الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى المكتبة التربوية العامة > المواضيع التربوية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2014-03-16, 08:04 رقم المشاركة : 11
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مقالات تربوية



تدريس النصوص بواسطة الكفايات



الأستاذ محسن الزكري
يعتبر تدريس النصوص بواسطة الكفايات من التحديات التي تواجه المدرسين فيمختلف الأسلاك التعليمية، وهذه الصعوبة راجعة إلى طبيعة الكفاية ذاتهاالعصية على الفهم الدقيق من جهة، ولعدم دقة المنهجيات المقترحة فيالتوجيهات الرسمية من جهة أخرى.
لهذا، ارتأيت – في هذه الدراسة – المزاوجة بين الإرشادات المسطرة فيالتوجيهات الرسمية والمناهج والطرائق المقترحة في مجموعة من الدراساتالمتخصصة في هذا المجال من جهة، وبين التراكم المنهجي الذي تحقق لدي أثناءفترة التكوين بالمدرسة العليا ،و الدروس العملية التي حضرتها سواء بنفسالمدرسة أو بالمدارس التطبيقية الأخرى من جهة ثانية.
وستكون هذه الدراسة موزعة إلى قسمين : قسم نظري وآخر تطبيقي. كما سأتناول فيها بالدرس والتفصيل نموذجين من النصوص الأدبية:
  • نموذج النص الشعري ( قصيدة “ذريني ونفسي” لعروة بن الورد نموذجا)
  • نموذج النص النقدي (“اللفظ والمعنى ومعنى المعنى” لعبد القاهر الجرجاني نموذجا)
كما ستكون هذه الدراسة مدعمة ببطاقة تقنية لدرس النصوص ( جذاذات ) بمواصفات بيداغوجيا الكفايات . وستنشر هذه الدراسة على حلقات متسلسلة بحولالله بموقع الجمعية ، راجيا أن تنال لديكم القبول والرضا، أو أن تكون مثارنقاش بيننا كأساتذة اللغة العربية نسعى إلى تطوير درسها.
وينبغي الإشارة – بداية – إلى كون الدراسة التي سأتقدم بها هنا ستنصب على معالجة تدريس النصوص بواسطة الكفايات بالنسبةللسنة “الأولى من سلك البكالوريا”، اعتمادا على “كتاب النجاحالمقرر لهذا المستوى.
1 – القراءة المنهجية للنصوص في ضوء بيداغوجيا الكفايات:

1- 2- تعريف القراءة المنهجية:

اعتبرت مديرية المناهج بقطاع التربية الوطنية القراءة المنهجية جبراديداكتيكيا لابد لكل مقاربة للنص الأدبي أن تراعي مقتضياته البيداغوجية. وبهذا أصبحت القراءة المنهجية رسميا الوسيلة التي من خلالها ينبغي تدريسالنصوص.
وقد عرفت المديرية هذه القراءة في الكتاب الصادر عن قسم البرامجوالمناهج والوسائل التعلمية (1996) بكونها “خطوات وعمليات يوظفها الأستاذلإثارة أنشطة التلاميذ التعليمية من أجل فهم النص وتحليله. وتنطلق هذهالخطوات من الإدراك العام والكلي للنص ووضع فرضيات لقراءته، إلى العملياتالتي يقوم بها التلاميذ لفحص فرضيات القراءة من خلال بحث عناصر النصالداخلية معجما ودلالة وتركيبا وأسلوبا، أو من خلال ربطه بمعطيات مستمدة منمحيطه الاجتماعي والثقافي والتاريخي” (1).
ومن المعلوم أن هذا التعريف صيغ في ضوء المقاربات الديداكتيكية المستمدةمن أدبيات بيداغوجيا الأهداف. وهكذا من المفروض أن تطال تصورنا للقراءةالمنهجية في ضوء بيداغوجيا الكفايات بعض التعديلات بما يلائم الشروطالديداكتيكية الجديدة.
وبعد تسع سنوات من التطور في مجال الأبحاث البيداغوجية تأتي نفسالمديرية لتقدم التعريف الآتي للقراءة المنهجية: “إن القراءة المنهجيةعمليات وخطوات ومراحل وأنشطة تتبع من أجل فهم النصوص وتحليلها تحليلايستثمر مختلف معطياتها الداخلية والخارجية عبر توظيف متوازن بين شروطالقراءة المنهجية وشروط التدريس بالمجزوءات بما تتطلبه العملية التعليميةالتعلمية، وبما يغني عملية القراءة بالتنوع والتكامل في المقاربات والأدواتمع الملاءمة للمؤهلات والقدرات ووثيرة التعليم والتعلم لدى المتعلمين. ولاتكون المقاربة فاعلة إلا بتوسل مبدأ التدرج الذي يؤسس أدواته وأنشطته علىالمؤهلات والمكتسبات الحقيقية للمعلمين اعتمادا على تشخيص كاف وضبط رصينلحاجياتهم التعليمية المختلفة” (2). والملاحظ أن التعريف الأخير أقل دقة منالتعريف الأول، رغم أن من المفروض أن يكون العكس هو الصحيح، إذ إنه ظليسبح في عموميات تعتبر الآن من مسلمات العمل البيداغوجي، وظل يحيط بالقراءةالمنهجية دون أن يدخلها. وهكذا إن اقتصرنا على هذا التعريف في تحليلالقراءة المنهجية فإننا أيضا سنحوم حولها فقط دون أن نلجها . لذا كان منالواجب البحث عن القراءة المنهجية كما حددت في مجموعة من الدراسات الحديثةفي هذا المجال.
ومن هذه الدراسات نجد تعريف الجريدة الرسمية الفرنسية الذي يذهب إلى أنالقراءة المنهجية قراءة مدروسة ومعدة بإحكام، تمكن التلاميذ من إثبات أوتصحيح ردود أفعالهم الأولى كقراء، ويستدعي اختلاف أنواع النصوص منهجياتقرائية متعددة تتبلور من خلال سير العمل، وتسمح متطلبات القراءة المنهجيةبمنح قدر أكبر من الصرامة لما كان يسمى عادة شرح النص” (3). والملاحظ أنهذا التعريف يروم مقاربة القراءة المنهجية من خلال مقابلة ما ترفضه بماتتطلبه. فما هو مرفوض بالنسبة لها هو الإطناب والسلبية والبحث عن الأحكامالجاهزة والفصل بين الشكل والمحتوى. وما تأخذه بعين الاعتبار هو الملاحظةالمدققة للنصوص وأنساقها وتحليلها وإدراك ديناميتها. كما تتطلب الكشف الحذروالصارم عما تقوله النصوص، وذلك من خلال بناء تدريجي لدلالة النص انطلاقامن فرضيات تتولى القراءة فهمها بإحكام.
أما جيرار لانكلاند فإنه يعرف القراءة المنهجية بأنها “نشاط لا يقوم بهمتلق في وضعية تواصلية مؤجلة وعلى نحو غير مباشر خلاف أشكال الإرسالياتاليومية الوظيفية، حيث يتعاضد اللغوي بالخارج لغوي (الإشارات، النبر،الإيحاء…)، وحيث بإمكان المتلقي أن يتحول إلى باث فيطلب إيضاحات ويفحص مدىإدراكه للرسالة المثبوتة باعتباره باثا مصاحبا حين يجد المتلقي – القارئنفسه وحيدا إزاء أثر خلفه منتج الرسالة، وهذا المنتج ينحصر في المحتوىاللغوي وفي بعض المؤشرات اللغوية الموازيةـ (التصفيح، الحروف، الطباعة…) وبالنصوص الموازية حين يتعلق الأمر بالنص الأدبي، إذ على القارئ أن يحملعلى عاتقه مهمة بناء معنى ما، وتقاس قيمة بناء المعنى بمدى قدرته على تحويلأكبر عدد ممكن من عناصر النص وبطريقة متماسكة ودينامية إلى عناصر دالة،وهذا المعنى هو نتيجة لقاء بين نصين: نص المؤلف ونص القارئ” (4). وهكذاوانطلاقا من هذا التعريف يصبح التلميذ / القارئ هو محور الفعل القرائي، فهوالذي يساهم في إعادة إنتاج النص من خلال مشاركته في إنتاج المعنى انطلاقامن زاوية نظره وخصوصيات كفاياته الشخصية .ولهذا يصبح لزاما على الاستنادأثناء إعداد الدرس سلك خطة لإدماج التلاميذ في سيرورة إبداع المعنى والأخذبأيديهم في عملية التقاط المؤشرات الدلالية عند مستويات التحليل المختلفة،لا أن يفرض تصورا جاهزا، وجامدا وغير قابل للتعديل والتكيف مع مستجداتالتلقي والتواصل داخل القسم.
1- 2- المبادئ الأساسية للقراءة المنهجية:

تقوم القراءة المنهجية على ثلاثة مبادئ مستمدة من أصول نظرية مختلفة وبخاصة من مجالي اللسانيات ونظريات القراءة. وهذه المبادئ عبارة عن روافدتتقاطع فيها مختلف هذه النظريات، مما يجعل الإحاطة بها بمثابة بحث فيالمرتكزات النظرية للقراءة المنهجية. (5)
- المبدأ الأول: تصور خاص لفعل القراءة:

يستند هذا التصور إلى اللسانيات التداولية الحديثة الذي يفترض وجود عدةعمليات ذهنية تتظافر في بناء معنى النص، وذلك من خلال وضع فرضيات حولالدلالات الممكنة عن طريق استغلال مجموعة من الكفايات لدى التلميذ كالكفايةالموسوعية التي تستدعي مجموعة من النصوص الموازية للنص ، وتساهم في عمليةإنماء الفرضيات والتحقق منها، والكفاية المنطقية التي لها أهمية كبيرة فيصياغة الفرضيات (6)، حيث تربط بين داخل النص،عناصره ومكوناته، وخارجه أيالخبرات القرائية السابقة والمعارف الموسوعية، كما أنها تربط بين مختلفالدوال داخل النص ذاته، وتشتغل على مستوى سيرورة الاستباق حيث تربط المعانيالمؤقتة وفرضيات المعنى ومختلف التفاصيل المبثوثة في خفاء النص ، علىالنحو الذي يدفع باستمرار على إعادة النظر في الفرضيات في أفق بناء دلالةمتماسكة يبرهن عليها ، وكالكفاية التداولية التي تسمح بوضع النص في إطارالسياق التلفظي الخاص الذي يتحدد من خلال الآثار التلفظية المنتشرة داخلالفضاء النصي.وبالتالي يغدو فعل القراءة سيرورة بناء للمعنى تتم انطلاقا منعمليات الهدم والبناء المستمرتين من بداية النص إلى نهايته ودون توقف، وهيعملية غير نهائية مادام أن خيط المعنى تتم مطاردته تماما كما يطارد خيطالدخان.
- المبدأ الثاني: المشروع القرائي:

إن الممارسة الصفية تتميز بمجموعة من الإكراهات التي تجعل القراءة غيرمكتملة، ومن هنا تدخل هذه الأخيرة ضمن مشروع يبدأ من الفصل، ويتعدى حدودهإلى خارج المدرسة داخل سياق بيداغوجي محدد الأهداف والمصالح، فالقراءة فيالأخير لا تنتقى لذاتها، بل بالنظر إلى فائدتها الديداكتيكية، أي إلى ماتتيح بناءه.
ويمر تطبيق المشروع القرائي عبر عدة مستويات تبدأ من اختيار المادةالرئيسية، ذلك أن هذا الاختيار يطرح عدة إشكالات بالنسبة للقراءة المنهجيةالتي تؤسس انطلاقا من مشروع قرائي عام. فمسؤولية المدرس كبيرة في انتقاءنصوص بناء على مجموعة من المقاييس التي تخولها له معايشته للوضعياتالتعلمية وخبراته البيداغوجية والمعرفية والحياتية، في حين أن الكتابالمدرسي ينتقي نصوصه غالبا بناء على اعتبارات لا تراعى فيها شروط العملالبيداغوجي ومستوى التلاميذ واختلافاتهم النوعية ووجهات نظرهم ووجهات نظرالمدرسين ومستوى كفاياتهم الفكرية والعلمية. يلي هذا المستوى مستوى ثان هووضع خطة للقراءة، ثم تطبيقها عبر تسلسل الحصص في إطار تدبير عقلاني للوضعيةالبيداغوجية التي سمتها التفاعل بين مختلف المتغيرات من جهة، وبين هذهالمتغيرات والمتغيرات الخارج – مدرسية من جهة ثانية. وهذه الوضعية متطورةعلى نحو يجعل التلاميذ غير قادرين على حل المشاكل المطروحة فقط بواسطةتكرار وتطبيق المعارف والكفايات القبلية، بل يجعل هذه المشكلات تتطلب صياغةفرضيات جديدة، فكل درس ينبغي أن يكون جوابا عن سؤال يطرحه التلميذ، سواءتعلق الأمر بدرس القراءة أو بدرس آخر. (7)
- المبدأ الثالث: اختيار معارف محددة بوضوح ومعالجتها:

يطرح في هذا الإطار سؤال مركزي هو: ما هي المعارف التي بواسطتها ينجزفعل القراءة؟ إن القراءة المنهجية تستدعي كفايات معرفية ومنهجية ليس فقطلدى التلميذ، بل لدى المدرس أيضا. (8) وتوجد الكفاية المعرفية على رأسالكفايات الواجب توفرها لدى أستاذ القراءة المنهجية للنصوص. لكن المعرفةتتميز باتساع مجالاتها وتعدد مصادرها، فهي أشبه ما تكون بالمكان الذي لاأول له ولا آخر، وهو متجدد لا يتركك تكشف مجاهله و تخبر أسراره حتى يتبدلويعيد النظر في خباياه وثناياه. فحقل المعرفة إذن سماته تعدد الاختصاصاتوتداخلها الدينامي. (9)
1- 3- مراحل القراءة المنهجية:

تمر القراءة المنهجية بثلاث مراحل، هي مرحلة القراءة الاستكشافية و مرحلة القراءة المنهجية ومرحلة إعادة القراءة.
المرحلــة الأولى: مرحلة القراءة الاستكشافية:

يتم في هذه المرحلة اكتشاف النص والتعرف إليه من خلال الملاحظة الفاحصةللتنظيم المادي للنص المتمثل في شكله الخارجي وتوزيعه المكاني وطباعتهوالعتبات الأخرى الموازية له. ومن ثم تتم صياغة الفرضيات الأولى لنوعيةالنص وصنفه، انطلاقا من المكونات السميائية واللغوية القابلة للملاحظة. بعدذلك يتم الانتقال من الملاحظة الخارجية والعامة للنص إلى القراءة الأولىالتي تصحح ردود الفعل الأولية والفرضيات المصوغة في المحطة الأولى، وتعملعلى صياغة فرضيات جديدة، وذلك من خلال تدبر المتن السطحي للنص وصياغته فيفرضيات قابلة للتعديل. ويمكن كذلك أثناء وضع الفرضيات العودة إلى مختلفالاستفهامات والصعوبات ومظاهر عدم الفهم التي يبديها التلميذ في هذهالقراءة الاستكشافية. (10)
المرحلــة الثانية: مرحلة القراءة المنهجية:

تعتبر القراءة الأولى قراءة خطية تذهب في اتجاه واحد، أما القراءةالثانية فهي قراءة استعادية وشاملة تنزع نحو التعمق، وبالتالي استدعاءأدوات التحليل المختلفة الملائمة للفضاء النصي الذي سيبحر فيه التلميذ.
وتتغيى القراءة في هذه المرحلة الإجابة عن الأسئلة الآتية: ماذا يقول النص؟ماذا يقترح علينا؟ كيف يقول النص ما يقوله؟ وما آثار المعنى الممكنةلكيفيات القول؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة تتطور القراءة المنهجية عبرالمستويات الآتية:
  • التنظيم الصوري: من خلال فحص اشتغال الروابط البلاغية.
  • الالتحام التركيبي الدلالي: من خلال دراسة الروابط المكانية والزمانية والروابط المنطقية.
  • الاتساق التيماني ومؤشراته: التكرارات النحوية (الضمائر، أسماء الإشارة، الأسماء الموصولة..) وكذا التدرج التيماتي.
  • الاتساق الدلالي: من خلال المؤشرات التالية: التكرار المعجمي، الحقل الدلالي وسائل التمثيل (الكتابة، المجاز، الاستعارة).
  • الإخراج التلفظي: الكشف عن النظام التلفظي والاستراتيجيات الخطابية وما يمكن أن ينجم عنهما من آثار للمعنى. (11)
المرحلــة الثالثة: مرحلة إعادة القراءة:

في هذه المرحلة يتم توسيع مجال القراءة بفتح النص على سياقه الخارجي بمايسمح بإعادة القراءة. و هذا ما يرسخ فكرة لا نهائية القراءة وانفتاح النصالدائم على فرضيات جديدة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال مقارنة النص بنصوص أخرىأو بتفصيل تصور يبلوره النص أو بصياغة مشاريع قرائية للنص ذاته أو لنصوصأخرى يتم تحليلها انطلاقا من نفس التصور المنهجي التحليلي





    رد مع اقتباس
قديم 2014-03-16, 08:13 رقم المشاركة : 12
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مقالات تربوية



الكتاب المدرسي وظائفه واستخدامه

اختلفت محتويات الكتب المدرسية تبعا لفلسفة الدولة، ففي الاتحاد السوفيتي السابق تعتبر الكتب المدرسية لا سيما المتعلقة بالتاريخ والادب والعلوم الاجتماعية متغيرا يخضع لسياسة الحزب الشيوعي وفي دول اخرى يكون الكتاب المدرسي غير محدد بالضرورة بفلسفة الدولة ويعطى لمؤلفي الكتب المدرسية الحرية لحد ما.
الكتاب هو المنهل او المعين الذي يستمد منه الانسان معلوماته فهو يمثل خبرة الاجيال وتراكماتها العلمية والادبية والتدريس بلا كتاب ليس الا نوعا من الاصغاء يبين اعتماد عقل على آخر، لذلك يجب ان يكون الكتاب ذا اسلوب يثير في نفوسنا استجابات ايجابية لما يثيره في عقولنا وخواطرنا من مشاعر وانفعالات فالكتاب هو الاداة الاولى التي تعبر عن المنهج وتترجمه وتدفعه نحو تحقيق غاياته والكتاب يحدد لدرجة كبيرة مادة التعليم فالعملية التربوية ترتكز على الكتاب والمعلم والطريقة التدرسية والمنهج وان اي خلل في هذه الاركان يعني الخلل في عملية التوصيل الدراسي للطلبة..
لذلك فالكتاب المدرسي هو المعلم الصامت للطلبة يرجعون اليه متى شاؤوا لذلك يجب الاهتمام بعنصرين في تأليفه:
أ. العنصر الاول الشكل.
ب. العنصر الثاني المحتوى او المضمون.
فالشكل يتعلق بحجم الحروف ونوع الورق والطباعة وكذلك استخدام الالوان في كتابة العناوين الجانبية والرئيسة والاهتمام بالغلاف الخارجي، اما المحتوى او المضمون فيعني الاهتمام بلغة الكتاب وان يكون الكتاب مناسبا للنمو العقلي والانفعالي للطلبة وحسب المراحل العمرية والاهتمام بالتسلسل المنطقي في عرض المعلومات فيجب ان يكون الكتاب اللاحق مستندا الى الكتاب السابق في طرحه للمادة فما يأخذه الطالب في البدء مثلا في مادة اللغة العربية كالمفعول به والمفعول المطلق الى غيرهما من المفاعيل يتوسع مؤلفو الكتب المدرسية في اعطائمها في مراحل دراسية اعلى وهكذا يكون المنهج الدراسي كالهرم الذي يتكون من عدة اجزاء ليكون البناء الكلي، لذلك يجب ان يكون الكتاب المدرسي مرتبطا بالاهداف العامة للدولة والاهداف الخاصة وهي فهم المعلومات ولا يقتصر الكتاب المدرسي على عرض المعلومات فقط بل يجب ان يحتوي على مثيرات يشجع الطلبة على القيام بالبحوث او الاجابة عن سؤال او لاختبار فهم ما حفظوه والاهم من ذلك ان ترتبط المادة الدراسية بالكتاب المدرسي بالخبرة الحسية او المهنية فلا قيمة للمعرفة من دون التطبيق العملي لذلك يجب ربط المعلومات الدراسية بالجانب المهني او التطبيقي كما اكد على ذلك البرغماتيون وعلى رأسهم” جون ديوي “.
وقد اختلفت محتويات الكتب المدرسية تبعا لفلسفة الدولة ففي الاتحاد السوفيتي السابق تعتبر الكتب المدرسية لا سيما المتعلقة بالتاريخ وبالادب والعلوم الاجتماعية متغيرا يخضعه لسياسة الحزب الشيوعي وفي دول اخرى يكون الكتاب المدرسي غير محدد بالضرورة بفلسفة الدولة ويعطي لمؤلفي الكتب المدرسية الحرية لحد ما.
ويمكن تلخيص اهم الوظائف والخدمات التي يقدمها الكتاب المدرسي بما يأتي:
1. يتضمن الكتاب المدرسي تنظيما للمادة الدراسية يستهدف به المدرس من اعداد درسه وتنظيمه ولا يشترط التقيد الحرفي بنصوص الكتاب المدرسي فالمعلم الناجح ما توسع في تنظيم مادة الكتاب المدرسي ومعلوماته في توصيلها للطلبة وحسب نضجهم العقلي والانفعالي والنفس حركي.
2. على الرغم من ان وظيفة الكتاب المدرسي ايصال المعلومات للطلبة الا انه يجب ان يتضمن توجيها بضرورة الرجوع الى المصدر والمراجع ذات العلاقة بالمادة.
3. من دون الكتاب المدرسي لا يستطيع المعلم ان يخطط لتوصيل المادة الدراسية للطلبة اذ يحدث خلل في سير الدرس.
4. وللكتاب المدرسي قيمة كبيرة من عمليات المراجعة والتطبيق والتلخيص.
5. ان الكتاب المدرسي الذي يحقق الاهداف العامة والخاصة للعملية التربوية عليه ان يأخذ بالحسبان مستويات التفكير عند الطلبة وحسب مراحلهم العمرية على وفق تصنيف بلوم وهي ستة مستويات:
يشبهها بهرم اسماه بهرم المستويات المعرفية وهي:
”التذكر والاستيعاب والتطبيق والتحليل والتركيب “ .
الا اننا من المؤسف نهتم بالجوانب الدنيا من هذه المستويات المتعلقة بالتذكر والاستيعاب من دون الاهتمام بالجوانب العليا وهي التطبيق والتحليل والتركيب في عملية توصيل المادة الدراسية لا سيما بوساطة الكتاب المدرسي وبذلك فاننا لا نشجع الطلبة على التفوق الدراسي وعلى الابداع والابتكار، اذ ان تأليف الكتاب المدرسي عملية شاقة يجب ان يشترك في تأليفه ذوو الاختصاص المطلوب سواء أكان اختصاصا علميا ام ادبيا الى جانب ذوي الاختصاص التربوي والنفسي وان يخضع الكتاب المدرسي بعد تأليفه الى لجنة مختصة للتقويم النهائي لكي يكون محققا اهدافه العامة والخاصة مرتبطا ذلك بالمنهج والفلسفة العامة للعملية التربوية والتعليمية.
ومن الضروري ايضا اجراء دراسات ميدانية باستمرار حول الكتب المدرســــــتية في مراحل الدراســـــــات العليا والتأكيد على هذا الجانب الحيوي المهم من حياتنا العلمية والتطبيقية.
الصادقي العماري الصديق





    رد مع اقتباس
قديم 2014-03-16, 08:16 رقم المشاركة : 13
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مقالات تربوية


دينامية النمو العقلي من منظور الإبستيمولوجيا التكوينية

أولى بياجي عناية كبيرة للنمو العقلي والمعرفي عند الطفل، بالاستناد إلى العلاقات المنطقية والرياضية والنظرية والمعرفية. وأكد وجود تغيرات نوعية على مستوى المفاهيم التي يحملها الطفل، في مراحل نموه المختلفة. لقد كان هذا الاهتمام الكبير وراء تأسيس مركز عالمي للأبستمولوجيا التكوينية EPISTEMOLOGIE GENETIQUE عام 1957 في مدينة جنيف. لقد اعتمد "بياجي" في صياغة مشروعه على معطيات علمية بيولوجية، ومعطيات منطقية-رياضية. كما أنه بلور نظريته من خلال الملاءمة والتوفيق بين مدارس نفسية من مرجعيات متعددة؛ تتمثل خاصة في السلوكية، والغشتالتية، والتحليل النفسي. كما يمكن الإشارة إلى صلته بالمدرسة الاجتماعية الفرنسية وتأثره الواضح بتعاليمها.
- لقد كانت الانشغالات الأساسية ل "جون بياجي" تتركز حول "تكون" La genèse المفاهيم. من هذا المنظور، لا يمكن النظر إلى أي مفهوم، مهما كان بسيطا، باعتباره معطى جاهزا، بل لابد من النظر إليه باعتباره سيرورة، خضعت لتحولات متوالية، لتصل إلى الصورة التي يوجد عليها في الحالة الراهنة؛ الانتقال من المعرفة كحالة La connaissance –état إلى المعرفة كسيرورةLa connaissance- processus. من هذا المنظور لن يكون هناك اهتمام بالمعرفة في صورتها المطلقة، ولكن الاهتمام ينصب عليها كسيرورة.
المفهوم -من المنظور السيكولوجي- هو ما وقع عليه الفهم و الإدراك. وعليه فالمفهوم من الكلام هو المعنى الذي يفهم منه، ويدرك، و يعقل. وهذا موضوع أساس ضمن مباحث علم النفس المعرفي، الذي اهتم بتحليل كيفية تحقق الإدراك عند الكائن البشري. لقد تناول الباحثون -في هذا الإطار- سيرورة تشكل المفهوم عند الطفل، في علاقتها بمراحل النمو. لعل أهم من تناول هذا الموضوع هو "جون بياجي" Jean Piaget، ضمن نظرية الإبستيمولوجية التكوينية. سنقدم من خلال ما يلي أهم الأطروحات التي قدمها في الموضوع:
يتمثل المبدإ العام الذي استبد "جون بياجي" باكتشافه في عدم الاكتفاء بالبنيات المتطورة التي تظهر عند الراشد، والبحث -بالتراجع إلى الوراء- للوصول إلى جذور تلك البنيات.
إن الإبستمولوجيا من منظور "بياجي" لا تُعنى بالأسئلة التقليدية المرتبطة بالتساؤل عن ماهية المعرفة، وطبيعتها، وشروطها، وإمكانها، بقدر ما تتساءل عن كيفية نمو النظريات والمفاهيم والأفكار في حقل معرفي معين. لقد كانت نظرية المعرفة تناقش المعرفة من منطلق الماهية؛ أي باعتبارها معطى ثابتا ونهائيا؛ لذلك فقد تركزت أسئلتها حول ماهية المعرفة وإمكانها. أما الإبستمولوجيا –من منظور بياجي- فإنها تطرح مشروعا يتجاوز هذه الانشغالات التقليدية التي تأخذ المعرفة كواقع جاهز، لتتركز على المعرفة باعتبارها سيرورة.
إن نمط الأسئلة التي كانت حاضرة ضمن نظرية المعرفة كانت من قبيل: ما هي المعرفة؟ وكيف تكون المعرفة ممكنة؟ وما هي حدود المعرفة؟. إن هذا النمط من الأسئلة يبقي الإبستمولوجيا في دائرة الانشغالات الفلسفية. في حين أن ما يميز الإبستمولوجيا هو توجهها العلمي. لذلك فإن نمط الأسئلة التي تطرحه، هو من قبيل: كيف تنمو المعارف؟ ما هي الميكانيزمات التي تحكم سيروراتها وتحولاتها؟
يهمنا الحديث عن "بياجي"، ونحن نتحدث عن "انتقال المفاهيم"، من زاويتين:
أولاهما لها علاقة بتكون ونمو المفاهيم عند الطفل. ذلك أن "بياجي" ينظر إلى النمو كعملية ذاتية مستمرة، من خلال عملية التفاعل المتواصل بين الفرد ومحيطه الخارجي. وليس النمو مجموعة أفعال مقررة سلفا، ومثبتة في عضوية الطفل، في شكل برنامج يجمع الخبرات والمعارف. إذ ليس هناك بالنسبة لعلم النفس التكويني، بداية مطلقة لمفهوم من المفاهيم، نستطيع أن نعود إليها لنقول هنا يبدأ تشكل المفهوم. يطرح علم النفس التكويني مسألة دراسة نشأة وتطور البنيات المنطقية في ارتباطها بالنمو العقلي والعلاقات الاجتماعية للطفل من مرحلة الطفولة الأولى، إلى سن المراهقة من جهة.
أما ثانيهما فله علاقة بتكون المعارف، وما تخضع له من سيرورات. من هذا المنظور، لا يمكن النظر إلى أي مفهوم، مهما كان بسيطا، باعتباره معطى جاهزا، بل لابد من النظر إليه باعتباره سيرورة، خضعت لتحولات متوالية، لتصل إلى الصورة التي يوجد عليها في الحالة الراهنة.
إن الحديث عن النمو العقلي -عند بياجي- يثير مسألة تطور المفاهيم عند الطفل. وذلك من خلال تتبع وتحديد الكيفية التي تنمو من خلالها مفاهيم المكان والزمان والسرعة...إلخ. فإذا أخذنا مفهوم "المكان" -مثلا- يكتشف "بياجي" أن هذا المفهوم يخضع لتطورات متلاحقة. فالطفل لا يميز -في البداية- بين ذاته وبين الموضوع الخارجي؛ فهو يعيش نوعا من "التمركز حول الذات"؛ بحيث تصبح هذه الذات مركزا لا واعيا لعالمه الخاص. فهو غير قادر على وضع فاصل بين ذاته، وبين الموضوع الخارجي. إنه يخلط بين ما هو ذاتي وبين ما هو موضوعي، بين الحلم وبين الحقيقة، بين شعوره وبين الواقع. فهو يدرك دوافعه الشخصية كأشياء، ويحول رغباته الداخلية إلى علاقات سببية للظواهر الخارجية، ويفكر لنفسه، ويتصور أن ما يراه، يدور حوله بأمره، ويوجد من أجله.
يتحدد مسار النمو العقلي للطفل في علاقته بالمؤثرات التي يتفاعل معها، سواء أكانت هذه المؤثرات خارجية؛ ذات طبيعة حسية-حركية، أم كانت داخلية، متمثلة في عمليات التفكير. تتجسد هذه التغيرات، في نظر "بياجي" في نشوء البنيات Structures ، والخطط Schèmas. يقصد بالخطاطات الطريقة أوالأسلوب الذي يتبعه الطفل في التعامل مع الأشياء، والتصدي لمشكلات وموضوعات العالم الخارجي. سواء كان ذلك بصورة تلقائية، أم بصورة موجهة. لذلك يميز "بياجي" بين نوعين من الخطط. في النوع الأول يستجيب الطفل بصورة عفوية وتلقائية لما يدور حوله، أما في النوع الثاني فتكون الاستجابة غائية ومقصودة. تتكون هذه الخطط بصورة تدريجية؛ فالخطط الجديدة تندمج في الخطط القديمة، مؤلفة خططا ذات قابيلة أكثر لمواجهة المواقف المستجدة، التي يفرزها الواقع الخارجي. لذلك فإن الخطط الجديدة تتشكل في علاقتها بالخطط القديمة، وتندمج فيها، مؤلفة خططا أكثر تطورا وقدرة على مواجهة المواقف المستجدة التي يعززها الواقع الخارجي. وقد أشار "بياجي" إلى وجود "خطط قاعدية" تتشكل من المنعكسات الفطرية، أوالحركات الأولية التي يقوم بها الطفل عبر نشاطه الحسي- الحركي، من خلال تفاعله مع الأشياء والأشخاص. كما يمتلك الطفل، في كل مرحلة من مراحل نموه "بنيات"، أي مجموعة من العمليات المترابطة والمنتظمة، ذات مستويات متفاوتة، وتكون مسؤولة عن تحديد وتوصيف مراحل النمو.
يقوم علم النفس التكويني من منظور "بياجي" على فرضية أساسية، مفادها أن ذكاء الأطفال يتطور باستمرار، ويتأثر بالنضج الجسمي، في تفاعل مع البيئة التي يعيش فيها الطفل. وقد وضع "بياجي" اختبارات تقيس مرحلة النمو التي يصل إليها الطفل. إن هذه الاختبارات هي لمراقبة الأطفال، وتحديد المرحلة التي وصلوا إليها لمعرفة النمو الذهني لديهم. ولاشك في أن لهذا الأمر أهميته في تصميم المناهج، وأساليب التعليم، المناسبة للطفل في كل مرحلة.
ينظر "بياجي" إلى نمو المفاهيم عند الطفل في ارتباطه بعمليات النضج العضوي من جهة، وفي علاقته بعمليات التفاعل المستمر بينه وبين المحيط الخارجي من جهة أخرى. ولوصف هذه العمليات المعقدة يعمد "بياجي" إلى توظيف بعض المفاهيم البيولوجية، التي يلائمها مع علم النفس. نشير من خلال ما يلي إلى هذه المفاهيم بالطريقة التالية:
- "التمثل" : هو العملية التي يقوم بها الطفل في الواقع العملي؛ فهو يعمل على توحيد عناصر البيئة مع البناء المعرفي الذي يمتلكه. حيث يإخذ الحوادث الخارجية الخارجية من جهة، كما يستلهم ما يملكه من بنيات وخطط من جهة أخرى، بصورة تفضي إلى إدماج بعض عناصر هذا الوسط في تلك البنيات والخطط. لذلك يمكن القول إن مفهوم "التمثل" يحيل على عملية تكييف وملاءمة المثيرات الخارجية مع البناء العقلي الخاص.
- "المواءمة": يتعلق الأمر هنا بالتغيرات التي تطرأ على البنيات والخطط الذهنية التي يمتلكها الطفل؛ مما يجعله قادرا على التكيف مع المواقف الجديدة. لذلك يمكن اعتبار هذه العملية إجراء لاحق لعملية التكيف التي ذكرناها سابقا: إذا كان الفرد –في عملية التمثل- يحاول التغيير من المعطيات الخارجية حتى تكون مناسبة لبنيته العقلية، فإنه في مرحلة "المواءمة" يغير من نفسه حتى يتناسب مع الوضع الخارجي. لذلك ينظر بياجي إلى "التمثل"، و"المواءمة" باعتبارهما عمليتان متكاملتان؛ إذ تكون كل عملية سببا في ظهور الأخرى، ونتيجة لها في الوقت نفسه، ومن خلالهما يستطيع الطفل تحقيق التكيف المتواصل مع المحيط الخارجي..
"التكيف": يمثل التكيف اتجاها فطريا لدى الطفل؛ من خلال محاولة تحقيق التوازن بين عمليتي "التمثل" و"المواءمة"، وذلك عبر مطابقة الموضوعات والأشياء الخارجية مع السلوك المناسب. إن الطفل الذي يتعرض لإثارة جديدة يسلك أحد المسلكين: فهو إما أن "يتمثلها"؛ وذلك حين يحد أن هذه الخبرة تتوافق مع نظام فهمه للعالم، وإما أن "يتلاءم" مع هذه الخبرة ؛ من خلال إعادة تركيب نماذجه الإدراكية الخاصة، وذلك حين يجد ضعوبة في التمثل المباشر للوضعية الجديدة.
"التنظيم": تنشط هذه العملية بصورة فطرية لدى الطفل؛ وتعمل على ضمان الانتظام والاتساق في الأبنية العقلية الداخلية. فإذا كان "التكيف" يحيل على مسألة العلاقة بين الفرد والمحيط الخارجي، فإن "التنظيم" يحيل على الانسجام والتوازن المطلوب بين الصور الإجمالية الجديدة والقديمة. لذلك فإن هذه العملية تساعد على بقاء البنيات العقلية في حالة من الانتظام والانسجام على امتداد مراحل النمو وتعاقبها.
"التوازن": يتدخل هذا المبدأ المهم في مختلف مراحل النمو العقلي. يتمثل هذا المبدأ في عامل التوازن بين نشاط الفرد على البيئة وبين نشاط الفرد عليه، وذلك حتى يتم التكيف. إن أي مفهوم جديد لابد أن يتوازن مع سابقه؛ من خلال عمليات الاندماج، والتكيف التي تساهم في التماسك بين القديم والجديد.
من هذا المنطلق سيميز "بياجي" بين أربع مراحل أساسية لنمو المفاهيم عند الطفل:
أولا: مرحلة الإحساس والحركة. تمتد هذه الفترة من الميلاد إلى السنة الثانية من عمر الطفل تقريبا، يتمكن الطفل من تنظيم أنشطته الجسمية والعقلية في سلسلة من الأفعال. كما يتعلم التنسيق بين الإحساس والحركات، ويتعلم الربط بين الرمز والمرموز له في الكلمة.
ثانيا: مرحلة ما قبل العمليات. تمتد من السنة الثانية إلى السنة السابعة من عمر الطفل. يمكن اعتبار هذه الفترة امتدادا للمرحلة الأولى وبنية أساسية للمرحلة الثالثة. تمتد من سنتين إلى السنة السابعة من عمر الطفل تقريبا. يبدأ الطفل –في هذه المرحلة- تعلم اللغة؛ يظهر ذلك في شكل كلمات، ثم عبارات. إذ في حدود العام الرابع تصبح اللغة أداة فعالة في تنمية المفاهيم لديه، بعد أن يسيطر عليها سمعا وكلاما. لذلك فإن اكتساب اللغة يشكل أهم تطور عند الطفل في هذه المرحلة .
تبقى السمة الأساسية لتفاعل الطفل مع العالم الخارجي، إلى حدود هذه المرحلة هو "التمركز على الذات". لذلك تكشف هذه المرحلة عند الطفل عن غلبة الفهم الذاتي على الفهم الموضوعي، الذي هو سمة النشاط الغالب على الإنسان الراشد. هكذا يفتقر الطفل في هذه المرحلة إلى التفسير الذي يمكنه من الوقوف عند العلاقات السببية بين الحوادث الخارجية، وكذا تعليل الظواهر والتغيرات التي تطرأ على الوقائع. كما يبدو الطفل كأنه يمتلك قدرة سحرية تمكنه من التأثير في الأشياء الخارجية بحركاته وأقواله؛ من ثم يميل إلى إضفاء صفاته الشخصية على الأشياء المادية التي يتعامل معها؛ بحيث يقع نوع من الاختلاط بين ما هو ذاتي وما هو موضوعي. لذلك فإن الشمس والقمر والأشجار...وغيرها من عناصر الطبيعة تتحرك كما يتحرك. كما أن هذه العناصر الطبيعية تبصر وتسمع وتبكي لأنها تملك العين والسمع والفم. أيضا ينظر الطفل إلى العناصر الطبيعية المحيطة به على أنها من صنع قوى قدرات خارقة.
ثالثا: مرحلة العمليات الملموسة.
تمتد من السنة السابعة إلى السنة الثانية عشر من عمر الطفل. يتطور في هذه المرحلة تفكير الطفل من الحدسية إلى القيام بعمليات منطقية حسية، كما يظهر لديه تراجع ملحوظ في التمركز حول الذات. هكذا يصبح الطفل قادرا على التفكير المنطقي، أيضا يصبح قادرا على تصنيف الأشياء إلة فئات جزئية. وإذا كان الطفل يجد صعوبة في فهم التجريدات اللفظية، فإن قدرته على القيام ببعض العمليات الرياضية والمنطقية تزداد. كما ينخرط في العلاقات الاجتماعية، وتبادل المعلومات ووجهات النظر.
ويتصور بياجي أنه مع نموه تنحسر خاصية التمركز حول الذات، لتفسح المجال أمام تكون التصورات الموضوعية لديه وظهور الفهم المنطقي لما يحيط به من أشياء، وما يجري حوله من حوادث. وبفضل هذه التشكيلات الجديدة يصبح قادرا على تحديد الظواهر والأفعال عن طريق ربطها بأسبابها وإدراك العلاقات المتبادلة القائمة بينها.
رابعا: مرحلة العمليات المجردة. سميت بهذا الإسم، لأن الطفل-الذي صار شابا الآن- أصبح بإمكانه القيام ببعض العمليات العقلية دون أن يستخدم مجسمات لها.تمتد من السنة الثانية عشر إلى السنة الخامسة عشر. يرى بياجي أن تفكير الطفل يصل -في هذه المرحلة- إلى قمته في هذه المرحلة، بحيث يصبح ممتلكا القدرة على التعامل مع المفاهيم العقلية المعقدة. هكذا يقوم بتوظيف الفرضيات، والاستنتاجات، والملاحظات. وإذا كان النمو العقلي للطفل قد وصل إلى ذروته في هذه المرحلة، فإن التغيرات التي تحصل في ما بعد ستكون كمية لا نوعية.
هناك عوامل متعددة تؤثر في نمو المفاهيم عند الطفل، تتمثل في النضج السيكولوجي في المخ والجهاز العصبي، والخبرة الجسمية، المتمثلة في تفاعل كل شخص مع الأشياء في بيئته، والخبرات الاجتماعية، المتمثلة في التفاعل مع الأشخاص مع الآخرين. هناك أيضا عمليات التوازن المستمرة التي تخضع لها المعطيات، بواسطتها التركيب العقلي، وذلك من خلال عمليتي الاستيعاب والتسكين.
.......................
مراسل كراسات تربوية محمد مريني





    رد مع اقتباس
قديم 2014-03-16, 08:18 رقم المشاركة : 14
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مقالات تربوية


مقاربة الاختبار عبر حل وضعية – مشكلة:
وهي تشير عموما إلى مختلف المعلومات والمعارف، التي يتعين الربط بينها لحل مشكلة أو وضعية جديدة، أو للقيام بمهمة في إطار محدد. وهي بالتالي، تمتاز بإدماج المعارف وقابليتها للحل بطرق مختلفة من قبل المترشح. وليست بالضرورة وضعية تعليمية. كما أنها مرتبطة بالموضوع وبالسياق الذي وردت فيه وبالأنشطة المرجوة والموظفة. ثم بالمعينات الديداكتيكية وبتوجيهات العمل المعلنة منها والضمنية

تصحيح الاختبار في التربية وعلم النفس التربوي
الامتحانات المهنية – دورة نونبر 2005
مادة الاختبار: التربية وعلم النفس التربوي
مدة الانجاز: 3 ساعات
نص الموضوع:
تؤكد التوجيهات التربوية الحديثة على أهمية الانطلاق من فهم مميزات المرحلة النمائية للمتعلم واحترام طبيعته، وفي نفس الوقت العمل على تأمين فعاليته وانخراطه الدينامي في بناء المعرفة ومعرفة الفعل ومعرفة الكينونة، وذلك ضمن تخطيط هادف ينطلق من رصد الإمكانات وتحديد الحاجات.
الأسئلة:
1- أبرز أهم خصائص ومرتكزات التوجهات التربوية الحديثة. 15ن
2- وضح كيف يمكن للمدرس مساعدة المتعلم على اكتشاف طاقاته واستثمارها بشكل إيجابي. 15ن
3- كيف يمكن أن يساعد الانطلاق من تمثلات المتعلمين على تكييف الفعل التعليمي/ التعلمي وتوفير الجهد والزمن اللازمين للتعلم؟ 15ن
4- ما هي المكونات الأساسية لهندسة الفعل التعليمي التي يضمن تحديدها درء الارتجال والارتكاز على الحدس؟ 15ن
الأجوبة:
1- تعتبر الإجابة صحيحة إذا تطرقالمترشح إلى المرتكزات الأساسية التي تعتمدها التربية الحديثة، ومنها: - فعالية المتعلم، دور المدرس المرشد والموجه، حرية التعلم، وجود الدافعية إلى التعلم، وشمولية التعليم لكل جوانب الشخصية....
2- يمكن في هذا الباب ذكر بعض الأساليب الكفيلة بجعل المتعلم يكتشف إمكانياته ومنها: تشجيع التعلم الذاتي، تشجيع المبادرات، منح الحرية، احترام وثيرة التعلم الخاصة، قبول الخطأ واستثماره، تعزيز الاتجاهات الإيجابية نحو الذات، سلك تقنيات تشجع على المبادرة...
3- الحديث عن أهمية الانطلاق من تمثلات التلاميذ في الدروس والأنشطة التعليمية.
- الانطلاق من التمثلات يسمح بنوع من التقويم التشخيصي هو ما يكفل التعرف على حاجات التعلم وبالتالي تكييف عملية التعليم.
- ربح الوقت والجهد وعدم إهدارهما.
- تعتبر اإجابة جيدة إذا ما آثار الممتحن بعض التقنيات التي يمكن استعمالها في مجال سير التمثلات.
4- ينبغي الإشارة في الجواب إلى:
- أهمية هندسة الفعل التعليمي.
- المكونات الأساسية لهذه الهندسة، تحديد المدخلات ومنها الأهداف، صياغة المضامين، الطرائق والأدوات الديداكتيكية، التقويم والدعم.
- الإشارة إلى نسقية الهندسة وتفاعل مكوناتها





    رد مع اقتباس
قديم 2014-03-16, 08:21 رقم المشاركة : 15
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مقالات تربوية


مقاربة الاختبار عبر دراسة حالة تربوية
دراسة الحالة تتضمن اختباراً تفصيلياً لوضع محدد، هذا الوضع قد يكون حقيقياً أو افتراضياً لكن بالضرورة أن يتم اختياره بعناية ليتضح ويرتبط بشكل مباشر بالعملية التعليمية التعلمية. في مقاربة الاختبار عبر دراسة حالة تربوية يكشف المترشحون عن مهاراتهم في التفكير والتحليل والاستنتاج حول المبادئ النظرية والتطبيقية. وتتمثل نقاط القوة في أسلوب دراسة الحالة في أنه يمزج بين المناهج العملية لحل المشكلات مع التحليل العميق لحالات محدودة، من خلال إدخال الواقعية إلى قاعة الدرس.
تستوجب دراسة الحالة مجموعة من الخطوات الأساسية التي ينبغي أن ينطلق منها الدارس أو الباحث من أجل رصد المشكلة ومعالجتها وإيجاد الحلول الناجعة للوضعية الإشكالية، وأولى هذه الخطوات أن دراسة الحالة تطرح موضوعا أو قضية جوهرية أو تحمل في طياتها سؤالا للمناقشة والفحص والتمحيص، وقراءة النص الوثيقة أو نص الحالة قراءة عميقة، وتحديد مفاهيمه ومصطلحاته الأساسية، ووضع تصميم للنص المقروء لاستخراج الإشكالية أوالمشكل المقترح لمعالجته. ويعني هذا ، أن دراسة الحالة تستوجب قراءة النص وملاحظته بعمق وطرح الإشكاليات الجوهرية والتفكير في الأسئلة التي تذيل بها نص الحالة قصد تفكيك النص وتركيبه في مجموعة من الفرضيات والإشكاليات والوضعيات التي تستوجب الحلول الكفائية. ومن ثم، ننتقل إلى استثمار المتن الوثائقي واستكشاف مظاهره المختلفة ومستوياته المتعددة.

الامتحانات المهنية – دورة نونبر 2005
مادة الاختبار: منهجية تدريس المواد المقررة بالمدرسة الابتدائية
مدة الانجاز: 3 ساعات
اللغة العربية:
لاحظت أثناء ممارستك بالتعليم الابتدائي أن مستوى متعلميك بأحد الأقسام غير متجانس في مادة القراءة؛ منهم من يجد صعوبة في فك رموز الكتابة، ومنهم من له القدرة على قراءة نص، وفهمه وإعادة بناء معناه.
الأسئلة:
1- ما هي المقاربة البيداغوجية التي ستساعدك أكثر على تجاوز هذه الصعوبات الناتجة عن عدم تجانس مستوى جماعة القسم؟ 3ن.
2- ما هي في نظرك أنواع التقويم الأكثر صلاحية لمعالجة هذه الوضعية؟ 4ن
3- كيف تختار النص القرائي الملائم؟
4- كيف تختار الأنشطة والتمارين الملائمة؟ - اقترح نشاطا يجسد اختيارك. 6ن
5- كيف تدبر فضاء القسم في حصص مثل هذه؟ 4ن
6- قراءة بعض المتعلمين الجهرية قد تضايق البعض الأخر. كيف يمكنك تجاوز هذا؟ 4ن.
الأجوبة:
1- إنها البيداغوجيا الفارقية- تمنح 1.5 عن هذا المصطلح-
- يؤخذ بعين الاعتبار اختلاف إيقاعات التعلم الناجمة عن اختلاف قدراتهم العقلية وخبراتهم ... – يمنح عن هذا التوضيح 1.5 نقطة
2- التقويم التشخيصي + التقويم التكويني نقطتان عن المصطلحين ونقطتان عن التوضيح.
3- اختيار النص ينبني على معيارين أساسيين: - معيار كيف يتم بمقتضاه اختيار نص أو نصوص قصيرة وطويلة نسبيا بما يتلاءم مع مستوى كل مجموعة، ومعيار نوعي تختلف بمقتضاه النصوص القرائية في درجة صعوبتها من حيث اللغة وغيرها، حسب كل مجموعة.
4- تترك للمصحح صلاحية تقدير الجواب الصحيح- الاستئناس بما يلي:
- مثلا: قد يتم تفييء القسم إلى ثلاث فئات، مثلا:
- الفئة الأقل تحصيلا: تركز أنشطتها على فك الرموز القرائية وعلامات الترقيم...
- الفئة المتوسطة: بالإضافة إلى ما سبق، تستخرج بعض عناصر النص: كشخصياته وأحداثه، وزمانه ومكانه...
- الفئة الأكثر تحصيلا: تتجاوز ما سبق إلى الأفكار الرئيسية والثانوية وإبداء الرأ يفي النص ونقده...

5- تقسيم فضاء القسم إلى مجموعات صغرى متجانسة، تبعا لنتائج التقويم حتى يسهل علي المدرس توجيه الأنشطة الملائمة لكل فئة...

6- بالتركيز على القراءة الصامتة مثلا أو المطالبة بخفض الصوت....
-






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 23:24 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd