2013-03-05, 07:34
|
رقم المشاركة : 13 |
إحصائية
العضو | | | رد: من يربي أبناءنا؟؟ |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام ادريس
يقول الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ربّوا أولادكم على غير ما درجتم عليه لأنهم مخلوقون إلى زمان غير زمانكم
هذا قيل قبل أكثر من 1400 سنه .. لكن ما لنا لا نتبع هذه الوصايا في عمليات التربيه عندنا؟
العالم كله يتغيرلكن نحن نعيش ولا زلنا , عصر التربيه والتعليم بالترديد والتلقين .. والسلطه والتحفيظ بالاجبار .. خضوعا" لسلطة الوالدين والمدرسه .. فمن سجن البيت الى سجن المدرسه .. ففي سجن البيت يتم تربية المشاعر بالطاعة والحب .. اما سجن المدرسه فهو سجن التطبع وفرض النظام والقانون .. ومع المدرسه تبدأ مرحلة التربيه في اقسام المجتمع : الشارع .. النادي .. السوق .. الاصدقاء ..موازاة مع تطور وسائل الاتصالات وتكنولوجيا اللاتصالات الالكترونيه .
هكذا نلاحظ أننا الآباء لم نبق وحدنا المسؤولين بل الطفل تتقاذفه جهات عدة وأغلبها مخالفة إن لم نقل مناقضة تماما لما زرعناه نحن فيه داخل الأسرة وقد نادى بعض علماء التربية الحديثة بضرورة احداث ثوره في اساليب التربيه .. لتنتقل عملية التربيه الى مسؤلية المتعلم نفسه واختياراته .. لقيادة انقلاب على سلطة الاسره والمدرسه التقليديه .. فهم في الغرب الذي نأخذ نحن منه القشوريشرعون أمامه كل الأبواب مما خلق جيلا منحلا لاتحكمه ظوابط ولاقواعد ولايردعه رادع وفي اعتقادي أنّ كلا من التربيه المتسلطة والتربيه الفوضوية .. يخطئان الهدف الذي يقوم في أن نخوّل الذي نربيه ان يكون عضوا راشدا ونافعا للانسانيه
لأن الأولى تجمد الولد في طفولته . وتوشك ان تجعله متباطئا عن الانسانيه وقاصرا للأبد..والثانيةعوضا أن تحرره فإنها توشك ان تجعل منه كائنا ممسوخا متفسخا في الرجوع إلى شريعتننا السمحاء أحسن حل وتطبيق نظريات المصطفى عليه السلام يكمن الدواء "علموهم لسبع واضربوهم لسبع وصاحبوهم لسبع ثم أتركوا لهم الحبل علي الغارب "
أنا امرأة جد واقعية ومؤمنة بضرورة التأقلم مع العصر والتطوير والإنفتاح...ولكنني لا أقبل أن يصبح أبناؤنا صورة مشوهة وممسوخة لشباب أوربا وأمريكا ذوو الأخلاق المتردية والقيم البهيمية -إن جاز تسميتها قيما- فالعولمة ساقت لمجتمعاتنا أفكارا تحمل في طياتها انحلالات قيمية وأخلاقية وسلوكية يصعب على كل غيور على دينه وقيمه ومثله العليا أن يقبلها... ولكنني عندما أرفض هذا النموذج السلبي البديل في توجيه وتربية أبنائنا...لا أحب ممارسة السلطوية على الأبناء ولا أستطيع حتى التفكير في ذلك لأنني أعلم علم اليقين أنني سأضيعهم وأخسرهم للأبد ،وسيبتعدون عن كل الممارسات الخانقة التي تحسسهم أنهم مراقبون ومحاسبون...
الحديث عن التربية في هذا العصر يبقى من أصعب الاجتهادات حين نطمح للجمع ما بين التربية الدينية الإسلامية المستقيمة وفي ذات الوقت التربية الواقعية المنفتحة على العوالم الأخرى...
تحيتي ...ومودتي للغالية أم ادريس... | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |