2011-07-06, 15:58
|
رقم المشاركة : 11 |
إحصائية
العضو | | | رد: نـــــــزيــــــــــف ! |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المزاج
أقف عاجزة عن الكتابة و التعبير عن إحساسي بريح حرف و كأنها ريح يوسف جاءت يعقوب إذ فصلت العير فهل يضيق المكان و يموت الورد في الأماكن و يموت الحبر على الأوراق إن لم تكن هي الأمل القريب و هفهفة القصيدة بصوت رزين فهل الحرف منفى أم وطن؟ أم أقمطة البحر أم الكفن؟ أم هي حروف ترتب جملا و هي أفقر من أن تكون نقظة .. أم ألوان تكمل لوحة مزيفة ؟ و هي معتمة ظاهرة معلن أم أغنية اللحظة الذابلة و الصدأ المر ؟ أحيانا نصبح كنهر نسي الطريق الى البحر و صار يلف و يدور حول نفسه حتى يصبح بحيرة حائرة و أحيانا تقع الصخور ضحية الضباب و هجوم البحر الدافئ على هضبة الشاطئ و كأن الضباب يصارع الليل هي الحروف كذلك في غمرة التيه و فوضى زحام الحياة تسلب من القمر الرؤية و من النور الرؤية و من القلم الرؤية و بعد وقت العشية زال الضباب و عادت الرؤية هو كذلك الحرف أستاذي الورزازي من لا يؤثر فيه الحرف لن تؤثر فيه ضربة سيف كلمة احملها سيفا أصارع بها /به الاهوال و المحن لأنها فعلا اصل بكل فعل فان لحب الحرف مفعول السحر و الطاقة على زحزحة الجبال بل هو زهرة صبار تنبت بين النار و الشوك لكن اكثرنا لا يعلمون؟ الحرف مصباح الهدى و قنديل النور و مفتاح الأبواب الموصدة اوووه سؤالك الاخير اخرس لساني عذرا على عدم اتمام الرد محبرتي أجهضت وليدها و ما عاد لي هنا سوى المغادرة احترامي و تقديري وطن الحرف بحجم كل الودائع وطن الحرف بقيمة جمال الوجود فلا أمواه البحار تكفي مدادا لصياغة سبائك الكلمات ولا حروف كل المعلقات والمعاجم تكفي سدادا لدين العشق والمعشوقة .. فالحرف هدير جارف لسحر الكلمات .. والحروف أغنية تؤدي أجمل لحظاتها أركسترا كل القواميس: فلا المحيط لا الوسيط ولا اللسان ولا التاج تكفيني لمداعبة أجمل الصور تحت الظلال الوارفة للكلمات في عمق الخلفيات المغرية لسنا اللوحات.. حين يحاصرنا التيه كما " النهر الذي نسي الطريق إلى البحر" فذلك أوج أزمة حبر الحروف وأرواحها ، وأخطر مؤشر لكساد الحروف وبوار الكلمات وفساد الصور والذوق ، وعقم الكلمات .. وحين "تسلب من القلم الرؤية..."فالرؤيا في خطر، والحلم في طور التشكُّل يأسا، ولعله يتوسد الألم، والفكر يقارعه الفراغ بالحجة والدليل .. أستاذتي الفاضلة لطيفة المزاج:"فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" وحصيلتها أن العقل يعلوه الصدأ.. أجل الضباب المغشي للعيون مجرد لحظة عمى عابرة سرعان ما تتلاشى خيوطه الواهنة ، لكن الأهم أن تلد البصيرة العين الثالثة ، وتنفتق عن الرؤيا الحاسة السادسة الحادسة لظلال الكلمات وسحر الحروف ، وهو ما مارستِه عمليا هنا شاعرتي بذوق وحِرَفية وشاعرية وفكر عميق .. ولعمري إنها الحصيلة لما وصفته أستاذتي الفاضلة بقولك : "إن لحب الحرف مفعول السحر والطاقة على زحزحة الجبال، بل هو زهرة صبار تنبت بين النار والشوك، لكن أكثرنا لا يعلمون".. فأنّى لمن لا يؤثر فيه الحرف أن تؤلمه ضربة سيف أو كلمةٌ سيفٌ؟ كيف لمن يصارع الأهوال بالسيوف الحديدية والحبابات بكل الألوان وبلا لون ، وكيف لمن ينظر إلى الحرف كهواية "دراويش" أن يتذوق حلاوة وسحر قولك شاعرتي : "الحرف مصباح الهدى وقنديل النور ومفتاح الأبواب الموصدة" ، والذي أحاكيه بالقول : الحرف مصل ضد كل أشكال وأنواع النزيف ..الحرف أصل المناعة ضد كل ألوان الخواء ..الحرف رمز الوجود لمن لا وجود له ..وأي إهمال له يعد إهمالا لمصدر طاقة إنسانية لا ينضب .. لك صادق التقدير والاحترام أيتها الشاعرة الفيلسوفة والفيلسوفة الشاعرة لطيفة المزاج. أهلا ومرحبا بعودتك الميمونة أستاذتنا الكريمة.أرجو أن تكوني وجميع أفراد الأسرة بألف خير..إنها عودة زهرة من الزهرات وركيزة من ركائز المعرفة والفكر والإبداع في منتديات الأستاذ .. | التوقيع | ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه ( أبو الطيب المتنبي ) *********** | آخر تعديل محمد الورزازي المحمدي يوم 2011-07-06 في 17:43. |
| |