الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-03-11, 09:06 رقم المشاركة : 31
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: حقيقة الشيعة .........حتى لا ننخدع(مجدد)


تطور نظرية غيبة المهدي من السرداب إلى مثلث برمودا
يؤمن أهل السنة والجماعة بالمهدي الذي صحت به الأحاديث النبوية الصحيحة ، ولكن غير مهدي الشيعة الخرافي الذي وصلوا في إيمانهم به وانتظاره وترقبه إلى حد جعلهم محل سخرية العالم منهم ... وأخباره عندهم أكثر من أن تذكر ، فقد أفرد الطوسي بكتابة المسمى " كتاب الغيبة "، أن القول بالمهدي وانتظاره من عقائد الشيعة البارزة والأساسية ذلك المهدي الذي يزعمون أنه غاب عنهم لأسباب مؤقته ، وسيرجع وسيملاً الأرض عدلا ورخاءاً كما ملئت ظلما وجوراً .

[IMG]file:///E:/chiaa_projet/makalat/brmouda_fichiers/serdab_small.jpg[/IMG]

السرداب
وزعموا أن المهدي قد اختفى في سرداب بسامراء ، لذا فإن منهم جماعة يقفون مرابطين بأسلحتهم أمام هذا السرداب ينادون عليه بالخروج ، وليس هذا فقط عند السرداب بل أحيانا يكونون في أماكن بعيدة عن مشهده . كما يفعلون هذا في العشر الأواخر من شهر رمضان ويتوجهون إلى المشرق وينادونه بأصوات عالية ، ويطلبون خروجه مع أنه لا مهدي هناك ، وإنما خرافة نفذ منها ومن غيرها أعداء الإسلام إلى الطعن في الإسلام وتجهيل حامليه وإلا فما الداعي لرفع الأصوات وهذه المرابطة المضنية ؟ فإنه على فرض أن هذا المهدي موجود هناك ، فإنه لا يستطيع أن يخرج إلا بإذن الله ، ثم إذا أذن الله له فإنه يحميه وينصره وييسر له كل ما يحتاجه ، وليس هو في حاجة إلى أولئك الغلاة الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .


لقد بالغ الشيعة في إثبات هذه الشخصية الوهمية حتى وصل الأمر أن سمى شيخهم الكليني أمة محمد صلى الله عليه وسلم أشباه الخنازير والأمة الملعونة لعدم إيمانهم بغيبة المهدي [ الكافي 2 / 272 - البحار 52/154 ] والتي ذكر أنها لا تتأخر كثيراً فقد سأل الأصبغ بن نباته أمير المؤمنين عن مدة الغيبة فقال : ستة أيام ، أو ستة أشهر ، أو ست سنين [ الكافي 2/ 273 - الغيبة للطوسي 167 ] .

ويذكر الكليني وغيره أن موسى بن جعفر فسر قول الله تبارك وتعالى ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) بقوله : إذا غاب إمامكم ، فمن يأتيكم بإمام جديد . [ الكافي 2 / 275 - بحار الأنوار 24 / 100 - تفسير القمي 2 / 378 ]

ثم أورد الكليني روايات وقصصاً كثيرة حول علم المهدي بالمغيبات وأساطير وخرافات كثيرة ذكرها عنه ، منها أنه يحيى أمواتا فيتبعونه . فعن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله قوله تبارك وتعالى ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعد عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) قال فقال لي : يا أبا بصير ما تقول في هذه الآية ؟ قال قلت إن المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله (ص) أن الله لا يبعث الموتى فقال تبن لمن قال هذا ! سلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى ، قال قلت جعلت فداك فأوجدنيه . قال فقال لي يا أبا بصر لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قوماً من شيعتنا قباع سيوفهم على عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا فيقولون بُعث فلان وفلان وفلان من قبورهم وهم مع القائم فيبلغ ذلك قوماً من عدونا فيقولون يا معشر الشيعة ما أكذبكم هذه دولتكم وأنتم تقولون فيها الكذب لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيامة قال فحكى الله قولهم فقال ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت ) [ انظر الكافي 8 / 50 ]

وأما الطوسي في كتابه المسمى ( الغيبة ) فقد حطب في أخبار المهدي بليل وكذا فلا أدري ما الذي أذكره عنه في أخبار هذا المهدي غير أني أشير إلى بعض ذلك فيما يلي :

1- أكد الطوسي أن المهدي الغائب شوهد مرات عديدة حول الكعبة وهو يدعو بهذا الدعاء ( اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم انتقم لي من أعدائك ) وأنه يظهر في كل سنة لخواصه يوماً واحداً ، فيحدثهم ويحدثونه . ولم تقتصر هذه الخرفات على الطوسي فحسب بل ما زالت كتب الشيعة الحديثة تطالعنا بين فترة وأخرى بمثل هذه الخزعبلات وقلما تجد مجلة شيعية إلا وهي تسوق في طياتها قصة تحكي ظهوره .

وأرود الطوسي في كتابه الغيبة أن المهدي لا يحب أن يساكن أحداً من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقد ذكر الطوسي عنه أنه قال كما أوصاه أبوه : " لا أجاور قوماً غضب الله عليهم ولعنهم ، ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ، ولهم عذاب أليم " . [ بحار الأنوار 52 / 12 ]

وإليك أخي الكريم هذا العنوان مثلاً : ( فصل ، وأما ظهور المعجزات الدالة على صحة إمامته في زمان الغيبة فهي أكثر من أن تحصى ، غير أنا نذكر طرفاً منها " [ كتاب الغيبة ص 170 ]

[IMG]file:///E:/chiaa_projet/makalat/brmouda_fichiers/taziah_small.jpg[/IMG]

تعزية صحاب الزمان !
فإذا استطعت أن تقرأه فإنك ستجد ما يدهش العقل ويضيق الصدر من الأخبار التي لا يحتمل سماعها من له عقل وذوق .
وهناك الكثير من المزاعم والتهويلات حول شخصية هذا المهدي في كتب الشيعة ، لعل فيما أشرنا إليه من ذلك يكفي لمعرفة مدى ضحالة هذه الأفكار ، ونسيان أهلها لعقولهم ، وتلاعب الشيطان بهم واستخفافهم بعقول الناس عند شغفهم بتثبيت آرائهم ، وإظهار مذهبهم ، وركوبهم لذلك كل صعب وذلول غير مبالين بنتائج تهورهم وشناعة معتقداتهم .


ومع كل اهتمام الشيعة بأخباره والتلهف على لقائه فلقد اضطرب كلامهم حوله ، وتناقضت فيه أقوالهم ، مع أنه كما هو الصحيح عند أكثر العلماء أنه شخصية خيالية لا وجود له إلا في أذهان الشيعة الذين يزعمون إمامته وينتظرون خروجه بعد غيبته الكبرى ، ومن تلك التناقضات اختلافهم في وجوده وولادته ، واختلافهم في تحديد سنة اختفائه ، واختلافهم في اسم أمه ، وكذلك اختلافهم في مكان وجوده .

وهذه الاختلافات دليل على أن هذا الإمام لم يولد وإنما هو استحساناتهم وتخميناتهم ، وهذه الاختلافات تدل أيضاً على مدى تخبطهم في الجهل الذي يخيم عليهم إذ كيف تخفى ولادة محمد بن الحسن العسكري وهم متأكدون - حسب شروطهم في الخلافة والإمامة ورواياتهم العديدة - أن الحسن العسكري هو الإمام الحادي عشر ولا بد أن يخلفه عقب منه هو أكبر أولاده ، وهو الذي يتولى بعده ، ويغسله ويصلى عليه كما يقررون ذلك في كتبهم ؟؟
ثم إن شخصية كهذه تملاً الأرض عدلاً ونوراً لا ينبغي بل ولا يصدق أن تكون ولادته محل خلاف أو خفاء.
ولك أن تستنتج من مواقفهم المتناقضة ما يزيدك يقينا برداءة مذهبهم فيه ، وهذا مع ما لهم من حكايات وخرافات هي من نسيج الخيال الغير معقول رواها الطوسي في كتابه " الغيبة " عن حكيمة والخادم نسيم كلها تدور حول ما حدث عند ولادة المهدي مباشرة .

منها أنه حين سقط من بطن أمه كان يقرأ القرآن بصوت مسموع ، وأنه كان متلقيا الأرض بمساجدة ، وأن والده أمره أن يتكلم فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم استفتح فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ، ثم صلى على أمير المؤمنين : علي بن أبي طالب ، وعلى الأئمة إلى أن وقف على أبيه ثم تلى قول الله تعالى ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين . ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون)القصص 5-6

وجاء الطوسي بأخبار كثيرة وكلمات نسبها إلى المهدي وهو طفل رضيع لا يعرفها إلا فيلسوف ، وأنه حينما ولد كانت الملائكة تهبط وتصعد وتسلم عليه وتتبرك به ، وأن روح القدس طار به ليعلمه العلم مدة أربعين يوماً ، وأنه حينما ولد كان مكتوباً على ذراعه الأيمن " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " [ كتاب الغيبة 240 ]

وزعموا كذلك في روياتهم على لسان الحسن العسكري أن ابنه المهدي كان ينمو في اليوم الواحد مثل نمو سنة من غيره كسائر الأئمة ، فقد روى الطوسي في كتابه الغيبة أن حكيمة عمة الحسن العسكري قالت " ... فلما كان بعد أربعين يوماً [ من ولادة المهدي ] دخلت على أبي محمد (ع) فإذا مولانا الصاحب يمشي في الدار فلم أر وجهاً أحسن من وجهه ولا لغة أفصح من لغته ، فقال أبو محمد (ع) هذا المولود الكريم على الله عز وجل . فقلت سيدي أرى من أمره ما أرى وله أربعون يوماً ! فتبسم وقال يا عمتي : أما علمت أنا معاشر الأئمة ننشأ في اليوم ما ينشأ غيرنا في السنة . فقمت فقبلت رأسه وانصرفت ثم عدت وتفقدته فلم أراه فقلت لأبي محمد (ع) ما فعل مولانا ؟ فقال ياعمه : استودعناه الذي استودعت أم موسى . [ الغيبة 240 ]

وما زالت كتبهم تحوي العديد من الرويات ومزاعم كثيرة ظاهرها يشهد عليها بالكذب والتهويل الأجوف ولولا خوف الإطالة لكان ذكرها ما يتعجب منه العاقل على جرأة هؤلاء على التلفيق الذي لا يقبله عقل سليم ولا فطرة نقية ، دون أن يجد الشخص جوابا شافياً لما يدور في ذهنه من أسئلة مهمة .

- لماذا اختفى المهدي في السرداب مع أنه لا داعي لهذا الخوف ما دامت الملائكة تحميه وتتبرك به وتنصره ، فإن ملكاً واحداً يكفيه كل أهل الأرض ؟

- ثم لماذا يختفى الآن وقد ذهب كل من كان يخاف منهم ، وجاء قوم يتلهفون على خروجه ونصرته ولهم دولة تحميه وتدافع عنه ، فلماذا إذاً التخلف عنهم بدون عذر مقبول ، وهم يصيحون ليل نهار عجل الله فرجه الشريف .. عجل الله خروجه ؟؟!

- ثم لماذا يشب ولم ينم الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عظم مكانتهما مثلما شب ابن الحسن العسكري بتلك العجلة ؟ ومالداعي أيضاً لتلك العجلة في نموه ومصيره أن يختفى في السرداب ثم لا يراه أحد بعد ذلك ولا ينتفع به أحد ؟

قد تجد عند الطوسي وغيره من علمائهم بعض الإجابات التي لفقوها في أسباب غيبته ولكنها إجابات غير كافية ولا مقنع فيها لأحد ، ومن أعجب الأمور أن ينكر الهاشمون وجود ولد للحسن العسكري على مرأى من الناس ومسمع ثم لا تجد لذلك قبول لدى هؤلاء الغلاة .

ورغم أن أهل البيت أدرى بما فيه ، لكن هؤلاء الشيعة أبو إلا المكابرة مهما كانت النتائج وادعوا وجود هذا المهدي ، ولا بد أن دافعا قويا دفعهم إلى هذه المجازفة .. فما هو السبب في هذا الإصرار على وجود هذه الشخصية الوهمية ؟

متى يخرج المهدي المزعوم :

لقد وقت الشيعة لخروج المهدي زمنا معيناً وذلك بعد وفاة الحسن العسكري بزمن ، إلا أن الذين وقتوا خروجه بزمن حينما انتهى التقدير ، ورأوا أن المسألة ستتضح ويظهر فيها الكذب مددوا هذه الغيبة إلى وقت غير مسمى واختلقوا لذلك أعذاراً كاذبة ، فرواية وردت عن الأصبغ بن نباته كما ينقلها الكليني تذكر أنه سيخرج بعد ستة أيام ، أو ستة أشهر ، أو ست سنوات ، وهذه الروايات هي المتقدمة والقريبة من وفاة الحسن العسكري .

ورواية أخرى يذكرها الكليني عن أبي جعفر تذكر أنه سيخرج بعد سبعين سنة ثم مددت هذه المدة أيضاً حتى أفشى السر إلى أجل غير مسمى ، وذلك حسب ما روى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر أن الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذا الأمر في السبعين ، فلما قتل الحسين صلوات الله وسلامه عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض إلى أربعين ومائة فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر ، ولم يجعل له بعد ذلك وقتا ... الخ

والواقع أنه لن يخرج حتى تخرج هذه العقيدة من أذهانهم ومعتقداتهم التي صنعها علماؤهم لأغراض ومقاصد كثيرة في أولها حرب الدولة الإسلامية وإعادة السيطرة الفارسية .

وقد أبان سر هذه المهزلة المهدية أحد الشيعة وهو علي بن يقطين حين سئل عن المهدي فأجاب : " إن أمرنا لم يحضر فعللّنا بالأماني ، فلو قيل لنا أن هذا الأمر لا يكون إلا إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب ، ولرجع عامة الناس عن الإسلام ، ولكن قالوا ما أسرعه وما أقربه تألفاً إلى قلوب الناس ، وتقريباً للفرج " [ الكافي كتاب الحجة 1/301 ]

سبب إصرار الشيعة على القول بوجود محمد بن الحسن العسكري :

عرفنا فيما تقدم عمق هذه الفكرة في أذهان الشيعة وتشبثهم بوجود ابن للحسن العسكري الذي جعلوا منه مهديهم المنتظر ومكابرتهم وإصرارهم على القول بولادته فما هو السر في هذا ؟

الجواب حاصله أن الشيعة قد وضعوا شروطاً وقواعد وأوصافاً للإمام ألزموا أنفسهم بتصديقها وهي من صنع الخيال وبالتالي فهي صعبة المنال ثم جعلوها جزءاً من العقيدة الشيعية ، بحيث لو لم تتحقق لانتقض جزء كبير من تعاليمهم ، ولأصبحوا في حرج . وأكثر تلك الشروط تقّول على الله ، ومجازفة وحكم على الغيب ، فمنها على سبيل المثال لا الحصر :

1- أن الإمام لا يموت حتى يكون له خلف من ذريته هو الذي يتولى الإمامة من بعده حتما لازماً .
وقد روى الطوسي عن عقبة بن جعفر قال قلت لأبي الحسن : قد بلغت ما بلغت وليس لك ولد ؟ فقال : ياعقبة بن جعفر ، إن صاحب هذا الأمر لا يموت حتى يرى ولده من بعده . < الغيبة ص 133 ، وذكر الكليني على هذا الزعم أحاديث كثيرة في كتاب الحجة >

2- أن الإمامة لا تعود في الأخوين بعد الحسن والحسين أبداً بل في العقاب وأعقاب الأعقاب . ومعنى هذا أن الحسن العسكري وهو الإمام الحادى عشر لو مات دون عقب لانتقضت هذه القاعدة . وقد روى الطوسي عن أبي عيسى الجهني قال أبو عبد الله ع : لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين رضي الله عنهما ، إنما هي في الأعقاب وأعقاب الأعقاب . < المصدر السابق >

3- الإمام لا يغسله إلا إمام هو أكبر أولاده . ولقد ذكر ابن ببويه القمي عن علي بن موسى بن جعفر كثيراً من الشروط التي اشتملت على خرافات وآراء ضالة ليست من الإسلام ، لا يقبلها عقل سليم ولا فطرة نقية ولولا خشية الإطالة لكان في ذكرها ما يتعجب منه العاقل .

وبهذا يتضح مما تقدم أن الذي حمل الشيعة على ذلك الإصرار هو تلك الشروط التي تنص على أن الإمام لا يموت حتى يوجد له عقب من أولاده هو الذي يتولى تجهيزه ودفنه ، والقيام بأمر الشيعة بعده حتماً وكان موت الحسن من دون ولد ، يهدم تلك الشروط التي وضعوها ، ومن هنا قرروا أن يوجدوا للحسن ولداً تخلصاً من هذا المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه ، وليكن بعد ذلك ما يكون ، وهم على ثقة بأن لكل صوت صدى ، بل هم واثقون من أن استجابة الناس للخرافات والخزعبلات أقوى من استجابتهم للحق ، وأقرب إلى نفوس الكثير من بني آدم .

إضافة إلى ما تقدم في سبب دعوهم وجود المهدي فإنه ينبغي ملاحظة أنه قد مرت بالشيعة ظروف سياسية واجتماعية ودينية ذاقوا فيها مرارة الحرمان من عدم إقامة دولة لهم تنظر إليهم بالعين التي يريدونها من تقديمهم واعتبار آرائهم وغير ذلك مما كانوا فيه من العزة والتطاول على الناس ، واعتبار عنصرهم أفضل العناصر .

وحينما غلبت عليهم الدولة الإسلامية وبلغ السيل الزبى بإخضاع الدولة الأموية والعباسية لهم .. فكر رؤساؤهم في ذلك الوقت في أمر يجتمع عليه عامتهم لئلا يذبوا في غيرهم ، وييئسوا في من استعادة أمرهم فبدأوا في حبك المخططات السرية والعلنية وتوجيه أنظار جميع أنظار الشيعة إلى الالتفاف حول أمل إذا تحقق عادت به سيادتهم كما يتصورون ، وهو انتظار المهدي الغائب الذي سيزيل عند رجوعه جميع ناؤاهم ، ويقضي على قريش بخصوصهم بكل شراسة حتى يقول الناس لو كان هذا من قريش لما فعل بهم هكذا حسب ما يرويه النعماني وحسبما يروونه في كتبهم

وهذه الشراسة والشدة على العرب بخصوصهم ومنهم قريش تدل دلالة واضحة على أن هذا المهدي ليس له صلة بالعرب فهو عدو شرس لهم ليس بينه وبينهم أية عاطفة أو صلة .
وفعلاً هذا المهدي الذي في أذهان الشيعة ليس من قريش ، بل هو مهدي فارسي متعصب ليزدجرد وللأسرة الساسانية التي قضى عليها الإسلام يتضح ذلك في هذه الرواية التي يرويها الطوسي ، عن أبي عبد الله أنه قال : " اتقوا العرب فإن لهم خبر سوء ، أما إنه لا يخرج مع القائم منهم أحد " < كتاب الغيبة للطوسي 284 >
وزعم هؤلاء الغلاة في كتبهم أنه عند خروج هذا المهدي المزعوم سيقيم الحد على أم المؤمنين عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ويبعث الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من قبريهما ويصلبهما في شجرة ، ولا أدري كيف تجرأ علماء الشيعة على وضع هذه الرويات السخيفة والتي تحمل في طياتها الحقد الدفين على الإسلام وحامليه ، ثم لا أدري كيف يقيم هذا الإمام الخرافي الحد على أم المؤمنين بزعمهم وقد مات نبينا عليه الصلاة والسلام وهو راض عنها وفي بيتها ، ولو سلمنا جدلاً بذلك هل كان يجوز لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يترك حداً من حدود الله حتى يأتي الشيعة بعد آلالف السنين . وبهذا يتضح أن هذا المهدي مصنوع بمعرفة الشيعة وعلى طريقتهم حقود شديد يمثل الغلظة بأجلى صورها ،

واليوم يطالعنا علماء الشيعة كعادتهم بمزيد من الترهات حول هذه الشخصية الوهمية ، فقد زعم بعض علماء الشيعة أن المهدي المنتظر يقيم حالياً في مثلث برمودا في الجزيرة الخضراء ، ولا غرابة أن يدون هذه الخرافة وينشرها في أوساط الشيعة لثقته أنها ستلقى القبول وستروج كغيرها من الخرفات الأخرى التي غرسها المراجع في أذهان الشيعة ، لقد صور هذا الشيخ لأتباعه المشاهد التي وقف عليها في تلك الجزيرة الخضراء في ذلك المكان المشبوه وهاله ما رأى من أمر المهدي هناك وما لديه من الأولاد والذرية والأسلحة الفتاكة . وكل ذلك من أجل أن يبقى المجتمع الشيعي متعلق بهذه الأساطير التي تملى عليه بكرة وأصيلا . [ استمع إلى الشاهد الصوتي هنا ]


وزعمت مجلة " المنبر" الشيعية والصادرة من لبنان في عدد رمضان 1420 هـ نقلا عن أحد علماء الشيعة المعاصرين أن المهدي ظهر لشاب شيعي مجهول كان ينادي ليل نهار بأعلى صوته " يا صحاب الزمان .. يا صاحب الزمان ! " وبينما هو على تلك الحال ينادي في جبل مشهد ! ظهر المهدي المزعوم لهذا الشاب ، فما كان منه إلا أن انكب واضعاً هامته على قدميه يبكي فرحا لرؤية معشوقه ! ، وللأسف أن هذا الدجال واضع القصة لم يذكر اسماً للشاب وختم القصة بموت الشاب بعد هذه الوقعة بستة أيام ، وكان الهدف منها شخذ همم الشباب الشيعي لمزيد من التعلق بهذه الشخصية الوهمية .

لقد وجد علماء الشيعة ومشائخهم أن هذه القصص الخرافية تلقى رواجاً في أوساط الشيعة وتشحذ همم الغالبية العظمى منهم ، لذلك لا تخلو مناسبة إلا ويذكر فيها قصة مشابهة تحكي ظهور المهدي لأحد المجاهيل . [ انظر هنا إلى أحد مشائخهم وهو يحكي هذه القصة مثلا ] .

وفي خاتمه هذه المقالة أدعو عقلاء الشيعة إلى التحرر من هذه الأساطير والأوهام وأن يتداركوا ما بقي من العمر ولا يكون حالهم قول الشاعر :
وما أنا إلا من غزية إن غوة غويت وإن ترشد غــزيـة أرشــدُ
إن الحق أبلج ولا يجهله أحد ، لذلك لا يشق على النفس معرفته ، ولكن يشق عليها إلتزامه واتباعه ! . والسبب في ذلك البعد عن تعاليم الإسلام من منبعه الصافي والانسياق وراء كلام الرجال وكتب الفلسفة والخرافات التي توقع في الضلالات والجهالات ، عند ذلك يختلط الأمر على صاحبه ، وتختل عنده الموازين والقيم ، فيرى الحق باطلاً والباطل حقاً ، بل ويتردى في دركات الضلال حتى يراه حقاً ، يدافع عنه وينافع ، وينتصر له ويظن أنه محسن في ذلك ، فيا له من خسران مبين ، ويا لخسارة صاحبة بل هو من أخسر الناس الناس أعمالاً كما قال الله تعالى :
(( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا . الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ))





التوقيع

إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر

    رد مع اقتباس
قديم 2010-03-13, 09:54 رقم المشاركة : 32
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: حقيقة الشيعة .........حتى لا ننخدع(مجدد)


بسم الله الرحمن الرحيم
(( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا )) الكهف /1 ، (( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله )) الإعراف/ 43 ، (( الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى )) النمل /59 ، (( الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين )) المؤمنون / 28 ، (( الحمد الله الذي صدقنا وعده )) الزمر/74
نحمده ونستعينه ونستغفره، ونصلي على خيرته من خلقه صاحب المقام المحمود أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضوان الله تعالى على السابقين الأولين (( من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )) التوبة/ 100 .
أما بعـد
فإنه لما شاءت الإرادة الإلهية الخالدة للبشرية أن تبلغ رشدها العقلي وكمالها الإنساني بعث فيها محمد النبي العربي الأمي صلى الله عليه وآلة وسلم برسالة هي خاتمة النداء الإلهي المعصوم للإنسانية ، وحمّل العرب الفاتحين من أهله وصحبه وأنصاره وأتباعه ومسؤولية حمل الرسالة الخالدة ، وتأدية الأمانة، ونشر ألوية الحق والتبشير بالعقيدة الإسلامية الحقة ، رجاء نقل الناس جميعا من عباد إلى عبادة الله الواحد القهار ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام وسماحته ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، فآمن الناس بعقيدة الإسلام ورسالة القرآن طواعية وأختيارا ، وصاروا يدخلون في دين الله أفواجا ، ورضيت الأمم بقيادة الأمة العربية التي اختارها الله واجتباها لحمل هذا الدين و(( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) الأنعام/124 ، وصاروا يذكرون لهذه الأمة سبقها في الإسلام وفهمها له والدعوة إليه وفق منهجية متميزة تعتمد الحكمة والموعظة الحسنة ، فسقطت القواطع المواقع النفسية والتاريخية بين هذه الأقوام وبين حملة الرسالة , وصارت تفخر بالانتساب إلى لغتهم وهيأتهم وأخلاقهم ومثلهم وعقيدتهم، إظهارا لدينها واعترافا منها بالفضل والسبق، وإلا الفرس كما سيأتي بيانه مفصلا .
فقد عملوا جاهدين على الطعن في هذه العقيدة لعلمهم بمنزلتها في الإسـلام ، وحاجـة العباد إليـها أكثر من أي شئ آخر فإنه لا حياةللقوب، ولا نعيم ، ولاطمأنية إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وقاطرها وتعبده حق عباته .
ثم تناولوا بالطعن حاملي هذه العقيدة ومبلغي بالرسالة ومؤدّي الأمانة من العرب من المهاجرين والأنصار من خير القرون وخيرأمة أخرجت للناس ، انتقاما منهم على ما قاموا به من فتوحات أرغمت أنوف أسلافهم ، وكسرت شوكتهم ، ومزقت جموعهم وأحزابهم ، ودمّرت الإمبراطورية المجوسية ، وهدمت الكسروية ، فلم تقم لها بعد ذلك قائمة .
لقد بقي أكثر الفرس من بين الأمم جميعا ، ومشدودين إلى إرثهم المجوسي ، وتراثهم الوثني ، وغطرستهم العنصرية ، لم تزدهم الأيام إلا إصرارا على إفكهم ورعونتهم ،كلما وجدوا فرصة سانحة شاردة من الزمن بعد اعتناقهم الإسلام كذبا وزورا أو خلطة بعقائدهم وطقوسهم الفاسدة ، فما تركوا سانحة إلا استغلوها من أدجل نصب العداوة للعرب ولغتهم وتاريخهم ومآثرهم ، وقبل كل ذلك عقيدتهم الإسلامية التي أدت إلى وحدتهم وقوتهم، وأعطت لهم السيادة والغلبة على أمم الأرض لما خصهم الله به من الخصائص الموهية والمكسوبة .
يقول ابن حزم: ( كان الفرس من سعة الملك ، وعلوّ اليد على جميع الأمم، وجلالة الخطر في أنفسهم حتى إنهم كانوا يسمون أنفسهم الأحرار والأبناء ، وكانوا يعدون سائر الناس عبيدا لهم ، فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم إلى أيدي العرب ، وكانت العرب أقل الأمم عند الفرس خطرا ، تعاظم الأمم ، وتضاعفت لديهم العصبية ،و راموا كيد الإسلام بالمحاربة في أوقات شتى ، ففي كل ذلك كان يظهر الله الحق ، فأظهر قوم منهم الإسلام واستمالوا أهل التشيع بإظهار محبة أهل بيت رسو الله صلى الله عليه وآلة وسلم واستشناع ظلم علي رضي الله عنه، ثم سلكوا بهم مسالك شتى حتى أخرجوهم عن الإسلام (1) .
وحتى الذين دخلوا الإسلام رغبة على قلتهم ، فإن كثيرا منهم لم يستطع التخلص من رواسب العقائد الفارسية المجوسية ،و لا سيما عقيدتهم في تقديس الملوك والحكام وذرياتهم (2) .
يقول العلامة أبو الحسن الندوي إن تقديس السلالات والبيوتات وتأليهها ، يعكس معتقدات إيران القديمة ، فقد كانت السيادة الدينية والحكم في قبيلة ( ميديا ) ثم انتقلت هذه الزعامة إلى قبيلة ( المغان ) منذ علبة الديانة الزردشتية وتأثيرها على إيران ، وكان الفرس يعتقدون في طبقة الكهنوت أنهم ظل الإله على الأرض ،ولم يخلقوا إلا لخدمة الآلة ولا بد للحاكم أن يكون من هذه القبيلة ، فإن ذات الإله تتجسم فيه ، وإن منصب الإشراف على بيت النار وتنظيمه حق يختص بهذه القبيلة وحدها (3) .
وهكذا كان الفرس يكشفون المرّة تلو المرّة عن سوء مقاصدهم ، فحش أغراضهم ، ودفين حقدهم ، وبابتداع كل الوسائل والأسباب التي تمكنهم من تحقيق ما سوّلت لهم أنفسهم المريضة من تشويه للعقيدة الإسلامية ،و ضرب للسيادة العربية ،وهدم للخلافة العربية والإسلامية ، وحرُف للدين عن مقاصده النبيلة ، لتشكل في كل وقت ، وحين زمرة جاحدة معاندة ، وفئة ضالة مضلّة ، وحشدا يائسا مشدودا إلى كل مؤامرة سياسية أو ردة فكرية ، أو مخطط تآمري من شأنه أن يحقق لها ما يصبوا إليه حقدهم الدفين من هدم وتخريب .
وهكذا أصبح سدنة المجوسية الهالكة ، كٌهّان المزدكية المندثرة ، ودهاقنة فارس وخراسان من أبناء الأكاسرة المقهورين أنصارا للشعوبية في كل عصر وأوان حتى دفعها بغضها للعرب وحقـدها الأسور عليهم إلى الكفر والزندقة والردة عن الدين .
فقال لهم الجاحظ قبل مئتين من السنين مقولته المعروفة المشهورة إن عامة من ارتاب الإسلام إنما جاءه هذا عن طريق الشعوبية فإذاأبغض شيئا أبغض أهله وإن أبغض تلك اللغة أبغض تلك الجزيرة ،فلا تزال الحالات تنتقل به حتى ينسلخ من الإسلام إذ كانت العرب هيالتي جاءت به ، وكانوا السلف ) .
وهكذا وقفت حشودهم الهائجة مع كل فتنة وتمرد وعصيان أريد به إلغاءالسلطان العربي ، وضرب الخلاقة الإسلامية ، ومدّ يد العون والتأييد لكل أفّاك أثيم ، وطامع غشوم ، ومعتوه صوّرت له جذباته الشيطانية ، وشطحاته المزدكية ،و أوهامه المجوسية: أن في مقدوره النيل من أمة القرآن ، ورسالة الإسلام ، وتاريخ العرب والمسلمين وسلطان الخلافة .
واستمرأت هذه الفتنة الحاقدة ذلك كله حتى صارت لها عدة وإلفا متوارثا تنساق له بلا روية وتبصر ، بل في عمى وإصرار ، كأنها أدوات صماء جامدة تحشر في تيارات الهدم والإفك والعصيان بلا وعي ما دامت الغاية القصوى التي تزيّنها لها شياطينها هي محق الإسلام والنيل من العرب والمسلمين والعودة إلى إرث المجوسية المندثرة .
هذه حقائق تاريخية توالت حلقاتها في تتابع رهيب ، حتى تخالها - وأنت تقرأ ما دوّنه مؤرّخة التراث عن حـركاته – أنـك إزاء ظـاهرة واحدة مشتركة متماثلة الأصول والقواعد فلا اختلاف بينها إلا في الجزئية ، والمفردات العرضية التي تتباين فتتفـاوت بحسب ما تفتضيه الأوضاع القائمة والظروف الراهنة ، وما تستدعيه أساليبالإغواء من التلبيس والتدليس .
إنك في كل حلقة من حلقات التآمر والبغي والعدوان تصطدم بإمامٍ متألّه يدعي العصمة والولاية الروحية ، وينتحل لنفسه كــذبا وزوراالانتساب إلى آل البيت الكرام ، ويتظاهر رياءا وبهـتانا بالغيرة علىالإسلام وعقائده ، ويبشر – باطلا – الناس بالعودة إلى معاقله وتعاليمه ،ثم سرعان ما تكشف الأيام عن الحقيقة الواحدة التي لا تتبدل ، فإذا بهذاالدّعيّ الضال كذاب أشر ، مختل العقل ، فاسد الضمير ، خبيث الطوية ،حقود حسود ، قد أكلت قلبه عداوة العرب ، تملك نفسه الحقـد على دين المسلمين ، ويستوي في ذلك ابن سبا اليهودي وأبو مسلم الخراساني وبابكالخرّمي وإسماعيل الصفوي ودجال العصر الخميني .
أسماء مختلفة ، وأزمان متباعدة ، وحلقات متتابعة ، والحقيقة واحدة لا تزول ولا تتبدل تنبئ في الغاية والنهاية عن : ردة عن الإسلام ، وتأويل باطني خبيث لآياته وأحكامه ، وغلو وزندقة تدفع صاحبها بعيدا خارج دين الإسلام وجماعة المسلمين ، وشعوبية حاقدة سوداء باطنة المصدر والمضمون ، تتسرى بالإسلام كذبا وافتئاتا ، علها تجد لبضاعتها الفاسدة البـائرة سوقـا بين المغفلين ونبيـط الأرض وأراذل الناس ممن أوجز مراتبهم وصوّرهم وكشف عن مآربهم ومقاصدهم الإمام الغزالي قبل ما يقرب من ألف عام في صدر كتابه المعروف بـ ( فضائح الباطينية ) حيث قال: ( تشاور جماعة من المجوس والمزكية وشرمذة من الثنوية الملحدين وطائفة كبيرة من ملحدة الفلاسفة المتقدمين وضربوا سهام الرأي في استنباط تدبير يخفف عنهم ما نابهم من استيلاء أهل الدين ، وينفس عن كربه ما دهاهم من أمر المسلمين ، حتى أخرسوا ألسنتهم عن النطق بما هو معتقدهم من إنكار الصانع وتكذيب الرسل وجحد الحشر والنشر والمعاد إلى الله في آخر الأمر … وقد تفاقم أمر محمد صلى الله عليه وآلة وسلم واستطارت في الأقطار دعوته ، واتسعت ولايته ، واتسقت أسبابه وشوكته ، حتى استولوا على ملك أسلافنا وانهمكوا في التنعم في الولايات مستحقرين عقولنا وقد طبقوا وجه الأرض ، ذات الطول والعرض ، ولا مطمع في مقاومتهم بقتال ، ولا سبيل إلى استنزالهم عليه بمكر واحتيال ، ولو شافهناهم بالدعاء إلى مذهبنا لتنمروا علينا ، وامتنعوا من الإصغاء إلينا ، فسبيلنا أن ننتحل عقيدة طائفة من فرقهم … ونتحصن بالانتساب إليهم والاعتزاء إلى أهل البيت عن شرّهم ، ونتودد إليهم بما يلائم طبعهم … ونتوصل به إلى تطويل اللسان في ائمة سلفهم الذين هم أسوتهم وقدوتهم ، حتى إذا قبّحنا أحوالهم في أعينهم وما ينقل إليهم شرعهم بنقلهم وروايتهم اشتد عليهم باب الرجوع إلى الشرع سهل علينا استدراجهم إلى الإنخلاع عن الدين ، وإن بقي عندهم معتصم عن ظواهـر القـرأن ومتواترة الأخبار وأوهمنا أن تلك الظواهر لها أسرار وبواطن وأن أمارة الأحمق الانخداع بظواهرها وعلامة الفطنة اعتقاد بوطنها ثم نبث إليهم عقائدنا، ونزعم أنها المراد بظواهر القرآن ، ثم إذا تكثّرنا بهؤلاء سهل علينا استدراج سائر الفرق بعد التحيز إلى هؤلاء والتظاهر بنصرهم ، ثم قالوا …طريقنا أن نختار رجلا ممن يساعدنا على المذهب ونزعم أنه من أهل البيت، وأنه يجب على كافة الخلق مبايعته وتتعين عليهم طاعته فإنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم ومعصوم عن الخطأ والزلل من جهة الله تعالى (4) .
ونرى من الواجب علينا أن نعرض للعلماء والمفكرين جملة من مظاهر الدسّ الشعوبي في عدد من الأسس التي قامت عليها العقيدة الإسلامية ومما هو معلوم من الدين بالضرورة ، من نفي للتوحيد ، وادعاء بتحريف القرآن الكريم ، وإنكار للسنة النبوية الشريفة ، وعدم اعتقاد بختم النبوة بسيدنا محمد صلى الله عليه وآلة وسلم ، وتكفير سائر المسلمين وفي مقدمتهم الجيل المثالي الأول أصحاب رسو الله صلى الله عليه وآلة وسلم ولا سيما السابقين منهم كأبي بكر ، وعمر ، وعثمان، وخالد، وأبي عبيدة وطلحة ، والزبير ، ونحوهم ،و التقرب إلى إلاههم بلعنهم وسبهم ، فضلا عن قولهم بِتُرّها وضلالات وروايات اخترعوها، تنفر العاقل من الدين، وتنزل بالعقل من سماء الحكمة إلى حضيض الحيوانية العجماء . ومما تجدر الإشارة إليه أن جملة كبيرة من الحركات الهدامة قد تبينت كل هذا الشذوذ ، ومكنت له بقوتها وأموالها وإرهابها مثل : القرامطة ، والخرمية وما قام به البويهيون ،والعبيديون ( الفاطميون ) الحشاشون ، والصفويون ، والخمينيون من جهد منظم لأجل إ ضاعة هذه الترّهات وتدوينها في كتب بثوا حولها دعاية كبيرة جعلتها تحتل منزلة مقدسة عند العجم ، ونسبوا إلى آل البيت الكرام آلاف الروايات المكذوبة لدعم خطتهم وهدفهم .
* * * *
إنكار التوحيد المطلق :
التوحيد المطلق من أصول الإسلام ، وهو الإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد ، وحقيقته : اعتقاد عدم الشريك في الألوهية وخواصها (5) . وهو أول دعوة الرسل جميعا ، وأول منازل الطريق ، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل (6) ، كما ورد في القرآن الكريم على لسان نوح (7) وهود (8) وصالح (9) ، وشعيب (10) غيرهم (11) عليهم السلام .
وقد وصف الله تعالى نفسه بأن له المثل الأعلى ، فقال تعالى : (( الذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى )) النحل الآية 60 .
وقال تعالى: (( وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم )) الروم الآية 27 .
فجعل سبحانه مثل السوء – المتضن للعيوب والنقائص وسلب الكمال – لأعدائه المشركين ،وأخبر أن المثل الأعلى – المتضمن لإثبات الكمال كله لله وحده ،وهو الكمال المطلق ، ويستحيل لأحد أن يكون لمن له المثل الأعلى مثلا أو نظيرا(12).
ولكن الفرس جعلوا لله – سبحانه وتعالى – من يشاركه في صفات الألوهية والربوبية ، فقالوا بتأليه بعض البشر ، وهم الأئمة من آل البيت ، وهم براء من ذلك ، إذ نص الشهرستاني أن هذه العقيدة مأخوذة من المجوس المزدكية وغيرهم (13).
1- فقد ذكر محمد بن يعقوب الكليني الفارسي المتوفي سنة 329 هـ الذي أجمع العجم على تفضيله والأخذ بكتابه ( الكافي ) والثقة بخبره والاكتفاء بأحكامه (14) بأن الأئمة هم المثاني الذي أعطاه الله محمدا ، وأنهم وجه الله ، وعين الله ، ويد الله ، وهم الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتهم ، وهم لسانه الناطق في خلقه ،ويده المبسوطة على عبادة ، ولولاهم ما عبد الله وبهم عرف ووحّد ، وبهم أثمر الأشجار وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار وتزل غيث السماء ، ونبت عشب (15) الأرض ، فقرنهم بذلك بالله سبحانه وتعالى .
2- ونقل أن الأئمة هم شهداء الله على خلقه وولاه أمره، وخزنه علمه ، وخلفاؤه وأبوابه ، وأركان أرضه ، وورثه أنبيائه والقرآن يهدي إليهم ، وتعرض عليهم أعمال العباد ، وهم ولاة أمر الله فيهم (16) .
3- وزعم ابن بابويه القمي أن الله أعطى عليا t الجنة والنار فيدخل الجنة من يشاء ويخرج من يشاء (17) .
4- وفسّر الديلمي قوله تعالى : (( إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم )) [ الغاشية الآية :25-26] ، بأن الأئمة هم الموكلون من الله بحساب أتباعهم (18) .
5- وأكد الكليني قدرة الأئمة على إحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص (19)، وأنهم يعلمون الغيب ، ويعلمون متى يموتون ، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم (20) .
6- وزعم الطبرسي أن اسم سيدنا علي مقرون باسم الله وباسم محمدصلى الله عليه وآلة وسلم مكتوب على العرش وعلى مجرى الماء ، وعلى قوائم الكرسي ، وفي اللوح ، وعلى جبه اسرافيل ، وعلى جناحي جبرائيل ، وفي أكناف السموات وفي أطباق الأرضين، وفي رؤوس الجبال ، وعلى الشمس والقمر (21) .
7- وزعم كذبا أن سيدنا علي قال : إني وأهل بيتي كنا نورا بين يد الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف سنة (22).
8- ويفسّر المجلسي الإيراني قوله تعالى: (( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )) ، بان الرسول واجبة الإنذار وعليا t هو الذي يهدي الناس . الرعد: الآية 7 . (23)
9- وينسب المجلسي الإيراني إلى سيدنا علي t كذبا وزورا أنه قال: أنا كلام الله الناطق وهذا ( أي القرآن ) كلام الله الصامت (24) .
10- ويقول الدجال الخميني في كتابه ( الحكومة الإسلامية ) " إن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية تضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون . وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل " (25) .
إنما فعل الفرس هذا ، وقالوا هذه الأقوال ، وزوروا الكلام على أهل البيت – عليهم السلام – ليهدموا أعظم ركن من أركان العقيدة الإسلامية وهو التوحيد المطلق ، كما أضفوا هذه الصفات المشاركه لله تعالى في الألوهية والربوبية للأئمة ، لأن بعضهم يعتقد أنه النائب عنهم له ما لهم من المنزلة والزلفى ، فيكون الراد على ( النائب ) – مثل خميني – كالراد على الإمام ، والراد على الإمام كالراد على الله – تعالى الله عما يفترون علوا كبيرا . ولا يشك مسلم أن الأئمة من آل البيت y منزهون عن هذه الأقوال، فقد كانوا من عباد الله الصالحين ، يكثرون الصلاة والدعاء إلى الله والخوف منه، وهم بريئون مما ينسبه إليهم العجم كذبا وزورا (26) .
* * * *
القول بتحريف القرآن ونقصه :
القرآن الكريم كتاب الله العزيز الذي (( لا يأتيه الباطل من بين يديهولا من خلقه تنزيل من حكيم حميد )) فصلت الآية 42 .أخرج الله سبحانه به الناس من الكفر والعمى إلى الضياء والهدى ، وهو أصل الشريعة الإسلامية وعمودها ، من جمعه في قلبه فقد جمع النبوة بين جنبيه كما يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب t وقد تولى الله سبحانه وتعالى حفظه بنفسه ولم يكل ذلك إلى أحد من خلقه ، فقال تعالى: (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) الحجر الآية 9 .فظهر مصداق ذلك مع طول المدة وامتداد الأيام والشهور وتعاقب السنين وانتشار أهل الإسلام واتساع رقعته (27) .
أ – التحريف :
المراد بالتحريف إخراج الوحي الإلهي عما جاء به بالتغيير بالألفاظ والإضافة والحذف والتأمل بالباطل افتراءا مقصودا ، وكل من فسّر القرآن بغير حقيقته وحمله على غير معناه فقد حرّفه .
ومن هذه التحريفات والتفسيرات الغريبة ما ذكره الكليني الفارسي (28).
في قوله تعالى( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى )) محمد الآية 25 . المقصود بهم : أبو بكر وعمر وعثمان (29) .
2- في قوله تعالى: (( عم يتساءلون عن النبأ العظيم ، النبأ العظيم )) النبأ الآية 44 ، النبأ العظيم: الولاية (30) .
3- في قوله تعالى( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي )) المائدة الآية 3 ، قال: كان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب (31) .
4- وفسّر الفرس المتأخرون قوله تعالى: (( واذكر في الكتاب إسماعيل )) مريم الآية 54 ، أنه إسماعيل الصفوي (32) .
ولو شئت لذكرت مئات الأمثلة لهذا التفسير والتحريف والتأويل الفاسد الذي تزخر به كتب الفرس، فقد ورد في الجزء الأول من كتاب(الاحتجاج)، للطبرسي فقط أكثر من ثلاث وسبعين آية أوّلت مثل هذا التأويل الفاسد .
ونلاحظ أن الفكر الإيراني الشعوبي قد عمد بهذا التأويل إلى إظهار التناحر والتصادم والبغضاء بين الصحابة وآل البيت – وكلهم من العرب حملة الرسالة ، فكل ما ورد في الآيات من مرتدين ومنافقين ومخالفين وقاسطين وظلمة وظلم وكفر وفسوق وعصيان وطاغوت وجبت وخمر وميسر وناكث وسيئة وليل ولعنة ومثيلاتها المقصود منها: أبو بكر وعمر وعثمان وأتباعهم ، ولذلك يكذبون على سيدنا علي t فيروون عنه أنه قال: نزل القرآن أثلاثا: ثلث فينا وفي عدونا ،وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام (33) .
ولاشك أن الهدف النهائي من ذلك هو إفراغ القرآن الكريم من محتواه التشريعي الديني والإجتماعي ، وإفراغه من محتواه القومي باعتباره الكتاب الذي ضرب الأمثلة من الواقع العربي، وبيان عدم صلاحية الأمة العربية لحمل الرسالة وتأدية الأمانة ، وأن العجم أفضل منهم حتى في ذلك (34) .
ب – الزيادة والنقصان:
إن وقوع الزيادة والنقصان في القرآن الكريم هو مذهب الشعوبيين الفرس فقد أجمع أهل النقل والتفسير عندهم على أن القرآن المتداول بين أيدي المسلمين ليس القرآن كله ، فقد خصص ثقة الإسلام – عند العجم – الكليني بابا في كتابه فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة (35) ، وفيه من الأكاذيب والإفتراءات على كتاب الله أقلها ما نسبه زورا وكذبا وافتراءا لسيدنا جعفر الصادق t أنه قال: ( وإن عندنا لمصحف فاطمة وما يدريهم ما مصحف فاطمة، مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد (36) . وكذب عليه أنه قال: ( إن القرآن الذي جاء به جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآلة وسلم سبعة عشر ألف آية ) (37) .
المعروف أن القرآن ستة آلاف ومئتان وأربع آيات (38) . ومعناه أن ثلثي القرآن قد أخرج منه ، وأن الموجود هو الثلث فقط، فأين ذهب وما هو ؟
وقد حاول بعض الناس الدفاع عن أمثال هؤلاء واجتهدوا في إيجاد المعاذير لهم لكن الدارس يقف على حقيقة مرعبة مريرة تفيد أن الشعوبيين الفرس من الكليني إلى الخميني يؤمنون إيمانا قاطعا بنقص القرآن إلا من رحم ربك ، وهم قلّة قليلة لا نعلم الدوافع التي دفعتهم إلى القول بعدم وقوع التحريف النقص في الكتاب العزيز .
ومن أجل معرفة حقيقة دور الفرس في إشاعة عقيدة نقص القرآن وتحريفه بهدف هدم الإسلام ، ويتعين على كل مسلم وباحث منصف الرجوع إلى كتاب ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) الذي ألفه حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي الإيراني المتوفى سنة 1320 هـ ، وهو الكتاب الذي دافع فيه مؤلفه عن عقيدة نقص القرآن وتحريفه دفاعا كبيرا فأورد فيه قرابة ألفي رواية ثبت هذا الأمر وبيّن في مقدماته الطويلة التي كتبها إجماع علماء الفرس على القول بالنقص والتحريف وردّ على بعض القائلين بعدمهما في القرآن الكريم، وساق فيه عددا كبيرا مما اعتقد وزعم السابقون له أنه حذف من الكتاب العزيز .
ونوري الطبرسي هذا هو شيخ الإسلام والمسلمين عند العجم دبج الفرس التراجم الطويلة في ذكر علمه ومعرفته وبيان مناقبه وفضائله ، فقد وصف بأنه ( مروّج علوم الأنبياء والمرسلين، الثقة الجليل والعالم الكامل النبيل، والمتبحر الخبير والمحدث الناقد البصير ، ناشر الآثار وجامع شمل الأخبار، وصاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة والعلوم الغزيرة .. وهو اشهر من أن يذكر وفوق ما تحوم حوله العبارة ) (39) .
ووصفه أغا بزرك الطهراني بأنه : ( إمام أئمة الحديث والرجال في الأعصار المتأخرة ) وقال: ( ارتعش القلم بيدي عندما كتبت هذا الإسم، واستوقفني عندما رأيت نفسي عازما على ترجمة أستاذي النوري .. فخشعت إجلالا لمقامه ودهشت له ...الخ (40) . وممن أثنى عليه وقدسه ومجده الخميني أيضا (41) . وقد طبع كتابه هذا في إيران .
قال النوري الطبرسي الإيراني في مقدمة كتابه ( هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحري القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان (42) .
وشتمل الكتاب على ثلاث مقدمات وبابين نخلصها في الأسطر الآتية ، وهي مفصلة غاية التفصيل عنده إذ أن الكتاب في مجلد ضخم جدا .
المقدمة الأولى :
في نبذة مما جاء في جمع القرآن ، وجامعه وسبب جمعه ، في معرض تطرق النقص والاخلاف بالنظر إلى كيفية الجمع ، ومعززا رأيه بروايات للصدوق والطبرسي والصفار والكليني وابن شهر آشوب والجلسي والعياشي والنعماني وعلي بن أحمد الكوفي وغيرهم ، ملخصها أن عليا عليه السلام جمع القرآن لم يزد فيه حرف ولم ينقص منه حرف فرفضوه ونبذوه وراء ظهورهم ، وأن الخلفاء الثلاثة كانوا وكلوا تأليف القرآن ونظمه إلى من وافقهم على معاداة أولياء الله فأسقطوا منه ما تضمن مدحا للأئمة والنص الجلي على أمير المؤمنين عليه السلام ) كما أسقطوا منه مثالبهم وفضائحهم.
وعلى هذا فلا يستطيع أحد ادعاء جمع القرآن كله غير أمير المؤمنين ومن ادعى ذلك فهو كاذب .
وقال والجامعون منهم جماعة الأول أمير المؤمنين( عليه السلام ) وجمعه بخالف جمع الآخرين إجمالا) أما المصاحف الأخرى فهي مصحف الخلفاء الثلاثة ومصحف أبي بن كعب ومصحف ابن مسعود " فهذه مصاحف أربع متخالفة "
ويخلص إلى القول:" ويستفاد من مجموع تلك الأخبار خاصيها وعاميها منطوقا ومفهوما ، وبعد إمعان النظر فيها أن القرآن الموجود الآن بأيدي المسلمين شرقا وغربا المحصور بين الدفتين جمعا وترتيبا لم يكن كذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم (43) .
المقدمة الثانية :
في بيان أقسام الاختلاف والتغيير والممكن حصوله في القرآن، والصور في الزيادة والنقصان كثيرة فالنقصان شمل السورة كسورة الحقد وسورة الخلع ، والنقصان والتبديل فقد شملت الكلمة والحرف وحركات الكلمات (44).
المقدمة الثالثة :
في ذكر أقوال العلماء في تغيير القرآن وعدمه فالتغيير والنقصان مذهب علي بن إبراهيم، وصرح بذلك في تفسيره وملأ كتابه من أخباره ، ومذهب تلميذه الكليني الذي نقل الأخبار الكثيرة الصريحة في هذا المعنى في كتاب ( الحجة والروضة) . وهو مذهب المجلسي وقد صرح به في ( مرآة العقول)، ومحمد بن الحسين الصفار في ( البصائر)، ومحمد بن إبراهيم النعماني في تفسيره ( الصغير)، وسعد بن عبد الله القمي في ( ناسخ القرآن )، ومحمد بن سعود العياشي وفرات بن إبراهيم ومحمد بن العباس الماهيار الذين ملأوا تفاسيرهم عن الأخبار الصريحة في هذا المعنى، والمفيد في إرشاده ، وبنو نوبخت ومنهم إسماعيل بن إسحاق وأبو محمد حسن بن موسى وأبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت وإسحاق الكاتب ورئيس الطائفة أبو القاسم حسين بن روح .
وممن يظهر منه القول بالتحريف أيضا حاجب بن الليث السراج في (رياض العلماء ) وابن شاذان في ( الإيضاح)، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي في ( التحريف)، ووالده محمد بن خالد في ( التنزيل والتغيير) ، وعلي بن الحسن بن فضال في ( التنزيل والتحريف) ، ومحمد بن الحسن الصيرفي في ( التحريف والتبديل )، وأبو طاهر بن عمر القمي وعلي بن طاووس في (سعد السعود ) والجزائري في ( الأنوار) والداماد في( حاشية خطبة القبسات (45) .
الباب الأول :
في ذكر الأدلة التي استدلوا بها على وقوع التغيير والنقصان في القرآن، ومن هذه الأدلة التي أوردها معززة بالأخبار والروايات .
أن اليهود والنصارى غيّروا وحرّفوا كتاب نبيهم وهذه الأمة لا بد وأن يغيّروا القرآن فكل ما وقع في الأمم السابقة يقع في هذه الأمة (46).
2- الأخبار الدالة صريحا على سقوط بعض الآيات مثل آية الرجم ونقصان بعض السور فسروة الأحزاب كانت بطول سورة البقرة (47) .
3- أن لعلي عليه السلام قرآنا مخصوصا جمعه بنفسه مخالفا للقرآن الموجود من جهة الزيادة والنقصان، وعزز بما ذكره المفيد وعلي بن إبراهيم والمجلسي والنعماني وابن شهر آشوب . ويؤكد أن الزيادة في قرآن علي عليه السلام هي من التنزيل والتأويل ويدعم رأيه بصريح رواية علي بن إبراهيم وفرات بن إبراهيم وما في العيون وصحيفة الرضا .
ومن الزيادات في مصحف علي – عليه السلام- واعتبرها من أصل القرآن (48) .
- ألست بربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين (49) .
- وكان أبواه مؤمنين وكان كافرا (50) .
- وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث (51) .
- أزواجه أمهاتهم وهو أب لهم (52).
- إن الإنسان لفي خسر وإنه فيه إلى أخر الدهر (53) .
4- وجود مصحف لعبد الله بن مسعود مخالف للمصحف الموجود وإن كان فيه مخالفة لمصحف أمير المؤمنين، ويذكر الآيات المخالفة في مصحف ابن مسعود وقد جمعها مما ذكره حسن بن حمدان الحضيني في " الهداية" وأحمد بن محمد السياري في " القراءات " وابن شهر آشوب في " المناقب" المجلسي في " البحار" والطبرسي في " الاحتجاج" والمفيد في " الارشاد" وفرات بن إبراهيم والعياشي في تفسيرهما وابن مردويه في" المناقب" وأسعد الأربلي في أربعينه والطوسي في " التبيان " ومنها (54) .
- إن عليا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبعوا قرآنه ثم علينا بيانه (55) .
- إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل محمد على العالمين (56).
- وكفى الله المؤمنين القتال بعلي (57).
- ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عن وزرك الذي أنقض ظهر ورفعنا لك ذكر بعلي صهرك (58) .
- اكثرهم بنو تميم لا يعقلون (59).
5- أن ابن عفان لما استولى على الأمة جمع المصاحف واستخرج منها نسخة وأحرق بقية المصاحف( وما فعل ذلك إلا لإعدام ما بقي فيها مما كان بأيدي الناس أو غفل عنه أخواه مما كان يلزم حذفه صونا لكتاب الله عز وجل وتعطيل بعض الشريعة.. هذا مع ما يلزم من الحجة أنه لم يترك ذلك سلطتهم )، ( وقصد إبطال بعض ويطرحه بعمد إلا وفيه ما قد كره فأزاله من أيدي الناس وكفى بذلك عناده لله ورسوله (60) .
6- أن الله تبارك قد ذكر أسماء الأوصياء ( عليهم السلام) وبعض صفاتهم وشمائلهم في جميع الكتب المنزلة على رسله، وصرح فيها بوصايتهم وهذا يؤكد ذكرهم في القرآن . ثم يستعرض عدة روايات لتأييد ذلك جاءت عند الصدوق والعياشي وأسعد بن إبراهيم وعلي ين طاووس والمسعودي وابن شهر آشوب وأحمد بن محمد بن عياش .
فأسماؤهم في التوراة حسب التسلسل: - نقرثيب ، قيذوا ، وبيزا ، مقسورا ، مسموعا، ودوموه ، مشيو، هذار، بثموا ، بطور نوقس، قيذموا .
والملاحظة تعدد أسماء علي عليه السلام في التوراة فهو: نقرثيب والياويري، ويريها ، وإيليا، وإريا، وقرسا، وهابيل . وكذلك في الإنجيل فهو: الياوبريا، ويريها، وهيذار، وحيدرا . أما اسمه في صحف إبراهيم ، خربيل،وفي الزبور قاروطيا (61).
وكان قد ذكر قول شاذان بن جبرائيل في الروضة والفضائل بالإسناد يرفعه إلى الثقاة أنهم أوضحوا ما وجدوا وبان لهم من أسماء أمير المؤمنين عليه السلام ثلاثمائة اسم في القرآن (62) .
7- الأخبار الكثيرة المعتبرة والصرحية في وقوع السقط ودخول النقصان ففي ( الكافي) عن أبي عبد الله (ع) أن القرآن سبعة ‘شر ألف آية . وفي ( شرح الكافي ) لمحمد صالح أن القرآن الذي جمعه علي(ع) ثمانية عشر ألف آية وفي القرآءات للسياري عن أبي عبد الله(ع) أن القرآن عشرة آلاف آية ، والمعروف أن آيات القرآن الموجود هي ستة آلاف ومئتان آية وأربع آيات أو أربع عشر أو تسع عشرة أو خمس وعشرون أو ست وثلاثون آية على اختلاف القراء في كيفية العدد، وبناء على ذلك فإن النقص في آيات القرآن كثيرة وهذا النقص مخزون عند أهل البيت (63).
8- الأخبار الواردة في الموارد المخصوصة من القرآن الدالة على تغيير بعض الكلمات والآيات والسور وهي كثيرة جدا حتى قال نعمة الله الجزائري، إن الأخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث ، كما ادعى استفاضتها جماعة كالمفيد والداماد والشيخ والمجلسي وغيرهم .
ثم يستعرض الكثير من الآيات المحرفة معززة بالروايات عن الأئمة أنها هكذا نزلت (64) وهو في كل ذلك كذاب على الأئمة – عليهم السلام - .
وها هو دجال العصر الخميني يسير على نهج أسلافه العجم ويعقتد عقيدتهم في القول بتحريف القرآن ونقصه، وفيقول في كتابه ( كشف الأسرار): إن تهمة التحريف التي يوجهها المسلمون إلى اليهود والنصارى إنما تثبت على الصحابة (65) ، ويقول في موضع آخر: ( لقد كان سهلا عليهم ( يعني الصحابة ) أن يخرجوا هذه الآيات من القرآن ويتناولوا الكتاب السماوي بتحريفه، ويسدلوا الستار على القرآن ويغيبوه عن أعين العالمين(66)
ومن جرّاء شك العجم بالقرآن الكريم وعدم اعتقادهم بصحته لاحظ العلامة أبو الحسن الندوي أنه لا يوجد بين العجم حفظة للقرآن الكريم ، فقد جرب ذلك بنفسه لدى رحلته إلى إيران عام 1973 (67).
وأرقى ما أظهر العجم من تكريم القرآن الكريم واحترامه ، أنهم جعلوه كتابا للخبرة والفأل عند سفرهم أو زواجهم وفي بعض شؤونهم ، وقسموا كلام الله المجيد إلى ثلاثة أقسام_ خوب ، وسط ، بد ) وهي تعني ( جيد، وسط ، ردىء )، جعلوا في أعلى صفحات المصحف تلك الرموز، وهي مثبتة في جميع طبعات المصحف في إيران بلا استثناء وعندي منها ما يقرب من ثلاثين طبعة.
وقد أحصينا تلك الإشارات الباطنية ، فوجدنا ( الرد ىء) قد قارب نصف صفحات المصحف ، ولا يدري من ذلك ( المجتهد) الذي تجرأ على كتاب الله تعالى، وجعل بعضه جيدا وبعضه وسطا، وبعضه رديئا، ولا يدري كيف استطاع ذلك ( المجتهد ، الدجال أن يحمل العجم على الاعتقااد بذلك حتى جعلوه في أعلى صفحات المصحف فاصبحوا من الخاسرين (68) .
ونحن ندعو المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يلاحظوا طبعات المصحف في إيران وينتبهوا إلى ذلك، ويعملون أن من أصول دينهم إهانة الإسلام والمسلمين .
الطعن في السنة النبوية :
لا خلاف بين المسلمين أن السنة النبوية الشريفة هن العمود الثاني من أعمدة هذا الدين، وأن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا في محكم كتابه العزيز بطاعة رسوله محمد أمينه على وحيه ، وخيرته من خلقه ، وسفيره بينه وبين عباده صلى الله عليه وآلة وسلم ، وقرن طاعة رسوله بطاعته في العديد من الآيات البينات(69) كما فرض الله سبحانه طاعة رسوله وذكرها في العديد من الآيات وحدها(70) . وليس لمؤمن بعد هذا كله أن يختار شيئا بعد أمره صلى الله عليه وآلة وسلم ، بل إذا أمر صلى الله عليه وآلة وسلم فأمره حتم وجب على جمبع المكلفين اتباعه وحرّم عليهم مخالفته، فلا حكم لأحد معه ولا قول لأحد معه.
ومعلوم أنه بحسب متابعة الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم تكون العزة والكفاية والنصرة، كما أن بحسب متابعته تكون الهداية وجعل شقاوة الدارين في مخالفته ، فلأتباعه الهدى ، والأمن ، والنجاح ، والعزة، والكفاية، والنصرة، والولاية والتأييد، وطيب العيش في الدنيا والآخرة ، والشقاء في الدنيا والآخرة (71). وإنما تكون متابعة الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم معرفة الصحيح الثابت من سنته والعمل بها أو بما يستفاد منها .
وغلاة الفرس ممن خلطوا دين الإسلام بالمجوسية ينكرون السنة النبوية التي نقلها إلينا أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وآلة وسلم ، لأنهم يجمعون على أن أصحابه قد أرتدوا كلهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم بما فيهم سادة بني هاشم وغيرهم من الأنصار والمهاجرين إلا ثلاثة: المقداد، وأبوذر وسلمان الفارسي – كما سيأتي بيانه مفصلا بعد قليل -، وهؤلاء لم يٌروُ عنهم إلا قليل كما هو معروف،وأما البقية فلا يطمئن إليهم ولا إلى مروياتهم لانقلابهم على أعقابهم إلى الكفر – والعياذ بالله – فلا يعتمد عليهم ولا يوثق بأخبارهم، فإنها ساقطة مكذوبة موضوعة، وقسموا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم إلى ثلاثة أقسام :
1- معلوم العدالة ، مثل سلمان والمقداد وأبي ذر .
2- معلوم الفسق والكفر ، ممن أظهر في زعمهم العداوة والحرب لآل البيت، فهذا يدل على أنهم لم يكونوا آمنوا ، بل كانوا منافقين أو أنهم ارتدوا بعد النبي، مثل أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وأبي عبيدة بن الجراح وعائشة ونحوهم ممن يحبهم ويؤيدهم ، وهؤلاء يتقربون إلى الله ورسوله بسبهم وبغضهم وبغض من أحبهم (72).
مجهول الحال :
لذلك أنكروا صحة جميع ما رواه المسلمون من السنة في كتب الصحاح، فقالوا :" فصحاح العامة كلها وجميع ما يروونه غير صحيح (73).
ولم يكتفوا بذلك ، بل قالوا بوجوب مخالفة أصحاب المذاهب الإسلامية جميعا بحيث إن مقياس صحة الخبر عندهم هو مخالفته للبقية ، فنسب ابن بابويه القمي الإيراني كذبا وزورا إلى علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه سئل: يحدث الأمر لا أجد بدا من معرفته ، وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك ؟ فقال: ائت فقيه البلد فاستفته في أمرك، فإذا أفتاك وخذ بخلافه فإن الحق فيه(74) ، وعقد ابن بابويه القمي في كتابه " علل الشرائع" بابا بعنوان:" العلة التي من أجلها يجب الأخذ بخلاف ما تقوله العامة" قال فيه كاذبا: " إن عليها عليه السلام لم يكن يدين الله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره ، إرادة لإبطال أمره ، وكانوا يسألون أمير المؤمنين عليه السلام عن الشيء الذي لا يعلمونه ، فإذا أفتاهم جعلوا له ضدا من عندهم ليلبسوا على الناس " (75).
لأجل ذلك قال نعمة الله الجزائري الإيراني:" إنا لا نجتمع معهم على إله"، ولا على نبي، ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون : إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وآلة وسلم نبيه ، وخليفته بعده أبو بكر ، ونحن لا نقول بهذا الرب ، ولا ذلك النبي نبينا " (76).
وهذا الدين الجديد الذي ابتدعه العجم ثابت عندهم من مئات السنين وإلى يوم الناس هذا ، فانظر إلى دجال العصر الخميني ماذا كتب في رسالته:" التعادل والترجيح" المطبوعة المشهورة المتداولة ، حيث عقد فصلا عنوانه :" في حالة الأخبار الواردة في مخالفة العامة " ، قال فيه: " وهي طائفتان: إحداهما: ما وردت في خصوص الخبرين المتعارضين، وثانيهما: ما يظهر منها لزوم مخالفتهم وترك الخبر الموافق لهم مطلقا " .
ثم ساق الدجال مجموعة من الأكاذيب المفتراه على الأئمة – عليهم السلام- زورا في وجوب مخالفة المسلمين وعلق عليها بقوله :" ولا يخفى وضوح دلالة هذه الأخبار على أن مخالفة العامة مرجحة في الخبرين المتعارضين مع اعتبار سند بعضها ، بل صحة بعضها على الظاهر، واشتهار مضمونها بين الأصحاب ، بل هذا المرجح هو المتداول العام الشائع في جميع أبواب الفقه وألسنة الفقهاء (77) .
ثم يخلص من بحثه إلى القول: " فنحصل من جميع ما ذكرنا من أول البحث إلى هنا أن المرجح المنصوص ينحصر في أمرين: موافقة الكتاب والسنة ومخالفة العامة (78) .
فأي سنة هذه التي تخالف مجموعة المذاهب الإسلامية الأخرى وما جمعت عليه الأمة الإسلامية ؟ ولذلك فإنه يعرض إعراضا تاما عن كل كتب السنة النبوية المعتبرة ، ويرفض الاستدلال بأية رواية منها، ولا سيما في كتابه" الحكومة الإسلامية " .
وبدلا من ذلك عمد العجم إلى وضح الحديث الكثير على لسان أئمة أهل البيت – عليهم السلام – وكذّبوا عليهم ونسبوا إليهم أشياء يمجّها العقل والذوق وتخالف ما أجمع عليه المسلمون (79).
وكان الإمام جعفر الصادق عليه السلام في مقدمة من تصدى لعملية الدس والوضع فقال:" إن الناس أغروا بالكذب علينا حتى كأن الله عز وجل افترضه عليهم لا يريد منهم غيره …... وذلك بأنهم لا يطلبون دينا وإنما يطلبون دنيا (80) .
ولكن رغم الموقف الحازم لأئمة آل البيت – عليهم السلام- في التصدي لهذا الموجة الوثنية التي قادها الشعوبيون الفرس، إ أنهم لم يحققوا كل النجاح فانتشرت هذه الأحاديث الموضوعة المختلقة في كتب العجم المعتمدة ، وكان كل مؤلف يأتي يضيف إلى سابقه حتى امتلأت بها المكتبات بحيث كونت اليوم قناعة عندهم بأنها صحيحة .
إن نظرة واحدة لكتاب " بحار الأنوار" لخاتمة محدثي العجم المجلسي الذي طبع أخيرا في مئة وعشرة مجلدات تبين الكم الهائل من الأحاديث والأخبار الموضوعة التي أثرت في العقلية الإيرانية تأثيرا سيئا للغاية فجعلت من دينهم دينا يغاير دين المسلمين في كل شئ .
الطعن في عقيدة ختم النبوة :
إن من مبادئ الإسلام – بعد الإيمان بالتوحيد والبعث بعد الموت – أن محمد صلى الله عليه وآلة وسلم قد ختم الله به النبوة وأن لا نبي بعده ، وأنع لا وحي بعده ، ولا إلهام يكون حجة شرعية ، وهذه العقيدة هي المعروفة بعقيدة ختم النبوة في الإسلام. وقد اعتبرتها الأمة الإسلامية من عصر النبي صلى الله عليه وآلة وسلم إلى يومنا هذا جزءا من الإيمان من غير أدنى خلاف . والعشرات من الآيات القرآنية والمئات من الأحاديث النبوية عليها شاهدة وهي مسألة قطعية ومسلمة (81) .
ويشير العلامة أبو الحسن الندوي إلى أن النبي صلى الله عليه وآلة وسلم بذاته مركز الهداية، ومصدر القيادة، ومحور العلاقة القلبية والانقياد الفكري للأمة فتعتقد يكونه خاتم الرسل، ومنبر السبل، وقدوة لكل ، ولا تسمح لأحد بعده بالمشاركة في النبوة والتشريع المطلق . إن وحدة هذه الأمة ومركزها واجتماع شملها . وابتعادها عن الفرقة الإعتقادية والعلمية وبقاء طاقتها الداخلية وقوتها الإيمانية يرتبط كل ذلك بقعيدة ختم النبوة إلى حد كبير وإن عقيدة المشاركة في النبوة تضاد عقيدة ختم النبوة (82).
لقد ملأت كتب الفرس بالأخبار والأحاديث المكذوبة التي تؤكد عدم الإيمان بعقيدة ختم النبوة والإيمان باستمرار نزول الوحي بعد رسول اللهصلى الله عليه وآلة وسلم ، والغلو في الأئمة غلوا تبرأ الأئمة أنفسهم منه ، فعقد الكليني مثلا أبوابا في هذا الغلو ساق تحتها مجموعة كبيرة من الأحاديث منه: " أن الأئمة عليهم السلام إذا شاؤوا أن يعلموا علموا (83). ، وأنهم يعلمون متى يموتون ، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم(84) . ، وأنهم يعلمون علم ما كان وما يكون (85) . ، وأن عليا عليه السلام كان شريك النبي في العلم (86). ، وأن التفويض في أمر الدين إنما كان لرسول الله إلى الأئمة (87). ، وأنهم محدّثون ومفّهمون (88) " . بل ذكر الكليني رواية أثبت فيها نزول الوحي على سيدتنا فاطمة (رضي الله عنها) ، قال: " إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآلة وسلم دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله (عز وجل) فأرسل إليها مكلا يسلي عنها ويحدّها فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام) ، فقال: إذا احسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي" فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا" (89) .
أما كتب الفرس في العهد الصفوي فإن ما فيهالا يمكن الصوره من الإيمان التام باستمرار النبوة بعد سيندنا محمد، مما أثبته الباحثون بالنصوص الكثيرة التي وصلت عندهم حد التواتر(90) ، حتى أصبح ذلك من الأمور الطبيعية الثابتة عند الدجال العصر خميني يصرح به في وسائل الإعلام حيث أعلن في حسينية جماران ظهر يوم الأحد المصادف 2-3-1968 بكل وقاحة رفضه لعقيدة ختم النبوة حينما ذكر أن الوحي لم ينقطع بموت نبينا محمدصلى الله عليه وآلة وسلم بل ظل جبريل ينزل على سيدتنا فاطمة رضي الله عنها مدة (57) يوما فيوحي إليها وأن سيدنا عليا رضي الله عنه كان كاتبا لوحيها.
لقد أصبحت إيران مرتعا خصبا للنزعات الباطنية والأفكار المجوسية ، وتربة صالحة لنمو الفرق الضالة الملحدة ، والمذاهب الباطلة الهدامة، وانتشرت عندهم فكرة خروج المهدي من بلادهم " بكتاب جديد على العرب شديد " (91) وهو من أولاد شهربانوا إبنة يزدجرد الثالث من آل ساسان، وملوكهم المقدسين عندهم (92) ينتظرونه في لهفة وشوق ويصيحون : الله طال الانتظار ، وشمت بنا الفجار وصعب علينا الانتظار " (93).
وكان الفرس منذ القديم يقولون : إن زرادشت تنبأ لكشتاسف " أن الملك يزول عن الفرس إلى الروم واليونان ، ثم يعود إلى الفرس، ثم يزول عن الفرس إلى العرب ثم يعود إلى الفرس، وأيده جاماسب المنجم على ذلك وقالوا: قد تحقق تنوء زرادشت وجاماسب في زوال الملك عن العجم إلى الروم واليونانية في أيام الإسكندر ، ثم عوده إلى العجم بعد ثلاث مئة سنة، ثم زواله إلى العرب، والآن سيعود إلى العجم ، ويكون عودته9 على عهد وبيد ذلك الصبي الغائب المنتظر الموعود، وأو بيد الرسول الذي سيبعث بالعجم ، وينزل عليه كتاب من السماء ، وينسخ بشرعه شريعة محمدصلى الله عليه وآلة وسلم (94).
هذه البيئة المتلاطمة الأمواج باليأس والقنوط والجهل والشوق إلى قرب ظهور ذلك المنتظر الموعود الذي سيعيد مجد فارس، وكانت تربة صالحة لظهور الأدعياء والمتنبئين ، فظهر علي محمد الشيرازي في القرن التاسع عشر وادعى أنه الباب والمهدي المنتظر، ولقيت دعوته رواجا في هذا البيئة الفاسدة ، ولقد صور أحد المؤرخين تلك الأيام التي ظهرت فيها البابية أصدق تصوير حينما قال: " قد ملأ دينهم أسماعهم بالبشرى بالمهدي، وحشا قلوبهم وجوانحهم بالشوق إليه ، وطالت عليهم ليالي الانتظار في توقع صبح الفرج ، فكان من يأتيهم باسم المهدي يكون حاجتهم المطلوبة ، وأمنيتهم المنتظرة ، ويأتي إلى مهاد موطد وأمر ممهد قد امتلأت بالرغبة إليه القلوب، واشتاقت إليه النفوس، وامتدت الأعناق، وشخصت الأبصار، فلا يحتاج المتمهدي من ضعفاء البصائر إلا إلى شئ من التمويه والتلبيس (95).
وكان من النتائج الطبيعية بعد ذلك ظهور المرزه حسين علي المازندراني المعروف بالبهاء في غيران ونحاجه في تأسيس ( البهائية ) وادعائه النبوة، وتأليف كتابه ( الأقدس) الذي ظنه ناسخا لجميع الكتب السماوية الأخرى بما فيها القرآن الكريم (96).
كما كان من الطبيعي أن تظهر الديانة الخمينية الجديدة وتلقى تأييدا لا يستهان به من الإيرانيين في دعواها إلى إنكار التوحيد المطلق والقول بنقص القرآن والطعن في السنة النبوية واعتقادها بعدم ختم النبوة بسيدنا محمد صلى الله عليه وآلة وسلم ، ونيابة خميني عن الإمام المنتظر ثم ادعاؤه الإمامة مما حمل علماء الأمة على تكفيره وإخراجه عن الملّة الإسلامية (97).
الطعن في التربية النبوية والصحابة:
إن ما تقتضيه طبيعة الرسالات السماوية ودراسة تاريخ حملتها هو أن تتحقق معجزة صنع الإنسان كأنه قد ولد من جديد، ويكون لدعوتهم وصحبتهم من التأثير وقلب طبائع الأشياء ما لو ذكر بإزائه( حجر الفلاسفة ) الأسطوري أو( الكيمياء ) دل على الجهل بالحقائق التاريخية ، اعتبر إهانة للنبوة والأنبياء .
ولقد بعث الله سبحانه محمد صلى الله عليه وآلة وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وأكمل لأمته الدين ، وأتم عليهم النعمة ، وخصه بصحابة أوفياء رحماء أتقياء هانت عليهم نفسهم وأموالهم وعشيرتهم واستطابوا المرارات والمكاره في سبيل الدعوة إلى الله ، وأفضى يقينها إلى قلوبهم فآثروا الآجل على العاجل والحرص على دعوة الناس وإخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها .
وكان كل ذلك من آثار التربية النبوية المحمدية التي أنتجت مجتمعا مثاليا وصفه الله سبحانه في محكم كتابه العزيز بقوله: (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، ذلكم مثلهم في التوراة والإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار)) الفتح الآية 26 .
وصار الصحابة خيار المؤمنين ومثلهم وأسوتهم حين تخرجوا في المدرسية النبوية المحمدية ، وعاشوا في أكنافها ، وتمثلوا قيما ، ومعانيها السامية . وقد وثـقهم الله سبحانه من فوق سبع سموات فقال في محكم كتابه العزيز: (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )) التوبة الآية 100 .
لا توجد صورة في المصور الإنساني العالمي الواسع بل في الكون كله، أجمل وأروع وأشرف من هذه النماذج الإنسانية والأنماط البشرية باستثناء الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم ، لذلك كانوا مصابيح خالدة أبد الدهر تضئ لكل مسلم يلتمس طريق الإيمان والخير ويعمل على تواصلها في ربط حاضره وسلوكه بتلك الأسوة الخالدة .
ومن هنا أصبح من المتعين على المسلمين النظر إلى هذا الجيل المثالي الذي خرّجته المدرسة النبوية مثالا يحتذى ، بكل قداسة وتقدير وتبجيل واحترام، ووجب عليهم تمثل هذه الرموز الخوالد في سلوكهم وتصرفاتهم وعد السماح لأي أحد مهما بلغت منزلته أن ينتقص من أقدارهم بأي شكل من الأشكال ذلك امتهان للتربية النبوية المحمدية وهم لصروح الإسلام وقيمه.
هذا الصورة العظيمة الرائعة تقابلها صورة معكوسة يتبناها الشعوبيون الفرس، فتهدم المجهودات العظيمة التي قام بها نبي الإسلام صلى الله عليه وآلة وسلم في مجال التربية والتوجيه ، وتثبت له عبر مئات الكتب – إخفاقا لم يواجهه أي مصلح أو مرب خبير مخلص لم يكن مأمورا من الله ولا مؤيدا من السماء ولا مورد وحي ولطف إلهي .. إنها تعدمه في صورة كالحة سوداء مظلمة تتمثل في جحود النعمة ، والجفاء والغدر ، وإخفاء الحق ، عبادة النفس وجب الجاه، وتحريف التعاليم القرآنية والسنة النبوية لتحقيق أغراضها الخسيسة.. إنها ترى أن المجهودات الجبارة التي بذلها محمدصلى الله عليه وآلة وسلم ثلاثة وعشرين عاما لم تنتج إلا ثلاثة أو أربعة أشخاص ظلوا متمسكين بالإسلام إلى ما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآلة وسلم ثلاثة أما غيرهم فقد ارتدوا عن دين الله ( والعياذ بالله ) وأثبتوا أن التربية أخفقت في مهمتها (98) .
إن المطلع على تراث الإيرانيين بالغتين العربية والفارسية لا يجد كتابا من كتبهم ولا رسالة من رسائلهم – حتى كتب النحو واللغة والبلاغة – إلا وهي مشحونة بالشتائم والمطاعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم حملة شريعته مبلغي ناموسه ورسالته ، وتلامذته الأبرار ، وهداة أمته الأخيار، ولا سيما الخلفاء الثلاثة الراشدين المهديين أبي بكر وعمر وعثمان، وخصوا عمر بمزيد من السباب والشتائم والمطاعن ، وحقدوا عليه حقدا أعمى لما علموه من جهاده في هدم دولتهم المجوسية ، وحشده لأمة العرب من أجل تحقيق وعد الله الذي وعد به العرب المسلمين، فهزم جيوشهم الجرارة ، وقوّض إمبراطوريتهم ومزّقها شر ممزق في معارك الخالدة: القادسية ، والمدائن، وجلولاء ، ونهاوند ، وحرر الأمم من عبوديتهم وقهرهم وظلمهم ، فما قامت بعد ذلك لهم قائمة ، لذلك تآمروا عليه ، فاغتالوه ،وصاروا يحتفلون بيوم مقتله ، ويقيمون الأفراح فيه ، بل عدّوه عيدا ينبغي الاحتفال به ، فقد جاء في كتاب " الأنوار النعمانية": ( نور سماوي يكشف عن ثواب يوم قتل عمر بن الخطاب ) ، كما أقاموا مزارا قرب طهران لقاتله أبي لؤلؤة المجوسي يزورونه ويقدمون النذور إليه (99). ولا يشك باحث أن الحقد الفارسي هو الدافع لهم إلى ذلك ، وه ما تكشفه رواية مكذوبة دسّها الإيراني الشيخ عباس بن محمد رضا القمي في كتابه الموسوم بـ :" سفينة بحار الأنوار" قال:" سوء رأي الثاني ( أي عمر بن الخطاب ) في الأعاجم لما ورد سبي الفرس إلى المدينة ، أراد الثاني أن يبيع النساء ، وأن يجعل الرجال عبيدا للعرب ، وعزم على أن يحمل العليل والضعيف والشيخ الكبير في الطواف وحول البيت على ظهورهم ، فقال أمير المؤمنين ( علي بن أبي طالب) : إن النبي صلى الله عليه وآلة وسلم قال: أكرموا كريم قوم إن خالفوكم ، وهؤلاء الفرس حكماء كرماء فقد ألقوا إلينا السلام ورغبوا في الإسلام، وقد اعتقت منهم لوجه الله حقي وحق بني هاشم (100).
وإنما جاء ذلك لدعوى الفرس أن الصحابة ارتدوا بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وآلة وسلم ، وهو عندهم من المتواتر الذي لا يحتاج إلى برهان .
قال شاعرهم : يوم قضى المصطفى في صبحه على الـ **** أعقاب أصحابه من بعده انقلبوا (101).
وقال الكليني الفارسي الإيراني: ( كان الناس أهل ردّة بعد النبي إلا ثلاثة: المقداد بن الأسود ، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي (102) .
وقال مثل ذلك خاتمة محدثيهم المجلسي(103) ، وفسّروا قوله تعالى: (( وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان )) (104) الكفر: أبو بكر ، والفسوق : عمر ، العصيان : عثمان (105) .
وذكر الكشي الإيراني أنه ما أهريق دم ولا حكم بحكم غير موافق لحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وآلة وسلم وحكم علي ، إلا وهو في عنقي أبي بكر وعمر(106) .
وذكر القمي أن أبا بكر وعمر كانا يعبدان صنما أخفياه في جبل فاستخرجه علي وكسره (107).
وقال عن سيدنا عثمان: ( وقام الثالث كالغراب همه بطنه ، ويله لو قص جناحاه وقطع رأسه كان خيرا له ) (108).
ومن هنا كتب الخميني في كتابه ( كشف الأسرار) (109) . فصلين كفّر فيهما أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، لمخالفتهما في زعمه نصوص القرآن الكريم ، أول هذين الفصلين بعنوان " مخالفة أبي بكر لكتاب الله " (ص111-114) وثانيهما بعنوان " مخالفة عمر لكتاب الله " (ص114-117) وفيهما من الكذب، والإفتراء ، والحقد الدفين على العروبة والإسلام ما يتناسب وشعوره المريب بالدور العظيم الذي قام به الخليفتان الراشدان في إقامة الدولة العربية الإسلامية ، لنشر العدالة والتوحيد في الأرض ، وتخليص الناس من ظلم أنفسهم وتحطيم الإمبراطورية الفارسية المجوسية التي أرادت أن تصد الإسلام عن الناس .
وخميني – كما هي عادته – يغطي كل ذلك بدعوى مشايعة آل البيت زورا وبهتانا لإخفاء مقاصده الخبيثة فيقول: ( وهنا نجد أنفسنا مضطرين على إيراد شواهد من خالفتهما لصريحة للقرآن لنثبت بأنهما كان يخالفان ذلك وأنه كان هناك من يؤيدهما ) .
ثم يسوق هذا الدجال المارق ما ظن أن أبا بكر قد خالف في زعمه كتاب الله قي قصة الإرث المعروفة ، واتهمه بوضع حديث ( إنّا معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة (110) . وقال في أول الفصل الثاني:
( نورد هنا مخالفات عمر لما ورد في القرآن – لنبين بأن معارضة القرآن لدى هؤلاء كان أمرا هينا ، ونؤكد بأنهم سيخالفون القرآن أيضا فيما إذا كان قد تحدث بصراحة عن الإمامة ) .
ويقول في حق عمر الفاروق عند كلامه المزعوم على جملة قالها في احتضار رسول اللهصلى الله عليه وآلة وسلم . " وهذا يؤكد أن هذه الفرية صدرت من ابن الخطاب المفتري ، ويعتبر خير دليل لدى المسلم الغيور ، والواقع أنهم ما اعطوا الرسول حق قدره: الرسول الذي جد وكد ، وتحمل المصائب من أجل إرشادهم وهدايتهم ، وأغمض عينيه وفي أدنيه ترن كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية ، والتابعة من أعمال الكفر والزندقة والمخالفات لآيات ورد ذكرها في القرآن الكريم " أ . هـ .
ويقول في خلاصة كلامه على سبب عدم ورود الإمامة في القرآن الكريم، ومخالفة الخليفتين الراشدين للقرآن ومتابعة المسلمين لهما ما نصه : " من جميع ما تقدم يتضح أن مخالفة الشيخين للقرآن لم تكن عند المسلمين شيئا مهما جدا، وأن المسلمين ،وإما كانوا داخلين في حزب الشيخين ومؤيدين لهما وإما كانوا ضدهما ولا يجرؤون أن يقولون شيئا أمام أولئك الذين تصرفوا مثل هذه التصرفات تجاه رسول الله وتجاه ابنته ، وحتى إذا كان أحدهم يقول شيئا فإن كلامه لم يكن ليؤخذ به ، والخلاصة : حتى لو كان لهذه الأمور ذكره صريح في القرآن ، فإن هؤلاء لم يكونوا ليتخلوا عن المنصب .
ولكن، وحيث أن أبا بكر كان أكثر تظاهرا من سواه ، فإنه جاء يحديث أنهى به المسألة ، فأقدم على ما أقدم عليه بشأن الإرث كما أنه لم يكن من المستبعد بالنسبة لعمر أن يقول: بأن الله أو جبرائيل ، أو النبي : قد أخطأوا في إنزال هذه الآية فيقوم أبناء العامة بتأييده كما قاموا بتأييده فيما أحدثه من تغييرات في الدين الإسلامي ، ورجحوا أقواله على آيات القرآن " .
ويقول في معرض حديثه عن الإمامة وأولي الأمر : " إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين ، وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله ، وما حلّلاه وما حرّماه من عندهما ، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله ، والدين.. إن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة، وأن يكونوا ضمن أولي الأمر ( كشف الأسرار ص 107-108) ".
ولذلك يطلق الخميني على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ( الجبت والطاغوت ) ويسميهما ( صمني قريش) ويرى أن لعنهما واجب ، وأن من يلعنهما ، ويلعن أمهات المؤمنين عائشة وحفصة ابنتيهما ، وزوجتي رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم له فضل وأجر عظيمان .
وقد اصدر خميني مع جماعة آخرين من الفرس نص الدعاء المتضمن هذه المهازل الكفرية ونحن نورد هنا بعضه منقولا عن ( تحفة العوام المقبول) (ص 422-423 ) المطبوع في لاهور :
دعاء صنمي قريش:
" بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صلى على محمد .. وآل محمد .. اللهم العن صنمي قريش .. وجبتيهما ..وطاغوتيهما .. وأفكيهما .. وابنتيهما الذين خالفا أمرك .. وأنكرا وحيك .. وجحدا إنعامك ..وجحدا آلاءك .. وعطلا أحكامك ..وأبطلا فرائضك .. وألحدا في آياتك .. وعاديا أولياءك .. وواليا أعداءك ..وخرّبا بلادك .. وأفسد عبادك ، اللهم العنهما .. وأتباعهما .. وأولياءهما .. وأشياعهما .. ومحبيهما " .
الطعن في آل البيت الكرام والانقاص منهم :
يحتل آل البيت الكرام منزلة رفيعة في نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وعلى امتداد التاريخ العربي الإسلامي فما يتجه مسلم إىل الله في صلاته إلا ويذكرهم بالصلاة والبركة عليهم مع رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم :
( اللهم صلى على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ) .
إن سادة أهل البيت وكبراءهم وعلي رأسهم سيدنا علي المرتضى أسد الله الغالب، وريحانتا رسو الله صلى الله عليه وآلة وسلم الحسن والحسين سيدا شباب الجنة وأولادهما الأماجد قد عرفوا بترفع النفس ، وعلو الهمة والاشتغال بمعالي الأمور دون سفاسفها ، وبرباطة الجأش، وإيثار اليد العليا على اليد السفلى ، وكانوا في سعة الحلم، ويعد الأناة كالجبال الراسيات، فإذا جدّ الجدّ وكان لابد من خوض المعركة ثاروا كالليوث، حمية للإسلام وعقيدته ودفاعا عن أهله، ولا يسع قلم إحصاء مناقبهم وفضلهم ومنزلتهم في تاريخ العرب والمسلمين.
ومع أن العجم يتجرأون على الله ورسوله وآل البيت الكرام حينما يجعلون لبعضهم منزلة تصل إلى حد مشاركة الله سبحانه وتعالى في الألوهية والربوبية افتراءا وكذبا عليهم وهم الصالحون من عباد الله الذين لا يرتضون مثل هذه الضلالات الكفرية – تجدهم يصورون في كتبهم وخطبهم فاقدى الشجاعة والجرأة في طلب الحق وإظهاره ، يتبعون سياسة المصالح وإخفاء الحق لأجل مصالحهم الدنيوية – أعاذهم الله من ذلك- فلم يسلم آل بيت النبي صلى الله عليه وآلة وسلم من دسهم وسلاطة لسانهم ، وبذاءة أقلامهم وخبث باطنهم ، ودناءة ضميرهم ، فقالوا في العباس عم رسول اللهصلى الله عليه وآلة وسلم وصنو أبيه ، إن آية (( لبئس المولى ولبئس العشير )) (111) قد نزلت فيه (112).
وزعموا أن سيدنا عليا رضي الله عنه لعن ابنيه عبد الله وعبيد الله(113) .
وأهانوا سيدنا علي – وهو بطل الإسلام وأسد الله الغالب – حينما نسبوه إلى الجبن والذل وقالوا: إنه بايع خوفا وإكراها وإن سيدتنا فاطمة رضي الله عنها عنفته ولامته على جبنه (114) – معاذ الله – وذكروا أن عمر بن الخطاب غصب ابنته فتزوجها رغما منه ، وأنه لم يستطع منعه عن ذلك ، فنسب الكليني الإيراني إلى جعفر الصادق كذبا وزورا أنه قال في أم كلثوم بنت علي زوج الفاروق: ( إن ذلك فرج غصبناه (115) ، وذكر الأردبيلي ما نصه: ( إن عليا لم يكن يريد ان يزوّج ابنته أم كلثوم من عمر، ولكنه خاف منه ، فوكّل عمه عباس ليزوجها منه ) (116).
وزعم القمي – كذبا مفتريا – أن فاطمة رضي الله عنها رفضت الزّواج بسيدنا المرتضى رضي الله عنه وقالت لأبيها رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم : ( يا رسول الله أنت أولى بما ترى غير أن نساء قريش تحدّثني عنه أنه رجل دحداح البطن طويل الذراعين ضخ الراديس ، أنزع، عظيم العينين ، لمنكبيه مشاشا كمشاش البعير ) (117).
والحق أن الروايات الكثيرة التي دسّها في كتبهم تظهر جميع آل البيت ضعفاء جبناء ، ولم يؤيدهم أحد من المسلمين، وكل هذا بلا شك كذب وافتراء فقد كانت لهم من المنزلة والزلفى عند الحكام والمحكومين ما تزخر به كتب التاريخ المعتمدة (118).
وقد استمرت هذه الإهانات إلى عصرنا هذا فبلغت الوقاحة بدجال العصر خميني في خطاب له يوم( عيد الغدير) سنة 1987 إلى القول بأن الإمام عليا رضي الله عنه أخطأ في قبوله التحكيم في حرب صفين وأن الإمام الحسن رضي الله عنه قد أخطأ هو الآخر حينما عقد الصلح .
إن هذا كلّه يذكرنا بأسلافهم البويهيين حينما قال أحد قواد عضد الدولة البويهي للشريف أبي أحمد الموسوي نقيب الطالبيين ووالد الشريفين الرضي والمرتضى : ( إلى كم تدل علينا بالعظام النخرة ) (119) .ثم نفاه إلى قلعة شيراز .
-------------------
(1) ابن حزم : الفصل في الملل والأهواء والنحل: 2/108
(2) وليد الأعظمي: الخمينية ، وريثة الحركات الحاقدة والأفكار الفاسدة:13 ، (عمان 1988)
(3) أبو الحسن الندوي: صورتان متضادتان 99-100
(4)- فضائح الباطنية 21-22
(5) التفتازاني : المقاصد : 2/14 (ط ، الأستانة ) .
(6) ابن أبي العز: شرح العقيدة الطحاوية : 1/21 (ط ، مؤسسة الرسالة ) بيروت 1988)
(7) الأعراف: 59
(8) الأعراف: 65
(9) الأعراف: 73
(10) الأعراف: 85
(11) انظر النحل : 36، الأنبياء : 25
(12) ابن أبي العز: شرح العقيدة الطحاوية 1/119
(13) الملل والنحل :2/118
(14) هو أفضل كتاب عند العجم، وهو عندهم أفضل بكثير من البخاري ومسلم
انظر مقدمة الكتاب : 1/26
(15) الكافي : 1/143 –145
(16) الكافي : 1/190- 2332
(17) علل الشرائع : 1/164
(18) إرشاد القلوب : 2/256
(19) الكافي :1/484
(20) نفس المصدر :1/258 –260، 264
(21) الاحتجاج : 1/230
(22) نفس المصدر: 1/212 ويذكر ابن بابويه القمي أن ذلك كان قبل خلق آدم بسبعة آلاف سنة ( علل الشرائع : 1/208
(23) حق اليقين ( فارسي ) :69
(24) نفس المصدر: 257 وفاته قوله تعالى L ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق) ولكن أنّى للعجم أن يفهموا كتاب الله ؟ !
(25) الحكومة الإسلامية : 52 (ط –1 ، القاهرة )
(26) لقد تبرأ الأئمة – عليهم السلام – من الغلو والغلاة ، مثل محمد الباقر ( الملل والنحل : 1/373 ) وجعفر الصادق ( الكامل لابن أثير:5/208) وغيرهما
(27) انظر مقدمة تهذيب الكمال : 1/146 بيروت 1980
(28) انظر مثلا: الكافي : 1/290،413، 418، 420، 426، 439، .. الخ
(29) الكافي : 1/426
(30) الكافي: 1/418
(31) الكافي: 1/290
(32) د. كامل مصطفى الشبيبي: الفكر : 413
(33) الكافي: 1/627
(34) في رواية النعماني عن سيدنا علي وهو مكذوب عليه بلا ريب أنه قال: ( كأني بالعجم في فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلّمون القرآن كما أنزل ). ( الطبرسي: فصل الخطاب: 14 )
(35) الكافي: 1/238
(36) نفس المصدر: 1/239
(37) نفس المصدر: 2/634
(39) القمي: الكنى والألقاب: 2/405
(40) إعلام الشيعة : جـ 2 قسم 2ص 543
(41) الحكومة الإسلامية: 66
(42) ص : 1
(38) وقيل أقل من ذلك بقليل أو أكثر على اختلاف القراء في كيفية العدد كما هو مفصل في كتب علوم القرآن
(43) راجع الصفحات : 1-20
(44) ) راجع الصفحات: 23-24
(45) راجع الصفحات: 25/34
(46) راجع الصفحات: 35-53
(47) راجع الصفحات: 107-116
(48) راجع الصفحات: 118-123
(49) أصل الآية(( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ..) الاعراف: 172
(50) أصل الآية (( وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا )) الكهف: 80
(51) أصل الآية (( وما أرسلناك من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان)) الحج: 52
(52) أصل الآية (( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض )) الأحزاب: 6
(53) أصل الآية (( إن الإنسان لفي خسر )) العصر: 2
(54) راجع الصفحات: 123-137
(55) أصل الآيات( إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرآناه فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه)) القيامة: 17،148،19
(56) أصل الآية (( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين)) آل عمران: 23
(57) أصل الآية(( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا )) الأحزاب: 25
(58) أصل الآيات( ألم نشرح لك صدر ووضعنا عن وزرك، الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك )) الإنشراح: 1،2،3،4
(59) أصل الآية (( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون )) الحجرات:4
(60) راجع الصفحات: 147-152، والمقصود من أخويه : أبو بكر وعمر
(61) راجع الصفحات: 181-199
(62) ص: 137
(63) راجع الصفحات: 232-247
(64) راجع الصفحات: 248-390
(65) خميني : كشف الأسرار: 114 (ط، إيران – فارسي)، وقد ترجم هذا الكتاب إلى العربية وطبع في عمان سنة 1987
(66) المصدر نفسه
(67) صورتان متضادتان: 95
(68) انظر تفاصيل أكثر في الفصل الماتع الذي كتبه الأستاذ وليد الأعظمي العجم والقرآن الكريم ) في كتابه: الخمينية 117-131
(69) انظر الأحزاب: 36، النساء:59،69، الأنفال: 20
(70) النساء: 65 و 80 ، والحشر: 70
(71)ابن القيم: زاد المعاد: 1/37 ( تحقيق شعيب الأرنؤوط )
(72) انظر التفاصيل في كتاب وصول الأخبار إلى أصول الأخبار للحسين العاملي: 78،79،81،84،93،162 ..الخ
(73) نفس المصدر: 94 .
(74) ابن بابويه القمي: عيون أخبار الرضا: 1/275 (ط ، طهران )
(75) ابن بابويه القمي: علل الشرائع: 531 ( طبع طهران )
(76) الأنوار النعمانية : 2/278 (ط1: تبريز بإيران )
(77) خميني : التعادل والترجيح ( مطبوعة ضمن مجموعة الرسائل بطهران ) : 80
(78) نفس المصدر: 81
(79) انظر الحديث والمحدثون للشيخ محمد محمد أبو زهرة ص(93) ط، القاهرة
(80) القرشي: عيون الأخبار: 4/291
(81) انظر التفاصيل في كتاب: " موقف الأمة الإسلامية من القاديانية ": 9
" ترجمة الدكتور عبد الرزاق اسكندر ، باكستان "
(82) انظر: كتابه : النبوة والأنبياء في ضوء القرآن : 221-261، وكتابه الآخر: صورتان متضادتان : 18و77-
84
(83) الكليني: أصول الكافي 1/158
(84) نفس المصدر
(85) نفس المصدر: 1/260
(86) نفس المصدر: 1/263
(87) نفس المصدر: 1/265
(88) نفس المصدر: 1/270
(89) نفس المصدر: 1/240
(90) انظر البحث الماتع الذي كتبه الدكتور عرفان عبد الحميد فتاح: " الخمينية ونظرية النبوة المستمرة " ضمن كتاب: فضائح الباطنية ( منشورات منظمة المؤتمر الإسلامي الشعبي ببغداد 1987 )
(91) المازندراني : الإتقان : 159
(92) إن ما نسبه العجم إلى كون علي بن الحسين هو ابن شهربانو أكذوبة دسها العجم في العديد من الكتب، وقد أثبت البحث العلمي بطلانها . انظر بحث الأستاذ عبد الحميد العلوه جي : كذبة فارسية ( بغداد 1987 )
(93) المازندراني: الإيقان: 158-159 .
(94) البغدادي: الفرق بين الفرق: 286-279
(95) جواد البلاغي: نصائح الهدى والدين : 114 .
(96) انظر التفاصيل في كتاب الشهيد إحسان إلهي ظهير: البهائية ( لاهور:1984) .
(97) انظر الفتوى التي أصدرها العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في تكفير خميني وأتباعه والمنشورة في آخر كتاب الدجال خميني ( كشف الأسرار) . كما اصدر أكثر من ثلاثة مئة عام فتاواهم الصريحة في تكفيره وتكفير اتباعه، منهم العلامة محمد منظور النعماني، والعلامة حبيب الرحمن الأعظمي، والشيخ أسعد مدني، وعلماء مدارس باكستان، والهند، والمغرب وغيرهم . وراجع كتاب العلامة الشيخ سعيد حوّى: " الخميني ، شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف" ( عمان 1987)
(98) الندوي : صورتان متضادتان : 53 - 54 وفيه تفصيل ونصوص يراجعها من يشاء
(99) الأنوار النعمانية : 1/108 ( ط. إيران )
(100) القمي : سفينة بحار الأنوار : 2/164
(101) المطالب المهمة : 11
(102) الكليني : الروضة من الكافي: 2/245
(103) حياة القلوب : 2/640( فارسي ط ، إيران )
(104) الحجرات: 7
(105) الكليني: الكافي : 1/42
(106) رجال الكشي: 180
(107) سفينة البحار: 2/54
(108) نفس المصدر: 2/310
(109) طبع إيران عدة مرات آخرها في عهد خميني سنة 1982: ترجمة إلى العربية الدكتور محمد النبداري وطبع في دار عمار بالأردن سنة 1988
(110) الحديث مخرج في الصحيحين : أخرجه البخاري في كتاب النفقات(5358) باب حبس الرجل قوت سنة على أهله . الفتح (2/52)، وفي الاعتصام (7305)، باب ما يكره من التعمق والغلو في الدين الفتح (13/277). وفيالفرائض (6728) باب قول النبي ص:" لا نورث ما تركناه صدقة . الفتح (6/12). وأخرجه مسلم في الجهاد والسير (1757) ، باب حكم الفئ: (1377)
(111) الحج 13
(112) رجال الكشي: 54
(113) نفس المصدر
(114) الطوسي: الأماني: 259 ، المجلسي: حق اليقين 203-204
(115) الكافي في الفروع : 2/141
(116) الأردبيلي : الحديقة : 677
(117) تفسير القمي : 2/336
(118) انظر كتاب: علي والخلفاء ( بغداد 1989 )
(119) زكي مبارك : عبقرية الشريف الرضي : 1/118





التوقيع

إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر

    رد مع اقتباس
قديم 2010-03-13, 10:15 رقم المشاركة : 33
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: حقيقة الشيعة .........حتى لا ننخدع(مجدد)


بسم الله الرحمن الرحيم
(( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا )) الكهف /1 ، (( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله )) الإعراف/ 43 ، (( الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى )) النمل /59 ، (( الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين )) المؤمنون / 28 ، (( الحمد الله الذي صدقنا وعده )) الزمر/74
نحمده ونستعينه ونستغفره، ونصلي على خيرته من خلقه صاحب المقام المحمود أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضوان الله تعالى على السابقين الأولين (( من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )) التوبة/ 100 .
أما بعـد
فإنه لما شاءت الإرادة الإلهية الخالدة للبشرية أن تبلغ رشدها العقلي وكمالها الإنساني بعث فيها محمد النبي العربي الأمي صلى الله عليه وآلة وسلم برسالة هي خاتمة النداء الإلهي المعصوم للإنسانية ، وحمّل العرب الفاتحين من أهله وصحبه وأنصاره وأتباعه ومسؤولية حمل الرسالة الخالدة ، وتأدية الأمانة، ونشر ألوية الحق والتبشير بالعقيدة الإسلامية الحقة ، رجاء نقل الناس جميعا من عباد إلى عبادة الله الواحد القهار ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام وسماحته ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، فآمن الناس بعقيدة الإسلام ورسالة القرآن طواعية وأختيارا ، وصاروا يدخلون في دين الله أفواجا ، ورضيت الأمم بقيادة الأمة العربية التي اختارها الله واجتباها لحمل هذا الدين و(( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) الأنعام/124 ، وصاروا يذكرون لهذه الأمة سبقها في الإسلام وفهمها له والدعوة إليه وفق منهجية متميزة تعتمد الحكمة والموعظة الحسنة ، فسقطت القواطع المواقع النفسية والتاريخية بين هذه الأقوام وبين حملة الرسالة , وصارت تفخر بالانتساب إلى لغتهم وهيأتهم وأخلاقهم ومثلهم وعقيدتهم، إظهارا لدينها واعترافا منها بالفضل والسبق، وإلا الفرس كما سيأتي بيانه مفصلا .
فقد عملوا جاهدين على الطعن في هذه العقيدة لعلمهم بمنزلتها في الإسـلام ، وحاجـة العباد إليـها أكثر من أي شئ آخر فإنه لا حياةللقوب، ولا نعيم ، ولاطمأنية إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وقاطرها وتعبده حق عباته .
ثم تناولوا بالطعن حاملي هذه العقيدة ومبلغي بالرسالة ومؤدّي الأمانة من العرب من المهاجرين والأنصار من خير القرون وخيرأمة أخرجت للناس ، انتقاما منهم على ما قاموا به من فتوحات أرغمت أنوف أسلافهم ، وكسرت شوكتهم ، ومزقت جموعهم وأحزابهم ، ودمّرت الإمبراطورية المجوسية ، وهدمت الكسروية ، فلم تقم لها بعد ذلك قائمة .
لقد بقي أكثر الفرس من بين الأمم جميعا ، ومشدودين إلى إرثهم المجوسي ، وتراثهم الوثني ، وغطرستهم العنصرية ، لم تزدهم الأيام إلا إصرارا على إفكهم ورعونتهم ،كلما وجدوا فرصة سانحة شاردة من الزمن بعد اعتناقهم الإسلام كذبا وزورا أو خلطة بعقائدهم وطقوسهم الفاسدة ، فما تركوا سانحة إلا استغلوها من أدجل نصب العداوة للعرب ولغتهم وتاريخهم ومآثرهم ، وقبل كل ذلك عقيدتهم الإسلامية التي أدت إلى وحدتهم وقوتهم، وأعطت لهم السيادة والغلبة على أمم الأرض لما خصهم الله به من الخصائص الموهية والمكسوبة .
يقول ابن حزم: ( كان الفرس من سعة الملك ، وعلوّ اليد على جميع الأمم، وجلالة الخطر في أنفسهم حتى إنهم كانوا يسمون أنفسهم الأحرار والأبناء ، وكانوا يعدون سائر الناس عبيدا لهم ، فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم إلى أيدي العرب ، وكانت العرب أقل الأمم عند الفرس خطرا ، تعاظم الأمم ، وتضاعفت لديهم العصبية ،و راموا كيد الإسلام بالمحاربة في أوقات شتى ، ففي كل ذلك كان يظهر الله الحق ، فأظهر قوم منهم الإسلام واستمالوا أهل التشيع بإظهار محبة أهل بيت رسو الله صلى الله عليه وآلة وسلم واستشناع ظلم علي رضي الله عنه، ثم سلكوا بهم مسالك شتى حتى أخرجوهم عن الإسلام (1) .
وحتى الذين دخلوا الإسلام رغبة على قلتهم ، فإن كثيرا منهم لم يستطع التخلص من رواسب العقائد الفارسية المجوسية ،و لا سيما عقيدتهم في تقديس الملوك والحكام وذرياتهم (2) .
يقول العلامة أبو الحسن الندوي إن تقديس السلالات والبيوتات وتأليهها ، يعكس معتقدات إيران القديمة ، فقد كانت السيادة الدينية والحكم في قبيلة ( ميديا ) ثم انتقلت هذه الزعامة إلى قبيلة ( المغان ) منذ علبة الديانة الزردشتية وتأثيرها على إيران ، وكان الفرس يعتقدون في طبقة الكهنوت أنهم ظل الإله على الأرض ،ولم يخلقوا إلا لخدمة الآلة ولا بد للحاكم أن يكون من هذه القبيلة ، فإن ذات الإله تتجسم فيه ، وإن منصب الإشراف على بيت النار وتنظيمه حق يختص بهذه القبيلة وحدها (3) .
وهكذا كان الفرس يكشفون المرّة تلو المرّة عن سوء مقاصدهم ، فحش أغراضهم ، ودفين حقدهم ، وبابتداع كل الوسائل والأسباب التي تمكنهم من تحقيق ما سوّلت لهم أنفسهم المريضة من تشويه للعقيدة الإسلامية ،و ضرب للسيادة العربية ،وهدم للخلافة العربية والإسلامية ، وحرُف للدين عن مقاصده النبيلة ، لتشكل في كل وقت ، وحين زمرة جاحدة معاندة ، وفئة ضالة مضلّة ، وحشدا يائسا مشدودا إلى كل مؤامرة سياسية أو ردة فكرية ، أو مخطط تآمري من شأنه أن يحقق لها ما يصبوا إليه حقدهم الدفين من هدم وتخريب .
وهكذا أصبح سدنة المجوسية الهالكة ، كٌهّان المزدكية المندثرة ، ودهاقنة فارس وخراسان من أبناء الأكاسرة المقهورين أنصارا للشعوبية في كل عصر وأوان حتى دفعها بغضها للعرب وحقـدها الأسور عليهم إلى الكفر والزندقة والردة عن الدين .
فقال لهم الجاحظ قبل مئتين من السنين مقولته المعروفة المشهورة إن عامة من ارتاب الإسلام إنما جاءه هذا عن طريق الشعوبية فإذاأبغض شيئا أبغض أهله وإن أبغض تلك اللغة أبغض تلك الجزيرة ،فلا تزال الحالات تنتقل به حتى ينسلخ من الإسلام إذ كانت العرب هيالتي جاءت به ، وكانوا السلف ) .
وهكذا وقفت حشودهم الهائجة مع كل فتنة وتمرد وعصيان أريد به إلغاءالسلطان العربي ، وضرب الخلاقة الإسلامية ، ومدّ يد العون والتأييد لكل أفّاك أثيم ، وطامع غشوم ، ومعتوه صوّرت له جذباته الشيطانية ، وشطحاته المزدكية ،و أوهامه المجوسية: أن في مقدوره النيل من أمة القرآن ، ورسالة الإسلام ، وتاريخ العرب والمسلمين وسلطان الخلافة .
واستمرأت هذه الفتنة الحاقدة ذلك كله حتى صارت لها عدة وإلفا متوارثا تنساق له بلا روية وتبصر ، بل في عمى وإصرار ، كأنها أدوات صماء جامدة تحشر في تيارات الهدم والإفك والعصيان بلا وعي ما دامت الغاية القصوى التي تزيّنها لها شياطينها هي محق الإسلام والنيل من العرب والمسلمين والعودة إلى إرث المجوسية المندثرة .
هذه حقائق تاريخية توالت حلقاتها في تتابع رهيب ، حتى تخالها - وأنت تقرأ ما دوّنه مؤرّخة التراث عن حـركاته – أنـك إزاء ظـاهرة واحدة مشتركة متماثلة الأصول والقواعد فلا اختلاف بينها إلا في الجزئية ، والمفردات العرضية التي تتباين فتتفـاوت بحسب ما تفتضيه الأوضاع القائمة والظروف الراهنة ، وما تستدعيه أساليبالإغواء من التلبيس والتدليس .
إنك في كل حلقة من حلقات التآمر والبغي والعدوان تصطدم بإمامٍ متألّه يدعي العصمة والولاية الروحية ، وينتحل لنفسه كــذبا وزوراالانتساب إلى آل البيت الكرام ، ويتظاهر رياءا وبهـتانا بالغيرة علىالإسلام وعقائده ، ويبشر – باطلا – الناس بالعودة إلى معاقله وتعاليمه ،ثم سرعان ما تكشف الأيام عن الحقيقة الواحدة التي لا تتبدل ، فإذا بهذاالدّعيّ الضال كذاب أشر ، مختل العقل ، فاسد الضمير ، خبيث الطوية ،حقود حسود ، قد أكلت قلبه عداوة العرب ، تملك نفسه الحقـد على دين المسلمين ، ويستوي في ذلك ابن سبا اليهودي وأبو مسلم الخراساني وبابكالخرّمي وإسماعيل الصفوي ودجال العصر الخميني .
أسماء مختلفة ، وأزمان متباعدة ، وحلقات متتابعة ، والحقيقة واحدة لا تزول ولا تتبدل تنبئ في الغاية والنهاية عن : ردة عن الإسلام ، وتأويل باطني خبيث لآياته وأحكامه ، وغلو وزندقة تدفع صاحبها بعيدا خارج دين الإسلام وجماعة المسلمين ، وشعوبية حاقدة سوداء باطنة المصدر والمضمون ، تتسرى بالإسلام كذبا وافتئاتا ، علها تجد لبضاعتها الفاسدة البـائرة سوقـا بين المغفلين ونبيـط الأرض وأراذل الناس ممن أوجز مراتبهم وصوّرهم وكشف عن مآربهم ومقاصدهم الإمام الغزالي قبل ما يقرب من ألف عام في صدر كتابه المعروف بـ ( فضائح الباطينية ) حيث قال: ( تشاور جماعة من المجوس والمزكية وشرمذة من الثنوية الملحدين وطائفة كبيرة من ملحدة الفلاسفة المتقدمين وضربوا سهام الرأي في استنباط تدبير يخفف عنهم ما نابهم من استيلاء أهل الدين ، وينفس عن كربه ما دهاهم من أمر المسلمين ، حتى أخرسوا ألسنتهم عن النطق بما هو معتقدهم من إنكار الصانع وتكذيب الرسل وجحد الحشر والنشر والمعاد إلى الله في آخر الأمر … وقد تفاقم أمر محمد صلى الله عليه وآلة وسلم واستطارت في الأقطار دعوته ، واتسعت ولايته ، واتسقت أسبابه وشوكته ، حتى استولوا على ملك أسلافنا وانهمكوا في التنعم في الولايات مستحقرين عقولنا وقد طبقوا وجه الأرض ، ذات الطول والعرض ، ولا مطمع في مقاومتهم بقتال ، ولا سبيل إلى استنزالهم عليه بمكر واحتيال ، ولو شافهناهم بالدعاء إلى مذهبنا لتنمروا علينا ، وامتنعوا من الإصغاء إلينا ، فسبيلنا أن ننتحل عقيدة طائفة من فرقهم … ونتحصن بالانتساب إليهم والاعتزاء إلى أهل البيت عن شرّهم ، ونتودد إليهم بما يلائم طبعهم … ونتوصل به إلى تطويل اللسان في ائمة سلفهم الذين هم أسوتهم وقدوتهم ، حتى إذا قبّحنا أحوالهم في أعينهم وما ينقل إليهم شرعهم بنقلهم وروايتهم اشتد عليهم باب الرجوع إلى الشرع سهل علينا استدراجهم إلى الإنخلاع عن الدين ، وإن بقي عندهم معتصم عن ظواهـر القـرأن ومتواترة الأخبار وأوهمنا أن تلك الظواهر لها أسرار وبواطن وأن أمارة الأحمق الانخداع بظواهرها وعلامة الفطنة اعتقاد بوطنها ثم نبث إليهم عقائدنا، ونزعم أنها المراد بظواهر القرآن ، ثم إذا تكثّرنا بهؤلاء سهل علينا استدراج سائر الفرق بعد التحيز إلى هؤلاء والتظاهر بنصرهم ، ثم قالوا …طريقنا أن نختار رجلا ممن يساعدنا على المذهب ونزعم أنه من أهل البيت، وأنه يجب على كافة الخلق مبايعته وتتعين عليهم طاعته فإنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم ومعصوم عن الخطأ والزلل من جهة الله تعالى (4) .
ونرى من الواجب علينا أن نعرض للعلماء والمفكرين جملة من مظاهر الدسّ الشعوبي في عدد من الأسس التي قامت عليها العقيدة الإسلامية ومما هو معلوم من الدين بالضرورة ، من نفي للتوحيد ، وادعاء بتحريف القرآن الكريم ، وإنكار للسنة النبوية الشريفة ، وعدم اعتقاد بختم النبوة بسيدنا محمد صلى الله عليه وآلة وسلم ، وتكفير سائر المسلمين وفي مقدمتهم الجيل المثالي الأول أصحاب رسو الله صلى الله عليه وآلة وسلم ولا سيما السابقين منهم كأبي بكر ، وعمر ، وعثمان، وخالد، وأبي عبيدة وطلحة ، والزبير ، ونحوهم ،و التقرب إلى إلاههم بلعنهم وسبهم ، فضلا عن قولهم بِتُرّها وضلالات وروايات اخترعوها، تنفر العاقل من الدين، وتنزل بالعقل من سماء الحكمة إلى حضيض الحيوانية العجماء . ومما تجدر الإشارة إليه أن جملة كبيرة من الحركات الهدامة قد تبينت كل هذا الشذوذ ، ومكنت له بقوتها وأموالها وإرهابها مثل : القرامطة ، والخرمية وما قام به البويهيون ،والعبيديون ( الفاطميون ) الحشاشون ، والصفويون ، والخمينيون من جهد منظم لأجل إ ضاعة هذه الترّهات وتدوينها في كتب بثوا حولها دعاية كبيرة جعلتها تحتل منزلة مقدسة عند العجم ، ونسبوا إلى آل البيت الكرام آلاف الروايات المكذوبة لدعم خطتهم وهدفهم .
* * * *
إنكار التوحيد المطلق :
التوحيد المطلق من أصول الإسلام ، وهو الإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد ، وحقيقته : اعتقاد عدم الشريك في الألوهية وخواصها (5) . وهو أول دعوة الرسل جميعا ، وأول منازل الطريق ، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل (6) ، كما ورد في القرآن الكريم على لسان نوح (7) وهود (8) وصالح (9) ، وشعيب (10) غيرهم (11) عليهم السلام .
وقد وصف الله تعالى نفسه بأن له المثل الأعلى ، فقال تعالى : (( الذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى )) النحل الآية 60 .
وقال تعالى: (( وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم )) الروم الآية 27 .
فجعل سبحانه مثل السوء – المتضن للعيوب والنقائص وسلب الكمال – لأعدائه المشركين ،وأخبر أن المثل الأعلى – المتضمن لإثبات الكمال كله لله وحده ،وهو الكمال المطلق ، ويستحيل لأحد أن يكون لمن له المثل الأعلى مثلا أو نظيرا(12).
ولكن الفرس جعلوا لله – سبحانه وتعالى – من يشاركه في صفات الألوهية والربوبية ، فقالوا بتأليه بعض البشر ، وهم الأئمة من آل البيت ، وهم براء من ذلك ، إذ نص الشهرستاني أن هذه العقيدة مأخوذة من المجوس المزدكية وغيرهم (13).
1- فقد ذكر محمد بن يعقوب الكليني الفارسي المتوفي سنة 329 هـ الذي أجمع العجم على تفضيله والأخذ بكتابه ( الكافي ) والثقة بخبره والاكتفاء بأحكامه (14) بأن الأئمة هم المثاني الذي أعطاه الله محمدا ، وأنهم وجه الله ، وعين الله ، ويد الله ، وهم الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتهم ، وهم لسانه الناطق في خلقه ،ويده المبسوطة على عبادة ، ولولاهم ما عبد الله وبهم عرف ووحّد ، وبهم أثمر الأشجار وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار وتزل غيث السماء ، ونبت عشب (15) الأرض ، فقرنهم بذلك بالله سبحانه وتعالى .
2- ونقل أن الأئمة هم شهداء الله على خلقه وولاه أمره، وخزنه علمه ، وخلفاؤه وأبوابه ، وأركان أرضه ، وورثه أنبيائه والقرآن يهدي إليهم ، وتعرض عليهم أعمال العباد ، وهم ولاة أمر الله فيهم (16) .
3- وزعم ابن بابويه القمي أن الله أعطى عليا t الجنة والنار فيدخل الجنة من يشاء ويخرج من يشاء (17) .
4- وفسّر الديلمي قوله تعالى : (( إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم )) [ الغاشية الآية :25-26] ، بأن الأئمة هم الموكلون من الله بحساب أتباعهم (18) .
5- وأكد الكليني قدرة الأئمة على إحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص (19)، وأنهم يعلمون الغيب ، ويعلمون متى يموتون ، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم (20) .
6- وزعم الطبرسي أن اسم سيدنا علي مقرون باسم الله وباسم محمدصلى الله عليه وآلة وسلم مكتوب على العرش وعلى مجرى الماء ، وعلى قوائم الكرسي ، وفي اللوح ، وعلى جبه اسرافيل ، وعلى جناحي جبرائيل ، وفي أكناف السموات وفي أطباق الأرضين، وفي رؤوس الجبال ، وعلى الشمس والقمر (21) .
7- وزعم كذبا أن سيدنا علي قال : إني وأهل بيتي كنا نورا بين يد الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف سنة (22).
8- ويفسّر المجلسي الإيراني قوله تعالى: (( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )) ، بان الرسول واجبة الإنذار وعليا t هو الذي يهدي الناس . الرعد: الآية 7 . (23)
9- وينسب المجلسي الإيراني إلى سيدنا علي t كذبا وزورا أنه قال: أنا كلام الله الناطق وهذا ( أي القرآن ) كلام الله الصامت (24) .
10- ويقول الدجال الخميني في كتابه ( الحكومة الإسلامية ) " إن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية تضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون . وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل " (25) .
إنما فعل الفرس هذا ، وقالوا هذه الأقوال ، وزوروا الكلام على أهل البيت – عليهم السلام – ليهدموا أعظم ركن من أركان العقيدة الإسلامية وهو التوحيد المطلق ، كما أضفوا هذه الصفات المشاركه لله تعالى في الألوهية والربوبية للأئمة ، لأن بعضهم يعتقد أنه النائب عنهم له ما لهم من المنزلة والزلفى ، فيكون الراد على ( النائب ) – مثل خميني – كالراد على الإمام ، والراد على الإمام كالراد على الله – تعالى الله عما يفترون علوا كبيرا . ولا يشك مسلم أن الأئمة من آل البيت y منزهون عن هذه الأقوال، فقد كانوا من عباد الله الصالحين ، يكثرون الصلاة والدعاء إلى الله والخوف منه، وهم بريئون مما ينسبه إليهم العجم كذبا وزورا (26) .
* * * *
القول بتحريف القرآن ونقصه :
القرآن الكريم كتاب الله العزيز الذي (( لا يأتيه الباطل من بين يديهولا من خلقه تنزيل من حكيم حميد )) فصلت الآية 42 .أخرج الله سبحانه به الناس من الكفر والعمى إلى الضياء والهدى ، وهو أصل الشريعة الإسلامية وعمودها ، من جمعه في قلبه فقد جمع النبوة بين جنبيه كما يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب t وقد تولى الله سبحانه وتعالى حفظه بنفسه ولم يكل ذلك إلى أحد من خلقه ، فقال تعالى: (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) الحجر الآية 9 .فظهر مصداق ذلك مع طول المدة وامتداد الأيام والشهور وتعاقب السنين وانتشار أهل الإسلام واتساع رقعته (27) .
أ – التحريف :
المراد بالتحريف إخراج الوحي الإلهي عما جاء به بالتغيير بالألفاظ والإضافة والحذف والتأمل بالباطل افتراءا مقصودا ، وكل من فسّر القرآن بغير حقيقته وحمله على غير معناه فقد حرّفه .
ومن هذه التحريفات والتفسيرات الغريبة ما ذكره الكليني الفارسي (28).
في قوله تعالى( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى )) محمد الآية 25 . المقصود بهم : أبو بكر وعمر وعثمان (29) .
2- في قوله تعالى: (( عم يتساءلون عن النبأ العظيم ، النبأ العظيم )) النبأ الآية 44 ، النبأ العظيم: الولاية (30) .
3- في قوله تعالى( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي )) المائدة الآية 3 ، قال: كان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب (31) .
4- وفسّر الفرس المتأخرون قوله تعالى: (( واذكر في الكتاب إسماعيل )) مريم الآية 54 ، أنه إسماعيل الصفوي (32) .
ولو شئت لذكرت مئات الأمثلة لهذا التفسير والتحريف والتأويل الفاسد الذي تزخر به كتب الفرس، فقد ورد في الجزء الأول من كتاب(الاحتجاج)، للطبرسي فقط أكثر من ثلاث وسبعين آية أوّلت مثل هذا التأويل الفاسد .
ونلاحظ أن الفكر الإيراني الشعوبي قد عمد بهذا التأويل إلى إظهار التناحر والتصادم والبغضاء بين الصحابة وآل البيت – وكلهم من العرب حملة الرسالة ، فكل ما ورد في الآيات من مرتدين ومنافقين ومخالفين وقاسطين وظلمة وظلم وكفر وفسوق وعصيان وطاغوت وجبت وخمر وميسر وناكث وسيئة وليل ولعنة ومثيلاتها المقصود منها: أبو بكر وعمر وعثمان وأتباعهم ، ولذلك يكذبون على سيدنا علي t فيروون عنه أنه قال: نزل القرآن أثلاثا: ثلث فينا وفي عدونا ،وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام (33) .
ولاشك أن الهدف النهائي من ذلك هو إفراغ القرآن الكريم من محتواه التشريعي الديني والإجتماعي ، وإفراغه من محتواه القومي باعتباره الكتاب الذي ضرب الأمثلة من الواقع العربي، وبيان عدم صلاحية الأمة العربية لحمل الرسالة وتأدية الأمانة ، وأن العجم أفضل منهم حتى في ذلك (34) .
ب – الزيادة والنقصان:
إن وقوع الزيادة والنقصان في القرآن الكريم هو مذهب الشعوبيين الفرس فقد أجمع أهل النقل والتفسير عندهم على أن القرآن المتداول بين أيدي المسلمين ليس القرآن كله ، فقد خصص ثقة الإسلام – عند العجم – الكليني بابا في كتابه فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة (35) ، وفيه من الأكاذيب والإفتراءات على كتاب الله أقلها ما نسبه زورا وكذبا وافتراءا لسيدنا جعفر الصادق t أنه قال: ( وإن عندنا لمصحف فاطمة وما يدريهم ما مصحف فاطمة، مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد (36) . وكذب عليه أنه قال: ( إن القرآن الذي جاء به جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآلة وسلم سبعة عشر ألف آية ) (37) .
المعروف أن القرآن ستة آلاف ومئتان وأربع آيات (38) . ومعناه أن ثلثي القرآن قد أخرج منه ، وأن الموجود هو الثلث فقط، فأين ذهب وما هو ؟
وقد حاول بعض الناس الدفاع عن أمثال هؤلاء واجتهدوا في إيجاد المعاذير لهم لكن الدارس يقف على حقيقة مرعبة مريرة تفيد أن الشعوبيين الفرس من الكليني إلى الخميني يؤمنون إيمانا قاطعا بنقص القرآن إلا من رحم ربك ، وهم قلّة قليلة لا نعلم الدوافع التي دفعتهم إلى القول بعدم وقوع التحريف النقص في الكتاب العزيز .
ومن أجل معرفة حقيقة دور الفرس في إشاعة عقيدة نقص القرآن وتحريفه بهدف هدم الإسلام ، ويتعين على كل مسلم وباحث منصف الرجوع إلى كتاب ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) الذي ألفه حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي الإيراني المتوفى سنة 1320 هـ ، وهو الكتاب الذي دافع فيه مؤلفه عن عقيدة نقص القرآن وتحريفه دفاعا كبيرا فأورد فيه قرابة ألفي رواية ثبت هذا الأمر وبيّن في مقدماته الطويلة التي كتبها إجماع علماء الفرس على القول بالنقص والتحريف وردّ على بعض القائلين بعدمهما في القرآن الكريم، وساق فيه عددا كبيرا مما اعتقد وزعم السابقون له أنه حذف من الكتاب العزيز .
ونوري الطبرسي هذا هو شيخ الإسلام والمسلمين عند العجم دبج الفرس التراجم الطويلة في ذكر علمه ومعرفته وبيان مناقبه وفضائله ، فقد وصف بأنه ( مروّج علوم الأنبياء والمرسلين، الثقة الجليل والعالم الكامل النبيل، والمتبحر الخبير والمحدث الناقد البصير ، ناشر الآثار وجامع شمل الأخبار، وصاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة والعلوم الغزيرة .. وهو اشهر من أن يذكر وفوق ما تحوم حوله العبارة ) (39) .
ووصفه أغا بزرك الطهراني بأنه : ( إمام أئمة الحديث والرجال في الأعصار المتأخرة ) وقال: ( ارتعش القلم بيدي عندما كتبت هذا الإسم، واستوقفني عندما رأيت نفسي عازما على ترجمة أستاذي النوري .. فخشعت إجلالا لمقامه ودهشت له ...الخ (40) . وممن أثنى عليه وقدسه ومجده الخميني أيضا (41) . وقد طبع كتابه هذا في إيران .
قال النوري الطبرسي الإيراني في مقدمة كتابه ( هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحري القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان (42) .
وشتمل الكتاب على ثلاث مقدمات وبابين نخلصها في الأسطر الآتية ، وهي مفصلة غاية التفصيل عنده إذ أن الكتاب في مجلد ضخم جدا .
المقدمة الأولى :
في نبذة مما جاء في جمع القرآن ، وجامعه وسبب جمعه ، في معرض تطرق النقص والاخلاف بالنظر إلى كيفية الجمع ، ومعززا رأيه بروايات للصدوق والطبرسي والصفار والكليني وابن شهر آشوب والجلسي والعياشي والنعماني وعلي بن أحمد الكوفي وغيرهم ، ملخصها أن عليا عليه السلام جمع القرآن لم يزد فيه حرف ولم ينقص منه حرف فرفضوه ونبذوه وراء ظهورهم ، وأن الخلفاء الثلاثة كانوا وكلوا تأليف القرآن ونظمه إلى من وافقهم على معاداة أولياء الله فأسقطوا منه ما تضمن مدحا للأئمة والنص الجلي على أمير المؤمنين عليه السلام ) كما أسقطوا منه مثالبهم وفضائحهم.
وعلى هذا فلا يستطيع أحد ادعاء جمع القرآن كله غير أمير المؤمنين ومن ادعى ذلك فهو كاذب .
وقال والجامعون منهم جماعة الأول أمير المؤمنين( عليه السلام ) وجمعه بخالف جمع الآخرين إجمالا) أما المصاحف الأخرى فهي مصحف الخلفاء الثلاثة ومصحف أبي بن كعب ومصحف ابن مسعود " فهذه مصاحف أربع متخالفة "
ويخلص إلى القول:" ويستفاد من مجموع تلك الأخبار خاصيها وعاميها منطوقا ومفهوما ، وبعد إمعان النظر فيها أن القرآن الموجود الآن بأيدي المسلمين شرقا وغربا المحصور بين الدفتين جمعا وترتيبا لم يكن كذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم (43) .
المقدمة الثانية :
في بيان أقسام الاختلاف والتغيير والممكن حصوله في القرآن، والصور في الزيادة والنقصان كثيرة فالنقصان شمل السورة كسورة الحقد وسورة الخلع ، والنقصان والتبديل فقد شملت الكلمة والحرف وحركات الكلمات (44).
المقدمة الثالثة :
في ذكر أقوال العلماء في تغيير القرآن وعدمه فالتغيير والنقصان مذهب علي بن إبراهيم، وصرح بذلك في تفسيره وملأ كتابه من أخباره ، ومذهب تلميذه الكليني الذي نقل الأخبار الكثيرة الصريحة في هذا المعنى في كتاب ( الحجة والروضة) . وهو مذهب المجلسي وقد صرح به في ( مرآة العقول)، ومحمد بن الحسين الصفار في ( البصائر)، ومحمد بن إبراهيم النعماني في تفسيره ( الصغير)، وسعد بن عبد الله القمي في ( ناسخ القرآن )، ومحمد بن سعود العياشي وفرات بن إبراهيم ومحمد بن العباس الماهيار الذين ملأوا تفاسيرهم عن الأخبار الصريحة في هذا المعنى، والمفيد في إرشاده ، وبنو نوبخت ومنهم إسماعيل بن إسحاق وأبو محمد حسن بن موسى وأبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت وإسحاق الكاتب ورئيس الطائفة أبو القاسم حسين بن روح .
وممن يظهر منه القول بالتحريف أيضا حاجب بن الليث السراج في (رياض العلماء ) وابن شاذان في ( الإيضاح)، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي في ( التحريف)، ووالده محمد بن خالد في ( التنزيل والتغيير) ، وعلي بن الحسن بن فضال في ( التنزيل والتحريف) ، ومحمد بن الحسن الصيرفي في ( التحريف والتبديل )، وأبو طاهر بن عمر القمي وعلي بن طاووس في (سعد السعود ) والجزائري في ( الأنوار) والداماد في( حاشية خطبة القبسات (45) .
الباب الأول :
في ذكر الأدلة التي استدلوا بها على وقوع التغيير والنقصان في القرآن، ومن هذه الأدلة التي أوردها معززة بالأخبار والروايات .
أن اليهود والنصارى غيّروا وحرّفوا كتاب نبيهم وهذه الأمة لا بد وأن يغيّروا القرآن فكل ما وقع في الأمم السابقة يقع في هذه الأمة (46).
2- الأخبار الدالة صريحا على سقوط بعض الآيات مثل آية الرجم ونقصان بعض السور فسروة الأحزاب كانت بطول سورة البقرة (47) .
3- أن لعلي عليه السلام قرآنا مخصوصا جمعه بنفسه مخالفا للقرآن الموجود من جهة الزيادة والنقصان، وعزز بما ذكره المفيد وعلي بن إبراهيم والمجلسي والنعماني وابن شهر آشوب . ويؤكد أن الزيادة في قرآن علي عليه السلام هي من التنزيل والتأويل ويدعم رأيه بصريح رواية علي بن إبراهيم وفرات بن إبراهيم وما في العيون وصحيفة الرضا .
ومن الزيادات في مصحف علي – عليه السلام- واعتبرها من أصل القرآن (48) .
- ألست بربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين (49) .
- وكان أبواه مؤمنين وكان كافرا (50) .
- وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث (51) .
- أزواجه أمهاتهم وهو أب لهم (52).
- إن الإنسان لفي خسر وإنه فيه إلى أخر الدهر (53) .
4- وجود مصحف لعبد الله بن مسعود مخالف للمصحف الموجود وإن كان فيه مخالفة لمصحف أمير المؤمنين، ويذكر الآيات المخالفة في مصحف ابن مسعود وقد جمعها مما ذكره حسن بن حمدان الحضيني في " الهداية" وأحمد بن محمد السياري في " القراءات " وابن شهر آشوب في " المناقب" المجلسي في " البحار" والطبرسي في " الاحتجاج" والمفيد في " الارشاد" وفرات بن إبراهيم والعياشي في تفسيرهما وابن مردويه في" المناقب" وأسعد الأربلي في أربعينه والطوسي في " التبيان " ومنها (54) .
- إن عليا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبعوا قرآنه ثم علينا بيانه (55) .
- إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل محمد على العالمين (56).
- وكفى الله المؤمنين القتال بعلي (57).
- ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عن وزرك الذي أنقض ظهر ورفعنا لك ذكر بعلي صهرك (58) .
- اكثرهم بنو تميم لا يعقلون (59).
5- أن ابن عفان لما استولى على الأمة جمع المصاحف واستخرج منها نسخة وأحرق بقية المصاحف( وما فعل ذلك إلا لإعدام ما بقي فيها مما كان بأيدي الناس أو غفل عنه أخواه مما كان يلزم حذفه صونا لكتاب الله عز وجل وتعطيل بعض الشريعة.. هذا مع ما يلزم من الحجة أنه لم يترك ذلك سلطتهم )، ( وقصد إبطال بعض ويطرحه بعمد إلا وفيه ما قد كره فأزاله من أيدي الناس وكفى بذلك عناده لله ورسوله (60) .
6- أن الله تبارك قد ذكر أسماء الأوصياء ( عليهم السلام) وبعض صفاتهم وشمائلهم في جميع الكتب المنزلة على رسله، وصرح فيها بوصايتهم وهذا يؤكد ذكرهم في القرآن . ثم يستعرض عدة روايات لتأييد ذلك جاءت عند الصدوق والعياشي وأسعد بن إبراهيم وعلي ين طاووس والمسعودي وابن شهر آشوب وأحمد بن محمد بن عياش .
فأسماؤهم في التوراة حسب التسلسل: - نقرثيب ، قيذوا ، وبيزا ، مقسورا ، مسموعا، ودوموه ، مشيو، هذار، بثموا ، بطور نوقس، قيذموا .
والملاحظة تعدد أسماء علي عليه السلام في التوراة فهو: نقرثيب والياويري، ويريها ، وإيليا، وإريا، وقرسا، وهابيل . وكذلك في الإنجيل فهو: الياوبريا، ويريها، وهيذار، وحيدرا . أما اسمه في صحف إبراهيم ، خربيل،وفي الزبور قاروطيا (61).
وكان قد ذكر قول شاذان بن جبرائيل في الروضة والفضائل بالإسناد يرفعه إلى الثقاة أنهم أوضحوا ما وجدوا وبان لهم من أسماء أمير المؤمنين عليه السلام ثلاثمائة اسم في القرآن (62) .
7- الأخبار الكثيرة المعتبرة والصرحية في وقوع السقط ودخول النقصان ففي ( الكافي) عن أبي عبد الله (ع) أن القرآن سبعة ‘شر ألف آية . وفي ( شرح الكافي ) لمحمد صالح أن القرآن الذي جمعه علي(ع) ثمانية عشر ألف آية وفي القرآءات للسياري عن أبي عبد الله(ع) أن القرآن عشرة آلاف آية ، والمعروف أن آيات القرآن الموجود هي ستة آلاف ومئتان آية وأربع آيات أو أربع عشر أو تسع عشرة أو خمس وعشرون أو ست وثلاثون آية على اختلاف القراء في كيفية العدد، وبناء على ذلك فإن النقص في آيات القرآن كثيرة وهذا النقص مخزون عند أهل البيت (63).
8- الأخبار الواردة في الموارد المخصوصة من القرآن الدالة على تغيير بعض الكلمات والآيات والسور وهي كثيرة جدا حتى قال نعمة الله الجزائري، إن الأخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث ، كما ادعى استفاضتها جماعة كالمفيد والداماد والشيخ والمجلسي وغيرهم .
ثم يستعرض الكثير من الآيات المحرفة معززة بالروايات عن الأئمة أنها هكذا نزلت (64) وهو في كل ذلك كذاب على الأئمة – عليهم السلام - .
وها هو دجال العصر الخميني يسير على نهج أسلافه العجم ويعقتد عقيدتهم في القول بتحريف القرآن ونقصه، وفيقول في كتابه ( كشف الأسرار): إن تهمة التحريف التي يوجهها المسلمون إلى اليهود والنصارى إنما تثبت على الصحابة (65) ، ويقول في موضع آخر: ( لقد كان سهلا عليهم ( يعني الصحابة ) أن يخرجوا هذه الآيات من القرآن ويتناولوا الكتاب السماوي بتحريفه، ويسدلوا الستار على القرآن ويغيبوه عن أعين العالمين(66)
ومن جرّاء شك العجم بالقرآن الكريم وعدم اعتقادهم بصحته لاحظ العلامة أبو الحسن الندوي أنه لا يوجد بين العجم حفظة للقرآن الكريم ، فقد جرب ذلك بنفسه لدى رحلته إلى إيران عام 1973 (67).
وأرقى ما أظهر العجم من تكريم القرآن الكريم واحترامه ، أنهم جعلوه كتابا للخبرة والفأل عند سفرهم أو زواجهم وفي بعض شؤونهم ، وقسموا كلام الله المجيد إلى ثلاثة أقسام_ خوب ، وسط ، بد ) وهي تعني ( جيد، وسط ، ردىء )، جعلوا في أعلى صفحات المصحف تلك الرموز، وهي مثبتة في جميع طبعات المصحف في إيران بلا استثناء وعندي منها ما يقرب من ثلاثين طبعة.
وقد أحصينا تلك الإشارات الباطنية ، فوجدنا ( الرد ىء) قد قارب نصف صفحات المصحف ، ولا يدري من ذلك ( المجتهد) الذي تجرأ على كتاب الله تعالى، وجعل بعضه جيدا وبعضه وسطا، وبعضه رديئا، ولا يدري كيف استطاع ذلك ( المجتهد ، الدجال أن يحمل العجم على الاعتقااد بذلك حتى جعلوه في أعلى صفحات المصحف فاصبحوا من الخاسرين (68) .
ونحن ندعو المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يلاحظوا طبعات المصحف في إيران وينتبهوا إلى ذلك، ويعملون أن من أصول دينهم إهانة الإسلام والمسلمين .
الطعن في السنة النبوية :
لا خلاف بين المسلمين أن السنة النبوية الشريفة هن العمود الثاني من أعمدة هذا الدين، وأن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا في محكم كتابه العزيز بطاعة رسوله محمد أمينه على وحيه ، وخيرته من خلقه ، وسفيره بينه وبين عباده صلى الله عليه وآلة وسلم ، وقرن طاعة رسوله بطاعته في العديد من الآيات البينات(69) كما فرض الله سبحانه طاعة رسوله وذكرها في العديد من الآيات وحدها(70) . وليس لمؤمن بعد هذا كله أن يختار شيئا بعد أمره صلى الله عليه وآلة وسلم ، بل إذا أمر صلى الله عليه وآلة وسلم فأمره حتم وجب على جمبع المكلفين اتباعه وحرّم عليهم مخالفته، فلا حكم لأحد معه ولا قول لأحد معه.
ومعلوم أنه بحسب متابعة الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم تكون العزة والكفاية والنصرة، كما أن بحسب متابعته تكون الهداية وجعل شقاوة الدارين في مخالفته ، فلأتباعه الهدى ، والأمن ، والنجاح ، والعزة، والكفاية، والنصرة، والولاية والتأييد، وطيب العيش في الدنيا والآخرة ، والشقاء في الدنيا والآخرة (71). وإنما تكون متابعة الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم معرفة الصحيح الثابت من سنته والعمل بها أو بما يستفاد منها .
وغلاة الفرس ممن خلطوا دين الإسلام بالمجوسية ينكرون السنة النبوية التي نقلها إلينا أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وآلة وسلم ، لأنهم يجمعون على أن أصحابه قد أرتدوا كلهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم بما فيهم سادة بني هاشم وغيرهم من الأنصار والمهاجرين إلا ثلاثة: المقداد، وأبوذر وسلمان الفارسي – كما سيأتي بيانه مفصلا بعد قليل -، وهؤلاء لم يٌروُ عنهم إلا قليل كما هو معروف،وأما البقية فلا يطمئن إليهم ولا إلى مروياتهم لانقلابهم على أعقابهم إلى الكفر – والعياذ بالله – فلا يعتمد عليهم ولا يوثق بأخبارهم، فإنها ساقطة مكذوبة موضوعة، وقسموا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم إلى ثلاثة أقسام :
1- معلوم العدالة ، مثل سلمان والمقداد وأبي ذر .
2- معلوم الفسق والكفر ، ممن أظهر في زعمهم العداوة والحرب لآل البيت، فهذا يدل على أنهم لم يكونوا آمنوا ، بل كانوا منافقين أو أنهم ارتدوا بعد النبي، مثل أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وأبي عبيدة بن الجراح وعائشة ونحوهم ممن يحبهم ويؤيدهم ، وهؤلاء يتقربون إلى الله ورسوله بسبهم وبغضهم وبغض من أحبهم (72).
مجهول الحال :
لذلك أنكروا صحة جميع ما رواه المسلمون من السنة في كتب الصحاح، فقالوا :" فصحاح العامة كلها وجميع ما يروونه غير صحيح (73).
ولم يكتفوا بذلك ، بل قالوا بوجوب مخالفة أصحاب المذاهب الإسلامية جميعا بحيث إن مقياس صحة الخبر عندهم هو مخالفته للبقية ، فنسب ابن بابويه القمي الإيراني كذبا وزورا إلى علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه سئل: يحدث الأمر لا أجد بدا من معرفته ، وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك ؟ فقال: ائت فقيه البلد فاستفته في أمرك، فإذا أفتاك وخذ بخلافه فإن الحق فيه(74) ، وعقد ابن بابويه القمي في كتابه " علل الشرائع" بابا بعنوان:" العلة التي من أجلها يجب الأخذ بخلاف ما تقوله العامة" قال فيه كاذبا: " إن عليها عليه السلام لم يكن يدين الله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره ، إرادة لإبطال أمره ، وكانوا يسألون أمير المؤمنين عليه السلام عن الشيء الذي لا يعلمونه ، فإذا أفتاهم جعلوا له ضدا من عندهم ليلبسوا على الناس " (75).
لأجل ذلك قال نعمة الله الجزائري الإيراني:" إنا لا نجتمع معهم على إله"، ولا على نبي، ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون : إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وآلة وسلم نبيه ، وخليفته بعده أبو بكر ، ونحن لا نقول بهذا الرب ، ولا ذلك النبي نبينا " (76).
وهذا الدين الجديد الذي ابتدعه العجم ثابت عندهم من مئات السنين وإلى يوم الناس هذا ، فانظر إلى دجال العصر الخميني ماذا كتب في رسالته:" التعادل والترجيح" المطبوعة المشهورة المتداولة ، حيث عقد فصلا عنوانه :" في حالة الأخبار الواردة في مخالفة العامة " ، قال فيه: " وهي طائفتان: إحداهما: ما وردت في خصوص الخبرين المتعارضين، وثانيهما: ما يظهر منها لزوم مخالفتهم وترك الخبر الموافق لهم مطلقا " .
ثم ساق الدجال مجموعة من الأكاذيب المفتراه على الأئمة – عليهم السلام- زورا في وجوب مخالفة المسلمين وعلق عليها بقوله :" ولا يخفى وضوح دلالة هذه الأخبار على أن مخالفة العامة مرجحة في الخبرين المتعارضين مع اعتبار سند بعضها ، بل صحة بعضها على الظاهر، واشتهار مضمونها بين الأصحاب ، بل هذا المرجح هو المتداول العام الشائع في جميع أبواب الفقه وألسنة الفقهاء (77) .
ثم يخلص من بحثه إلى القول: " فنحصل من جميع ما ذكرنا من أول البحث إلى هنا أن المرجح المنصوص ينحصر في أمرين: موافقة الكتاب والسنة ومخالفة العامة (78) .
فأي سنة هذه التي تخالف مجموعة المذاهب الإسلامية الأخرى وما جمعت عليه الأمة الإسلامية ؟ ولذلك فإنه يعرض إعراضا تاما عن كل كتب السنة النبوية المعتبرة ، ويرفض الاستدلال بأية رواية منها، ولا سيما في كتابه" الحكومة الإسلامية " .
وبدلا من ذلك عمد العجم إلى وضح الحديث الكثير على لسان أئمة أهل البيت – عليهم السلام – وكذّبوا عليهم ونسبوا إليهم أشياء يمجّها العقل والذوق وتخالف ما أجمع عليه المسلمون (79).
وكان الإمام جعفر الصادق عليه السلام في مقدمة من تصدى لعملية الدس والوضع فقال:" إن الناس أغروا بالكذب علينا حتى كأن الله عز وجل افترضه عليهم لا يريد منهم غيره …... وذلك بأنهم لا يطلبون دينا وإنما يطلبون دنيا (80) .
ولكن رغم الموقف الحازم لأئمة آل البيت – عليهم السلام- في التصدي لهذا الموجة الوثنية التي قادها الشعوبيون الفرس، إ أنهم لم يحققوا كل النجاح فانتشرت هذه الأحاديث الموضوعة المختلقة في كتب العجم المعتمدة ، وكان كل مؤلف يأتي يضيف إلى سابقه حتى امتلأت بها المكتبات بحيث كونت اليوم قناعة عندهم بأنها صحيحة .
إن نظرة واحدة لكتاب " بحار الأنوار" لخاتمة محدثي العجم المجلسي الذي طبع أخيرا في مئة وعشرة مجلدات تبين الكم الهائل من الأحاديث والأخبار الموضوعة التي أثرت في العقلية الإيرانية تأثيرا سيئا للغاية فجعلت من دينهم دينا يغاير دين المسلمين في كل شئ .
الطعن في عقيدة ختم النبوة :
إن من مبادئ الإسلام – بعد الإيمان بالتوحيد والبعث بعد الموت – أن محمد صلى الله عليه وآلة وسلم قد ختم الله به النبوة وأن لا نبي بعده ، وأنع لا وحي بعده ، ولا إلهام يكون حجة شرعية ، وهذه العقيدة هي المعروفة بعقيدة ختم النبوة في الإسلام. وقد اعتبرتها الأمة الإسلامية من عصر النبي صلى الله عليه وآلة وسلم إلى يومنا هذا جزءا من الإيمان من غير أدنى خلاف . والعشرات من الآيات القرآنية والمئات من الأحاديث النبوية عليها شاهدة وهي مسألة قطعية ومسلمة (81) .
ويشير العلامة أبو الحسن الندوي إلى أن النبي صلى الله عليه وآلة وسلم بذاته مركز الهداية، ومصدر القيادة، ومحور العلاقة القلبية والانقياد الفكري للأمة فتعتقد يكونه خاتم الرسل، ومنبر السبل، وقدوة لكل ، ولا تسمح لأحد بعده بالمشاركة في النبوة والتشريع المطلق . إن وحدة هذه الأمة ومركزها واجتماع شملها . وابتعادها عن الفرقة الإعتقادية والعلمية وبقاء طاقتها الداخلية وقوتها الإيمانية يرتبط كل ذلك بقعيدة ختم النبوة إلى حد كبير وإن عقيدة المشاركة في النبوة تضاد عقيدة ختم النبوة (82).
لقد ملأت كتب الفرس بالأخبار والأحاديث المكذوبة التي تؤكد عدم الإيمان بعقيدة ختم النبوة والإيمان باستمرار نزول الوحي بعد رسول اللهصلى الله عليه وآلة وسلم ، والغلو في الأئمة غلوا تبرأ الأئمة أنفسهم منه ، فعقد الكليني مثلا أبوابا في هذا الغلو ساق تحتها مجموعة كبيرة من الأحاديث منه: " أن الأئمة عليهم السلام إذا شاؤوا أن يعلموا علموا (83). ، وأنهم يعلمون متى يموتون ، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم(84) . ، وأنهم يعلمون علم ما كان وما يكون (85) . ، وأن عليا عليه السلام كان شريك النبي في العلم (86). ، وأن التفويض في أمر الدين إنما كان لرسول الله إلى الأئمة (87). ، وأنهم محدّثون ومفّهمون (88) " . بل ذكر الكليني رواية أثبت فيها نزول الوحي على سيدتنا فاطمة (رضي الله عنها) ، قال: " إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآلة وسلم دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله (عز وجل) فأرسل إليها مكلا يسلي عنها ويحدّها فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام) ، فقال: إذا احسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي" فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا" (89) .
أما كتب الفرس في العهد الصفوي فإن ما فيهالا يمكن الصوره من الإيمان التام باستمرار النبوة بعد سيندنا محمد، مما أثبته الباحثون بالنصوص الكثيرة التي وصلت عندهم حد التواتر(90) ، حتى أصبح ذلك من الأمور الطبيعية الثابتة عند الدجال العصر خميني يصرح به في وسائل الإعلام حيث أعلن في حسينية جماران ظهر يوم الأحد المصادف 2-3-1968 بكل وقاحة رفضه لعقيدة ختم النبوة حينما ذكر أن الوحي لم ينقطع بموت نبينا محمدصلى الله عليه وآلة وسلم بل ظل جبريل ينزل على سيدتنا فاطمة رضي الله عنها مدة (57) يوما فيوحي إليها وأن سيدنا عليا رضي الله عنه كان كاتبا لوحيها.
لقد أصبحت إيران مرتعا خصبا للنزعات الباطنية والأفكار المجوسية ، وتربة صالحة لنمو الفرق الضالة الملحدة ، والمذاهب الباطلة الهدامة، وانتشرت عندهم فكرة خروج المهدي من بلادهم " بكتاب جديد على العرب شديد " (91) وهو من أولاد شهربانوا إبنة يزدجرد الثالث من آل ساسان، وملوكهم المقدسين عندهم (92) ينتظرونه في لهفة وشوق ويصيحون : الله طال الانتظار ، وشمت بنا الفجار وصعب علينا الانتظار " (93).
وكان الفرس منذ القديم يقولون : إن زرادشت تنبأ لكشتاسف " أن الملك يزول عن الفرس إلى الروم واليونان ، ثم يعود إلى الفرس، ثم يزول عن الفرس إلى العرب ثم يعود إلى الفرس، وأيده جاماسب المنجم على ذلك وقالوا: قد تحقق تنوء زرادشت وجاماسب في زوال الملك عن العجم إلى الروم واليونانية في أيام الإسكندر ، ثم عوده إلى العجم بعد ثلاث مئة سنة، ثم زواله إلى العرب، والآن سيعود إلى العجم ، ويكون عودته9 على عهد وبيد ذلك الصبي الغائب المنتظر الموعود، وأو بيد الرسول الذي سيبعث بالعجم ، وينزل عليه كتاب من السماء ، وينسخ بشرعه شريعة محمدصلى الله عليه وآلة وسلم (94).
هذه البيئة المتلاطمة الأمواج باليأس والقنوط والجهل والشوق إلى قرب ظهور ذلك المنتظر الموعود الذي سيعيد مجد فارس، وكانت تربة صالحة لظهور الأدعياء والمتنبئين ، فظهر علي محمد الشيرازي في القرن التاسع عشر وادعى أنه الباب والمهدي المنتظر، ولقيت دعوته رواجا في هذا البيئة الفاسدة ، ولقد صور أحد المؤرخين تلك الأيام التي ظهرت فيها البابية أصدق تصوير حينما قال: " قد ملأ دينهم أسماعهم بالبشرى بالمهدي، وحشا قلوبهم وجوانحهم بالشوق إليه ، وطالت عليهم ليالي الانتظار في توقع صبح الفرج ، فكان من يأتيهم باسم المهدي يكون حاجتهم المطلوبة ، وأمنيتهم المنتظرة ، ويأتي إلى مهاد موطد وأمر ممهد قد امتلأت بالرغبة إليه القلوب، واشتاقت إليه النفوس، وامتدت الأعناق، وشخصت الأبصار، فلا يحتاج المتمهدي من ضعفاء البصائر إلا إلى شئ من التمويه والتلبيس (95).
وكان من النتائج الطبيعية بعد ذلك ظهور المرزه حسين علي المازندراني المعروف بالبهاء في غيران ونحاجه في تأسيس ( البهائية ) وادعائه النبوة، وتأليف كتابه ( الأقدس) الذي ظنه ناسخا لجميع الكتب السماوية الأخرى بما فيها القرآن الكريم (96).
كما كان من الطبيعي أن تظهر الديانة الخمينية الجديدة وتلقى تأييدا لا يستهان به من الإيرانيين في دعواها إلى إنكار التوحيد المطلق والقول بنقص القرآن والطعن في السنة النبوية واعتقادها بعدم ختم النبوة بسيدنا محمد صلى الله عليه وآلة وسلم ، ونيابة خميني عن الإمام المنتظر ثم ادعاؤه الإمامة مما حمل علماء الأمة على تكفيره وإخراجه عن الملّة الإسلامية (97).
الطعن في التربية النبوية والصحابة:
إن ما تقتضيه طبيعة الرسالات السماوية ودراسة تاريخ حملتها هو أن تتحقق معجزة صنع الإنسان كأنه قد ولد من جديد، ويكون لدعوتهم وصحبتهم من التأثير وقلب طبائع الأشياء ما لو ذكر بإزائه( حجر الفلاسفة ) الأسطوري أو( الكيمياء ) دل على الجهل بالحقائق التاريخية ، اعتبر إهانة للنبوة والأنبياء .
ولقد بعث الله سبحانه محمد صلى الله عليه وآلة وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وأكمل لأمته الدين ، وأتم عليهم النعمة ، وخصه بصحابة أوفياء رحماء أتقياء هانت عليهم نفسهم وأموالهم وعشيرتهم واستطابوا المرارات والمكاره في سبيل الدعوة إلى الله ، وأفضى يقينها إلى قلوبهم فآثروا الآجل على العاجل والحرص على دعوة الناس وإخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها .
وكان كل ذلك من آثار التربية النبوية المحمدية التي أنتجت مجتمعا مثاليا وصفه الله سبحانه في محكم كتابه العزيز بقوله: (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، ذلكم مثلهم في التوراة والإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار)) الفتح الآية 26 .
وصار الصحابة خيار المؤمنين ومثلهم وأسوتهم حين تخرجوا في المدرسية النبوية المحمدية ، وعاشوا في أكنافها ، وتمثلوا قيما ، ومعانيها السامية . وقد وثـقهم الله سبحانه من فوق سبع سموات فقال في محكم كتابه العزيز: (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )) التوبة الآية 100 .
لا توجد صورة في المصور الإنساني العالمي الواسع بل في الكون كله، أجمل وأروع وأشرف من هذه النماذج الإنسانية والأنماط البشرية باستثناء الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم ، لذلك كانوا مصابيح خالدة أبد الدهر تضئ لكل مسلم يلتمس طريق الإيمان والخير ويعمل على تواصلها في ربط حاضره وسلوكه بتلك الأسوة الخالدة .
ومن هنا أصبح من المتعين على المسلمين النظر إلى هذا الجيل المثالي الذي خرّجته المدرسة النبوية مثالا يحتذى ، بكل قداسة وتقدير وتبجيل واحترام، ووجب عليهم تمثل هذه الرموز الخوالد في سلوكهم وتصرفاتهم وعد السماح لأي أحد مهما بلغت منزلته أن ينتقص من أقدارهم بأي شكل من الأشكال ذلك امتهان للتربية النبوية المحمدية وهم لصروح الإسلام وقيمه.
هذا الصورة العظيمة الرائعة تقابلها صورة معكوسة يتبناها الشعوبيون الفرس، فتهدم المجهودات العظيمة التي قام بها نبي الإسلام صلى الله عليه وآلة وسلم في مجال التربية والتوجيه ، وتثبت له عبر مئات الكتب – إخفاقا لم يواجهه أي مصلح أو مرب خبير مخلص لم يكن مأمورا من الله ولا مؤيدا من السماء ولا مورد وحي ولطف إلهي .. إنها تعدمه في صورة كالحة سوداء مظلمة تتمثل في جحود النعمة ، والجفاء والغدر ، وإخفاء الحق ، عبادة النفس وجب الجاه، وتحريف التعاليم القرآنية والسنة النبوية لتحقيق أغراضها الخسيسة.. إنها ترى أن المجهودات الجبارة التي بذلها محمدصلى الله عليه وآلة وسلم ثلاثة وعشرين عاما لم تنتج إلا ثلاثة أو أربعة أشخاص ظلوا متمسكين بالإسلام إلى ما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآلة وسلم ثلاثة أما غيرهم فقد ارتدوا عن دين الله ( والعياذ بالله ) وأثبتوا أن التربية أخفقت في مهمتها (98) .
إن المطلع على تراث الإيرانيين بالغتين العربية والفارسية لا يجد كتابا من كتبهم ولا رسالة من رسائلهم – حتى كتب النحو واللغة والبلاغة – إلا وهي مشحونة بالشتائم والمطاعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم حملة شريعته مبلغي ناموسه ورسالته ، وتلامذته الأبرار ، وهداة أمته الأخيار، ولا سيما الخلفاء الثلاثة الراشدين المهديين أبي بكر وعمر وعثمان، وخصوا عمر بمزيد من السباب والشتائم والمطاعن ، وحقدوا عليه حقدا أعمى لما علموه من جهاده في هدم دولتهم المجوسية ، وحشده لأمة العرب من أجل تحقيق وعد الله الذي وعد به العرب المسلمين، فهزم جيوشهم الجرارة ، وقوّض إمبراطوريتهم ومزّقها شر ممزق في معارك الخالدة: القادسية ، والمدائن، وجلولاء ، ونهاوند ، وحرر الأمم من عبوديتهم وقهرهم وظلمهم ، فما قامت بعد ذلك لهم قائمة ، لذلك تآمروا عليه ، فاغتالوه ،وصاروا يحتفلون بيوم مقتله ، ويقيمون الأفراح فيه ، بل عدّوه عيدا ينبغي الاحتفال به ، فقد جاء في كتاب " الأنوار النعمانية": ( نور سماوي يكشف عن ثواب يوم قتل عمر بن الخطاب ) ، كما أقاموا مزارا قرب طهران لقاتله أبي لؤلؤة المجوسي يزورونه ويقدمون النذور إليه (99). ولا يشك باحث أن الحقد الفارسي هو الدافع لهم إلى ذلك ، وه ما تكشفه رواية مكذوبة دسّها الإيراني الشيخ عباس بن محمد رضا القمي في كتابه الموسوم بـ :" سفينة بحار الأنوار" قال:" سوء رأي الثاني ( أي عمر بن الخطاب ) في الأعاجم لما ورد سبي الفرس إلى المدينة ، أراد الثاني أن يبيع النساء ، وأن يجعل الرجال عبيدا للعرب ، وعزم على أن يحمل العليل والضعيف والشيخ الكبير في الطواف وحول البيت على ظهورهم ، فقال أمير المؤمنين ( علي بن أبي طالب) : إن النبي صلى الله عليه وآلة وسلم قال: أكرموا كريم قوم إن خالفوكم ، وهؤلاء الفرس حكماء كرماء فقد ألقوا إلينا السلام ورغبوا في الإسلام، وقد اعتقت منهم لوجه الله حقي وحق بني هاشم (100).
وإنما جاء ذلك لدعوى الفرس أن الصحابة ارتدوا بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وآلة وسلم ، وهو عندهم من المتواتر الذي لا يحتاج إلى برهان .
قال شاعرهم : يوم قضى المصطفى في صبحه على الـ **** أعقاب أصحابه من بعده انقلبوا (101).
وقال الكليني الفارسي الإيراني: ( كان الناس أهل ردّة بعد النبي إلا ثلاثة: المقداد بن الأسود ، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي (102) .
وقال مثل ذلك خاتمة محدثيهم المجلسي(103) ، وفسّروا قوله تعالى: (( وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان )) (104) الكفر: أبو بكر ، والفسوق : عمر ، العصيان : عثمان (105) .
وذكر الكشي الإيراني أنه ما أهريق دم ولا حكم بحكم غير موافق لحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وآلة وسلم وحكم علي ، إلا وهو في عنقي أبي بكر وعمر(106) .
وذكر القمي أن أبا بكر وعمر كانا يعبدان صنما أخفياه في جبل فاستخرجه علي وكسره (107).
وقال عن سيدنا عثمان: ( وقام الثالث كالغراب همه بطنه ، ويله لو قص جناحاه وقطع رأسه كان خيرا له ) (108).
ومن هنا كتب الخميني في كتابه ( كشف الأسرار) (109) . فصلين كفّر فيهما أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، لمخالفتهما في زعمه نصوص القرآن الكريم ، أول هذين الفصلين بعنوان " مخالفة أبي بكر لكتاب الله " (ص111-114) وثانيهما بعنوان " مخالفة عمر لكتاب الله " (ص114-117) وفيهما من الكذب، والإفتراء ، والحقد الدفين على العروبة والإسلام ما يتناسب وشعوره المريب بالدور العظيم الذي قام به الخليفتان الراشدان في إقامة الدولة العربية الإسلامية ، لنشر العدالة والتوحيد في الأرض ، وتخليص الناس من ظلم أنفسهم وتحطيم الإمبراطورية الفارسية المجوسية التي أرادت أن تصد الإسلام عن الناس .
وخميني – كما هي عادته – يغطي كل ذلك بدعوى مشايعة آل البيت زورا وبهتانا لإخفاء مقاصده الخبيثة فيقول: ( وهنا نجد أنفسنا مضطرين على إيراد شواهد من خالفتهما لصريحة للقرآن لنثبت بأنهما كان يخالفان ذلك وأنه كان هناك من يؤيدهما ) .
ثم يسوق هذا الدجال المارق ما ظن أن أبا بكر قد خالف في زعمه كتاب الله قي قصة الإرث المعروفة ، واتهمه بوضع حديث ( إنّا معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة (110) . وقال في أول الفصل الثاني:
( نورد هنا مخالفات عمر لما ورد في القرآن – لنبين بأن معارضة القرآن لدى هؤلاء كان أمرا هينا ، ونؤكد بأنهم سيخالفون القرآن أيضا فيما إذا كان قد تحدث بصراحة عن الإمامة ) .
ويقول في حق عمر الفاروق عند كلامه المزعوم على جملة قالها في احتضار رسول اللهصلى الله عليه وآلة وسلم . " وهذا يؤكد أن هذه الفرية صدرت من ابن الخطاب المفتري ، ويعتبر خير دليل لدى المسلم الغيور ، والواقع أنهم ما اعطوا الرسول حق قدره: الرسول الذي جد وكد ، وتحمل المصائب من أجل إرشادهم وهدايتهم ، وأغمض عينيه وفي أدنيه ترن كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية ، والتابعة من أعمال الكفر والزندقة والمخالفات لآيات ورد ذكرها في القرآن الكريم " أ . هـ .
ويقول في خلاصة كلامه على سبب عدم ورود الإمامة في القرآن الكريم، ومخالفة الخليفتين الراشدين للقرآن ومتابعة المسلمين لهما ما نصه : " من جميع ما تقدم يتضح أن مخالفة الشيخين للقرآن لم تكن عند المسلمين شيئا مهما جدا، وأن المسلمين ،وإما كانوا داخلين في حزب الشيخين ومؤيدين لهما وإما كانوا ضدهما ولا يجرؤون أن يقولون شيئا أمام أولئك الذين تصرفوا مثل هذه التصرفات تجاه رسول الله وتجاه ابنته ، وحتى إذا كان أحدهم يقول شيئا فإن كلامه لم يكن ليؤخذ به ، والخلاصة : حتى لو كان لهذه الأمور ذكره صريح في القرآن ، فإن هؤلاء لم يكونوا ليتخلوا عن المنصب .
ولكن، وحيث أن أبا بكر كان أكثر تظاهرا من سواه ، فإنه جاء يحديث أنهى به المسألة ، فأقدم على ما أقدم عليه بشأن الإرث كما أنه لم يكن من المستبعد بالنسبة لعمر أن يقول: بأن الله أو جبرائيل ، أو النبي : قد أخطأوا في إنزال هذه الآية فيقوم أبناء العامة بتأييده كما قاموا بتأييده فيما أحدثه من تغييرات في الدين الإسلامي ، ورجحوا أقواله على آيات القرآن " .
ويقول في معرض حديثه عن الإمامة وأولي الأمر : " إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين ، وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله ، وما حلّلاه وما حرّماه من عندهما ، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله ، والدين.. إن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة، وأن يكونوا ضمن أولي الأمر ( كشف الأسرار ص 107-108) ".
ولذلك يطلق الخميني على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ( الجبت والطاغوت ) ويسميهما ( صمني قريش) ويرى أن لعنهما واجب ، وأن من يلعنهما ، ويلعن أمهات المؤمنين عائشة وحفصة ابنتيهما ، وزوجتي رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم له فضل وأجر عظيمان .
وقد اصدر خميني مع جماعة آخرين من الفرس نص الدعاء المتضمن هذه المهازل الكفرية ونحن نورد هنا بعضه منقولا عن ( تحفة العوام المقبول) (ص 422-423 ) المطبوع في لاهور :
دعاء صنمي قريش:
" بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صلى على محمد .. وآل محمد .. اللهم العن صنمي قريش .. وجبتيهما ..وطاغوتيهما .. وأفكيهما .. وابنتيهما الذين خالفا أمرك .. وأنكرا وحيك .. وجحدا إنعامك ..وجحدا آلاءك .. وعطلا أحكامك ..وأبطلا فرائضك .. وألحدا في آياتك .. وعاديا أولياءك .. وواليا أعداءك ..وخرّبا بلادك .. وأفسد عبادك ، اللهم العنهما .. وأتباعهما .. وأولياءهما .. وأشياعهما .. ومحبيهما " .
الطعن في آل البيت الكرام والانقاص منهم :
يحتل آل البيت الكرام منزلة رفيعة في نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وعلى امتداد التاريخ العربي الإسلامي فما يتجه مسلم إىل الله في صلاته إلا ويذكرهم بالصلاة والبركة عليهم مع رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم :
( اللهم صلى على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ) .
إن سادة أهل البيت وكبراءهم وعلي رأسهم سيدنا علي المرتضى أسد الله الغالب، وريحانتا رسو الله صلى الله عليه وآلة وسلم الحسن والحسين سيدا شباب الجنة وأولادهما الأماجد قد عرفوا بترفع النفس ، وعلو الهمة والاشتغال بمعالي الأمور دون سفاسفها ، وبرباطة الجأش، وإيثار اليد العليا على اليد السفلى ، وكانوا في سعة الحلم، ويعد الأناة كالجبال الراسيات، فإذا جدّ الجدّ وكان لابد من خوض المعركة ثاروا كالليوث، حمية للإسلام وعقيدته ودفاعا عن أهله، ولا يسع قلم إحصاء مناقبهم وفضلهم ومنزلتهم في تاريخ العرب والمسلمين.
ومع أن العجم يتجرأون على الله ورسوله وآل البيت الكرام حينما يجعلون لبعضهم منزلة تصل إلى حد مشاركة الله سبحانه وتعالى في الألوهية والربوبية افتراءا وكذبا عليهم وهم الصالحون من عباد الله الذين لا يرتضون مثل هذه الضلالات الكفرية – تجدهم يصورون في كتبهم وخطبهم فاقدى الشجاعة والجرأة في طلب الحق وإظهاره ، يتبعون سياسة المصالح وإخفاء الحق لأجل مصالحهم الدنيوية – أعاذهم الله من ذلك- فلم يسلم آل بيت النبي صلى الله عليه وآلة وسلم من دسهم وسلاطة لسانهم ، وبذاءة أقلامهم وخبث باطنهم ، ودناءة ضميرهم ، فقالوا في العباس عم رسول اللهصلى الله عليه وآلة وسلم وصنو أبيه ، إن آية (( لبئس المولى ولبئس العشير )) (111) قد نزلت فيه (112).
وزعموا أن سيدنا عليا رضي الله عنه لعن ابنيه عبد الله وعبيد الله(113) .
وأهانوا سيدنا علي – وهو بطل الإسلام وأسد الله الغالب – حينما نسبوه إلى الجبن والذل وقالوا: إنه بايع خوفا وإكراها وإن سيدتنا فاطمة رضي الله عنها عنفته ولامته على جبنه (114) – معاذ الله – وذكروا أن عمر بن الخطاب غصب ابنته فتزوجها رغما منه ، وأنه لم يستطع منعه عن ذلك ، فنسب الكليني الإيراني إلى جعفر الصادق كذبا وزورا أنه قال في أم كلثوم بنت علي زوج الفاروق: ( إن ذلك فرج غصبناه (115) ، وذكر الأردبيلي ما نصه: ( إن عليا لم يكن يريد ان يزوّج ابنته أم كلثوم من عمر، ولكنه خاف منه ، فوكّل عمه عباس ليزوجها منه ) (116).
وزعم القمي – كذبا مفتريا – أن فاطمة رضي الله عنها رفضت الزّواج بسيدنا المرتضى رضي الله عنه وقالت لأبيها رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم : ( يا رسول الله أنت أولى بما ترى غير أن نساء قريش تحدّثني عنه أنه رجل دحداح البطن طويل الذراعين ضخ الراديس ، أنزع، عظيم العينين ، لمنكبيه مشاشا كمشاش البعير ) (117).
والحق أن الروايات الكثيرة التي دسّها في كتبهم تظهر جميع آل البيت ضعفاء جبناء ، ولم يؤيدهم أحد من المسلمين، وكل هذا بلا شك كذب وافتراء فقد كانت لهم من المنزلة والزلفى عند الحكام والمحكومين ما تزخر به كتب التاريخ المعتمدة (118).
وقد استمرت هذه الإهانات إلى عصرنا هذا فبلغت الوقاحة بدجال العصر خميني في خطاب له يوم( عيد الغدير) سنة 1987 إلى القول بأن الإمام عليا رضي الله عنه أخطأ في قبوله التحكيم في حرب صفين وأن الإمام الحسن رضي الله عنه قد أخطأ هو الآخر حينما عقد الصلح .
إن هذا كلّه يذكرنا بأسلافهم البويهيين حينما قال أحد قواد عضد الدولة البويهي للشريف أبي أحمد الموسوي نقيب الطالبيين ووالد الشريفين الرضي والمرتضى : ( إلى كم تدل علينا بالعظام النخرة ) (119) .ثم نفاه إلى قلعة شيراز .
-------------------
(1) ابن حزم : الفصل في الملل والأهواء والنحل: 2/108
(2) وليد الأعظمي: الخمينية ، وريثة الحركات الحاقدة والأفكار الفاسدة:13 ، (عمان 1988)
(3) أبو الحسن الندوي: صورتان متضادتان 99-100
(4)- فضائح الباطنية 21-22
(5) التفتازاني : المقاصد : 2/14 (ط ، الأستانة ) .
(6) ابن أبي العز: شرح العقيدة الطحاوية : 1/21 (ط ، مؤسسة الرسالة ) بيروت 1988)
(7) الأعراف: 59
(8) الأعراف: 65
(9) الأعراف: 73
(10) الأعراف: 85
(11) انظر النحل : 36، الأنبياء : 25
(12) ابن أبي العز: شرح العقيدة الطحاوية 1/119
(13) الملل والنحل :2/118
(14) هو أفضل كتاب عند العجم، وهو عندهم أفضل بكثير من البخاري ومسلم
انظر مقدمة الكتاب : 1/26
(15) الكافي : 1/143 –145
(16) الكافي : 1/190- 2332
(17) علل الشرائع : 1/164
(18) إرشاد القلوب : 2/256
(19) الكافي :1/484
(20) نفس المصدر :1/258 –260، 264
(21) الاحتجاج : 1/230
(22) نفس المصدر: 1/212 ويذكر ابن بابويه القمي أن ذلك كان قبل خلق آدم بسبعة آلاف سنة ( علل الشرائع : 1/208
(23) حق اليقين ( فارسي ) :69
(24) نفس المصدر: 257 وفاته قوله تعالى L ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق) ولكن أنّى للعجم أن يفهموا كتاب الله ؟ !
(25) الحكومة الإسلامية : 52 (ط –1 ، القاهرة )
(26) لقد تبرأ الأئمة – عليهم السلام – من الغلو والغلاة ، مثل محمد الباقر ( الملل والنحل : 1/373 ) وجعفر الصادق ( الكامل لابن أثير:5/208) وغيرهما
(27) انظر مقدمة تهذيب الكمال : 1/146 بيروت 1980
(28) انظر مثلا: الكافي : 1/290،413، 418، 420، 426، 439، .. الخ
(29) الكافي : 1/426
(30) الكافي: 1/418
(31) الكافي: 1/290
(32) د. كامل مصطفى الشبيبي: الفكر : 413
(33) الكافي: 1/627
(34) في رواية النعماني عن سيدنا علي وهو مكذوب عليه بلا ريب أنه قال: ( كأني بالعجم في فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلّمون القرآن كما أنزل ). ( الطبرسي: فصل الخطاب: 14 )
(35) الكافي: 1/238
(36) نفس المصدر: 1/239
(37) نفس المصدر: 2/634
(39) القمي: الكنى والألقاب: 2/405
(40) إعلام الشيعة : جـ 2 قسم 2ص 543
(41) الحكومة الإسلامية: 66
(42) ص : 1
(38) وقيل أقل من ذلك بقليل أو أكثر على اختلاف القراء في كيفية العدد كما هو مفصل في كتب علوم القرآن
(43) راجع الصفحات : 1-20
(44) ) راجع الصفحات: 23-24
(45) راجع الصفحات: 25/34
(46) راجع الصفحات: 35-53
(47) راجع الصفحات: 107-116
(48) راجع الصفحات: 118-123
(49) أصل الآية(( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ..) الاعراف: 172
(50) أصل الآية (( وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا )) الكهف: 80
(51) أصل الآية (( وما أرسلناك من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان)) الحج: 52
(52) أصل الآية (( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض )) الأحزاب: 6
(53) أصل الآية (( إن الإنسان لفي خسر )) العصر: 2
(54) راجع الصفحات: 123-137
(55) أصل الآيات( إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرآناه فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه)) القيامة: 17،148،19
(56) أصل الآية (( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين)) آل عمران: 23
(57) أصل الآية(( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا )) الأحزاب: 25
(58) أصل الآيات( ألم نشرح لك صدر ووضعنا عن وزرك، الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك )) الإنشراح: 1،2،3،4
(59) أصل الآية (( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون )) الحجرات:4
(60) راجع الصفحات: 147-152، والمقصود من أخويه : أبو بكر وعمر
(61) راجع الصفحات: 181-199
(62) ص: 137
(63) راجع الصفحات: 232-247
(64) راجع الصفحات: 248-390
(65) خميني : كشف الأسرار: 114 (ط، إيران – فارسي)، وقد ترجم هذا الكتاب إلى العربية وطبع في عمان سنة 1987
(66) المصدر نفسه
(67) صورتان متضادتان: 95
(68) انظر تفاصيل أكثر في الفصل الماتع الذي كتبه الأستاذ وليد الأعظمي العجم والقرآن الكريم ) في كتابه: الخمينية 117-131
(69) انظر الأحزاب: 36، النساء:59،69، الأنفال: 20
(70) النساء: 65 و 80 ، والحشر: 70
(71)ابن القيم: زاد المعاد: 1/37 ( تحقيق شعيب الأرنؤوط )
(72) انظر التفاصيل في كتاب وصول الأخبار إلى أصول الأخبار للحسين العاملي: 78،79،81،84،93،162 ..الخ
(73) نفس المصدر: 94 .
(74) ابن بابويه القمي: عيون أخبار الرضا: 1/275 (ط ، طهران )
(75) ابن بابويه القمي: علل الشرائع: 531 ( طبع طهران )
(76) الأنوار النعمانية : 2/278 (ط1: تبريز بإيران )
(77) خميني : التعادل والترجيح ( مطبوعة ضمن مجموعة الرسائل بطهران ) : 80
(78) نفس المصدر: 81
(79) انظر الحديث والمحدثون للشيخ محمد محمد أبو زهرة ص(93) ط، القاهرة
(80) القرشي: عيون الأخبار: 4/291
(81) انظر التفاصيل في كتاب: " موقف الأمة الإسلامية من القاديانية ": 9
" ترجمة الدكتور عبد الرزاق اسكندر ، باكستان "
(82) انظر: كتابه : النبوة والأنبياء في ضوء القرآن : 221-261، وكتابه الآخر: صورتان متضادتان : 18و77-
84
(83) الكليني: أصول الكافي 1/158
(84) نفس المصدر
(85) نفس المصدر: 1/260
(86) نفس المصدر: 1/263
(87) نفس المصدر: 1/265
(88) نفس المصدر: 1/270
(89) نفس المصدر: 1/240
(90) انظر البحث الماتع الذي كتبه الدكتور عرفان عبد الحميد فتاح: " الخمينية ونظرية النبوة المستمرة " ضمن كتاب: فضائح الباطنية ( منشورات منظمة المؤتمر الإسلامي الشعبي ببغداد 1987 )
(91) المازندراني : الإتقان : 159
(92) إن ما نسبه العجم إلى كون علي بن الحسين هو ابن شهربانو أكذوبة دسها العجم في العديد من الكتب، وقد أثبت البحث العلمي بطلانها . انظر بحث الأستاذ عبد الحميد العلوه جي : كذبة فارسية ( بغداد 1987 )
(93) المازندراني: الإيقان: 158-159 .
(94) البغدادي: الفرق بين الفرق: 286-279
(95) جواد البلاغي: نصائح الهدى والدين : 114 .
(96) انظر التفاصيل في كتاب الشهيد إحسان إلهي ظهير: البهائية ( لاهور:1984) .
(97) انظر الفتوى التي أصدرها العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في تكفير خميني وأتباعه والمنشورة في آخر كتاب الدجال خميني ( كشف الأسرار) . كما اصدر أكثر من ثلاثة مئة عام فتاواهم الصريحة في تكفيره وتكفير اتباعه، منهم العلامة محمد منظور النعماني، والعلامة حبيب الرحمن الأعظمي، والشيخ أسعد مدني، وعلماء مدارس باكستان، والهند، والمغرب وغيرهم . وراجع كتاب العلامة الشيخ سعيد حوّى: " الخميني ، شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف" ( عمان 1987)
(98) الندوي : صورتان متضادتان : 53 - 54 وفيه تفصيل ونصوص يراجعها من يشاء
(99) الأنوار النعمانية : 1/108 ( ط. إيران )
(100) القمي : سفينة بحار الأنوار : 2/164
(101) المطالب المهمة : 11
(102) الكليني : الروضة من الكافي: 2/245
(103) حياة القلوب : 2/640( فارسي ط ، إيران )
(104) الحجرات: 7
(105) الكليني: الكافي : 1/42
(106) رجال الكشي: 180
(107) سفينة البحار: 2/54
(108) نفس المصدر: 2/310
(109) طبع إيران عدة مرات آخرها في عهد خميني سنة 1982: ترجمة إلى العربية الدكتور محمد النبداري وطبع في دار عمار بالأردن سنة 1988
(110) الحديث مخرج في الصحيحين : أخرجه البخاري في كتاب النفقات(5358) باب حبس الرجل قوت سنة على أهله . الفتح (2/52)، وفي الاعتصام (7305)، باب ما يكره من التعمق والغلو في الدين الفتح (13/277). وفيالفرائض (6728) باب قول النبي ص:" لا نورث ما تركناه صدقة . الفتح (6/12). وأخرجه مسلم في الجهاد والسير (1757) ، باب حكم الفئ: (1377)
(111) الحج 13
(112) رجال الكشي: 54
(113) نفس المصدر
(114) الطوسي: الأماني: 259 ، المجلسي: حق اليقين 203-204
(115) الكافي في الفروع : 2/141
(116) الأردبيلي : الحديقة : 677
(117) تفسير القمي : 2/336
(118) انظر كتاب: علي والخلفاء ( بغداد 1989 )
(119) زكي مبارك : عبقرية الشريف الرضي : 1/118





التوقيع

إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر

    رد مع اقتباس
قديم 2010-03-17, 10:57 رقم المشاركة : 34
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: حقيقة الشيعة .........حتى لا ننخدع(مجدد)


الطائفة البصرية الضالة
(نقلا عن كتاب ظاهرة الغيبة ودعوى السفارة – الميرزا محسن العصفور)
اسم المؤسس : عبد الوهاب حسن أحمد البصري.
الجنسية : بحريني

السوابق : حفلت حياة هذا المتهتك المستهتر الضال بتاريخ متناقض مضطرب مليء بالشكوك والشبهات والغموض فقد رحل طبقا لمخططاته التي كان يبيتها في أول عهده إلى مدينة قم لتعلم العلوم الدينية بقي فيها عدة أشهر ثم رحل منها إلى موسكو لتعلم الزندقة والإلحاد ومزاولة الآثام والمعاصي ثم توجه إلى الهند لتعلم السحر وفنون الشعوذة وبعدها إلى أحد الدول الأوروبية لتعلم اللغة الإنجليزية وتوج مراحله تلك في البحرين بعنوان مناضل تارة وأخرى سفير للإمام المهدي (عج) وهي آخر مراحله التي كرس جهوده من أول عهده للوصول إليها ومن خلال تحصيل تلك المقدمات التي جمعها من أقطار شتى لتأسيس شخصيته الموهومة المكذوبة التي بلغ الحد بها إلى ادعائها وإعلانها.

رؤوس أنصاره واتباعه ومواليه:
نذكر جملة ما وصلنا من أسمائهم ليكون الناس منهم على حذر و يقظة تامين و هم:
1- إبراهيم الجفيري 2- أحمد العريبي 3- سيد عبدالله المحرقي 4- سعيد حبيب 5- فاضل الصيرفي 6- أحمد عباس 7- عباس ملا علي 8- محمد الشارقي 9- عيسى الشارقي 10- عبدالأمير مبارك 11- حميد مسعود 12- شوقي غريب 13- فلاح مرهون 14- فخري مرهون 15- فيصل مرهون 16- سيد علي الستراوي 17- عبدالرسول رجب 18- عبدالحسين الزاير 19- عباس النجار 20- طاهر المحل 21- عبدالله عبدالحسين 22- عباس الدرازي 23- علي كرم 24- سيد نعمة الهاشمي 25- جلال القصاب 26- سلمان عبدالعزيز 27- علي كاظم 28- تقي الماحوزي 29- أحمد عباس 30- فاضل الصيرفي .
نشاطات المؤسس الفعلية داخل البحرين و خارجها

لا يبعد أن تكون هذه الحركة المشبوهة الهدامة الضالة قد ارتمت في أحضان الصهيونية العالمية التي تتعاهد دائماً مثل تلك الحركات و تغذيتها بكل ما تحتاج إليه من دعم مالي و إعلامي و تغطية أمنية و رعاية أبوية و لعل أكبر شاهد على ذلك الأموال الطائلة التي تصب في جيوب رؤوس أنصاره دائماً علاوة على المرتبات الشهرية الكبيرة التي يتقاضاها كل واحد من أذنابه.
و لم يكتف هذا المجرم بالعبث بعقائد الناس في داخل البحرين بل لأخذ يرسل شياطينه إلى المناطق المجاورة و مكة المكرمة لجمع الأعوان و استمالة القلوب و الضحك على البسطاء و السذج.
مجابهة علماء البحرين العملية الأولى لتلك الحركة

و قد نهض فضلاء البحرين ضد هذه الحركة المشؤومة و تصدوا لها بعنف و قوة و هذا ما يتضح لك جلياً من استدعائهم المؤسس لها في محضر جمع غفير منهم و تحدوه، و ناقشوه حتى أظهر العجز و التسليم و الإذعان ببطلان ما زعمه و روج له ولما طلب الإقرار على ما آل إليه أمره قام بإنشاء اعتراف هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم

أنا صاحب قضية الادعاء بالاتصال بالحجة عليه السلام أقر بأني ادعيت هذه الرؤى التي فيها الإمام (عج) و نوابه الأربعة(ع) و خاصة سفيره الثالث الحسين بن روح رضوان الله عليه و ذلك الذي أشار علي الإمام(ع) من خلال الرؤيا بالالتقاء به عبر المنام عن طريق( أحداث الرؤيا في المنام ) المعروف في كتب الأدعية و لم أكن حينها أعلم بأن الرؤى و الأحلام لا يترتب عليها الأثر الشرعي و لكن بعد لقائي بالعلماء الأعلام و اقتناعي بأن الرؤى و الأحلام لا يترتب عليها الأثر الشرعي، و لا يجوز التعويل عليها في دين الله سبحانه و تعالى و بعد أن ثبت لي أيضاً بأن السفارة عن الإمام(عج) في زمن الغيبة الكبرى و قبل خروج السفياني و الصيحة لا يمكن أن تقبل عليه(عج) أو عن نوابه الأربعة رضوان الله عليهم لكونهم ليسوا في هذه الحياة(و لذا فإني) أعلن بأني قد نفيت عن نفسي كل ذلك في محضر حضرة العلماء الأعلام الأفاضل وأنا بريء من كل من يحاول أن يعمل بمقتضى هذه الرؤى و لست مسؤولاً عمن خالفني في هذا بل يقع وزره على عاتقه و هو يتحمل المسؤولية الكاملة بنفسه لأني أجد نفسي متفقاً مع لرأي العلماء الأفاضل فعلى هذا فإني سأضع نفسي في تصرف علماء الملة الشريفة إذا ما جد أمر ينبئ عن ضلوعي في هذه القضية و أمثالها ليروا بعدها رأيهم و يحكموا حكمهم و أني لم أكن مكرهاً على هذا الإقرار و إنما هو لاقتناعي به و مساهمة مني لما هو علي من واجب شرعي و أعلن أيضاً براءتي من كل التهم و الإشاعات الباطلة التي نسبت لي ظلماً و بهتاناً و الله خير شاهد على ما أقول و الحمد لله الذي أبصرنا ديننا و وقانا الشقاق و الخلاف و سوء الفتن و المحن و السلام.

10/ شعبان / 1409هـ
18/ 2 / 1986 م
المقر عبد الوهاب حسن البصري

و قد ذيله الحضور بما صورته:
أن العلماء يعتقدون كذب مثل هذه الدعاوى و يحذرون المسلمين قاطبة من الانخداع بها و الاستجابة إليها و أنها من أكثر البدع إضرارا بالدين و زعزعة لقيمه الرفيعة في النفوس و إن مذهب الامامية ليبرأ من هذه البدع و إن المصر عليها مبدع ضال مضل، على المؤمنين أن يجتنبوه و يحذر بعضهم بعضاً منه.
و إن عبد الوهاب حسن البصري الذي سبق منه الادعاء بالنيابة عن الإمام القائم(عج) و عن نوابه الأربعة، و خاصة الحسين بن روح(رض) قد وقع بمحضرنا على اعترافه المكتوب بقلمه و المعاين له في هذه الورقة أعلاه.
1- السيد علوي السيد أحمد الغريفي 2- اليد هاشم السيد علي الطويل 3- الشيخ عباس أحمد الريس 4- الشيخ سليمان المدني 5- الشيخ عيسى القاسم 6- الشيخ جعفر الحاج حسن الدرازي 7- الشيخ عبد الأمير منصور الجمري 8- الشيخ علي محمد محسن العصفور 9- الشيخ محمد محسن محمد العصفور 10- الشيخ علي عبد النبي المخلوق 11- الشيخ عبد الحسين علي الستري 12- الشيخ عبد علي حمزة الحواج 13- الشيخ محمد مهدي زين الدين 14- الشيخ منصور علي حماده 15- الشيخ مجيد الحداد.

ملاحظة:
كنت أحبذ أن تنشر هذه النصوص وكذا ما سنذكره عما قريب بصورتها الأصلية إلا انه بسبب إرسالها عن طريق الفاكس وضعف التصوير لجأت إلى ذكرها بالنحو الذي تراه.
استعادة الظاهرة لأنفاسها من جديد:

وعلى الرغم من بلوغ القضية إلى الحد الذي ذكرناه لك عاود عبد الوهاب البصري ممارسة أدواره السابقة ولكن في هذه المرة بتحفظ شديد وبسرية تامة وأساليب ماكرة اكثر خبثاً وحيلة وعلى الرغم من ذلك تسربت الأخبار بشأن ذلك ولما بلغني الأمر سارعت بإصدار البيان التالي، وكان أول بيان يندد ويشجب تلك الحركة الضالة وقد كتبته بتاريخ 1/2/1411 هـ وقمت بتوزيعه على الطلاب البحرانيين في مدينة قم وأرسلت منه نسخاً إلى البحرين إليك نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم

قال عز من قائل(أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين)
نداء إلى كافة الأحرار، إلى الثابتين على صراط الحق ونهج الصدق من أبناء شعب البحرين المسلم الأبي، إلى الذين آمنوا بالله حق الإيمان، فأتقوا الله حق تقاته، وساروا على طريق مرضاته، يستحثهم عزم صؤول، وهمة لا يعتريها الفتور والخمول.
نداء إلى أبناء التضحية والفداء، أبناء الأصالة والنقاء، أبناء الأمجاد العريقة، والحضارات التليدة.
عليكم بمجابهة الدعوة الهدامة التي لهج بها المجرم الجسور المرتد عن حريم الإسلام، والمفارقة والملحد فيه والمدعي ما كفر معه بالخالق جل وعلا وافترى كذبا وزورا وقال بهتاناً وإثما عظيماً.
ذلك الشخص الذي وسم نفسه بالنيابة عن الإمام المهدي أرواحنا له الفداء ثم ادعى أخيرا المهدوية والزعامة الروحية العامة وقد تابعه عليها جمع من الحثالى وثلة من الأوغاد من وعاظ الشياطين وأصحاب النفوس المريضة.
وعليكم بالحيلولة دون انطلائها على ابسط أبناء وطنكم العريق العظيم، وليكن الجميع على علم تام بأن هذه الدعوة هي دعوة هدامة ومؤامرة مستبطنة وتنفيس لأحقاد عدو أثيم ومتآمر ظالم غشوم ومحاولة جريئة لابتزاز قيم الشريعة السامية وتشويه لمعالمها الحقة ووسيلة لإثارة الشكوك حول قداستها وإشاعة روح المهانة بأهداف شخصية المصلح الأكبر الذي سيملأ الأرض عدلا وقسطا بعدما ملئت ظلماً وجوراً .
كما نهيب بالغيارى من أبناء الشعب البحراني المسلم الغيور وأهل الحمية والإباء منهم إلى التصدي لخيوط تلك المؤامرة المفضوحة وبذل الجهود الحثيثة لاجتثاث جذورها من الأساس واقتلاع أساس غـيها وبغيها إخماد أوارها وإطفاء نارها.
((وسيعلم اللذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين))
والخطوة العملية التي طرحت نفسها على مخيلة فضلاء البحرين عندها هو إرسال استفتاء لمراجع الشيعة في العتبات المقدسة في العراق وإيران يلفت أنظارهم إلى الموضوع ويحاول أن يحصل منهم على تصريحات تندد بتلك الحركة الضالة على وجه الخصوص وتحذر المؤمنين من الانسياق وراءها وقد كان لها الأثر على المستوى العام واليك نص الاستفتاء المذكور:
بسم الله الرحمن الرحيم

قد وجد في وقتنا هذا من يطلق على نفسه ويطلق على اتباعه عنوان (نائب باب المولى) مدعيا النيابة عن (الحسين بن روح) رضوان الله عليه السفير الثالث في زمن الغيبة الصغرى الواقع بينه وبين الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف حاضراً و هو يدعي رؤية الإمام القائم عليه السلام في المنام، وانه قطع بأنه هو، وقد أرسله إلى الشيعة يأمرهم وينهاهم في المسائل الخاصة والعامة، ويأخذ منهم الخمس، وقوله وأمره ونهيه كل ذلك مقدم عند اتباعه على ما يأتي من الفقهاء مع التعارض، وطريقه في هذه التبليغات والأوامر والنواهي رؤيته المنامية للإمام القائم – عجل الله فرجه – نفسه أو الحسين بن روح كما قد تدعى له الملاقاة لهما في عالم اليقظة.
وقد حدث أن أعلن هو نفسه اشتباهه وتخليه عن دعواه أمام جمع من العلماء وكتب تقريرا موقعا بذلك ومذيلا بتعليق من العلماء الذين حضروا مجلس الاعتراف والتخلي إلا أن دعوته لازالت قائمة وتجمع الأتباع، وان من تابعه من العلماء من وكلائه ولازال يؤمن بصدق دعوته وحقانيتها، وان ادعى توقف الدعوة إليها، الأمر الذي يشهد الواقع بخلافه.
ويقوم بتسليم هؤلاء ومن قاربهم بهذه الدعوى على ما ينقلونه عنه من اخبارات بأمور خفية وما جاء على يده مما ينسبه للإمام القائم (عج) من نصوص بلفظها يرون إنها فوق مستوى الناقل، و أنه يمتنع عليه أن يأتي بها من نفسه في ظروف لا يحتملون معه انه يستمدها من غيره من دون الإمام(عج) مما جعلهم – كما يقولون – يقطعون بصحة دعواه و الصبغة السائدة في هذه النصوص استعمالها لغريب اللغة الشاذة جداً.
أولاً: ما هو الرأي المذهبي في أماكن هذه الدعوى ؟
ثانياً: ما هو توجيهكم حفظكم الله لهؤلاء الوكلاء و الأتباع و منهم من كان معروفاً بالوثاقة و الحرص على الدين ؟
ثالثاً: من يصر من هؤلاء على دعواه بعد الجهد من العلماء معه في بيان بطلان الدعوى هل يجوز الاقتداء بصلاته و حضور محاضراته و جلساته و تدريسه، أو يمتنع عن ذلك ولو من باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و إيقاف سريان البدعة؟
ملاحظتان:
1- تحت يد الرجل منجد لغوي و النصوص تحمل العيب المذكور من ناحية الفصاحة وأنها لا ميزة بلاغية لها، والبيان الأول منها –وهو خطاب الشيعة بالاستجابة للدعوى وهو منسوب للإمام (عج) لا يخلو من الأخطاء النحوية.
2- المبتدع في الدين مع انتفاء الشبهة هل يبقى عادلاً أم لا ؟
أفتونا مأجورين علماء البحرين

(الخطوة الثانية)
وقد حصلت هناك إجابات من جملة من الأعلام من أمثال:
1- الشيخ محمد أمين زين الدين.
2- السيد عبد الأعلى السبزواري.
3- الشيخ الميرزا علي الغوري.
4- السيد ابو القاسم الخوئي.
5- السيخ محمد علي الاراكي.
6- السيد
7- السيد علي السيستاني.
وآخرون ولكن لعدم العثور عليها جميعاً اذكر إليك ما وصلني : منها

(النص الأول)
بسم الله الرحمن الرحيم
دين الإسلام ومذهب أهل البيت عليهم السلام على الخصوص اعظم شأناً واكبر خطرا و أقوى حجة من أن يعتمد في دعوته على مثل هذه الأساليب الملتوية أو يلجأ إلى حجج غير منطقية أو غير شرعية أو على وجوه متناقضة إن غير صحيحة أو على أطياف أو ما يشبه ذلك مما ذكرتموه في السؤال والإمام الحي عليه وعلى آبائه الطاهرين افضل الصلاة و السلام اسطع نوراً واجل مقاماً واجلى حجة من أن يفعل مثل ذلك أو يوقع شيعته في مثل هذه الأخطاء والأخطار في مثل هذه الظروف لذلك فيجب الابتعاد جهد المستطاع عن هؤلاء ومقاطعتهم وعدم الحضور في مجالسهم وعدم الاستماع إلى دعوتهم فضلا عن الصلاة معهم وال الريب في انتفاء العدالة ممن يرتكب ذلك مع انتفاء الشبهة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
حرره الفقير إلى الله تعالى
محمد أمين زين الدين


(النص الثاني)
وهو عبارة عن عدة تعليقات على المتن السابق
للسيد الأعلى السبزواري
بسمه تعالى
1- من اعتقد بهذه الدعوى يكون فاسقا.
2- بسمه تعالى ظهر الجواب من جواب السؤال السابق وعلى المؤمنين أيدهم الله تعالى أن يتجنبوا عن هذه المخاطر التي توجه نحو الشقاق والاختلاف في الدين والانحراف عن السراط المستقيم وفقهم الله تعالى لما فيه الخير والصلاح.
(النص الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم
(1) لا إمكان لهذه الدعوى شرعاً بعد انقطاع السفارة عن الناحية المقدسة برحلة رابع السفراء العظام إلى دار البقاء و(لا ريب في) تكذيب مدعى الرؤية في عصر الغيبة (لما روى) كتابي الغيبة وإكمال الدين، والطيف لا يترتب عليه أي أثر ولا تثبت به أية دعوى في الشريعة المقدسة فضلاً عن السفارة والبابوية والقطع بأمثال ذلك مما لا اعتبار به لأنه من الجهل المركب الذي يعاقب فيه المكلف بالتقصير في المقدمات والله العالم.
(2) يجب على من ينتمي إلى الأئمة المعصومين ـ عليهم السلام ـ اليقظة والحراسة على ودايعهم ـ عليهم السلام ـ وهي الأحكام النبوية والشريعة المحمدية الغراء والمحافظة عليها بالتجنب عند عوى كل مبدع مضل وعدم الإصغاء إلى أباطيلهم كما يجب الابتعاد عن مجالسهم وحضور محافلهم، بل تجب مقاطعتهم وتشهيرهم بالضلالة والانحراف لئلا يغتر الشبان والبسطاء بأساليبهم وخدعهم فضلاً عن الصلاة خلفهم فإن هذا وأمثاله ترويح لأباطيلهم وبالأخص مع تخلي المدعي عن مدعاه وأبطاله دعواه بنفسه والله العالم.
(3) لا تصح الصلاة خلفه كما لا يجوز الحضور في أنديتهم ومحاضراتهم ونحوها لأن ذلك كله ترويح عملي للباطل وهو محرم يوجب الفسق واستحقاق العقوبة علية كما لا يجوز إعطاء الحقوق الشرعية لهم لا تكليفاً ولا وضعاً والله العالم.
الملاحظتان:
(1) لا يجوز إسناد الغلط للأمام عليه السلام لعلو مقامه عن الغلط والاشتباه فهذا بنفسه ينادي ببطلان ما يدعيه.
(2) العدالة لا تبقى مع البدعة والضلالة والله سبحانه العالم بأحكامه وهو الموفق للصواب.
الفقير إلى الله الغني
علي الغروي
(بيان علماء البحرين الثاني)
وعلى أثر تلك الاستفتاءات فقد عقدت ندوة علمية في مسجد مؤمن في وسط العاصمة انتهت بقراءة وتوزيع صور تلك التصريحات التي تضمنتها مجموعة الاستفتاءات مرفقة بهذا البيان .
بسمه تعالى
يهم العلماء في هذا البلد الكريم أن يوضحوا للمؤمنين والمؤمنات أن ما حصل من دعوى النيابة عن حسين بن روح النائب الثالث من نواب الغيبة الصغرى وبالتالي عن الإمام القائم الحجة ((عج)) وبتنصيب من الأمام نفسه أرواحنا فداه وذلك ممن أطلق على نفسه وأطلق عليه اتباعه عنوان: ((نائب باب المولى)) إنما هو أمر باطل وأن الدعوى المذكورة بدعة صريحة منافية للمذهب الجعفري ومقرراته الثابتة بالنص وإجماع الطائفة كملاً منافاة واضحة فاضحة لا يفرق في كون هذه الدعوى بدعة صريحة أن سميت سفارة أو نيابة أو وكالة أو أي اسم آخر.
وعلى المؤمنين أن يتوقعوا من الوقوع في حبائل هذه البدعة الضالة المهلكة وأن يتجنبوا صاحبها وإتباعه أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر وقطعاً لدابر الافتراء على دين الله ومذهب أهل العصمة.
ومن هذا الباب لا يحضر لهؤلاء درس ولا مجلس خطابة ولا محاضرة ولا يؤتم بهم في صلاة ولا يؤخذ منهم رأي بل يقاطعون في هذا كله وأمثاله حتى يتوب تائبهم ويثبت منهم ذلك واضحاً كما لا يسلم لأي منهم أي حق شرعي، فإن ذلك لا يسقط الحق عن المكلف ويزيد على ذلك أن فاعله آثم، على أن صرف الحق لابد فيه من مراجعة فتوى المقلد وأن فتاوى الفقهاء العظام لتتكفل ببيان كل الأمور السابقة.
والدعوى الضالة المذكورة إما أن تدخل في مسائل العقيدة، والعقيدة محسوبة مذهبياً لا تقبل أي زيادة أو نقصان فمن زاد أو أنقص من المقررات العقيدية للمذهب فقد أبدع وخالف.
وإما أن تدخل في المسائل الفرعية التي يرجع البت فيها إلى الفقهاء وليس لأي متقول أن يحكم فيها هواه.
وإننا لندعوا مخلصين كل من انتمى إلى هذه البدعة أن يرجع إلى رشده ويؤوب إلى الحق مجنباً نفسه سخط الله ومغبة يوم الحساب يوم يقوم الناس لرب العالمين وإن التوبة من البدعة تعني مع الندم الصادق والأسف العميق وأن ينقلب صاحبها ومتبعها من الدعوة إليها إلى الدعوة ضدها والتشهير بها وفضح سواءتها وكشف عوراتها ليكون ذلك شاهد صدق عند الله والمؤمنين...
وننبه إخواننا المؤمنين والمؤمنات إلى ضرورة الاحتراس الشديد من مثل هذه الدعوى وتنبيه بعضهم البعض على خطورتها على الإسلام العظيم ورسالة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله.
التوقيعات:
الشيخ أحمد آل عصفورـ الشيخ منصور الستري ـ الشيخ عبد الأمير الجمري ـ الشيخ عيسى أحمد قاسم ـ الشيخ عبد الحسين علي التستري ـ الشيخ عبد علي حمزة الحواج ـ السيد سليمان المدني ـ السيد جواد الوداعي ـ السيد علوي السيد أحمد الغريفي ـ الشيخ محمد محسن محمد العصفور ـ السيد هاشم السيد علي الطويل الغريفي ـ الشيخ عبد الحسن الجد حفصي ـ الشيخ علي عبد النبي مخلوق ـ الشيخ جعفر الحاج حسن الخال الدرازي ـ الشيخ عباس الريس ـ الشيخ منصور حماده ـ الشيخ مجيد الحداد.





التوقيع

إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر

    رد مع اقتباس
قديم 2010-03-19, 08:13 رقم المشاركة : 35
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: حقيقة الشيعة .........حتى لا ننخدع(مجدد)


نكاح المتعة عن الشيعة والدليل من الكتاب والسنة على تحريمه

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله الخيرين الطاهرين ، وعلى صحابته النجباء الميامين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد :
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) .الروم : 21
كتبت مجلة ( الشراع ) الشيعية العدد ( 684 ) السنة (الرابعة ) الصفحة الرابعة : أن رفسنجاني أشار إلى ربع مليون لقيط في إيران بسبب زواج المتعة !!! .
وقد وُصفت مدينة ( مشهد ) الشيعية الإيرانية حيث شاعت ممارسة المتعة بأنها : ( المدينة الأكثر انحلالا على الصعيد الأخلاقي في آسيا ) . انتهى ، بتصرف عن المجلة الآنفة الذكر .

فأنت ترى أخي الكريم أن الجماعة التي تنطلق منها الشهوات بغير حساب ولا خوف من القهار الجبار ، جماعة معرضة للخلل والفساد ، لأنه لا أمن فيها للبيت ، ولا حرمة فيها للأسرة .
و الشيعة لا يرون بأسا من أن يُعين الأب ابنته على أن تجد من ( يتمتع بها ) لبضع ساعات أو على أحسن تقدير أياما معدودات !!! ، لأنه تعاون على البر والتقوى !!!! ، ومساعدة على إقامة شعيرة من الدين شرعية !!! فسبحان الله أي عقيدة تك التي من اصولها التحايل على الدين والتمتع بألف امرة تحت سقف واحد ، مبيحين الزنا بإسم الدين او العقيدة الشيعية ، أي عقيدة هذه التي بها من الجنس مالم ينادي به الإباحيين في اوروبا …فمهما بلغ دعاة الجنس في امريكا من اعلان ودعاية لن يصلوا الى وضع شرع مشروط لممارسة الزنا فهم يزنون ويعلمون انه خطأ و عار على من يقوم به …اما الشيعة فأصبح الجنس عقيدة و يثاب فاعلها …. سبحان الله.
ان الحياء و الرجولة بل كل ما عرفته الدنيا ترفض هذه الصورة الحيوانية للجنس… و امر المتعة ابسط من ذلك بكثير فأي رجل "غير الديوث" يأبى على اهله و نفسه المتعة … بل وما فائدة تحديد الزواج بأربع نساء ان لم يكن للمتعة عدد محدد … سبحان الله الذي يطعنون بشريعته.
لقد سعى العالم الشيعي السيد محسن الأمين العاملي في محاولة منه لتغطية فظاعة الامر و تقليل و قعته على المجتمع قال" اذا كانت المتعة امرا مباحا فلا يلزم ان بفعلها كل احد فكم من مباح ترك تنزها و ترفعا "سبحان الله ان عالمهم يدعوهم للترفع عن الرذيلة وهم ينسبونها للرسول "ص" …..بل الغريب ان طلب المتعة من بعض الشيعة يعتبر طعنا في كرامتهم سواء داخل ايران او في البلاد العربية …فكيف يدعوا الرسول "ص" لأمر بهذه الإهانة و الشناعة …
وقد زاد القوم فدعوا على الصادق كذبا عندما قيل له ان فلانا تزوج امرأة متعة" فقيل له : ان لها زوجا فسألها قال: ولم سألها ..لا حد لعدد المتعة" فسبحان الله كيف يدعون النساء لخيانة ازواجهم علنا وبإسم الدين …فأي زوج سيثق بعدها بزوجته …..وقد ادعوا على ابي الحسن قوله " ان الرجل يتزوج الفاجرة متعة و يحصنها به ليس عليه من اثمها شيء" فأين قوله تعالى "الزاني للزانية " سبحان الله أي عقيدة هذه، والجدير بالذكر ان علي "رض" والذي يدعون انهم شيعته قال" حرم النبي "ص" يوم خيبر لحوم الحمر الأهلية و نكاح المتعة " و الشيعة لا ينكرون هذا الحديث …ولكن عقيدة ابليس اقوى من أي قول حتى ولو قول علي"رض" .
و الغريب انهم بهذا النكاح يجوزون وطء المرأة في دبرها اين ذلك من قول الرسو"ص":"ملعون من اتى امرأة في دبرها " بل ويقولون بجواز وقف فرج الأمة أي انه يجوز عند الشيعة ان يوقف الرجل فرج الأمة أي انها تخرج الى الناس ليستمتعوا بها واجرها لمن اوقفها لذلك ….بالله عليكم أي دعوا للزنا اكثر من هذا بل أي شهوة تحكم القوم .
و لا نعلم الآن من يدافع عن المتعة …هل يدافع عن المتعة الجاهلية والتي ردها الرسول ، ام المتعة التي زخرفها علمائهم … والله قد افرحت اليهود هذه العقيدة الداعية للزنا و الجنس … فرغم نشر اليهود للرذيلة الا انهم لم يفكروا بكونها عقيدة من دين.
إخواني في الله لقد أراد العزيز الحكيم من عقد النكاح الشرعي الصحيح ، أن يكون عقدا للألفة والمحبة والشراكة في الحياة . لكن أيّة ألفة وشركة تجيء من عقد لا يقصد منه إلا قضاء الشهوة على شرط واحد أو على عرد واحد … ، وإذا فرغ فليحول وجهه ؟!!! والله إنه لأمر في غاية السخافة ، قبل لحظات استباح منها كل شيء ، وبعد أن أشبع شهوته البهيمية صار أتقى الأتقياء وحوّل بصره عنها ، لأنه يجب غض البصر عن عورات الأجنبيات ؟؟!! أي دين وأي شرع هذا الذي يحل الزنا الساعة الثامنة ثم يحرمه في العاشرة ؟؟!!!
كيف يقع الزنا إذا لم يكن هذا النوع بالذات من النكاح ( زنا ) ؟!! أليس الزنا يقع بالتراضي بين الطرفين على قضاء الوطر ؟ وهل تقل المفاسد التي تترتب على الزنا عن المفاسد التي تترتب عن المتعة إذا أبيح مثل هذا النوع من النكاح ؟!! فكيف يعف الناس أبناءهم ؟ ومن ذا الذي يضمن استبراء المرأة رحمها بحيضة أو حيضتين أو 45 يوما … أو … بعد مفارقة المتمتع لها ، لتعرف نفسها هل هي حامل أم حائل ؟ وإذا لم يعرف الناس أبناءهم فمن الذي ينفق على هذا الجيش الجرار نتيجة المتعة ؟!! وأين العاقدون وقد قضى كل منهم وطره ومضى لسبيله ؟؟!!
واقرأ هذه الأحكام التي يشيب منها الولدان ، أحكام مزورة تكشف عن سر وقبح ما يسمى بزواج ( المتعة ) ، وكيف أن المرأة التي سما بها الإسلام ، حُطت في دركات المجون والفحش ، وصارت مجردة من الحقوق الإنسانية فضلا عن حقوقها الربّانية .
وأحكام امرأة المتعة كما شرّعها أئمة الشيعة وأتباعهم هي كالتالي :
1 - امرأة المتعة ليست زوجة حرة أو زوجة أمة ولا ملك يمين وإنما هي مستأجرة ؟؟!!
2 - عدم ثبوت الميراث لها .
3 - المتمَـتَّع بها تبين بانقضاء المدة أو بهبتها ، ولا يقع بها طلاق وأنه يجوز للمتمتِّع بالمرأة الواحدة مرارا كثيرة ، ولا تحرم في الثالثة ولا في التاسعة كالمطلقة ! بل هي كالأمة .
4 - المتمتَّع بها لا تحل لزوجها الذي طلقها ثلاثا ، بعد ذلك التمتع .
5 - لا مودة ولا رحمة في المتعة ، بل يتزوجها متعة كذا ، وكذا يوما ، بكذا وكذا درهما .
6 - من تمتع امرأة ثم وهبها المدة قبل الدخول أو بعده ، لم يجز له الرجوع ، وان انتهاء المدة أو هبتها غير بائن ، فهي مستأجرة وباب جواز حبس المهر !! عن المرأة المتمتع بها بقدر ما تخلف .
7 - عدم وجوب العدة ، وإن المتمتع بها الغير مدخول بها لا عدة لها ، قياسا بالدائم .
وإن عدة المدخول بها التي تحيض ثلاثة أشهر ، وعدة المتمتع بها المدخول بها التي لا تحيض ، وعدة المتمتع بها ، إذا هلك رجل المتعة .

8 - لا سكن في المتعة .
9 - يجوز أن يتمتع بأكثر من أربع نساء !! وإن كان عنده أربع زوجات بالدائم !! .
10 -تصديق المرأة عند نفي الزوج والعدة ونحوهما ، وعدم وجوب التفتيش والسؤال ولا حتى منها !!! .
11 - عدم ثبوت اللعان بين الزوج والمتعة !!! .
12 - عدم الظهار في المتعة .
13 - أنه لا نفقة ولا قسم ولا عدة على الرجل في المتعة .
14 - عدم الخلع في المتعة .
15 - جواز اشتراط الاستمتاع بما عدا الفرج في المتعة ، فيلزم الشرط !!!!!!!!!!!!! .
16 - عدم الإيلاء في المتعة .
17 - عدم ثبوت الإحصان الموجب للرجم في الزنا ! بأن يكون له فرج حرة أو أمة ، يغدو ويروح بعقد دائم !!!! ، أو ملك يمين ، مع الدخول وعدم ثبوت الإحصان بالمتعة !!!!!!!!!! .
18 - جواز المتعة مع اليهودية والنصرانية بل و المجوسية !!!!!!!!!!!!! .
19 - عدم تحريم التمتع بالزانية ، وإن أصرت .
20 - يجوز العزل في المتعة دون إذن امرأة المتعة .
فبالله عليكم يا من تقرؤون هذه القواعد العشرين الملفقة الشاذة و التي تمخضت عن إحلال الزنا الذي حرمه رب العالمين ، هل بقي من فرق بين الزنا و المتعة؟
ان إباحة القوم لهذا النوع من الزنا بل وادعاء ان الرسول اقره حتى عهد عمر "رض" لطعن بحياء الرسول ودعوته بل وطعن بالعقيدة الاسلامية ، هذه الامور لم تخطر على بال من اسس المذهب الشيعي ولكن كان همه الوحيد ان يلتف حوله اكبر جمع من الناس و محاولة نشر الديانة الشيعية بين العامة فلم يجد طريقا اسهل و اسرع من طريق الشيطان و لذلك حلل المتعة مدعيا ان الرسول اقرها …وفعلا لقد حقق ابن سبأ ما اراد فلتف حوله كل من غلبه هواه من الرجال والنساء وبصورة كبيرة جارين وراء الجنس ووراء الشهوة … نعم ان ابن سبأ لم يستطع ان يطلب من الناس ممارسة الجنس فهو منبوذ بصورة الحيوانية فغلف هذا الزنا بغلاف المتعة و الشهوة و التقرب لله و اعفاف البنات و الشباب … و سبحان الله اعفافهم من الجنس بالجنس … و سار القوم على نهجه في ابشع صورة و ألفوا الاحاديث و الروايات عن الائمة و الصحابة ، ليقنعوا الناس بهذا الفعل الحيواني … فأي يدين يبيح الجنس كأساس لعقيدته ثم يدعي الكمال.
ومن ناحية أخرى فإن اليهود يبيح الزنا مع نساء غير اليهود والتمتع بهن دون ادنى ضرر ففي عقيدتهم انهن خلقن لمتعة اليهود …و جاء ابن سبأ بنفس المبادئ للشيعة فهم يتمتعون بالنساء دون محرم دون عقد دون شهود دون ولي دون اخلاق دون حياء سوى الشهوة والشهوة فقط …و من يعرف معنا للشرف لا يرضاه لأهله و لكن يطالب به لأهل غيره … فسبحان الله.
و كلنا يعرف أن الأمم الصالحة تقتدي بصالحيها في فعل الخيرات ، والصالحون فيها هم الأولون في العمل المحافظون عليه ، السبّاقون له ، فهل لي بأسماء بعض أئمة الشيعة المتقدمين ممن صنع زواج المتعة الذي تدّعون ، تزوّج عمليا علنيا ، ليقتدي به الناس ، أو زوج بناته متعة ؟؟!! وانتبه ! أقول عمليا ، وليس نصا عنه في حلّ المتعة !! . إن النظرية الفقهية القائلة بان المتعة حرمت بأمر من الخليفه عمر بن الخطاب يفندها عمل الامام علي الذي أقر التحريم في مده خلافتة ولم يأمر بالجواز و في العرف الشيعي. وحسب رأي فقهاء الشيعة عمل الامام حجة و لا سيما عندما يكون مبسوط اليد و يستطيع أظهار الرأي و بيان أوامر الله ونواهيه. فإذن اقرار الامام علي للتحريم يعني انها كانت محرمة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم و لو لا ذلك لكان يعارضها ويبين حكم الله فيها. فلماذا ضرب فقهائكم برأي الامام علي عرض الحائط؟
بسم الله الرحمن الرحيم
والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتب الله عليكم و أحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسفحين فما استمتعتم بم منهن فئاتوهن أجورهن فريضة و لا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما،فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ممل قضيت و يسلموا تسليما ،و لقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون ، و ليعلم الذين أوتوا العلم أن الحق من ربك فيؤمنوا به ،فتخبت له قلوبهم ، و إذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا،فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا و هم يستبشرون و أما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم و ماتوا وهم كافرون ، و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجز ي الله الشكرين. إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون ،سبحان ربك رب العزة عما يصفون ،و سلام على المرسلين ، و الحمد لله رب العالمين.

الدليل من الكتاب و السنة على تحريم المتعة
نشأة المتعة:
ان نكاح المتعة كان مباحا في الجاهلية حاله حال الخمر والميسر و الازلام …الخ من عادات الجاهلية و بعد بعثة الرسول تدرج في تحريم هذه الخرافات ، ومعروف ان الرسول حرم الخمر على ثلاث مراحل وهكذا استمر الرسول في تطهير المسلمين من العادات السيئة ، وكان الرسول يمنع نكاح المتعة عند المسلمين دون نص بتحريمه حتى عام الفتح فقد زاد انتشار هذا النكاح دون أي رد من الرسول "ص" لكونه لا ينطق عن الهوى فهو ينتظر امر الله …وفي يوم خيبر اعلن الرسول "ص" حرمت هذا النكاح لنزول قوله تعالى " والذين لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " و المتعة ليست نكاح و ليست بملك يمين …فقد حرمه الرسول بقوله "يا ايها الناس ان كنت اذنت لكم الاستمتاع من النساء ، و ان الله قد حرم ذلك الى يوم القيامة فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله ولا تأخذوا مما اتيتموهن شيئا " وبذلك يقع الخلاف بين السنة والشيعة ، فالشيعة يدعون ان المتعة استمرت بعهد الرسول و ابو بكر و جزء من عهد عمر "رض" وان عمر "رض" هو الذي حرم المتعة …وهذا خلاف الواقع فلا يوجد احد من الصحابة مارس المتعة بعد عام الفتح او في عهد ابو بكر، وعندما اراد بعض المسلمين الجدد اعادة المتعة لجهلهم بتحريمها اعلن عمر "رض" تحريم المتعة فعمر "رض" لم يحرم المتعة ولكن اعلن ان الرسول قد حرم المتعة في عام الفتح ….ولكن كره الشيعة لعمر سبب نسب الكثير من الافتراءات عليه "رض".
إن نكاح المتعة لا يراد به دوام الزواج واستقراره طلبا للذرية أو السكن إلي المرأة طلبا للمودة والرحمة وإنما غاية ما يراد به المتعة بالمرأة فترة من الزمن (كيوم او شهر …) وهو حرام باتفاق أهل السنة جميعا .. وممن روي عنه تحريم المتعة مالك في أهل المدينه ، وأبو حنيفه في أهل الكوفة ، والأوزاعي في أهل الشام ، والليث في أهل مصر ، والشافعي و بن مسعود و بن الزبير . وأما قول ابن عباس سيأتي بيانه .
و يستدل الشيعة الأمامية على مشروعية نكاح المتعة بما يلي :

1. القرآن الكريم : فقد قال الله تعالى : " فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة " النساء 24
فقد عبر _جل شأنه _ بالاستمتاع دون الزواج وبالأجور دون المهور وهو ما يدل على جواز المتعة ، لأن الأجر غير المهر وإتيان الأجر بعد الاستمتاع . وقالوا أيضا قرأ ابن مسعود : " فما استمتعتم به منهن إلي أجل " وهو ما يفيد التنصيص على ثبوت المتعة . . . ويمكن مناقشة هذا الدليل بأنه إعتساف من الشيعة وتحميل للنص بأكثر مما يحتمل ، واحتجاج به في غير ما وضع له ، فالآية في صدرها تتحدث عمن يباح نكاحهن من النساء المحصنات . وذلك بعد أن سرد القرآن الكريم في الآية التي قبلها المحرمات من النساء فكأن الآية أذن في النكاح ، ومعناها فإذا حصل لكم الاستمتاع بنكاح النساء ممن يحل نكاحهن فادفعوا إليهن مهورهن والمهر في النكاح يسمى أجرا قال تعالى : " يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن " أي مهورهن ولا صله لها إطلاقا بالمتعة المحرمة شرعا ، وكون المهر إنما يكون قبل الاستمتاع لا يعارضه باقي النص لأنه على طريقة التقديم والتأخير وهو جائز في اللغة ويكون المعنى فآتوهن أجورهن إذا استمتعتم بهن أي إذا أردتم ذلك كما في قوله تعالى : " إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا … " أي إذا أردتم القيام للصلاة ، وأما قراءة ابن مسعود فهي شهادة لا يعتد بها قرآنا ولا خبرا ولا يلزم العمل بها .

2. السنة النبوية : بما ثبت في السنة في حل المتعة وأباحتها في بعض الغزوات ففي صحيح مسلم عن قيس قال : سمعت عبد الله بن مسعود يقول : كنا نغزو مع رسول الله _ صلى لله عليه وسلم _ ليس لنا نساء ، فقلت ألا نستخصي ؟ فنهانا عن ذلك ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلي أجل ثم قرأ عبد الله بن مسعود : " يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم " الآية وعن جابر _ رضي الله عنه _ قال : كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيام على عهد رسول الله _ صلى لله عليه وسلم _ وأبي بكر حتى نهى عنه عمر بن الخطاب في شأن عمرو بن حربث وعن سلمه بن الأكوع قال : رخص رسول الله _ صلى لله عليه وسلم _ عام أوطاس في المتعة ثلاثا بالمتعة فانطلقت أنا ورجل إلي امرأة من بني عامر كأنها بكر عبطاء (الفتيه من الإبل الطويلة العنق) فعرضنا عليها أنفسنا فقالت ما تعطي فقلت ردائي وقال صاحبي ردائي وكان رداء صاحبي أجود من ردائي ، وكنت أشب منه ، فإذا نظرت إلي رداء صاحبي أعجبها وإذا نظرت إلي أعجبتها ثم قالت : أنت و ردائك يكفيني ، فمكثت معها ثلاثا ثم أن رسول الله _ صلى لله عليه وسلم _ قال : من كان عنده شيء من هذه النساء التي يتمتع فليخل سبيلها ، وعن الربيع بن سبره أن أباه حدثه أنه كان مع رسول الله _ صلى لله عليه وسلم _ فقال : يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء وان الله قد حرم ذلك إلي يوم القيامة فمن عنده منهن شيء فليخل سبيله ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا . . . ويمكن أن يناقش هذا الاستدلال من السنة على حل المتعة في بعض الغزوات بأنه كان للضرورة القاهرة في الحرب كما نص على ذلك صراحة الأمام ابن قيم الجوزيه في زاد المعاد ولكن الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ حرمها تحريما أبديا إلي يوم القيامة كما جاء في الأحاديث ففي حديث سبره " أن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ نهى يوم الفتح عن متعة النساء .. وعن علي - رضي الله عنه _ أن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ نهى عن نكاح المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خبير .. وكان ابن عباس -رضي الله عنهما -يجيزها للمضطر فقط فقد روى عنه سعيد بن الجبير أن ابن العباس قال : سبحان الله ما بهذا أفتيت و إنما هي كالميتة والدم و لحم الخنزير فلا تحل إلا للمضطر ، وعن محمد بن كعب عن ابن عباس فال : إنما كانت المتعة في أول الإسلام كان الرجل يقدم البلدة ليس فيها معزمة فيتزوج المرأة بقدر ما يدري أنه يقيم ، فتحفظ له متاعه وتصلح له شأنه حتى نزلت هذه الآية " إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم "قال ابن عباس : فكل فرج سواها حرام ، وأما أذن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ فيها فقد ثبت نسخه ، وقد رجع ابن عباس عن فتواه بإباحة المتعة في حالة الضرورة لما رأى الناس قد أكثروا منها وتمادوا فيها .
أدلة الجمهور على تحريم نكاح المتعة (الزواج المؤقت) :
إضافة إلي ما تقدم من مناقشة أدلة الشيعة فأن الجمهور يستدلون على مذهبهم في تحريم نكاح المتعة بالقرآن الكريم في قوله تعالى : " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم فأنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فألئك هم العادون " المؤمنين (7.5) قال ابن العربي قال قوم : هذه الآية دليل على تحريم نكاح المتعة لأن الله حرم الفرج إلا بالنكاح أو بملك اليمين ، والمتمتعة ليست بزوجة ولا ملك يمين فتكون المتعة حراما ، وهي ليست كالزواج فهي ترتفع من غير طلاق ولا نفقه فيها ولا يثبت بها التوارث . . . ومن السنة بالأحاديث الكثيرة التي تدل على تحريم المتعة منها ما تقدم ومنها في سنن ابن ماجه إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم _ قال :يا أيها الناس إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع إلا أن الله قد حرمها إلي يوم القيامة .
والحمد الله رب العالمين
فيما يلي اعادة لمعتقدات الشيعة في زواج المتعة مع ذكر المراجع .
1 – الايمان بالمتعة أصلا من اصول الدين ، ومنكرها منكر للدين .
( المرجع : كتاب من لايحضره الفقيه 3 :366 ،تفسيرمنهج الصادقين 2 :495)

2 – المتعة من فضائل الدين وتطفئ غضب الرب.
( المرجع : تفسيرمنهج الصادقين للكشاني 2 :493)

3 – ان المتمتعة من النساء مغفور لها.
( المرجع : كتاب من لايحضره الفقيه 3 :366 )

4 – المتعة من اعظم اسباب دخول الجنة بل انها توصلهم الى درجة تجعلهم يزاحمون الانبياء مراتبهم في الجنة.
( المرجع : كتاب من لايحضره الفقيه 3 :366 )

5 – حذروا من أعرض عن التمتع من نقصان ثوابه يوم القيامة فقالو (من خرج من الدنيا ولم يتمتع جاء يوم القيامة وهو أجذع - أي مقطوع العضو).
( المرجع : تفسير منهاج الصادقين 2 :495 )

6 – ليس هناك حد لعدد النساء المتمتع بهن ، فيجوز للرجل ان يتمتع بمن شاء من النساء ولو الف امرأة او أكثر.
( المرجع : الاستبصار للطوسي 3 :143 ، تهذيب الاحكام 7 :259 )

7 – جواز التمتع بالبكر ولو من غير اذن وليها ولو من غير شهود أيضا.
( المرجع : شرائع الاحكام لنجم الدين الحلي 2 :186 ، تهذيب الاحكام 7 :254 )

8 – جواز التمتع بالبنت الصغيرة التي لم تبلغ الحلم وبحيث لا يقل عمرها عن عشر سنين.
( المرجع : الاستبصار للطوسي 3 :145 ، الكافي في القروع 5 :463 )

9 – جواز اللواطة بها بأن تأتى من مأخرتها.
( المرجع : الاستبصار للطوسي 3 :243 ، تهذيب الاحكام 7 :514 )

10 – يرون انه لا داعي لسؤال المرأة التي يتمتع بها إن كانت متزوجة أو كانت عاهرة.
( المرجع : الاستبصار للطوسي 3 :145 ، الكافي في القروع 5 :463 )

11 – ويرون أيضا أن الحد الأدنى للمتعة ممكن ان يكون مضاجعة واحدة فقط ويسمون ذلك (إعارة الفروج).
( المرجع : الاستبصار للطوسي 3 :151 ، الكافي في القروع 5 :460 )

12 – امـرأة الـمـتـعـة لا تَـرِث ولا تُـوَرِّث.
(المرجع : المتعة ومشروعيتها في الإسلام - لمجموعة من علماء الشيعة 116 - 121 ، تحرير الوسيلة - للخميني ، الجزء الثاني ، صفحة 288)






التوقيع

إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 13:26 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd