد شهربانوا إبنة يزدجرد الثالث من آل ساسان، وملوكهم المقدسين عندهم (92) ينتظرونه في لهفة وشوق ويصيحون : الله طال الانتظار ، وشمت بنا الفجار وصعب علينا الانتظار " (93).
وكان الفرس منذ القديم يقولون : إن زرادشت تنبأ لكشتاسف " أن الملك يزول عن الفرس إلى الروم واليونان ، ثم يعود إلى الفرس، ثم يزول عن الفرس إلى العرب ثم يعود إلى الفرس، وأيده جاماسب المنجم على ذلك وقالوا: قد تحقق تنوء زرادشت وجاماسب في زوال الملك عن العجم إلى الروم واليونانية في أيام الإسكندر ، ثم عوده إلى العجم بعد ثلاث مئة سنة، ثم زواله إلى العرب، والآن سيعود إلى العجم ، ويكون عودته9 على عهد وبيد ذلك الصبي الغائب المنتظر الموعود، وأو بيد الرسول الذي سيبعث بالعجم ، وينزل عليه كتاب من السماء ، وينسخ بشرعه شريعة محمدصلى الله عليه وآلة وسلم (94).
هذه البيئة المتلاطمة الأمواج باليأس والقنوط والجهل والشوق إلى قرب ظهور ذلك المنتظر الموعود الذي سيعيد مجد فارس، وكانت تربة صالحة لظهور الأدعياء والمتنبئين ، فظهر علي محمد الشيرازي في القرن التاسع عشر وادعى أنه الباب والمهدي المنتظر، ولقيت دعوته رواجا في هذا البيئة الفاسدة ، ولقد صور أحد المؤرخين تلك الأيام التي ظهرت فيها البابية أصدق تصوير حينما قال: " قد ملأ دينهم أسماعهم بالبشرى بالمهدي، وحشا قلوبهم وجوانحهم بالشوق إليه ، وطالت عليهم ليالي الانتظار في توقع صبح الفرج ، فكان من يأتيهم باسم المهدي يكون حاجتهم المطلوبة ، وأمنيتهم المنتظرة ، ويأتي إلى مهاد موطد وأمر ممهد قد امتلأت بالرغبة إليه القلوب، واشتاقت إليه النفوس، وامتدت الأعناق، وشخصت الأبصار، فلا يحتاج المتمهدي من ضعفاء البصائر إلا إلى شئ من التمويه والتلبيس (95).
وكان من النتائج الطبيعية بعد ذلك ظهور المرزه حسين علي المازندراني المعروف بالبهاء في غيران ونحاجه في تأسيس ( البهائية ) وادعائه النبوة، وتأليف كتابه ( الأقدس) الذي ظنه ناسخا لجميع الكتب السماوية الأخرى بما فيها القرآن الكريم (96).
كما كان من الطبيعي أن تظهر الديانة الخمينية الجديدة وتلقى تأييدا لا يستهان به من الإيرانيين في دعواها إلى إنكار التوحيد المطلق والقول بنقص القرآن والطعن في السنة النبوية واعتقادها بعدم ختم النبوة بسيدنا محمد صلى الله عليه وآلة وسلم ، ونيابة خميني عن الإمام المنتظر ثم ادعاؤه الإمامة مما حمل علماء الأمة على تكفيره وإخراجه عن الملّة الإسلامية (97).
الطعن في التربية النبوية والصحابة:
إن ما تقتضيه طبيعة الرسالات السماوية ودراسة تاريخ حملتها هو أن تتحقق معجزة صنع الإنسان كأنه قد ولد من جديد، ويكون لدعوتهم وصحبتهم من التأثير وقلب طبائع الأشياء ما لو ذكر بإزائه( حجر الفلاسفة ) الأسطوري أو( الكيمياء ) دل على الجهل بالحقائق التاريخية ، اعتبر إهانة للنبوة والأنبياء .
ولقد بعث الله سبحانه محمد صلى الله عليه وآلة وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وأكمل لأمته الدين ، وأتم عليهم النعمة ، وخصه بصحابة أوفياء رحماء أتقياء هانت عليهم نفسهم وأموالهم وعشيرتهم واستطابوا المرارات والمكاره في سبيل الدعوة إلى الله ، وأفضى يقينها إلى قلوبهم فآثروا الآجل على العاجل والحرص على دعوة الناس وإخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها .
وكان كل ذلك من آثار التربية النبوية المحمدية التي أنتجت مجتمعا مثاليا وصفه الله سبحانه في محكم كتابه العزيز بقوله: (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، ذلكم مثلهم في التوراة والإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار)) الفتح الآية 26 .
وصار الصحابة خيار المؤمنين ومثلهم وأسوتهم حين تخرجوا في المدرسية النبوية المحمدية ، وعاشوا في أكنافها ، وتمثلوا قيما ، ومعانيها السامية . وقد وثـقهم الله سبحانه من فوق سبع سموات فقال في محكم كتابه العزيز: (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )) التوبة الآية 100 .
لا توجد صورة في المصور الإنساني العالمي الواسع بل في الكون كله، أجمل وأروع وأشرف من هذه النماذج الإنسانية والأنماط البشرية باستثناء الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم ، لذلك كانوا مصابيح خالدة أبد الدهر تضئ لكل مسلم يلتمس طريق الإيمان والخير ويعمل على تواصلها في ربط حاضره وسلوكه بتلك الأسوة الخالدة .
ومن هنا أصبح من المتعين على المسلمين النظر إلى هذا الجيل المثالي الذي خرّجته المدرسة النبوية مثالا يحتذى ، بكل قداسة وتقدير وتبجيل واحترام، ووجب عليهم تمثل هذه الرموز الخوالد في سلوكهم وتصرفاتهم وعد السماح لأي أحد مهما بلغت منزلته أن ينتقص من أقدارهم بأي شكل من الأشكال ذلك امتهان للتربية النبوية المحمدية وهم لصروح الإسلام وقيمه.
هذا الصورة العظيمة الرائعة تقابلها صورة معكوسة يتبناها الشعوبيون الفرس، فتهدم المجهودات العظيمة التي قام بها نبي الإسلام صلى الله عليه وآلة وسلم في مجال التربية والتوجيه ، وتثبت له عبر مئات الكتب – إخفاقا لم يواجهه أي مصلح أو مرب خبير مخلص لم يكن مأمورا من الله ولا مؤيدا من السماء ولا مورد وحي ولطف إلهي .. إنها تعدمه في صورة كالحة سوداء مظلمة تتمثل في جحود النعمة ، والجفاء والغدر ، وإخفاء الحق ، عبادة النفس وجب الجاه، وتحريف التعاليم القرآنية والسنة النبوية لتحقيق أغراضها الخسيسة.. إنها ترى أن المجهودات الجبارة التي بذلها محمدصلى الله عليه وآلة وسلم ثلاثة وعشرين عاما لم تنتج إلا ثلاثة أو أربعة أشخاص ظلوا متمسكين بالإسلام إلى ما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآلة وسلم ثلاثة أما غيرهم فقد ارتدوا عن دين الله ( والعياذ بالله ) وأثبتوا أن التربية أخفقت في مهمتها (98) .
إن المطلع على تراث الإيرانيين بالغتين العربية والفارسية لا يجد كتابا من كتبهم ولا رسالة من رسائلهم – حتى كتب النحو واللغة والبلاغة – إلا وهي مشحونة بالشتائم والمطاعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم حملة شريعته مبلغي ناموسه ورسالته ، وتلامذته الأبرار ، وهداة أمته الأخيار، ولا سيما الخلفاء الثلاثة الراشدين المهديين أبي بكر وعمر وعثمان، وخصوا عمر بمزيد من السباب والشتائم والمطاعن ، وحقدوا عليه حقدا أعمى لما علموه من جهاده في هدم دولتهم المجوسية ، وحشده لأمة العرب من أجل تحقيق وعد الله الذي وعد به العرب المسلمين، فهزم جيوشهم الجرارة ، وقوّض إمبراطوريتهم ومزّقها شر ممزق في معارك الخالدة: القادسية ، والمدائن، وجلولاء ، ونهاوند ، وحرر الأمم من عبوديتهم وقهرهم وظلمهم ، فما قامت بعد ذلك لهم قائمة ، لذلك تآمروا عليه ، فاغتالوه ،وصاروا يحتفلون بيوم مقتله ، ويقيمون الأفراح فيه ، بل عدّوه عيدا ينبغي الاحتفال به ، فقد جاء في كتاب " الأنوار النعمانية": ( نور سماوي يكشف عن ثواب يوم قتل عمر بن الخطاب ) ، كما أقاموا مزارا قرب طهران لقاتله أبي لؤلؤة المجوسي يزورونه ويقدمون النذور إليه (99). ولا يشك باحث أن الحقد الفارسي هو الدافع لهم إلى ذلك ، وه ما تكشفه رواية مكذوبة دسّها الإيراني الشيخ عباس بن محمد رضا القمي في كتابه الموسوم بـ :" سفينة بحار الأنوار" قال:" سوء رأي الثاني ( أي عمر بن الخطاب ) في الأعاجم لما ورد سبي الفرس إلى المدينة ، أراد الثاني أن يبيع النساء ، وأن يجعل الرجال عبيدا للعرب ، وعزم على أن يحمل العليل والضعيف والشيخ الكبير في الطواف وحول البيت على ظهورهم ، فقال أمير المؤمنين ( علي بن أبي طالب) : إن النبي صلى الله عليه وآلة وسلم قال: أكرموا كريم قوم إن خالفوكم ، وهؤلاء الفرس حكماء كرماء فقد ألقوا إلينا السلام ورغبوا في الإسلام، وقد اعتقت منهم لوجه الله حقي وحق بني هاشم (100).
وإنما جاء ذلك لدعوى الفرس أن الصحابة ارتدوا بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وآلة وسلم ، وهو عندهم من المتواتر الذي لا يحتاج إلى برهان .
قال شاعرهم : يوم قضى المصطفى في صبحه على الـ **** أعقاب أصحابه من بعده انقلبوا (101).
وقال الكليني الفارسي الإيراني: ( كان الناس أهل ردّة بعد النبي إلا ثلاثة: المقداد بن الأسود ، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي (102) .
وقال مثل ذلك خاتمة محدثيهم المجلسي(103) ، وفسّروا قوله تعالى: (( وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان )) (104) الكفر: أبو بكر ، والفسوق : عمر ، العصيان : عثمان (105) .
وذكر الكشي الإيراني أنه ما أهريق دم ولا حكم بحكم غير موافق لحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وآلة وسلم وحكم علي ، إلا وهو في عنقي أبي بكر وعمر(106) .
وذكر القمي أن أبا بكر وعمر كانا يعبدان صنما أخفياه في جبل فاستخرجه علي وكسره (107).
وقال عن سيدنا عثمان: ( وقام الثالث كالغراب همه بطنه ، ويله لو قص جناحاه وقطع رأسه كان خيرا له ) (108).
ومن هنا كتب الخميني في كتابه ( كشف الأسرار) (109) . فصلين كفّر فيهما أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، لمخالفتهما في زعمه نصوص القرآن الكريم ، أول هذين الفصلين بعنوان " مخالفة أبي بكر لكتاب الله " (ص111-114) وثانيهما بعنوان " مخالفة عمر لكتاب الله " (ص114-117) وفيهما من الكذب، والإفتراء ، والحقد الدفين على العروبة والإسلام ما يتناسب وشعوره المريب بالدور العظيم الذي قام به الخليفتان الراشدان في إقامة الدولة العربية الإسلامية ، لنشر العدالة والتوحيد في الأرض ، وتخليص الناس من ظلم أنفسهم وتحطيم الإمبراطورية الفارسية المجوسية التي أرادت أن تصد الإسلام عن الناس .
وخميني – كما هي عادته – يغطي كل ذلك بدعوى مشايعة آل البيت زورا وبهتانا لإخفاء مقاصده الخبيثة فيقول: ( وهنا نجد أنفسنا مضطرين على إيراد شواهد من خالفتهما لصريحة للقرآن لنثبت بأنهما كان يخالفان ذلك وأنه كان هناك من يؤيدهما ) .
ثم يسوق هذا الدجال المارق ما ظن أن أبا بكر قد خالف في زعمه كتاب الله قي قصة الإرث المعروفة ، واتهمه بوضع حديث ( إنّا معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة (110) . وقال في أول الفصل الثاني:
( نورد هنا مخالفات عمر لما ورد في القرآن – لنبين بأن معارضة القرآن لدى هؤلاء كان أمرا هينا ، ونؤكد بأنهم سيخالفون القرآن أيضا فيما إذا كان قد تحدث بصراحة عن الإمامة ) .
ويقول في حق عمر الفاروق عند كلامه المزعوم على جملة قالها في احتضار رسول اللهصلى الله عليه وآلة وسلم . " وهذا يؤكد أن هذه الفرية صدرت من ابن الخطاب المفتري ، ويعتبر خير دليل لدى المسلم الغيور ، والواقع أنهم ما اعطوا الرسول حق قدره: الرسول الذي جد وكد ، وتحمل المصائب من أجل إرشادهم وهدايتهم ، وأغمض عينيه وفي أدنيه ترن كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية ، والتابعة من أعمال الكفر والزندقة والمخالفات لآيات ورد ذكرها في القرآن الكريم " أ . هـ .
ويقول في خلاصة كلامه على سبب عدم ورود الإمامة في القرآن الكريم، ومخالفة الخليفتين الراشدين للقرآن ومتابعة المسلمين لهما ما نصه : " من جميع ما تقدم يتضح أن مخالفة الشيخين للقرآن لم تكن عند المسلمين شيئا مهما جدا، وأن المسلمين ،وإما كانوا داخلين في حزب الشيخين ومؤيدين لهما وإما كانوا ضدهما ولا يجرؤون أن يقولون شيئا أمام أولئك الذين تصرفوا مثل هذه التصرفات تجاه رسول الله وتجاه ابنته ، وحتى إذا كان أحدهم يقول شيئا فإن كلامه لم يكن ليؤخذ به ، والخلاصة : حتى لو كان لهذه الأمور ذكره صريح في القرآن ، فإن هؤلاء لم يكونوا ليتخلوا عن المنصب .
ولكن، وحيث أن أبا بكر كان أكثر تظاهرا من سواه ، فإنه جاء يحديث أنهى به المسألة ، فأقدم على ما أقدم عليه بشأن الإرث كما أنه لم يكن من المستبعد بالنسبة لعمر أن يقول: بأن الله أو جبرائيل ، أو النبي : قد أخطأوا في إنزال هذه الآية فيقوم أبناء العامة بتأييده كما قاموا بتأييده فيما أحدثه من تغييرات في الدين الإسلامي ، ورجحوا أقواله على آيات القرآن " .
ويقول في معرض حديثه عن الإمامة وأولي الأمر : " إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين ، وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله ، وما حلّلاه وما حرّماه من عندهما ، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله ، والدين.. إن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة، وأن يكونوا ضمن أولي الأمر ( كشف الأسرار ص 107-108) ".
ولذلك يطلق الخميني على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ( الجبت والطاغوت ) ويسميهما ( صمني قريش) ويرى أن لعنهما واجب ، وأن من يلعنهما ، ويلعن أمهات المؤمنين عائشة وحفصة ابنتيهما ، وزوجتي رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم له فضل وأجر عظيمان .
وقد اصدر خميني مع جماعة آخرين من الفرس نص الدعاء المتضمن هذه المهازل الكفرية ونحن نورد هنا بعضه منقولا عن ( تحفة العوام المقبول) (ص 422-423 ) المطبوع في لاهور :
دعاء صنمي قريش:
" بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صلى على محمد .. وآل محمد .. اللهم العن صنمي قريش .. وجبتيهما ..وطاغوتيهما .. وأفكيهما .. وابنتيهما الذين خالفا أمرك .. وأنكرا وحيك .. وجحدا إنعامك ..وجحدا آلاءك .. وعطلا أحكامك ..وأبطلا فرائضك .. وألحدا في آياتك .. وعاديا أولياءك .. وواليا أعداءك ..وخرّبا بلادك .. وأفسد عبادك ، اللهم العنهما .. وأتباعهما .. وأولياءهما .. وأشياعهما .. ومحبيهما " .
الطعن في آل البيت الكرام والانقاص منهم :
يحتل آل البيت الكرام منزلة رفيعة في نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وعلى امتداد التاريخ العربي الإسلامي فما يتجه مسلم إىل الله في صلاته إلا ويذكرهم بالصلاة والبركة عليهم مع رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم :
( اللهم صلى على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ) .
إن سادة أهل البيت وكبراءهم وعلي رأسهم سيدنا علي المرتضى أسد الله الغالب، وريحانتا رسو الله صلى الله عليه وآلة وسلم الحسن والحسين سيدا شباب الجنة وأولادهما الأماجد قد عرفوا بترفع النفس ، وعلو الهمة والاشتغال بمعالي الأمور دون سفاسفها ، وبرباطة الجأش، وإيثار اليد العليا على اليد السفلى ، وكانوا في سعة الحلم، ويعد الأناة كالجبال الراسيات، فإذا جدّ الجدّ وكان لابد من خوض المعركة ثاروا كالليوث، حمية للإسلام وعقيدته ودفاعا عن أهله، ولا يسع قلم إحصاء مناقبهم وفضلهم ومنزلتهم في تاريخ العرب والمسلمين.
ومع أن العجم يتجرأون على الله ورسوله وآل البيت الكرام حينما يجعلون لبعضهم منزلة تصل إلى حد مشاركة الله سبحانه وتعالى في الألوهية والربوبية افتراءا وكذبا عليهم وهم الصالحون من عباد الله الذين لا يرتضون مثل هذه الضلالات الكفرية – تجدهم يصورون في كتبهم وخطبهم فاقدى الشجاعة والجرأة في طلب الحق وإظهاره ، يتبعون سياسة المصالح وإخفاء الحق لأجل مصالحهم الدنيوية – أعاذهم الله من ذلك- فلم يسلم آل بيت النبي صلى الله عليه وآلة وسلم من دسهم وسلاطة لسانهم ، وبذاءة أقلامهم وخبث باطنهم ، ودناءة ضميرهم ، فقالوا في العباس عم رسول اللهصلى الله عليه وآلة وسلم وصنو أبيه ، إن آية (( لبئس المولى ولبئس العشير )) (111) قد نزلت فيه (112).
وزعموا أن سيدنا عليا رضي الله عنه لعن ابنيه عبد الله وعبيد الله(113) .
وأهانوا سيدنا علي – وهو بطل الإسلام وأسد الله الغالب – حينما نسبوه إلى الجبن والذل وقالوا: إنه بايع خوفا وإكراها وإن سيدتنا فاطمة رضي الله عنها عنفته ولامته على جبنه (114) – معاذ الله – وذكروا أن عمر بن الخطاب غصب ابنته فتزوجها رغما منه ، وأنه لم يستطع منعه عن ذلك ، فنسب الكليني الإيراني إلى جعفر الصادق كذبا وزورا أنه قال في أم كلثوم بنت علي زوج الفاروق: ( إن ذلك فرج غصبناه (115) ، وذكر الأردبيلي ما نصه: ( إن عليا لم يكن يريد ان يزوّج ابنته أم كلثوم من عمر، ولكنه خاف منه ، فوكّل عمه عباس ليزوجها منه ) (116).
وزعم القمي – كذبا مفتريا – أن فاطمة رضي الله عنها رفضت الزّواج بسيدنا المرتضى رضي الله عنه وقالت لأبيها رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم : ( يا رسول الله أنت أولى بما ترى غير أن نساء قريش تحدّثني عنه أنه رجل دحداح البطن طويل الذراعين ضخ الراديس ، أنزع، عظيم العينين ، لمنكبيه مشاشا كمشاش البعير ) (117).
والحق أن الروايات الكثيرة التي دسّها في كتبهم تظهر جميع آل البيت ضعفاء جبناء ، ولم يؤيدهم أحد من المسلمين، وكل هذا بلا شك كذب وافتراء فقد كانت لهم من المنزلة والزلفى عند الحكام والمحكومين ما تزخر به كتب التاريخ المعتمدة (118).
وقد استمرت هذه الإهانات إلى عصرنا هذا فبلغت الوقاحة بدجال العصر خميني في خطاب له يوم( عيد الغدير) سنة 1987 إلى القول بأن الإمام عليا رضي الله عنه أخطأ في قبوله التحكيم في حرب صفين وأن الإمام الحسن رضي الله عنه قد أخطأ هو الآخر حينما عقد الصلح .
إن هذا كلّه يذكرنا بأسلافهم البويهيين حينما قال أحد قواد عضد الدولة البويهي للشريف أبي أحمد الموسوي نقيب الطالبيين ووالد الشريفين الرضي والمرتضى : ( إلى كم تدل علينا بالعظام النخرة ) (119) .ثم نفاه إلى قلعة شيراز .
-------------------
(1) ابن حزم : الفصل في الملل والأهواء والنحل: 2/108
(2) وليد الأعظمي: الخمينية ، وريثة الحركات الحاقدة والأفكار الفاسدة:13 ، (عمان 1988)
(3) أبو الحسن الندوي: صورتان متضادتان 99-100
(4)- فضائح الباطنية 21-22
(5) التفتازاني : المقاصد : 2/14 (ط ، الأستانة ) .
(6) ابن أبي العز: شرح العقيدة الطحاوية : 1/21 (ط ، مؤسسة الرسالة ) بيروت 1988)
(7) الأعراف: 59
(8) الأعراف: 65
(9) الأعراف: 73
(10) الأعراف: 85
(11) انظر النحل : 36، الأنبياء : 25
(12) ابن أبي العز: شرح العقيدة الطحاوية 1/119
(13) الملل والنحل :2/118
(14) هو أفضل كتاب عند العجم، وهو عندهم أفضل بكثير من البخاري ومسلم
انظر مقدمة الكتاب : 1/26
(15) الكافي : 1/143 –145
(16) الكافي : 1/190- 2332
(17) علل الشرائع : 1/164
(18) إرشاد القلوب : 2/256
(19) الكافي :1/484
(20) نفس المصدر :1/258 –260، 264
(21) الاحتجاج : 1/230
(22) نفس المصدر: 1/212 ويذكر ابن بابويه القمي أن ذلك كان قبل خلق آدم بسبعة آلاف سنة ( علل الشرائع : 1/208
(23) حق اليقين ( فارسي ) :69
(24) نفس المصدر: 257 وفاته قوله تعالى L ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق) ولكن أنّى للعجم أن يفهموا كتاب الله ؟ !
(25) الحكومة الإسلامية : 52 (ط –1 ، القاهرة )
(26) لقد تبرأ الأئمة – عليهم السلام – من الغلو والغلاة ، مثل محمد الباقر ( الملل والنحل : 1/373 ) وجعفر الصادق ( الكامل لابن أثير:5/208) وغيرهما
(27) انظر مقدمة تهذيب الكمال : 1/146 بيروت 1980
(28) انظر مثلا: الكافي : 1/290،413، 418، 420، 426، 439، .. الخ
(29) الكافي : 1/426
(30) الكافي: 1/418
(31) الكافي: 1/290
(32) د. كامل مصطفى الشبيبي: الفكر : 413
(33) الكافي: 1/627
(34) في رواية النعماني عن سيدنا علي وهو مكذوب عليه بلا ريب أنه قال: ( كأني بالعجم في فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلّمون القرآن كما أنزل ). ( الطبرسي: فصل الخطاب: 14 )
(35) الكافي: 1/238
(36) نفس المصدر: 1/239
(37) نفس المصدر: 2/634
(39) القمي: الكنى والألقاب: 2/405
(40) إعلام الشيعة : جـ 2 قسم 2ص 543
(41) الحكومة الإسلامية: 66
(42) ص : 1
(38) وقيل أقل من ذلك بقليل أو أكثر على اختلاف القراء في كيفية العدد كما هو مفصل في كتب علوم القرآن
(43) راجع الصفحات : 1-20
(44) ) راجع الصفحات: 23-24
(45) راجع الصفحات: 25/34
(46) راجع الصفحات: 35-53
(47) راجع الصفحات: 107-116
(48) راجع الصفحات: 118-123
(49) أصل الآية(( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ..) الاعراف: 172
(50) أصل الآية (( وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا )) الكهف: 80
(51) أصل الآية (( وما أرسلناك من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان)) الحج: 52
(52) أصل الآية (( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض )) الأحزاب: 6
(53) أصل الآية (( إن الإنسان لفي خسر )) العصر: 2
(54) راجع الصفحات: 123-137
(55) أصل الآيات( إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرآناه فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه)) القيامة: 17،148،19
(56) أصل الآية (( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين)) آل عمران: 23
(57) أصل الآية(( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا )) الأحزاب: 25
(58) أصل الآيات( ألم نشرح لك صدر ووضعنا عن وزرك، الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك )) الإنشراح: 1،2،3،4
(59) أصل الآية (( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون )) الحجرات:4
(60) راجع الصفحات: 147-152، والمقصود من أخويه : أبو بكر وعمر
(61) راجع الصفحات: 181-199
(62) ص: 137
(63) راجع الصفحات: 232-247
(64) راجع الصفحات: 248-390
(65) خميني : كشف الأسرار: 114 (ط، إيران – فارسي)، وقد ترجم هذا الكتاب إلى العربية وطبع في عمان سنة 1987
(66) المصدر نفسه
(67) صورتان متضادتان: 95
(68) انظر تفاصيل أكثر في الفصل الماتع الذي كتبه الأستاذ وليد الأعظمي العجم والقرآن الكريم ) في كتابه: الخمينية 117-131
(69) انظر الأحزاب: 36، النساء:59،69، الأنفال: 20
(70) النساء: 65 و 80 ، والحشر: 70
(71)ابن القيم: زاد المعاد: 1/37 ( تحقيق شعيب الأرنؤوط )
(72) انظر التفاصيل في كتاب وصول الأخبار إلى أصول الأخبار للحسين العاملي: 78،79،81،84،93،162 ..الخ
(73) نفس المصدر: 94 .
(74) ابن بابويه القمي: عيون أخبار الرضا: 1/275 (ط ، طهران )
(75) ابن بابويه القمي: علل الشرائع: 531 ( طبع طهران )
(76) الأنوار النعمانية : 2/278 (ط1: تبريز بإيران )
(77) خميني : التعادل والترجيح ( مطبوعة ضمن مجموعة الرسائل بطهران ) : 80
(78) نفس المصدر: 81
(79) انظر الحديث والمحدثون للشيخ محمد محمد أبو زهرة ص(93) ط، القاهرة
(80) القرشي: عيون الأخبار: 4/291
(81) انظر التفاصيل في كتاب: " موقف الأمة الإسلامية من القاديانية ": 9
" ترجمة الدكتور عبد الرزاق اسكندر ، باكستان "
(82) انظر: كتابه : النبوة والأنبياء في ضوء القرآن : 221-261، وكتابه الآخر: صورتان متضادتان : 18و77-
84
(83) الكليني: أصول الكافي 1/158
(84) نفس المصدر
(85) نفس المصدر: 1/260
(86) نفس المصدر: 1/263
(87) نفس المصدر: 1/265
(88) نفس المصدر: 1/270
(89) نفس المصدر: 1/240
(90) انظر البحث الماتع الذي كتبه الدكتور عرفان عبد الحميد فتاح: " الخمينية ونظرية النبوة المستمرة " ضمن كتاب: فضائح الباطنية ( منشورات منظمة المؤتمر الإسلامي الشعبي ببغداد 1987 )
(91) المازندراني : الإتقان : 159
(92) إن ما نسبه العجم إلى كون علي بن الحسين هو ابن شهربانو أكذوبة دسها العجم في العديد من الكتب، وقد أثبت البحث العلمي بطلانها . انظر بحث الأستاذ عبد الحميد العلوه جي : كذبة فارسية ( بغداد 1987 )
(93) المازندراني: الإيقان: 158-159 .
(94) البغدادي: الفرق بين الفرق: 286-279
(95) جواد البلاغي: نصائح الهدى والدين : 114 .
(96) انظر التفاصيل في كتاب الشهيد إحسان إلهي ظهير: البهائية ( لاهور:1984) .
(97) انظر الفتوى التي أصدرها العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في تكفير خميني وأتباعه والمنشورة في آخر كتاب الدجال خميني ( كشف الأسرار) . كما اصدر أكثر من ثلاثة مئة عام فتاواهم الصريحة في تكفيره وتكفير اتباعه، منهم العلامة محمد منظور النعماني، والعلامة حبيب الرحمن الأعظمي، والشيخ أسعد مدني، وعلماء مدارس باكستان، والهند، والمغرب وغيرهم . وراجع كتاب العلامة الشيخ سعيد حوّى: " الخميني ، شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف" ( عمان 1987)
(98) الندوي : صورتان متضادتان : 53 - 54 وفيه تفصيل ونصوص يراجعها من يشاء
(99) الأنوار النعمانية : 1/108 ( ط. إيران )
(100) القمي : سفينة بحار الأنوار : 2/164
(101) المطالب المهمة : 11
(102) الكليني : الروضة من الكافي: 2/245
(103) حياة القلوب : 2/640( فارسي ط ، إيران )
(104) الحجرات: 7
(105) الكليني: الكافي : 1/42
(106) رجال الكشي: 180
(107) سفينة البحار: 2/54
(108) نفس المصدر: 2/310
(109) طبع إيران عدة مرات آخرها في عهد خميني سنة 1982: ترجمة إلى العربية الدكتور محمد النبداري وطبع في دار عمار بالأردن سنة 1988
(110) الحديث مخرج في الصحيحين : أخرجه البخاري في كتاب النفقات(5358) باب حبس الرجل قوت سنة على أهله . الفتح (2/52)، وفي الاعتصام (7305)، باب ما يكره من التعمق والغلو في الدين الفتح (13/277). وفيالفرائض (6728) باب قول النبي ص:" لا نورث ما تركناه صدقة . الفتح (6/12). وأخرجه مسلم في الجهاد والسير (1757) ، باب حكم الفئ: (1377)
(111) الحج 13
(112) رجال الكشي: 54
(113) نفس المصدر
(114) الطوسي: الأماني: 259 ، المجلسي: حق اليقين 203-204
(115) الكافي في الفروع : 2/141
(116) الأردبيلي : الحديقة : 677
(117) تفسير القمي : 2/336
(118) انظر كتاب: علي والخلفاء ( بغداد 1989 )
(119) زكي مبارك : عبقرية الشريف الرضي : 1/118





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 10:36 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd