عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-13, 22:01 رقم المشاركة : 4
فاطمة الزهراء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء

 

إحصائية العضو








فاطمة الزهراء غير متواجد حالياً


مسابقة الصحابة والصحابيات 1

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقبة المتميزة

وسام المركز السادس في دورة التقنيات الأسرية

افتراضي رد: قراءة في كتاب أولادنا من الطفولة الى الشباب


الفصل الرابع: جوانب من فن التربية


1. فهم دوافع السلوك:
عندما يشعر الطفل بصعوبات في حياته ومشاعر سلبية. يلجأ لطرق معينة للتعبير دون وعي منه. حيث يلجأ لجذب انتباه والديه بسلوك خاطئ ولو أدى الأمر لعقوبته, أو عبر إظهار العجز أمامهما. ويتطلب الموقف عدم الاستجابة حتى لا يتكرس السلوك, بل وجب البحث عن إنجازات الطفل وتشجيعه عليها, حتى يتعلم أن هناك طرقا سليمة لجذب الانتباه.
قد يلجأ الطفل للصراع على السلطة من خلال عناده وعدم رضوخه لطلب أبويه. ويكون المفيد هو انسحاب الأبوين وتأجيل النقاش لوقت آخر. أما إن سلك الانتقام كردة فعل على سحب السلطة من يده, عن طريق إيلام أبويه عاطفيا, فلا ينفع معه الأسلوب المضاد.
وقد يسلك الطفل أسلوب خاطئ لنيل تقدير الأصدقاء وإبهارهم, لذا رغم عدم رضى الأهل وجب تجنب تقريعه أمام أصدقائه,في المقابل اختيار الوقت والجو الملائم للتأنيب.
2.التشجيع:
هناك قاعدة تربوية تقول: ( السلوك الذي ينتبه إليه يتكرر, والذي لا ينتبه إليه يزول )
يبدو أن ثقافة مجتمعاتنا تركز على أخطاء الطفل, وتتخذ قرارات عوضا عنه, ويقارن به مع أطفال آخرين, ويتوقع منه أن يكون مثاليا في كل شيء, ويتعامل معه بمعيارين: فقد نطلب منه أمرا ونحن لا نفعله. بهته الممارسات تهتز نفسيته ويقتنع أنه لا يصلح لشيء.
نحن في حاجة إلى تحويل انتباهنا لكل ما هو إيجابي وحسن عند الطفل. فتجاهلنا للسلوك الخطأ أسلوب جيد لتصحيحه, وإن اضطررنا للتدخل فوجب التوجه للفعل لا الفاعل, فهناك فرق بين أن تقول لطفك ( هذا عمل سيء ) أو( أنت طفل سيء).
إن تحويل الانتباه لذات الطفل إطراء ( أنت طفل ذكي ), وتحويله لفعل قام به الطفل هو تشجيع ( هذا عمل متقن ). وقد يستحسن التركيز على الفعل وترك المجال للطفل لبناء صورة عن ذاته انطلاقا من فعله, وسيكون من المفيد أن يتعلم هو بنفسه قيمة عمله دون انتظار الآخرين. وقد يتخذ التشجيع صور متعددة: عبارات مباشرة, تذكير بصعوبات تغلب عليها, تتبع تحسنه في عمل ما, منحه مهام جديدة دليل على ثقتنا به.
3. الاستماع والإصغاء:
لا يدرك الكثير من الآباء, أن عدم فهم مشاعر الطفل احد أسباب سوء التصرف, فتركيز الحديث معه على النصائح والتهديدات والتحقيقات وتقديم الحلول. يزيد من بعد الطفل عن والديه, فلا يرغب في الحديث معهما, لأنه لا احد يفهمه.ويعد الاستماع والإصغاء من أهم أدوات حل هذا المشكل, فاقتراب الآباء من الطفل, وتوجيه العاطفة إليه, والتفرغ له, عمل كلها تحسس الطفل انه مركز الاهتمام. بهذا يبدي الآباء استعدادا كاملا لتفهم مشاعره وخاصة لحظة انفعاله.
إن أسلوب الاستماع الفعال, يقوم على أساس التأكيد للطفل أنك تشعر بما يشعر, وذلك عن طريق إعادة ما تسمعه منه, فكلماتك تصف بها مشاعره. فصدق الوصف يشعره مشاركتك لأحاسيسه, وبهذا يضمن الآباء الاستمرارية في الحوار لإدراك خلفيات هذه المشاعر.
4. تحمل المسؤولية:
الآباء الطيبون يقومون بكل شيء نيابة عن أطفالهم, وتكون النتيجة أبناء لا يدركون معنى الحياة, غير مبالين, يتكلون على الغير. فيصاب الآباء بخيبة في تربيتهم لأبنائهم. إن التربية على تحمل المسؤولية تفرض إعادة النظر في الأفكار والتوقعات والمواقف عند الآباء الطيبين.
أما الآباء المسؤولون فهم غير متسلطين, يمنحون الثقة للطفل لتحمل مسؤولية عمل يليق بمستوى سنه, التدرج في تحمل المسؤولية ضروري, والدعم والتشجيع المصاحب لها أكيد, والمحاولة مفيدة لتجريب الاختيارات, والحق في الخطأ مشروع, وبالحوار وتبادل الآراء بعيدا عن أسلوب الأوامر الرسمية نمنح الطفل فرصة للتعلم, فيحس الطفل بأن عمله هذا ( ارتداء ملابس, إيقاظ نفسه من النوم... ) من الأعمال الهامة.
هكذا يخرج الطفل من السلبية إلى المبادرة, ويتخلص من قيد التلفاز وألعاب الكومبيوتر, فيتعلم المساعدة المنزلية ويمنح المنزل الهدوء وراحة. وعلى كل حال يبقى الآباء قدوة لأبنائهم في تعلم معنى تحمل المسؤولية.
5. الحديث عن المشكلات وحلها:
عند وجود مشكلة بين الآباء والطفل, هناك طريقتان للتصرف, فمعرفة من هو صاحب المشكل, بمعنى من يتضرر من نتائج سلوك الطفل, هل الآباء أم الطفل, فإذا كان الآباء هم أصحاب المشكل, فيكون اللجوء للحديث عن طريق التعبير الذاتي لمشاعرهم أحسن وسيلة لتنبيه الطفل بخطأ سلوكه, فعبارة ( أنا أشعر بحسرة عندما فعلت... ) أفضل من عبارة ( أنت فعلت... ) إنه الربط بين المشاعر ونتائج الفعل.
أما إذا كان الطفل هو صاحب المشكل وهو يعاني من نتائج سلوكه, فاستمع إليه بفعالية لطبيعة مشكلته, ثم أعنه على وضع لائحة من الحلول الممكنة بمنحه فرصة للتفكير, وساعده على اختيار الحل الممكن بنفسه ليتحمل المسؤولية, ثم تحديد وقت زمني لتنفيذ الحل والجلوس مرة أخرى للتقييم.
6. العقاب:
على كل من الأبوين أن يتساءلا لماذا يعاقبا طفلهما؟ هل على فعل اقترفه أم لمنعه من آخر يريد أن يفعله, أم تعبيرا عن مشاعر غضب اجتاحتهما؟
إن العقاب يجب أن يتضح في ذهن الآباء أنه وسيلة لتحسين سلوك الطفل. فهناك وسائل عقابية متعددة ذات طبيعة سلوكية كالضرب, الحرمان... أو قولبة: تهديده بسحب حبك له, نقد مستمر واستهزاء... فبقدر ما تكون لهذه الوسائل من أثار آنية فقد تخفي جروح عميقة تختلف من طفل لآخر: صحية ( الضرب ) ونفسية ( الخوف ) .في المقابل هناك وسائل تبدو أكثر فاعلية وأقل تأثيرا سلبيا على الطفل:
- عدم استحسان السلوك: فتعبير الأبوين عن عدم ارتياحهم لسلوك الابن يكون فرصة لمساعدته على التفكير في سبب سلوكه هذا وتغييره.
- العقاب بالنتائج: فعلى الطفل أن يتحمل نتائج سلوكه الطبيعية, فيتعلم ضرورة تنظيم أدواته المدرسية حتى لا تضيع منه مرة أخرى.
- الجلوس في مكان دون حراك لدقائق معدودة أمام أعين والديه فذلك يخالف طبيعته الحركية, وهي مناسبة لمنحه وقتا للتفكير في سلوكه الذي أتى به, وللآباء وقت لتهدئة توترهم.
وحتى يكون العقاب مناسبا لابد من عدم التسرع فعقاب بسيط وبه حزم, خير من عقاب شديد به تردد, وسلطة تمرر بصوت هادئ خير من صراخ عابر.







التوقيع

الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة"

    رد مع اقتباس