لا أدعي أخي الأثري أنني أملك الحلول الكاملة الجاهزة لكل مشاكل التنسيقية ، و لكن الشيء الواضح أن الطريق الذي تسير عليه غير سليم و لن يوصل الشغيلة التعليمية بالوسط القروي إلا لمزيد من التخبط و الاحتقان و التفرقة .
السبيلان اللذان اقترحتهما آنفا ممكنا التطبيق إن توفرت لدينا الرغبة ، أما إن كانت نوايانا عكس ما تنطق به ألسنتنا فلا يمكن أن نتقبل الحقائق و لو جاءت على شكل إنسان ناطق .
الانفتاح على جميع النقابات لا يعني البتة قبول طروحاتها و تبني توجهاتها بل يعني احتواء جميع أساتذة العالم القروي المنخرطين في جميع هذه النقابات أو المتعاطفين معها . . . يعني أن استدعاء ممثلي هذه النقابات جميعا في جمع عام و عرض طروحات التنسيقية عليها و كل من تخلف عن مساندة ملفاتها تقام عليه الحجة و يكون سببا لتخلي منخرطيها عنها . . . يعني أن يتضح جليا من يساند قضايانا ممن يتحجج فقط و يريد طعننا من الخلف .
أما الطرح الثاني فهو كذلك ممكن ، و لنا في جمعية المديرين خير دليل فهي مجرد جمعية و عدد منتسبيها أقل بكثير من الأساتذة و رغم ذلك لها ثقل و تحقق مطالبها المشروعة . . . السادة المفتشون هم ثلة قليلة متفرقون بين جميع النقابات و رغم ذلك تواجدهم وازن و يحسب لهم ألف حساب ، إذن فلا داعي للتحجج بالغطاء القانوني . ثم ماذا سيقع لو كان كل أساتذة العالم القروي على قلب رجل واحد و رفضوا أشكال الظلم الذي يطالهم و سلكوا كل السبل المشروعة لتحقيق مطالبهم ؟ علينا أن نكون مستعدين للتضحية من أجل مطالبنا مهما كلفنا ذلك من ثمن .
مشكلتنا أننا بنينا جدارا أماممنا فبدأنا نتفلسف في إقناع أنفسنا ألا سبيل لتخطيه .
و لا أدعي امتلاك كل الحقيقة و ما اقترحته هنا هو مجرد رأي قد نجد أفضل منه لو أخذنا بآراء كل المعنيين .