ستضحكون من ردة فعلى أوتلومونني إن قلت لكم أني فقدت صوابي وكدت أجن من تواجد نمودج في قسمي .كيف أتمالك نفسي بله أظهر بمظهر العاقل الرزين.الله إيدوز هاذ النهار على خير.لكن الشقي تمادى في شغبه و عرضني لسخرية زملائه حين كنت أطلب منه الانضباط .
صدقوني أني تخليت عن عقلي و رميت بكل المواثيق الدولية ومدونات حقوق الطفل للحظة خلف ظهري . بيا أولا بيك اوليدي اليوم .أمسكت برقبته و حملته مثل جرو لأمدده على الطاولة الخلفية فأدرك أن اللحظة عصيبة و بدأ يتوسل لكن لم تشفع له توسلاته.
انتابتني حالة هستيرية وانهلت عليه بالركل و الرفس . علا صراخ المسكين ليخترق جدران الحجرات الأخرى ولم أشعر إلا بالأيادي تسحبني للخلف وتخلصه من قبضتي .
فرالعفريت و تركني مشدوها لفعلتي . تسارعت الصور في ذهني مثل البرق الشواهد الطبية حضور الشرطة المحكمة المجلس التاديبي.
تملكني الخوف من ردة فعل ذويه غير أن حق باقي التلاميذ في التعلم و الاستفادة كان عزائي الأخير.
عدت إلى رشدي و صوابي المنفلت من عقاله وصرت حينها موضوعا للنصائح التربوية والمواد التشريعية و القانونية من قبل زملاء العمل .أبكي حظي التعيس الذي قادني لهذا لفعل الشنيع و لن أغفر لنفسي ما أقدمت عليه .
المهم في الأمر تصادفت هذه العلقة مع نهاية الأسبوع و عدت للبيت أعد الساعات و الثواني البطيئة أستعجل بداية الأسبوع ليقبض علي .
لم أكلم أهلي على غير عادتي ظللت شارد الذهن أطرد الجبن و أتشجع .
أقبل يوم الاثنين أبصرت عيناي من بعيد شخصين أمام باب الحجرة فقلت في نفسي هذا يوم عصيب .
أتقدم ببطء . أعد نفسي لما لاتحمد عقباه .
تقدم الصغير ليعتذر وأسر لي والده أن العصا خرجت من الجنة .
عاد ت الهيبة إلى الفصل.

ندمت على فعلتي و لمت نفسي لكن لابد من ضوابط لحصول النظام داخل الفصل و آخر العلاج الكي.

سيدتي الفاضلة أقدر لك و بإخلاص دفاعك المستميت عن حرية الطفل في الحركة .غير أن الأطفال الذين يتصفون بفرط الحركة الزائدة يشكلون استثناء داخل الفصول الدراسية. فمكانهم الطبيعي ربما في أقسام مدمجة تحت رعاية متخصصين في التقويم والعلاج و ربما لا يكاد يخلو إقليم من وجودها سيما في ظل الانفتاح الذي تعرفه المؤسسة التعليمية و الاهتمام الذي توليه الوزارة للعملية التربوية .
عود على بدء أختي الكريمة لم أغضب البتة على ذلك التلميذ و لم أجد فيه متنفسا لغضبي لكن إن تركت الحبل على الغارب فسوف ينفلت زمام الأمر من يدي و لن أستطيع وضع القطار مجددا على سكته . فأنا في فصلي محكوم بعدة متغيرات أولها الفضاء التربوي ، حجرة من المفكك شاخت و تجاوزت عمرها الافتراضي و ثانيها العدد الكبير من المتعلمين صدقيني أختي الفاضلة أنه فاق الأربعة و ستين تلميذا في بعض السنوات يدرسون بالسنة الأولى ينحدرون من أوساط فقيرة و من أمهات غادرن الفصول الدراسية لتوهن و تزوجن وحبلن ووضعن و أرسلن بأطفالهن إلي.
المتغير الثالث و هو الذي يحكمنا جميعا و يتلخص في البرنامج الذي نحن مطالبون بإنجازه و الذي يفترض أن يصل المتعلم إلى مستوى معين في القراءة و الكتابة و العد زيادة على درجة معينة في التحكم في المقروء.
و بيت القصيد هو الانتباه فكل حركة تشوش على الآخرين تفقدك توازنك و صوابك . سيناريو يتجدد دوما أستنجد ببياجي كلاباريد منتسوري بورديو التقنيات الحديثة في التنشيط و التواصل لكن لن تسعفني إلا العصا التي خرجت من الجنة و هذا عيبي الوحيد ألجأ إليها في أحلك الأوقات حتى صارقسمي متحفا لأنواع منها متراصة بعناية .
و من فرط حبي و حرصي على التلاميذ و صيانة حقهم في التعلم أعتبركل { مبرزط}مسيئا .
وللعصوات دور ثان أختي الفاضلة فعندما تنخفض درجة الحرارة أدعو هؤلاء الصغارليتحلقوا حول أكوامهاالمشتعلة و يستدفؤون بلهيبها .

هل لك رأي آخر؟