2017-02-01, 11:07
|
رقم المشاركة : 233 |
إحصائية
العضو | | | رد: ممارسة التدريس |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بالتوفيق
047 الأستاذ ( ة )
حاضر بتصرفاته و أفعاله و صفاته و انفعالاته و سماته في كل المقالات السابقة، هو أساس العملية التعليمية و محرّكها الرئيسي، بدونه لا حياة للأقسام و لا للمؤسسات التعليمية و لا للمديريات والنيابات و لا للأكاديميات و غيرها. تطوّرت المناهج و التقنيات و أساليب التعلم عبر العالم دون أن تمسّ ضرورة وجوده في ممارسة التعلم و الحاجة إليه لتحقيق ذلك.
* اعترى واقعه و كرامته و مقامه و دوره في حاضرنا مساس عميق زاد من أزمة القيم في المجتمع و من ترهّل هيكل و بناء التعلم و التعليم.
* همّشته كلّ برامج و مخطّطات الإصلاح في تحضيرها و التخطيط لها، و أنيطت به مسؤولية نجاح تنفيذها دون إشراك و لا مواكبة و لا تدريب و لا حتّى إخبار رسمي بحيثياتها و تفاصيلها خاصة عند تغيير المقررات و مناهج التدريس و لغة التدريس.
* مطالب بمسايرة كل التغيرات المتسارعة في كل مجالات الحياة و هو على حالته التي بدأ بها مشواره المهني فليس هناك تكوين مستمر متجدّد و لا تدريب فعال خلاّق و لا تأطير حيّ مُجْدٍ و لا مواكبة حقيقية للمستجدات و التطورات من طرف القيّمين على قطاع التعليم، إلا ما كان من مجهوده و اجتهاده الشخصي و هذا يشمل المادة المدرّسة من حيث مكوّناتها و يشمل طرق و مناهج التدريس و يشمل طرق و مناهج التعامل و التفاعل الإنساني و التربوي مع مجتمع التلاميذ و عالمهم.
* أزيح عنه دور المربّي و القدوة و هامش التأطير الأخلاقي و النفسي و دور المعلّم و الباني لعقل و شخصية التلميذ و جانب التفكير و البحث و الاستنباط و التحليل و أصبح منوطاً به التلقين و التدريب المضبوط على تقنيات و أنماط محدّدة في كل مجال و محور دراسي و هذه هي الفلسفة الحقيقية التي تلخص محتويات المناهج الدراسية المعتمدة المقرّرة في جل المستويات و الشعب و المواد و كذا مكوّنات الامتحانات الإشهادية الموحّدة رغم ما قد يخالف ذلك في ظاهرها و مقدماتها و ديباجتها.
* تهميش دور الأستاذ هو من أهم أسباب فشل أي تجربة تروم إصلاح منظومة التعليم، و هذا التهميش فعليّ و عميق انطلق من هضم حقوقه المادية و الوظيفية و التماطل في سدادها و من الظلم الذي اعترى فئات عديدة في مجال الترقية و الانتقال و في شكل و مضمون الامتحانات المهنية، كما أنّ اعتبار كتلة الأجور مستنزفة للميزانية هو تحليل مغلوط مقلوب فبناء الإنسان هو أهم مصنع اقتصادي محوري في الأمة، و استتبع هذا التهميش مجال التكوين و التأطير و المواكبة كما أسلفنا القول، و كذا سياسة الترقيع في التوظيف و التكليف و الإدماج و كذا حملات التشهير التي تظهر بين الحين و الحين التي تطال كل العاملين الممارسين في القطاع دون ميز و لا توقير و لا تحديد و وصلنا إلى تدريس عدة مستويات في حجرة واحدة و تدريس عدة مواد في نفس السنة و التدريس بلغتين و التدريس في مؤسستين و غير ذلك من المهازل المتجددة. و يبقى جانب التهميش في الممارسة هو أهمها على الإطلاق حيث أصبح دوره تنفيذياً محضاً و تطبيقاً حرفياً لأوامر المذكرات و المراسلات و ما يُصاغ من إجراءات و طغى جانب التعامل الإداري الشكلي عن المضمون الحقيقي لممارسة التدريس.
* الأستاذ يتفاعل و يتعامل مع العقول و الأفهام فعمله مركّب معقّد و لا يوزن بالكمّ، فمنتوجه لا ثمن له عند من يقدّر الإنسان و كرامة الإنسان، لكن مع الأسف الشديد فهو في منظومتنا التعليمية رقم استدلالي و أداة لسد الفراغ و لقب سهل جاهز لجميع أنواع الفشل الذي يحيط بقطاع التعليم.
* غطت جوانب من الواقع المرير أموراً أخرى عن الأستاذ في هذا المقال لكنها حاضرة في عناوين المقالات السابقة ( كالغش و الصحة و أذى المسار و الجحود و بين الشكل و المضمون و غيرها ) و فيما يليها إن شاء الله و الله الموفّق. أخي توفيق...
يحمل هذا الموضوع حمولات متعددة غاية في الأهمية :
منها تهميش الأستاذ في كل خطط الإصلاح ،هذا التهميش بالتأكيد له دوره الكبير في فشل تلك المخططات التي ترمي إلى إصلاح دون مصلح .
وهل يمكن ذلك؟
والأدهى من ذلك أن صناع القرار التربوي جعلوا الأستاذ آخر من يتوصل بالمذكرات الوزارية التي تروم الإصلاح حتى دون تكوين في المجال وحتى دون الأخذ برأيه على اعتبار أنه طرف قوي بل وأساسي في المنظومة التربوية ،هذا الدور لم تعطه له الوزارة الوصية لسواد عيونه ولكن لأنه الطرف الأقوى والأكبر في عملية الإصلاح.
فالإصلاح لا يكون على الورق بمخططات مسؤولين جالسين فوق كراسيهم الوثيرة ،وإنما نجاح الإصلاح رهين بالتطبيق العملي الذي يتم داخل حجرات القسم بين الأطراف الرئيسية في العملية التعليمية التعلمية :الأستاذ /التلميذ/ المنهج /
وما زالت هناك نقاط غاية في الأهمية أوردتها في هذا الموضوع تحتاج للغوص فيها .
آسفة أخي توفيق على عدم تجاوبي مع "ممارسة التدريس" الذي هو محور مهمة رجل التعليم ،وبالتالي فالتفاعل معه يعني للأستاذ أن يناقش واقعه ومشاكله ومعاناته ...هنا نحن في صلب العملية التعليمية .
قلت آسفة على عدم تفاعلي ،ولكنني بحول الله سأخصص وقتا لذلك ،فما ينقصي في كثير من الأحيان هو فقه الأولويات .
دمت بخير...ودام قلمك معطاء أيها المكافح العصامي المتألق
تقديري... | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |