2014-02-01, 10:04
|
رقم المشاركة : 115 |
إحصائية
العضو | | | رد: ازرع حرفا ينبض دفئا : دعوة للمشاركة | راحلٌ حبلُهُ في يديه ِ وقبضةُ تمرٍ وماءْ . كالنسيم ِ إذا مرّ في الليل ِ ، سرّحَ سعفَ النخيل ِ وألهبَهُ صبوةً .. مرّ بالشّرُفاتِ التي لا تَفَتَّحُ إلا إذا طلعَ الفجْرُ ، ألقى التّحيّةَ قالَ : سلامٌ على أهل ِ هذا المساءْ . راحلٌ زادُهُ الدّربُ قِبلتُهُ ، الريحُ نجمتُهُ قلبُهُ نعلُهُ الأرضُ هامتُهُ في السماءْ . قال يوماً : - وما سمِعَ الميّتونَ - بأن السواحلَ قد تُنكِرُ الماءَ .. فاتّخِذوا غيرَ هذي القبور ِمَواطنَ للزّهْو ِ.. هُبّوا بأكفانِكُمْ نحو ما تدّعونَ وما لا تُطيقونَ عَضّوا على لُجُم ِالمَوتِ ، كُرّوا إلى حتفِكُم . وانهلوا الصُّبحَ صِرفاً من البحر ِللنهر ِ واستقبلوا قِبلتي .. راحلٌ ليس إلاّ بسقطِ المتاع ِ وما شذّ من لُغةِ القوم ِ حينَ يزيدُ الكلامُ على حدّهِ أو يقِلُّ راحلٌ ليس كالراحلينَ ، من الحُزن ِ كان انبعاثُكَ للحُزن ِتصبو .. ومنهُ ، إليهِ ، تُسطَّرُ أفراحَ روحِكَ تلهوا بكلّ الجِنان ِ ، وتنفُذُ من كلّ نارٍ ، حُداؤُكَ ، في كلّ خيلٍ تصولُ وبأسُكَ في كلّ سيفٍ يُسَلُّ . قبِلتَ الرّهانَ ، ولمّا استويتَ على شفْرةِ الرّأي ِ لِنْتَ لهُمْ .. باسِطاً راحتيكَ لِمن خالفوكَ الطريقةَ فانْتشروا كالجرادِ سُدىً ، وانْكفَأْتَ على وتَدٍ ، لم يكُن لسِواكَ من الطّير .. لِنْتَ لهُم ما استطَعْتَ وما لان قلْبُ البلادِ عليكَ ليُخرِجَ منها الأعَزَّ الأذَلُّ . (( من المُؤمنينَ رِجالٌ )) وحسْبُكَ أنّكَ أنتَ الأقَلُّ . من المؤمنينَ .. وما جنحوا لرحيلكَ ، فارتحلوا خارجَ الحُزن ِ يلتمسونَ الرُّؤى في عروق ِ الظلام ِعلى جذوةٍ تضمحِلُّ . عفَوتَ ، ومثْلُكَ يرأفُ حينَ تدورُ الشِّمالُ برأس ِ الخليج ِ ويصفحُ عن كلّ طيرٍ يزِلُّ . وثُرْتَ ، ومثلُكُ يعتَبُ في الصّحْوِ كيما تعودَ السفينةُ أدراجها ، قبل أن تستفِزَّ الشِّمالُ شياطينَها في المياهِ الغريبةِ . -يتبع- | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |