2013-05-21, 23:03
|
رقم المشاركة : 55 |
إحصائية
العضو | | | رد: بيني وبينك...هل رجل التعليم يقرأ ويطالع؟ | يتفق أهل التربية على أهمية غرس حب القراءة فـي نفس الشخص، وتربيته على حبها،حتى تصبح عادة له يمارسها ويستمتع بها.
وما هذا إلا لمعرفتهم بأهمية القراءة، فقد أثبتت البحوث العلمية (أن هناك ترابطاً مرتفعاً بين القدرة على القراءة والتقدم الدراسي).
وهناك مقولات لعلماء عظام تبين أهمية القراءة أذكر منها:
- (الإنسان القارئ تصعب هزيمته).
- (إن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي فـي المدرسة بألف مرة).
- (من أسباب نجاحي وعبقريتي أنني تعلمت كيف انتزع الكتاب من قلبه).
- سئل أحد العلماء العباقرة: لماذا تقرأ كثيراً؟ فقال: (لأن حياة واحدة لا تكفيني !!).
من الظواهر المؤرقة في مجتمعنا المغربي المعاصر ظاهرة العزوف عن قراءة الكتاب إذ أضحى الكتاب مهجورا قراءة، غيرمرغوب فيه شراء، بعد أن كان يوما خير أنيس وجليس ، فقد ورد في أحدها أن " معدل قراءة المواطن العربي سنويا ربع صفحة، في الوقت الذي تبين فيه أن معدل قراءة الأمريكي 11 كتابا، والبريطاني 7 كتب في العام..."، ومن عجائب الدنيا أن يكون هذا مصير الكتاب في أمة كانت أول أية نزلت على نبيها الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تحمل دعوة صريحة للقراءة وطلب العلم" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " 5سورة العلق
لكن الطامة الكبرى عندما نجد رجل التعليم حامل مشعل العلم في المجتمع قد التحق بدوره بقافلة العازيفين عن القراءة و الاسباب متعددة منها ما هو ذاتي ومنها ما هو مفروض مجتمعيا ...
أما الاسباب الذاتية فدخول رجل التعليم معترك الحياة اليومية سواء الشخصية أو العملية قزم الحيز الزمني المخصص للقراءة إذ لم يعد يتعدى مطالعة الجرائد اليومية خاصة الالكترونية منها لما توفره من اختصار للوقت
مشاغل شخصية تتجلى في متطلبات البيت والاسرة والابناء سواء تعلق الامر بالحاجيات المعيشية أو متطلبات الابناء الدراسية وقس على ذلك كثير
مشاغل متعلقة بالممارسة التربوية ذاتها من تحضير كتابي وذهني
مشاغل التنقل بين البيت والمدرسة عشرات الكيلومترات المقطوعة يوميا ناهيك عن المسافة المقطوعة على الاقدام
مشاكل الضغط النفسي مع المتعلمين العازفين حتى عن الدراسة وليس فقط القراءة
ربما تكون هذه المشاغل مقصودة من طرف أياد خفية تريد تقزيم دور رجل التعليم داخل المجتمع على غرار قول شغلو لايشغلك
أما الاسباب المجتمعية وهي ارتباط فعل القراءة بالنفعية المادية علاش تنقرا باش نولي شيحاجة نخدم ننجح في الامتحان ...إذ تكرست في الفرد المغربي منذ نعومة أظافره فكرة المصلحة النفغية وراء فعل القراءة فبانتفاء المصلحة تنتفي القراءة والدليل يتجلى بوضوح حتى في الذي يحارب الامية حينما تسأله عن سبب التعلم المتأخر يجيب فيقول باش نعرف شي عنوان أو نمرة ديال تليفون أو نمرة طوبيس وهكذا... إنَّ عدم المبادرة لعلاج هذه الظاهرة سيجعلنا قابعين في دركٍ متهاوٍ من التخلف، وسيجعلنا دائمًا دون غيرنا من المجتمعات التي لا أظن أنَّ هنالك سببًا لتقدمهم أهم من إقبالهم على العلم والثقافة على وجه العموم، وإنَّ الغيرة على مجتمعاتنا لينبغي أولًا أن تدفعنا جميعًا إلى فهم واقعنا الثقافي المخزي الذي نعيشه قبل أن نقرر حجم المجهود الذي ينبغي بذله للوقوف في وجه تنامي هذه الظاهرة السلبية والقضاء عليها. | التوقيع | | |
| |