الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى المكتبة التربوية العامة > الكتاب التفاعلي


الكتاب التفاعلي هدفنا في هذا المشروع : تأليف و إنتاج كتاب حقيقي تساهمون فيه أنتم بآرائكم وتجاربكم وتصوراتكم ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-06-11, 20:10 رقم المشاركة : 6
نسمة المنتدى
أميرة الفوتوشوب
 
الصورة الرمزية نسمة المنتدى

 

إحصائية العضو








نسمة المنتدى غير متواجد حالياً


مسابقة المبشرون بالجنة 2

المرتبة الأولى

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المرتبة الأولى مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام التميز لشهر مارس 2012

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام أميرة الفوتوشوب

افتراضي رد: عرض المبحث السادس من الفصل الثاني:الإلتزام المهني و الأخلاقي.




شكرا اخي الفاضل ابا خولة على الطرح القيم

ـ مفهوم أخلاقيات المهنية في المجال التربوي:


تعتبر أخلاقيات المهنة كل ما يتبادر إلى الذهن من سلوكات ومواصفات ومواقف وقيم أخلاقية، التي يجب أن يتحلى بها المدرس أثناء مزاولة مهمته التربوية والتعليمية ودوره الأخلاقي بشكل عام.
من بين هذه المواصفات نذكر منها:
- الاقتناع والرضا عن المهنة،
- الإخلاص لها والتحلي بالمروءة والضمير المهني،
- التضحية والحلم،
- التواضع والقدوة الحسنة...الخ.

إن أخلاقيات المهنة تتجلى بالأساس في تأسيس علاقات إيجابية مع المهنة، ومع المتعلمين وأوليائهم، واحترام آراء المتعلمين وتشجيعهم على الاستقلال في اتخاذ القرارات المرتبطة بمصيرهم التربوي والتعليمي التعلمي.على ضوء ما سبق، يمكن أن نستند إلى المقاربة الأولية لمفهوم أخلاقيات المهنة، كما هي واردة في الندوة التربوية التي نظمت حول هذا الموضوع بمركز التكوين المستمر بالرباط يومي 12 و 13 يونيو 1996، والتي شاركت فيها مجموعة من الفعاليات الإدارية والتربوية المشرفة على عملية التكوين، حيث توصل المشاركون إلى تحديد المقاربة الآتية لمفهوم أخلاقيات المهنة: " ... العمل على ضوء مجموعة من الضوابط والسلوكات والمواقف المرتبطة بخصوصية التربية والتعليم. ويقتضي هذا المفهوم الوعي بأهمية العلاقات والاتجاهات في أبعادها المختلفة والمعرفة بالذات وفق ما تستوجبه المرجعية المهنية ".نستنتج مما سبق أن أخلاقيات المهنة ليست علما قائما بذاته، أو مادة دراسية خاصة، وإنما هي ثقافة ذاتية ذات طبيعة سلوكية ووجدانية. إن اهتمامها بالسلوك والوجدان يجعلها في النهاية ترتبط كثيرا بالقيم (الحق والخير والجمال) ما دام السلوك يصدر عن قناعة بالقيم وتشبع بالمواقف. لهذا يظل هاجس أخلاقية المهنة هو تكوين منظومة من قيم تحكم علاقات المدرس مع نفسه ومع الآخرين، والعمل على توجيهها نحو تحرير الذات الفردية وإبراز طاقاتها الخلاقة في مجال المهنة.إن أخلاقيات المهنة تتجاوز رهانات التربية بمعناها العام، سواء ما ارتبط منها بمجال المعرفة الخالصة(نتعلم لنعرف) أو بمجال الوجود (نتعلم لنكون) أو بمجال العمل (نتعلم لنفعل) أو بمجال الوجود مع الآخر (نتعلم لنكون مع الآخر ونتواصل معه).لهذا تتجلى الغاية من وراء أخلاقيات المهنة في تعزيز وترسيخ القيم؛ قيم المواطنة ـ قيم الدين الإسلامي ـ قيم الأخلاق السامية ـ قيم الديموقراطية ـ قيم حقوق الإنسان وحقوق الطفل والأسرة ـ قيم الفئات البشرية المختلفة، فضلا عن توعية الشغيلة التعليمية بأبعاد الرسالة التربوية والتعليمية تجاه الفرد والمجتمع، بغية استضمار سلوك أخلاقي يلعب فيه الضمير المهني دورا فعالا وإيجابيا.

ـ أهمية أخلاقيات المهنية في المجال التربوي

تتجلى أهمية دراسة موضوع أخلاقيات المهنة في تعزيز الممارسات الأخلاقية التي ينبغي أن تنعكس بشكل أكثر إيجابية في منهجية التدريس، وفي العلاقات التربوية بين مختلف مكونات الوسط المدرسي، وتكوين لدى المدرس اتجاهات إيجابية نحو المهنة، إذ تبصره بالتزاماته الأخلاقية، وتوعيته بأبعاد الرسالة التعليمية التي يتحملها تجاه الفرد والمجتمع. كما تنظم علاقاته الإدارية الاجتماعية، وتدربه على أساليب التعامل اللائق مع مختلف مكونات المجتمع المحلي والوطني، هذا فضلا عن معرفته لقواعد الانضباط الأخلاقية، والقدوة الحسنة، والتحلي بالضمير المهني والابتعاد عن الشبهات، من أجل تحقيق الوعي بأهمية البعد القيمي الأخلاقي في مجال التربية والتكوين، وإشاعة ثقافة جديدة مبنية على أساس احترام مواثيق حقوق الإنسان وحقوق الطفل والأسرة، ودعم الارتباط بالمؤسسة والحفاظ على سمعتها وتفعيل دورها الإشعاعي، هذا فضلا عن تنمية روح التواصل والتعاون والاحترام المتبادل بين مختلف الفرقاء.

المصدر مجلة المدرس التربوي





    رد مع اقتباس
قديم 2010-06-11, 20:27 رقم المشاركة : 7
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: عرض المبحث السادس من الفصل الثاني:الإلتزام المهني و الأخلاقي.


المجال التربوي وأخلاقيات المهنة
ذ. بنعيسىاحسينات
Saturday 24-05 -2008

مدخل:
تعتبر الأخلاق، بالمفهوم العام، الركيزة الأساسية في حياة الأمم، باعتبارها الموجه الرئيسي للسلوك الإنساني والاجتماعي والتربوي، نحو التضامن والتعايش والاحترام المتبادل، وما يترتب عنها من قيم ومبادئ، تسهر على تنظيم المجتمع من أجل الاستقرار وتحقيق السلام. فبدون الأخلاق لا يمكن الحديث عن سلامة واستقرار المجتمع وتقدمه ورقيه. يقول أحمد شوقي:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

فتخليق الحياة ضرورة إنسانية واجتماعية لا مناص منها. لذا فأخلاقية المهنة في المجال التربوي، موضوع مقالنا، يعتبر في صميم التوجه الأخلاقي العام في حياة الشعوب والأمم. فبدون تخليق الحياة العملية نكون قد حكمنا على أنفسنا بالضياع والانحطاط والتخلف.

يبقى أن نتساءل. لماذا الاهتمام بموضوع أخلاقيات المهنة في المجال التربوي ؟ و ما مفهوم أخلاقيات المهنية هذه وأهميتها ؟ وكيف يتحقق اتجاه المدرس نحو المهنة؟ وما هي نتائج هذا الاتجاه إيجابا ولسلبا نحو مهنة التدريس؟

1ـ لماذا الاهتمام بموضوع أخلاقيات المهنة في المجال التربوي ؟
يحض المدرس قديما، في المجتمع العربي عموما وفي المجتمع المغربي على الخصوص باحترام وتقدير كبيرين، حيث كان يلعب دور المرشد والموجه والمؤطر لجميع أنشطة الجماعة التي تتردد على المدرسة أو الكتاتيب القرآنية؛ فكان يؤم المصلين ويفتيهم في أمور دينهم، ويعلمهم قواعد العبادات والمعاملات، ويعلم أبناءهم مبادئ المعرفة والأخلاق، ويشاطر السكان أفراحهم وأحزانهم، ويفك الصراعات بين أفراد الجماعة، ويبرم العقود... وكان المدرس مقابل هذا الحضور الإيجابي محط تقدير واعتزاز، فتحتضنه الجماعة فتأويه وتطعمه وتكرمه وتدمجه بين أفراد عائلتها، باعتباره أمينا على القيم الأخلاقية، بالإضافة إلى كونه قدوة للصغار بسلوكه وإشعاعه داخل المؤسسة وخارجها، حتى كاد أن يرتقي إلى مرتبة الرسول، كما يقول الشاعر أحمد شوقي:

قـم للمعـلم وفـه تبجيـلا
كـاد المعلم أن يكـون رسـولا

لقد اقترنت التربية عند سائر الأمم بتنشئة الأطفال وفق القواعد الأخلاقية والقيم التي يقرها المجتمع، إلا أن البعد الأخلاقي اضمحل في العقود الأخيرة، بحيث أن المدنية المعاصرة فرضت قيما أخرى غير القيم الأخلاقية، فسادت النزاعات المادية على العقول والنفوس، ولم تعد ظروف العيش تضمن للمدرس الاطمئنان على مستقبله ومستقبل أفراد أسرته، فبدأ مركزه الاجتماعي يتقلص في العقود الأخيرة بفعل عدة عوامل وضغوط، واهتزت مكانة المدرس في المجتمع، وانتقلت من التقدير والاحترام إلى الحذر واللامبالاة والاحتقار، وتتجلى هذه العوامل والضغوط في:
ـ تراجع التوجه المثالي الأخلاقي أمام طغيان التوجه المادي البرغماتي (النفعي)، وسيطرته على العقول والنفوس.
ـ صعوبة الجمع بين المبادئ والمصالح.
ـ تزايد الحاجة إلى المدرسين نتيجة الانفجار الديموغرافي وتشجيع التمدرس خاصة في العالم القروي، مع اختلال عملية انتقاء المدرسين.
ـ الوقائع اليومية والموسمية (الامتحانات مثلا) التي تفرز مجموعة من الاتهامات الموجهة إلى رجال التعليم، دون أن ننسى ما تبثه وتنشره وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى من فضائح وممارسات منحرفة (اغتصابات، هتك العرض، عنف، عقوبات بدنية، غش، تغيبات متكررة...).
ـ ظاهرة الساعات الإضافية، وما تشكله من استغلال بشع للتلاميذ وأوليائهم.
ـ الشعور بخطورة الحالة على أكثر من صعيد، ويكفي الاستدلال على درجة تلك الخطورة، الإشارة إلى انشغال منظمة " اليونيسكو " بالأمر وتحركها بكل إمكانياتها ووزنها لتجعل موضوع " دعم أخلاقيات رجل التعليم " أحد انشغالاتها البالغة الأهمية، بغاية تطوير عطائه ولإعادة الاعتبار إليه.
ـ الوعي المتنامي والإجماع الموضوعي لكافة مكونات المجتمع على ضرورة بعث ثقافة أخلاقية جديدة، مبنية على مبادئ النزاهة والاستقامة والتفاني والإخلاص في خدمة الصالح العام.
ـ صدور مذكرة وزارية الوطنية وتكوين الأطر رقم 60-1350 حول موضوع إدراج أخلاقيات المهنة ضمن مقررات التكوين،، بتاريخ 28 نونبر 1996. وكذا قرار وزير التربية الوطنية رقم 99-797 بتاريخ 26 محرم 1420 (13 ماي 1999) صدور مراسلة عن مديرية المناهج، قسم برامج تكوين الأطر، حول إدراج موضوع " أخلاقيات المهنة " ضمن المواد التكوينية بالسنة الأولى بمراكز تكوي أساتذة التعليم الابتدائي.

2 ـ مفهوم أخلاقيات المهنية في المجال التربوي:
تعتبر أخلاقيات المهنة كل ما يتبادر إلى الذهن من سلوكات ومواصفات ومواقف وقيم أخلاقية، التي يجب أن يتحلى بها المدرس أثناء مزاولة مهمته التربوية والتعليمية ودوره الأخلاقي بشكل عام.
من بين هذه المواصفات نذكر منها:
- الاقتناع والرضا عن المهنة،
- الإخلاص لها والتحلي بالمروءة والضمير المهني،
- التضحية والحلم،
- التواضع والقدوة الحسنة...الخ.

إن أخلاقيات المهنة تتجلى بالأساس في تأسيس علاقات إيجابية مع المهنة، ومع المتعلمين وأوليائهم، واحترام آراء المتعلمين وتشجيعهم على الاستقلال في اتخاذ القرارات المرتبطة بمصيرهم التربوي والتعليمي التعلمي.

على ضوء ما سبق، يمكن أن نستند إلى المقاربة الأولية لمفهوم أخلاقيات المهنة، كما هي واردة في الندوة التربوية التي نظمت حول هذا الموضوع بمركز التكوين المستمر بالرباط يومي 12 و 13 يونيو 1996، والتي شاركت فيها مجموعة من الفعاليات الإدارية والتربوية المشرفة على عملية التكوين، حيث توصل المشاركون إلى تحديد المقاربة الآتية لمفهوم أخلاقيات المهنة: " ... العمل على ضوء مجموعة من الضوابط والسلوكات والمواقف المرتبطة بخصوصية التربية والتعليم. ويقتضي هذا المفهوم الوعي بأهمية العلاقات والاتجاهات في أبعادها المختلفة والمعرفة بالذات وفق ما تستوجبه المرجعية المهنية ".

نستنتج مما سبق أن أخلاقيات المهنة ليست علما قائما بذاته، أو مادة دراسية خاصة، وإنما هي ثقافة ذاتية ذات طبيعة سلوكية ووجدانية. إن اهتمامها بالسلوك والوجدان يجعلها في النهاية ترتبط كثيرا بالقيم (الحق والخير والجمال) ما دام السلوك يصدر عن قناعة بالقيم وتشبع بالمواقف. لهذا يظل هاجس أخلاقية المهنة هو تكوين منظومة من قيم تحكم علاقات المدرس مع نفسه ومع الآخرين، والعمل على توجيهها نحو تحرير الذات الفردية وإبراز طاقاتها الخلاقة في مجال المهنة.

إن أخلاقيات المهنة تتجاوز رهانات التربية بمعناها العام، سواء ما ارتبط منها بمجال المعرفة الخالصة(نتعلم لنعرف) أو بمجال الوجود (نتعلم لنكون) أو بمجال العمل (نتعلم لنفعل) أو بمجال الوجود مع الآخر (نتعلم لنكون مع الآخر).

لهذا تتجلى الغاية من وراء أخلاقيات المهنة في تعزيز وترسيخ القيم؛ قيم المواطنة ـ قيم الدين الإسلامي ـ قيم الأخلاق السامية ـ قيم الديموقراطية ـ قيم حقوق الإنسان وحقوق الطفل والأسرة ـ قيم الفئات البشرية المختلفة، فضلا عن توعية الشغيلة التعليمية بأبعاد الرسالة التربوية والتعليمية تجاه الفرد والمجتمع، بغية استضمار سلوك أخلاقي يلعب فيه الضمير المهني دورا فعالا وإيجابيا.

3 ـ أهمية أخلاقيات المهنية في المجال التربوي
تتجلى أهمية دراسة موضوع أخلاقيات المهنة في تعزيز الممارسات الأخلاقية التي ينبغي أن تنعكس بشكل أكثر إيجابية في منهجية التدريس، وفي العلاقات التربوية بين مختلف مكونات الوسط المدرسي، وتكوين لدى المدرس اتجاهات إيجابية نحو المهنة، إذ تبصره بالتزاماته الأخلاقية، وتوعيته بأبعاد الرسالة التعليمية التي يتحملها تجاه الفرد والمجتمع. كما تنظم علاقاته الإدارية الاجتماعية، وتدربه على أساليب التعامل اللائق مع مختلف مكونات المجتمع المحلي والوطني، هذا فضلا عن معرفته لقواعد الانضباط الأخلاقية، والقدوة الحسنة، والتحلي بالضمير المهني والابتعاد عن الشبهات، من أجل تحقيق الوعي بأهمية البعد ألقيمي الأخلاقي في مجال التربية والتكوين، وإشاعة ثقافة جديدة مبنية على أساس احترام مواثيق حقوق الإنسان وحقوق الطفل والأسرة، ودعم الارتباط بالمؤسسة والحفاظ على سمعتها وتفعيل دورها الإشعاعي، هذا فضلا عن تنمية روح التواصل والتعاون والاحترام المتبادل بين مختلف الفرقاء.

4. الاتجاه نحو المهنة
تنطلق أخلاقية المهنة أساسا من وجود اتجاه إيجابي نحو المهنة. فلا يمكن الاطمئنان إلى تشكل هذه الأخلاقية من دون وجود هذا الاتجاه. لذلك يبقى موضوع الاتجاه نحو مهنة التدريس الإطار العام لكل الاتجاهات والمواقف والتمثلات والإدراكات وتوقعات الأدوار في العملية التعليمية.

إن استدماج آداب المهنة وأخلاقياتها، لا يمكن أن يتأتى بالوعظ والإرشاد بل بالإقناع والاقتناع. وهذا الاقتناع لا يتم إلا عبر الانخراط في ثقافة المؤسسة وقبول العمل فيها. لذا لا يمكن مطالبة رجل العليم بالالتزام بأخلاقية المهنة ما لم يكن له موقف إيجابي من هذه المهنة. إن مهام التعليم معقدة ومركبة حيث تتداخل الحياة المهنية لأصحابها مع حياتهم الخاصة.

فأمام تعدد مهام الفعل التعليمي لابد من توفر شروط موضوعية وأخرى ذاتية للقيام بهذه المهام: فالموضوعية منها ترتبط بالأوضاع المادية والمعنوية للمهنة، أما الذاتية المرتبطة بالمدرس ذاته، تتنوع النظريات بصددها منها القائلة:
ـ بالقدرة على حل المشاكل والقابلية للتكيف مع مختلف المواقف والوضعيات التعليمية (التوفر على اتجاه ديموقراطي، التوفر على مميزات النظام والتخطيط، التوفر على الدفء الإنساني في العلاقات).
ـ بفهم المتعلم والقدرة على النظر إلى الوضعية التعليمية نظرة شمولية.
ـ بالتوفر على تكوين قادر على توفير إمكانية التعامل مع مبادئ التربية الحديثة من جهة، والقابلية للتطور والتجديد ومتابعة المتعلمين وفهمهم والتعاون مع الزملاء من جهة أخرى.
ـ بالوعي بمفارقات الذات ومساعدة المتعلمين على فهم الصعوبات التي تواجههم في العملية التعليمية.


إن هذه الشروط التي يمكن اعتبارها جزء من مكونات أخلاقية مهنة التدريس لا يمكن أن تتوفر من دون وجود اتجاه إيجابي نحو المهنة. وهكذا فقد أكد "هانون" على حب العمل كشرط ضروري لخلق الاستعداد وروح المسؤولية في ممارسة المهام. وقد اعتبر "دوترانس" أن حب المهنة هو أهم شرط وليس فقط وجود ضمير مهني مرتكز على اعتبار ممارسة المهام من باب الواجب.

أ‌. أهمية اتجاه المدرس نحو المهنة
لقد أصبحت اتجاهات المدرس، من أكثر المواضيع إثارة للاهتمام، ضمن مجال البحث في معطيات الفعل التعليمي، باعتبار أن التأثير الذي يمارسه المدرس، لا يرجع فقط إلى ما يعرفه، بل إلى ما هو عليه وما يحمله من قناعات وتوجهات أيضا. إن المدرس ينخرط بكامل شخصيته في العملية التعليمية، ولا يمكنه أن يعلق خصائصه النفسية والاجتماعية والعقلية والتاريخية عند باب الفصل الدراسي. ولما كانت العملية التعليمية هذه ترتكز بشكل كبير على العلاقات، فإن هذا التركيز هو ما يسمح لاتجاهات المدرس، بأن تحل أهمية كبرى في مجال محددات العمل التعليمي. ويعرف " بيركينز" و "كرومب" اتجاه المدرس بأنه هو ما يظهره عند تفاعله مع المتعلمين والمواقف التعليمية المختلفة داخل الفصل الدراسي. وبعبارة إجرائية يمكن القول: إنه (اتجاه المدرس نحو المهنة) موقف واضح نسبيا للمدرس تجاه موضوعات ترتبط بالعملية التعليمية (المتعلمون، المؤسسة، المنهاج، الأحداث والوقائع التعليمية والمبادئ التربوية...). هذا الموقف، يعبر عن نفسه بوضوح عبر أعراض ومظاهر مختلفة (طبيعة ممارسة مهام التعليم، طبيعة العلاقة مع العناصر المرتبطة بالفعل التعليمي، اختيار الطريقة والأسلوب...). لذا، فاتجاهات المدرس توجد على رأس عوامل نجاحه في مهمته. وقد برهنت العديد من الدراسات أن تغيير الاتجاهات لدى المدرس نحو الأفضل يؤدي إلى تحسين نتائج المتعلمين.

وتتميز الدراسة في مجال الاتجاه نحو مهنة التدريس، بكونها حاولت الاستفادة من نتائج علم النفس الصناعي على مستوى الإطار المرجعي النظري، كما استفادت على مستوى المنهجي في صياغة أدوات قياس الاتجاهات وطرق الملاحظة.

من الملاحظ أن هناك تنوعا في المصطلحات المستخدمة للدلالة على الاتجاه نحو المهنة، إذ نجد مصطلحات: الروح المعنوية، الانشراح في العمل، الرضا الوظيفي أو المهني ، الميل إلى المهنة أو غيره... إلا أنه ينبغي التمييز بين هذه المفاهيم؛ فالروح المعنوية، هي تلك الروح السائدة بين العاملين في المؤسسة، والتي تتميز بالثقة في هذه المؤسسة وفي جماعة العمل، وبالتقدير الذاتي لدور كل عامل في المؤسسة، وأهميته بالنسبة لجماعة العمل، وبالولاء والإخلاص لمؤسسة العمل، والاستعداد للكفاح والنضال من أجل تحقيق أهداف المؤسسة، والعمل على إنجاحها والمحافظة عليها والدفاع عنها من أي تهديد (الشعور المشترك بين جماعة ما).

أما الإحساس بالانشراح (السرور) في العمل، هو الانخراط العميق للشخصية في العمل، حيث تغني الشخصية العمل ويغني العمل الشخصية في نفس الوقت ويطورها.

أما الميل نحو مهنة التدريس، فهو من أكثر المفاهيم استعمالا كمرادف للاتجاه نحو المهنة، لكن بعض المهتمين يعتبرون أن هناك فرقا جوهريا بينهما؛ فالاتجاه موقف من موضوع ذي صبغة اجتماعية يثير إشكالية، بينما الميل هو موقف يجسد رغبة في شيء، وهذه الرغبة ذاتية شخصية ولا يمكن أن تثير إشكالية بين الناس.

وتستعمل مجموعة من الدراسات مفهوم الرضا الوظيفي أو الرضا عن المهنة كمرادف أيضا لمفهوم الاتجاه نحو المهنة. ويعرف الرضا عن الميل، بكونه تعبير عن الموقف الذي يتخذه الفرد تجاه عمله بصورة تعكس نظرة هذا الفرد، وتقويمه لعنصر أو أكثر من العناصر الموجودة في محيط العمل. كما يعرف أيضا بأنه درجة شعور الفرد بمدى إشباع الحاجات التي يرغب في أن يشبعها من وظيفته من خلال قياسه بأداء وظيفة معينة.

إن الاتجاه الإيجابي من مهنة التدريس حسب "بيشوت" وغيره، يتشكل من مجموعة من الأبعاد، أهمها: الموقف من تحقيق الحاجات إلى التواصل، الاندماج في الجماعة، حب المتعلمين. أما "ناصف عبد الخالق" فقد استعرض مجموعة من المكونات والأبعاد، التي صنفها في ثلاثة:
ـ الرضا بسياسات العمل في المؤسسة، وتشمل سياسات الأجور والتعويضات والترقيات الخ ؛
ـ الرضا بعلاقات العمل (العلاقات مع الآخرين في محيط العمل)؛
ـ الرضا بالعمل في حد ذاته (حب العمل والميل إليه والتفاني فيه).

ويرى "ميالاري" أن اتجاه المدرس نحو المهنة يتشكل من اتجاهات جزئية كالتالي:
ـ اتجاه نحو ذاته ومدى تعلقه بمهنته ونسيان ذاته (الرضا، الإخلاص، التثقيف الذاتي...)؛
ـ اتجاه نحو المتعلمين (حب، احترام، تفاهم، تسامح...)؛
ـ اتجاه نحو الجماعة (ديموقراطي، عادل ومنصف، محايد، موجه، مساعد...)؛
ـ اتجاه نحو الواقع المدرسي (الموقف من المقررات والمناهج)؛
ـ اتجاه نحو الحياة بصفة عامة.

ووضع حميد عبد الجبار وآخرون أربعة مجالات ضمن الاتجاه نحو مهنة التدريس، وهي:
ـ الموقف من المكانة الاجتماعية لمهنة التدريس؛
ـ الموقف من الخصائص الشخصية التي تتطلبها المهنة؛
ـ الموقف من القدرات المهنية؛
ـ الموقف من مستقبل المهنة وما تحققه من إشباعات مادية.

أما " إيفانز" فقد وضعت مكونات هذا الاتجاه كالتالي:
ـ الموقف من طبيعة وظروف العمل؛
ـ الموقف من مكانة مهنة التدريس وأجورها؛
ـ الموقف من الصفات الشخصية للمدرسين؛
ـ الموقف من العلاقات مع الزملاء في المهنة.

ب. نتائج الاتجاه الإيجابي نحو مهنة التدريس
لقد تمحورت أهم الدراسات التي تهدف إلى البحث في نتائج نمط الاتجاه، نحو مهنة التدريس حول العلاقة بين هذا الاتجاه ومستوى الإنتاجية لدى المدرس، ونتائج ذلك على المستويين، في حين اتجهت دراسات قليلة أخرى إلى البحث في علاقة طبيعية لهذا الاتجاه والتوافق النفسي لدى المدرس. وفي كل الحالات تقريبا، كان التركيز على أهمية اكتساب المدرس لاتجاه إيجابي نحو مهنته، وخطورة تواجد اتجاه سلبي لما يمكن أن يخلقه هذا الأخير من تأثيرات خطيرة، سواء على مستوى المردودية التربوية للمدرس أو على مستوى صحته النفسية.

وقد بينت بعض الدراسات أن اتجاه المدرس وسلوكه يحددان صورته لدى متعلميه. وهذه الصورة التي يحملها هؤلاء المتعلمون عن مدرسهم، تؤثر على نجاحهم وتطورهم. إن المدرسين المتقبلين لمهامهم، يكون تلامذتهم أكثر نجاحا بحيث يكون المدرس نموذجا في ضوء اتجاهه نحو المادة التي يدرسها، ونحو عملية التعليم بوجه عام. فازدياد الاهتمام والاتجاه الإيجابي للمدرس نحو المهنة، يؤدي إلى ازدياد إتقان الفرد لها. وكنتيجة، فإن الاتجاهات نحو مهنة التدريس هي مفتاح التنبؤ بنموذج الجو الاجتماعي الذي سوف يؤكده المدرس في الصف، وآن الاتجاه الإيجابي للمدرس نحو مهنته يساعد على القيام بعملية التعليم بصورة سليمة،وفق مجالاتها الأربعة: السلوكية ( الديموقراطية، العدل، الإخلاص، المواطنة، الالتزام...) والوجدانية ( الحلم، الود، الإنسانية، التفاؤل، التشجيع...) والسلوكي الوجداني ( العبر والقدوة داخل المؤسسة وخارجها) والمعرفية ( اكتساب ثقافة مهنية، إدارية، تنظيمية وعلائقية) وكذا مواصفات المدرس الأخلاقية المحددة. في حين تبقى الاتجاهات السلبية دون تحقيق الأهداف والغايات المتوخاة.

ج. الاتجاه السلبي نحو المهنة
إن الاتجاه السلبي نحو مهنة التدريس وعدم الرضا عنها، يمكن أن يؤدي إلى الرفع من درجة العدوانية والانزواء والإحساس بالإحباط، وهي ردود فعل عصابية تؤثر سلبا على ممارسة مهام الفعل التعليمي، وتؤدي إلى نتائج سلبية بالنسبة لعملية التعليم. فممارسة أية مهنة من دون وجود اتجاه إيجابي نحوها، غالبا ما يخلق الانحراف النفسي الذي هو ظاهرة نفسية تتميز بعدم الرضا على الذات وطغيان التشاؤم والتبريرية المرضية.

فإذا كانت مختلف المهن لا يتم النجاح فيها إن وجد مثل هذا الاتجاه، فإن مهنة التدريس تبقى أكثر إلحاحية على ضرورة توفر اتجاه إيجابي منها، نظرا لطابعها وخصوصيتها؛ فهي مهنة تركز على علاقات تفاعلية قوية، تستلزم الرضا والرغبة في العمل، كما أنها ترتكز على إعطاء النموذج وتمرير مجموعة من التعلمات عبر عمليات التماهي، إضافة إلى أن عملية التعليمية / التعلمية هي عملية وجدانية أيضا، وتتأثر بالمواقف والعواطف والتمثلات.

ملحوظـــــة
في النهاية يطرح علينا السؤال التالي: كيف ينبغي أن تكون المساهمة في تشكيل أي اتجاه إيجابي نحو المهنة؟

في البداية يصطدم المرء بحاجز المحبطات والمعيقات الذاتية والموضوعية لوجود هذا الاتجاه (الإقبال على العمل والرغبة فيه والرضا عنه، المكانة الاجتماعية، الأجور...).

إن ما يمكن فعله في مجال التكوين هو، من جهة، تحليل واقع الممارسة وتفكيك الميكانيزمات المعيقة، وتعميق الوعي بأهمية الفعل التعليمي في تجاوز مجموعة من المعيقات التعليمية، والإسهام في بلورة وتعميق أنسنة الإنسان من خلال حقوقه وواجباته، انطلاقا من حقوق الطفل. ومن جهة أخرى، تجاوز دروس الوعظ والإرشاد في ضرورة حب المهنة والرضا عنها والإخلاص لها، وغيرها من محددات أخلاقية المهنة عبر أساليب أكثر فعالية وأكثر حداثة، بالاعتماد على تقنيات السيكوسسيولوجيا ( لعب الأدوار، عمل ومناقشة داخل المجموعات، تقنيات التنشيط الجماعي...)
-----------
ذ. بنعيسى احسينات





التوقيع

إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر

    رد مع اقتباس
قديم 2010-06-12, 11:26 رقم المشاركة : 8
بلابل السلام
بروفســــــــور
إحصائية العضو







بلابل السلام غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام حفظ سورة الكهف

وسام المرتبة الأولى في مسابقة القرآن الكريم والتجو

افتراضي رد: عرض المبحث السادس من الفصل الثاني:الإلتزام المهني و الأخلاقي.


من مظاهر الأستاذ المتميز أن يتحلى بالقيم والمبادئ الأخلاقية النبيلة ، لأنه المثل والقدوة للتلميذ

وقد مررت أثناء قراءتي بهذين النموذجين فأحببت المشاركة بهما
روى الجاحظ :
ــ أن عقبة بن أبي سفيان لما دفع ولده إلى المؤدب
قال له:-
(ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بني إصلاح نفسك،
فإن أعينهم معقودة بعينك،
فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت،
وعلمهم سير الحكماء، وأخلاق الأدباء،
وتهددهم بي، وأدبهم دوني،
وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء ولا تتكلن
على عذر مني، فإني اتكلت على كفاية منك).

* و أيضا ما روى ابن خلدون في مقدمته:-

* أن هارون الرشيد لما دفع ولده الأمين إلى المؤدب قال له:
(يا أحمد: إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه، وثمرة قلبه،فصير يدك عليه مبسوطة، وطاعتك له واجبة،فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين.أقرئه القرآن، وعرفه الأخبار، وروه الأشعار وعلمه السنن،وبصره بمواقع الكلام وبدئه،وامنعه من الضحك إلا في أوقاته، ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها من غير أن تحزنه فتميت ذهنه، ولا تمعن في مسامحته، فيستحلي الفراغ ويألفه،وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة، فإن أباهما فعليك بالشدة والغلظة).





التوقيع


    رد مع اقتباس
قديم 2010-06-12, 11:44 رقم المشاركة : 9
خالد السوسي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية خالد السوسي

 

إحصائية العضو








خالد السوسي غير متواجد حالياً


وسام المنظم في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام المنظم مسابقة الأستاذ الرمضانية

مسابقة كان خلقه القران1

وسام المرتبة الأولى في مسابقة المصطلحات

وسام المرتبة الأولى في مسابقة ألغاز رمضان

وسام المشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام المركز الأول في مسابقة استوقفتني آية

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

افتراضي رد: عرض المبحث السادس من الفصل الثاني:الإلتزام المهني و الأخلاقي.




جزاكم الله خيرا اخواني الافضل على مساهماتكم القيمة والمميزة والمفيدة وبارك الله فيكم وشكرا جزيلا لكم


نوال العيد : آمل ألا يبقى ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم حبراً على ورق


بقلم الكاتبة :سلام نجم الدين الشرابي



نحتاج لاستنهاض الهمم للعودة إلى قيم تتسم بها مجتمعاتنا وتفعيلها كما يجب، ومن ذلك "المعلم أو المعلمة القدوة"وهذا ما حاول اللقاء الحواري الرابع ترسيخه تحت مسمى "ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم" المعلم القدوة الذي عقد صباح اليوم الأحد 24-1-1431هـ في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، بحضور مجموعة كبيرة من القيادات التعليمية العليا والمعلمات والمشرفات التربويات.

شمل ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم وفق ما ذكرت الأستاذة ابتسام الأحمد أهداف الميثاق ومصطلحاته، رسالة التعليم، المعلم وأداؤه المهني، المعلم وطلابه، المعلم والمجتمع، المعلم والمجتمع المدرسي، المعلم والأسرة.

تناول اللقاء الحواري الرابع المعلمة القدوة من الجوانب التربوية المهنية، ومن الجانب الاجتماعي حيث قدمت الدكتورة نوال العيد " عضو هيئة التدريس بجامعة الأميرة نوره" ورقة حول هذا الموضوع أشارت فيها إلى أهمية القدوة مبينة أنها أقدم أسلوب تعليمي تربوي اختاره الله سبحانه وتعالى لتعليم البشر وتصحيح أخطائهم، وإن أهميتها تأتي من خلال توجيه الله عز وجل لرسوله الكريم للاقتداء بمن سبقه من الرسل.

ووضحت "العيد" أن القدوة الحسنة من أرقى الأساليب التي تؤثر بشكل فاعل في تكوين اتجاهات الشخصية الفكرية وتجديد أنماط سلوكها، مؤكدة على أن القدوة في المجتمع لها أهميتها وخطرها فلا خير في أمة علاها غثاؤها وكل الخير في أمة علاها فضلاؤها.

كما أشارت "العيد" أن القدوة لا تحتاج من القول الكثير فيكفي تطبيقها لما تؤمن به وتعتقده أمام الناس ليكون له فعل السحر عليهم مستشهدة بقول الحسن البصري "عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل"

فللأفعال أثرها العميق في نفسية الآخرين.

وعن مواصفات المعلم القدوة تقول الدكتورة نوال العيد في مجال الإيمانيات:
الثقة بالله تعالى وبما شرع لعباده،
الصدق ،

العدل،
الصبر،
الأمانة،
التنزه عن الشبهات وما يخل بالمروءة.

وفي مجال المواصفات الشخصية أن يكون المعلم أو المعلمة

حسن المظهر،
يتمتع بالحلم والعفو عند المقدرة
والجود والإيثار،
الرفق واللين،
الشفقة الرأفة والرحمة،
التواضع.

ونوه الدكتور خالد الحليبي " مدير مركز التنمية الأسرية إلى أن القدوة الحسنة في الإسلام تنقسم لقسمين قدوة حسنة مطلقة وقدوة حسنة مقيدة كأن يقتدي بالفرد في أمر محمود منه واحد أو أكثر .

وطالب "الحليبي" بإقامة دراسات حول الظواهر السلبية الموجودة في المجتمع الدراسي للفتيات ومحاولة إيجاد الحلول الناجعة لها، كـ الإعجاب بين الفتيات، المعاكسات مع الشباب، عدم وجود التجانس بين البنت وأمها وغيرها، لافتاً إلى التقصير الكبير في هذا الجانب.

وخرج اللقاء الحواري الرابع "ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم" بمجموعة من التوصيات منها:

تكثيف البرامج التربوية للتعريف بميثاق أخلاقيات مهنة التعليم في الميدان التربوي وتفعيل العمل به وتضمينه في إصدارات وزارة التربية والتعليم بهدف نشر ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم لجميع المنتسبين للمؤسسة التربوية.

نشر الوعي بأهمية المعلمة القدوة في المجتمع والاستفادة من وسائل الإعلام التربوي في توضيح الآثار المترتبة على عدم تواجدها في الميدان التربوي.

إقامة اللقاءات الحوارية المفتوحة بين المشرفات والمعلمات من جانب والطالبات من جانب آخر حتى تتعرف الطالبة على الجانب الآخر في شخصية المشرفة التربوية والمعلمة خارج قاعة الدرس.
تخفيض نصاب المعلمة من الحصص حتى تتمكن من إعطاء المهنة حقها في ضوء تطبيق المناهج المطورة وتقنيات التعليم الحديثة وعدم تكليفها بأعباء إضافية خارج تخصصها وعملها الأساس.

إقامة دورة تدريبية للمشرفات التربويات والمعلمات بعنوان المعلم الأول (الرسول صلى الله عليه وسلم) وحث الجميع للالتحاق بها.







التوقيع


جميع من عاش في القرون الثلاثة المفضلة لم يحتفل بالمولد
فلم نحتفل نحن ؟ هل نحن أعلم و أفقه منهم ؟
و لماذا غاب هذا الخير عنهم وعلمه من جاء بعدهم ؟
و لماذا لا يتحدث الناس عن يوم وفاته الذي كان يوم 12 ربيع الأول ؟
أغلب الناس الذين يحتفلون لسان حالهم :
بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون
بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون
من كان مستنا فليستن بمن سبق...
اللهم أمتنا على السنة..


    رد مع اقتباس
قديم 2010-06-12, 11:54 رقم المشاركة : 10
MoSt@Fa
الإدارة الـتـقـنــيـة
 
الصورة الرمزية MoSt@Fa

 

إحصائية العضو







MoSt@Fa غير متواجد حالياً


وسام المركز الثالث في مسابقة استوقفتني آية

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي رد: عرض المبحث السادس من الفصل الثاني:الإلتزام المهني و الأخلاقي.


يمكن تعريف الأخلاق بأنها "ما يجب عليك أن تفعله"، وبتحديد أكثر "أن تعرف ما التصرف الصحيح وما التصرف الخطأ ثم تفعل ما هو صحيح" وربما كان هذا التعريف الثاني أوضح وأبسط قليلا.
وصحيح أن هذا التعريف بسيط وواضح، ولكن الحياة العملية للمعلم قد لا تسهل الاستفادة منه كثيراً . لماذا ؟ لان "التصرف الصحيح" و "التصرف الخطأ" قد يتداخلا، بل كثيرا ما يتداخلا بدرجة تترك المعلم في حيرة شديدة بين البديلين، حيث قد يطلب منه عمليا الاختيار بين تصرفين يبدو أن كليهما صحيح !
من المؤكد ان غالبية التصرفات الخاطئة تكون واضحة مثل السرقة او الغش او القتل، فلا أحد يقر هذه التصرفات بالطبع، ولكن المشكلة ليست في هذه الحالات الواضحة، وإنما تكمن المشكلة فى ما الذي يجب علينا أن نفعله ؟ ان السؤال الصعب حقيقة هو " ما الذي يجب ان نفعله؟ ولنأخذ على ذلك بعض الأمثلة العملية على المعضلات الأخلاقية التي تواجهنا طول الوقت:
- علينا أن نوفر التعليم الاساسى بالمجان لكل الناس فهو حق كالماء والهواء، ولكن ذلك سيتطلب زيادة الضرائب على الناس لتمــويل بناء المـــــــــدارس و تشغيلها. فهل نرفع الضرائب ؟ ام نفرض بعض الرسوم على المدارس؟ أم نتيح التعليم المجاني للفائقين فقط؟ أم نرضى بجودة منخفضة في التعليم المجاني ونتيحه للجميع؟ ام ماذا ؟ ما الذى يجب ان نفعله ؟!
- من الصواب طبعا ان يحافظ المعلم على الأسرار التي يبوح بها التلميذ له، ومن الصواب أيضا أن يتعاون المعلم مع الناظر فيعطيه بعض المعلومات المهمة لحسن إدارة المدرسة. فهل يجب على المعلم التمسك بالمحافظة على السر؟ أم يجب أن يتعاون مع الناظر ويعطيه المعلومات التي سبق له التعـــهد بسريتها؟ وهل سيختلف الجواب إذا تعلق الأمر بأمن المدرسة؟ او باكتشاف مرتكب إحدى المخالفات الكبيرة؟ ما الذي يجب ان نفعله ؟!
ولنراجع معا بعض الحالات العملية من واقع الحياة اليومية للمعلمين لعلنا نتبين بدرجة أوضح صعوبة القضية الأخلاقية، ولتدارس كيفية التعامل مع المعضلات الأخلاقية.


اقتباس:
حالة عملية (1) مدرسة ام كباريه ؟!
تلقى الدكتور توفيق استدعاء من مدرسة نجله أكرم ( الصف الثالث اعدادى) لمناقشة امر هام لم يفصح عنه خطاب الاستدعاء، ولم تفلح محاولاته مع أكرم فى التعرف على السبب.
ذهب د. توفيق لمقابلة مديرة المدرسة، ولكنه أحيل إلى ناظرة المرحلة الإعدادية التي كانت تنتظره فى غرفة مغلقة مع إعطاء جو من الغموض والسرية الشديدة. طلبت مس صفية منه التحلي بالهدوء لكي تتم معالجة الأمر بحكمة "إيه الحكاية ؟" تساءل د/ توفيق فى تبرم وقلق.
أخرجت مس صفية مظروفا وفتحته وأفرغت منه مجموعة من الصور الفاضحة جدا ثم أدخلتها بسرعة فى المظروف مرة ثانية بعد ان اكتسى وجهها بحمرة الخجل "شفت المصيبة يا دكتور؟ مش بس كده، وإنما يتداولها مع الفصل كله. يرضيك كده يا دكتور؟ "ثم أخرجت ورقة وأعطتها للدكتور توفيق تضمنت قراراً بفصل أكرم من المدرسة لمدة أسبوعين مع ضرورة تعهد ولى الأمر بعدم عودة أكرم الى هذا السلوك المشين.
لم يرد د/ توفيق على مس صفية لأنه كان يفكر فى الأمر، حيث تساءل مع نفسه حول سلامة تصرف المدرسة إزاء ما أتاه نجله أكرم وظن ان ما فعلته المدرسة ليس تصرفاً صحيحاً، بل ان طريقة تعامل مس صفية مع الموضوع افتقرت الى المهنية والحرفية الواجبة.
انتقل د/ توفيق إلى مديرة المدرسة حيث حاول أن يوضح لها وجهة نظره انطلاقاً من أن أكرم في سن المراهقة ، وان الفضول في هذه السن أمر طبيعي ، وان قرار الفصل لن يفيد المدرسة ولن يفيد الطالب، بل أنه لا يستطيع إعطاء التعهد المطلوب منه لان الأمر ليس تحت سيطرته وحده وإنما تحت سيطرة المدرسة بدرجة أكبر .
ومع استمرار المناقشة تزايد غضب المديرة تدريجيا إلى أن ألقت بالسؤال "هل سنحول المدرسة إلى كباريه ؟!"
وازدادت المشــكلة صعوبة... وازدادت حيرة الجميع. ماذا يجب أن نفعل ؟

و لنتناول الحالة الثانية :
اقتباس:
حالة عملية (2) اعتذار او إذلال ؟
كان الطالب/ عمرو الشاطبى هو المحرك الحقيقي والقائد الفعلي للكتابة على حوائط الممر العلوي للمدرسة عبارات تتضمن مساساً بناظر المدرسة. كشف التحقيق ذلك. واستدعى الناظر ولى أمر الطالب/ عمرو وابلغه قرار المدرسة.
"والد عمرو سيدفع تكلفة إعادة دهان الحوائط، وعمرو سيفصل لمدة شهر، وعندما يعود الى المدرسة سيعتذر عن فعلته فى طابور الصباح امام كل الطلاب والمعلمين".
لم يمانع ولى الأمر في دفع تكاليف إعادة دهان الحوائط ولكنه اعترض على الاجرائين الآخرين: فصل عمرو، واعتذاره (او إذلاله على حد تعبيره) أمام طابور الصباح.
ما الذي تقضى به أخلاق المهنة في رأيك ؟


والحالتان السابقتان مثال على ما يواجه المعلمين بصفة متكررة في حياتهم المدرسية، فى علاقتهم مع الطلاب، في علاقاتهم بأولياء الأمور، في تحديدهم وتطبيقهم لمعايير السلوك. إن التصرف الصحيح ليس دائماً واضحاً ومحدداً ومقبولاً من كل الأطراف.
يزداد الأمر صعوبة عندما تكون التصرفات المتعارضة كلها منبثقة من قيم أصيلة ونبيلة ومستقرة فى ضمائرنا وتتنافس على توجيه سلوكنا . ومن أهم المعضلات الشائعة :
· الصراع بين الحب والواجب.
· الصراع بين الصدق والولاء.
· الصراع بين العدل والرحمة.
· الصراع بين مصلحة الفرد ومصلحة المدرسة.
· الصراع بين مقتضيات الأجل الطويل وضغوط الأجل القصير.
· الصراع بين ديمقراطية القرار وبين الاقتناع الشخصي بقرار مخالف.
إن المعلم اذ يواجه هذه المواقف الأخلاقية يكون في حيرة شديدة، وتزداد حيرته عندما يكون هو الناظر أو المدير لأنه صاحب القرار، والقرار تصاحبه مسئولية جسيمة.
خلاصة القول أن السلوك الخلقي القويم للمعلم ليس أمرا سهلاً، والتعرف على ما يجب عمله فى كل موقف ليس أيضاً أمراً سهلاً. وهذا الكتاب هو محاولة للإجابة على كثير من التساؤلات وأيضا لهيكلة أساليب التعامل مع المواقف الأخلاقية المحيرة. ولما كان المعلم هو النموذج والقدوة، وجب علينا أن نتدارس الوضع الخاص للمدرسة كمؤسسة أخلاقية وبالتالي الوضع الخاص للمعلم كنموذج أخلاقي.


المرجع: نفس المصدر الذي ذكرته أعلاه





التوقيع



||| سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم |||

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من , المبحث , الأخلاقي. , المهني , الثاني:الإلتزام , السادس , الفشل , عرض


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 08:34 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd