عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-09, 19:07 رقم المشاركة : 30
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: حقيقة الشيعة .........حتى لا ننخدع(مجدد)


بسم الله الرحمن الرحيم
(( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا )) الكهف /1 ، (( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله )) الإعراف/ 43 ، (( الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى )) النمل /59 ، (( الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين )) المؤمنون / 28 ، (( الحمد الله الذي صدقنا وعده )) الزمر/74
نحمده ونستعينه ونستغفره، ونصلي على خيرته من خلقه صاحب المقام المحمود أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضوان الله تعالى على السابقين الأولين (( من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )) التوبة/ 100 .
أما بعـد
فإنه لما شاءت الإرادة الإلهية الخالدة للبشرية أن تبلغ رشدها العقلي وكمالها الإنساني بعث فيها محمد النبي العربي الأمي صلى الله عليه وآلة وسلم برسالة هي خاتمة النداء الإلهي المعصوم للإنسانية ، وحمّل العرب الفاتحين من أهله وصحبه وأنصاره وأتباعه ومسؤولية حمل الرسالة الخالدة ، وتأدية الأمانة، ونشر ألوية الحق والتبشير بالعقيدة الإسلامية الحقة ، رجاء نقل الناس جميعا من عباد إلى عبادة الله الواحد القهار ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام وسماحته ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، فآمن الناس بعقيدة الإسلام ورسالة القرآن طواعية وأختيارا ، وصاروا يدخلون في دين الله أفواجا ، ورضيت الأمم بقيادة الأمة العربية التي اختارها الله واجتباها لحمل هذا الدين و(( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) الأنعام/124 ، وصاروا يذكرون لهذه الأمة سبقها في الإسلام وفهمها له والدعوة إليه وفق منهجية متميزة تعتمد الحكمة والموعظة الحسنة ، فسقطت القواطع المواقع النفسية والتاريخية بين هذه الأقوام وبين حملة الرسالة , وصارت تفخر بالانتساب إلى لغتهم وهيأتهم وأخلاقهم ومثلهم وعقيدتهم، إظهارا لدينها واعترافا منها بالفضل والسبق، وإلا الفرس كما سيأتي بيانه مفصلا .
فقد عملوا جاهدين على الطعن في هذه العقيدة لعلمهم بمنزلتها في الإسـلام ، وحاجـة العباد إليـها أكثر من أي شئ آخر فإنه لا حياةللقوب، ولا نعيم ، ولاطمأنية إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وقاطرها وتعبده حق عباته .
ثم تناولوا بالطعن حاملي هذه العقيدة ومبلغي بالرسالة ومؤدّي الأمانة من العرب من المهاجرين والأنصار من خير القرون وخيرأمة أخرجت للناس ، انتقاما منهم على ما قاموا به من فتوحات أرغمت أنوف أسلافهم ، وكسرت شوكتهم ، ومزقت جموعهم وأحزابهم ، ودمّرت الإمبراطورية المجوسية ، وهدمت الكسروية ، فلم تقم لها بعد ذلك قائمة .
لقد بقي أكثر الفرس من بين الأمم جميعا ، ومشدودين إلى إرثهم المجوسي ، وتراثهم الوثني ، وغطرستهم العنصرية ، لم تزدهم الأيام إلا إصرارا على إفكهم ورعونتهم ،كلما وجدوا فرصة سانحة شاردة من الزمن بعد اعتناقهم الإسلام كذبا وزورا أو خلطة بعقائدهم وطقوسهم الفاسدة ، فما تركوا سانحة إلا استغلوها من أدجل نصب العداوة للعرب ولغتهم وتاريخهم ومآثرهم ، وقبل كل ذلك عقيدتهم الإسلامية التي أدت إلى وحدتهم وقوتهم، وأعطت لهم السيادة والغلبة على أمم الأرض لما خصهم الله به من الخصائص الموهية والمكسوبة .
يقول ابن حزم: ( كان الفرس من سعة الملك ، وعلوّ اليد على جميع الأمم، وجلالة الخطر في أنفسهم حتى إنهم كانوا يسمون أنفسهم الأحرار والأبناء ، وكانوا يعدون سائر الناس عبيدا لهم ، فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم إلى أيدي العرب ، وكانت العرب أقل الأمم عند الفرس خطرا ، تعاظم الأمم ، وتضاعفت لديهم العصبية ،و راموا كيد الإسلام بالمحاربة في أوقات شتى ، ففي كل ذلك كان يظهر الله الحق ، فأظهر قوم منهم الإسلام واستمالوا أهل التشيع بإظهار محبة أهل بيت رسو الله صلى الله عليه وآلة وسلم واستشناع ظلم علي رضي الله عنه، ثم سلكوا بهم مسالك شتى حتى أخرجوهم عن الإسلام (1) .
وحتى الذين دخلوا الإسلام رغبة على قلتهم ، فإن كثيرا منهم لم يستطع التخلص من رواسب العقائد الفارسية المجوسية ،و لا سيما عقيدتهم في تقديس الملوك والحكام وذرياتهم (2) .
يقول العلامة أبو الحسن الندوي إن تقديس السلالات والبيوتات وتأليهها ، يعكس معتقدات إيران القديمة ، فقد كانت السيادة الدينية والحكم في قبيلة ( ميديا ) ثم انتقلت هذه الزعامة إلى قبيلة ( المغان ) منذ علبة الديانة الزردشتية وتأثيرها على إيران ، وكان الفرس يعتقدون في طبقة الكهنوت أنهم ظل الإله على الأرض ،ولم يخلقوا إلا لخدمة الآلة ولا بد للحاكم أن يكون من هذه القبيلة ، فإن ذات الإله تتجسم فيه ، وإن منصب الإشراف على بيت النار وتنظيمه حق يختص بهذه القبيلة وحدها (3) .
وهكذا كان الفرس يكشفون المرّة تلو المرّة عن سوء مقاصدهم ، فحش أغراضهم ، ودفين حقدهم ، وبابتداع كل الوسائل والأسباب التي تمكنهم من تحقيق ما سوّلت لهم أنفسهم المريضة من تشويه للعقيدة الإسلامية ،و ضرب للسيادة العربية ،وهدم للخلافة العربية والإسلامية ، وحرُف للدين عن مقاصده النبيلة ، لتشكل في كل وقت ، وحين زمرة جاحدة معاندة ، وفئة ضالة مضلّة ، وحشدا يائسا مشدودا إلى كل مؤامرة سياسية أو ردة فكرية ، أو مخطط تآمري من شأنه أن يحقق لها ما يصبوا إليه حقدهم الدفين من هدم وتخريب .
وهكذا أصبح سدنة المجوسية الهالكة ، كٌهّان المزدكية المندثرة ، ودهاقنة فارس وخراسان من أبناء الأكاسرة المقهورين أنصارا للشعوبية في كل عصر وأوان حتى دفعها بغضها للعرب وحقـدها الأسور عليهم إلى الكفر والزندقة والردة عن الدين .
فقال لهم الجاحظ قبل مئتين من السنين مقولته المعروفة المشهورة إن عامة من ارتاب الإسلام إنما جاءه هذا عن طريق الشعوبية فإذاأبغض شيئا أبغض أهله وإن أبغض تلك اللغة أبغض تلك الجزيرة ،فلا تزال الحالات تنتقل به حتى ينسلخ من الإسلام إذ كانت العرب هيالتي جاءت به ، وكانوا السلف ) .
وهكذا وقفت حشودهم الهائجة مع كل فتنة وتمرد وعصيان أريد به إلغاءالسلطان العربي ، وضرب الخلاقة الإسلامية ، ومدّ يد العون والتأييد لكل أفّاك أثيم ، وطامع غشوم ، ومعتوه صوّرت له جذباته الشيطانية ، وشطحاته المزدكية ،و أوهامه المجوسية: أن في مقدوره النيل من أمة القرآن ، ورسالة الإسلام ، وتاريخ العرب والمسلمين وسلطان الخلافة .
واستمرأت هذه الفتنة الحاقدة ذلك كله حتى صارت لها عدة وإلفا متوارثا تنساق له بلا روية وتبصر ، بل في عمى وإصرار ، كأنها أدوات صماء جامدة تحشر في تيارات الهدم والإفك والعصيان بلا وعي ما دامت الغاية القصوى التي تزيّنها لها شياطينها هي محق الإسلام والنيل من العرب والمسلمين والعودة إلى إرث المجوسية المندثرة .
هذه حقائق تاريخية توالت حلقاتها في تتابع رهيب ، حتى تخالها - وأنت تقرأ ما دوّنه مؤرّخة التراث عن حـركاته – أنـك إزاء ظـاهرة واحدة مشتركة متماثلة الأصول والقواعد فلا اختلاف بينها إلا في الجزئية ، والمفردات العرضية التي تتباين فتتفـاوت بحسب ما تفتضيه الأوضاع القائمة والظروف الراهنة ، وما تستدعيه أساليبالإغواء من التلبيس والتدليس .
إنك في كل حلقة من حلقات التآمر والبغي والعدوان تصطدم بإمامٍ متألّه يدعي العصمة والولاية الروحية ، وينتحل لنفسه كــذبا وزوراالانتساب إلى آل البيت الكرام ، ويتظاهر رياءا وبهـتانا بالغيرة علىالإسلام وعقائده ، ويبشر – باطلا – الناس بالعودة إلى معاقله وتعاليمه ،ثم سرعان ما تكشف الأيام عن الحقيقة الواحدة التي لا تتبدل ، فإذا بهذاالدّعيّ الضال كذاب أشر ، مختل العقل ، فاسد الضمير ، خبيث الطوية ،حقود حسود ، قد أكلت قلبه عداوة العرب ، تملك نفسه الحقـد على دين المسلمين ، ويستوي في ذلك ابن سبا اليهودي وأبو مسلم الخراساني وبابكالخرّمي وإسماعيل الصفوي ودجال العصر الخميني .
أسماء مختلفة ، وأزمان متباعدة ، وحلقات متتابعة ، والحقيقة واحدة لا تزول ولا تتبدل تنبئ في الغاية والنهاية عن : ردة عن الإسلام ، وتأويل باطني خبيث لآياته وأحكامه ، وغلو وزندقة تدفع صاحبها بعيدا خارج دين الإسلام وجماعة المسلمين ، وشعوبية حاقدة سوداء باطنة المصدر والمضمون ، تتسرى بالإسلام كذبا وافتئاتا ، علها تجد لبضاعتها الفاسدة البـائرة سوقـا بين المغفلين ونبيـط الأرض وأراذل الناس ممن أوجز مراتبهم وصوّرهم وكشف عن مآربهم ومقاصدهم الإمام الغزالي قبل ما يقرب من ألف عام في صدر كتابه المعروف بـ ( فضائح الباطينية ) حيث قال: ( تشاور جماعة من المجوس والمزكية وشرمذة من الثنوية الملحدين وطائفة كبيرة من ملحدة الفلاسفة المتقدمين وضربوا سهام الرأي في استنباط تدبير يخفف عنهم ما نابهم من استيلاء أهل الدين ، وينفس عن كربه ما دهاهم من أمر المسلمين ، حتى أخرسوا ألسنتهم عن النطق بما هو معتقدهم من إنكار الصانع وتكذيب الرسل وجحد الحشر والنشر والمعاد إلى الله في آخر الأمر … وقد تفاقم أمر محمد صلى الله عليه وآلة وسلم واستطارت في الأقطار دعوته ، واتسعت ولايته ، واتسقت أسبابه وشوكته ، حتى استولوا على ملك أسلافنا وانهمكوا في التنعم في الولايات مستحقرين عقولنا وقد طبقوا وجه الأرض ، ذات الطول والعرض ، ولا مطمع في مقاومتهم بقتال ، ولا سبيل إلى استنزالهم عليه بمكر واحتيال ، ولو شافهناهم بالدعاء إلى مذهبنا لتنمروا علينا ، وامتنعوا من الإصغاء إلينا ، فسبيلنا أن ننتحل عقيدة طائفة من فرقهم … ونتحصن بالانتساب إليهم والاعتزاء إلى أهل البيت عن شرّهم ، ونتودد إليهم بما يلائم طبعهم … ونتوصل به إلى تطويل اللسان في ائمة سلفهم الذين هم أسوتهم وقدوتهم ، حتى إذا قبّحنا أحوالهم في أعينهم وما ينقل إليهم شرعهم بنقلهم وروايتهم اشتد عليهم باب الرجوع إلى الشرع سهل علينا استدراجهم إلى الإنخلاع عن الدين ، وإن بقي عندهم معتصم عن ظواهـر القـرأن ومتواترة الأخبار وأوهمنا أن تلك الظواهر لها أسرار وبواطن وأن أمارة الأحمق الانخداع بظواهرها وعلامة الفطنة اعتقاد بوطنها ثم نبث إليهم عقائدنا، ونزعم أنها المراد بظواهر القرآن ، ثم إذا تكثّرنا بهؤلاء سهل علينا استدراج سائر الفرق بعد التحيز إلى هؤلاء والتظاهر بنصرهم ، ثم قالوا …طريقنا أن نختار رجلا ممن يساعدنا على المذهب ونزعم أنه من أهل البيت، وأنه يجب على كافة الخلق مبايعته وتتعين عليهم طاعته فإنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم ومعصوم عن الخطأ والزلل من جهة الله تعالى (4) .
ونرى من الواجب علينا أن نعرض للعلماء والمفكرين جملة من مظاهر الدسّ الشعوبي في عدد من الأسس التي قامت عليها العقيدة الإسلامية ومما هو معلوم من الدين بالضرورة ، من نفي للتوحيد ، وادعاء بتحريف القرآن الكريم ، وإنكار للسنة النبوية الشريفة ، وعدم اعتقاد بختم النبوة بسيدنا محمد صلى الله عليه وآلة وسلم ، وتكفير سائر المسلمين وفي مقدمتهم الجيل المثالي الأول أصحاب رسو الله صلى الله عليه وآلة وسلم ولا سيما السابقين منهم كأبي بكر ، وعمر ، وعثمان، وخالد، وأبي عبيدة وطلحة ، والزبير ، ونحوهم ،و التقرب إلى إلاههم بلعنهم وسبهم ، فضلا عن قولهم بِتُرّها وضلالات وروايات اخترعوها، تنفر العاقل من الدين، وتنزل بالعقل من سماء الحكمة إلى حضيض الحيوانية العجماء . ومما تجدر الإشارة إليه أن جملة كبيرة من الحركات الهدامة قد تبينت كل هذا الشذوذ ، ومكنت له بقوتها وأموالها وإرهابها مثل : القرامطة ، والخرمية وما قام به البويهيون ،والعبيديون ( الفاطميون ) الحشاشون ، والصفويون ، والخمينيون من جهد منظم لأجل إ ضاعة هذه الترّهات وتدوينها في كتب بثوا حولها دعاية كبيرة جعلتها تحتل منزلة مقدسة عند العجم ، ونسبوا إلى آل البيت الكرام آلاف الروايات المكذوبة لدعم خطتهم وهدفهم .
* * * *
إنكار التوحيد المطلق :
التوحيد المطلق من أصول الإسلام ، وهو الإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد ، وحقيقته : اعتقاد عدم الشريك في الألوهية وخواصها (5) . وهو أول دعوة الرسل جميعا ، وأول منازل الطريق ، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل (6) ، كما ورد في القرآن الكريم على لسان نوح (7) وهود (8) وصالح (9) ، وشعيب (10) غيرهم (11) عليهم السلام .
وقد وصف الله تعالى نفسه بأن له المثل الأعلى ، فقال تعالى : (( الذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى )) النحل الآية 60 .
وقال تعالى: (( وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم )) الروم الآية 27 .
فجعل سبحانه مثل السوء – المتضن للعيوب والنقائص وسلب الكمال – لأعدائه المشركين ،وأخبر أن المثل الأعلى – المتضمن لإثبات الكمال كله لله وحده ،وهو الكمال المطلق ، ويستحيل لأحد أن يكون لمن له المثل الأعلى مثلا أو نظيرا(12).
ولكن الفرس جعلوا لله – سبحانه وتعالى – من يشاركه في صفات الألوهية والربوبية ، فقالوا بتأليه بعض البشر ، وهم الأئمة من آل البيت ، وهم براء من ذلك ، إذ نص الشهرستاني أن هذه العقيدة مأخوذة من المجوس المزدكية وغيرهم (13).
1- فقد ذكر محمد بن يعقوب الكليني الفارسي المتوفي سنة 329 هـ الذي أجمع العجم على تفضيله والأخذ بكتابه ( الكافي ) والثقة بخبره والاكتفاء بأحكامه (14) بأن الأئمة هم المثاني الذي أعطاه الله محمدا ، وأنهم وجه الله ، وعين الله ، ويد الله ، وهم الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتهم ، وهم لسانه الناطق في خلقه ،ويده المبسوطة على عبادة ، ولولاهم ما عبد الله وبهم عرف ووحّد ، وبهم أثمر الأشجار وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار وتزل غيث السماء ، ونبت عشب (15) الأرض ، فقرنهم بذلك بالله سبحانه وتعالى .
2- ونقل أن الأئمة هم شهداء الله على خلقه وولاه أمره، وخزنه علمه ، وخلفاؤه وأبوابه ، وأركان أرضه ، وورثه أنبيائه والقرآن يهدي إليهم ، وتعرض عليهم أعمال العباد ، وهم ولاة أمر الله فيهم (16) .
3- وزعم ابن بابويه القمي أن الله أعطى عليا t الجنة والنار فيدخل الجنة من يشاء ويخرج من يشاء (17) .
4- وفسّر الديلمي قوله تعالى : (( إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم )) [ الغاشية الآية :25-26] ، بأن الأئمة هم الموكلون من الله بحساب أتباعهم (18) .
5- وأكد الكليني قدرة الأئمة على إحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص (19)، وأنهم يعلمون الغيب ، ويعلمون متى يموتون ، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم (20) .
6- وزعم الطبرسي أن اسم سيدنا علي مقرون باسم الله وباسم محمدصلى الله عليه وآلة وسلم مكتوب على العرش وعلى مجرى الماء ، وعلى قوائم الكرسي ، وفي اللوح ، وعلى جبه اسرافيل ، وعلى جناحي جبرائيل ، وفي أكناف السموات وفي أطباق الأرضين، وفي رؤوس الجبال ، وعلى الشمس والقمر (21) .
7- وزعم كذبا أن سيدنا علي قال : إني وأهل بيتي كنا نورا بين يد الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف سنة (22).
8- ويفسّر المجلسي الإيراني قوله تعالى: (( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )) ، بان الرسول واجبة الإنذار وعليا t هو الذي يهدي الناس . الرعد: الآية 7 . (23)
9- وينسب المجلسي الإيراني إلى سيدنا علي t كذبا وزورا أنه قال: أنا كلام الله الناطق وهذا ( أي القرآن ) كلام الله الصامت (24) .
10- ويقول الدجال الخميني في كتابه ( الحكومة الإسلامية ) " إن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية تضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون . وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل " (25) .
إنما فعل الفرس هذا ، وقالوا هذه الأقوال ، وزوروا الكلام على أهل البيت – عليهم السلام – ليهدموا أعظم ركن من أركان العقيدة الإسلامية وهو التوحيد المطلق ، كما أضفوا هذه الصفات المشاركه لله تعالى في الألوهية والربوبية للأئمة ، لأن بعضهم يعتقد أنه النائب عنهم له ما لهم من المنزلة والزلفى ، فيكون الراد على ( النائب ) – مثل خميني – كالراد على الإمام ، والراد على الإمام كالراد على الله – تعالى الله عما يفترون علوا كبيرا . ولا يشك مسلم أن الأئمة من آل البيت y منزهون عن هذه الأقوال، فقد كانوا من عباد الله الصالحين ، يكثرون الصلاة والدعاء إلى الله والخوف منه، وهم بريئون مما ينسبه إليهم العجم كذبا وزورا (26) .
* * * *
القول بتحريف القرآن ونقصه :
القرآن الكريم كتاب الله العزيز الذي (( لا يأتيه الباطل من بين يديهولا من خلقه تنزيل من حكيم حميد )) فصلت الآية 42 .أخرج الله سبحانه به الناس من الكفر والعمى إلى الضياء والهدى ، وهو أصل الشريعة الإسلامية وعمودها ، من جمعه في قلبه فقد جمع النبوة بين جنبيه كما يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب t وقد تولى الله سبحانه وتعالى حفظه بنفسه ولم يكل ذلك إلى أحد من خلقه ، فقال تعالى: (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) الحجر الآية 9 .فظهر مصداق ذلك مع طول المدة وامتداد الأيام والشهور وتعاقب السنين وانتشار أهل الإسلام واتساع رقعته (27) .
أ – التحريف :
المراد بالتحريف إخراج الوحي الإلهي عما جاء به بالتغيير بالألفاظ والإضافة والحذف والتأمل بالباطل افتراءا مقصودا ، وكل من فسّر القرآن بغير حقيقته وحمله على غير معناه فقد حرّفه .
ومن هذه التحريفات والتفسيرات الغريبة ما ذكره الكليني الفارسي (28).
في قوله تعالى( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى )) محمد الآية 25 . المقصود بهم : أبو بكر وعمر وعثمان (29) .
2- في قوله تعالى: (( عم يتساءلون عن النبأ العظيم ، النبأ العظيم )) النبأ الآية 44 ، النبأ العظيم: الولاية (30) .
3- في قوله تعالى( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي )) المائدة الآية 3 ، قال: كان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب (31) .
4- وفسّر الفرس المتأخرون قوله تعالى: (( واذكر في الكتاب إسماعيل )) مريم الآية 54 ، أنه إسماعيل الصفوي (32) .
ولو شئت لذكرت مئات الأمثلة لهذا التفسير والتحريف والتأويل الفاسد الذي تزخر به كتب الفرس، فقد ورد في الجزء الأول من كتاب(الاحتجاج)، للطبرسي فقط أكثر من ثلاث وسبعين آية أوّلت مثل هذا التأويل الفاسد .
ونلاحظ أن الفكر الإيراني الشعوبي قد عمد بهذا التأويل إلى إظهار التناحر والتصادم والبغضاء بين الصحابة وآل البيت – وكلهم من العرب حملة الرسالة ، فكل ما ورد في الآيات من مرتدين ومنافقين ومخالفين وقاسطين وظلمة وظلم وكفر وفسوق وعصيان وطاغوت وجبت وخمر وميسر وناكث وسيئة وليل ولعنة ومثيلاتها المقصود منها: أبو بكر وعمر وعثمان وأتباعهم ، ولذلك يكذبون على سيدنا علي t فيروون عنه أنه قال: نزل القرآن أثلاثا: ثلث فينا وفي عدونا ،وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام (33) .
ولاشك أن الهدف النهائي من ذلك هو إفراغ القرآن الكريم من محتواه التشريعي الديني والإجتماعي ، وإفراغه من محتواه القومي باعتباره الكتاب الذي ضرب الأمثلة من الواقع العربي، وبيان عدم صلاحية الأمة العربية لحمل الرسالة وتأدية الأمانة ، وأن العجم أفضل منهم حتى في ذلك (34) .
ب – الزيادة والنقصان:
إن وقوع الزيادة والنقصان في القرآن الكريم هو مذهب الشعوبيين الفرس فقد أجمع أهل النقل والتفسير عندهم على أن القرآن المتداول بين أيدي المسلمين ليس القرآن كله ، فقد خصص ثقة الإسلام – عند العجم – الكليني بابا في كتابه فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة (35) ، وفيه من الأكاذيب والإفتراءات على كتاب الله أقلها ما نسبه زورا وكذبا وافتراءا لسيدنا جعفر الصادق t أنه قال: ( وإن عندنا لمصحف فاطمة وما يدريهم ما مصحف فاطمة، مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد (36) . وكذب عليه أنه قال: ( إن القرآن الذي جاء به جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآلة وسلم سبعة عشر ألف آية ) (37) .
المعروف أن القرآن ستة آلاف ومئتان وأربع آيات (38) . ومعناه أن ثلثي القرآن قد أخرج منه ، وأن الموجود هو الثلث فقط، فأين ذهب وما هو ؟
وقد حاول بعض الناس الدفاع عن أمثال هؤلاء واجتهدوا في إيجاد المعاذير لهم لكن الدارس يقف على حقيقة مرعبة مريرة تفيد أن الشعوبيين الفرس من الكليني إلى الخميني يؤمنون إيمانا قاطعا بنقص القرآن إلا من رحم ربك ، وهم قلّة قليلة لا نعلم الدوافع التي دفعتهم إلى القول بعدم وقوع التحريف النقص في الكتاب العزيز .
ومن أجل معرفة حقيقة دور الفرس في إشاعة عقيدة نقص القرآن وتحريفه بهدف هدم الإسلام ، ويتعين على كل مسلم وباحث منصف الرجوع إلى كتاب ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) الذي ألفه حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي الإيراني المتوفى سنة 1320 هـ ، وهو الكتاب الذي دافع فيه مؤلفه عن عقيدة نقص القرآن وتحريفه دفاعا كبيرا فأورد فيه قرابة ألفي رواية ثبت هذا الأمر وبيّن في مقدماته الطويلة التي كتبها إجماع علماء الفرس على القول بالنقص والتحريف وردّ على بعض القائلين بعدمهما في القرآن الكريم، وساق فيه عددا كبيرا مما اعتقد وزعم السابقون له أنه حذف من الكتاب العزيز .
ونوري الطبرسي هذا هو شيخ الإسلام والمسلمين عند العجم دبج الفرس التراجم الطويلة في ذكر علمه ومعرفته وبيان مناقبه وفضائله ، فقد وصف بأنه ( مروّج علوم الأنبياء والمرسلين، الثقة الجليل والعالم الكامل النبيل، والمتبحر الخبير والمحدث الناقد البصير ، ناشر الآثار وجامع شمل الأخبار، وصاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة والعلوم الغزيرة .. وهو اشهر من أن يذكر وفوق ما تحوم حوله العبارة ) (39) .
ووصفه أغا بزرك الطهراني بأنه : ( إمام أئمة الحديث والرجال في الأعصار المتأخرة ) وقال: ( ارتعش القلم بيدي عندما كتبت هذا الإسم، واستوقفني عندما رأيت نفسي عازما على ترجمة أستاذي النوري .. فخشعت إجلالا لمقامه ودهشت له ...الخ (40) . وممن أثنى عليه وقدسه ومجده الخميني أيضا (41) . وقد طبع كتابه هذا في إيران .
قال النوري الطبرسي الإيراني في مقدمة كتابه ( هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحري القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان (42) .
وشتمل الكتاب على ثلاث مقدمات وبابين نخلصها في الأسطر الآتية ، وهي مفصلة غاية التفصيل عنده إذ أن الكتاب في مجلد ضخم جدا .
المقدمة الأولى :
في نبذة مما جاء في جمع القرآن ، وجامعه وسبب جمعه ، في معرض تطرق النقص والاخلاف بالنظر إلى كيفية الجمع ، ومعززا رأيه بروايات للصدوق والطبرسي والصفار والكليني وابن شهر آشوب والجلسي والعياشي والنعماني وعلي بن أحمد الكوفي وغيرهم ، ملخصها أن عليا عليه السلام جمع القرآن لم يزد فيه حرف ولم ينقص منه حرف فرفضوه ونبذوه وراء ظهورهم ، وأن الخلفاء الثلاثة كانوا وكلوا تأليف القرآن ونظمه إلى من وافقهم على معاداة أولياء الله فأسقطوا منه ما تضمن مدحا للأئمة والنص الجلي على أمير المؤمنين عليه السلام ) كما أسقطوا منه مثالبهم وفضائحهم.
وعلى هذا فلا يستطيع أحد ادعاء جمع القرآن كله غير أمير المؤمنين ومن ادعى ذلك فهو كاذب .
وقال والجامعون منهم جماعة الأول أمير المؤمنين( عليه السلام ) وجمعه بخالف جمع الآخرين إجمالا) أما المصاحف الأخرى فهي مصحف الخلفاء الثلاثة ومصحف أبي بن كعب ومصحف ابن مسعود " فهذه مصاحف أربع متخالفة "
ويخلص إلى القول:" ويستفاد من مجموع تلك الأخبار خاصيها وعاميها منطوقا ومفهوما ، وبعد إمعان النظر فيها أن القرآن الموجود الآن بأيدي المسلمين شرقا وغربا المحصور بين الدفتين جمعا وترتيبا لم يكن كذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم (43) .
المقدمة الثانية :
في بيان أقسام الاختلاف والتغيير والممكن حصوله في القرآن، والصور في الزيادة والنقصان كثيرة فالنقصان شمل السورة كسورة الحقد وسورة الخلع ، والنقصان والتبديل فقد شملت الكلمة والحرف وحركات الكلمات (44).
المقدمة الثالثة :
في ذكر أقوال العلماء في تغيير القرآن وعدمه فالتغيير والنقصان مذهب علي بن إبراهيم، وصرح بذلك في تفسيره وملأ كتابه من أخباره ، ومذهب تلميذه الكليني الذي نقل الأخبار الكثيرة الصريحة في هذا المعنى في كتاب ( الحجة والروضة) . وهو مذهب المجلسي وقد صرح به في ( مرآة العقول)، ومحمد بن الحسين الصفار في ( البصائر)، ومحمد بن إبراهيم النعماني في تفسيره ( الصغير)، وسعد بن عبد الله القمي في ( ناسخ القرآن )، ومحمد بن سعود العياشي وفرات بن إبراهيم ومحمد بن العباس الماهيار الذين ملأوا تفاسيرهم عن الأخبار الصريحة في هذا المعنى، والمفيد في إرشاده ، وبنو نوبخت ومنهم إسماعيل بن إسحاق وأبو محمد حسن بن موسى وأبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت وإسحاق الكاتب ورئيس الطائفة أبو القاسم حسين بن روح .
وممن يظهر منه القول بالتحريف أيضا حاجب بن الليث السراج في (رياض العلماء ) وابن شاذان في ( الإيضاح)، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي في ( التحريف)، ووالده محمد بن خالد في ( التنزيل والتغيير) ، وعلي بن الحسن بن فضال في ( التنزيل والتحريف) ، ومحمد بن الحسن الصيرفي في ( التحريف والتبديل )، وأبو طاهر بن عمر القمي وعلي بن طاووس في (سعد السعود ) والجزائري في ( الأنوار) والداماد في( حاشية خطبة القبسات (45) .
الباب الأول :
في ذكر الأدلة التي استدلوا بها على وقوع التغيير والنقصان في القرآن، ومن هذه الأدلة التي أوردها معززة بالأخبار والروايات .
أن اليهود والنصارى غيّروا وحرّفوا كتاب نبيهم وهذه الأمة لا بد وأن يغيّروا القرآن فكل ما وقع في الأمم السابقة يقع في هذه الأمة (46).
2- الأخبار الدالة صريحا على سقوط بعض الآيات مثل آية الرجم ونقصان بعض السور فسروة الأحزاب كانت بطول سورة البقرة (47) .
3- أن لعلي عليه السلام قرآنا مخصوصا جمعه بنفسه مخالفا للقرآن الموجود من جهة الزيادة والنقصان، وعزز بما ذكره المفيد وعلي بن إبراهيم والمجلسي والنعماني وابن شهر آشوب . ويؤكد أن الزيادة في قرآن علي عليه السلام هي من التنزيل والتأويل ويدعم رأيه بصريح رواية علي بن إبراهيم وفرات بن إبراهيم وما في العيون وصحيفة الرضا .
ومن الزيادات في مصحف علي – عليه السلام- واعتبرها من أصل القرآن (48) .
- ألست بربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين (49) .
- وكان أبواه مؤمنين وكان كافرا (50) .
- وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث (51) .
- أزواجه أمهاتهم وهو أب لهم (52).
- إن الإنسان لفي خسر وإنه فيه إلى أخر الدهر (53) .
4- وجود مصحف لعبد الله بن مسعود مخالف للمصحف الموجود وإن كان فيه مخالفة لمصحف أمير المؤمنين، ويذكر الآيات المخالفة في مصحف ابن مسعود وقد جمعها مما ذكره حسن بن حمدان الحضيني في " الهداية" وأحمد بن محمد السياري في " القراءات " وابن شهر آشوب في " المناقب" المجلسي في " البحار" والطبرسي في " الاحتجاج" والمفيد في " الارشاد" وفرات بن إبراهيم والعياشي في تفسيرهما وابن مردويه في" المناقب" وأسعد الأربلي في أربعينه والطوسي في " التبيان " ومنها (54) .
- إن عليا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبعوا قرآنه ثم علينا بيانه (55) .
- إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل محمد على العالمين (56).
- وكفى الله المؤمنين القتال بعلي (57).
- ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عن وزرك الذي أنقض ظهر ورفعنا لك ذكر بعلي صهرك (58) .
- اكثرهم بنو تميم لا يعقلون (59).
5- أن ابن عفان لما استولى على الأمة جمع المصاحف واستخرج منها نسخة وأحرق بقية المصاحف( وما فعل ذلك إلا لإعدام ما بقي فيها مما كان بأيدي الناس أو غفل عنه أخواه مما كان يلزم حذفه صونا لكتاب الله عز وجل وتعطيل بعض الشريعة.. هذا مع ما يلزم من الحجة أنه لم يترك ذلك سلطتهم )، ( وقصد إبطال بعض ويطرحه بعمد إلا وفيه ما قد كره فأزاله من أيدي الناس وكفى بذلك عناده لله ورسوله (60) .
6- أن الله تبارك قد ذكر أسماء الأوصياء ( عليهم السلام) وبعض صفاتهم وشمائلهم في جميع الكتب المنزلة على رسله، وصرح فيها بوصايتهم وهذا يؤكد ذكرهم في القرآن . ثم يستعرض عدة روايات لتأييد ذلك جاءت عند الصدوق والعياشي وأسعد بن إبراهيم وعلي ين طاووس والمسعودي وابن شهر آشوب وأحمد بن محمد بن عياش .
فأسماؤهم في التوراة حسب التسلسل: - نقرثيب ، قيذوا ، وبيزا ، مقسورا ، مسموعا، ودوموه ، مشيو، هذار، بثموا ، بطور نوقس، قيذموا .
والملاحظة تعدد أسماء علي عليه السلام في التوراة فهو: نقرثيب والياويري، ويريها ، وإيليا، وإريا، وقرسا، وهابيل . وكذلك في الإنجيل فهو: الياوبريا، ويريها، وهيذار، وحيدرا . أما اسمه في صحف إبراهيم ، خربيل،وفي الزبور قاروطيا (61).
وكان قد ذكر قول شاذان بن جبرائيل في الروضة والفضائل بالإسناد يرفعه إلى الثقاة أنهم أوضحوا ما وجدوا وبان لهم من أسماء أمير المؤمنين عليه السلام ثلاثمائة اسم في القرآن (62) .
7- الأخبار الكثيرة المعتبرة والصرحية في وقوع السقط ودخول النقصان ففي ( الكافي) عن أبي عبد الله (ع) أن القرآن سبعة ‘شر ألف آية . وفي ( شرح الكافي ) لمحمد صالح أن القرآن الذي جمعه علي(ع) ثمانية عشر ألف آية وفي القرآءات للسياري عن أبي عبد الله(ع) أن القرآن عشرة آلاف آية ، والمعروف أن آيات القرآن الموجود هي ستة آلاف ومئتان آية وأربع آيات أو أربع عشر أو تسع عشرة أو خمس وعشرون أو ست وثلاثون آية على اختلاف القراء في كيفية العدد، وبناء على ذلك فإن النقص في آيات القرآن كثيرة وهذا النقص مخزون عند أهل البيت (63).
8- الأخبار الواردة في الموارد المخصوصة من القرآن الدالة على تغيير بعض الكلمات والآيات والسور وهي كثيرة جدا حتى قال نعمة الله الجزائري، إن الأخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث ، كما ادعى استفاضتها جماعة كالمفيد والداماد والشيخ والمجلسي وغيرهم .
ثم يستعرض الكثير من الآيات المحرفة معززة بالروايات عن الأئمة أنها هكذا نزلت (64) وهو في كل ذلك كذاب على الأئمة – عليهم السلام - .
وها هو دجال العصر الخميني يسير على نهج أسلافه العجم ويعقتد عقيدتهم في القول بتحريف القرآن ونقصه، وفيقول في كتابه ( كشف الأسرار): إن تهمة التحريف التي يوجهها المسلمون إلى اليهود والنصارى إنما تثبت على الصحابة (65) ، ويقول في موضع آخر: ( لقد كان سهلا عليهم ( يعني الصحابة ) أن يخرجوا هذه الآيات من القرآن ويتناولوا الكتاب السماوي بتحريفه، ويسدلوا الستار على القرآن ويغيبوه عن أعين العالمين(66)
ومن جرّاء شك العجم بالقرآن الكريم وعدم اعتقادهم بصحته لاحظ العلامة أبو الحسن الندوي أنه لا يوجد بين العجم حفظة للقرآن الكريم ، فقد جرب ذلك بنفسه لدى رحلته إلى إيران عام 1973 (67).
وأرقى ما أظهر العجم من تكريم القرآن الكريم واحترامه ، أنهم جعلوه كتابا للخبرة والفأل عند سفرهم أو زواجهم وفي بعض شؤونهم ، وقسموا كلام الله المجيد إلى ثلاثة أقسام_ خوب ، وسط ، بد ) وهي تعني ( جيد، وسط ، ردىء )، جعلوا في أعلى صفحات المصحف تلك الرموز، وهي مثبتة في جميع طبعات المصحف في إيران بلا استثناء وعندي منها ما يقرب من ثلاثين طبعة.
وقد أحصينا تلك الإشارات الباطنية ، فوجدنا ( الرد ىء) قد قارب نصف صفحات المصحف ، ولا يدري من ذلك ( المجتهد) الذي تجرأ على كتاب الله تعالى، وجعل بعضه جيدا وبعضه وسطا، وبعضه رديئا، ولا يدري كيف استطاع ذلك ( المجتهد ، الدجال أن يحمل العجم على الاعتقااد بذلك حتى جعلوه في أعلى صفحات المصحف فاصبحوا من الخاسرين (68) .
ونحن ندعو المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يلاحظوا طبعات المصحف في إيران وينتبهوا إلى ذلك، ويعملون أن من أصول دينهم إهانة الإسلام والمسلمين .
الطعن في السنة النبوية :
لا خلاف بين المسلمين أن السنة النبوية الشريفة هن العمود الثاني من أعمدة هذا الدين، وأن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا في محكم كتابه العزيز بطاعة رسوله محمد أمينه على وحيه ، وخيرته من خلقه ، وسفيره بينه وبين عباده صلى الله عليه وآلة وسلم ، وقرن طاعة رسوله بطاعته في العديد من الآيات البينات(69) كما فرض الله سبحانه طاعة رسوله وذكرها في العديد من الآيات وحدها(70) . وليس لمؤمن بعد هذا كله أن يختار شيئا بعد أمره صلى الله عليه وآلة وسلم ، بل إذا أمر صلى الله عليه وآلة وسلم فأمره حتم وجب على جمبع المكلفين اتباعه وحرّم عليهم مخالفته، فلا حكم لأحد معه ولا قول لأحد معه.
ومعلوم أنه بحسب متابعة الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم تكون العزة والكفاية والنصرة، كما أن بحسب متابعته تكون الهداية وجعل شقاوة الدارين في مخالفته ، فلأتباعه الهدى ، والأمن ، والنجاح ، والعزة، والكفاية، والنصرة، والولاية والتأييد، وطيب العيش في الدنيا والآخرة ، والشقاء في الدنيا والآخرة (71). وإنما تكون متابعة الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم معرفة الصحيح الثابت من سنته والعمل بها أو بما يستفاد منها .
وغلاة الفرس ممن خلطوا دين الإسلام بالمجوسية ينكرون السنة النبوية التي نقلها إلينا أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وآلة وسلم ، لأنهم يجمعون على أن أصحابه قد أرتدوا كلهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم بما فيهم سادة بني هاشم وغيرهم من الأنصار والمهاجرين إلا ثلاثة: المقداد، وأبوذر وسلمان الفارسي – كما سيأتي بيانه مفصلا بعد قليل -، وهؤلاء لم يٌروُ عنهم إلا قليل كما هو معروف،وأما البقية فلا يطمئن إليهم ولا إلى مروياتهم لانقلابهم على أعقابهم إلى الكفر – والعياذ بالله – فلا يعتمد عليهم ولا يوثق بأخبارهم، فإنها ساقطة مكذوبة موضوعة، وقسموا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم إلى ثلاثة أقسام :
1- معلوم العدالة ، مثل سلمان والمقداد وأبي ذر .
2- معلوم الفسق والكفر ، ممن أظهر في زعمهم العداوة والحرب لآل البيت، فهذا يدل على أنهم لم يكونوا آمنوا ، بل كانوا منافقين أو أنهم ارتدوا بعد النبي، مثل أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وأبي عبيدة بن الجراح وعائشة ونحوهم ممن يحبهم ويؤيدهم ، وهؤلاء يتقربون إلى الله ورسوله بسبهم وبغضهم وبغض من أحبهم (72).
مجهول الحال :
لذلك أنكروا صحة جميع ما رواه المسلمون من السنة في كتب الصحاح، فقالوا :" فصحاح العامة كلها وجميع ما يروونه غير صحيح (73).
ولم يكتفوا بذلك ، بل قالوا بوجوب مخالفة أصحاب المذاهب الإسلامية جميعا بحيث إن مقياس صحة الخبر عندهم هو مخالفته للبقية ، فنسب ابن بابويه القمي الإيراني كذبا وزورا إلى علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه سئل: يحدث الأمر لا أجد بدا من معرفته ، وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك ؟ فقال: ائت فقيه البلد فاستفته في أمرك، فإذا أفتاك وخذ بخلافه فإن الحق فيه(74) ، وعقد ابن بابويه القمي في كتابه " علل الشرائع" بابا بعنوان:" العلة التي من أجلها يجب الأخذ بخلاف ما تقوله العامة" قال فيه كاذبا: " إن عليها عليه السلام لم يكن يدين الله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره ، إرادة لإبطال أمره ، وكانوا يسألون أمير المؤمنين عليه السلام عن الشيء الذي لا يعلمونه ، فإذا أفتاهم جعلوا له ضدا من عندهم ليلبسوا على الناس " (75).
لأجل ذلك قال نعمة الله الجزائري الإيراني:" إنا لا نجتمع معهم على إله"، ولا على نبي، ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون : إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وآلة وسلم نبيه ، وخليفته بعده أبو بكر ، ونحن لا نقول بهذا الرب ، ولا ذلك النبي نبينا " (76).
وهذا الدين الجديد الذي ابتدعه العجم ثابت عندهم من مئات السنين وإلى يوم الناس هذا ، فانظر إلى دجال العصر الخميني ماذا كتب في رسالته:" التعادل والترجيح" المطبوعة المشهورة المتداولة ، حيث عقد فصلا عنوانه :" في حالة الأخبار الواردة في مخالفة العامة " ، قال فيه: " وهي طائفتان: إحداهما: ما وردت في خصوص الخبرين المتعارضين، وثانيهما: ما يظهر منها لزوم مخالفتهم وترك الخبر الموافق لهم مطلقا " .
ثم ساق الدجال مجموعة من الأكاذيب المفتراه على الأئمة – عليهم السلام- زورا في وجوب مخالفة المسلمين وعلق عليها بقوله :" ولا يخفى وضوح دلالة هذه الأخبار على أن مخالفة العامة مرجحة في الخبرين المتعارضين مع اعتبار سند بعضها ، بل صحة بعضها على الظاهر، واشتهار مضمونها بين الأصحاب ، بل هذا المرجح هو المتداول العام الشائع في جميع أبواب الفقه وألسنة الفقهاء (77) .
ثم يخلص من بحثه إلى القول: " فنحصل من جميع ما ذكرنا من أول البحث إلى هنا أن المرجح المنصوص ينحصر في أمرين: موافقة الكتاب والسنة ومخالفة العامة (78) .
فأي سنة هذه التي تخالف مجموعة المذاهب الإسلامية الأخرى وما جمعت عليه الأمة الإسلامية ؟ ولذلك فإنه يعرض إعراضا تاما عن كل كتب السنة النبوية المعتبرة ، ويرفض الاستدلال بأية رواية منها، ولا سيما في كتابه" الحكومة الإسلامية " .
وبدلا من ذلك عمد العجم إلى وضح الحديث الكثير على لسان أئمة أهل البيت – عليهم السلام – وكذّبوا عليهم ونسبوا إليهم أشياء يمجّها العقل والذوق وتخالف ما أجمع عليه المسلمون (79).
وكان الإمام جعفر الصادق عليه السلام في مقدمة من تصدى لعملية الدس والوضع فقال:" إن الناس أغروا بالكذب علينا حتى كأن الله عز وجل افترضه عليهم لا يريد منهم غيره …... وذلك بأنهم لا يطلبون دينا وإنما يطلبون دنيا (80) .
ولكن رغم الموقف الحازم لأئمة آل البيت – عليهم السلام- في التصدي لهذا الموجة الوثنية التي قادها الشعوبيون الفرس، إ أنهم لم يحققوا كل النجاح فانتشرت هذه الأحاديث الموضوعة المختلقة في كتب العجم المعتمدة ، وكان كل مؤلف يأتي يضيف إلى سابقه حتى امتلأت بها المكتبات بحيث كونت اليوم قناعة عندهم بأنها صحيحة .
إن نظرة واحدة لكتاب " بحار الأنوار" لخاتمة محدثي العجم المجلسي الذي طبع أخيرا في مئة وعشرة مجلدات تبين الكم الهائل من الأحاديث والأخبار الموضوعة التي أثرت في العقلية الإيرانية تأثيرا سيئا للغاية فجعلت من دينهم دينا يغاير دين المسلمين في كل شئ .
الطعن في عقيدة ختم النبوة :
إن من مبادئ الإسلام – بعد الإيمان بالتوحيد والبعث بعد الموت – أن محمد صلى الله عليه وآلة وسلم قد ختم الله به النبوة وأن لا نبي بعده ، وأنع لا وحي بعده ، ولا إلهام يكون حجة شرعية ، وهذه العقيدة هي المعروفة بعقيدة ختم النبوة في الإسلام. وقد اعتبرتها الأمة الإسلامية من عصر النبي صلى الله عليه وآلة وسلم إلى يومنا هذا جزءا من الإيمان من غير أدنى خلاف . والعشرات من الآيات القرآنية والمئات من الأحاديث النبوية عليها شاهدة وهي مسألة قطعية ومسلمة (81) .
ويشير العلامة أبو الحسن الندوي إلى أن النبي صلى الله عليه وآلة وسلم بذاته مركز الهداية، ومصدر القيادة، ومحور العلاقة القلبية والانقياد الفكري للأمة فتعتقد يكونه خاتم الرسل، ومنبر السبل، وقدوة لكل ، ولا تسمح لأحد بعده بالمشاركة في النبوة والتشريع المطلق . إن وحدة هذه الأمة ومركزها واجتماع شملها . وابتعادها عن الفرقة الإعتقادية والعلمية وبقاء طاقتها الداخلية وقوتها الإيمانية يرتبط كل ذلك بقعيدة ختم النبوة إلى حد كبير وإن عقيدة المشاركة في النبوة تضاد عقيدة ختم النبوة (82).
لقد ملأت كتب الفرس بالأخبار والأحاديث المكذوبة التي تؤكد عدم الإيمان بعقيدة ختم النبوة والإيمان باستمرار نزول الوحي بعد رسول اللهصلى الله عليه وآلة وسلم ، والغلو في الأئمة غلوا تبرأ الأئمة أنفسهم منه ، فعقد الكليني مثلا أبوابا في هذا الغلو ساق تحتها مجموعة كبيرة من الأحاديث منه: " أن الأئمة عليهم السلام إذا شاؤوا أن يعلموا علموا (83). ، وأنهم يعلمون متى يموتون ، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم(84) . ، وأنهم يعلمون علم ما كان وما يكون (85) . ، وأن عليا عليه السلام كان شريك النبي في العلم (86). ، وأن التفويض في أمر الدين إنما كان لرسول الله إلى الأئمة (87). ، وأنهم محدّثون ومفّهمون (88) " . بل ذكر الكليني رواية أثبت فيها نزول الوحي على سيدتنا فاطمة (رضي الله عنها) ، قال: " إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآلة وسلم دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله (عز وجل) فأرسل إليها مكلا يسلي عنها ويحدّها فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام) ، فقال: إذا احسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي" فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا" (89) .
أما كتب الفرس في العهد الصفوي فإن ما فيهالا يمكن الصوره من الإيمان التام باستمرار النبوة بعد سيندنا محمد، مما أثبته الباحثون بالنصوص الكثيرة التي وصلت عندهم حد التواتر(90) ، حتى أصبح ذلك من الأمور الطبيعية الثابتة عند الدجال العصر خميني يصرح به في وسائل الإعلام حيث أعلن في حسينية جماران ظهر يوم الأحد المصادف 2-3-1968 بكل وقاحة رفضه لعقيدة ختم النبوة حينما ذكر أن الوحي لم ينقطع بموت نبينا محمدصلى الله عليه وآلة وسلم بل ظل جبريل ينزل على سيدتنا فاطمة رضي الله عنها مدة (57) يوما فيوحي إليها وأن سيدنا عليا رضي الله عنه كان كاتبا لوحيها.
لقد أصبحت إيران مرتعا خصبا للنزعات الباطنية والأفكار المجوسية ، وتربة صالحة لنمو الفرق الضالة الملحدة ، والمذاهب الباطلة الهدامة، وانتشرت عندهم فكرة خروج المهدي من بلادهم " بكتاب جديد على العرب شديد " (91) وهو من أولاد شهربانوا إبنة يزدجرد الثالث من آل ساسان، وملوكهم المقدسين عندهم (92) ينتظرونه في لهفة وشوق ويصيحون : الله طال الانتظار ، وشمت بنا الفجار وصعب علينا الانتظار " (93).
وكان الفرس منذ القديم يقولون : إن زرادشت تنبأ لكشتاسف " أن الملك يزول عن الفرس إلى الروم واليونان ، ثم يعود إلى الفرس، ثم يزول عن الفرس إلى العرب ثم يعود إلى الفرس، وأيده جاماسب المنجم على ذلك وقالوا: قد تحقق تنوء زرادشت وجاماسب في زوال الملك عن العجم إلى الروم واليونانية في أيام الإسكندر ، ثم عوده إلى العجم بعد ثلاث مئة سنة، ثم زواله إلى العرب، والآن سيعود إلى العجم ، ويكون عودته9 على عهد وبيد ذلك الصبي الغائب المنتظر الموعود، وأو بيد الرسول الذي سيبعث بالعجم ، وينزل عليه كتاب من السماء ، وينسخ بشرعه شريعة محمدصلى الله عليه وآلة وسلم (94).
هذه البيئة المتلاطمة الأمواج باليأس والقنوط والجهل والشوق إلى قرب ظهور ذلك المنتظر الموعود الذي سيعيد مجد فارس، وكانت تربة صالحة لظهور الأدعياء والمتنبئين ، فظهر علي محمد الشيرازي في القرن التاسع عشر وادعى أنه الباب والمهدي المنتظر، ولقيت دعوته رواجا في هذا البيئة الفاسدة ، ولقد صور أحد المؤرخين تلك الأيام التي ظهرت فيها البابية أصدق تصوير حينما قال: " قد ملأ دينهم أسماعهم بالبشرى بالمهدي، وحشا قلوبهم وجوانحهم بالشوق إليه ، وطالت عليهم ليالي الانتظار في توقع صبح الفرج ، فكان من يأتيهم باسم المهدي يكون حاجتهم المطلوبة ، وأمنيتهم المنتظرة ، ويأتي إلى مهاد موطد وأمر ممهد قد امتلأت بالرغبة إليه القلوب، واشتاقت إليه النفوس، وامتدت الأعناق، وشخصت الأبصار، فلا يحتاج المتمهدي من ضعفاء البصائر إلا إلى شئ من التمويه والتلبيس (95).
وكان من النتائج الطبيعية بعد ذلك ظهور المرزه حسين علي المازندراني المعروف بالبهاء في غيران ونحاجه في تأسيس ( البهائية ) وادعائه النبوة، وتأليف كتابه ( الأقدس) الذي ظنه ناسخا لجميع الكتب السماوية الأخرى بما فيها القرآن الكريم (96).
كما كان من الطبيعي أن تظهر الديانة الخمينية الجديدة وتلقى تأييدا لا يستهان به من الإيرانيين في دعواها إلى إنكار التوحيد المطلق والقول بنقص القرآن والطعن في السنة النبوية واعتقادها بعدم ختم النبوة بسيدنا محمد صلى الله عليه وآلة وسلم ، ونيابة خميني عن الإمام المنتظر ثم ادعاؤه الإمامة مما حمل علماء الأمة على تكفيره وإخراجه عن الملّة الإسلامية (97).
الطعن في التربية النبوية والصحابة:
إن ما تقتضيه طبيعة الرسالات السماوية ودراسة تاريخ حملتها هو أن تتحقق معجزة صنع الإنسان كأنه قد ولد من جديد، ويكون لدعوتهم وصحبتهم من التأثير وقلب طبائع الأشياء ما لو ذكر بإزائه( حجر الفلاسفة ) الأسطوري أو( الكيمياء ) دل على الجهل بالحقائق التاريخية ، اعتبر إهانة للنبوة والأنبياء .
ولقد بعث الله سبحانه محمد صلى الله عليه وآلة وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وأكمل لأمته الدين ، وأتم عليهم النعمة ، وخصه بصحابة أوفياء رحماء أتقياء هانت عليهم نفسهم وأموالهم وعشيرتهم واستطابوا المرارات والمكاره في سبيل الدعوة إلى الله ، وأفضى يقينها إلى قلوبهم فآثروا الآجل على العاجل والحرص على دعوة الناس وإخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها .
وكان كل ذلك من آثار التربية النبوية المحمدية التي أنتجت مجتمعا مثاليا وصفه الله سبحانه في محكم كتابه العزيز بقوله: (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، ذلكم مثلهم في التوراة والإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار)) الفتح الآية 26 .
وصار الصحابة خيار المؤمنين ومثلهم وأسوتهم حين تخرجوا في المدرسية النبوية المحمدية ، وعاشوا في أكنافها ، وتمثلوا قيما ، ومعانيها السامية . وقد وثـقهم الله سبحانه من فوق سبع سموات فقال في محكم كتابه العزيز: (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )) التوبة الآية 100 .
لا توجد صورة في المصور الإنساني العالمي الواسع بل في الكون كله، أجمل وأروع وأشرف من هذه النماذج الإنسانية والأنماط البشرية باستثناء الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم ، لذلك كانوا مصابيح خالدة أبد الدهر تضئ لكل مسلم يلتمس طريق الإيمان والخير ويعمل على تواصلها في ربط حاضره وسلوكه بتلك الأسوة الخالدة .
ومن هنا أصبح من المتعين على المسلمين النظر إلى هذا الجيل المثالي الذي خرّجته المدرسة النبوية مثالا يحتذى ، بكل قداسة وتقدير وتبجيل واحترام، ووجب عليهم تمثل هذه الرموز الخوالد في سلوكهم وتصرفاتهم وعد السماح لأي أحد مهما بلغت منزلته أن ينتقص من أقدارهم بأي شكل من الأشكال ذلك امتهان للتربية النبوية المحمدية وهم لصروح الإسلام وقيمه.
هذا الصورة العظيمة الرائعة تقابلها صورة معكوسة يتبناها الشعوبيون الفرس، فتهدم المجهودات العظيمة التي قام بها نبي الإسلام صلى الله عليه وآلة وسلم في مجال التربية والتوجيه ، وتثبت له عبر مئات الكتب – إخفاقا لم يواجهه أي مصلح أو مرب خبير مخلص لم يكن مأمورا من الله ولا مؤيدا من السماء ولا مورد وحي ولطف إلهي .. إنها تعدمه في صورة كالحة سوداء مظلمة تتمثل في جحود النعمة ، والجفاء والغدر ، وإخفاء الحق ، عبادة النفس وجب الجاه، وتحريف التعاليم القرآنية والسنة النبوية لتحقيق أغراضها الخسيسة.. إنها ترى أن المجهودات الجبارة التي بذلها محمدصلى الله عليه وآلة وسلم ثلاثة وعشرين عاما لم تنتج إلا ثلاثة أو أربعة أشخاص ظلوا متمسكين بالإسلام إلى ما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآلة وسلم ثلاثة أما غيرهم فقد ارتدوا عن دين الله ( والعياذ بالله ) وأثبتوا أن التربية أخفقت في مهمتها (98) .
إن المطلع على تراث الإيرانيين بالغتين العربية والفارسية لا يجد كتابا من كتبهم ولا رسالة من رسائلهم – حتى كتب النحو واللغة والبلاغة – إلا وهي مشحونة بالشتائم والمطاعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم حملة شريعته مبلغي ناموسه ورسالته ، وتلامذته الأبرار ، وهداة أمته الأخيار، ولا سيما الخلفاء الثلاثة الراشدين المهديين أبي بكر وعمر وعثمان، وخصوا عمر بمزيد من السباب والشتائم والمطاعن ، وحقدوا عليه حقدا أعمى لما علموه من جهاده في هدم دولتهم المجوسية ، وحشده لأمة العرب من أجل تحقيق وعد الله الذي وعد به العرب المسلمين، فهزم جيوشهم الجرارة ، وقوّض إمبراطوريتهم ومزّقها شر ممزق في معارك الخالدة: القادسية ، والمدائن، وجلولاء ، ونهاوند ، وحرر الأمم من عبوديتهم وقهرهم وظلمهم ، فما قامت بعد ذلك لهم قائمة ، لذلك تآمروا عليه ، فاغتالوه ،وصاروا يحتفلون بيوم مقتله ، ويقيمون الأفراح فيه ، بل عدّوه عيدا ينبغي الاحتفال به ، فقد جاء في كتاب " الأنوار النعمانية": ( نور سماوي يكشف عن ثواب يوم قتل عمر بن الخطاب ) ، كما أقاموا مزارا قرب طهران لقاتله أبي لؤلؤة المجوسي يزورونه ويقدمون النذور إليه (99). ولا يشك باحث أن الحقد الفارسي هو الدافع لهم إلى ذلك ، وه ما تكشفه رواية مكذوبة دسّها الإيراني الشيخ عباس بن محمد رضا القمي في كتابه الموسوم بـ :" سفينة بحار الأنوار" قال:" سوء رأي الثاني ( أي عمر بن الخطاب ) في الأعاجم لما ورد سبي الفرس إلى المدينة ، أراد الثاني أن يبيع النساء ، وأن يجعل الرجال عبيدا للعرب ، وعزم على أن يحمل العليل والضعيف والشيخ الكبير في الطواف وحول البيت على ظهورهم ، فقال أمير المؤمنين ( علي بن أبي طالب) : إن النبي صلى الله عليه وآلة وسلم قال: أكرموا كريم قوم إن خالفوكم ، وهؤلاء الفرس حكماء كرماء فقد ألقوا إلينا السلام ورغبوا في الإسلام، وقد اعتقت منهم لوجه الله حقي وحق بني هاشم (100).
وإنما جاء ذلك لدعوى الفرس أن الصحابة ارتدوا بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وآلة وسلم ، وهو عندهم من المتواتر الذي لا يحتاج إلى برهان .
قال شاعرهم : يوم قضى المصطفى في صبحه على الـ **** أعقاب أصحابه من بعده انقلبوا (101).
وقال الكليني الفارسي الإيراني: ( كان الناس أهل ردّة بعد النبي إلا ثلاثة: المقداد بن الأسود ، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي (102) .
وقال مثل ذلك خاتمة محدثيهم المجلسي(103) ، وفسّروا قوله تعالى: (( وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان )) (104) الكفر: أبو بكر ، والفسوق : عمر ، العصيان : عثمان (105) .
وذكر الكشي الإيراني أنه ما أهريق دم ولا حكم بحكم غير موافق لحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وآلة وسلم وحكم علي ، إلا وهو في عنقي أبي بكر وعمر(106) .
وذكر القمي أن أبا بكر وعمر كانا يعبدان صنما أخفياه في جبل فاستخرجه علي وكسره (107).
وقال عن سيدنا عثمان: ( وقام الثالث كالغراب همه بطنه ، ويله لو قص جناحاه وقطع رأسه كان خيرا له ) (108).
ومن هنا كتب الخميني في كتابه ( كشف الأسرار) (109) . فصلين كفّر فيهما أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، لمخالفتهما في زعمه نصوص القرآن الكريم ، أول هذين الفصلين بعنوان " مخالفة أبي بكر لكتاب الله " (ص111-114) وثانيهما بعنوان " مخالفة عمر لكتاب الله " (ص114-117) وفيهما من الكذب، والإفتراء ، والحقد الدفين على العروبة والإسلام ما يتناسب وشعوره المريب بالدور العظيم الذي قام به الخليفتان الراشدان في إقامة الدولة العربية الإسلامية ، لنشر العدالة والتوحيد في الأرض ، وتخليص الناس من ظلم أنفسهم وتحطيم الإمبراطورية الفارسية المجوسية التي أرادت أن تصد الإسلام عن الناس .
وخميني – كما هي عادته – يغطي كل ذلك بدعوى مشايعة آل البيت زورا وبهتانا لإخفاء مقاصده الخبيثة فيقول: ( وهنا نجد أنفسنا مضطرين على إيراد شواهد من خالفتهما لصريحة للقرآن لنثبت بأنهما كان يخالفان ذلك وأنه كان هناك من يؤيدهما ) .
ثم يسوق هذا الدجال المارق ما ظن أن أبا بكر قد خالف في زعمه كتاب الله قي قصة الإرث المعروفة ، واتهمه بوضع حديث ( إنّا معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة (110) . وقال في أول الفصل الثاني:
( نورد هنا مخالفات عمر لما ورد في القرآن – لنبين بأن معارضة القرآن لدى هؤلاء كان أمرا هينا ، ونؤكد بأنهم سيخالفون القرآن أيضا فيما إذا كان قد تحدث بصراحة عن الإمامة ) .
ويقول في حق عمر الفاروق عند كلامه المزعوم على جملة قالها في احتضار رسول اللهصلى الله عليه وآلة وسلم . " وهذا يؤكد أن هذه الفرية صدرت من ابن الخطاب المفتري ، ويعتبر خير دليل لدى المسلم الغيور ، والواقع أنهم ما اعطوا الرسول حق قدره: الرسول الذي جد وكد ، وتحمل المصائب من أجل إرشادهم وهدايتهم ، وأغمض عينيه وفي أدنيه ترن كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية ، والتابعة من أعمال الكفر والزندقة والمخالفات لآيات ورد ذكرها في القرآن الكريم " أ . هـ .
ويقول في خلاصة كلامه على سبب عدم ورود الإمامة في القرآن الكريم، ومخالفة الخليفتين الراشدين للقرآن ومتابعة المسلمين لهما ما نصه : " من جميع ما تقدم يتضح أن مخالفة الشيخين للقرآن لم تكن عند المسلمين شيئا مهما جدا، وأن المسلمين ،وإما كانوا داخلين في حزب الشيخين ومؤيدين لهما وإما كانوا ضدهما ولا يجرؤون أن يقولون شيئا أمام أولئك الذين تصرفوا مثل هذه التصرفات تجاه رسول الله وتجاه ابنته ، وحتى إذا كان أحدهم يقول شيئا فإن كلامه لم يكن ليؤخذ به ، والخلاصة : حتى لو كان لهذه الأمور ذكره صريح في القرآن ، فإن هؤلاء لم يكونوا ليتخلوا عن المنصب .
ولكن، وحيث أن أبا بكر كان أكثر تظاهرا من سواه ، فإنه جاء يحديث أنهى به المسألة ، فأقدم على ما أقدم عليه بشأن الإرث كما أنه لم يكن من المستبعد بالنسبة لعمر أن يقول: بأن الله أو جبرائيل ، أو النبي : قد أخطأوا في إنزال هذه الآية فيقوم أبناء العامة بتأييده كما قاموا بتأييده فيما أحدثه من تغييرات في الدين الإسلامي ، ورجحوا أقواله على آيات القرآن " .
ويقول في معرض حديثه عن الإمامة وأولي الأمر : " إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين ، وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله ، وما حلّلاه وما حرّماه من عندهما ، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله ، والدين.. إن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة، وأن يكونوا ضمن أولي الأمر ( كشف الأسرار ص 107-108) ".
ولذلك يطلق الخميني على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ( الجبت والطاغوت ) ويسميهما ( صمني قريش) ويرى أن لعنهما واجب ، وأن من يلعنهما ، ويلعن أمهات المؤمنين عائشة وحفصة ابنتيهما ، وزوجتي رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم له فضل وأجر عظيمان .
وقد اصدر خميني مع جماعة آخرين من الفرس نص الدعاء المتضمن هذه المهازل الكفرية ونحن نورد هنا بعضه منقولا عن ( تحفة العوام المقبول) (ص 422-423 ) المطبوع في لاهور :
دعاء صنمي قريش:
" بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صلى على محمد .. وآل محمد .. اللهم العن صنمي قريش .. وجبتيهما ..وطاغوتيهما .. وأفكيهما .. وابنتيهما الذين خالفا أمرك .. وأنكرا وحيك .. وجحدا إنعامك ..وجحدا آلاءك .. وعطلا أحكامك ..وأبطلا فرائضك .. وألحدا في آياتك .. وعاديا أولياءك .. وواليا أعداءك ..وخرّبا بلادك .. وأفسد عبادك ، اللهم العنهما .. وأتباعهما .. وأولياءهما .. وأشياعهما .. ومحبيهما " .
الطعن في آل البيت الكرام والانقاص منهم :
يحتل آل البيت الكرام منزلة رفيعة في نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وعلى امتداد التاريخ العربي الإسلامي فما يتجه مسلم إىل الله في صلاته إلا ويذكرهم بالصلاة والبركة عليهم مع رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم :
( اللهم صلى على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ) .
إن سادة أهل البيت وكبراءهم وعلي رأسهم سيدنا علي المرتضى أسد الله الغالب، وريحانتا رسو الله صلى الله عليه وآلة وسلم الحسن والحسين سيدا شباب الجنة وأولادهما الأماجد قد عرفوا بترفع النفس ، وعلو الهمة والاشتغال بمعالي الأمور دون سفاسفها ، وبرباطة الجأش، وإيثار اليد العليا على اليد السفلى ، وكانوا في سعة الحلم، ويعد الأناة كالجبال الراسيات، فإذا جدّ الجدّ وكان لابد من خوض المعركة ثاروا كالليوث، حمية للإسلام وعقيدته ودفاعا عن أهله، ولا يسع قلم إحصاء مناقبهم وفضلهم ومنزلتهم في تاريخ العرب والمسلمين.
ومع أن العجم يتجرأون على الله ورسوله وآل البيت الكرام حينما يجعلون لبعضهم منزلة تصل إلى حد مشاركة الله سبحانه وتعالى في الألوهية والربوبية افتراءا وكذبا عليهم وهم الصالحون من عباد الله الذين لا يرتضون مثل هذه الضلالات الكفرية – تجدهم يصورون في كتبهم وخطبهم فاقدى الشجاعة والجرأة في طلب الحق وإظهاره ، يتبعون سياسة المصالح وإخفاء الحق لأجل مصالحهم الدنيوية – أعاذهم الله من ذلك- فلم يسلم آل بيت النبي صلى الله عليه وآلة وسلم من دسهم وسلاطة لسانهم ، وبذاءة أقلامهم وخبث باطنهم ، ودناءة ضميرهم ، فقالوا في العباس عم رسول اللهصلى الله عليه وآلة وسلم وصنو أبيه ، إن آية (( لبئس المولى ولبئس العشير )) (111) قد نزلت فيه (112).
وزعموا أن سيدنا عليا رضي الله عنه لعن ابنيه عبد الله وعبيد الله(113) .
وأهانوا سيدنا علي – وهو بطل الإسلام وأسد الله الغالب – حينما نسبوه إلى الجبن والذل وقالوا: إنه بايع خوفا وإكراها وإن سيدتنا فاطمة رضي الله عنها عنفته ولامته على جبنه (114) – معاذ الله – وذكروا أن عمر بن الخطاب غصب ابنته فتزوجها رغما منه ، وأنه لم يستطع منعه عن ذلك ، فنسب الكليني الإيراني إلى جعفر الصادق كذبا وزورا أنه قال في أم كلثوم بنت علي زوج الفاروق: ( إن ذلك فرج غصبناه (115) ، وذكر الأردبيلي ما نصه: ( إن عليا لم يكن يريد ان يزوّج ابنته أم كلثوم من عمر، ولكنه خاف منه ، فوكّل عمه عباس ليزوجها منه ) (116).
وزعم القمي – كذبا مفتريا – أن فاطمة رضي الله عنها رفضت الزّواج بسيدنا المرتضى رضي الله عنه وقالت لأبيها رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم : ( يا رسول الله أنت أولى بما ترى غير أن نساء قريش تحدّثني عنه أنه رجل دحداح البطن طويل الذراعين ضخ الراديس ، أنزع، عظيم العينين ، لمنكبيه مشاشا كمشاش البعير ) (117).
والحق أن الروايات الكثيرة التي دسّها في كتبهم تظهر جميع آل البيت ضعفاء جبناء ، ولم يؤيدهم أحد من المسلمين، وكل هذا بلا شك كذب وافتراء فقد كانت لهم من المنزلة والزلفى عند الحكام والمحكومين ما تزخر به كتب التاريخ المعتمدة (118).
وقد استمرت هذه الإهانات إلى عصرنا هذا فبلغت الوقاحة بدجال العصر خميني في خطاب له يوم( عيد الغدير) سنة 1987 إلى القول بأن الإمام عليا رضي الله عنه أخطأ في قبوله التحكيم في حرب صفين وأن الإمام الحسن رضي الله عنه قد أخطأ هو الآخر حينما عقد الصلح .
إن هذا كلّه يذكرنا بأسلافهم البويهيين حينما قال أحد قواد عضد الدولة البويهي للشريف أبي أحمد الموسوي نقيب الطالبيين ووالد الشريفين الرضي والمرتضى : ( إلى كم تدل علينا بالعظام النخرة ) (119) .ثم نفاه إلى قلعة شيراز .
-------------------
(1) ابن حزم : الفصل في الملل والأهواء والنحل: 2/108
(2) وليد الأعظمي: الخمينية ، وريثة الحركات الحاقدة والأفكار الفاسدة:13 ، (عمان 1988)
(3) أبو الحسن الندوي: صورتان متضادتان 99-100
(4)- فضائح الباطنية 21-22
(5) التفتازاني : المقاصد : 2/14 (ط ، الأستانة ) .
(6) ابن أبي العز: شرح العقيدة الطحاوية : 1/21 (ط ، مؤسسة الرسالة ) بيروت 1988)
(7) الأعراف: 59
(8) الأعراف: 65
(9) الأعراف: 73
(10) الأعراف: 85
(11) انظر النحل : 36، الأنبياء : 25
(12) ابن أبي العز: شرح العقيدة الطحاوية 1/119
(13) الملل والنحل :2/118
(14) هو أفضل كتاب عند العجم، وهو عندهم أفضل بكثير من البخاري ومسلم
انظر مقدمة الكتاب : 1/26
(15) الكافي : 1/143 –145
(16) الكافي : 1/190- 2332
(17) علل الشرائع : 1/164
(18) إرشاد القلوب : 2/256
(19) الكافي :1/484
(20) نفس المصدر :1/258 –260، 264
(21) الاحتجاج : 1/230
(22) نفس المصدر: 1/212 ويذكر ابن بابويه القمي أن ذلك كان قبل خلق آدم بسبعة آلاف سنة ( علل الشرائع : 1/208
(23) حق اليقين ( فارسي ) :69
(24) نفس المصدر: 257 وفاته قوله تعالى L ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق) ولكن أنّى للعجم أن يفهموا كتاب الله ؟ !
(25) الحكومة الإسلامية : 52 (ط –1 ، القاهرة )
(26) لقد تبرأ الأئمة – عليهم السلام – من الغلو والغلاة ، مثل محمد الباقر ( الملل والنحل : 1/373 ) وجعفر الصادق ( الكامل لابن أثير:5/208) وغيرهما
(27) انظر مقدمة تهذيب الكمال : 1/146 بيروت 1980
(28) انظر مثلا: الكافي : 1/290،413، 418، 420، 426، 439، .. الخ
(29) الكافي : 1/426
(30) الكافي: 1/418
(31) الكافي: 1/290
(32) د. كامل مصطفى الشبيبي: الفكر : 413
(33) الكافي: 1/627
(34) في رواية النعماني عن سيدنا علي وهو مكذوب عليه بلا ريب أنه قال: ( كأني بالعجم في فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلّمون القرآن كما أنزل ). ( الطبرسي: فصل الخطاب: 14 )
(35) الكافي: 1/238
(36) نفس المصدر: 1/239
(37) نفس المصدر: 2/634
(39) القمي: الكنى والألقاب: 2/405
(40) إعلام الشيعة : جـ 2 قسم 2ص 543
(41) الحكومة الإسلامية: 66
(42) ص : 1
(38) وقيل أقل من ذلك بقليل أو أكثر على اختلاف القراء في كيفية العدد كما هو مفصل في كتب علوم القرآن
(43) راجع الصفحات : 1-20
(44) ) راجع الصفحات: 23-24
(45) راجع الصفحات: 25/34
(46) راجع الصفحات: 35-53
(47) راجع الصفحات: 107-116
(48) راجع الصفحات: 118-123
(49) أصل الآية(( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ..) الاعراف: 172
(50) أصل الآية (( وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا )) الكهف: 80
(51) أصل الآية (( وما أرسلناك من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان)) الحج: 52
(52) أصل الآية (( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض )) الأحزاب: 6
(53) أصل الآية (( إن الإنسان لفي خسر )) العصر: 2
(54) راجع الصفحات: 123-137
(55) أصل الآيات( إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرآناه فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه)) القيامة: 17،148،19
(56) أصل الآية (( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين)) آل عمران: 23
(57) أصل الآية(( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا )) الأحزاب: 25
(58) أصل الآيات( ألم نشرح لك صدر ووضعنا عن وزرك، الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك )) الإنشراح: 1،2،3،4
(59) أصل الآية (( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون )) الحجرات:4
(60) راجع الصفحات: 147-152، والمقصود من أخويه : أبو بكر وعمر
(61) راجع الصفحات: 181-199
(62) ص: 137
(63) راجع الصفحات: 232-247
(64) راجع الصفحات: 248-390
(65) خميني : كشف الأسرار: 114 (ط، إيران – فارسي)، وقد ترجم هذا الكتاب إلى العربية وطبع في عمان سنة 1987
(66) المصدر نفسه
(67) صورتان متضادتان: 95
(68) انظر تفاصيل أكثر في الفصل الماتع الذي كتبه الأستاذ وليد الأعظمي العجم والقرآن الكريم ) في كتابه: الخمينية 117-131
(69) انظر الأحزاب: 36، النساء:59،69، الأنفال: 20
(70) النساء: 65 و 80 ، والحشر: 70
(71)ابن القيم: زاد المعاد: 1/37 ( تحقيق شعيب الأرنؤوط )
(72) انظر التفاصيل في كتاب وصول الأخبار إلى أصول الأخبار للحسين العاملي: 78،79،81،84،93،162 ..الخ
(73) نفس المصدر: 94 .
(74) ابن بابويه القمي: عيون أخبار الرضا: 1/275 (ط ، طهران )
(75) ابن بابويه القمي: علل الشرائع: 531 ( طبع طهران )
(76) الأنوار النعمانية : 2/278 (ط1: تبريز بإيران )
(77) خميني : التعادل والترجيح ( مطبوعة ضمن مجموعة الرسائل بطهران ) : 80
(78) نفس المصدر: 81
(79) انظر الحديث والمحدثون للشيخ محمد محمد أبو زهرة ص(93) ط، القاهرة
(80) القرشي: عيون الأخبار: 4/291
(81) انظر التفاصيل في كتاب: " موقف الأمة الإسلامية من القاديانية ": 9
" ترجمة الدكتور عبد الرزاق اسكندر ، باكستان "
(82) انظر: كتابه : النبوة والأنبياء في ضوء القرآن : 221-261، وكتابه الآخر: صورتان متضادتان : 18و77-
84
(83) الكليني: أصول الكافي 1/158
(84) نفس المصدر
(85) نفس المصدر: 1/260
(86) نفس المصدر: 1/263
(87) نفس المصدر: 1/265
(88) نفس المصدر: 1/270
(89) نفس المصدر: 1/240
(90) انظر البحث الماتع الذي كتبه الدكتور عرفان عبد الحميد فتاح: " الخمينية ونظرية النبوة المستمرة " ضمن كتاب: فضائح الباطنية ( منشورات منظمة المؤتمر الإسلامي الشعبي ببغداد 1987 )
(91) المازندراني : الإتقان : 159
(92) إن ما نسبه العجم إلى كون علي بن الحسين هو ابن شهربانو أكذوبة دسها العجم في العديد من الكتب، وقد أثبت البحث العلمي بطلانها . انظر بحث الأستاذ عبد الحميد العلوه جي : كذبة فارسية ( بغداد 1987 )
(93) المازندراني: الإيقان: 158-159 .
(94) البغدادي: الفرق بين الفرق: 286-279
(95) جواد البلاغي: نصائح الهدى والدين : 114 .
(96) انظر التفاصيل في كتاب الشهيد إحسان إلهي ظهير: البهائية ( لاهور:1984) .
(97) انظر الفتوى التي أصدرها العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في تكفير خميني وأتباعه والمنشورة في آخر كتاب الدجال خميني ( كشف الأسرار) . كما اصدر أكثر من ثلاثة مئة عام فتاواهم الصريحة في تكفيره وتكفير اتباعه، منهم العلامة محمد منظور النعماني، والعلامة حبيب الرحمن الأعظمي، والشيخ أسعد مدني، وعلماء مدارس باكستان، والهند، والمغرب وغيرهم . وراجع كتاب العلامة الشيخ سعيد حوّى: " الخميني ، شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف" ( عمان 1987)
(98) الندوي : صورتان متضادتان : 53 - 54 وفيه تفصيل ونصوص يراجعها من يشاء
(99) الأنوار النعمانية : 1/108 ( ط. إيران )
(100) القمي : سفينة بحار الأنوار : 2/164
(101) المطالب المهمة : 11
(102) الكليني : الروضة من الكافي: 2/245
(103) حياة القلوب : 2/640( فارسي ط ، إيران )
(104) الحجرات: 7
(105) الكليني: الكافي : 1/42
(106) رجال الكشي: 180
(107) سفينة البحار: 2/54
(108) نفس المصدر: 2/310
(109) طبع إيران عدة مرات آخرها في عهد خميني سنة 1982: ترجمة إلى العربية الدكتور محمد النبداري وطبع في دار عمار بالأردن سنة 1988
(110) الحديث مخرج في الصحيحين : أخرجه البخاري في كتاب النفقات(5358) باب حبس الرجل قوت سنة على أهله . الفتح (2/52)، وفي الاعتصام (7305)، باب ما يكره من التعمق والغلو في الدين الفتح (13/277). وفيالفرائض (6728) باب قول النبي ص:" لا نورث ما تركناه صدقة . الفتح (6/12). وأخرجه مسلم في الجهاد والسير (1757) ، باب حكم الفئ: (1377)
(111) الحج 13
(112) رجال الكشي: 54
(113) نفس المصدر
(114) الطوسي: الأماني: 259 ، المجلسي: حق اليقين 203-204
(115) الكافي في الفروع : 2/141
(116) الأردبيلي : الحديقة : 677
(117) تفسير القمي : 2/336
(118) انظر كتاب: علي والخلفاء ( بغداد 1989 )
(119) زكي مبارك : عبقرية الشريف الرضي : 1/118





    رد مع اقتباس