عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-09-26, 17:23 رقم المشاركة : 7
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: رائع:ادخل ولن تندم! الإعجاز النبوي في سنن الفطرة


الإعجاز العلمي في السواك والمضمضة



السواك
ساك الشيءَ سَوكاً أي دلكه، ومنه ساك فمَه بالعُود يسُوكه، واسم العود: المِسواك، وله أن يذكّر أو يؤنّث[53].

وقد ورد في سنة السواك أحاديث كريمة، حثتْ على التزامه، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (لولا أن أشقّ على أمّتي لأمرتُهم بالسّواك مع كلّ صلاة)[54]، وقوله: (لولا أن أشقّ على أمّتي لأمرتُهم بالسواك مع الوضوء) [55].

يُصنع عود السواك من جذور شجرة الأراك Persica Salvadoria أو من أغصانها، وقد يؤخذ من أشجار أخرى كالبشام والسّرح والزيتون، والأراك شجرة مباركة، وتنمو في السبخات المالحة، ويمكن ريّها بماء البحر، وتكثر في صحارى المملكة العربية السعودية وسيناء والسودان وباكستان[56].

وما زال العلماء ينقّبون عمّا في السواك من أسرار، منذ أن خبروه قديماً، فها هو ابن القيّـم مثلاً يقول: (وفي السواك عدة منافع: يطيّب الفم، ويشدّ اللثة، ويقطع البلغم، ويصفّي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويطرد النوم، ويرضي الربّ، ويعجب الملائكة)[57].

وقد أثبتتْ نتائج عشرات الدراسات الحديثة، ما للسواك من فوائد صحيّة عظيمة، ومن ذلك دوره المؤكّد في تطهير الأسنان واللثة، وقدرته على أداء مهام فرشاة الأسنان والمعجون معاً، كما أنّ أليافه دقيقة تناسب عمليّة تنظيف الأسنان، وفيه الكثير من المواد التي وضحتْ فوائدها حديثاً، فدخلتْ في تركيب معاجين الأسنان[58].

وفي استعمال السواك المتكرّر، ولا سيّما عند كلّ صلاة، وقاية حاسمة من تسوّس الأسنان، وتنظيف مستمرّ، وإبادة باكرة للمستعمرات الجرثوميّة، التي تنمو بسرعة مذهلة ضمن اللثة، وبين ثنايا الأسنان، ويقضي السواك على الكثير من تلك الأحياء المسببّة للعديد من الأمراض الالتهابيّة، ويرجع ذلك إلى وجود مضادّات حيويّة تشبه البنسلين، ضمن مكوّنات نسيج هذا العود المبارك[59].

ويعدّ القَلَح[60] Tartar أحد أهمّ مظاهر إهمال نظافة الأسنان، وهو تصبّغ ينتج عن تراكم ترسّبات بعض المواد العضويّة والمعادن وبقايا الطعام والبكتريا في سطح الأسنان، مكوّنة طبقة صلبة ذات لون أصفر داكن[61].

وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلّم، إلى علاج مثل هذه الحالة بقوله في الحديث: (مالي أراكم تأتوني قلحاً؟ استاكوا)[62]، وقد أثبت العلم الحديث صحّة ذلك، فقد اكتشف العلماء، أنّ السواك غنيّ بمادتي السيليكا Silica والكلوريد Chloride المزيلتَين للقَـلَح، ممّا يساعد في تلميع الأسنان وتبييضها، وحلّ ما يظهر بها من تصبّغات وشوائب[63].

وفي دراسة مقارنة قامتْ بها جامعة مينوسوتا الأمريكيّة، أظهر المسلمون الذين يواظبون على استخدام السواك، سلامة الأسنان واللثة لديهم، مقارنة مع غيرهم ممّن يكتفون باستخدام فرشاة الأسنان العادية، وعُزي ذلك إلى احتواء السواك على مواد فعّالة ذات خواص مطهرة، مثل السنجرين Sinigrin وحمض التانيك Tannic acid وثلاثي ميثيل الأمين Tri-methyl amine، وهي أيضاً من المواد القابضة، التي توقف نزف جروح اللثة [64].

وفي السواك أيضاً مواد أخرى، تغطّي طبقة ميناء السنّ وتدعمها، فتحميها من التشقّقات والتصدّعات، ممّا يقلّل من نسبة حدوث النخر وتسوّس الأسنان، وتطيّب تلك المواد أيضاً من رائحة الفم، ومنها: القلويّات Alkalies والمواد العطرية والصمغية Resins ومادة الثيوسيانات[65] Thiocyanate.

ويدخل في تركيب نسيج السواك، معادن هامّة تبني خلايا الجسم وتمدّها بالطاقة، ويتمّ امتصاص هذه المعادن عبر أنسجة الفم، أثناء عملية التسوّك، لتصل منها إلى مجرى الدم، الذي ينشرها إلى أنسجة الجسم المختلفة، ومن ذلك: معدنا الحديد والكالسيوم[66].

ويحرّض استعمالُ السواك المنتظم أيضاً، عملية إفراز اللعاب من قِبل الغدد اللعابيّة في الفم، وينشّط أداءها، وهذا عامل هامّ يسهم في صيانة صحّة تجويف الفم، والتخفيف من حدّة ما يَظهر فيه من الأمراض المختلفة.

وتظهر دراسات أخرى، نجاحَ السواك في علاج التهابات الحنجرة والوقاية منها، وما له من تأثير مهدئ للأعصاب والتوتّر والقلق، ودور وقائي من ظهور داء السرطان في جوف الفم.

وقد شرح الهدي النبويّ، الطريقة المثلى لاستخدام السواك، وفي ذلك إعجاز علميّ آخر أثبته طبّ الأسنان الحديث، ويعني التسوّك العرْضيّ، تنظيف الأسنان بتحريك السواك من الأعلى للأسفل، بالنسبة لصفّ الأسنان العلويّ، ومن الأسفل للأعلى لصفّ الأسنان السفليّ[67].

وتسهّل طريقة التسوّك العرْضيّ تلك، التخلص من بقايا الطعام المتجمّعة بين فجوات الأسنان، كما أنّها تدعم اللثة، وتقي من ظهور جروحها ونزْفها، كما تحافظ على بناء أنسجة السنّ، إذ إنّ خلايا طبقة الميناء تنتظم بشكل أعمدة، تضعف وتتكسّر إن كانت حركة التنظيف بالسواك أو الفرشاة أفقيّة (أي غير عرْضية)، ممّا يفقد السنّ متانته الطبيعيّة تدريجياً، ويجعل سطحه خشن الملمس، وأكثر عرضة للتآكل والكسر والنخر[68].

المضمضة

يقال: مَضْمَض الماءَ في فمه، إذا حرّكه بالإدارة فيه، ومَضمَض الإناءَ: غَسَله[69]، وجاء في الحديث أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (دعا بوَضوء فمضمض، واستنشق، ونثر بيده اليسرى، ففعل ذلك ثلاثاً ثم قال: هذا طهور نبيّ الله)[70]، وجاء في حديث آخر: (إذا توضّأ العبد المؤمن فمضمض، خرجتْ الخطايا من فِيه، فإذا استنثر خرجتْ الخطايا من أنفه)[71].

يعدّ تجويف الفم، بيئة مثـالية لنموّ الكائنات الحيّة الدقيقة، فهو وسط تتوافر فيه عوامل الرطوبة الدائمة، ودرجة الحرارة المناسبة، بالإضافة إلى وجود بقايا الطعام والشراب بين الأسنان، وفي ثنايا اللثّة، ممّا يؤمّن الغذاء اللازم، لتبني الأحياء الدقيقة مستعمراتها، بأعداد كبيرة[72]، إذ تنمو عشرات الأنواع من البكتريا المختلفة والطفيليات والفطريات والفيروسات في سائل اللعاب، وتجول الملايين منها في تجويف الفم[73].

تضمن عملية المواظبة على المضمضة إنقاصاً واضحاً، لما يتجمّع من الأعداد الكبيرة من الكائنات المجهريّة التي تسكن تجويف الفم، وتسهم في الوقاية مما ينتج عنها من أمراض التهابية عديدة، وبخاصّة إنْ تكرّر هذا الفعل ثلاث مرّات، مع كلّ وضوء في أوقات الصلوات الخمس، ويزداد ذلك الأثر المرجوّ باستخدام عود السواك لتنظيف الأسنان، ودلك اللثة بأصابع اليد النظيفة، لإتمام عمليتَي التنظيف والتطهير المطلوبتَين[74].

وتظهر لدى الكثيرين ممن جانبوا الصواب وأهملوا نظافة أفواههم، أمراض التهابيّة يسبّبها غزو الأحياء المجهريّة وتكاثرها المخيف داخل تجويف الفم، ومن ذلك: الإنتانات الفطريّة المتكررة، ونخر الأسنان، وخرّاجات اللثة، والتهابات اللسان، وكثيراً ما يصبح المريض مصدر عدوى لمن جاوره، فينقل إليهم المرض بسهولة، أثناء اقترابه منهم[75].

كما تظهر في تلك الحالات أيضاً، الكثير من قرَح الفم، ومنها ما يُعرف بالقلاع Aphthous ulcer، وهي قرحة مؤلمة ذات سطح أبيض وقاعدة حمراء، وتبدو حول اللسان واللثة، وتكثر في حالات إهمال نظافة الفم والأسنان[76].

ومن أضرار إهمال المضمضة، ما يلاحظ من ظهور رائحة الفم الكريهة التي تُعرف بالبَخَر، وتنتج عن تراكم البكتريا ضمن بؤر مركّزة، تعمل في تخمير أنسجة الفم الداخلية، ممّا يؤدّي إلى حدوث عملية التعفّن، وما يصحبها من إنتاج الأحماض المسبّبة لتلك الروائح، وهذا لا شكّ مصدر لنفور الناس وإزعاجهم، ممّا يسبّب الضرر لهم، وهو ممّا يرفضه الإسلام ولا يرضى عنه.

- يتبع بالإعجاز في الإستنشاق وقص الأظافر-






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس