عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-11, 09:06 رقم المشاركة : 31
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: حقيقة الشيعة .........حتى لا ننخدع(مجدد)


تطور نظرية غيبة المهدي من السرداب إلى مثلث برمودا
يؤمن أهل السنة والجماعة بالمهدي الذي صحت به الأحاديث النبوية الصحيحة ، ولكن غير مهدي الشيعة الخرافي الذي وصلوا في إيمانهم به وانتظاره وترقبه إلى حد جعلهم محل سخرية العالم منهم ... وأخباره عندهم أكثر من أن تذكر ، فقد أفرد الطوسي بكتابة المسمى " كتاب الغيبة "، أن القول بالمهدي وانتظاره من عقائد الشيعة البارزة والأساسية ذلك المهدي الذي يزعمون أنه غاب عنهم لأسباب مؤقته ، وسيرجع وسيملاً الأرض عدلا ورخاءاً كما ملئت ظلما وجوراً .

[IMG]file:///E:/chiaa_projet/makalat/brmouda_fichiers/serdab_small.jpg[/IMG]

السرداب
وزعموا أن المهدي قد اختفى في سرداب بسامراء ، لذا فإن منهم جماعة يقفون مرابطين بأسلحتهم أمام هذا السرداب ينادون عليه بالخروج ، وليس هذا فقط عند السرداب بل أحيانا يكونون في أماكن بعيدة عن مشهده . كما يفعلون هذا في العشر الأواخر من شهر رمضان ويتوجهون إلى المشرق وينادونه بأصوات عالية ، ويطلبون خروجه مع أنه لا مهدي هناك ، وإنما خرافة نفذ منها ومن غيرها أعداء الإسلام إلى الطعن في الإسلام وتجهيل حامليه وإلا فما الداعي لرفع الأصوات وهذه المرابطة المضنية ؟ فإنه على فرض أن هذا المهدي موجود هناك ، فإنه لا يستطيع أن يخرج إلا بإذن الله ، ثم إذا أذن الله له فإنه يحميه وينصره وييسر له كل ما يحتاجه ، وليس هو في حاجة إلى أولئك الغلاة الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .


لقد بالغ الشيعة في إثبات هذه الشخصية الوهمية حتى وصل الأمر أن سمى شيخهم الكليني أمة محمد صلى الله عليه وسلم أشباه الخنازير والأمة الملعونة لعدم إيمانهم بغيبة المهدي [ الكافي 2 / 272 - البحار 52/154 ] والتي ذكر أنها لا تتأخر كثيراً فقد سأل الأصبغ بن نباته أمير المؤمنين عن مدة الغيبة فقال : ستة أيام ، أو ستة أشهر ، أو ست سنين [ الكافي 2/ 273 - الغيبة للطوسي 167 ] .

ويذكر الكليني وغيره أن موسى بن جعفر فسر قول الله تبارك وتعالى ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) بقوله : إذا غاب إمامكم ، فمن يأتيكم بإمام جديد . [ الكافي 2 / 275 - بحار الأنوار 24 / 100 - تفسير القمي 2 / 378 ]

ثم أورد الكليني روايات وقصصاً كثيرة حول علم المهدي بالمغيبات وأساطير وخرافات كثيرة ذكرها عنه ، منها أنه يحيى أمواتا فيتبعونه . فعن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله قوله تبارك وتعالى ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعد عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) قال فقال لي : يا أبا بصير ما تقول في هذه الآية ؟ قال قلت إن المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله (ص) أن الله لا يبعث الموتى فقال تبن لمن قال هذا ! سلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى ، قال قلت جعلت فداك فأوجدنيه . قال فقال لي يا أبا بصر لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قوماً من شيعتنا قباع سيوفهم على عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا فيقولون بُعث فلان وفلان وفلان من قبورهم وهم مع القائم فيبلغ ذلك قوماً من عدونا فيقولون يا معشر الشيعة ما أكذبكم هذه دولتكم وأنتم تقولون فيها الكذب لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيامة قال فحكى الله قولهم فقال ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت ) [ انظر الكافي 8 / 50 ]

وأما الطوسي في كتابه المسمى ( الغيبة ) فقد حطب في أخبار المهدي بليل وكذا فلا أدري ما الذي أذكره عنه في أخبار هذا المهدي غير أني أشير إلى بعض ذلك فيما يلي :

1- أكد الطوسي أن المهدي الغائب شوهد مرات عديدة حول الكعبة وهو يدعو بهذا الدعاء ( اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم انتقم لي من أعدائك ) وأنه يظهر في كل سنة لخواصه يوماً واحداً ، فيحدثهم ويحدثونه . ولم تقتصر هذه الخرفات على الطوسي فحسب بل ما زالت كتب الشيعة الحديثة تطالعنا بين فترة وأخرى بمثل هذه الخزعبلات وقلما تجد مجلة شيعية إلا وهي تسوق في طياتها قصة تحكي ظهوره .

وأرود الطوسي في كتابه الغيبة أن المهدي لا يحب أن يساكن أحداً من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقد ذكر الطوسي عنه أنه قال كما أوصاه أبوه : " لا أجاور قوماً غضب الله عليهم ولعنهم ، ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ، ولهم عذاب أليم " . [ بحار الأنوار 52 / 12 ]

وإليك أخي الكريم هذا العنوان مثلاً : ( فصل ، وأما ظهور المعجزات الدالة على صحة إمامته في زمان الغيبة فهي أكثر من أن تحصى ، غير أنا نذكر طرفاً منها " [ كتاب الغيبة ص 170 ]

[IMG]file:///E:/chiaa_projet/makalat/brmouda_fichiers/taziah_small.jpg[/IMG]

تعزية صحاب الزمان !
فإذا استطعت أن تقرأه فإنك ستجد ما يدهش العقل ويضيق الصدر من الأخبار التي لا يحتمل سماعها من له عقل وذوق .
وهناك الكثير من المزاعم والتهويلات حول شخصية هذا المهدي في كتب الشيعة ، لعل فيما أشرنا إليه من ذلك يكفي لمعرفة مدى ضحالة هذه الأفكار ، ونسيان أهلها لعقولهم ، وتلاعب الشيطان بهم واستخفافهم بعقول الناس عند شغفهم بتثبيت آرائهم ، وإظهار مذهبهم ، وركوبهم لذلك كل صعب وذلول غير مبالين بنتائج تهورهم وشناعة معتقداتهم .


ومع كل اهتمام الشيعة بأخباره والتلهف على لقائه فلقد اضطرب كلامهم حوله ، وتناقضت فيه أقوالهم ، مع أنه كما هو الصحيح عند أكثر العلماء أنه شخصية خيالية لا وجود له إلا في أذهان الشيعة الذين يزعمون إمامته وينتظرون خروجه بعد غيبته الكبرى ، ومن تلك التناقضات اختلافهم في وجوده وولادته ، واختلافهم في تحديد سنة اختفائه ، واختلافهم في اسم أمه ، وكذلك اختلافهم في مكان وجوده .

وهذه الاختلافات دليل على أن هذا الإمام لم يولد وإنما هو استحساناتهم وتخميناتهم ، وهذه الاختلافات تدل أيضاً على مدى تخبطهم في الجهل الذي يخيم عليهم إذ كيف تخفى ولادة محمد بن الحسن العسكري وهم متأكدون - حسب شروطهم في الخلافة والإمامة ورواياتهم العديدة - أن الحسن العسكري هو الإمام الحادي عشر ولا بد أن يخلفه عقب منه هو أكبر أولاده ، وهو الذي يتولى بعده ، ويغسله ويصلى عليه كما يقررون ذلك في كتبهم ؟؟
ثم إن شخصية كهذه تملاً الأرض عدلاً ونوراً لا ينبغي بل ولا يصدق أن تكون ولادته محل خلاف أو خفاء.
ولك أن تستنتج من مواقفهم المتناقضة ما يزيدك يقينا برداءة مذهبهم فيه ، وهذا مع ما لهم من حكايات وخرافات هي من نسيج الخيال الغير معقول رواها الطوسي في كتابه " الغيبة " عن حكيمة والخادم نسيم كلها تدور حول ما حدث عند ولادة المهدي مباشرة .

منها أنه حين سقط من بطن أمه كان يقرأ القرآن بصوت مسموع ، وأنه كان متلقيا الأرض بمساجدة ، وأن والده أمره أن يتكلم فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم استفتح فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ، ثم صلى على أمير المؤمنين : علي بن أبي طالب ، وعلى الأئمة إلى أن وقف على أبيه ثم تلى قول الله تعالى ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين . ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون)القصص 5-6

وجاء الطوسي بأخبار كثيرة وكلمات نسبها إلى المهدي وهو طفل رضيع لا يعرفها إلا فيلسوف ، وأنه حينما ولد كانت الملائكة تهبط وتصعد وتسلم عليه وتتبرك به ، وأن روح القدس طار به ليعلمه العلم مدة أربعين يوماً ، وأنه حينما ولد كان مكتوباً على ذراعه الأيمن " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " [ كتاب الغيبة 240 ]

وزعموا كذلك في روياتهم على لسان الحسن العسكري أن ابنه المهدي كان ينمو في اليوم الواحد مثل نمو سنة من غيره كسائر الأئمة ، فقد روى الطوسي في كتابه الغيبة أن حكيمة عمة الحسن العسكري قالت " ... فلما كان بعد أربعين يوماً [ من ولادة المهدي ] دخلت على أبي محمد (ع) فإذا مولانا الصاحب يمشي في الدار فلم أر وجهاً أحسن من وجهه ولا لغة أفصح من لغته ، فقال أبو محمد (ع) هذا المولود الكريم على الله عز وجل . فقلت سيدي أرى من أمره ما أرى وله أربعون يوماً ! فتبسم وقال يا عمتي : أما علمت أنا معاشر الأئمة ننشأ في اليوم ما ينشأ غيرنا في السنة . فقمت فقبلت رأسه وانصرفت ثم عدت وتفقدته فلم أراه فقلت لأبي محمد (ع) ما فعل مولانا ؟ فقال ياعمه : استودعناه الذي استودعت أم موسى . [ الغيبة 240 ]

وما زالت كتبهم تحوي العديد من الرويات ومزاعم كثيرة ظاهرها يشهد عليها بالكذب والتهويل الأجوف ولولا خوف الإطالة لكان ذكرها ما يتعجب منه العاقل على جرأة هؤلاء على التلفيق الذي لا يقبله عقل سليم ولا فطرة نقية ، دون أن يجد الشخص جوابا شافياً لما يدور في ذهنه من أسئلة مهمة .

- لماذا اختفى المهدي في السرداب مع أنه لا داعي لهذا الخوف ما دامت الملائكة تحميه وتتبرك به وتنصره ، فإن ملكاً واحداً يكفيه كل أهل الأرض ؟

- ثم لماذا يختفى الآن وقد ذهب كل من كان يخاف منهم ، وجاء قوم يتلهفون على خروجه ونصرته ولهم دولة تحميه وتدافع عنه ، فلماذا إذاً التخلف عنهم بدون عذر مقبول ، وهم يصيحون ليل نهار عجل الله فرجه الشريف .. عجل الله خروجه ؟؟!

- ثم لماذا يشب ولم ينم الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عظم مكانتهما مثلما شب ابن الحسن العسكري بتلك العجلة ؟ ومالداعي أيضاً لتلك العجلة في نموه ومصيره أن يختفى في السرداب ثم لا يراه أحد بعد ذلك ولا ينتفع به أحد ؟

قد تجد عند الطوسي وغيره من علمائهم بعض الإجابات التي لفقوها في أسباب غيبته ولكنها إجابات غير كافية ولا مقنع فيها لأحد ، ومن أعجب الأمور أن ينكر الهاشمون وجود ولد للحسن العسكري على مرأى من الناس ومسمع ثم لا تجد لذلك قبول لدى هؤلاء الغلاة .

ورغم أن أهل البيت أدرى بما فيه ، لكن هؤلاء الشيعة أبو إلا المكابرة مهما كانت النتائج وادعوا وجود هذا المهدي ، ولا بد أن دافعا قويا دفعهم إلى هذه المجازفة .. فما هو السبب في هذا الإصرار على وجود هذه الشخصية الوهمية ؟

متى يخرج المهدي المزعوم :

لقد وقت الشيعة لخروج المهدي زمنا معيناً وذلك بعد وفاة الحسن العسكري بزمن ، إلا أن الذين وقتوا خروجه بزمن حينما انتهى التقدير ، ورأوا أن المسألة ستتضح ويظهر فيها الكذب مددوا هذه الغيبة إلى وقت غير مسمى واختلقوا لذلك أعذاراً كاذبة ، فرواية وردت عن الأصبغ بن نباته كما ينقلها الكليني تذكر أنه سيخرج بعد ستة أيام ، أو ستة أشهر ، أو ست سنوات ، وهذه الروايات هي المتقدمة والقريبة من وفاة الحسن العسكري .

ورواية أخرى يذكرها الكليني عن أبي جعفر تذكر أنه سيخرج بعد سبعين سنة ثم مددت هذه المدة أيضاً حتى أفشى السر إلى أجل غير مسمى ، وذلك حسب ما روى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر أن الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذا الأمر في السبعين ، فلما قتل الحسين صلوات الله وسلامه عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض إلى أربعين ومائة فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر ، ولم يجعل له بعد ذلك وقتا ... الخ

والواقع أنه لن يخرج حتى تخرج هذه العقيدة من أذهانهم ومعتقداتهم التي صنعها علماؤهم لأغراض ومقاصد كثيرة في أولها حرب الدولة الإسلامية وإعادة السيطرة الفارسية .

وقد أبان سر هذه المهزلة المهدية أحد الشيعة وهو علي بن يقطين حين سئل عن المهدي فأجاب : " إن أمرنا لم يحضر فعللّنا بالأماني ، فلو قيل لنا أن هذا الأمر لا يكون إلا إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب ، ولرجع عامة الناس عن الإسلام ، ولكن قالوا ما أسرعه وما أقربه تألفاً إلى قلوب الناس ، وتقريباً للفرج " [ الكافي كتاب الحجة 1/301 ]

سبب إصرار الشيعة على القول بوجود محمد بن الحسن العسكري :

عرفنا فيما تقدم عمق هذه الفكرة في أذهان الشيعة وتشبثهم بوجود ابن للحسن العسكري الذي جعلوا منه مهديهم المنتظر ومكابرتهم وإصرارهم على القول بولادته فما هو السر في هذا ؟

الجواب حاصله أن الشيعة قد وضعوا شروطاً وقواعد وأوصافاً للإمام ألزموا أنفسهم بتصديقها وهي من صنع الخيال وبالتالي فهي صعبة المنال ثم جعلوها جزءاً من العقيدة الشيعية ، بحيث لو لم تتحقق لانتقض جزء كبير من تعاليمهم ، ولأصبحوا في حرج . وأكثر تلك الشروط تقّول على الله ، ومجازفة وحكم على الغيب ، فمنها على سبيل المثال لا الحصر :

1- أن الإمام لا يموت حتى يكون له خلف من ذريته هو الذي يتولى الإمامة من بعده حتما لازماً .
وقد روى الطوسي عن عقبة بن جعفر قال قلت لأبي الحسن : قد بلغت ما بلغت وليس لك ولد ؟ فقال : ياعقبة بن جعفر ، إن صاحب هذا الأمر لا يموت حتى يرى ولده من بعده . < الغيبة ص 133 ، وذكر الكليني على هذا الزعم أحاديث كثيرة في كتاب الحجة >

2- أن الإمامة لا تعود في الأخوين بعد الحسن والحسين أبداً بل في العقاب وأعقاب الأعقاب . ومعنى هذا أن الحسن العسكري وهو الإمام الحادى عشر لو مات دون عقب لانتقضت هذه القاعدة . وقد روى الطوسي عن أبي عيسى الجهني قال أبو عبد الله ع : لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين رضي الله عنهما ، إنما هي في الأعقاب وأعقاب الأعقاب . < المصدر السابق >

3- الإمام لا يغسله إلا إمام هو أكبر أولاده . ولقد ذكر ابن ببويه القمي عن علي بن موسى بن جعفر كثيراً من الشروط التي اشتملت على خرافات وآراء ضالة ليست من الإسلام ، لا يقبلها عقل سليم ولا فطرة نقية ولولا خشية الإطالة لكان في ذكرها ما يتعجب منه العاقل .

وبهذا يتضح مما تقدم أن الذي حمل الشيعة على ذلك الإصرار هو تلك الشروط التي تنص على أن الإمام لا يموت حتى يوجد له عقب من أولاده هو الذي يتولى تجهيزه ودفنه ، والقيام بأمر الشيعة بعده حتماً وكان موت الحسن من دون ولد ، يهدم تلك الشروط التي وضعوها ، ومن هنا قرروا أن يوجدوا للحسن ولداً تخلصاً من هذا المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه ، وليكن بعد ذلك ما يكون ، وهم على ثقة بأن لكل صوت صدى ، بل هم واثقون من أن استجابة الناس للخرافات والخزعبلات أقوى من استجابتهم للحق ، وأقرب إلى نفوس الكثير من بني آدم .

إضافة إلى ما تقدم في سبب دعوهم وجود المهدي فإنه ينبغي ملاحظة أنه قد مرت بالشيعة ظروف سياسية واجتماعية ودينية ذاقوا فيها مرارة الحرمان من عدم إقامة دولة لهم تنظر إليهم بالعين التي يريدونها من تقديمهم واعتبار آرائهم وغير ذلك مما كانوا فيه من العزة والتطاول على الناس ، واعتبار عنصرهم أفضل العناصر .

وحينما غلبت عليهم الدولة الإسلامية وبلغ السيل الزبى بإخضاع الدولة الأموية والعباسية لهم .. فكر رؤساؤهم في ذلك الوقت في أمر يجتمع عليه عامتهم لئلا يذبوا في غيرهم ، وييئسوا في من استعادة أمرهم فبدأوا في حبك المخططات السرية والعلنية وتوجيه أنظار جميع أنظار الشيعة إلى الالتفاف حول أمل إذا تحقق عادت به سيادتهم كما يتصورون ، وهو انتظار المهدي الغائب الذي سيزيل عند رجوعه جميع ناؤاهم ، ويقضي على قريش بخصوصهم بكل شراسة حتى يقول الناس لو كان هذا من قريش لما فعل بهم هكذا حسب ما يرويه النعماني وحسبما يروونه في كتبهم

وهذه الشراسة والشدة على العرب بخصوصهم ومنهم قريش تدل دلالة واضحة على أن هذا المهدي ليس له صلة بالعرب فهو عدو شرس لهم ليس بينه وبينهم أية عاطفة أو صلة .
وفعلاً هذا المهدي الذي في أذهان الشيعة ليس من قريش ، بل هو مهدي فارسي متعصب ليزدجرد وللأسرة الساسانية التي قضى عليها الإسلام يتضح ذلك في هذه الرواية التي يرويها الطوسي ، عن أبي عبد الله أنه قال : " اتقوا العرب فإن لهم خبر سوء ، أما إنه لا يخرج مع القائم منهم أحد " < كتاب الغيبة للطوسي 284 >
وزعم هؤلاء الغلاة في كتبهم أنه عند خروج هذا المهدي المزعوم سيقيم الحد على أم المؤمنين عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ويبعث الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من قبريهما ويصلبهما في شجرة ، ولا أدري كيف تجرأ علماء الشيعة على وضع هذه الرويات السخيفة والتي تحمل في طياتها الحقد الدفين على الإسلام وحامليه ، ثم لا أدري كيف يقيم هذا الإمام الخرافي الحد على أم المؤمنين بزعمهم وقد مات نبينا عليه الصلاة والسلام وهو راض عنها وفي بيتها ، ولو سلمنا جدلاً بذلك هل كان يجوز لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يترك حداً من حدود الله حتى يأتي الشيعة بعد آلالف السنين . وبهذا يتضح أن هذا المهدي مصنوع بمعرفة الشيعة وعلى طريقتهم حقود شديد يمثل الغلظة بأجلى صورها ،

واليوم يطالعنا علماء الشيعة كعادتهم بمزيد من الترهات حول هذه الشخصية الوهمية ، فقد زعم بعض علماء الشيعة أن المهدي المنتظر يقيم حالياً في مثلث برمودا في الجزيرة الخضراء ، ولا غرابة أن يدون هذه الخرافة وينشرها في أوساط الشيعة لثقته أنها ستلقى القبول وستروج كغيرها من الخرفات الأخرى التي غرسها المراجع في أذهان الشيعة ، لقد صور هذا الشيخ لأتباعه المشاهد التي وقف عليها في تلك الجزيرة الخضراء في ذلك المكان المشبوه وهاله ما رأى من أمر المهدي هناك وما لديه من الأولاد والذرية والأسلحة الفتاكة . وكل ذلك من أجل أن يبقى المجتمع الشيعي متعلق بهذه الأساطير التي تملى عليه بكرة وأصيلا . [ استمع إلى الشاهد الصوتي هنا ]


وزعمت مجلة " المنبر" الشيعية والصادرة من لبنان في عدد رمضان 1420 هـ نقلا عن أحد علماء الشيعة المعاصرين أن المهدي ظهر لشاب شيعي مجهول كان ينادي ليل نهار بأعلى صوته " يا صحاب الزمان .. يا صاحب الزمان ! " وبينما هو على تلك الحال ينادي في جبل مشهد ! ظهر المهدي المزعوم لهذا الشاب ، فما كان منه إلا أن انكب واضعاً هامته على قدميه يبكي فرحا لرؤية معشوقه ! ، وللأسف أن هذا الدجال واضع القصة لم يذكر اسماً للشاب وختم القصة بموت الشاب بعد هذه الوقعة بستة أيام ، وكان الهدف منها شخذ همم الشباب الشيعي لمزيد من التعلق بهذه الشخصية الوهمية .

لقد وجد علماء الشيعة ومشائخهم أن هذه القصص الخرافية تلقى رواجاً في أوساط الشيعة وتشحذ همم الغالبية العظمى منهم ، لذلك لا تخلو مناسبة إلا ويذكر فيها قصة مشابهة تحكي ظهور المهدي لأحد المجاهيل . [ انظر هنا إلى أحد مشائخهم وهو يحكي هذه القصة مثلا ] .

وفي خاتمه هذه المقالة أدعو عقلاء الشيعة إلى التحرر من هذه الأساطير والأوهام وأن يتداركوا ما بقي من العمر ولا يكون حالهم قول الشاعر :
وما أنا إلا من غزية إن غوة غويت وإن ترشد غــزيـة أرشــدُ
إن الحق أبلج ولا يجهله أحد ، لذلك لا يشق على النفس معرفته ، ولكن يشق عليها إلتزامه واتباعه ! . والسبب في ذلك البعد عن تعاليم الإسلام من منبعه الصافي والانسياق وراء كلام الرجال وكتب الفلسفة والخرافات التي توقع في الضلالات والجهالات ، عند ذلك يختلط الأمر على صاحبه ، وتختل عنده الموازين والقيم ، فيرى الحق باطلاً والباطل حقاً ، بل ويتردى في دركات الضلال حتى يراه حقاً ، يدافع عنه وينافع ، وينتصر له ويظن أنه محسن في ذلك ، فيا له من خسران مبين ، ويا لخسارة صاحبة بل هو من أخسر الناس الناس أعمالاً كما قال الله تعالى :
(( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا . الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ))





التوقيع

إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر

    رد مع اقتباس