الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات التواصل العام > - منتدى الإستقبال و التعارف - > التعازي والمواساة



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2014-12-09, 19:30 رقم المشاركة : 41
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: أنباء عن وفاة وزير الدولة عبد الله باها في حادث قطار .






هذا قبرالفقيد عبد الله باها بعد ان لبى نداء ربه




الثلاثاء 9 دجنبر 2014 - أصداء المغرب


اليوم الثلاثاء سيشهد تشييع جثمان الفقيد عبد الله بها نحو مثواه الأخير بمقبرة الشهداء بالعاصمة الرباط إلى جانب الراحل الدكتور عبد الكريم الخطيب.







    رد مع اقتباس
قديم 2014-12-09, 19:34 رقم المشاركة : 42
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: أنباء عن وفاة وزير الدولة عبد الله باها في حادث قطار .





آخر تعديل خادم المنتدى يوم 2014-12-09 في 19:41.
    رد مع اقتباس
قديم 2014-12-10, 14:37 رقم المشاركة : 43
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: أنباء عن وفاة وزير الدولة عبد الله باها في حادث قطار .


مدير معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة ينعي الأستاذ عبد الله باها





هبة بريس ـ من الرباط

نعى سعيد اوعطار مدير معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة الأستاذ الراحل عبد الله باها في شهادة توصلت "هبة بريس" بنسخة منها.

وقال سعيد أوعطار في شهادته المؤثرة أنه يصعب التعبير عن عمق الجرح والحزن إثر هذا المصاب الذي أودى بحياة واحد من خيرة طلبة هذا المعهد وأساتذته وباحثيه.

وقال مدير المعهد أن الراحل كان بينهم يوم 3 دجنبر إلى جانب الوزير عزيز أخنوش حيث ترئسا بالمعهد اول مسابقة وطنية حول المنتوج المحلي، وقد بدا عليه يومها السرور الكبير وهو بين أحضان المعهد والأساتذة والطلبة.
وتساءل سعيد أوعطار فيما إذا كان القدر أراد، في ذلك اليوم، أن تجتمع كل مناطق المغرب بمعهد الحسن الثاني لتكرم هذا الرجل الطيب والأستاذ المثابر وتلقي عليه تحية الوداع.

"وفيما إستمر الوزير عزيز أخنوش في ترأس مراسيم الحفل، رافقت الراحل إلى سيارته لتوديعه، فعبر لي عن ابتهاجه الكبير بالمبادرة، وقلت له على التو: "اسمحوا لي سيادة الوزير أن أشكركم، باسم كل طاقم المعهد، على حضوركم معنا رغم مشاغلكم الكثيرة، فأجابني بتأثر بالغ:" لا تنس أسي سعيد، أنني تخرجت من هذا المعهد وأنني تعلمت هنا الكثير والكثير، وانني معتز بمدرستي..".
وقال مدير المعهد في شهادته:" لقد قال لي أنه مستعد لتقديم أي دعم نراه ضروريا للمعهد، وأردف قائلا: "وخا راه سي اخنوش تبارك الله عليه فيه الكفاية..".





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2014-12-10, 16:38 رقم المشاركة : 44
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: أنباء عن وفاة وزير الدولة عبد الله باها في حادث قطار .


أسرار لاتعرفونها عن الراحل عبد الله باها
هل تعلم أن النظرة الأولى بين بنكيران وباها كانت داخل مسجد؟
أول لقاء جمع بنكيران برفيق دربه عبد الله باها كان داخل مسجد، وكان ذلك بالضبط سنة 1976، بأحد مساجد حي العكاري بالرباط، حيث شاهد باها بنكيران يلقي درسا فأعجب به.
عبد الإله بنكيران كان يفسر للمصلين، خلال هذا اللقاء الأول، الآية القرآنية «مثل الجنة التي وعد المتقون»، وكان يرتدي جلبابا أبيض ويجلس بجوار المحراب كما كان حليق اللحية. كان هذا اللقاء بداية المعرفة بين باها وبنكيران، وهي المعرفة التي سوف تتعمق أكثر لما انتقل مقر معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة حيث كان يدرس باها الهندسة من أكدال إلى السويسي بمدينة العرفان، حيث كان بنكيران يلقي بعض الدروس بحي السويسي 2، ومنذ ذلك الوقت توطدت العلاقة بينهما إلى أن التحق باها سنة 1978 بالشبيبة الإسلامية، فانطلقت مسيرة عملهما سويا إلى اليوم.
هل تعلم أن باها استفاد من المغادرة الطوعية بعد مسار دراسي ومهني مُعَقَّد وهو آخر العنقود في أسرة رَبُّها فلاح؟
يتحدر عبد الله باها، وزير الدولة، من جماعة إفران بالأطلس الصغير، ولأن والده الذي كان يعمل فلاحا كانت له أرض فلاحية بمنطقة لخصاص، وبحكم أن والدته تتحدر من هناك، فإنه تربى في تلك المنطقة.
عبد الله باها هو آخر العنقود ولديه أخت من أبيه وأخ من والدته، كما لديه شقيقة وحيدة علاقته بها وطيدة جدا ولديه، أيضا، أخ شقيق.
تابع عبد الله باها دراسته في المدرسة الفرعية بدوار اغبالو، ثم استكمل المرحلة الابتدائية بالمدرسة المركزية الطاهر الإفراني، فالمرحلة الإعدادية بثانوية محمد الشيخ بويزكارن، ثم الثانوية بعبد الله بن ياسين بإنزكان ويوسف ابن تاشفين بأكادير، التي حصل منها على باكالوريا علوم رياضية، قبل أن يواصل دراسته بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة إلى أن تخرج سنة 1979 مهندسا تطبيقيا، ثم التحق بعد ذلك بالمعهد الوطني للبحث الزراعي بصفته باحثا. وبعد اجتيازه امتحانا داخليا أصبح مهندس دولة، وبقي في المعهد إلى حدود سنة 2002 أي إلى أن انتخب نائبا عن دائرة الرباط شالة، ثم أعيد انتخابه سنة 2007 نائبا برلمانيا عن الدائرة ذاتها، وقبل ذلك أي سنة 2005 غادر باها الوظيفة العمومية في إطار المغادرة الطوعية.
هل تعلم أن باها معجب بلقب «كاتم أسرار بنكيران» وله تفسير خاص لصمته المُحَيّر للرأي العام؟
اتصلت «الأخبار» بعبد الله باها، وزير الدولة، فوجهت له سؤالا مباشرا: «لماذا توصف بـ«الانطوائي»؟ ولم كل هذا الغموض الذي يلف شخصيتك؟ ولماذا لا تتكلم إلا قليلا أو تكاد لا تتكلم أصلا؟
فكان الجواب مرفقا بضحكة عالية: «أعلم أن هذا هو انطباع الكثيرين حولي، لكن ربما تكون ظروف نشأتي وترعرعي وسط بيئة قروية معزولة تقريبا، سببا رئيسيا في تشكيل شخصيتي، إذ كبرت في جو يتسم بالهدوء، أي في فضاء يتوجه فيه الشخص، إن أردت القول، إلى نفسه أكثر مما يتوجه إلى الغير. لقد جعلتني البيئة التي نشأت فيها أقدر معنى الحرية والغيرة عليها. فأنا غيور جدا على حريتي.
«كاتم أسرار بنكيران» لقب يعجب كثيرا رفيق دربه باها، فهو يعتبر ذلك مصدر فخر له. «المعروف أنني رجل كاتم للأسرار وقليل الكلام، أقدر في الناس استئماني على أسرارهم، أرجو أن أكون دائما في مستوى هذا الاستئمان». هذا هو تفسير باها للقب المعروف به إعلاميا، بل إنه يؤكد أيضا أنه «إذا كان صحيحا أنني علبة أسرار بنكيران فلا يجب أن تفتح هذه العلبة».
هل تعلم أن باها كان مُصَدّقا أن الشبيبة الإسلامية كانت وراء مقتل عمر بنجلون؟
قبل انتمائه إلى صفوف الشبيبة الإسلامية، وقبل تعرفه على بنكيران، كان عبد الله باها شابا منفتحا على الحياة ولم يكن يدور في خلده، أبدا، الانتماء إلى صفوف الشبيبة الإسلامية، وهي المنظمة التي كان وقتها مصدقا أنها وراء «اغتيال» عمر بنجلون. لحظة اغتيال الأخير في 18 دجنبر 1975 كان باها موجودا بحي العكاري الشعبي بالرباط، وبمجرد ما وجه الاتهام للشبيبة الإسلامية، الذي لا يزال قائما إلى حدود اليوم، صدق باها ذلك واعتبر هذا التنظيم مسؤولا مباشرا عن اغتيال بنجلون. بعد عدة لقاءات جمعته بقيادات الشبيبة الإسلامية، تمكنت من استقطابه إلى صفوفها. ومباشرة بعد تعيينه رئيسا للحكومة، رافق عبد الله باها بنكيران لزيارة عائلة بنجلون في محاولة لرأب الصدع الذي خلفه إرث الماضي، إلا أن العائلة ورغم ترحيبها بالزيار، لم تعبر لهما عن طيها صفحة الماضي، بل تركت الأمر معلقا.
هل تعلم أن باها متزوج من امرأتين وكان «لاجئا» بمنزل العثماني لما كان طالبا؟
عبد الله باها، هذا الرجل الصامت متزوج من امرأتين اثنتين، وكان يتردد في وقت سابق، أنه كان ينوي الزواج بالثالثة. لباها أربعة أولاد أكبرهم ولج سلك المحاماة والثانية خريجة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالقنيطرة وآخران استكملا دراستهما الثانوية.
الزوجة الأولى لباها كانت زميلة له، فهي مهندسة في الكيمياء وقد أغرم بها، وهو طالب. مقرب جدا من باها كشف لـ«الأخبار» أنه حريص جدا على العدل بين الاثنتين، لكنه دائما ما كان يستشهد بالآية القرآنية: «ولن تعدلوا ولو حرصتم».
الذي لا يعرفه سوى القلة أن سعد الدين العثماني كان صديق دراسة عبد الله باها، قبل بنكيران، فقد كان اللقاء الأول بينهما عند التحاق باها بثانوية عبد الله بن ياسين سنة 1971، فقد كانا يدرسان في قسم واحد ويدرسان معا شعبة العلوم. وبحكم أن باها ابن البادية، فقد كان يستفيد من السكن في الداخلية المخصصة للطلاب، فيما كان سعد الدين العثماني يأتي من إنزكان لأكادير، لكن معظم أوقاته كان يقضيها بمنزل سعد الدين العثماني، حيث نهل كثيرا من مكتبة والده محمد العثماني الذي كان واحدا من علماء سوس.
عن “الأخبار”





    رد مع اقتباس
قديم 2014-12-10, 16:46 رقم المشاركة : 45
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: أنباء عن وفاة وزير الدولة عبد الله باها في حادث قطار .


شهادات الراحل عبد الله باها ضمن
“ذاكرة الحركة الإسلامية المغربية”



تايمة بريس
الإثنين, ديسمبر 8, 2014 15:53

حاور الأستاذ الباحث في قضايا الفكر الإسلامي والحركات الإسلامية بلال التليدي الراحل عبد الله باها حول النشأة والتدين والعمل الإسلامي، وأورد شهاداته في الجزء الثاني ضمن كتابه ذي الأربعة أجزاء “ذاكرة الحركة الإسلامية المغربية“، وهذه الكتابة التاريخية ملأت فراغا كبيرا داخل الساحة الحركية الإسلامية وساحة البحث العلمي المقارب للظاهرة الإسلامية المغربية.
واختار المؤلف “من حلم جمعية الشبان المسلمين إلى الشبيبة الإسلامية” عنوانا لشهادات عبد الله باها المهندس المتخرج من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، وعضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، ونائب برلماني، ونائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ووزير الدولة.
تأثر عبد الله باها بأدبيات الإخوان المسلمين منذ كان تلميذا فتطلع هو وسعد الدين العثماني لتأسيس جمعية الشبان المسلمين، ثم أبحرت به سفينة جماعة التبليغ في الرباط، وتوقفت عند لقاء الأستاذ إبراهيم الناية الذي خيره بين الشبيبة الإسلامية والاستمرار في جماعة التبليغ، فاختار الحركة الإسلامية الشاملة، وبدأت رحلة التقييم لمسار الحركة الإسلامية إلى أن انتهت بالانفصال عن الشبيبة الإسلامية..
هل يمكنك أن تحدثنا عن بداياتك الأولى؟
ولدت في جماعة الأخصاص في قبيلة تسمى ”إيد شاعود” وتبعد ببضع كيلومترات عن بلدية الأخصاص، في مكان يسمى أزضان قرب دوار ”إيد بركة”، وكان للوالد أرض بتلك المنطقة، وتزوج الوالدة من هذه المنطقة، وولدت فيها سنة ,1954 وعشت هناك حوالي سبع سنوات، ثم رحلنا إلى جماعة ”إفران الأطلس الصغير” (أصل الوالد، والمسكن الأصلي للعائلة) ودخلت إلى المدرسة النظامية ”مجموعة مدارس إفران، وتحديدا فرعية أغبالو العين” وتوجد إفران حاليا في الحدود ما بين إقليم تزنيت وإقليم كلميم، وكانت تابعة يومها لإقليم أكادير ، وكنت أتردد على ”المسيد” في العطل، وقد رجح الوالد أن أتفرغ للدراسة في التعليم العتيق، فكان الخروج من المدرسة والتفرغ لحفظ القرآن الكريم في المسجد، وكانت السلطات في عقب الاستقلال تحرص على تعميم التعليم وإجباريته، وأذكر أن قائد القرية استدعى مجموعة من التلاميذ، ودعاهم إلى ضرورة الرجوع إلى المدرسة، فاستجاب التلاميذ وبقيت وحدي في ”المسيد”، إلى أن تم استدعاء الوالد من طرف الحاكم المفوض، وقد رافقته في هذه الزيارة التي طلب فيها الوالد من الحاكم المفوض تركي في الكتاب، ولكن الحاكم المفوض ألح على الوالد أن يسمح لي بالدراسة في المدرسة النظامية لمدة سنتين على الأقل، فاستشار الوالد أحد العلماء الذين كانوا من أشد أصدقائه وهو العالم سيدي محمد بن أحمد بن عثمان المتوكل (وقد كتبت عنه بمناسبة وفاته في الإصلاح مقالا بعنوان عالم فقدناه) وكان لاستشارته أثر كبير على مسار حياتي إذ أشار على الوالد تركي في المدرسة العصرية، فاستأنفت الدراسة في المدرسة، ووصلت إلى حدود قسم الابتدائي الثاني، ونجحت في هذا القسم غير أني أعدت السنة ولم أنتقل للمتوسط الأول، لأن المدرسة التي يدرس فيها المتوسط الأول والثاني كانت تبعد بخمس كيلومترات، لكني بعد أن أعدت السنة، ونجحت ثانية، عزمت أن أتابع الدراسة وأتحمل المسافة الطويلة التي كنت أقطعها مرتين في اليوم، وبقيت على هذه الحال حتى تقدمت لامتحان الشهادة سنة ,1967 وانتقلت إلى ”بوزكارن” (تبعد عن الدوار ب 18 كيلومتر) بعد أن حصلت على منحة دراسية، وابتدأ مسار جديد في ثانوية محمد الشيخ مقيما في داخليتها، وقضيت بها السلك الإعدادي (أربع سنوات) ثم التحقت بثانوية عبد الله بن ياسين بإنزكان بعد أن اخترت الشعبة العلمية.
وقضيت سنتين بهذه الثانوية، ومر الموسم الدراسي 1971/1972 في جو جد مضطرب، إذ لم تتوقف الإضرابات التي كان ينظمها اليسار طيلة السنة، فكانت تلك السنة بيضاء واضطررنا إلى تكرار السنة.
ومتى بدأ يظهر عليكم الميل نحو التدين؟
في هذه السنة تعرفت على الأخ سعد الدين العثماني، وكان يدرس معي في نفس القسم، وكان يدرسنا الأستاذ إبراهيم شكري حفظه الله مادة اللغة العربية والتربية الإسلامية، وقد كان له أثر كبير في التحول الفكري والسلوكي الذي بدأت أعرفه خلال هذا الموسم الدراسي، إذ بدأت أنتظم في التدين وأحرص على الصلاة، وكان الأستاذ شكري يرعى هذا التدين في التلاميذ ويحرص على أن يصلي مع التلاميذ صلاة العصر جماعة في الثانوية، وكان يؤمنا وكان يفتح صدره لمشكلات التلاميذ واستفساراتهم، ومرة سألته لما اشتد بي الوساوس في الوضوء، فقال لي:” إذا أتممت الوضوء، وجاءك الوسواس أثناء صلاتك وقال لك إنك نسيت فرضا أو سنة في الوضوء، فقل ماشي شغلك”، وبدأنا في هذه المرحلة مع مجموعة من الشباب نبلور فكرة التعاون على التدين، فكنا نجتمع أنا وسعد الدين العثماني وعبد السلام الأحمر وإبراهيم شابا وغيرهم في مسجد الثانوية، ونقوم ببعض الدروس، ونقرأ القرآن.
وهل توطدت منذ هذه المرحلة علاقتك بسعد الدين العثماني؟
توطدت العلاقة بيننا، وبدأت أزوره في نهاية الأسبوع، وكانت لوالده رحمة الله عليه سيدي محمد العثماني الفقيه المشهور مكتبة عامرة بالكتب، وقد استفدت منها كثيرا وساعدتني في تنمية رصيدي الثقافي ومعلوماتي الدينية
ومتى انبثق الوعي الحركي عندكم؟
تطور العمل بالنسبة إلينا، وفكرنا سعد الدين العثماني وأنا أن نؤسس جمعية الشبان المسلمين وذلك في الموسم الدراسي 1972/.1973
وهل كان ذلك بسبب التأثر بالحركة الإسلامية في المشرق؟
كنا بدأنا التعرف على فكر الإخوان المسلمين، إذ تزامنت هذه المرحلة مع الإفراج عنهم في فترة حكم السادات بعد المحنة التي عرفوها في سجون عبد الناصر، وكانت تصلنا أدبياتهم فنقرؤها ونتعرف عليها، ومنها جاءت فكرة تأسيس جمعية الشبان المسلمين.
ألم تدخلوا في نقاشات حادة مع اليسار الذي كان مسيطرا وقتها على المؤسسات التعليمية؟
في هذه المرحلة، وبعد أن انفتحنا على أدبيات الإخوان المسلمين بدأنا نخوض سجالات فكرية مع اليسار الذين كانوا ممثلين في وداديات التلاميذ، وأذكر أن سعد الدين العثماني ألف كتابا صغيرا في نقد أطروحات اليسار سماه ”قضايانا والإلحاد” وكان يحرر فيه مناقشاتنا مع اليسار ويرد على أحد اليساريين في الثانوية، وكان ذلك أول تأليف لسعد الدين العثماني، ولم نكن نوافقهم في كل إضراباتهم، بل كنا أحيانا نواجههم ونعارض الإضرابات التي نلمس أن طابعها غير مطلبي وإنما تحركه دوافع سياسية، وكنا لا نريد أن نكرر تجربة السنة البيضاء الذي عانينا منها في موسم 1971/,1972 واللافت أن عددا من التلاميذ التفوا حولنا وصاروا يناشدوننا للتدخل لإيقاف هذه الإضرابات السياسية التي لا تخدم مصلحة التلاميذ، وأذكر أن بعض التلاميذ الصحراويين اختفوا فاعتقدنا أنهم اعتقلوا فقمنا على التو بتأجيج الإضرابات حتى يتم الإفراج عنهم، وبعد الدخول في حوار مع الجهات المسئولة أخبرنا مندوب التعليم أن الأمر لا يتعلق باعتقال أو اختطاف هؤلاء، وإنما هو أكبر من ذلك، ذلك أن هؤلاء التلاميذ الصحراويين التحقوا بجبهة البوليساريو وكان منهم البشير مصطفى الرجل الثاني في جبهة البوليساريو اليوم، وكان يدرس بثانوية يوسف ابن تاشفين بأكادير، وكان التلاميذ يطلقون عليه لقب (البويشير) وكان منهم أيضا تلاميذ أخرون مثل أهل برا، والفريطيس والفكاك وكلهم التحقوا بالبوليساريو.
وماذا عن العمل الإسلامي في الثانوية؟
في أواخر سنة 1973 انتقلت إلى ثانوية يوسف بن تاشفين بأكادير، وكان معي سعد الدين العثماني في نفس القسم أيضا، ولما دخلنا إلى مسجد الثانوية وجدناه مهجورا، فأحييناه، وسعينا إلى جلب الحصائر له، وقد لقينا معارضة من طرف بعض الطلبة، ولكننا نجحنا في مبادرتنا لإحيائه، وتكونت مجموعة من التلاميذ متعاونة معنا في هذا الدور، فصرنا ننظم عملية الصيام كل اثنين وخميس، ونحضر الدروس في المسجد بشكل منظم، وكان من بين هذه المجموعة إبراهيم هميش وكان له دور كبير في مساري الدعوي.
كيف ذلك؟
في سنة ,1974 وصلنا كتاب الأستاذ عبد السلام ياسين ” ” الإسلام بين الدعوة والدولة” وقرأت الكتاب وتأثرت به تأثرا كثيرا إلى درجة أني قررت أن أتصوف، وأن أصبح من مريدي الطريقة التجانية بحكم أن والدي رحمه الله كان تجانيا معتدلا، وكان عرض علي من قبل لما كنت في إنزكان أن أدخل إلى الطريقة البوتشيشية بعد أن اتصل بي بعض التلاميذ المتعاطفين مع هذه الطريقة، وكنت حضرت بعض لقاءاتهم لكني لم أتجاوب مع طريقتهم.
وما علاقة هذا بإبراهيم هميش؟
عرضت عليه فكرة الدخول في الطريقة التجانية، فاعترض علي بشدة، وناقشني بحماسة كبيرة، مما جعلني أعيد النظر في الأمر.
وكيف جاءت فكرة ارتباطك بالحركة الإسلامية؟
في صيف ,1975 وكنت في أكادير رفقة الأخ عبد اللطيف توفيق(ابن الفقيه العالم الحاج أحمد توفيق وهو من شيوخ الحاج البشير توفيق رحمه الله والد أخينا محمد عز الدين توفيق) وكان الأستاذ إبراهيم شكري هو الذي عرفني به حيث بقيت ذلك الصيف في أكادير ولم أرجع إلى ”الدوار” وجاءت مجموعة من رجال الدعوة والتبليغ وأذكر منهم على الخصوص الأستاذ البشير اليونسي مرشد الجماعة من القصر الكبير وهو الآن مرشد الجماعة بالمغرب، والأخ حسن البشيري عافاه الله والسيد بن داود والحاج الورد من الرباط، والتقينا معهم بمسجد لبنان بأكادير وتعارفنا معهم وبدأت أخرج معهم في جولاتهم الدعوية في أكادير، وتوطدت علاقتي بهم وخصوصا مع الحاج برادة رحمه الله ( من إخوة إنزكان)، وبدأت مجموعة التلاميذ التي كنت أنشط معهم في الحضور لمجالس جماعة التبليغ.
في هذه اللحظة بالذات تعرف سعد الدين العثماني على إخوة التبليغ، هل كنت سببا في تعريفه بهذه الجماعة؟
التقيت بجماعة التبليغ في أكادير أما سعد الدين العثماني فتعرف عليهم في مدينة الدار البيضاء، وأستطيع القول أنه في الموسم الدراسي 1974/1975 توطدت صلة المجموعة التي كنت أنشط معها من التلاميذ بجماعة التبليغ، وكان معنا وقتها سعد الدين العثماني وحسن أسنغور وإبراهيم هميش، فأصبحنا نذهب يوم السبت إلى مسجد سوق الأحد بالحي الصناعي للمبيت، وفي صباح يوم الأحد يقبل الناس على المسجد، وكنا نتابع كل أنشطة التبليغ من دروس وبيان وما هو متعارف عندهم من جولات وخروج داخل المدينة، وكان الحاج برادة رحمه الله يأتي لنا بالطعام إلى المسجد، واستمر بنا العمل مع جماعة التبليغ طيلة الموسم الدراسي 1974/,1975 وحضرنا في سنة 1975 تجمعين لإخوة التبليغ في البيضاء، وكان التجمع الأول في فصل الربيع والتجمع الثاني في فصل الصيف وهو المؤتمر السنوي الذي عقدته الجماعة وحضره عدد كبير من الإخوة من مختلف مناطق المغرب، وأذكر أن الأخ علي مشواط حضر معنا لهذا المؤتمر، ولما رأى ذلك التجمع الضخم والجو الإيماني الذي مر فيه قال :” هل أنا أحلم، أم أنا في حقيقة”.
ألم تكونوا في هذه المرحلة تدركون أن التنوع الذي يعرفه الحقل الحركي في المغرب؟
كنا نعرف أن الشبيبة الإسلامية موجودة، وكان سعد الدين العثماني هو الذي عرفني بها بحكم زيارته المتكررة لعائلته في البيضاء.
وكيف التحقت بالشبيبة الإسلامية؟
في الموسم الدراسي 1975/1976 التحقت بالرباط لمتابعة دراستي في السنة التحضيرية للدراسات العليا في الفلاحة، وكان الطلبة المتخرجون منها يتوجهون إما إلى معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، أو إلى المدرسة الغابوية للمهندسين، أو المدرسة الفلاحية بمكناس. سكنت في المرحلة الأولى في حي العكاري نظرا لقربه من مكان الدراسة. وبعد مدة يسيرة (أقل من ثلاثة أشهر) توفر لنا سكن داخل المؤسسة، وبدأنا نأتي الحي الجامعي لتناول الوجبات الغدائية، وهنا عشت صدمة كبيرة جراء الانتقال من وسط محافظ ملتزم بالقيم والآداب الإسلامية والتقاليد المغربية المعروفة، إلى وسط مغاير تماما، فلأول مرة أرى طلبة يفطرون في نهار رمضان، ومرة ذهبت للمرفق الصحي فوجدت طالبا يفطر في نهار رمضان، فقلت له: ألا تصوم؟ فقال لي: لا، فقلت له : ألست مسلما؟ فدخل معي في نقاش طويل، إلى أن قلت له: هل قرأت القرآن ولو مرة واحدة؟ فقال: لا، فقلت له إن شخصا لم يقرأ القرآن ولم يطلع على أحكام الشرع كيف يصلي و يصوم؟ فكانت صدمة كبيرة. ومن جملة ما صدمني أيضا أن الطلبة كانوا يمتهنون الخبز في مطعم الحي الجامعي، وكنت أستنكر ذلك واعتبره احتقارا لنعمة الله تعالى. وشعرت في تلك الأيام باغتراب كبير، وأذكر أني كتبت في الموضوع رسالة إلى الأخ سعد الدين العثماني وكان لا يزال في أكادير أشكو إليه حال اغترابي وما شهدته في الرباط من أحوال، وكان مما قلته له ” أشعر أني في لجة من اليم ولست أدري كيف أخرج منها”.
يبدو أنك لما غادرت جماعة التبليغ صدمت لما رأيته مخالفا لما عهدته عندهم من أخلاق وفضائل والتزام بقيم الدين؟
لست أنكر الملجأ الوحيد الذي كنت ألجأ إليه في مدينة الرباط، فكنت أتعهد زيارتهم كل يوم خميس في مسجد النور بدوار الحاجة في حي التقدم، وكنت أحضر”البيان” وأبيت مع الإخوان وفي بعض الأحيان أخرج معهم في الجولات الدعوية، وخرجت معهم في ”سبيل الله ثلاثة أيام” ويمنعني عن الخروج معهم لمدة طويلة إكراهات الدراسة وواجب الحضور، وقد سبق لي أن خرجت في سبيل الله معهم في أكادير لهوارة ودوار تمسية، وخرجت معهم في العطل لمدينة وجدة وكان المرشد وقتها هو الأستاذ محمد الحمداوي رحمه الله. وقد يسر الله لي أن ربطت علاقات طيبة مع إخوة التبليغ في الرباط والبيضاء وخاصة الحاج محمد الحمداوي مرشد الجماعة رحمه الله، وعبد العزيز الزوط، وبوشتى من البيضاء، و بنصالح وحسين البشيري والسيد عمر بوقدير والحاج بوطيط من الرباط والأخ بن داود بديور الجامع، وغيرهم من الإخوة الأفاضل الذين كانوا يتميزون بأمرين تعميق معاني الإيمان في النفوس و الدعوة إلى الله تعالى.
وكيف انتقلت من جماعة التبليغ إلى حركة الشبيبة الإسلامية؟
في سنة 1978 أتيت إلى إنزكان، وكانت في تارودانت مجموعة من الشباب منهم (محمد عز الدين توفيق، وحسين عاصم، وأحمد حيروش، وأحمد كرامي، والحسين إصدار) وقد تعرفت على هذه المجموعة من طريق الأخ حسين عاصم.
وكيف تعرفت على الأخ حسين عاصم؟
كنت مسافرا من تزنيت إلى مدينة أكادير ، وكانت وقتها أزمة نقل حادة، فلم نجد حافلة تقلنا إلى أكادير، فامتطيت شاحنة، وركب إلى جنبي، ولم اكن أعرفه من قبل، فتعرفت عليه وعرض علي زيارتهم في تارودانت، وبعد ذلك قمت أنا وسعد الدين العثماني بزيارتهم في تارودانت وكان ذلك في الموسم الدراسي 1973/,1974 ولم تتطور علاقتنا إلى أي صيغة من صيغ العمل الإسلامي. بقيت علاقتنا مستمرة، ولما كنت في الرباط، التحق عز الدين توفيق وأحمد كرامي بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس ، وكانوا يسكنون في بيت بالقامرة، وكنت أزورهم وأتردد عليهم وكان ذلك في سنة ,1978 وفي أحد زياراتي لهم، وجدت معهم الأستاذ إبراهيم الناية، فتذاكرنا حول الحركة الإسلامية فكان مما قلت له: إن المغرب لم تظهر فيه حركة إسلامية شاملة مثل الإخوان المسلمين في مصر” فالتقط إبراهيم الناية مني هذه الإشارة، ولما خرجنا من البيت صحبني واستأنف معي النقاش في الموضوع وعرض علي الانتماء للشبيبة الإسلامية، فتحفظت على عرضه نظرا لما كان يروج عن صلة الشبيبة الإسلامية بمقتل عمر بن جلون، فرد علي إبراهيم الناية موضحا موقف الشبيبة من العنف وأنها ترفضه أسلوبا للعمل وأن الحادث افتعل لتصفية الشبيبة الإسلامية وألا صلة لها به، وإنما هي مؤامرة حيكت ضدها، ولما أحس مني الاقتناع من حيث المبدأ بالانتماء للشبيبة الإسلامية اشترط علي قطع صلتي بجماعة التبليغ، فصدمني شرطه فطلبت مهلة للتفكير، ورجعت أقلب النظر وأعيده وانتهى تفكيري إلى أن أرجح الانتماء للشبيبة الإسلامية حتى ولو كان الثمن والتكلفة النفسية أن اقطع صلتي بجماعة التبليغ التي ربطت معها ومع إخوانها ورموزها علاقة نفسية وطيدة.
متى كان انتماؤك الرسمي للشبيبة الإسلامية إذن؟
كان في سنة ,1978 لكن قبل انتمائي للشبيبة الإسلامية، تعرفت على أول طالب إسلامي وهو العربي بوسلهام وقد تعرفت عليه عن طريق الأخ المهندس زياد وكان من إخوة تارودانت وكان يدرس معنا في ثانوية يوسف بن تاشفين، وقد أتاني في الرباط بالأخ العربي بوسلهام وعرفني عليه، ولم يكن منتميا للشبيبة الإسلامية بل كان طالبا إسلاميا مستقلا، وهو الذي أسس فيما بعد رابطة طلبة الاتجاه الإسلامي. وقد حاول الاتحاديون قبل انتمائي للشبيبة الإسلامية استقطابي إلى صفوفهم، واذكر أن أحد طلبتهم استدعاني لحضور حلقة من حلقاتهم التي كان يؤطرها محمد الأشعري (وزير الثقافة السابق)، حيث أكد أن الطريق الوحيد والاختيار الأسلم هو الاختيار الاشتراكي، وكان وقتها موظفا بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، ولم يستطيعوا إقناعي بالتوجه اليساري لأن التوجه الإسلامي كان متبلورا عندي، وحدث أن زارني بعض إخوة الشبيبة الإسلامية بقصد عرض العضوية علي، وكان على رأسهم الأخ أحمد سكري لكن لما علموا صلتي بجماعة التبليغ – قيل لهم أني تبليغي حتى النخاع خ تركوا أمر عرض الانتماء علي.
وكيف كانت قصة تعرفك على عبد الإله بن كيران؟
رأيته في مسجد العكاري، ولفت انتباهي دون أن أعرف سبب ذلك. دخلت إلى المسجد، فوجدته يلقي درسا في مسجد العكاري يفسر فيه قول الله تعالى:” مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ” وكان وقتها طالبا بالمدرسة المحمدية للمهندسين وكان حليقا. وبعد ذلك التقيته في مسجد الحي الجامعي السويسي 2 حيث ألقى درسا موفقا، وبعد انقضاء درسه قمت فعانقته عناقا أخويا حارا، وكان معي الأخ إبراهيم الدكتور وقد كان ضيفا علي من مدينة البيضاء، وكان مما قاله إبراهيم الدكتور:” إذا كانت مثل هذه الدروس تلقى في مسجد الحي الجامعي، فسأقوم بزيارتكم كل أسبوع في الرباط”، وبذلك بدأت علاقتي بعبد الإله بن كيثران تتوطد.
كيف بدأت تنشط في الشبيبة الإسلامية؟
لما دخلت إلى الشبيبة الإسلامية كان الذي يؤطرنا هو الأخ الأستاذ إبراهيم الناية في جلسة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، وبعد مدة عرفنا أن هناك جلسة أخرى يؤطرها الأخ عبد الإله بن كيران، واقترحت على إبراهيم الناية إدماج الجلستين في جلسة واحدة، فقبل الاقتراح فصار عبد الإله بن كيران يؤطر الجلستين، ومن تلك الفترة وأنا منتظم في جميع أنشطة الشبيبة الإسلامية، ولم أتغيب عن مخيم صيفي أو نشاط مواز عقدته الشبيبة الإسلامية في الرباط.
عشت تجربة الشبيبة والصراع محتدم بين مطيع والسداسيين كيف كنت تنظر إلى هذا الصراع، وكيف رجحت أحد أطرافه؟
لما التحقت بالشبيبة الإسلامية وجدت المشكل القائم بين مطيع والسداسيين قد حسم لصالح مطيع، ولم تكن المسؤوليات ثابتة في تلك المرحلة وإلى غاية سنة ,1981 وكان المسئول علينا في المعهد هو الأخ عبد الإله بن كيران، ولم أكن وقتها مطلعا على التراتبية التنظيمية داخل الشبيبة الإسلامية، ولعل الأخ إبراهيم بورجة كان في درجة من المسؤولية بالرباط، وكان الأخ عبد اللطيف عدنان من المسئولين أيضا على التنظيم، وكذلك كان مصطفى المعتصم ولحسن لشكر، فهؤلاء كانوا قادة بارزين وكانوا يتحركون بفعالية في الساحة وخاصة منها الجامعية.
لكن أذكر في خضم الاتهامات والاتهامات المتبادلة أني قلت لأحد الإخوان: ”هذه الجماعة قامت في الأصل لله، وعلى الصالحين أن يبقوا فيها، وما على غير الصالحين إلا أن يغادروا، ولو كان مطيع نفسه” فكان هذا هو موقفي المبدئي، ولذلكم لم أكن أستمع للاتهامات المتبادلة، وبقيت مستمسكا بقيادة مطيع وأطلب الدليل على أي اتهام يتوجه لشخصية مطيع، ولم يكن مقبولا عندي أن أعلن انفصالي عن مطيع ما لم تنهض الأدلة الكافية على عدم صلاحيته لقيادة التنظيم، لكن لما تأكد لنا أنه غير صالح قررنا الانفصال عنه، ولم أكن أتصور يوما أن مطيع سيغادر هذه الحركة المباركة.
هل حدث أن شارك عبد الله بها في مواجهة عنيفة مع اليسار؟
كنت معروفا في المعهد برجل الحوار، وأذكر مرة واحدة شاركت في خوض مواجهات ضد اليسار، وكان ذلك في سنة 1978 لما حاول اليسار إحياء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وكان الحصار القانوني مضروبا عليه، وعقد اليسار لقاء في معهد المغرب الكبير بالعكاري، ووقع صدام بيننا وبين اليسار، وقد استغرب طلبة المعهد حين رأوني لأول مرة في وسط المواجهات لأنهم لم يعتادوا أن يروني في هذا المشهد.
وما قصة المعركة التي خضتموها من أجل المسجد بالمعهد؟
كان في المعهد سكن مهجور (للطلبة) وكان بابه مكسرا، وقد ارتأينا أن نصلح هذا السكن لنتخذه مسجدا، وكنا قبل ذلك طلبنا من جمعية الطلبة أن يوفروا لنا مسجدا لأداء شعائرنا التعبدية بالمعهد فتلكئوا، فقمنا بإخبار الإدارة بنيتنا اتخاذ هذا السكن المهجور مسجدا، فاستجابت الإدارة، وبدأنا نؤدي الصلاة في هذا المسجد، وتم اعتبار ما قمنا به عملا نوعيا وتاريخيا، لأن المعهد كان يعد معقلا أساسيا لليسار، وقد حنق اليسار لذلك، فعقدوا العزم على إزالة المسجد في السنة الموالية، وبرروا مطلبهم بكون المسجد هو في الأصل محل للسكن، والطلبة يعانون من غياب السكن في المعهد، فقبلت إزالة المسجد لكني اشترطت عليهم شرطين: الأول أن نقوم بمسح لجميع غرف المعهد لننظر البيوت الفارغة أو البيوت التي يسكنها شخص واحد(وكان قادة اليسار يتخذون لهم في المعهد غرفا لمفردهم) والثاني ألا يبقى بدون سكن إلا طالبان لأنه إذا بقي أكثر من طالبين فإن إزالة المسجد لا تحل المشكلة.، ولما رأوا تماسك هذا المنطق توجهوا نحو العنف اللفظي فقلت لهم: إذا أردتم التحاكم للمنطق فقد تحدثنا به، وإذا أردتم اللجوء إلى القوة لإزالة المسجد، فمن كانت له الشجاعة ليفعل ذلك فليتفضل” وبقي المسجد ولم يستطع اليسار أن يزيلوه.
ماذا عن المعركة ضد بيع الخمور في المعهد؟
كانت تباع الخمر في مقصف المعهد (وهكذا كان الأمر في المدارس الفلاحية جميعها) فقمنا بمحاولة منع بيعه عن طريق عريضة لجمع توقيعات الطلبة، واستجاب بحمد الله كثير من الطلبة، ومنهم من صرح لنا وقتها بأنه يشرب الخمر لكنه سيوقع العريضة ويوافق على منع بيع الخمر في المعهد، وبعد أن وقعت حادثة في المدرسة الغابوية للمهندسين بسلا (خرج أحد الطلبة مجردا من ثيابه بعد ما سكر) صدر القرار بمنع الخمور في المدارس الفلاحية، فاعتبر ذلك انتصارا للطلبة ضد مروجي الخمور.
لعبد الله قصة طريفة مع ما يسمى في عرف الطلبة ”البيسوطاج” هل يمكن أن تحكي لنا بعض أطرافها؟
في سنة ,1976 دخلت المعهد حليق الرأس، وبعد مراسيم التمريغ في الوحل جاء دور حلق الرأس، فلم يجدوا ما يحلقوا، فقالوا لي: أنت ذكي، استبقت العرس بيوم وحلقت رأسك، لكنك نسيت أن تحلق لحيتك” فلما أرادوا حلق لحيتي قلت لهم:” إن هذه المراسيم ستنتهي، لكن من حلق لحيتي فسيؤدي الثمن غاليا بعد ذلك، فتركوا لحيتي، وحلقوا شاربي بعد ما أذنت لهم بذلك، لأن ذلك من السنة، ومن وقاحتهم وجرأتهم على الله أنهم لما رأوا تديني سموني ”بيزو الله”.
ألم تشارك في مظاهرة المسجد المحمدي؟
اتصل بي الأخ رشيد حازم، وأخبرني بأنه صدر في حق أحمد سعد وعبد الحميد خزار الإعدام، وحكم على مطيع وإبراهيم كمال والأخ مستقيم ولآخرين بالمؤبد، فقلت له إن الأحكام قاسية جدا، وقال لي إن الإخوة يعتزمون القيام بمظاهرة من المسجد المحمدي، وكنت يومها موظفا بالمعهد الوطني للبحث الزراعي (تخرجت سنة 1979 وعينت بهذا المعهد) وكنت وقتها مسئولا عن طلبة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة ، فلما أخبرني رشيد حازم بذلك، أعلمت إخوة المعهد وطلبت منهم النزول للبيضاء، وكان لدي التزام بالإدارة، ولما انتهيت منه التحقت بالبيضاء، ووجدت المظاهرة قد انفضت، ولما وصلت إلى محطة ابن جدية للحافلات، وجدت الإخوان هناك، وأخبروني أن المظاهرة قد تم فضها بالقوة، فوجدت نفسي في موقع تصفية مخلفات المظاهرة، فأشرفت على عملية تسفير الإخوة إلى مدنهم، وهناك التقيت الأخ محمد أفلاح وكان رجال الأمن قد أصابوه في ظهره، كما وجدت الأخ أحمد أيت العسكري وقد فقد حذاءه، فاشتريت له حذاء حتى لا يكشف الأمن أمره، كما وجدت أحد الإخوة من فاس تائها فنقلته إلى محطة ”كراج العمراني” واطمأننت على سفره إلى فاس، ومن طرائف الأمور أننا حين أخذنا سيارة أجرة مر بنا السائق بدرب السلطان (المكان الذي مرت منه المظاهرة) فوجدنا الطريق مملوءة بالأحذية التي طارت من الإخوة وهم يواجهون رجال الأمن. ولما تأكدت أن كل الإخوة غادروا محطة بن جدية تناولت وجبة الغداء بالمحطة، وقفلت بعد ذلك راجعا إلى الرباط.
ألم تعتقل؟
من حسن حظي أني لم أعتقل، ولم يعتقل أي أخ من طلبة المعهد، ولو كانوا اعتقلوا أحدا منهم لسقطت بسهولة في يد رجال الأمن.
كيف جاءت فكرة انفصال عبد الله بها من الشبيبة الإسلامية؟
طلب مطيع من الإخوة في فاس (محمد الحارثي وعبد الرحمان اليعقوبي) أن يصدروا بيانا في حق الأستاذ الشاهد البوشيخي، فرفضا ذلك نظرا لمعرفتهما الوثيقة بالشاهد البوشيخي الذي كان أستاذا لهما بالكلية، فجاءوا إلى الرباط على إثر ذلك، وطرحوا المشكلة على الأخ عبد الإله بن كيران، فقررنا أن نذهب جميعا إلى البيضاء لمحاولة توضيح الوضعية التي تعيشها الحركة بصفة عامة وهذه المسألة بصفة خاصة، فعقدنا لقاء ببيت الأخ إدريس شاهين، فحاول بعض الإخوان تبرير الموقف، لكن كان هناك إصرار قوي من الإخوان على أن الوضعية يلزمها أن تتوضح، وأن المسؤوليات ينبغي أن تحدد، فاتفقنا على أن قيادة مطيع ليست محل نقاش وأن الأمر يتعلق بوضع آليات للتشاور والتفاهم، فكلف الإخوة بالاتصال بمطيع في هذا الشأن، وطلب مطيع أن يأتيه وفد إلى بيروت بلبنان، وكانت لبنان وقتها في حالة حرب أهلية، فبدأنا نتساءل عن خلفية هذا الاقتراح، وبعد أن سافر إليه الأخ الأمين بوخبزة إلى إسبانيا وحكا لنا تفاصيل المكالمة الشهيرة أجمع الإخوة واتخذوا قرار الانفصال عن الشبيبة الإسلامية، وكان ذلك في 14 أبريل ,1981 ولم يكتب لي أن أحضر لهذا اللقاء التاريخي، لأكني أحطت بتفاصيل اللقاء، فباركت الخطوة وواكبت بعدها كل تفاصيل الموقف.
كيف كان موقفك من إصدار مجلة المجاهد؟
لما صدر العدد الأول من هذه المجلة، اجتمع الإخوة وقوموا الموقف، ورأوا أن مطيع أصدر هذه المجلة بمضامينها الثورية الجديدة دون مشاورة ولا اتفاق مسبق مع الإخوة، ورغم تحفظ الإخوة على مضامين المجلة فقد وزعوها، لكن النقاش حولها كان يروج بقوة في أوساط الإخوة خاصة فيما يتعلق بطريقة إصدارها ومضمونها الانقلابي.
هل كان لكم من دور في مرحلة التوجه الجديد؟
كانت المساهمة جماعية من طرف الإخوة في إفراز التوجه الجديد، وكان القيادة وقتها جماعية، وكان الأخ عبد الإله بن كيران هو الذي يمثلنا من الرباط، وكنت ألح عليه لطرح قضية اختيار مسئول أول للحركة لأن الحركة لا يمكن أن تسير بقيادة جماعية إلى ما لا نهاية، وفي الصيف تم اختيار الأخ محمد يتيم ولإكساب هذا الخيار مشروعية أكبر. كان هناك إلحاح كبير من طرف الإخوة على عقد تجمع أوسع يحضره الإخوة الفاعلون في الجماعة الإسلامية (الإطار الجديد) وقد تم عقد لقاء بوسكورة وتم تأكيد اختيار الأخ محمد يتيم رئيسا للجماعة، ومباشرة بعد هذا الاجتماع بدأ بعض أعضاء الشبيبة الإسلامية يوزعون المناشير المستفزة للنظام السياسي وخاصة في البيضاء، أصدرت السلطات الأمر باعتقال قيادة الشبيبة الإسلامية، ولأننا لم نعلن بعد عن الإطار الجديد، فقد تم اعتقال قيادة الجماعة الإسلامية، فاعتقلوا إخوة البيضاء (الحاج علال العمراني، إدريس شاهين وغيرهم) وإخوة من الرباط على رأسهم بن كيران ومصطفى المعتصم ورشيد حازم، وبعد التحقيق تبينت السلطات ألا صلة للجماعة الإسلامية وقيادتها بموضوع المناشير، فأفرج عن إخوة الرباط، وكانت هناك استعدادات للإفراج عن إخوة البيضاء، وفي هذه المرحلة الحاسمة أصدر الأستاذ عبد الإله بن كيران بيانه المشهور بعد الإفراج عنه، وقد ساهمت معه في صياغته وكنا نود الإشارة في مضمونه إلى أسماء الإخوان الذين اختفوا عن الأنظار مثل الأمين بوخبزة ومحمد يتيم حتى لا يعتقلوا، ولم يتيسر التشاور معهم في ذلك الوقت، وصدر البيان ونشرته جريدة الميثاق وكان الأستاذ محمد بن عيسى وزير الخارجية السابق يومها مديرها المسئول، فتم بمقتضى هذا البيان الانفصال العلني عن الشبيبة الإسلامية.
كيف تعرف عبد الله بها على الدكتور أحمد الريسوني؟
التقيته سنة 1979عن طريق الأخ محمد الدكالي الذي تعرفت عليه بسبب علاقة زوجتي بزوجته، وقد توطدت العلاقة بيني وبين الدكتور أحمد الريسوني منذ ذلك العهد، ووقع بيني وبينه انسجام وتفاعل إيجابي.
زرته في بيته سنة ,1983 وكان القصد من الزيارة هو استيضاح أطروحته، ولما تحدثت إليه وجدت أن الرجل مشبع بالمنهج الصوفي في العمل الإسلامي، ووجدته رافضا للصفة الدينية للنظام السياسي، وتبين لي أن منهجنا الذي نؤمن به في الجماعة الإسلامية مخالف لمنهجه، وختمت معه الكلام بالقول :” إن المستقبل هو الذي سيحسم أي الخيارين هو أقرب للصواب” وذكرت بالآية الكريمة :” لكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات”.
-بلال التليدي، ذاكرة الحركة الإسلامية المغربية، الجزء الثاني، الطبعة الثانية، أبريل 2014، المطبعة طوب بريس، الصفحات من 49 إلى 62.





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 07:28 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd