الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى المكتبة التربوية العامة > المواضيع التربوية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2014-03-16, 08:48 رقم المشاركة : 21
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مقالات تربوية


واقع الامتحان التجريبي بالتعليم الثانوي التأهيلي بالمغرب: ملاحظات و اقتراحات

إعداد : ذة: حياة شتواني

تنظم في بلادنا في نهاية كل سنة امتحانات تجريبية لفائدة السنتين الأولى و الثانية بكالوريا في جميع الشعب. ومن بين الأهداف المتوخاة من هذه العملية استثمار نتائجها في تخطيط العمل التربوي وتطويره،و العمل على تحسين مردوديته،ووضع التلميذ في جو شبيه بجو الامتحان الوطني الموحد، وتمكينه من القيام بتقويم ذاتي بحيث يرصد المجالات ذات الصلة بالامتحان، والتي يحتاج فيها إلى تحكم وضبط أكثر. كما يروم هذا الامتحان أيضا تمكين المدرس من إجراء تقويم لمردودية ممارسته التدريسية، واتخاذ الإجراءات الضرورية للرفع من نجاعة تلك الممارسة.
وإذا نظرنا إلى واقع الامتحان التجريبي ، نجد مفارقات كثيرة بينه وبين الأهداف التربوية المسطرة له؛ إذ يلاحظ عزوف التلاميذ عن خوض هذه التجربة، وتعاملهم معها بإسفاف كبير؛ فالأقسام فارغة منذ الدقائق الأولى من الامتحان، و العديد من أوراق التحرير خالية إلا من هوية صاحبها، و تحل بطاقات الهاتف العمومي محل المسطرة بشكل قارب الظاهرة.
ومما يزيد الطين بلة و الطنبور غنة، رداءة أوراق الامتحان التي تكون مكتوبة في الغالب بخط اليد، وعدم توزيع أوراق التسويد على التلاميذ، ودخول الأساتذة في مناقشات مع الزملاء في نفس القاعة أو مع الممتحنين، وتصريحهم لهم بعدم أهمية هذا الامتحان، وهذا لايزيد التلاميذ إلا استخفافا به.
وقد يسد الامتحان التجريبي مسد فرض من فروض المراقبة المستمرة في غياب المراقبة، وهذا يتنافى مع المذكرات الوزارية و المنظومة التعليمية ككل. وفي بعض الأحيان يكون العبث في تصحيح أوراق الامتحان التجريبي في مستوى عبث إنجازه إلا في حالات نادرة.
ويمكن تفسير عدم اهتمام جل التلاميذ و الأساتذة والأطر الإدارية بهذا الامتحان بالعوامل الآتية:
ـ عدم الاعتراف بالنقطة المحصل عليها، و بالتالي لاتؤثر على معدلات المراقبة المستمرة، ولا تندرج ضمن خانات الامتحان الجهوي والموحد، فيرى التلميذ في هذه التجربة إهدارا للوقت و استنزافا للجهد بدون جدوى.
ـ_عدم استعداده لخوض هذه التجربة نظرا لكثرة المواد المقررة، وضخامة المقررات من جهة، ولأن الظرفية التي يتم فيها إجراء الامتحان(أبريل- ماي) لا تسعف على المراجعة من جهة أخرى، لأنه يكون موزعا بين كتابة الدروس وإنجاز الفروض المحروسة.
ـ جل التلاميذ لديهم نقط ضعيفة في الامتحان الجهوي،مما يثبط عزائمهم ، فلا يتخذون هذا الامتحان وسيلة لاختبارمستوى تحصيلهم.
ـعدم تحمس الأساتذة لهذه العملية التجريبية لأنها تأتي في وقت يكون اهتمامهم منصبا فيه على إتمام المقررات الدراسية و تصحيح الفروض المحروسة. كما أنهم في غياب التحفيز ، يجدون أنفسهم أمام عمل إضافي كالمراقبة و التصحيح وغيرها من المتابعات.
هذا ، ولتجاوز بعض الاختلالات المصاحبة للامتحان التجريبي ، نقترح ما يلي:
ـ تخصيص وقت مناسب لإجراء الامتحان ، كأن يكون على بعد أيام من الامتحانات الإشهادية، إذ يكون التلميذ قد اطلع على جميع دروسه ، ووضع يده على عدد من النواقص.
ـ الاعتراف بالنقطة المحصل عليها في هذا الامتحان خاصة بالنسبة للحاصلين على نقط عالية؛ فذلك من شأنه تشجيع التلاميذ على الاهتمام به.
ـ ينبغي أن يكون اجتياز هذا الامتحان إجباريا، وكل تلميذ تخلف بدون عذر، لا يسمح له باجتياز الامتحان الوطني الرسمي.
ـ تنظيم حملات تحسيسية لفائدة التلاميذ لتوضيح أهمية هذا الامتحان وأهدافه ومراميه ، ودوره في تهييئهم وتأهيلهم لاجتيازالامتحانات الإشهادية.
ـ تحفيز الأطر الإدارية و التربوية ماديا و معنويا، وهو ما سوف يشجع على التهيؤ الجيد للامتحان التجريبي إشرافا إداريا ومراقبة و تصحيحا بشكل مشابه للامتحان الرسمي.
وختاما، نخلص إلى القول بأن هذه العملية التجريبية ستكون بحق أداة للتقويم الذاتي ، ومعيارا لتقويم نظامنا التربوي و البيداغوجي و الديداكتيكي لو تم إعادة النظر في ظروف وصيغ تنظيمه وإجرائه وأوجه استثمار نتائجه





    رد مع اقتباس
قديم 2014-03-16, 08:50 رقم المشاركة : 22
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مقالات تربوية


بيداغوجيا الإدماج بين الطموحات والإكراهات
المساء : 06 - 04 - 2011
فتح المغرب، في السنوات الأخيرة، العديد من أوراش الإصلاح على مستوىالمنظومة التعليمية، بل صنف قضية إصلاح التعليم في المرتبة الثانية على سلمأولويات سياسته الحكومية،
مستندا إلى آليات عديدة، حددها كل من «الميثاق الوطني للتربية والتكوين»،مع مطلع الألفية الثالثة، والمخطط الاستعجالي 2009-2012. ولعل أقوىالمَحاور التي تم التركيز عليها إصلاح المناهج الدراسية، ليتم الاتجاه،بوضوح، نحو المقاربة بالكفايات عبر وسيلة إجرائية هي بيداغوجيا الإدماج.
لقد أتى هذا الاتجاه في سياق الاهتمام الدولي بهذه البيداغوجيا، والذيعبّرت عنه العديد من الجهات، منها مشروع «أهداف الألفية للتنمية»، الذيسطّرته الأمم المتحدة، والهادف إلى الاهتمام بالإنسان، وتنمية قدراتهوتكوينه، بجودة عالية، وجعله مواطنا كونيا... من هنا سيسعى المغرب
-
عبر محطات الإصلاح- إلى جعل المتعلم في قلب المنظومة التربوية ومحورالإصلاح، وهو ما تتيحه بيداغوجيا الإدماج وتساعد على الوصول إليه،باعتبارها قادرة على أجرأة التصورات المرتبطة بتكوين المواطن الصالح،المعبّر عن مواهبه وقدراته والمرتبط بمحيطه والمنفتح على الثقافاتوالحضارات الأخرى.
1 -
الكفايات وبيداغوجيا الإدماج
لقد أتاحت المعطيات المشار إليها إحداث ثورة سلمية على بيداغوجيا الأهداف،التي اعتبرت التلميذ وعاء فارغا، فدعت إلى شحنه وملئه باستمرار، وهذا ماجعل العلاقة بين المثيرات والاستجابات آلية، من جهة، ومنفصمة عن الحياةاليومية للمتلقي، من جهة أخرى. ورغم هذا، فإننا نجد في أدبيات الإدماجاعترافا ببعض إيجابيات «الأهداف»، والتي تحتاج إلى تجديد وإغناء، باستثمارذكاء المتلقي وحسن توجيهه. وفي هذا الإطار، فإنه لا يكفي أن تكون للتلميذمكتسبات ومعارف، بل لا بد من شرط هام ألا، وهو قدرته على تعبئة تلكالمكتسبات لحل ما يسمى «الوضعية/ المشكلة»، سواء داخل القسم أو خارجه، إلىدرجة يتم معها استثمار تلك الكفايات في الحياة الاجتماعية والمهنية، وهذايصب في اتجاه أعم، هو التركيز على تنمية العنصر البشري.
لقد دعا الوعي بصعوبة الانتقال من وسائل بيداغوجية إلى أخرى، الجهاتالمسؤولة إلى السهر على وضع الصيغ والخطط الملائمة لضمان سلاسة هذاالانتقال وجديته. فانطلق الاشتغال ببيداغوجيا الإدماج، ولو بصيغتهالتجريبية، منذ موسم 2008-2009، في بعض المدارس الابتدائية، في سياق ما سمي«مراجعة مناهج التربية والتكوين»، وهو اعتراف ضمني بما شاب إصلاح المناهجمن شوائب عديدة. من هنا، بدأت المراجعة، من خلال عمليات كثيرة، منها تجريببيداغوجيا الإدماج، تمهيدا لتعميمها التدريجي. وقد ارتبطت هذه العملياتبإنتاج عُدّة التعلم والتكوين على مستويات شتى وبتأطير الفاعلين التربويينالمعنيين بالعملية، ثم بتتبع تنفيذ عمليات التجريب في الميدان...
إن بيداغوجيا الإدماج تراهن على دور فعال للمدرسين، بتجاوز الصيغالتقليدية، المتصلة بطبيعة منظومة «بيداغوجيا الأهداف»، والاجتهاد وخلقدينامية أكبر، لأن المدرس هو المسؤول عن تفعيل الإدماج، بإنجاز أنشطةديداكتيكية تستهدف تحريك مكتسبات التلميذ ومساعدته على تجميعها وحسنتوظيفها في وضعيات متباينة. لكن قبل كل هذا، لا بد من دور فعال لبناء هذهالمكتسبات بصورة سليمة على شكل تعلمات، تعطي الفرصة للتلميذ، باعتبارهفاعلا.
يقوم نشاط الإدماج، بصفة عامة، على تعبئة معارف التلميذ وموارده من أجل حلوضعية / مشكلة، بما يكفل تنمية الكفايات وتطويرها. كما أن بيداغوجياالإدماج تراهن على العديد من اللحظات (بناء -تنمية -تطوير...) في سياقالممارسة اليومية، وإنجاز العديد من العمليات التعليمية

-
التعلمية داخل الفصل الدراسي، من ذلك ترسيخ كفايات محددة عند الانتهاء منتلقين بعض التعلمات للتلاميذ. والأمثلة على ذلك كثيرة، تستحضر مراحل إنجازكل درس، بدءا من التذكير وتشخيص المكتسبات لربط سابق المعارف بلاحقها،مرورا بالعديد من المحطات، وصولا إلى مراحل التقويم والتطبيق والدعموالإنتاج، على حساب خصوصية كل مكون من مكونات المادة الدراسية.
2 -
بعض الإكراهات والعراقيل
الأكيد أن بيداغوجيا الإدماج أداة إجرائية هامة لتفعيل المقاربة بالكفاياتوالتركيز على جعل التلميذ في قلب المنظومة التربوية... وقد جاءت هذهالبيداغوجيا في سياق مسايرة التطورات الحاصلة في مناهج التعليم على الصعيدالعالمي، كما استجابت لرؤية داخلية وحاجات وطنية. لكنها تصطدم بالعديد منالعراقيل والإكراهات والأخطاء، لعل أولها هذا التسرع في عملية تنزيلها،الذي هو وجه من أوجه التسرع المزمن الذي تعاني منه المنظومة التربوية، حيثلا تعطى الفرصة لإنضاج شروط البناء من الأساس، مما حول التعليم في بلادناإلى ثوب مرقّع بألوان مثيرة للاشمئزاز.
يضاف إلى هذا مشاكل الاكتظاظ وضغط المقرر وضعف مستوى التلميذ وعدم تحكمه فياللغات، وعلى رأسها اللغة العربية، إضافة إلى كون التلميذ يجد نفسه، عادة،أمام ما يسمى «عائلة الوضعيات»، وهي وضعيات متداخلة لا تبنى على الوجهالأكمل، نظرا إلى كثرة المواد واحتقان المقرر الدراسي.
لا يغرب عن بالنا أن الفصل الدراسي يضم، أصلا، عدة تناقضات، أبرزها تلكالمتعلقة بمستوى التلاميذ، الذي يتأرجح بين القوة والضعف ودرجات الاستعدادوالاجتهاد التي تعرف تفاوتا، ثم تخضع لمنطق المد والجزر... حيث على الأستاذأن يراعي كل هذه الفروق بدفع الجميع إلى التقدم، كل حسب الوتيرة الملائمةله، وهذا يتناغم مع معنى الإدماج، الذي تتضافر فيه كل من التعلماتالاعتيادية والمنتظمة، وتعلمات الإدماج، وكل هذا يزيد من صعوبة الموقف، إذااستحضرنا المشاكل المشار إليها سابقا.
في الثانوي التأهيلي -مثلا- هناك مظاهر متعددة لهذا الإشكال، ذلك أنالتلميذ، إلى حد الآن، يصل إلى هذا المستوى الدراسي وهو يعاني عدة نواقص،مما يعني ضعف الموارد، فإذا أخذنا اللغة العربية، نجد لديه نقصا رهيبا علىمستوى قواعد الإملاء والنحو والتركيب، وعدم القدرة على التعبير... فهل جاءتهذه البيداغوجيا الجديدة لتفادي الوصول إلى هذا المطب الخطير، خصوصا أنتطبيقها يبدأ من القاعدة إلى القمة؟ إننا لا نعتقد ذلك إطلاقا، لأن ما يجرياليوم من تحكم في نسبة النجاح يتناقض مع تحكم التلميذ في المعارفالأساسية. فحين نقول إن نسبة النجاح في المستوى الأول ستصل إلى 90 فيالمائة، فمعنى هذا أننا سندفع الغث والسمين على السواء إلى تحقيق النسبةعلى حساب جودة التعلمات... والنتيجة هي: لا كفايات ولا إدماج، ثم العودةإلى هدر المزيد من الوقت، لترميم وإصلاح أخطاء اليوم، وهكذا دواليك...
على سبيل الختم
بيداغوجيا الإدماج من أرقى ما تم تأسيسه وتبنيه على مستوى المنظومةالتربوية في العديد من البلدان المتقدمة ولا يمكن تفسير استيراد المغرب لهاإلا بكونه تطلعا نحو الأفضل، لضمان التواصل مع البلدان المتقدمة، وهذامنهج يعتمده المغرب في العديد من القطاعات، رغم كونه يتعارض -في حالات- معطبيعة البنية الداخلية، تربويا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا... لكنالمشكل الأكبر يرتبط بقطاع التعليم، نظرا إلى خصوصيته وكثرة مشاكله وصعوبةتدبيره، لذا فإن تنزيل هذه البيداغوجيا، في ظل حضور مشاكل كتلك التي أشرناإلى بعضها، سيجعل الجهة المعنية تواصل «عادتها القديمة» في الإشراف العمليعلى بذر وزراعة ما ستجنيه لاحقا من مظاهر الفشل والإخفاق.
(
د. عبد الرحيم الخلادي) أستاذ وباحث





    رد مع اقتباس
قديم 2014-03-16, 08:51 رقم المشاركة : 23
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مقالات تربوية


تدريب الطلاب على اتخاذ القرار
د. حمد بن عبدالله القميزي
تعاني كثير من المجتمعات العربية وغير العربية من ارتفاع معدلات العنفوالجريمة، وزيادة المشكلات الأخلاقية، وانتشار التدخين وتعاطي المخدرات بينشبابها وفتياتها، والناجمة عن ضعف الوازع الديني وقصور الجانب الأخلاقيونقص الوعي القيمي.
وتناقش العديد من الحوارات في الملتقيات والمناسبات التربوية وفي الوسائلالإعلامية وفي اللقاءات العامة أثر المدرسة من خلال مناهجها الدراسيةوبرامجها الداعمة لهذه المناهج وطاقمها التربوي في إعداد الشباب والفتياتللعيش في هذه الحياة وفق الضوابط الشرعية والقواعد الأخلاقية والنظمالقانونية.
وبالتأمل في أسباب وقوع الشباب والفتيات في الجرائم والمشكلات الأخلاقيةوالأخطاء السلوكية والانحرافات الفكرية، نجد أن من أبرزها: عدم القدرة علىاتخاذ القرار الصحيح أو القرار المناسب. فقد يتأخذ أحدهم أو إحداهن قراراًويصمم عليه وبكل ما أوتي من قوة، وهو لا يملك الأسباب المنطقية التي لذلك. فهذه المرحلة من العمر تتميز بالميل إلى الاعتداد بالرأي والقرار وبكل ماأوتيت من قوة، دون النظر إلى ما يترتب عليه.، وذلك لأنها تريد التحرر منالتبعية والطفولية، والخضوع لأوامر الأبوين والمدرسة والكبار عمومًا،ولأنها ترى حقها في الشعور بالحرية الكاملة مهما كانت العواقب.
وبمراجعة الدراسات التربوية نجدها تشير إلى أن الاقتصار على المقرراتالدراسية بصورة نظرية وبعيدة عن الوقائع الحياتية لم يعد كافياً لتحقيقالنمو الديني والأخلاقي والقيمي، الذي ننشده جميعاً في طلابنا وطالباتنا،بل إن تحقيق ذلك يحتاج إلى تدريب الطلاب والطالبات على ممارسة المهاراتالحياتية اليومية، وكيفية تحديد الأسس العلمية والمعايير الأخلاقية التييستند إليها عند اتخاذ القرار الصحيح أو المناسب، قبل سلوك أي مسلك أو تبنيأي فكرة أو السير في أي اتجاه في هذه الحياة.
وانطلاقاً من اهتمام وزارة التربية والتعليم في بلادنا بالنشاط الطلابي،لما له من أثر في بناء شخصية الطالب والطالبة، ودعمها المستمر لبرامجهالمختلفة، واهتمامها الخاص ببرامج تدريب الطلاب والطالبات من خلال أقسامالبرامج العامة والتدريب، وكذلك من الاهتمام المستمر من وزارة التعليمالعالي وجامعاتها بالأنشطة الطلابية الجامعية، وتوالي نجاح تجاربهاالمتميزة في السنة التحضيرية، فإني أقترح للقائمين على هذه الأقسام وهذهالأنشطة تدريب الطلاب والطالبات على مهارات اتخاذ القرار، من خلال إعدادوتقديم برامج تدريبية للطلاب والطالبات عن مهارات اتخاذ القرارات الصحيحةوالمناسبة في مواقف الحياة اليومية.
وهذه البرنامج تهدف إلى أن يدرك طلابنا وطالباتنا أن اتخاذ القرار ليسانفعالات عاطفية داخل النفس البشرية، ثم تخرج في صورة أقوال أو أفعال، وليسلمجاراة رفقاء أو رفيقات، وإنما اتخاذ القرار يحتاج إلى عقل واعٍ وفكرطويل قبل اتخاذه. كما تهدف هذه البرامج إلى تدريبهم على كيفية تحديدالأولويات التي يعتمد عليها متخذ القرار قبل أن يتكلم به أو يفعله. مثل: جمع المعلومات وتحليها ومعالجتها بطريقة علمية، ومعرفة البدائل الممكنة،والتعرف على الآثار الناتجة عن هذه القرار؛ لأن القرار الناجح يعتمد علىالتقدير السليم كما يعتمد على المعلومات الموثقة، وينبغي أن تتضمن هذهالبرامج أنشطة عملية على كيفية اتخاذ القرار في مواقف حياتية مختلفة.
أخيراً.. طلابنا وطالباتنا في تعليمنا العام والجامعي أمانة عظيمة فيأعناقنا، وفي ظل التغيرات العالمية المتسرعة والمستجدات العلمية والتقنيةوالاقتصادية المتلاحقة والظروف الاجتماعية الطارئة، يحتاجون إلى أن يتخذوانحوها في أغلب الأحيان قرارات سريعة، بل وأحياناً مستقبلية ومصيرية،وتدريبهم على مهارات اتخاذ القرارات الصحيحة والمناسبة في حياتهم اليوميةيسهم في نجاحهم وحفظهم من الوقوع في الأخطاء المصاحبة لهذه التغيراتوالمستجدات والظروف.






    رد مع اقتباس
قديم 2014-03-16, 08:53 رقم المشاركة : 24
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مقالات تربوية



الأسرة و المدرسة معا من أجل ترسيخ السلوك المدني


د. محمد لمباشري
أمامتفشي مجموعة من الظواهر النفسية الاجتماعية ذات الصبغة الانحرافية فيسلوكات الأطفال و الشباب سواء داخل المؤسسة المدرسية او خارجها، أصبح منالأجدر والأليق من الناحية الأخلاقيـــة و التربوية تفعيل الشراكة بين كلمن الأسرة و المدرسة لتفعيل مكونات الحياة المدرسية، و لترسيخ السلوكاتالمدنية لدى الفئات المستهدفة في منظومة التربية و التكوين.
و هو ما أكد عليه الميثاق الوطني للتربيــــة و التكوين في مجموعة منالمواد نذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر المواد: 16 ـ17 ـ 18 ـ 19 ـ 29 ـ 51 ـ 68 ـ 149 ؛ معتبرا المؤسسة المدرسية كشريك استراتيجي للمؤسسةالمدرسية في تدبير و تقويم الشأن التربوي التكويني.

وضعية السلوك المدني بالمؤسسة الأسرية والمدرسية:

دعما للشراكة المأمولة بين الأسرة والمدرسة، وبالنظر لتفاقم السلوكاتالعدوانية المعاينة في عدد كبير من المدن المغربية عمل المجلس الأعلى علىتنظيم ندوة حول المدرسة و السلوك المدني خلال شهر ماي 2007، حيث تم التركيزفيها على النقط التالية:
-
ترسيخ قيم المواطنة في سلوكات المتعلمين ضمانا لحسن اندماجهم مع الواقع السوسيوثقافي المغربي؛
-
الدفع بالمتعلمين إلى احترام التعددية و الاختلاف كقيم معيشة سواء في واقعهم الاجتماعي أو الكوني؛
-
تشجيع ثقافة القدوة لدى هيئة المدرسين حتى يتم الاقتضاء بها من طرف المتعلمين؛
-
الدعوة إلى إيجاد ميثاق مدني للمغرب الممكن في أفق الحد من بعض السلوكات الشاذة التي تزيغ عن قيمنا و مبادئ ديننا الحنيف؛
ويبقى التساؤل التالي أكثر شرعية من حيث الطرح:
-
ما هي أسباب عدم ترسيخ السلوك المدني داخل مؤسساتنا التربوية و التكوينية ؟و ما هي انعكاساتها السلبية على العلاقات البيد فردانية و الجماعيةالقائمة في صلب المجتمع؟
الأسباب :
لقد أجمعت مجموعة من الدراسات و الأبحاث التي تنتمي سواء لحقل العلومالإنسانية أو التربوية على حجج مادية و معنوية قائمة في عمق المؤسساتالتربوية و في الأدوار الممنوحة لها على المستوى التربوي و التنشيئي نجملهاكالتالي:
·
ضعف دمقرطة الشأن التربوي؛
·
عدم ترسيخ قيم التكافؤ في الفرص التعليمية التعلمية؛
·
المس بقيمة الاستحقاق، و تعثر الوزارة الوصية على التعليم في تحقيق الطلبعلى التربية بالنسبة لجميع الأطفال الذين بلغوا سن التمدرس؛
·
تهميش حقوق الطفل سواء تعلق الأمر بالحق في التعلـــمات او الحق في التعبير و إبداء الرأي؛
·
ضعف المصاحبة و غياب بيداغوجية القرب من أجل تحقيق النجاح المرتقب، لدى هيئة التدريس، و تفشي ظاهرة الساعات الإضافية؛
·
تهميش الحياة المدرسية و عدم تفعيل المادة تسعة من الميثاق الوطني للتربية و التكوين؛
·
سعى المدرسة حاليا من خلال توجهاتها الكبرى إلى برمجة الفشل الدراسي منخلال تحديد الخريطة المدرسية المحصورة في نسب مائوية مقننة لممارسة اصطفاءجديد على كل طفل معوق سوسيوثقافي أو طفل مشكل.
·
توجه المدرسة المقصود في البحث عن مقاييس جديدة، تحرض المتعلمين علىالخروج من النظام المدرسي بشكل مبكر، و الدفع بهم إلى البحث عن ملاجئاصطناعية لضمان مركز اجتماعي خوفا من التهميـــــــــش و الإقصاء؛
·
غموض الآفاق المستقبلية بالنسبة للمتعلمين، غالبا ما دفــــــــــعهم وفي حالات عديدة إلى الذهاب إلى المدرسة إرضاء فقط لآبائهـــــــــم و ليسلرغبة ذاتية نابعة من قناعا تهم الشخصية، الشيء الذي انعكس بشكل سلبي علىمصيرهم التعليمي و على تمثلاتهم الإيجابية للمدرسة عموما كفضاء للتثقيف والتعلم و التنشئة الاجتماعية...
·
كما أن جوهر العلاقة الموجودة بين الأسر و المدرسة، أصبح مرتبط في تمثلاتالآباء بالكسب المادي ذي الصبغة النفعية، و ألغى الجانب التعليمي والتثقيفي الذي كان مراهنا عليه سابقا؛ يقول «نيتشه: «كل تربية يراد منورائها الرزق لا تعتبر تربية»؛
·
تخلي المؤسسة الأسرية عن لعب أدوار تتبعية لمسارات أبنائهم داخل المدرسة و خارجها
·
هيمنة المقدرة الثابتة في السلوك المهني للفاعلين التعليميين، كأداة قياسية ذات بعد تصنيفي واصطفائي؛

الانعكاسات:
هذه الأسباب المذكورة ساهمت بشكل قوي في بروز مجموعة من التصرفات التي تخرجعن نطاق المألوف، و تبتعد عن طبيعة القيم التي يدافع عنها المجتمع بمختلفمؤسساته نذكر من بينها:
·
الشغب و العدوان؛
·
التغيبات غير المبررة؛
·
عدم الاهتمام بالأنشطة التعليمية التعلمية ؛
·
الغش في الامتحانات؛
·
اللامبالاة للقانون الداخلي للمؤسسة؛
·
تفشي ظاهرة القرابة و المحسوبية على المستوى العلائقي؛
إن مثل هذه الانعكاسات ساهمت بشكل كبير في عدم أجرأة السلوك المدني لدىناشئتنا، مما جعل العلاقات المؤسسة بين كل من الأسرة و المدرسة مشوبةبتصدعات و بأزمات تبرزها حدة السلوكات الشاذة و المرضية التي أصبحنانلاحظها على متعلمينا كما هو مبين سابقا؛
إذن ما هي الاقتراحات الإجرائية لترسيخ السلوك المدني داخل المؤسسة الأسرية و المدرسية ؟
الحلول النسبية المقترحة لترسيخ السلوك المدني لدى أطفالنا و شبابنا:
على المستوى البيداغوجي:
-
إكساب المتعلمين الكفايات الأساس التي تخول لهم فهم الواقع الاجتماعي و المساهمة في تغييره نحو الأفضل؛
-
اعتماد بيداغوجية القدوة؛
-
دفع المتعلمين إلى تقدير قيمة الصدق و الاستقامة وبذل الجهــد و التسامح و الإيمان بالاختلاف؛ و احترام الذات و الآخرين؛
-
تفعيل قيم التكافؤ في الفرص التعليمية سواء بين الذكــور و الإناث أو بين المدينة و القرية؛
-
التزام الطاقم الإداري و التربوي بمراعاة حقوق الآباء، و اطلاعهم على نتائج أبنائهم؛
-
اعتماد الإجراءات السليمة في فرض القانون الداخلي للمؤسسة؛
-
تخصيص حصص الدعم و المعالجة خارج إطار العمل المدرســـــــي و بشكل مجاني بدعم من المجالس المحلية...........؛
-
القضاء على ظاهرة المقبرة الثابتة la constante macabreفي تقويماتالمتعلمين و تنمية إرادة النجاح لدى المتعلمين خصوصا أطفال المشكل.
-
التدبير الزمني المدرسي لحصص تخصص للتوعية الاجتماعية والنفسية من أجلتصحيح تمثلات المتعلمين السلبية تجاه المؤسسة المدرسية و مستقبلهم التعليميالتعلمي، سواء من طرف المستشار في التوجيه أو متخصصين في علم النفسالمدرسي كوقاية علاجية للسلوكات السوداوية المكونة افتراضا لديهم؛
على المستوى الأسري:
-
الالتزام القانوني و الخلقي للآباء بتسجيل أبنائهم في المدرسة دون اللجوء إلى إعطاء إتاوات تشرطهم اجتماعيا؛
-
التأكد من انتظام و مثابرة أبنائهم في الذهاب إلى المدرسة كل يوم؛
-
العناية قدر المستطاع بملابسهم الموحدة؛
-
تكميل الآباء و الأمهات ما يتعلمه الأبناء في المدرسة و ذلك بتشجيع و مكافأة الانجازات المحققة من طرفهم؛
-
تنظيم أوقات النوم للأبناء وأوقات ولوج منازلهم؛
-
السهر على انجاز الأبناء لواجباتهم المنزلية كدعم خارجي؛
-
مساعدة الأسرة المدرسة في حل المشكلات التي يعاني منها الأبناء إذا ما ظهرت للوجود حسب تقارير المربين؛
-
قيام الآباء بأنشطة تطوعية داخل المؤسسة المدرسية؛
-
حضورهم للاحتفالات و الأنشطة التي تبرمجها المؤسسة المدرسية تفعيلا للحياة المدرسية؛
-
تصحيح المواقف العنيفة للأبناء حيال المدرسة وإعادة ثقتهم بها و بمستقبلهم؛
إن مثل هذه المقترحات في مستواها العام لا نعتبرها نهائية من أجل ترسيخالسلوك المدني لدى شبابنا، و إنما وجب تكثيف الجهود بين مختلف المؤسساتالتي تنتمي للمجتمع المدني، يحكمها بالضرورة مشروع مجتمعي واضح المعالم والأهداف ، و قائم على استراتيجية محكمة تحدد المعالم الكبرى للإنسانالمستهدف في التنمية المستدامة المراهن عليها، وفي المشروع التربويالتكويني كفاعل استراتيجي في تحقيق هذه التنمية سواء على المدى البعيد أوالمتوسط.
*
أستاذ باحث في علم النفس الاجتماعي
الملحق التربوي لجريدة الاتحاد الاشتراكي





    رد مع اقتباس
قديم 2014-03-16, 08:56 رقم المشاركة : 25
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مقالات تربوية


قضايا وإشكالات تنزيل بيداغوجيا الإدماج
عبد العزيز قريش

مفتش تربوي

معطى الانطلاق:

انطلاقا من إشرافي على مدرسة من مدارس تجريب بيداغوجيا الإدماج بنيابةتاونات وما حصلت من ملاحظات علمية ميدانية، واتصالا بزملائي المشرفين علىمدارس التجريب الأخرى في إطار الاجتماعات التواصلية والتداولية مع خبير" المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب " في مشاكل هذه البيداغوجياميدانيا. وانطلاقا كذلك من معطيات التكوين في بيداغوجيا الإدماج لهيئةالتدريس وما يثيره من مشاكل وإشكالات مختلفة. تنبعث هذه الورقة ساعية إلىطرح بعض القضايا وصياغة مجموعة أسئلة إشكالية في وجه هذا المركز لأجل تقديمحلول و أجوبة عليها أو على الأقل إثارة حوار خبراء حولها تحت إشراف الخبيرالدولي المعتمد لدى المركز كزافيي روجيرس xavier Roegiers من أجل التطويروالتحبير.

وهذه القضايا تهم المبادئ والأسس والمنطلقات التي أسس عليهاالطرح المغربي. وكذلك الإشكالات المرتبطة بالمفاهيم والمصطلحات التي تطرحالتباسا في مستوى الفهم والتطبيق. وهي قضايا وإشكالات ومشاكل مطلوبة لذاتهامن ناحية وظيفيتها في تصحيح وتطوير الطرح المغربي في هذه البيداغوجيا، ومنناحية تجاوز طبيعتها المعوقة التي تحول دون تحقيق أصول بيداغوجيا الإدماج،ودون تحقيق نجاعة تصريفها في الفعل التعليمي داخل الفصل الدراسي، خاصةونحن ذاهبون إلى تعميمها على مستوى الوطن الحبيب. ولا يجوز في اعتقاديالتعميم قبل التنقيح والتعديل والتصحيح لأننا أخذنا بمبدأ التجريب أوبالسترجة التجريبية في بيداغوجيا الإدماج، حيث التجريب يسمح بالوقوف علىالأخطاء والاختلالات في الطرح مقابل إتاحة الفرصة لتصحيحها ومعالجتهاوتنقيح مداخلها لأجل نجاعة وجودة وفاعلية الطرح.

وهذا الشأن يطلب التحليل النقدي للنتائج المحصل عليها منالتجريب. وقد أثبت تجريب بيداغوجيا الإدماج جملة من القضايا والمشاكلوالإشكالات، يجب أن نقف منها بمنطق النقد لا بمنطق الانبهار. وأفضل وأحسنموقف نتبناه هنا الاستماع والتقبل ثم الدراسة والتحليل والمعالجة! فذلكسبيل توطين هذه البيداغوجيا في ثقافتنا التربوية والمهنية، وما أحوجنا إلىمراجعة هذه الثقافة ذات المكبح المشغل منذ الانطلاقة والبداية؟! وهو مانعانيه في التكوين نتيجة الأحكام المسبقة والمواقف المبدئية تجاه هذهالبيداغوجيا، والتي كثيرا ما تكون سلبية قائمة على كلام عام لا يرقى في شيءإلى الكلام العلمي المؤسس على الحجة والبينة العلمية! ونفتقد فيها إلىالتفكير العقلاني التمحيصي، الذي لا يمكنه القبول بأي مقولة إلا بعدتناولها بالدرس والفحص والتحليل والمنطقة والعقلنة.

بعض القضايا والإشكالات الواقعة في بيداغوجيا الإدماج حسب الطرح المغربي:

ومنها على سبيل المثال:

أ ـ يدخل التدريس ببيداغوجيا الإدماج المتعلم في سياقتعليمي منسجم في سيرورته وآلياته وخطواته وأدواته، ومتكامل في محطاته. حيثلا يشعر المتعلم في إطاره بأي انتقال مفاجئ أو بأية قطيعة في زمنه أو حدثهأو منهجيته أو مضمونه. وهو ما يؤدي بالمتعلم إلى الثقة بالنفس من جهة أولى،ومن جهة ثانية إلى التحكم في منهجية الأداء التعلمي وأدواته وزمنه ومضمونهومنتوجه. وبيداغوجيا الإدماج من خلال هذا المعطى النظري تحاول أن تتخذ فيتصريف وتدبير وبناء التعلمات والأنشطة أو ما يصطلح عليه فيها بالموارد نهجاواضحا منسجما مع المقاربة بالكفايات. وهو نهج يعتمد على الوضعيات في تحقيقالكفايات تطبيقا لمبادئ المدخل النظري لهذه البيداغوجيا. التي تقولبالوضعية المشكل ـ الديداكتيكية، والتي تكون منطلق تعليم وبناء الموارد،والوضعية الإدماجية التي تكون منطلق التقويم. حيث ( في المقاربة بالكفايات،وخاصة في ما يتعلق بالتحويل أو الاستثمار، يحتل مفهوم " الوضعية " أو " الوضعية ـ المشكلة " مكانة مركزية في هندسة التكوين بصفة عامة، نظرا لأنعدة التكوين أو المنهاج يستعمل، من البداية إلى النهاية، الوضعية كإطار أووعاء لتعبئة المكتسبات، سواء كان ذلك في تعلم التحويل أو في تقويم القدرةعليه أو في تحديد أو تقويم درجة التحكم في الكفايات. يمكن القول بأنالوضعية إطار سياقي يجعل المتعلم يحس بأنه في وضع مألوف، غير أن هذا الإطاريضعه أمام عائق جديد ومركب. وهذا العائق، الذي يتم تصوره كمشكل يجب حله أوكمهمة يكلف إنجازها في كل مرة جهدا أكبر، يتطلب تعبئة انتقائية ومدمجةلموارد أو معارف تم اكتسبها في السابق. ويساهم تعدد الوضعيات التي تتميزبتصاعد وثيرة متطلباتها على المدى القريب في بناء معارف ومهارات جديدة،وعلى المدى المتوسط أو البعيد في التحكم التدريجي في الكفايات ).

وهنا؛ اقتناص المقام لأجل المقال شرط استغلال المناسبةلتوجيه الانتباه إلى أن الوضعية المشكل ـ الديداكتيكية التي تعتمد مدخلاللدرس المدرسي، هي بطبيعتها التكوينية والوظيفية مدخل إلى التعليم والتعلموليست سيرورته، وتحفيز للمتعلم على التعاطي مع التعلمات الجديدة مع طرحمجموعة أسئلة عن الموارد الجديدة المطلوبة في حلها، لأنها تشكل عائقاللمتعلم. ولا تحمل في ذاتها تلك الشروحات والتفاصيل البنائية للمواردالجديدة، وإنما توجه إلى ضرورة اكتسابها والتمكن منها، وهي درجة أقل فيمراقي بناء المعرفة، وتنحو في وظيفتها منحى الاستثارة السيكولوجية والتهييئالفكري والتقبلي عند المتعلم أو ما يسمى بالدافعية التي تشكل أحد مكوناتهذه الوضعية، ما يعبر عنه بـ ( انخراط التلميذ، المتعلق بحافزيته في اقتحامالوضعية ـ المسألة ). ولا تحمل كذلك بالضرورة التعلمات الجديدة المستهدفةبكل تفاصيلها وبنائها المعرفي والمنهجي والتطبيقي. وهنا؛ يطلب الموقفالتعليمي وضعية جديدة مخالفة للوضعية السابقة أسميها الوضعية البنائية، وهيالتي يتمكن من خلالها المتعلم من بناء واكتساب الموارد الجديدة وتخزينهاريثما يسترجعها ويستثمرها في وضعيات الإدماج. والوضعية البنائية هي التيأجدها توسم بـ " الوضعيات ـ المسائل << الديداكتيكية >> " عندكزافيي روجيرس نفسه، حيث ( هي الوضعيات التي يعدها المدرس لفائدة جماعةالقسم، في سياق تعلم جديد: معرفة أو معارف جديدة، مهارة أو مهارات عمليةجديدة ). وأعتبر غياب هذه الوضعية عن سيرورة الأداء الصفي ببيداغوجياالإدماج وفق المقترح المغربي، وفي طرحها المنهجي هفوة في بنية هذهالبيداغوجيا إن اعتمدت عليها فقط في مدخل الأداء الصفي دون سيرورته. حيثيجب استدراكها، والعمل على إنشاء وضعيات خاصة بالموارد الجديدة تستهدفتمكين المتعلم من هذه الأخيرة.

والوضعية التي تشكل سياقا تعليميا وتعلميا مألوفا للمتعلمعلى المستوى النظري، تغيب عن المقاربة الحاضنة التي تبناها الطرح المغربيللاشتغال بها في إرساء الموارد في المرحلة الانتقالية الحالية التي تعيشهاالمدرسة، والتي يمر منها كذلك المدخل الديداكتيكي للدرس المدرسي. وهو ماجلب الهدف التعليمي إلى هذه المقاربة بالاستفادة من بيداغوجيا الأهدافلتوطين الموارد الجديدة. وهذا الطرح من شأنه أن يخلق قطيعة منهجية وأدائيةعلى الأقل إن لم نقل قطيعة على مستوى التفكير والمناولة الدماغية بالنسبةلسيرورة بناء الكفايات من خلال مرحلتي إرساء الموارد والإدماج! وقد أثبتتالمعطيات الميدانية في مدارس التجريب وجود انتقال مفاجئ لدى المتعلم يربكتعاطيه مع الوضعية الإدماجية وينعكس سلبا على أدائه التعلمي عند تحليلالوضعية وحلها. وذلك ناتج عن وجود سياقين للتعليم والتعلم مختلفين تمامالاختلاف! سياق إرساء الموارد ويتم عبر الهدف التعلمي على اعتباره يشكلممارسة قدرة على محتوى. وهو سياق يختلف عن سياق الوضعيات، وبالتالي تقدمالموارد بالطريقة العادية عمليا في القسم، ولا يتعاطى المتعلم في هذاالسياق مع الوضعيات سواء أكانت " مشكل ـ ديداكتيكية " أو " بنائية ". وإنمايتعاطى مع مادة مدرسية منفصلة في سياق تعليم تقليدي يرتكز على المحتوى دونالقدرة، ما يطرح مشكل مألفة السياق لديه، وهو ما يركزه لديه البعد الزمنيفي الإرساء، الذي يتم عبر ستة أسابيع؛ يفقده مواجهة التركيب المؤثث فيالوضعيات للتعاطي مع التحديات والصعوبات والإشكالات التي تبني المعرفةمقابل بناء القيم والمهارات والتركيم المتصل والتفاعلي للخبرة وللتجربة فيتناول المركب. وسياق آخر هو سياق الإدماج سواء في شقه الأول: " تعلمالإدماج " أو في شقه الثاني " تقويم الإدماج " الذي يمتد على طول أسبوعين،وهو سياق يختلف عن الأول من حيث طبيعة وظيفته وغايته وأثره. فانتقالالمتعلم من سياق يتعاطى فيه مع التعلمات خارج إطار الوضعيات إلى سياقيتعاطى فيه مع استثمار تلك التعلمات في الوضعيات يؤثر في مقاربة الوضعياتسلبا. وهو ما أكدته نتائج الأسبوع الثاني من الإدماج في المرحلة الأولى منالسنة الدراسية 2009/2010 في مدارس التجريب. ما أدى بي إلى طرح تناول ينطلقمن الكفاية الأساس في ارتباط بالكفاية المرحلية مرورا بالوضعيات المقررةلهذه الكفاية المرحلية، حيث يتم قراءة الوضعيات قراءة تحليلية استكشافيةللموارد المطلوبة ومن تم بناؤها عند المتعلم في أسابيع الإرساء. وهكذا يخففأثر الانتقال من سياق إلى آخر،والحد من درجة مفاجأة الانتقال. كما أطرحهنا سيناريو آخر للمناولة. حيث يمكن استغلال محطة تكوين هيئة التدريس علىإنتاج وضعيات مكافئة في إقدارهم إبستيميا وتقنيا وعمليا ومهنيا على إنتاجوضعيات لإرساء الموارد في أسابيعها. والتخلي عن المقاربة الحاضنة المعمولبها، لكي نضع المتعلم في استمرارية سياق الوضعيات.

وقد يرد البعض هنا، بأن التنوع في السياق يؤدي إلى إغناءتجربة المتعلم وتمكينه من أكثر من سياق تعليمي يستفيد منها جميعا، وتتنوععنده منهجيات التعلم. فالذهاب إلى هذا القول يهدم المدخل النظري لبيداغوجياالإدماج ويسقط الترتيبات المنهجية المقررة فيها، وهو ما سيدخلها فيالتساؤل عن جدواها وعن تماسكها الإجرائي فضلا عن منتوجها الديداكتيكي عندالأستاذ ومنتوجها التعلمي عند المتعلم. ويسألها عن أهم خصائصها، وهي: السياقية والتركيب! ويمكن هنا صياغة أسئلة إشكالية من قبيل:

* أتقتضي المرحلة الانتقالية في المدخل المنهجي ضرورة وحتمية تجاوز المعطىالنظري لأجل إرساء التغيير في الواقع التعليمي للدرس المدرسي؟ وما قيمة هذاالاقتضاء في الأخذ بالسترجة التجريبية؟

* ألا يعد الانتقال من سياق إلى سياق داخل الفعل التجريبي عاملا متغيرامستقلا تتبعه عوامل تابعة؟ وبالتالي تؤثر في نتائج التجريب. وبذلك؛ ألا يعدمجازفة في السيرورة الديداكتيكية؟

* أيمكن الحديث عن بيداغوجيا الإدماج خارج الوضعيات؟ وإلى أي درجة يمكن الاشتغال على الكفايات خارج الوضعيات؟

* ما المسوغات النظرية والموضوعية المبررة لهذه المفارقة التي يشتغل بها الطرح المغربي لبيداغوجيا الإدماج؟

* إلى أي حد يمكن للمتعلم استغلال الانتقال من سياق لآخر لصالحه؟ وما الصعوبات التي يطرحها هذا الانتقال عليه؟

* إلى أي حد تمثل بيداغوجيا الإدماج نمذجة لرفع الالتباس الديداكتيكيالحاصل في الدرس المدرسي تنزيلا للمقاربة بالكفايات؟ وبالتالي تجيب عنأسئلة التنزيل.

ب ـ قاعدة ثلاثة على ثلاثة في التقويم بدرجتين، الأولىللتحكم بالحد الأدنى باثنين على ثلاثة، والثانية للتحكم بالحد الأعلىبثلاثة على ثلاثة في المستويين العمودي والأفقي فضلا عن إضافة معيارالإتقان بدرجتين فقط هما الصفر أو الواحد وبلغة أخرى: التحكم في معيارالإتقان أو عدم التحكم فيه. ولن أذهب هنا إلى التفصيل فيما ورد عند كزافييروجيرس ومناقشته، بل المطلوب هو مناقشة مبدأ أساسي في التقويم، وهو أنالتقويم يكون عبر ثلاث وضعيات كاملة وليس عبر وضعية ذات ثلاث فرص أو أسئلةعلى الأصح؟! فالمتعلم الذي يتمكن من حل ثلاث وضعيات يكون قد تمكن منالكفاية بحد الإتقان لأن 1/3 هو للإتقان، و2/3 هو للتحكم الأدنى. في حين لميقتصر الطرح المغربي على وضعية واحدة لنفي الصدفة عن حل المتعلم للوضعية. وهنا نكون أمام عائلة من الوضعيات المتكافئة التي تشتغل على نفس الكفاية. ولا نكون أمام وضعية واحدة تشتغل على كفاية واحدة من خلال ثلاث فرص عبارةعن أسئلة. وهو ما سيذهب بنا إلى مساءلة هذه القاعدة أو المبدأ الأساس فيالاشتغال على الكفايات بمنطوق قول كزافيي: ( الوضعية المستهدفة ] وضعيةإدماج [ هي وضعية ينبغي أن يكشف فيها التلميذ عن قدرته على تعبئة عدة مواردداخل وضعية. وإذا فككنا الوضعية بكيفية تجعل التلميذ يجيب عن أسئلة فرعيةأو ينجز مجموعة من المهام الصغرى التي سبق استيعابها، فإننا نجانب ما كنانسعى إليه )! حيث يذهب هذا المنطوق إلى عدم تجزيء الوضعية إلى أسئلة فرعيةأو مهام صغرى. فماذا نقول عن ثلاث فرص التي ذيلت بها الوضعيات المقررة؟فمثلا: الوضعية الأولى من كراسة المتعلم للمستوى الأول في مادة اللغةالعربية الموسومة ب " الهاتف "، ومضمونها يحتوي على رنين هاتف المنزلوإجابة البنت " المتعلمة" عن الهاتف من خلال صورتين الأولى لشخص راشد يتحدثفي الهاتف والثانية لبنت تجيب في الهاتف وتتصور مخاطبها. ومذيلة بتعليمةواحدة تنطلق من الصورتين، بها ثلاث فرص هي:

1 ـ قدمي التحية للرجل، واطلبي منه اسمه؛

2 ـ قولي له من أنتِ، واسأليه عما يريد؛

3 ـ أخبريه متى سيعود أبوك، وودعيه.

ألا تدخل هذه الفرص في تجزيء الوضعية؟ ألا تشكل أسئلة فرعيةداخل مكالمة هاتفية وإدارتها؟ ألا يمكن أن تكون المهمة في هذه الوضعية هيإدارة مكالمة هاتفية، فتكون مشكلة بالنسبة للمتعلم/المتعلمة؟ ألا تعد هذهالأوامر فقط تطبيقات تكرر تعلمات سابقة كالتحية والاستفهام عن الاسم وموضوعالاتصال وكلمة الوداع؟ وما نوع الإدماج الذي سيقوم به المتعلم / المتعلمةهنا؟ إنها أوامر لا تشكل للمتعلم مشكلا في اعتقادي خاصة إذا تمرس في إرساءالموارد عليها! فهذه الوضعية ومثيلاتها لا تشكل وضعية مشكل أولا ولا وضعيةإدماج ثانيا بالصيغة والشكل المطروحة بهما، لأن ( الوضعية/المشكل تفيددائما عملية بنائية يقوم فيها المتعلم بالإدماج بين تعلمات مختلفة لحل مشكلمعين، فإذا طلبت من تلميذ أن ينشئ جملا تتضمن النعت أو الحال، فإن هذهالوضعية تعتمد على تطبيق إجراءات فقط، ولا تمثل مشكلا بالنسبة للمتعلم ). هذه مجرد مجموعة أسئلة؛ إذا دققنا فيها تحيلنا على سؤال جوهري وكبير. ألاوهو: هل هذه الوضعية بشكلها ومضمونها وتفصيلها تعتبر وضعية؟ ألا يناقضالخبير الدولي نفسه حين يصادق على هذه الوضعيات؟ مجرد أسئلة أثيرها لأجلفتح حوار تربوي ومجتمعي غني ومتجدد ومتطور حول ما يسمى بالوضعيات الإدماجيةالمصادق عليها بحضور الخبير الدولي بغية المشاركة في بناء ما يهم أبناءنا.


والعدول عن تبني ثلاث وضعيات إلى تبني ثلاث فرص في وضعية واحدة يحيلنا علىجملة أسئلة مشروع طرحها، وضرورية مقاربتها، من قبيل: ما المسوغات الموضوعيةوالتقنية والمنهجية التي فرضت تبني وضعية واحدة ذات ثلاث فرص؟ وهل للمتعلمالمغربي والأستاذ فيها نصيب؟ وهل للسياق التربوي والاجتماعي والاقتصاديوالسياسي دخل في هذا العدول؟ ألا تشكل هذه الوضعيات بصيغتها الشكلية نمطيةتتعدى على بنية الوضعية ذاتها؟. يعمق السؤال عنها وفيها فعل الوصف، أكثرالأفعال ورودا وترددا في وضعيات اللغة العربية بالمستوى الأول! وهو تنميطما بعده تنميط؛ يحجر على الفكر واللسان توظيف أساليب أخرى !

ج ـ سؤال جودة بيداغوجيا الإدماج يطرح بنفسه سؤالا آخر هوسؤال الخبرة. وهو سؤال يقول: متى يصبح الفاعل التربوي خبيرا؟ أيكفيه سويعاتتكوينية ليصبح خبيرا؟ أم يلزمه الإلمام العميق بمجال خبرته فضلا زمنيةطويلة ممتدة فيه تمده بالتجربة والخبرة وتعمق فعله في مجاله؟ أيكفي أن تكونمستقبلا لمجال الخبرة من خبير أو من خبراء في مجاله أم أن تكون ممارسامتمرسا فيه؟ أسئلة تجذر سؤال الخبرة في الطرح المغربي انطلاقا منالإشكاليات الواقع فيه، والتي يعبر ويفصح عنها واقع التكوين! فهل يمكنتجاوز محتوى كلمة " خبير " ؟ التي ( تعني تمكن الفرد وقدرته وإلمامهبالمكونات المعرفية النظرية منها أو التطبيقية، إذ بكلمة أخرى أن من يطلقعليه خبير يفترض استيعابه النظري، وشمولية معرفته، أو توافر المهاراتاللازمة لإنجاز أمر من الأمور التي قد لا يستطيع عليها عموم الناس، أو لايلمون بها ). فالخبير التربوي كل شخص له دراية ليست لغيره من الفاعلينالتربويين. وهنا؛ فالخبير ببيداغوجيا الإدماج هو من له دراية واسعة بهانظريا وتطبيقيا تسعفه في إبداء الرأي في إشكالاتها وقضاياها، وتمكنه منإيجاد الحلول للمشاكل التي تعترض تطبيقها سواء ما تعلق بذاتها أو ما تعلقبخارجها.

د ـ مشكل التنقيط بالنسبة للتقويم عامة والتقويم الإشهاديخاصة. وهو ما يثير الكثير من الأسئلة، مثل: ماذا سيقدم الأستاذ لوليالتلميذ كمؤشر على تقويمه؟ أيقدم له نقطة أم درجة إتقان المعايير؟ وما هوالمعيار الرئيس والأساسي من بين المعايير الأربعة المعتمدة؟ أهي المعاييرعلى قدر من المساواة أم هناك تفاوت بينها بناء على قيمتها في بناء التقويم؟وما المعيار المعبر عن درجة نماء الكفاية أكثر من المعايير الباقية؟ وماالقراءة الصحيحة لشبكة التصحيح: الأفقية أم العمودية أم الشمولية؟ كيف يمكنترجمتها إلى نقطة؟ أبواسطة نسبة مائوية أم ماذا؟ وما الحيثيات التفصيليةوالموضوعية والعلمية التي ستحدد هذه الترجمة ـ وقد حصلت في مكناس ـ؟ ... أسئلة كثيرة مشروعة يشتد طرحها عند قراءة الخلفية النظرية التي بنى عليهاكزافيي روجرس بيداغوجيا الإدماج منهجية لتصريف وتدبير المقاربة بالكفاياتحسب الطرح المغربي. وهنا يمكن مراجعة ما قدمه. لكي نقف عن مدى مطابقة ماجاء به نظريا مع ما هو مطروح في المصوغة عامة وشبكات التصحيح خاصة. ومنه؛يحق مساءلة ما هو موجود في مصوغة التكوين وما يطرحه تجريب بيداغوجياالإدماج في الميدان عن انضباطه لما يقول به كزافيي روجرس في بيداغوجياالإدماج؟ أم هناك من الأسباب ما يؤدي إلى التعديل في المطروح نظريا أوعمليا؟ فمثلا؛ حين تقول شبكة التصحيح الخاصة بوضعية: " لا تنقطع عن الدراسة " في المعيار الثالث الخاص بانسجام المنتوج:

" ( يحصل المتعلم على 3 نقط " 3/3" إذا:

ـ حصل الانسجام بالنسبة للمنتوج المتعلق بكل فرصة "1/1"

ـ كان منتوجه في شموليته خاليا من الحشو والتناقض"1/1"

ـ استعمل أدوات الربط بين الأفكار بشكل سليم"1/1/" ).

وتكتب المصوغة ملحوظة تقول: ( يحصل الانسجام إذا كان هناك تسلسل منطقي فيالأفكار الواردة في المنتوج وإذا أضافت كل جملة معلومة أو معلومات جديدة " غياب التكرار والحشو " ).

فهي تلبس على المكون القراءة؛ حيث في غياب قراءة الملحوظة،نكتشف أن جملة " حصل الانسجام بالنسبة للمنتوج المتعلق بكل فرصة "1/1"" معيار وليس مؤشرا!. وبالتالي فإدراج الملحوظة لا محل له لأننا بصدد تحديدالمؤشرات، وهو ما كان يجب فعله هنا. إذ يمكن إدراج الملحوظة كاملة فيالمعيار الثالث وحذف الجملة السابقة وهذه مسألة تقنية. وبالرجوع عند كزافييروجرس نجده يقول بالانسجام الدلالي « cohérence sémantique »! وهو ما يفتحالسؤال على إشكالات لغوية عميقة في الدراسات اللسانية الحديثة، خاصة منهالسانيات النص. كما أن استعمال أدوات الربط بين الأفكار بشكل سليم تطرحتساؤلا جوهريا وهو:متى يكون النص منسجما؟ وما الآليات والمنهجيات التيتمكننا من الحكم على نص بكونه منسجما؟ وهل استعمال أدوات الربط في اللغةتفيد ربطا بين الأفكار حتما؟ وما هي الأدوات التي تربط بين الأفكار بشكلسليم؟ وهل البناء المنطقي والمنهجي للموضوع يحددان الربط بين الأفكار؟ أمهناك حيثيات أخرى تحدد لنا الربط بين الأفكار؟ أي من هذه الأسئلة يدخل فيمصطلح الاتساق(Cohésion) ؟ وأي منها يدخل في مصطلح الانسجام(cohérence) ؟وهي أسئلة لا يمكن تجاوزها لأن التقويم مرتبط بها، ومنه يرتبط بها مصيرالمتعلم. وهي تدخلنا في إشكالات معرفية ومنهجية كبرى، فمثلا: متى يكونالتكرار مشينا للمنتوج الأدبي؟ ومتى يكون الحشو حشوا؟ ومتى يحصل الانسجامالدلالي؟ ... خاصة؛ ونحن نجد من بين مظاهر الانسجام التكرار والتدرج! ثم أنإيراد المؤشرات التي توصف بالدقة وبالقياس وبالنوعية والكمية وغيرها يكونمن أجل رفع التقويم إلى الموضوعية وتقليص الذاتية منه أو حذفها مداخلها. غير أنها إذا لم تقيد وتحدد من داخل النص تسمح بمساحة ذاتية للمصححولإسقاطاته الذاتية على النص. ومن هنا نجد تفسيرا للاختلاف بين المصححينللنماذج المنتوجة التي تشتغل عليها المصوغة. وتقلص المدى بين أعلى نقطةوأدنى نقطة بمسافة نقطية قليلة. وهو ما يستوجب المراجعة.

إن معيار الانسجام يطرح جملة إشكالات بين المواد الدراسيةأولا ثم داخل المادة الواحدة نفسها. فلو أخذنا مثلا مادة اللغة العربية؛فالانسجام فيها في مستوى التبسيط ينحو نحو البناء الدلالي من حيث تماسكالمعلومات والمضامين والأفكار والعلاقات البينية بينها، وتسلسلها ومنطقيتهالأجل توليد دلالة مستمرة عبرها. ( ويقوم الانسجام النصي عن طريق تحققالعديد من العلاقات الدلالية بين أجزاء النص مثل:

أ – علاقات الربط: الوصل والفصل، والإضافة، والعطف.

ب – علاقات التبعية: الإجمال والتفصيل، والظرفية، والسببية، والشرط والجزاء، والعموم والخصوص ).

وأما إذا أخذنا بقول الأستاذ الدكتور محمد خطابي أنه ( ليس هناك نص منسجمفي ذاته، وغير منسجم في ذاته باستقلال عن المتلقي، بل إن المتلقي هو الذييحكم على نص بأنه منسجم، وعلى آخر بأنه غير منسجم )، وهو قول صحيح باعتباراللغة مؤسسة اجتماعية وجودها مرتبط بوجود الإنسان. فإننا سنبتعد كثيرا عمانتوخاه من الانسجام، من عدالة بيداغوجية في التقويم وموضوعية فضلا عن تكافؤالفرص بالنسبة للمتعلمين. وبالتالي تتعقد قضية الانسجام في مادة اللغةالعربية خاصة أنه مبحث من مباحث اللسانيات النصية. فيه ما فيه من التضميناتوالتصريحات.

فالانسجام قضية لغوية أجد بعدها الأنطولوجي الحقيقي في بنيةالنص، والذي يسمح للمصحح الانتقال من ذاته إلى ذات النص بما يحقق موضوعيةالتصحيح. في حين أجد بعدها الأنطولوجي الافتراضي من خارج بنية النص، والذييسمح للمصحح الانتقال من ذات النص إلى ذاته، أي بحكم نظري، الذي بمقتضاهيفترض المصحح أنطولوجية الانسجام ويحللها وفقا لمعطى ذاتي، ثم يقومبالتصحيح بناء عليه. وهنا التصحيح ذاتي لا موضوعي. وهذا القول يحتمه الدرسالمدرسي لا الدرس اللساني. ومن ثمة؛ فالانسجام في مادة اللغة العربية يجبأن يدقق بمؤشرات من كينونته.

وقد اطلعت مؤخرا على المذكرة الوزارية رقم 74 بتاريخ 9 أبريل 2010 موضوع: " مشروع بيداغوجيا الإدماج ـ التقويم والامتحانات بالتعليم الابتدائي ـ " حيث ألفيت فيها ما كنت أتوقعه! وهو الخلط بين درجة التحكم في المعيار ـدرجة التحكم في الكفاية ـ والتنقيط. ذلك أن المذكرة 74 ذهبت إلى اعتباردرجة التحكم هي النقطة الأولية الممنوحة في الجدول التالي مع إضافة ( نقطةواحدة لكل تلميذ تحكم بنسبة الثلثين في كل معيار من معايير الحد الأدنى " تحقيق عتبة 3/2 لكل معيار ). وهذا خلط كبير بين درجة التحكم والنقطة. وهناقد ينتقل وينجح من لم يتحكم في الكفاية رغم أن الكفاية الأساس توجب التحكمفيها من أجل النجاح والانتقال إلى المستوى الموالي.



هل التلميذ متحكم ؟ النقطة الممنوحة

معيار الحد الأدنى 1 * معيار الحد الأدنى2 معيار الحد الأدنى3 مستوى التحكمالنقطة الأولية النقطة الإضافية معيار الإتقان** النقطة النهائية

التلميذ1 3/2 3/2 3/2 متحكم 9/6 1 1/0 10/7

التلميذ2 3/2 3/1 3/2 متحكم 9/5 1 1/1 10/7

التلميذ3 3/3 3/3 3/0 غير متحكم 9/6 1/1 10/6

التلميذ4 3/1 3/3 3/1 غير متحكم 9/5 1/1 10/6

* معايير الحد الأدنى للتحكم: 1. معيار الملاءمة 2. معيار الانسجام 3. معيار الاستعمال السليم للموارد.

** معيار الإتقان: التقديم الجيد لمنتوج التلميذ ( ة ).

هذا؛ ونحن نعلم أن تقويم الكفاية يضم تقويم الموارد. والموارد ليست مستهدفةلذاتها بينما الكفاية هي المستهدفة من خلال الموارد. ونعلم أن المقاربةبالكفايات جاءت لتمحور المتعلم مركز الفعل التعليمي التعلمي، وألغت المنهاجالمتمركز حول المادة المدرسية. لكن مع الأسف أحيت المذكرة 74 المنهاجالمتمركز حول المادة المدرسية حين خصصت تقويم الموارد بنسب: 60% و 50% و40% والكفاية بما تبقى من نسبة مائة في مائة!؟ ونحن نعلم أن الموارد التي يمكنللمتعلم توظيفها في حل الوضعيات قد تكون موارد غير مدرسية، بمعنى أنه قديستدعيها من خارج السياق المدرسي. والموارد هي موارد مختلفة ومتنوعة لاتحصر فقط فيما هو مدرسي. وبالتالي هذا المذهب في التقويم يتناقض مع أبجدياتالمقاربة بالكفايات ومعطيات بيداغوجيا الإدماج التي تستهدف النسقية. ويزيدالطين انجرافا سيول تقديم الموارد في بيداغوجيا الإدماج منفصلة وبالمقاربةالحاضنة وخارج الوضعيات. بمعنى أن تقويمها يتحدد بموضوع المادة المدرسية،فمثلا بالنسبة للسنة الأولى ابتدائي تقويم الموارد يكون في: ( اللغةالعربية ـ الرياضيات ـ النشاط العلمي ـ التربية الإسلامية ـ التربية الفنية ).

وعلى العموم؛ فالتعديل الذي أجراه كزافيي روجرس على بيداغوجيا الإدماجلتوافق المعطى المغربي، يمكن أن نتوقع منه الخروج عن أدبيات هذهالبيداغوجيا. وهو أمر عاد في موضوع الملاءمة بين المعطى النظري والمعطىالواقعي. وهذا ينعكس على المداخل النظرية





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 14:32 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd