الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي > الا عجاز العلمي



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2013-09-26, 17:16 رقم المشاركة : 6
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: رائع:ادخل ولن تندم! الإعجاز النبوي في سنن الفطرة


الإعجاز العلمي في قص الشارب وإعفاء اللحية

قصّ الشارب

الشارب هو ما ينبت على الشفَة العليا من الشعر، وجمعه: شَوارب[38].

وقد ورد في الحثّ على قصّ الشارب وتعهّده بالعناية، أحاديث عديدة، منها قوله صلّى الله عليه وسلّم: (خالفوا المشركين، وفّروا اللّحى وأحْفوا الشوارب) [39]، وقوله: (جزّوا الشوارب، وأرْخوا اللحى، خالفوا المجوس)[40]، وقوله: (مِن الفطرة قصّ الشارب)[41]، وحديث: (من لم يأخذ من شاربه فليس منّا)[42].

تبدو لنا بدراسة سنة قصّ الشارب، العديدُ من الجوانب الصحية التي تُظهر ما لها من مزايا وحسنات، إذ تستقر أعداد كبيرة من البكتريا وغيرها من الأحياء الدقيقة المتطفلة، في خلايا شعر الشارب الطويل، الذي يحيط بفتحة الفم، وهذا يعني بالضرورة أنّ تلك الكائنات، ستدخل الفم مع ما يدخله من جُزَيئات الطعام والشراب، التي تؤمّن بقاياها ضمن نسيج الشارب، بيئة مناسبة تتكاثر خلالها الأحياء المجهريّة، مسببّة الكثير من الأمراض الالتهابيّة[43].

من جهة أخرى، فإنّ وجود شعر الشارب إلى الأسفل من الأنف، يجعله عرضة لما يخرج منه من سوائل ومفرزات، ويزيد من رطوبة ذلك الوسط أيضاً، ما يصله من رذاذ اللعاب المتطاير، وهي عوامل تزيد من الأجواء والظروف المناسبة، لنموّ الأحياء الدقيقة وتكاثرها.

وبناء عليه، سيصبح شعر الشارب الطويل بؤرة فاسدة، ترتع فيها المخلوقات الحيّة المجهريّة وتتكاثر، من غير رادع أو مانع، يقف حيال ما تسببه من الأمراض، التي وَقَتْ تعليمات الشارع الحكيم أجسامنا منها، حين أمرتْ بقصّ الشارب وإنهاكه[44].


إعفاء اللحية

اللحية هي شعر الخدّين والذقَن، والجمع: لحىً بكسر اللام وضمّها[45].


وقد جمعتْ الأحاديث، بين فضيلتَي تخفيف الشارب وإعفاء اللحية، ومن ذلك: أنّه حين دخل رجل من المجوس على النبي صلّى الله عليه وسلم، وقد أحفى لحيته وأعفى شاربَه، فقال له: من أمرك بهذا؟، قال: أمرني ربّي - يعني كسرى-، فقال عليه الصلاة والسلام: (لكنّ ربّي أمرني أن أحفي شاربي وأعفي لحيتي)[46]، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قوله: (أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحى)[47].

يتعرّض جلد الرجل خارج المنزل، إلى تأثير موجات أشعة الشمس المباشرة، وإلى تيّارات الرياح الباردة والحارّة، ولهذا تأثير سلبيّ في صحّة ألياف الجلد Skin fibers والكولاجين[48] في الوجه، إذ يقود تخرّبها إلى ظهور التجاعيد بصورة باكرة، ولشعر اللحية دوره الهامّ في التقليل من هجوم الأشعة الشمسيّة الضارة تلك، والتخفيف من تأثير حدّة الرياح في جلد الوجه، ممّا يكفل سلامته، وخلوّه ممّا قد يعتريه من أضرار لاحقة[49].

وقد أثبت الطبّ الحديث أيضاً، وجود علاقة مباشرة بين التعرّض المستمرّ لأشعّة الشمس من جهة، وظهور سرطان الجلد من جهة أخرى، ويسهم شعر اللحية هنا، في وقاية الجلد من تأثيرات سلبيّة كتلك، عبر صدّه للكثير من موجات أشعة الشمس الضارّة[50].

ومن مضارّ حلق اللحية، ما يحدث أثناء استخدام آلة الحلاقة الحادّة، من تهّيج الجلد وتخرّب أنسجته السطحيّة، وظهور الجروح الصغيرة، مما يؤدي إلى تآكل طبقة الجلد الخارجيّة، وما يتبعه من فتح منافذ العدوى أمام غزو الأحياء المجهرية الدقيقة[51]، وتصبح طبقات الجلد العميقة مكشوفة، وأكثر عرضة للإصابة بما تسببه تلك الجراثيم والفيروسات والفطريات من أمراض جلدية مختلفة.

وممّا ثبت من فوائد طبيّة أخرى في توفير شعر اللحية، ما نراه من عملها في تدفئة جلد الوجه في فصل الشتاء، وهو عامل وقائيّ يسهم في حماية العصب الوجهي [52] Facial Nerve، من التعرّض المباشر لتيارات الهواء الباردة، وبالتالي وقايته من حدوث بعض حالات الشلل Nerve Palsy.

- يتبع بالإعجاز في السواك والمضمضة-







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2013-09-26, 17:23 رقم المشاركة : 7
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: رائع:ادخل ولن تندم! الإعجاز النبوي في سنن الفطرة


الإعجاز العلمي في السواك والمضمضة



السواك
ساك الشيءَ سَوكاً أي دلكه، ومنه ساك فمَه بالعُود يسُوكه، واسم العود: المِسواك، وله أن يذكّر أو يؤنّث[53].

وقد ورد في سنة السواك أحاديث كريمة، حثتْ على التزامه، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (لولا أن أشقّ على أمّتي لأمرتُهم بالسّواك مع كلّ صلاة)[54]، وقوله: (لولا أن أشقّ على أمّتي لأمرتُهم بالسواك مع الوضوء) [55].

يُصنع عود السواك من جذور شجرة الأراك Persica Salvadoria أو من أغصانها، وقد يؤخذ من أشجار أخرى كالبشام والسّرح والزيتون، والأراك شجرة مباركة، وتنمو في السبخات المالحة، ويمكن ريّها بماء البحر، وتكثر في صحارى المملكة العربية السعودية وسيناء والسودان وباكستان[56].

وما زال العلماء ينقّبون عمّا في السواك من أسرار، منذ أن خبروه قديماً، فها هو ابن القيّـم مثلاً يقول: (وفي السواك عدة منافع: يطيّب الفم، ويشدّ اللثة، ويقطع البلغم، ويصفّي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويطرد النوم، ويرضي الربّ، ويعجب الملائكة)[57].

وقد أثبتتْ نتائج عشرات الدراسات الحديثة، ما للسواك من فوائد صحيّة عظيمة، ومن ذلك دوره المؤكّد في تطهير الأسنان واللثة، وقدرته على أداء مهام فرشاة الأسنان والمعجون معاً، كما أنّ أليافه دقيقة تناسب عمليّة تنظيف الأسنان، وفيه الكثير من المواد التي وضحتْ فوائدها حديثاً، فدخلتْ في تركيب معاجين الأسنان[58].

وفي استعمال السواك المتكرّر، ولا سيّما عند كلّ صلاة، وقاية حاسمة من تسوّس الأسنان، وتنظيف مستمرّ، وإبادة باكرة للمستعمرات الجرثوميّة، التي تنمو بسرعة مذهلة ضمن اللثة، وبين ثنايا الأسنان، ويقضي السواك على الكثير من تلك الأحياء المسببّة للعديد من الأمراض الالتهابيّة، ويرجع ذلك إلى وجود مضادّات حيويّة تشبه البنسلين، ضمن مكوّنات نسيج هذا العود المبارك[59].

ويعدّ القَلَح[60] Tartar أحد أهمّ مظاهر إهمال نظافة الأسنان، وهو تصبّغ ينتج عن تراكم ترسّبات بعض المواد العضويّة والمعادن وبقايا الطعام والبكتريا في سطح الأسنان، مكوّنة طبقة صلبة ذات لون أصفر داكن[61].

وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلّم، إلى علاج مثل هذه الحالة بقوله في الحديث: (مالي أراكم تأتوني قلحاً؟ استاكوا)[62]، وقد أثبت العلم الحديث صحّة ذلك، فقد اكتشف العلماء، أنّ السواك غنيّ بمادتي السيليكا Silica والكلوريد Chloride المزيلتَين للقَـلَح، ممّا يساعد في تلميع الأسنان وتبييضها، وحلّ ما يظهر بها من تصبّغات وشوائب[63].

وفي دراسة مقارنة قامتْ بها جامعة مينوسوتا الأمريكيّة، أظهر المسلمون الذين يواظبون على استخدام السواك، سلامة الأسنان واللثة لديهم، مقارنة مع غيرهم ممّن يكتفون باستخدام فرشاة الأسنان العادية، وعُزي ذلك إلى احتواء السواك على مواد فعّالة ذات خواص مطهرة، مثل السنجرين Sinigrin وحمض التانيك Tannic acid وثلاثي ميثيل الأمين Tri-methyl amine، وهي أيضاً من المواد القابضة، التي توقف نزف جروح اللثة [64].

وفي السواك أيضاً مواد أخرى، تغطّي طبقة ميناء السنّ وتدعمها، فتحميها من التشقّقات والتصدّعات، ممّا يقلّل من نسبة حدوث النخر وتسوّس الأسنان، وتطيّب تلك المواد أيضاً من رائحة الفم، ومنها: القلويّات Alkalies والمواد العطرية والصمغية Resins ومادة الثيوسيانات[65] Thiocyanate.

ويدخل في تركيب نسيج السواك، معادن هامّة تبني خلايا الجسم وتمدّها بالطاقة، ويتمّ امتصاص هذه المعادن عبر أنسجة الفم، أثناء عملية التسوّك، لتصل منها إلى مجرى الدم، الذي ينشرها إلى أنسجة الجسم المختلفة، ومن ذلك: معدنا الحديد والكالسيوم[66].

ويحرّض استعمالُ السواك المنتظم أيضاً، عملية إفراز اللعاب من قِبل الغدد اللعابيّة في الفم، وينشّط أداءها، وهذا عامل هامّ يسهم في صيانة صحّة تجويف الفم، والتخفيف من حدّة ما يَظهر فيه من الأمراض المختلفة.

وتظهر دراسات أخرى، نجاحَ السواك في علاج التهابات الحنجرة والوقاية منها، وما له من تأثير مهدئ للأعصاب والتوتّر والقلق، ودور وقائي من ظهور داء السرطان في جوف الفم.

وقد شرح الهدي النبويّ، الطريقة المثلى لاستخدام السواك، وفي ذلك إعجاز علميّ آخر أثبته طبّ الأسنان الحديث، ويعني التسوّك العرْضيّ، تنظيف الأسنان بتحريك السواك من الأعلى للأسفل، بالنسبة لصفّ الأسنان العلويّ، ومن الأسفل للأعلى لصفّ الأسنان السفليّ[67].

وتسهّل طريقة التسوّك العرْضيّ تلك، التخلص من بقايا الطعام المتجمّعة بين فجوات الأسنان، كما أنّها تدعم اللثة، وتقي من ظهور جروحها ونزْفها، كما تحافظ على بناء أنسجة السنّ، إذ إنّ خلايا طبقة الميناء تنتظم بشكل أعمدة، تضعف وتتكسّر إن كانت حركة التنظيف بالسواك أو الفرشاة أفقيّة (أي غير عرْضية)، ممّا يفقد السنّ متانته الطبيعيّة تدريجياً، ويجعل سطحه خشن الملمس، وأكثر عرضة للتآكل والكسر والنخر[68].

المضمضة

يقال: مَضْمَض الماءَ في فمه، إذا حرّكه بالإدارة فيه، ومَضمَض الإناءَ: غَسَله[69]، وجاء في الحديث أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (دعا بوَضوء فمضمض، واستنشق، ونثر بيده اليسرى، ففعل ذلك ثلاثاً ثم قال: هذا طهور نبيّ الله)[70]، وجاء في حديث آخر: (إذا توضّأ العبد المؤمن فمضمض، خرجتْ الخطايا من فِيه، فإذا استنثر خرجتْ الخطايا من أنفه)[71].

يعدّ تجويف الفم، بيئة مثـالية لنموّ الكائنات الحيّة الدقيقة، فهو وسط تتوافر فيه عوامل الرطوبة الدائمة، ودرجة الحرارة المناسبة، بالإضافة إلى وجود بقايا الطعام والشراب بين الأسنان، وفي ثنايا اللثّة، ممّا يؤمّن الغذاء اللازم، لتبني الأحياء الدقيقة مستعمراتها، بأعداد كبيرة[72]، إذ تنمو عشرات الأنواع من البكتريا المختلفة والطفيليات والفطريات والفيروسات في سائل اللعاب، وتجول الملايين منها في تجويف الفم[73].

تضمن عملية المواظبة على المضمضة إنقاصاً واضحاً، لما يتجمّع من الأعداد الكبيرة من الكائنات المجهريّة التي تسكن تجويف الفم، وتسهم في الوقاية مما ينتج عنها من أمراض التهابية عديدة، وبخاصّة إنْ تكرّر هذا الفعل ثلاث مرّات، مع كلّ وضوء في أوقات الصلوات الخمس، ويزداد ذلك الأثر المرجوّ باستخدام عود السواك لتنظيف الأسنان، ودلك اللثة بأصابع اليد النظيفة، لإتمام عمليتَي التنظيف والتطهير المطلوبتَين[74].

وتظهر لدى الكثيرين ممن جانبوا الصواب وأهملوا نظافة أفواههم، أمراض التهابيّة يسبّبها غزو الأحياء المجهريّة وتكاثرها المخيف داخل تجويف الفم، ومن ذلك: الإنتانات الفطريّة المتكررة، ونخر الأسنان، وخرّاجات اللثة، والتهابات اللسان، وكثيراً ما يصبح المريض مصدر عدوى لمن جاوره، فينقل إليهم المرض بسهولة، أثناء اقترابه منهم[75].

كما تظهر في تلك الحالات أيضاً، الكثير من قرَح الفم، ومنها ما يُعرف بالقلاع Aphthous ulcer، وهي قرحة مؤلمة ذات سطح أبيض وقاعدة حمراء، وتبدو حول اللسان واللثة، وتكثر في حالات إهمال نظافة الفم والأسنان[76].

ومن أضرار إهمال المضمضة، ما يلاحظ من ظهور رائحة الفم الكريهة التي تُعرف بالبَخَر، وتنتج عن تراكم البكتريا ضمن بؤر مركّزة، تعمل في تخمير أنسجة الفم الداخلية، ممّا يؤدّي إلى حدوث عملية التعفّن، وما يصحبها من إنتاج الأحماض المسبّبة لتلك الروائح، وهذا لا شكّ مصدر لنفور الناس وإزعاجهم، ممّا يسبّب الضرر لهم، وهو ممّا يرفضه الإسلام ولا يرضى عنه.

- يتبع بالإعجاز في الإستنشاق وقص الأظافر-






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2013-09-26, 17:30 رقم المشاركة : 8
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: رائع:ادخل ولن تندم! الإعجاز النبوي في سنن الفطرة


الإعجاز في استنشاق واستنثار الماء،وفي قص الأظافر،وفي غسل البراجم


استنشاق الماء


الاستنشاق لغة: طلَبَ التنشّق، وهو جَـذب الماء إلى المنخرين بالنفَس[77]، ويعني وصولَ الماء إلى داخل تجويف الأنف بشهيق خفيف، وضدّه الاستنثار، وهو دفع الماء من الأنف ليُخرج ما فيه[78].

وممّا ذكر من أحاديث في هذا الباب، قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا توضّأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء، ثمّ ليستنثر)[79]، ولأهمّية هذه السنّة، نرى الرسولَ الكريم يأمر بالمبالغة في أدائها، وفي ذلك يقول: (أسْبغ الوضوء، وخلّل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلاّ أن تكون صائماً)[80].

يمكن لنا تشبيه الأنف بمصفاة دقيقة، تعمل في تنقية الهواء الذي يدخل إلى الصدر عبر عملية الشهيق، إذ تعلق الشوائب وذرات الغبار التي يحملها الهواء، بما ينبت في الأنف من الشعر، وتتكوّن بطانة الأنف الداخليّة من نسيج مخاطيّ رطب ولزج، وهو فخّ قويّ تلتصق به الأحياء المجهرية التي تؤذي الجسم إنْ هي دخلتْ فيه، كالطفيليات والجراثيم وغيرها[81].

ويعدّ المخاط وما شابهه من مفرَزات وسوائل تتراكم في نسيج الأنف الداخليّ، وسطاً نموذجياً لنموّ البكتريا والأحياء المجهرية الأخرى، ولعمليّتي الاستنشاق والاستنثار، دور هام في تخفيف تراكم تلك السوائل، إذ تقومان بإزالة ما تجمّع منها في تجويف الأنف أوّلاً بأوّل[82]، وفي ذلك إخلاء للكائنات المجهريّة المسبّبة للكثير من الأمراض، كالتهاب الجيوب الأنفية Sinusitis، والتهاب البلعوم والحنجرة Pharyngitis وذات الرئة Pneumonia والسلّ Tuberculosis والأنفلونزا الموسمية Flu، والمرض الجديد الذي عُرف باسم أنفلونزا الخنازير Swine Flu.

ولاستنشاق الماء واستنثاره أيضاً، دور هام في إزالة ما علق بالأنف الداخليّ من ذرّات الغبار، وبذور الفطريات والعفن، وجزيئات الريش والأبخرة الكيماوية، ولهذا دور فاعل في التقليل من تفاعلات الحساسية ونوبات الربو والتهابات الجهاز التنفسي[83].

وتكفل عملية الاستنشاق أيضاً ترطيبَ جوّ الأنف الداخليّ، وهذا يعني المحافظة على صحة الأغشية المبطّنة لتجويف الأنف، إذ إنّ الجفاف سبب رئيس في تشقق تلك الأغشية، وهذا يؤدّي بدوره إلى حدوث الألم وظهور التخريش.

لقد وجد باحثو العديد من الدراسات، أنّه بعد الفراغ من الاستنشاق للمرّة الثالثة، يصبح جوف الأنف خالياً من الكائنات المجهرية، وستتراكم تلك الأحياء في الأنف بعد الاستنشاق بساعات، إلا أنّ الوضوء التالي سيزيحها ثانية عن أمكنتها، طالما التزمنا بتعليمات الرسول الكريم، حين نادى بتكرار ذلك خمس مرات على الأقل في اليوم والليلة.

وفي دراسة جامعية مقارنة، ظهر باطن الأنف لدى من لا يتوضّأ، شاحب اللون، ودهنيّ الملمس، وفي مدخله تترسّب الأتربة والقشور، وتبدو فتحة الأنف لزجة وداكنة اللون، ويتساقط هنا الشعر المتلاصق والمغبر بسهولة، خلافاً لباطن أنوف المتوضئين، فقد بدا لامعاً وخالياً من ذرّات الأتربة، وظهر شعر الأنف هنا نظيفاً سليماً واضح المعالم.

ولوحظ في نفس الدراسة، نموّ مستعمرات جرثومية في أنف من لم يعتدْ الوضوء، وظهرتْ بها أنواع مختلفة من البكتريا، مثل: البكتريا العنقودية، والبكتريا العِقدية، والكلبسيلا Klebsiella، والبكتريا الرئوية Pneumococci، أما أنوف المتوضّئين، فقد بدتْ هنا خالية من الجراثيم، ورغم أنّ بعضها أظهر وجود جراثيم قليلة، إلا أنها اختفتْ تباعاً، بتعليم أصحابها طريقة الاستنشاق والاستنثار الصحيحتين[84].

قصّ الأظافر

قلَم أظافره (بفتح اللام): أي قصّ ما طال منها، وقلّمها (بالتشديد) مبالغة في "قلَم"[85]. وممّا شجّع على تقليم الأظافر من الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام: (من الفطرة قصّ الأظافر)[86].

يزداد تكاثر الجراثيم وغيرها من الأحياء الدقيقة، على ما يطول من الأظافر، وهو تناسب طرديّ، فكلّما زاد طولُ الظفر، ازدهر نموّ تلك الكائنات، وزاد تراكمها ضمن نسيجه وخلاياه.

وتحمل الأظافرُ الطويلة الجراثيمَ والفطور، باتجاه الفم أثناء عمليّة الأكل، وهذا يعني دخولها إلى تجويف الفم، ووصولها منه إلى الجهاز الهضميّ، ممّا يحمل بين طيّاته خطر ظهور العديد من الأمراض الالتهابية.

وكثيراً ما تَـظهر الجيوب الظفْرية Nail pocket في نهايات الأنامل، تحت نسيج الظفر الطويل، وهي أمكنة تتراكم بها الأوساخ والجراثيم ومسبّبات العدوى، مثل بيض الطفيليّات، ومفرزات الغدد العرقيّة والدهنيّة، وتصبح هذه الثنيات مرتعاً خصباً لنمو المستعمرات الجرثومية[87]، ويغدو الظفْر بذلك مصدراً للأذى والعدوى في الكثير من الأمراض، كالإصابة بالديدان المعوية والزحار[88] Dysentery والتهاب الأمعاء[89] Enteritis.





(صورة توضح التهاب الأظافر)

وتوضّح الدراسات الطبّية المقارنة، كثرة ما يصيب الأظافر الطويلة من أمراض، مقارنة مع ما قـلّم منها، ومن ذلك: داء زيادة سماكة الظفر Onchogryphosis، الذي يظهر الظفر فيه مشوّهاً وشديد السماكة، ممّا يعرّضه لسهولة الكسر، نتيجة أيّ رض يصاب به.

ومن الأمراض الأخرى في هذا المجال: التهاب الأظافر Onychia، وداء تساقط الأظافر Oncholysis، وفيه ينفصل الظفْر من سريره، أو ينكسر جزء منه فيتساقط لاحقاً، ويكثر حدوث ذلك في الالتهابات الفطريّة، التي تنتج عن تكاثر الفطريات تحت نسيج الظفر الطويل[90].

كما تنقل الأظافرُ الطويلة الكثيرَ من الأمراض أثناء مصافحة صاحبها للآخرين، وهذا ممّا يرفضه الشارع جملة وتفصيلاً، فلا مكان لضرر ولا لضرار في الإسلام، ويُلحق الظفر الطويل أيضاً، الأذى بالأنسجة الأخرى، بسبب نهايته الحادة والمدببّة، ويحدث ذلك أثناء حكّ الجلد أو العين مثلاً، ممّا قد ينتج عنه جرح تلك الأعضاء و خدشها.

غسل البراجم

البراجم لغة هي العُقد في ظهر الكفّ والأصابع، والواحدة منها: بُرجُمة[91]، وتعـدّ نظافة اليدَين عموماً، إحدى السنن التي أولاها الإسلام من عظيم العناية والرعاية الشيء الكثير، فقد حثّ على غَسْلهما عدّة مرات في اليوم، وأثناء الوضوء، وقبل الطعام وبعده، وحين الاستيقاظ من النوم، وعند الفراغ من الخلاء.



(مواضع براجم اليد)

وقد شدّد الإسلامُ على ذكر براجم اليد، لأنّ غسلها المستمرّ – كما يحدث مع المداومة على الوضوء- يقود إلى إزالة المستعمرات الجرثوميّة والفطرية، التي تتّخذ من ثنايا الجلد في هذه الأماكن كهوفاً لها، تنمو خلالها وتتكاثر، بأعداد تصل إلى عدة ملايين في السنتيمتر الواحد من هذا الجلد[92].

وممّا أثبته العلم الحديث أيضاً، ما لِيَد الإنسان الملوثة من دور واضح، في نقل ما تحمله من الكائنات الحيّة المجهريّة، نحو الفم والجهاز الهضمي، وإسهامها في ظهور الأوبئة وانتشارها بين الناس، عبر المصافحة والملامسة المباشرة، التي تنقل العدوى بين مريض وآخر[93]، ولا شك أن سنّة عظيمة كغسل البراجم، تكفل في الحد من تلك الظواهر المرضية الخطيرة.

ومن الأحاديث الأخرى التي حثّت على تعهد نظافة اليد، قوله عليه الصلاة والسلام: (مَن باتَ وفي يده ريح غَمَر فأصابه شيء، فلا يلومنّ إلا نفْسه)[94]، والغَمَر: الدسم والزُهومة من اللحم[95]، وفي هذا الحديث نهي صريح عن إهمال نظافة اليد بعد الفراغ من الطعام، إذ إنّ بقاء رائحة الأكل في يد النائم يجذب الحشرات، مما قد يعرّضه إلى لسعاتها المؤذية، كما أنّ بقايا الطعام في براجم اليد يوفّر بيئة مناسبة لنموّ الجراثيم وتكاثرها، ممّا يسبّب الالتهاب الذي يَعرض في يد المريض لاحقاً، بظهور البثور والدمامل والخرّاجات المختلفة.

- يتبع بالإعجاز في نتف الإبط وحلق العانة-






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2013-09-26, 17:39 رقم المشاركة : 9
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: رائع:ادخل ولن تندم! الإعجاز النبوي في سنن الفطرة


الإعجاز العلمي في نتف الإبط وحلق العانة

نتف الإبط


يترافق نمو شعر الإبط، مع زيادة نشاط الغدد العرَقية، التي تنتج موادّ ذات رائحة مميّزة ومنفّرة، تمتزج مع سائل العرق المفرَز، وبخاصّة إذا تراكمتْ في المنطقة ذرّات الأوساخ والغبار.

ووفقاً لما أثبتتْه الدراسات الطبيّة الحديثة، فإنّ المواظبة على نتف شَعر الإبط يُضعف إفراز الغدد العرقيّة والدهنيّة، ويضعف أيضاً نموّ الشعر مع مرور الوقت، كما تخفّف عمليّة النتف كثيراً ممّا يصدر عن الإبط من رائحة كريهة، ويحدّ كذلك من إصابته بالأمراض الجلديّة، كالسعفة الفطريّة Tinea والتهاب الغدد العرَقية Sweat gland disorders والتهاب الجريبات الشَعرية [96] Hair folliculitis.





(صورة توضح أمراضاً فطرية في الإبط)

وفي إزالة شَعر الإبط أيضاً وقاية من نموّ القمل وغيره من الحشرات المتطفّلة، ومَـنْعٌ لتكاثرها فيه، إذ تفضّل تلك الأحياء الاستقرارَ في بيئة غنيّة بالشعر الكثيف.

وقد أثبتتْ الدراسات الحديثة، أنّ كلّ سنتيمتر مربّع من الجلد الطبيعيّ المكشوف، تنمو فيه أكثر من مليون جرثومة، وترتفع هذه النسبة وتتضاعف مرات عديدة في جلد الإبط، حيث تتكاثر الأحياء المجهرية في ثنايا الجلد هناك وتحت جذور الشعر، ولذلك فإنّ الحرص على نظافة الإبط، وإزالة ما ينمو فيه من شَعر، يعدّ الخطوة الرئيسة لمكافحة نموّ الجراثيم والكائنات المجهرية الأخرى[97].

وتزيل عمليّة النتف شَعرَ الإبط من جذوره، وهي أفضل بكثير من حلاقته، إذ إنّ الحلاقة لا تضمن وحدها إزالة كلّ الكائنات المجهريّة، كما هو الحال مع عملية النتف[98]، ومن الملاحظ أنّ الشعر النامي لاحقاً بعد عمليّة النتف يكون رقيقاً وناعماً، على خلاف عمليّة الحلق التي تجعل الشعر قاسياً وخشناً، ومن المعروف أيضاً أنّ الحلاقة تسبّب تخريش جلد الإبط، وقد تجرحه مسببّة له بعض الالتهابات الجلديّة[99].


حلق العانة

العانة: ما ينبتُ من الشعر أسفل البطن، حول ذكَـر الرجل وقبُل المرأة[100].

وممّا روي من أحاديث الحثّ على إزالة شعر العانة حديث: (من الفطرة حلق العانة، وتقليم الأظافر، وقص الشارب)[101]، وحديث: (وقّت لنا في قصّ الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة، ألاّ نترك أكثر من أربعين ليلة)[102].

من المعلوم تشريحياً، أنّ العانة منطقة قريبة ممّا يخرج من السبيلَين، ولذلك يسهل تلوّث ما ينبت فيها من الشعر، ببول الإنسان وغائطه، وهي منطقة غزيرة التعرّق، وغنيّة بالمفرزات الدهنيّة[103].

وتعيش في السنتيمتر المربّع الواحد من منطقة العانة ملايين الجراثيم، ويقود إهمال إزالة شعرها، إلى تزايد أعداد تلك الكائنات الحيّة، وتجمّعها في مستعمرات ضخمة، تتراكم مع مفرَزات العرَق والدهون بصورة مستمرّة وتدريجيّة، وليس ثمة حل ناجع كحلق العانة لإزالة تلك الأدران.

ويقي حلق شعر العانة كذلك، من الإصابة بالأمراض الطفيليّة مثل قمل العانة Pediculosis، الذي تسببه حشرة القمل التي تعيش في مناطق الشعر الغزير، كشَعر فروة الرأس وشَعر الإبط ومنطقة العانة، وتتغذى بامتصاص الدم، وتتكاثر بسرعة ملحوظة، ويمكن أن تنتقل من العانة نحو أماكن أخرى من شَعر الجسم، وتظهر في الجلد المصاب بقع جلدية زرقاء، تنشأ عن عضّة الحشرة وما تفرزه من لعاب ومفرَزات مخرّشة، وينتج عن ذلك التهابات جلديّة، تمتاز بحكّة شديدة[104]، وقد تنقل الحشرة أيضاً بعضَ الأمراض، مثل مرض الحمّى الراجعة [105] Relapsing fever، ومرض التيفوس[106] Typhus.

كما يقي حلق شعر العانة أيضاً، من الإصابة بداء الفطور الجلدية Fungal Infections، وينتشر ذلك بكثرة عند غير المسلمين، الذين يهملون حلاقة شعر عانتهم، ممّا يؤدّي إلى ظهور التقرّحات المزمنة والالتهابات الجلديّة بأشكالها المختلفة[107].

وتوضّح الدراسات التي أجريتْ على مرضى الجهاز البوليّ، أنّ تجمّع الأنواع المختلفة من البكتريا في منطقة العانة وما حولها، يضمن سهولة وصولها إلى مخرج البول، ومنه إلى الإحليل Urethra، مؤدّياً إلى التهابه، وقد يكون الالتهاب قويّاً بمكان، فيسلك طريقه نحو أجزاء الجهاز البولي الأخرى، ليصل إلى المثانة والحالب والكلى[108].

وتشير دراسة حديثة، إلى أنّ ثلث نساء الغرب يعانين من التهابات المثانة البولية المستعصية على العلاج، وذلك بسبب إهمالهنّ لنظافة منطقة العانة، وقذارة السبيلَين الواضحة لديهنّ.

- يتبع بالإعجاز العلمي في انتقاص الماء وغسل الدبر-





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2013-09-26, 17:43 رقم المشاركة : 10
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: رائع:ادخل ولن تندم! الإعجاز النبوي في سنن الفطرة


الإعجاز العلمي في سنة الختان


خَتن الصبيّ خِتاناً: أي قطع قلفته، وهي الجلدة التي تغطّي الحشفة، ويقطعها الخاتن من ذَكر الصبيّ[115]، والختان من محاسن الشرائع والفطرة التي سنّها الله تعالى لعباده، وكمّل بها محاسنهم الظاهرة والباطنة.


وقد أثبت الطبّ الحديث، ما للختان من فوائد جليلة، إذ يؤدي العزوف عنه إلى بقاء جِلد القلفة فوق رأس القضيب، وهو مكان قذر يزدهر فيه نمو البكتريا والفطور، ويزيد في ذلك مرور سائل البول، وتظهر حينها ترسبات تظهر في صورة مادة بيضاء، تمتزج خلالها الكائنات الحية الدقيقة، مع المفرزات الدهنية والعَرقية، وما يتساقط من خلايا وأنسجة بصورة دائمة.

وكثيراً ما يحدث أن تدخل تلك المواد المؤذية عبر فتحة الإحليل، وتنتشر نحو المثانة والكلى مسبّبة الالتهابات البولية، وقد تصل إلى غدّة البروستات والخصية والبربخ، وربّما سبّب ذلك الالتهابات الجنسيّة، التي تنتهي بالإصابة بالعقم وغيره من المضاعفات.

ويعدّ الختانُ أيضاً، عاملَ الوقاية الأكبر من حدوث سرطان القضيب، الذي ينتشر في الدول التي لا تختن مواليدها الذكور، كما هو الحال في الصين مثلاً[116]، وفي ذلك يقول الدكتور "دلنر" Dillner وهو أحد المهتمين بأبحاث الختان في معهد الأورام في ستوكهولم، معلّقاً على هذه المسألة: (تقلّل عمليّة الختان التي تجرى على المواليد، من نسبة إصابة القضيب بسرطان الخلايا الحرشفية [117] Squamous cell carcinoma).

وأيّدتْ ذلك دراسة الدكتور "روبسون" Robison، فقال: (أكثر من ستين ألف حالة أصيبتْ بسرطان القضيب في أمريكا، ومن المدهش حقاً أنّ عشرة أشخاص فقط من هؤلاء كانوا مختونين) [118].

وجاءتْ نتائج دراسات أخرى، فأوضحتْ قلّة حالات سرطان غدّة البروستات، وسرطان الخصية والبربخ، لدى ذكور المسلمين، نتيجة التزامهم بعملية الختان، ولبعدهم عن ارتكاب المحرّمات كالشذوذ الجنسيّ والزنى.

ومن الملاحَظ أيضاً كثرة الإصابة بالتهابات المجاري البوليّة، لدى غير المختونين، وتنصّ أبحاث أجريتْ على نصف مليون طفل أمريكي، على أنّ نسبة الالتهابات هذه، وصلتْ إلى ثلاثة وتسعين ضعفاً عند غير المختونين[119]، وتنصّ دراسة أخرى على أنّ الختان في أمريكا، يمنع حدوث عشرين ألف حالة من داء التهاب الكلية عند الأطفال سنويّاً[120].

وتنتشر الأمراض الجنسيّة بصورة أوضح، بين صفوف غير المختونين، مثل داء الهربس Herpes والزهري Syphilis والالتهابات الفطريّة والسيلان Gonorrhea والثؤلول الجنسي Warts وداء نقص المناعة المعروف بالإيدز AIDS، وقد جاءت نتائج أكثر من ستين دراسة علميّة لتثبت صحة ذلك[121].

وفي دراسة للدكتور "وليم بيكرز" William Backers، يقول: (إنّ أطهر الفروج التي فحصتُها كانت في الجزيرة العربية (يعني لدى المسلمات)، فقد كانت جميعها سلبيّة بالنسبة للأمراض الجنسية كالسيلان والهربس وسرطان عنق الرحم)، وقد عزا "بيكرز" نتائجَه تلك، إلى ختان الرجال، وقلّة ارتكاب فاحشة الزنى بين صفوف المسلمين[122].

وقد شجعتْ نتائج هذه الدراسات والأبحاث العلميّة، الغربَ على إعادة حساباته، ومراجعة مواقفه السابقة المعادية لسنّة الختان، فظهر الاهتمام بها جليّاً، وأخذ بعضهم يقترب بذلك خطوة من الفطرة، ويجري عملية الختان لنفسه رغم كبر سنّه.

وفي ذلك يقول أحد علماء الغرب: (لقد تراجعتُ عن عدائي الطويل للختان، وصفقتُ مرحّباً بقرار جمعية الأطباء في كاليفورنيا، بالإجماع على أنّ ختان الوليد وسيلة صحيّة فعّالة، وتشير الحقائق إلى أنّ 15% من الأطفال الذكور غير المختونين سوف يحتاجون إلى إجراء الختان في سنّ متقدّمة من العمر، بسبب حدوث تضيّق في القلفة Phimosis أو التهاب الحشفة المتكرّر)[123].

وأصدرتْ الأكاديمية الأمريكية لطبّ الأطفال، إرشادات وتوجيهات، أعلنتْ فيها بصريح العبارة، ضرورة إجراء الختان على نحو منتظم على جميع المواليد من الذكور[124]، فوصل العدد إلى أكثر من مليون طفل يتمّ ختانهم سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية[125].

وممّا يضاف إلى القائمة الطويلة التي تنتج عن إهمال الختان، ما ثبت من معلومات حول نقل الرجل الغير مختون، ما يصيبه من الالتهابات المختلفة إلى جسم زوجه، وممّا يكثر حدوثه هنا في جسم المرأة: التهابات المهبل Vaginitis، والغدد التناسلية، وعنق الرحم، والمبيض، وقد يقود ذلك إلى الإصابة بالعقم الدائم، كما ثبت حديثاً أنّ إهمال الختان عامل هامّ في إصابة المرأة بسرطان عنق الرحم Cancer cervix، وهو أقلّ حدوثاً لدى زوجات الذكور المختونين[126].

ختاماً، فإنّ الحديث يطول حول سنن الفطرة من منظور طبيّ صِرف، وهو حديث ذو شجون، ولا تكفيه صفحات محدّدة، حتى يُعطى الأمر حقه من سبْر الفوائد الصحيّة لتلكم السنن، التي أفصح العلم الحديث عن جانب يسير من أسرارها وخفاياها.

وإنّ آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية، التي تناقش مثلَ هذه الحقائق العلمية كثيرة، ولم يحدثْ أن أثبتَ العلم خلافَ ما أقرّتْ به شواهد الكتاب والسنّة، في خبر من تلكم الأخبار، بل على العكس تماماً، فقد جاء العلم الحديث مؤيّداً صدق تلك الروايات، وليرشد كلّ ذي عقل وبصيرة، إلى أنّ هذا الكلام وحي من عند الله، وما هو بنطق عن الهوى، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً.

إنّه من الحريّ بنا، أن نضيف هذا الإعجاز العلميّ الثابت، الذي كشف العلمُ الحديث عن نقابه، إلى قائمة أساليب الدعوة إلى الله، فإنّ توظيفه هنا لهذا الغرض عين الحكمة والصواب، فمَن غيره سبحانه وتعالى، علّم هذا النبيّ الأميّ، تلكم الآيات الباهرات؟، ومَن سواه أوحى إليه بها، في وقت كان الجهل يحبس أمّة العرب في أقبية من الظلام الدامس؟، ومن غير رسالة الله، أوحتْ بتلكم الإشارات التي لم يعرف الإنسان شيئاً من أسرارها إلا في القرون المتأخرة؟، ومن دعوة غير دعوة الحق، قادرة على تفسير الحقائق، وشرح خفايا الأمور ودقائقها في أسلوب محكم وبليغ؟

إنّ شواهد الكتاب والسنّة، لا تزيدها العلوم والمكتشَفات الحديثة إلا قوة وثباتاً، ويوماً بعد يوم تسطع شمسُها فوق رؤوس الأشهاد، وتصليهم قوارعَ التحدي أن يأتوا بمثلها، وأن يحشدوا لذلك كلَّ مواهبهم، وليستنصروا بمن شاءوا في ذلك، ويبقى التحدي للإنسان قائماً إلى يوم القيامة، ويبقى عجزه عن محاكاة ذلك واضحاً لا غبار عليه.
د:
.حذيفة الخراط

- يتبع بالمراجع -






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 12:21 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd