أخي الكريم agadirien أنا أحترم رأيك و موقفك و لكن لا بد أن أحترم نفسي أولا . . . فموقفي كما العديد من الإخوة لا يتزعزع قيد أنملة بهذا الشأن أما ما أسميته إجماعا فهذا عير صحيح لأن بعض أعضاء المكتب أنفسهم تدمروا من هذا التوجه و أعلنوا لنا ذلك صراحة عقب الاجتماع الذي توج وقفة العام الماضي .

بارك الله فيك أخي عمر , و أحيي فيك الصلابة في الدفاع عن القناعة و التشبت بالمبدإ. ولست أظن أنك منفرد في هذا الاتجاه بل هو طرح نوقش مرارا في المجالس الخاصة وورشات العمل في كثير من المؤسسات,وله حظ وافر من النظر الصحيح و الفكر الرشيد لولا أن الواقع لا يشجع على الانفتاح على النقابات الأخرى لأنها هي التي أوصلتنا إلى ما نحن غارقون فيه و مشروعنا متناقض من كل وجه مع ديدنهم في التدبير.أما التخلي عن النقابات كلها فياليته كان خيارا عمليا إذ لا بد لنا من غطاء قانوني و إطار رسمي ذو تمثيلية وطنية و محلية,,, تمكنك من عرض مطالبك بالسبل المرتضاة عرفا و قانونا.
هذا ما دفعني إلى التسليم بهذا الخيار الاضطراري الواقعي في تصوري.
فإن كان لك من تصور يخرجنا من ضيق الاضطرار فأغثنا به و أرو به الظمأ, و إلا فلا بد مما لابد منه , إذ الوسائل لها أحكام المقاصد كما لا يخفى عليكم, والله أعلم

لا أدعي أخي الأثري أنني أملك الحلول الكاملة الجاهزة لكل مشاكل التنسيقية ، و لكن الشيء الواضح أن الطريق الذي تسير عليه غير سليم و لن يوصل الشغيلة التعليمية بالوسط القروي إلا لمزيد من التخبط و الاحتقان و التفرقة .
السبيلان اللذان اقترحتهما آنفا ممكنا التطبيق إن توفرت لدينا الرغبة ، أما إن كانت نوايانا عكس ما تنطق به ألسنتنا فلا يمكن أن نتقبل الحقائق و لو جاءت على شكل إنسان ناطق .
الانفتاح على جميع النقابات لا يعني البتة قبول طروحاتها و تبني توجهاتها بل يعني احتواء جميع أساتذة العالم القروي المنخرطين في جميع هذه النقابات أو المتعاطفين معها . . . يعني أن استدعاء ممثلي هذه النقابات جميعا في جمع عام و عرض طروحات التنسيقية عليها و كل من تخلف عن مساندة ملفاتها تقام عليه الحجة و يكون سببا لتخلي منخرطيها عنها . . . يعني أن يتضح جليا من يساند قضايانا ممن يتحجج فقط و يريد طعننا من الخلف .
أما الطرح الثاني فهو كذلك ممكن ، و لنا في جمعية المديرين خير دليل فهي مجرد جمعية و عدد منتسبيها أقل بكثير من الأساتذة و رغم ذلك لها ثقل و تحقق مطالبها المشروعة . . . السادة المفتشون هم ثلة قليلة متفرقون بين جميع النقابات و رغم ذلك تواجدهم وازن و يحسب لهم ألف حساب ، إذن فلا داعي للتحجج بالغطاء القانوني . ثم ماذا سيقع لو كان كل أساتذة العالم القروي على قلب رجل واحد و رفضوا أشكال الظلم الذي يطالهم و سلكوا كل السبل المشروعة لتحقيق مطالبهم ؟ علينا أن نكون مستعدين للتضحية من أجل مطالبنا مهما كلفنا ذلك من ثمن .
مشكلتنا أننا بنينا جدارا أماممنا فبدأنا نتفلسف في إقناع أنفسنا ألا سبيل لتخطيه .
و لا أدعي امتلاك كل الحقيقة و ما اقترحته هنا هو مجرد رأي قد نجد أفضل منه لو أخذنا بآراء كل المعنيين .

أحييت نقاشا ميتا اعتقدنا انه مدفون في مقبرة التاريخ منذ العام الماضي أخي عمر
مصيبة وأي مصيبة أن نعود بنقاشاتنا وأفكارنا إلى الوراء وخصمنا يتقدم علينا بمزيد هضم للحقوق
ثم ماهي مبررات إعادة فتح هذا النقاش مادامت التجربة الحالية التي تم اختيارها تبدو جد موفقة وناجحة
ألم تقم التنسيقية فعلا باحتواء أساتذة العالم القروي المنخرطين في جميع هذه النقابات أو المتعاطفين معها دون أن تفرض عليهم الانسحاب منها ولا الانضمام لنقابة التنسيقية؟؟
هل هناك فعلا شيئ نسميه بالانخراط الحقيقي في النقابات ام أن الامر لا يتعدى كونه تبطيق ؟؟
المشكل ليس في اللون النقابي للتنسيقية لأنه لا يعدو كونه غطاء قانونيا لها إذا كانت قوية بصوت وتضحية رجالها ونسائها الذين يتخذون قراراتهم بشكل ديموقراطي لا يمكن للنقابة إلا أن ترضخ له كما وقع في قرار خوض الاعتصام المفتوح فبراير الذي قررته التنسيقية ورفضته النقابة في وجهة نظرها الخاصة دون أدنى محاولة منها لتبدد قرار التنسيقية..