2009-08-24, 00:17
|
رقم المشاركة : 4 |
إحصائية
العضو | | | رد: بحث لنيل الإجازة في السيرة النبوية ج 5 | فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل جبريل عليه السلام بهده الآية﴿ ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ﴾.(1) (2) .
وإذا علم المحب أن لقاءه بمحبوبه لاوصول إليه إلا بالارتحال من الدنيا ومفارقتها بالموت، وجب عليه أن يكون محبا للموت غير فار منه . وقد وقع لبلال – رضي الله عنه – أنه لما احتضر وسمع امرأته تقول " واحزناه " صار يقول "واطرباه غدا ألقى الأحبة محمدا وحزبه " (3) فكان –رضي الله عنه – يمزج مرارة الموت بحلاوة اللقاء . سادسا :
امتثال أوامره صلى الله عليه وسلم واجتناب نواهيه: فلا يختلف اثنان في أن المحب لمن يحب مطيع، إنه يسعى إلى فعل ما يحبه حبيبه واجتناب ما يبغضه ،ويجد في ذلك حلاوة ولذة لاتوصفان .وكذلك من أحب المصطفى صلى الله عليه وسلم يحرص أشد الحرص على إتباعه ويسارع إلى تنفيذ أوامره ويبادر إلى اجتناب نواهيه .وكم من مواقف رائعة لأصحابه البررة المحبين الصادقين له صلى الله عليه وسلم تؤكد هذا.(4) من ذلك ما روي عنهم أنهم حينما علموا بتحريم الخمر سارعوا إلى هراقها في سكك المدينة دون تردد أو استفسار ،رغم اعتيادهم عليها مدة طويلة كما يفعله كثير من مسلمي زماننا (5).فعن أنس – رضي الله عنه – قال " كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة وكان خمرهم يومئذ الفضيح فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي ألا إن الخمر قد حرمت " قال: فقال لي أبو طلحة: " اخرج فأهرقها " فخرجت فهرقتها فجرت في سكك المدينة " (6)
.............................................
1- سورة النساء من الآية 69.
2- نقلا عن "مجمع الفوائد ومنبع الفوائد " كتاب" التفسير سورة النساء "7/7.قال عنه الحافظ الهيثمي :رواه الطبراني في الصغير والأوسط "المرجع السابق"7/7"( انظر : هامش" حب النبي صلى الله عليه وسلم وعلاماته "ص.32)
3- قيل بأن هذا قاله الأشعريون لما وفدوا عليه صلى الله عليه وسلم وهوفي خيبر .انظر" السيرة الحلبية " 1/479.
4- " حب النبي صلى الله عليه وسلم وعلاماته"ص.60.
5- المرجع السابق ص.64.
6- " صحيح البخاري " 5/112كتاب " المظالم " باب " صب الخمر في الطريق". | |
| |