منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   المواضيع التربوية (https://www.profvb.com/vb/f300.html)
-   -   مواضيع تربوية جد مهمة (https://www.profvb.com/vb/t154268.html)

خادم المنتدى 2014-11-26 21:03

رد: مواضيع تربوية جد مهمة
 
http://www.al-shia.org/image/ara/atfal/image/01.jpg

مطالعة الأطفال للكتب


إن للوالدين تأثيراً كبيراً على انشداد أبنائهم نحو الكتاب ، فالطفل يولد ومعه غريزة طلب العلم وحبه ، ومسؤولية الوالدين تجاه الغرائز المعنوية التي ينفرد عن الحيوان فيها مثل غريزة طلب العلم ، كالفلاح الذي يرعى زرعه حتى ينمو ويتجذر ، وإن التقصير أو الإهمال في هذا الجانب في الصغر يدفعه إلى ممارسات لا تُحمد عقباها في الكبر .
إن الانشداد بالكتاب والرغبة في المطالعة تأتي من خلال رعاية الوالدين لغريزة طلب العلم الناشئة عند الطفل في مرحلة الطفولة الأولى ، وهي كما يلي بالتدريج :

أولاً : من ( 2 ) إلى ( 4 ) سنوات من العمر :


من الضروري أن توفر الأم لطفلها كتاباً يحتوي على الصور المختلفة والملونة ، وتجلس معه بعض الوقت كل يوم وبيدها الكتاب وتؤشر معه على العلامات البارزة في الصورة ، هذه قطة ، وهذا بيت ، وهذا طفل وهذه أمُّه ، وهكذا في كل يوم ، وعلى الأم أن تعتبر هذا العمل جزء من واجباتها المنزلية .

ثانياً : من ( 4 ) إلى ( 6 ) سنوات من العمر :


ينبغي على الوالدين توفير أنواع أخرى من الكتب للطفل في هذه المرحلة فالكتاب مثل الألعاب يختلف مع تقدم العمر ، وفي هذه المرحلة يحتاج الطفل إلى الكتاب الذي يحوي على القصص المصورة ، فهو في هذا العمر بإمكانه أن يربط بين الأشياء الموجودة في الصورة وبين أحداثها المتعاقبة .
وهنا ينبغي على الأم أن تجلس معه لتحكي له عن الصورة والشخصيات التي فيها ، ثم تنتقل معه من حدث إلى آخر من خلال الصور ، فهذا رجل مريض ، وهؤلاء أبناؤه متحيرون لا يعرفون كيف يخلِّصونه من الألم ، وهذه سيارة الإسعاف نقلته إلى المستشفى ، وهذا طبيب مهمته مداواة الناس ، فداواه ، وفرحوا الأبناء وضحكوا ، وشكروا الطبيب لأنه شفى أباهم من مرضه .

توجيهات عامة :



ما دام الأطفال يعكسون واقع والديهم وسلوكهم ، فإن من الضروري أن يمتلك الآباء بعض الكتب التي يقرءون فيها ويحافظون عليها من التلف ، بحيث يلحظ الأطفال في هذا العمر اهتمام والديهم بالكتب .

وخصوصاً الأم التي تقضي مع الطفل وقتاً أكبر ، فعليها أن تمتلك بعض الكتب وتبدي اهتمامها بها ، مثل أن تشد انتباهه إلى صورة معينة موجودة في كتابها الذي بين يديها .
-*****************************************-


خادم المنتدى 2014-11-26 21:05

رد: مواضيع تربوية جد مهمة
 
http://www.al-shia.org/image/ara/atfal/image/04.jpg
مظاهر التوتر عند الطفل وأسبابه

التوتر مرض عارض يصيب نفسية الطفل لأسباب متعددة ، ويرافقه طيلة يومه ولا ينفك عنه ، فيفقده نشاطه ومرحه وتفتُّحه للحياة ، ويختلف تماماً عن الغضب ، ولأن أكثر الآباء لا يميِّزون بين الغضب والتوتر عند الطفل ، لذا نطرح أهم مظاهر هذا المرض ، حتى يمكن للوالدين تشخيص حالة المرض عند أبنائهم ، وهي كالتالي :
أولها : ضعف ثقته بنفسه :

إن كل الآثار التي يخلفها التوتر على الطفل غير مرغوبة عند الوالدين بشكل عام ، فالأم يحزنها أن تجد طفلها قلقاً يقضم أظفاره ويتعرض للفشل طيلة حياته في نشاطاته المختلفة ، ابتداءً من المدرسة ثم حياته الزوجية والعملية .
وما نراه في مناطق كثيرة من أمم تعيش تحت سطوة الحاكم الجائر دون أن تسعى لتغيير ما عليها بكلمة أو حركة ، ترجع أسبابه إلى الأفراد الذين تتكوَّن منهم تلك الأمم ، ممن فقدوا ثقتهم بأنفسهم فأصبحوا أذلاء .
ثانيها : الجُبن :

إن الطفل حين يخشى الظلمة أو النوم في مكان بعيد عن والديه ، أو خوفه من الماء ، إلى غير ذلك من المخاوف التي تجعله جباناً لا يقدم ولا يؤخر ، وكل هذه المخاوف تأتي للطفل نتيجة توتره .
ثالثها : تقليد الآخرين :

الطفل في مرحلته الأولى قد يأتي والديه يوماً بحركة جديدة وتصرف غريب كلما يلتقي بأقرانه ، وحالة الطفل بهذا الشكل تثير غضب والديه ، متصوِّرين الأمر مرتبطاً بانعكاس أخلاق قرناء السوء ، والأمر ليس كذلك ، بل هي حالة التوتر التي تدفعه لاكتساب هذا الخلق ، وذلك دون أن يتعلمه من والديه .
رابعها : ازدياد حالة الغضب :

للغضب نوبات حيث تزيد وتنقص في الطفل في سنواته الأولى حسب حالته النفسية ، فإن كان متوتراً ازدادت عنده وتفاقمت مما يثير إزعاج والديه .
خامسها : التعامل معه بِحِدَّة :

إن نفسية الطفل في المنظور الإسلامي لا تختلف عن الكبير ، ولذا يكون ما يزعجهم يزعجنا ، فالأم حين يتعامل أحد معها بحِدَّة كأن يطلب الزوج منها أن تفعل كذا ويقولها بعصبية وقوة ، بشكل طبيعي تصيبها حالة التوتر ، إضافة إلى عدم الاستجابة للفعل .
والأب كذلك حين يطلب منه رئيسه في العمل إنجاز أمر بصرامة وعصبية ، وهكذا الطفل يصيبه التوتر حين تقوله الأم بحدة : اخلع ملابسك بسرعة ، ولا يعلو ضجيجك ، وانته من الطعام بسرعة ، إضافة إلى العناد وعدم الطاعة .
سادسها : تعرضه للعقوبة القاسية :

إن استخدام الوالدين للعقوبة القاسية المؤذية للجسد أو النفس - كالضرب أو التحقير أو التثبيط - تؤدي إلى توتر الطفل في المرحلة الأولى من عمره ، وقد نهى المربِّي الإسلامي عن أمثال هذه العقوبة ، كما طالب الأبوين بالتجاوز عن أخطاء أبنائهم ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( رَحِمَ اللهُ مَنْ أعَانَ وَلَدَهُ عَلَى بِرِّهِ ، وَهوَ أنْ يَعفُو عَنْ سَيِّئَتِهِ ) .
سابعها : شعوره بالغيرة :

إن الغيرة التي تصيب الطفل في السنوات السبع الأولى من عمره ، وبسبب سوء التعامل معه تعدُّ من الأسباب التي تجعل الطفل متوتراً .
ثامنها : توجيه الإنذارات إليه :

إن الطفل في مرحلته الأولى لابد أن يكون سيداً كما نصَّت عليه التربية الإسلامية ، ومن مصاديق سيادته أن يكون البيت مهيأ لحركته ولعبه ، لأن تحذيرات الوالدين المتكررة للطفل في هذا العمر في عدم لمس هذه وعدم تحريك ذاك ، أو الخوف عليه فلا تتحرك هنا ولا تذهب هناك ، إن أمثال هذه التحذيرات تجعل الطفل متوتراً .
أخيراً :

وبمعرفة أسباب المرض يمكن للآباء الوقاية منه وتجنيب أبنائهم الإصابة به ، ليتمتع الطفل بالثقة التي تؤهله للنجاح في حياته ، كما يكون شجاعاً بإمكانه التغلب على مخاوفه ، ويرتاح الوالدان من بعض التصرفات السلبية التي تكون نتيجة لتوتر الطفل ، مثل ضعف الشخصية الذي يدفعه إلى محاكاة أفعال الآخرين ، إضافة إلى ازدياد نوبات الغضب عنده .
كما إن عدم معالجة نفسية الطفل المتوتر تعرِّضه للإصابة بعدة أمراض وعادات سيئة ، كالتأتأة ، وقضم الأظافر ، وتحريك الرمش ، والسعال الناشف ، وغيرها .
-*************************************-

خادم المنتدى 2014-11-26 21:08

رد: مواضيع تربوية جد مهمة
 
مظاهر الغيرة عند الطفل وكيفية معالجتها

إن كثرة الأولاد ليست سبباً في شجار الأخوة فيما بينهم كما تتصور بعض الأمهات الكريمات ، بل الغيرة أحد أهم أسباب العراك بين أفراد الأسرة ، والغيرة من الأمراض التي تدخل بيوتنا بدون إذن وتسلب راحتنا ، ولذا ينبغي الحرص على سلامة صحة الطفل النفسية في السبع سنوات الأولى من عمره أكثر من الاهتمام بصحته الجسدية ، وكثير من الأمراض الجسدية التي تصيب الطفل في هذه المرحلة تكون نتيجة لسوء صحته النفسية .
والغيرة من الأمراض النفسية الخطيرة التي تصيب الطفل في المرحلة الأولى من حياته نسبة إلى غيرها من الأمراض ، كالكذب ، والسرقة ، وعدم الثقة بالنفس ، فالغيرة تسلب قدرة الطفل وفعاليته وحيويته كالسرطان للجسد ، ويمكن للوالدين تشخيص المرض عند أطفالهم من معرفة مظاهره ودلائله ، فكما إن الحمَّى دليل التهاب في الجسم فكذلك للغيرة علامات بوجودها نستدل عليها ، وفي السطور القادمة سنتحدث عن مظاهر الغيرة عند الطفل .
إن الشجار بين الأخوة من أبرز معالم مرض الغيرة ، وكذلك بكاء الصغير لأتفه الأسباب ، فقد نجده في بعض الأحيان يبكي ويعلو صراخه لمجرد استيقاضه من النوم ، أو لعدم تلبية طلبه بالسرعة الممكنة ، أو لسقوطه على الأرض ، أما العبث في حاجات المنزل فهو مظهر آخر للغيرة التي تحرق قلبه ، وبالخصوص حين ولادة طفل جديد في الأسرة .
أما الانزواء وترك مخالطة الآخرين فهو أخطر مرحلة يصل إليها المريض ، في وقت يتصور فيه الوالدان أنه يلعب ويلهو ، ولا يودُّ الاختلاط مع أقرانه ، وإن له هواية معينة تدفعه إلى عدم اللعب معهم ، أو أنه هادئ ووديع يجلس طوال الوقت جنب والديه في زيارتهم للآخرين ، ولا يعلم الوالدان أن الغيرة حين تصل إلى الحدِّ الأعلى تقضي على مرحه وحيويته تاركاً الاختلاط مع الآخرين ومنطوياً على نفسه .
وإن الغيرة وأي مرض نفسي أو جسدي لابدَّ أن يأتي عارضاً على سلامتنا ، ولا يمكن أن يكون فطرياً ، فالسلامة هي أصل للخلقة ، وهي من الرحمن التي ألزم الله بها نفسه عزَّ وعلا : ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) الأنعام : 54 .
والغيرة تبدو واضحة للوالدين في الطفل في مرحلته الأولى ، وتختفي مظاهرها - فقط - بعد السابعة ، حيث يتصور الوالدان أن طفلهما أصبح كبيراً لا يغار ، وهو خطأ ، فالطفل في المرحلة الثانية من حياته يقل اهتمامه واعتماده على والديه ، ويجد له وسطاً غير الأسرة بين أصدقائه ورفاقه ، في المدرسة أو الجيران ، ولا تنعكس مظاهرها إلا في شجاره مع إخوانه في الأسرة ، أما في المجتمع فله القسط الأوفر من آثار الغيرة التي يصاب بها الأبناء .
أما أسباب الغيرة عند الطفل في المرحلة الأولى من عمره ، فهي كالتالي : إنَّ الكائن البشري صغيراً أو كبيراً ، امرأة أو رجلاً ، أسود أو أبيض ، يمتلك قيمة وجودية من خلال سجود الملائكة له : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ ) البقرة : 34 .
إضافة إلى أنَّ كل المخلوقات جاءت لتأمين احتياجاته ومُسَخَّرَة لخدمته : ( وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ) الجاثية : 13 ، وفي الحديث القدسي : ( يَا ابْنَ آدَمَ خَلَقْتُ الأشْيَاءَ لأجْلِكَ وخَلَقْتُكَ لأجْلِي ) .
وقيمة أخرى وهي أنه يحمل نفحة من روح الله ، بخلاف الكائنات الأخرى : ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) ص : 72 ، ولأهمية وجود الكائن الإنساني اختصَّت به أحكام إلهية منذ ولادته ، مثل حرمة قتله ، ووجوب دفع الدية حين تعرضه لأيِّ أذىً مثل خدشه أو جرحه أو جنونه ، وحتى الطريق الذي يسير فيه لا يجوز تعريضه للأذى فيه ، بأن ترمي الأوساخ فيه أو تقطع الطريق عنه بسيارة أو حاجة ، حتى وقوفك للصلاة فيه ، إلى غير ذلك من الأحكام الشرعية التي تعكس لنا مدى اهتمام الخالق بوجود الإنسان ووجوب احترامنا له .
وحين يتعرَّض الطفل إلى تجاهل الآخرين يبرز العناد كوسيلة دفاعية لما يتعرَّض له من أذى في عدم الاهتمام به ، كذلك حين يهتم الوالدان بواحد ويتجاهلان الآخر ، ولقد رفض المربي الإسلامي هذا التعامل مع الأبناء ، لأنه يزرع الحقد في قلبه لأفراد أسرته ، وحتى لأبويه وللناس ، فلقد أبصر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رجلاً له ولدان ، فقبَّل أحدهما وترك الآخر ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( فهلاَّ سَاوَيْتَ بَيْنَهُمَا ) .
هل تجب المساواة بين الأبناء ؟

إن التربية الإسلامية ترفض من الأبوين الاهتمام بطفل مقابل تجاهلهم الآخر ، ولكن لا بأس بالاهتمام بواحد أو أكثر من الأبناء الآخرين مع عدم تجاهل أحد منهم ، والقرآن الكريم حين يتعرض إلى قصة يوسف وأخوته الذين حقدوا عليه وألقوه في البئر ، يقرُّ أن نبي الله يعقوب ( عليه السلام ) كان يهتم ويحب جميع أبنائه ، ولكنه يخصُّ يوسف بنصيبٍ أكبر لما يجد فيه من خير يفوق أخوته ، فتقول الآية الكريمة عن لسان أخوة يوسف : ( إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا ) يوسف : 8 .
ولم يقل أخوة يوسف إنَّ أباهم ينفرد بحبِّ يوسف دونهم ، لأن تفضيل الوالدين لطفل على آخر - مع عدم تجاهل أي أحد من الأبناء - يدفع بالجميع إلى منافسة الطفل الذي اختص بالعناية في الميزة التي لأجلها اكتسب الأفضلية في قلب والديه ، وتجعل الأبناء في حلبة السباق إلى فعل الخير .
ويجدر بالآباء أن يمتلكوا الحكمة في الميزة التي بها يتم التفضيل بين الأبناء حين تكون للمعاني الحقيقية ، مثل الاستجابة لفعل الخير والبرِّ بالآخرين ، وامتلاك صفة الكرم والصبر على الأذى ، فمن الصحيح أن يغدق الوالدان الحبَّ لطفلٍ أهدى لعبته المحبَّبة لآخر مستضعف ، قبال أخوته الذين يحرصون على أشيائهم ، فهذا التفضيل يدفعهم إلى منافسته في هذا الفعل ، طبعاً التربية الإسلامية لا تشترط التفضيل ، بل تراه صحيحاً .
فعن أحد الرواة قال : سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن الرجل يكون له بَنون ، أيفضِّل أحدهم على الآخر ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( نَعَمْ لا بَأسَ بِهِ ، قَدْ كَانَ أبي ( عليه السلام ) يُفضِّلُنِي عَلَى عَبْدِ الله ) .
إنَّ بعض الأمهات حين يفضلن طِفلاً على آخر لامتلاكه صفة الجمال ، أو لأنه ذكر ، فإن هذا النوع من التفضيل خطأ في المنظور الإسلامي ، ذلك لأنَّ الجمال أو الذكورة أو غيرها من المعاني التي لا يمكن التسابق فيها ، فلا يملك الطفل القدرة على أن يكون أجمل من أخيه الذي اكتسب الحظوة عند أبيه ، وعندها لا يكون أمام الطفل إلاَّ منفذ واحد للخروج من أزمته النفسية ، وهو الغيرة والحقد على من حوله في الأسرة والمجتمع .
فعَن الإمام علي ( عليه السلام ) إنَّه قال : ( ما سَألْتُ ربِّي أولاداً نُضُر الوَجْه ، ولا سَألتُه وَلداً حَسَن القَامَة ، ولَكِنْ سَألْتُ رَبِّي أوْلاداً مُطِيعِينَ للهِ وَجِلِينَ مِنْهُ ، حَتَّى إذَا نَظَرْتُ إلَيهِ وَهو مُطيعٌ للهِ قُرَّتْ عَيْنِي ) .
المقارنة بين الأبناء :

إنَّ استخدام الوالدين المقارنة بين الأبناء أسلوب مزعج لهم ، فكما أن الزوجة تنزعج حين يطلب الزوج منها أن تكون مثل الجارة ماهرة في إعداد الحلوى ، أو يزعجها أيضا تعنيفه لها رافضاً منها أن تكون مثل الجارة مهملة في ترتيب البيت ، إضافة إلى الآثار الأخرى من انكماشها وعدم ارتياحها من الطرف الآخر المقارن معها .
والطفل كذلك نفسيته مثل الكبير ، فكما أن المقارنة تزعج الأم وكذلك الأب ، فهي تزعجه هو أيضاً مع حالة من التوتر تصيبه مقابل أخيه المقارن معه ، لذا ينبغي على الوالدين عدم استعمال المقارنة بين الأبناء بالمديح أو الذم ، مثل أن تقول الأم لصغيرها لماذا لا تكون مثل أخيك الذي يحافظ على ملابسه دوماً ، أو لا تبكِ وتكون مزعجاً مثل أخيك .
كيف نعالج الغيرة عند الأبناء ؟

إن معرفة الداء نصف الدواء ، كما يقول الحكماء ، ولذا فمعرفة أسباب الغيرة تنفعنا كثيراً في العلاج حين نتوقى العوامل المسببة للمرض ، إضافة إلى أنَّ أهم علاج للغيرة يتركز في إشباع حاجتهم للحُبِّ والحنان ، مع الاهتمام بوجودهم ، وهي نفس الأسباب التي تدفعهم للعناد وعدم طاعة الوالدين .
فالغيرة والعناد قرينان حين يوجد أحدهما تجد الآخر ، وهي نتاج للعناد ، ففي بادئ الأمر يكون الطفل معانداً لأسباب مرَّت معنا ، فإذا لم يتم علاجه يتفاقم الأمر عليه ، ويُصاب بمرض الغيرة ، فلا ينسى الوالدان أن يسمِّعاه كلمات الحب والإطراء ، والتقدير والمديح ، والاهتمام بوجوده .
وقد تثير الأم الحديثة العهد بالولادة سؤالاً حول إمكانية توزيع الاهتمام على كل الأبناء في وقت يأخذ الرضيع كل اهتمام الأم ووقتها ، ونحن ننصح مثل هذه الأم التي حين تهتم برضيعها يقف الأكبر ينظر متألماً من الزائر الجديد الذي عزله عن والديه أن تعالج الموضوع كما يلي :
أولاً : إشعار الطفل بأنَّه كبير :

إنَّ الأم وهي ترضع صغيرها بإمكانها أن تتحدث مع الكبير قائلة : كم أتمنى أن يكبر أخوك ويصبح مثلك يأكل وحده ، وله أسنان يمضغ بها ، ويمشي مثلك ، و.. و.. ، حتى أرتاح من رضاعته وتغيير فوطته ، ولكنه مسكين لا يتمكن من تناول الطعام أو السيطرة على معدته ، وتقول لطفلها الأكبر حين يبكي الرضيع وتهرع إليه : نعم جئنا إليك فلا داعي للبكاء ، إن أخاك سوف يعلمك أن تقول إني جوعان بدل الصراخ والضجيج ، وبهذه الكلمات وغيرها من التصرفات يمكن إشعاره بأنَّه كبير ، والصغير يحتاج إلى هذه الرعاية .
ثانياً : لا تقولي له لا تفعل :

وحتى نجنِّبه الغيرة من الرضيع ، يحسن بالأم أن لا تقول للطفل الكبير لا تبك مثل أخيك الصغير ، أو لا تجلس في حضني مثل الصغار ، أو لا تشرب من زجاجة الحليب العائدة لأخيك الصغير .
ثالثاً : إعطاؤه جملة من الامتيازات :

لابد من إشعار الطفل بأنه كبير ، وأنَّ الاهتمام بالصغير لعجزه وعدم مقدرته ، إضافة إلى إعطائه جملة من الامتيازات لأنَّه كبير ، فلا يصح الاهتمام بالوليد دون أن يحصل هو على امتيازات الكبار ، ولابدَّ من الحرص على إعطائه بعض الأشياء لأنه كبير ، مثل أن تَخُصِّيه بقطعة من الحلوى مع القول له : هذه لك لأنَّك كبير ، ولا تعطيها لأخيك لأنَّه صغير ، وهذه اللعبة الجميلة لك لأنَّك كبير ، أما هذه الصغيرة فهي للصغير .
وكذلك يجب الحذر من إعطائه لعبة بعنوان أنَّها هدية له من أخيه الوليد ، لأنَّ هذا التصرف يوحي له بالعجز عن تقديم هدية لأخيه مثلما فعل الأصغر منه ، فتزيد غيرته منه .
رابعاً : ارفضي إيذاءه واقبلي مشاعره :

لابدَّ أن تمنعي بحزم محاولة الطفل الكبير إيذاء أخيه الصغير ، بأن يرفع يده ليهوى بها عليه ، بأن تمسكي يديه أو الحاجة التي يحملها لضربه ، ومع ذلك امسكيه واحضنيه بعطف واحمليه بعيداً عن أخيه ، لأنَّ الطفل بالحقيقة لا يريد إيذاء أخيه ، ولكن سوء تعامل الوالدين واهتمامهم بالرضيع دونه دَفَعَه إلى هذا الفعل ، لذا ينبغي على الأم أن تمنع الأذى وتقبل مشاعره الغاضبة عنده ، لأنه لا يملك القدرة على التحكم بها .
خامساً : الشجار بين الأخوة :

أما الخصام بين الأخوة فيمكن علاجه كالتالي : يجدر بالوالدين عدم التدخل في الخلافات بين الأبناء ، ما دام التدخل لا فائدة مرجوَّة منه ، بسبب الغيرة التي هي وقود النزاع بين الأخوة ، والتي تحتاج إلى علاج كما أسلفنا ، هذا إن كانت الخلافات لا تتعدى الإيذاء الشديد بأن يكسر أحدهما يد الآخر ، أو يكون أحدهما ضعيفاً يتعرض للضرب الشديد دون مقاومة .
فالأفضل في مثل هذه الحالة إيقاف النزاع ، ولو إن عدم تدخل الوالدين تنهي الخلاف بشكل أسرع ، ولكن لعل نفاد صبر الوالدين يجعلهم يتدخلون في النزاع ، وهنا يجدر بهم أن لا يستمعوا إلى أي أحدٍ من أطراف النزاع ، ولا الوقوف مع المظلوم أو العطف عليه ، لأن الاستماع وإبداء الرأي وإبراز العواطف لأحد دون آخر يزيد في الغيرة التي تدفعهم إلى العراك .
كما يجدر بالوالدين عدم إجبار طفلهم الذي انفرد باللعب أن يشارك أخوته الذين يريدون اللعب معه أو بلعبته ، فإجباره يولِّد حالة الشجار فيما بينهم أيضاً .
-********************************************-



الساعة الآن 03:35

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd