الفصل الثاني:جوانب النمو المختلفة 1. فكرة الولد عن نفسه:
بعد تعرف الطفل على العالم الخارجي بما فيه أبواه فإنه يكون في حاجة للتعرف عن نفسه, ويبقى للوالدين الدور الكبير في هذه المهمة, فمن خلال التعامل معه تتحدد صورته عن نفسه, فأسلوب جيد في المعاملة يفهم الطفل قيمة ذاته, أما إذا كان أسلوبا جاف فسيولد شعورا وانطباعا سلبيا عن ذاته, مما قد يؤدي إلى التمرد واستعمال العنف لجلب الانتباه, أو يؤدي إلى القبول بالسلبية ومن تم الحزن والكآبة. 2. النمو العاطفي:
كثيرا ما نهتم بنمو أجساد أبنائنا,في المقابل لاتلقى العاطفة نفس الاهتمام, وذلك بسبب جهلنا أو عدم قدرتنا على معرفة حالة الطفل النفسية. لذا معرفة أسلوب حياته في الطعام, النوم, المرض, العلاقات الاجتماعية, الدراسة... تكشف لنا عن طبيعة نموه العاطفي. كما أن للمناخ العام المحيط به ,كعلاقة الأبوين فيما بيتهما, وعواطف كل واحد منهما اتجاهه, وطبائعهما ومواقفهما في قضايا الحياة اليومية, له أثر على نمو عاطفته.
وحتى نضمن صحة عاطفية سليمة وجب على الآباء ما يلي:
- الفهم: فهم حاجياته من الحب والأمان والاهتمام, والقبول به دون شرط. ثم فهم اختياراته واحترامها.
- المشاركة: في الحياة الأسرية سواء قرارات تتخذ أو أعمال تنجز, أو في الحياة الخاصة للأب أو الأم بما في ذلك الحياة المهنية والتجربة الشخصية.
- المساعدة: في الاعتماد على الذات أو المساعدة في التعلم الدراسي. 3. الاستمرار ونمو الحب والثقة:
تعتبر السنوات الأولى من السنوات التي تبنى فيها علاقة الحب بين الابن ووالديه وتنمو الثقة بينهما, هذه الأخيرة تكون معبرا لتشييد الثقة بين الطفل والمجتمع. ومما يزرع المزيد من الثقة هو الاستقرار وفق معيار واحد في التعامل مع الابن, نظام واحد نسبيا داخل الأسرة يمنح الطفل مزاجا عاطفيا أكثر استقرارا, ويساعده على فهم العالم واستيعابه وفق قواعد يمكن الرجوع إليها, فيدرك أن الحب والرعاية الموجهة إليه ثابتة ولن تتغير, وان تصرفات الناس يطبعها شيء من التباث يمكن فهمه, وأن مهماته تابثة عليه القيام بها. 4 .الخوف:
إذا كان الخوف عبارة عن ردة فعل طبيعية لما يصعب علينا فهمه, أو يصعب علينا مواجهته ودفعه عن أنفسنا, فمن الطبيعي أن نجد الطفل يقول إنه يحس بالخوف.وحتى يدرك الآباء هذه الصورة, عليهم أن ينظروا للموضوع من زاوية الطفل, فالكبار عمالقة أمام عينه, فما بالك إن صرخوا, وخاصة إذا صدر هذا الصراخ من والديه اللذان يحبهما. إنهما مصدر الحماية لجسده الصغير وملاذ أمانه, ماذا يكون شعوره إذا هددته أمه بتركه لوحده؟ ماذا عن الصور والمشاهد والمواقف التي يمكن أن يتعرض لها يوميا؟ . كلها أمور تحدث له قلقا. وتكون مصدر لخيالات ذهنية تسبب حالة خوف.
لا ينفع نفي مشاعر الخوف عن الطفل, لأن ذلك يجعله في شك من مشاعره, بل من الواجب الاعتراف بها, وفهم أسباب حدوثها, حتى نساعده على التكيف معها, فينظر للخوف على أنه سمة بشرية طبيعية, وأن هناك عناصر قوة في الموضوع تبدد مخاوفه, لابد من الإشارة إلى ضرورة التمييز بين الخوف الطبيعي والرهاب, هذا الأخير ردة فعل خوف اتجاه أشياء ومواقف تبدو عادية ( قفاز, مصعد...). إنه نتاج ربط هذا الشيء بمخاطر وتصورات مزعجة. قد يكون التقدم في السن جزء من العلاج, وقد تحتاج لإعادة ربط هذا الشيء بمشاعر مريحة جديدة تجعل الطفل يبدد تلك المخاطر المتراكمة منذ أمد. 5- نمو اللغة:
اللغة ليست مجرد وسيلة للتخاطب فقط وإنما هي جزء حيوي وأساسي من الهوية الذاتية فكيف تنمو هذه اللغة عند الأطفال؟
تبدأ المرحلة الأولى من الشهر الأول بالتصويت: أيإصدا ر أصوات مختلفة يشترك فيها كل الأطفال بغض النظر عن لغة آبائهم, وتتطلب هذه المرحلة الكثير من التجاوب معه من لدن الآباء, فحديثهما في حضوره أو حديثهما إليه سيساعده التحكم في مخارج الحروف. وتمتد هذه المرحلة ثمانية أشهر تتوج بكلمة من مثل "ماما" أو" بابا".تمثل متعة له في النطق وحلاوة في الاستماع .
قد تتأخر المرحلة من طفل لطفل لكن بدون قلق سيتجاوز مرحلته هتة. بعدها يجد الطفل نفسه يتلفظ بالكلمات, حيث استطاع أن يحتفظ بالأصوات التي تتوافق مع أصوات الآباء, ويترك الأخرى. إنها عملية معقدة, أساسها التعلم, الخطأ فيها وارد بسبب الاستماع لنطق خاطئ أو حنينا إلى الأصوات الأولى, لكنها مجرد مرحلة عابرة قد تعبر عن احتياج نفسي, على الآباء الانتباه إليه.
ومما يجدر الإشارة إليه هو أن هذه المرحلة عند الطفل ستكون مصحوبة بتغيرات, على الآباء أن يعوا طبيعتها, ويساعدوا الطفل على تخطي كل المعيقات التي تعترضه,فأول انطباع للآباء على أبنائهم أنهم ضوضائيون, لكنها حالة طبيعية يعيشها الطفل, لقد اكتشف ذاته من جديد, فمقدرته على إصدار الصوت متعة لن يتوقف عنها. فكثرة كلامه إما دليل على رغبته في التعبير عن مشاعره, علينا أن نكون مستعدين لتقبلها, بدل أن يلجئ إلى وسائل أخرى للتعيير كالتخريب لحظة الغضب. وقد تكون الضوضاء دليلا على حب الإختلاط والمشاركة, فلنقبل بمشاركتنا له في الصغر حتما سيقبل بمشاركته لنا في الكبر.
فالكلام مع الطفل وسيلة لنمو لغة سليمة عنده, خطابا أو كتابة. وطريق لتمرين الذهن على التفكير, والأذن على الاستماع.وقد يحتار الآباء في موضوع تعلم لغة واحدة أم لغتين في الصغر. فالأمر مرتبط بطبيعة الطفل وقدراته, وإليها ترجع مسألة الاختيار. لكن من الضروري حصول اتفاق مشترك بين الأبوين أولا ثم إتقان اللغة الأم ثانيا وتوفير مناخ لترسيخ ثقافتهما عن طريق اللغة المختارة. 6- نمو الذكاء:
إذا كان الذكاء هو قدرة الإنسان على رؤية العلاقات بين الأشياء واستعمالها لحل المشكلات, فهذا دليل على أن هذه القدرة بإمكان تعلمها. فالإستسلام لفكرة أن الذكاء يورث تلغي إمكانية البيئة في مساعدة الطفل على تطوير ذكائه. وهذه وظيفة الأبوين في إتاحة هذه الفرصة حتى ينال ثقته بنفسه. فالحوار وحرية التعبير, وتجنب اللوم عند الخطأ, والتشجيع سبيل لتعلم جيد وتكوين متين. 7. النمو الأخلاقي والديني:
تمثل السنوات الأولى مناسبة لتعلم الطفل مفاهيم الخطأ والصواب, إلا أن هذه المعاني قد توظف بما يتناسب مع رغبات الآباء, فكل ما يرضيهم هو صواب وكل ما يزعجهم فهو خطأ. ويزداد الخلط عندما تضفي على المسألة الصبغة الدينية: حلال, حرام. فيصبح مجرد إحداث الضوضاء إحساس بالذنب.لذا على الآباء الوعي بضرورة التمييز بين الأمور التي تمثل الحلال والحرام وأمور أخرى تدخل في دائرة التقدير الذاتي للفرد. *اللطف:
يعتبر اللطف والرفق من الأمور الهامة في سير الحياة الإجتماعية, ولترسيخه عند الطفل سلوكا وممارسة, وجب التركيز على ضرورة التفكير والإحساس الصادق اتجاه الآخرين مما يدفع للتعامل بلطف. كما أن المحيط الغني بالكلام وسلوكيات اللطف حتما سيؤثر في هذا الصغير.إلا أنه من الواجب التمييز بين اللطف والخضوع عند الطفل وحدود كل واحدة, وهذه مهمة الآباء. *الصدق والكذب:
للخيال دور كبير في تطوير إدراك الطفل, إلا أنه يتخذ بين الثالثة والرابعة شدة وقوة يصعب على الطفل التمييز بين الواقع والخيال, مما يخلق حالة تخوف عند الآباء, إذ يعتبرون الطفل كثير الكذب إزاء أحداث وقعت. إن الأمر يتطلب تفهما أكبر بعيدا عن إجراءات عقابية, قد تحول الخيال من مجرد تعبير عن حاجات نفسية إلى سلوك جيد للهروب من العقاب.إن الحوار الهادئ والذكي ضرورة ملحة لاستيعاب المعاني النفسية لخيالات الطفل, وأداة سحرية لتشجيعه في الحديث عن الحقيقة بمنطق بعيد عن الاستجوابات البوليسية.
تعتبر المرحلة بين الخامسة والحادية عشر من المراحل التي تعرف تغيرا واضحا في المسألة الأخلاقية عند الطفل, ومرد ذلك إلى اتساع إدراكه ونضجه الفكري, مما يمنحه قدرة على المقارنة والتمييز في تحديد الصواب والخطأ. لقد تخلى عن هاجس التقدير الذي كان دائما يسعى إليه, ودافعا للالتزام برأي الآخرين. كما أن اتساع المحيط أصبح يلمس فيه اختلاف تقدير الناس للصواب والخطأ, بما في ذلك مدرسته وما تحمل من متغيرات قد تناقض الأسرة, وتفرض عليه تعاملا خاصا. أمام هذه المستجدات كان لابد للطفل أن يتسلح بأرضية صلبة في المنزل, الأمن و التقدير والقيم. إضافة إلى تواصل حقيقي مع أبويه أساسه الاستماع الجيد, يتم عبره .
أما التربية الدينية فالأساس في تلقينها ثلاث قواعد: تطابق يين القول والفعل, تعليم المقاصد الدينية بمعانيها ومقاصدها, امتداد جسور الثقة بين الابن والآباء في الممارسة التعبدية. 8. النمو الجنسي:
إذا كان الحديث عن النمو الجنسي مباشرة أو من خلال النمو الجسدي من المحرمات الأسرية التي لا يجوز الخوض فيها, فإن الابن يكون عرضة لأفكار خاطئة, من خلال مواقف الآباء التي يلاحظها ( لا تقرب ذلك الجزء من الجسد), أو من خلال خرافات الأصدقاء التي يتداو لونها. فيعتقد الطفل أن الموضوع لا يجوز الحديث فيه. ويبقى الصراع مسيطرا عليه, لا يجد من يقدم إليه النصح والتوجيه في مرحلة هو في أمس الحاجة إليها. فأحسن أسلوب للتعاطي مع الموضوع هو توعية الطفل بالمعلومة الصحيحة حول الجنس, وتشجيعه على الالتزام بالضوابط الشرعية والأخلاقية فيصبح الدافع الجنسي في تصوره جزء طبيعي من حياة الإنسان يحق الاستمتاع به في إطار الضوابط الأخلاقية.
"كيف نولد؟ ومن أين؟ " أسئلة من حق الطفل أن يطرحها, ومن واجب الآباء أن يقدموا الجواب بالبساطة والصحة دون التعقيد العلمي. والوقوف عندما يقف عن السؤال, حتى نعطيه انطباعا إن الأمور الجنسية أمرا طبيعيا وليس عيبا. إنها فرصة لتعلم الصراحة والانفتاح مع الوالدين في مثل هذه المواضيع.
أما لمس الأعضاء التناسلية فهو طبيعي بين الثالثة والرابعة, فالتعامل بغضب وقلق من طرف الآباء لا يفيد بل وجب الانتباه إلى أن هناك حالة نفسية عند الطفل ( حرمان, صعوبات...) لا بد من معالجتها.
يخترع الأطفال ألعابا يتم من خلالها اكتشاف أجساد بعضهم البعض, سرعان ما ينتهي الأمر بمجرد الاكتشاف, لكن هذا يستدعي الانتباه دون إحداث قلق مثير للأطفال, خاصة في لعب تتفاوت فيه الأعمار بشكل بين. لذا على الآباء ترسيخ قيمة الجسد عند أطفالهم, وأنه لا يحق لأي كان أن يمسه, إنه ملك له لوحده.
قد يباغت الطفل أبواه وهو في حالة عري تام, يتطلب الأمر تدخل هادئ وطبيعي حتى لا يكتشف الطفل أن أسلوبه هذا جيد لاستفزاز الكبار. مع الكبر في السن يميل الطفل للاختفاء عند تغيير ملابسه, فتكون مناسبة لترسيخ معنى الحياء الذي يمثل قيمة رمزية عن ذاته وقبوله إياها. وبين النزوع للتخفي الكامل أو العري الكامل يضع الآباء ضوابط لإحداث توازن بين الأمرين. 9. النمو الاجتماعي: أ. العلاقة بين الإخوة والأخوات:
يتجه الأبناء داخل المنزل الواحد لإثارة نزاعات مختلفة بحكم اقترابهم في السن وامتلاكهم أمور مشتركة, أو بسبب اختلافهم في السن واختلاف وجهة نظرهم. مما يخلق انزعاجا عند الآباء وخيبة أملهم في أسلوبهم التربوي. إن النزاع في حقيقة الأمر ليس كله ضار, ففيه يتم تفريغ طاقاتهم وفيهم يتم التعارف أكثر بينهم, وتتأكد استقلالية كل واحد منهم. إنها تجربة غنية يتذوق فيها مشاعر النصر والهزيمة, وكفاءة حل المشاكل وإبداع الحلول, فالتدخل الدائم من طرف اللآباء يمنع من إغناء هذه التجربة ويحول دون علاقة سليمة.
ولكي يكون التدخل مفيد وجب التقييد بما يلي:
- أن يكون التدخل سريعا حالة مشاجرة قد تلحق أذى مادي بأحد الأطراف.
- التدخل للفصل في النزاع يكون بالاستماع لكل طرف, لكي يعبر عن مشاعره في جو من العدل والحياد مما, يتيح تعلم الحوار والهدوء.
-ويكون التركيز على تحسين العلاقة أكثر من التركيز على العقاب, كما يجب تجنب المقارنة التي قد تؤدي إلى العناد والغيظ. بل وجب تقبل الأطفال كما هم.
أما عندما يكون فارق السن كبيرا فلا يفيد التدخل لصغير السن نتيجة ضعفه, بل يجب مساعدة كل واحد منهما على فهم وجهة نظر الآخر: فعلى الكبير مسؤولية رعاية الصغير, وعلى هذا الأخير احترام من هم أكبر منه سنا. ب. العلاقة مع الأقرباء:
لا يريد الطفل أن تكون علاقته مع احد أقربائه مبنية على توجيهات وأوامر الآباء , تجعله يحس بتكلف. ويبقى للآباء دور في تشجيع كل أطراف الأسرة لتقبل هذا الطفل. لكن قد يقلق الآباء شأن كل علاقة تبعد طفلهم عنهم. وهذا يفترض تعاملا ناضجا سواء في التعبير بشكل مباشر لهذا القريب عن هذه المشاعر, حتى يتفهم الأمر. أو إشراك الابن في أنشطة تقربه بهم أكثر لتجاوز المشكل. ج. العلاقة مع الأصدقاء:
تكون أولى العلاقات التي يقيمها الطفل قصيرة الآجال, بتقدمه في السن تصبح هذه الصداقة ذات أمد طويل, إنها فرصة يتيحها الآباء للأبناء لتجريب اختياراتهم. إلا أن هذا لا ينفي أن اختيار موقع المنزل أو المدرسة يمكن أن يحسن من اختيارات الأبناء. قد يربط الطفل صداقة مع من هم أكبر منه سنا, هذا يدل على نضج في السن, إلا أن هناك تخوف من إحساس الطفل بالنقص أمامهم, حيث يبذل جهدا في بتجاوز إمكانات سنه لنيل رضى أصدقائه, إن انتباه الآباء لهذا الأمر يجعل تدخلهم ضروري للتوضيح أو لتجنب تعرض طفلهم للاستغلال.
أما إن كانت علاقته مع من هم أصغر منه سنا, فقد يكون ذلك دليلا على إحساسه بنقص مع قرنائه في السن, مما يفوت عليه فرصة النمو المناسب لعمره, فتعامل الآباء في هذه الحالة يكون بإثارة اهتمامات الطفل قد لا توجد عند أصدقائه الصغار, وتوفير مناخ حقيقي له.
بعد اختيار الطفل لأصدقائه, ترحيب الآباء بهم ضروري, إنه دعم استقلالية الطفل في الاختيار. قد تحدث أخطاء من الطفل أو من أصدقائه أمام أبويه, يتطلب الأمر تصرفا حكيما بعيدا عن التعنيف وقريبا للتفاهم, حتى لا يتخذ الأصدقاء مواقف يتضرر منها ابنهم. لا يمنع كل هذا من عدم حدوث هزات أو انقطاع في العلاقة, حيث يصاب الطفل على إثرها بخيبة أو غضب, تزداد الحالة صعوبة عند الفتيات. ويكون الأسلوب الأمثل هو تشجيع الطفل للتعبير عن مشاعره حتى يتجاوز الحدث.
العلاقة بين الجنسين تكون عفوية قبل التاسعة, حيث يميل كل واحد إلى بني جنسه, وتجدر الإشارة إلى توخي الحذر من إثارة ذهن الطفل بموضوع العلاقة مع الجنس الآخر ما دامت الضوابط الأخلاقية واضحة داخل الأسرة. 10. اللعب:
لا يدرك الطفل أن اللعب مدرسة يتعلم فيها, بل ما يدركه جيدا أن اللعب متعة لا يمكن التخلي عنها, أما الآباء فاللعب فرصة للتعرف عن طبيعة الطفل ( مشاعر, تفكير...) ومراحل تطوره.
في مقتبل عمره يبدأ الطفل بألعاب متعددة تتناسب مع مرحلة نموه, لينتهي بألعاب خاصة يتقنها جيدا, الأدوات اليومية لعب تغني الخيال, والألعاب المدرسية لها من الأهمية, لكن سرعان ما يمل منها. فليحذر الآباء من إكراهه عليها, وتبقى اللعبة الناجحة تلك التي تتميز ب: الإثارة, فسحة الخيال, البساطة, بها لغز, تعلم مهارة ما. هناك ألعاب اجتماعية لا تمارس إلا في إطار مجموعة أطفال, إنه اللعب الاجتماعي يظهر عند الطفل في الرابعة,وهو فرصة لتعلم: المشاركة, الدور, التعبير عن الذات, التخلي عن الأنانية, الثقة بالنفس. إنها تجربة لاختبار المشاعر والانفعالات وأسلوب حل المشاكل. من كل هذا يبدو أن تدخل الآباء في كل لحظة غير ضروري إلا في حالة اضطرارية وعاجلة.
|