2013-08-27, 22:54
|
رقم المشاركة : 93 |
إحصائية
العضو | | | رد: مذهبنا المالكي | ولمالك مؤلفات غير "الموطأ"، منها "الرد على القدرية"، و"رسالة في القدر"، و"كتاب النجوم والحساب مدار الزمن"، و"رسالة في الأقضية" في عشرة أجزاء، و"تفسير غريب القرآن"، و"المدونة الكبرى" وهي مجموعة رسائل فقهية رويت عنه بلغت نحو ست وثلاثين ألف مسألة.
وقد روى عنه تلاميذه آراء مختلفة ودونوها في كتب، ومنها كتاب "المجالسات" لابن وهب.
وقد التزم مالك شروطاً في كتابه "الموطأ" هي من أوثق الشروط وأشدّها، فقد كان يسلك منهج التحرّي والتوخي وانتقاء الصحيح. كما اتبع فيه طريقة المؤلفين في عصره، فمزج الحديث بأقوال الصحابة والتابعين والآراء الفقهية، حتى بلغت آثار الصحابة 613 أثراً، وأقوال التابعين 285 قولاً، فيقدم في الباب الحديث المرفوع ثم يتبعه بالآثار، وأحياناً يذكر عمل أهل المدينة، ف"الموطأ" إذن، كتاب فقه وحديث في وقت واحد، وليس كتاب جمع
للروايات فقط، لذلك تجد بعض الأبواب تخلو من المرويات. ومالك هو أول من ألف كتاباً على شرط صحة السند. ف"الموطأ" هو أول تأليف ظهر في الإسلام. وأول كتاب موجود ومرويّ عند أهل العلم هو كتاب "الموطأ". وكان أهل المدينة أوثق أهل الأمصار طريقةً وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنها دار الإسلام ومهبط الوحي، وبها كان أعيان الصحابة الذين لم يشغلهم عن العلم شاغل. ومن أجل ذلك اتفق أئمة الدين والحديث على أن "الموطأ" ما جمع إلا الحديث الصحيح، وأنه أصحّ الكتب بعد كتاب الله تعالى.
ويشتمل كتاب "الموطأ" على واحد وستين فصلاً سمّاها مالك بالكتاب، يبدأ بكتاب "وقوت الصلاة"، وينتهي بكتاب "أسماء النبي صلى الله عليه وسلم". ف"الموطأ" واحد من دواوين الإسلام العظيمة وكتبه الجليلة، يشتمل على جملة من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة من كلام الصحابة
والتابعين ومن بعدهم، كما يتضمن أيضاً جملة من اجتهادات المصنف وفتاواه.
وقد سمي "الموطأ" بهذا الاسم، لأن مؤلفه وطّأه للناس، بمعنى أنه هذبه ومهّدَه لهم.
ونُقِل عن مالك أنه قال: عرضت كتابي هذا على سبعين فقيهاً من فقهاء المدينة، فكلهم واطَأنِي عليه، فسميته "الموطأ
ومكث مالك أربعين سنة يقرأ "الموطأ" على الناس، فيزيد فيه وينقص ويُهذِّب، فكان التلاميذ يسمعونه منه أو يقرؤونه عليه خلال ذلك، فتعددت روايات "الموطأ" واختلفت، بسبب ما قام به المؤلف من تعديل على كتابه، فبعض تلاميذه رواه عنه قبل التعديل، وبعضهم أثناءه، وبعضهم رواه في آخر عمره، وبعضهم رواه كاملاً، وآخرون رووه ناقصاً، فاشتهرت عدة روايات ل"الموطأ" أهمها: رواية يحيى بن يحيى المصمودي الليثي ) 234 ه(، وهي أشهر رواية عن الإمام مالك، وعليها بنى أغلب العلماء شروحاتهم ورواية أبي مصعب الزهري، وتمتاز بما
فيها من الزيادات، وبأنها آخر رواية نقلت عن مالك، وهي متداولة بين أهل العلم. ورواية عبد الله بن مسلمة القعنبي ) 221 ه(، وهي أكبر روايات
"الموطأ"، وعبد الله بن مسلمة القعنبي من أثبت الناس في "الموطأ"، عند ابن معين والنسائي وابن المديني. وقد أوردت "موسوعة شروح الموطأ" التي
صدرت في خمسة وعشرين مجلداً، أسماء ستة وسبعين راوياً ل"الموطأ" نقلاً عن كتاب "التمهيد" لابن عبد البر.
وتمتاز "موسوعة شروح الموطأ" بنشرها نشراً محكماً متقناً لثلاثة كتب قيمة في شرح "الموطأ"، هي الموسوعات الجامعة التالية: "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد"، و"الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار وشرح ذلك كله بالإيجاز والاختصار" لابن عبد البر، و"القبس في شرح موطأ مالك بن أنس" لأبي بكر ابن العربي، بتحقيق علمي في غاية الدقة والتحري والإتقان للدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرباطة العالم الإسلامي. وهو عمل جليل القدر عظيم الفائدة، قرَّب شروح "موطأ" مالك بن أنس إلى جمهور العلماء والباحثين وشداة الثقافة الإسلامية والعلوم الشرعية في عصرنا. يتبع | |
| |