عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-12, 11:54 رقم المشاركة : 10
MoSt@Fa
الإدارة الـتـقـنــيـة
 
الصورة الرمزية MoSt@Fa

 

إحصائية العضو







MoSt@Fa غير متواجد حالياً


وسام المركز الثالث في مسابقة استوقفتني آية

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي رد: عرض المبحث السادس من الفصل الثاني:الإلتزام المهني و الأخلاقي.


يمكن تعريف الأخلاق بأنها "ما يجب عليك أن تفعله"، وبتحديد أكثر "أن تعرف ما التصرف الصحيح وما التصرف الخطأ ثم تفعل ما هو صحيح" وربما كان هذا التعريف الثاني أوضح وأبسط قليلا.
وصحيح أن هذا التعريف بسيط وواضح، ولكن الحياة العملية للمعلم قد لا تسهل الاستفادة منه كثيراً . لماذا ؟ لان "التصرف الصحيح" و "التصرف الخطأ" قد يتداخلا، بل كثيرا ما يتداخلا بدرجة تترك المعلم في حيرة شديدة بين البديلين، حيث قد يطلب منه عمليا الاختيار بين تصرفين يبدو أن كليهما صحيح !
من المؤكد ان غالبية التصرفات الخاطئة تكون واضحة مثل السرقة او الغش او القتل، فلا أحد يقر هذه التصرفات بالطبع، ولكن المشكلة ليست في هذه الحالات الواضحة، وإنما تكمن المشكلة فى ما الذي يجب علينا أن نفعله ؟ ان السؤال الصعب حقيقة هو " ما الذي يجب ان نفعله؟ ولنأخذ على ذلك بعض الأمثلة العملية على المعضلات الأخلاقية التي تواجهنا طول الوقت:
- علينا أن نوفر التعليم الاساسى بالمجان لكل الناس فهو حق كالماء والهواء، ولكن ذلك سيتطلب زيادة الضرائب على الناس لتمــويل بناء المـــــــــدارس و تشغيلها. فهل نرفع الضرائب ؟ ام نفرض بعض الرسوم على المدارس؟ أم نتيح التعليم المجاني للفائقين فقط؟ أم نرضى بجودة منخفضة في التعليم المجاني ونتيحه للجميع؟ ام ماذا ؟ ما الذى يجب ان نفعله ؟!
- من الصواب طبعا ان يحافظ المعلم على الأسرار التي يبوح بها التلميذ له، ومن الصواب أيضا أن يتعاون المعلم مع الناظر فيعطيه بعض المعلومات المهمة لحسن إدارة المدرسة. فهل يجب على المعلم التمسك بالمحافظة على السر؟ أم يجب أن يتعاون مع الناظر ويعطيه المعلومات التي سبق له التعـــهد بسريتها؟ وهل سيختلف الجواب إذا تعلق الأمر بأمن المدرسة؟ او باكتشاف مرتكب إحدى المخالفات الكبيرة؟ ما الذي يجب ان نفعله ؟!
ولنراجع معا بعض الحالات العملية من واقع الحياة اليومية للمعلمين لعلنا نتبين بدرجة أوضح صعوبة القضية الأخلاقية، ولتدارس كيفية التعامل مع المعضلات الأخلاقية.


اقتباس:
حالة عملية (1) مدرسة ام كباريه ؟!
تلقى الدكتور توفيق استدعاء من مدرسة نجله أكرم ( الصف الثالث اعدادى) لمناقشة امر هام لم يفصح عنه خطاب الاستدعاء، ولم تفلح محاولاته مع أكرم فى التعرف على السبب.
ذهب د. توفيق لمقابلة مديرة المدرسة، ولكنه أحيل إلى ناظرة المرحلة الإعدادية التي كانت تنتظره فى غرفة مغلقة مع إعطاء جو من الغموض والسرية الشديدة. طلبت مس صفية منه التحلي بالهدوء لكي تتم معالجة الأمر بحكمة "إيه الحكاية ؟" تساءل د/ توفيق فى تبرم وقلق.
أخرجت مس صفية مظروفا وفتحته وأفرغت منه مجموعة من الصور الفاضحة جدا ثم أدخلتها بسرعة فى المظروف مرة ثانية بعد ان اكتسى وجهها بحمرة الخجل "شفت المصيبة يا دكتور؟ مش بس كده، وإنما يتداولها مع الفصل كله. يرضيك كده يا دكتور؟ "ثم أخرجت ورقة وأعطتها للدكتور توفيق تضمنت قراراً بفصل أكرم من المدرسة لمدة أسبوعين مع ضرورة تعهد ولى الأمر بعدم عودة أكرم الى هذا السلوك المشين.
لم يرد د/ توفيق على مس صفية لأنه كان يفكر فى الأمر، حيث تساءل مع نفسه حول سلامة تصرف المدرسة إزاء ما أتاه نجله أكرم وظن ان ما فعلته المدرسة ليس تصرفاً صحيحاً، بل ان طريقة تعامل مس صفية مع الموضوع افتقرت الى المهنية والحرفية الواجبة.
انتقل د/ توفيق إلى مديرة المدرسة حيث حاول أن يوضح لها وجهة نظره انطلاقاً من أن أكرم في سن المراهقة ، وان الفضول في هذه السن أمر طبيعي ، وان قرار الفصل لن يفيد المدرسة ولن يفيد الطالب، بل أنه لا يستطيع إعطاء التعهد المطلوب منه لان الأمر ليس تحت سيطرته وحده وإنما تحت سيطرة المدرسة بدرجة أكبر .
ومع استمرار المناقشة تزايد غضب المديرة تدريجيا إلى أن ألقت بالسؤال "هل سنحول المدرسة إلى كباريه ؟!"
وازدادت المشــكلة صعوبة... وازدادت حيرة الجميع. ماذا يجب أن نفعل ؟

و لنتناول الحالة الثانية :
اقتباس:
حالة عملية (2) اعتذار او إذلال ؟
كان الطالب/ عمرو الشاطبى هو المحرك الحقيقي والقائد الفعلي للكتابة على حوائط الممر العلوي للمدرسة عبارات تتضمن مساساً بناظر المدرسة. كشف التحقيق ذلك. واستدعى الناظر ولى أمر الطالب/ عمرو وابلغه قرار المدرسة.
"والد عمرو سيدفع تكلفة إعادة دهان الحوائط، وعمرو سيفصل لمدة شهر، وعندما يعود الى المدرسة سيعتذر عن فعلته فى طابور الصباح امام كل الطلاب والمعلمين".
لم يمانع ولى الأمر في دفع تكاليف إعادة دهان الحوائط ولكنه اعترض على الاجرائين الآخرين: فصل عمرو، واعتذاره (او إذلاله على حد تعبيره) أمام طابور الصباح.
ما الذي تقضى به أخلاق المهنة في رأيك ؟


والحالتان السابقتان مثال على ما يواجه المعلمين بصفة متكررة في حياتهم المدرسية، فى علاقتهم مع الطلاب، في علاقاتهم بأولياء الأمور، في تحديدهم وتطبيقهم لمعايير السلوك. إن التصرف الصحيح ليس دائماً واضحاً ومحدداً ومقبولاً من كل الأطراف.
يزداد الأمر صعوبة عندما تكون التصرفات المتعارضة كلها منبثقة من قيم أصيلة ونبيلة ومستقرة فى ضمائرنا وتتنافس على توجيه سلوكنا . ومن أهم المعضلات الشائعة :
· الصراع بين الحب والواجب.
· الصراع بين الصدق والولاء.
· الصراع بين العدل والرحمة.
· الصراع بين مصلحة الفرد ومصلحة المدرسة.
· الصراع بين مقتضيات الأجل الطويل وضغوط الأجل القصير.
· الصراع بين ديمقراطية القرار وبين الاقتناع الشخصي بقرار مخالف.
إن المعلم اذ يواجه هذه المواقف الأخلاقية يكون في حيرة شديدة، وتزداد حيرته عندما يكون هو الناظر أو المدير لأنه صاحب القرار، والقرار تصاحبه مسئولية جسيمة.
خلاصة القول أن السلوك الخلقي القويم للمعلم ليس أمرا سهلاً، والتعرف على ما يجب عمله فى كل موقف ليس أيضاً أمراً سهلاً. وهذا الكتاب هو محاولة للإجابة على كثير من التساؤلات وأيضا لهيكلة أساليب التعامل مع المواقف الأخلاقية المحيرة. ولما كان المعلم هو النموذج والقدوة، وجب علينا أن نتدارس الوضع الخاص للمدرسة كمؤسسة أخلاقية وبالتالي الوضع الخاص للمعلم كنموذج أخلاقي.


المرجع: نفس المصدر الذي ذكرته أعلاه





التوقيع



||| سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم |||

    رد مع اقتباس