منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   المواضيع التربوية (https://www.profvb.com/vb/f300.html)
-   -   مواضيع تربوية جد مهمة (https://www.profvb.com/vb/t154268.html)

خادم المنتدى 2014-11-26 20:01

مواضيع تربوية جد مهمة
 
أسباب السرقة عند الأطفال

إن السرقة عمل غير مقبول عرفاً وشرعاً ، ولذا فالجميع يبغضونه وينكرونه ، وينظرون إلى فاعله بازدراء وحقارة ، والآباء الذين يبتلون بأولاد يمارسون هذا الفعل القبيح عليهم التمييز بين الطفل الصغير ذي الثلاث سنوات وآخر يتجاوز الخمس سنوات ، فالأول لا يميِّز بين الخير والشر ، ولذا نجده لا ينكر ما أخذه من الآخرين ، مقابل الثاني الذي يخفيه وينكر فعله .

وينبغي عدم توجيه اللوم والعتاب للطفل ذي الثلاث سنوات ما دام لا يفهم معنى السرقة ، وأنه عمل قبيح ، والاكتفاء بالقول له : إن صديقك الذي أخذت لعبته قد يحتاج إليها ، أو : ليس من الصحيح أن نأخذ شيئاً من الآخرين دون إذن منهم ، كما أنَّنا لا نرضى أن يأخذ أشياءنا أحد من الناس .

أمَّا الطفل الذي يتجاوز عمره الخمس سنوات والذي يمارس السرقة ، فلا يعني أنه لم يتلق التربية الحسنة ، أو أنَّ والديه يبخلان عليه بالأموال ، وإن كان هذان العاملان يدفعان بالأولاد إلى السرقة ، ولكن ليس دوماً ، فما هي يا تُرى أسباب السرقة عند الأولاد إذن ؟! .

نذكر بعض أسباب السرقة عند الأطفال :

الأول : العلاقة مع الوالدين :

إنَّ العلاقة الجافَّة بين الطفل ووالديه نتيجة عدم إشباع حاجته من الحُبِّ والحنان ، أو لتعرُّضِه للعقوبة القاسية ، أو لِشَدَّتِهما في التعامل معه في المرحلة الأولى من عمره ، أو لعدم تعزيز شعوره بالاستقلال في المرحلة الثانية من عمره ، تدفع بالطفل إلى السرقة خصوصاً في السابعة من عمره ، وذلك لأجل أن يغدق عليه ، ويكسب منهم ما فقده في الأسرة من الحنان من جهة ، وأخرى للانتقام من والديه بفعل يقدر عليه لشفاء غيظه ، من قساوة تعرَّضَ لها في مرحلة طفولته الأولى .

الثاني : الشعور بالعُزلة :

إن شعور الطفل بالعزلة في المرحلة الثانية من عمره وهو الوقت الذي يؤهله لاتخاذ موقعه في المجتمع وبين أقرانه تعتبر جزء من تعاسته .

ولذا يندفع إلى السرقة لإغراق أصدقائه بالشراء والهدايا في محاولة لكسب ودهم نحوه ، بعد أن فشل في كسبهم لضعف شخصيته ، أو يريد أن يتباهى أمام أقرانه بفعله البطولي في السرقة ، لينجذبوا نحو شخصيته القوية كما يتصوَّر .

كيف نتعامل مع السارق :

إن الطفل الذي يمارس السرقة في المرحلة الثانية من عمره بالرغم من عيشه بين أبويه اللذين لا يبخلان عليه بما أمكن من الألعاب والأمور الخاصة به ، إن طفلاً كهذا تسهل معالجته وتقويمه من خلال الوقاية من أسباب السرقة المتقدمة ، إضافة إلى إشباع حاجته للحنان ، والتأكيد على استقلاليته ، ومساعدته على اختيار الأصدقاء .

والوالدين يجب أن يتعاملوا مع أبنائهم بعد بلوغهم الخامسة من العمر حين يمارسون السرقة بحزم وقوة ، ولا نقصد بها القسوة والشدة ، بل يكفي أن يفهم الطفل أن هذا العمل غير صحيح وغير مسموح به ، ولابُدَّ من إرجاع ما أخذه إلى أصحابه والاعتذار منهم .

ويجب الالتفات إلى نقطة مهمة وهي : أنه من الخطأ إشعار الطفل بالذل والعار ، لأنَّ تصرّفاً كهذا يدفع الطفل إلى السرقة وبشكل أضخم من الأول ، ويدفعه إليه حبه في الانتقام ممَّن احتقره وامتهنه .
-*************************************************-


خادم المنتدى 2014-11-26 20:05

أسباب الكذب عند الأطفال وآثاره
 

أسباب الكذب عند الأطفال وآثاره

إنَّ الطفل في المرحلة الأولى من عُمره قد يمارس الكذب ، بأن يختلق قصصاً لا وجود لها ، كما أن يتحدَّث لأقرانه عن شراء أمه لفستان جميل ، أو شراء أبيه لسيارة فاخرة ، أو يتحدث لأمّه عن الحيوان الجميل الذي رافقه في الطريق .
كما أنَّ هناك نوعاً آخر من الكذب وهو إخفاء الحقيقة عن الآخرين ، مثل ادَّعاء الطفل أن صديقه قد كسر الزجاجة ، أو نكرانه لضرب أخته ، وكل هذه الأنواع من الكذب ليس من الطبيعي وجودها عند الأطفال ، لأن الصدق غريزة تولد معه ، ولا يندفع إلى الكذب إلا لوجود عارض يَئِد غريزة الصدق عنده .
ويمكن إيجاز أسباب الكذب عند الأطفال بما يأتي :
أولاً : جلب الانتباه :

حين تسمع الأم طفلها في المرحلة الأولى من عمره يتحدَّث لها عن أمور لا واقع لها ، فإن سببه يرجع إلى حرصه في أن يحتلَّ موقعاً خاصاً عند والديه اللذين لا يصغيان إليه حين يتحدّث إليهما كالكبار .
فهو لا يفهم أنَّ حديثه تافهٌ لا معنى له ، وكذلك حين يتحدث للآخرين عن قضايا لا وجود لها فهو بهذه الطريقة أيضاً يحاول أن يجد عندهم مكاناً لشخصيته بعد أن تجاهله الأبوين في الأسرة .
ثانياً : تعرُّضه للعقوبة :

حين تسأل الأم طفلها الصغير عن حاجة قد تهشَّمت أو أذىً أصاب أخاه أو علة اتِّساخ ملابسه ، فلا يقول الحقيقة ، ويدَّعي ببراءته من هذه الأفعال ، في حين أن نفسه تنزع لقول الصدق ، ولكن خوفه من تعرُّضه للعقوبة تجعله ينكر الحقيقة ، وهكذا كلما يزيد الوالدين في حِدَّتهما وصرامتهما كلَّما ازداد الكذب تَجذُّراً في نفسه .
ثالثاً : واقع الوالدين :

إنَّ الطفل في سنواته الأولى يتخذ من والديه مثلاً أعلى له في السلوك ، وحين يسمع أمه تنكر لأبيه خروجها من المنزل في وقت اصطحبته معها لزيارة الجيران ، أو يجد أباه يحترم رئيس عمله ويقدره إذا رآه ، ثم يلعنه ويسبُّه بعد غيابه ، إن أمثال هذه السلوكيات وغيرها تجعل الطفل يستخدم نفس الأسلوب الذي وجد أبويه عليه .
ما هي آثار الكذب :

إنَّ وقاية الطفل من مرض الكذب أمر ضروري ، لأن الكذب يختلف عن غيره من الأمراض التي تُصيب النفس ، لأنه يفقد صاحبه المناعة من كل الأمراض ، وممارسة كافة الأعمال القبيحة ، تماماً مثل مرض فقدان المناعة ( الإيدز ) ، الذي يكون صاحبه معرضاً للإصابة بجميع الأمراض الجسدية .
وقد جاء في النصوص الشريفة قول الإمام العسكري ( عليه السلام ) : ( جُعِلَتْ الخَبَائِثُ في بَيتٍ وجُعِلَ مِفْتَاحُهُ الكَذِبُ ) ، وينبغي عدم التساهل في نوعية الكذب البسيط منه والكبير ، ولأنَّ آثاره على النفس وفقدان مناعتها واحدة .
فالطفل حين يتحدث عن الفستان الجميل الذي اشترَتْه أمه - ولا دافع لهذا الأمر في البيت - ولم يحرِّك هذا النوع من الكذب والديه لإصلاح أسلوب تعاملهما معه حتى يجنِّبوه من الكذب ، فإنهم بذلك يمارسون جريمة لا تُغتفر بحق الأبناء ، أليست جريمة أن يقدِّم الوالد فيروس مرض فقدان المناعة ( الإيدز ) لطفله ، والكذب أخطر على الإنسان من الإيدز ؟
فقال الإمام علي السجاد ( عليه السلام ) : ( اِتَّقُوا الكَذِبَ الصَّغِير مِنْهُ وَالكَبِير فِي كُلِّ جِدٍّ وَهَزَلٍ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَذِبَ في الصَّغِيرِ اجْتَرَأ عَلَى الكَبيرِ ) .
-****************************************-


خادم المنتدى 2014-11-26 20:08

البيئة وأثرها في تربية الطفل
 

البيئة وأثرها في تربية الطفل

أجمع المَعنِيّون في البحوث التربوية والنفسية على أن البيئة من أهم العوامل التي تعتمد عليها التربية ، في تشكيل شخصية الطفل ، وإكسابه الغرائز والعادات ، وهي مسؤولة عن أي انحطاط أو تأخّر للقيم التربوية ، كما أن استقرارها وعدم اضطراب الأسرة لهما دَورٌ كبير في استقامة سلوك الطفل ووداعته .
وقد بحثَت مؤسسة ( اليونسكو ) في هيئة الأمم المتحدة عن المؤثرات الخارجة عن الطبيعة في نفس الطفل ، وبعد دراسةٍ مستفيضةٍ قام بها الاختِصَاصِيّون قَدَّموا هذا التقرير : ( مِمَّا لا شكَّ فيه أن البيئة المستقرة سيكولوجياً ، والأسرة الموحدة التي يعيش أعضاؤها في جو من العطف المتبادل هي أول أساس يرتكز عليه تَكيّف الطفل من الناحية العاطفية .
وعلى هذا الأساس يستند الطفل فيما بعد في تركيز علاقاته الاجتماعية بصورة مُرضِية ، أما إذا شُوِّهَت شخصية الطفل بسوء معاملة الوالدين فقد يعجز عن الاندماج في المجتمع ) .
فاستقرار البيئة وعدم اضطرابها من أهم الأسباب الوثيقة في تماسك شخصية الطفل ، وازدهار حياته ، ومنَاعَتِه من القلق ، وقد ذهب علماء النفس إلى أن اضطراب البيئة ، وما تحويه من تعقيدات ، وما تشتمل عليه من أنواع الحرمان ، كل هذا يجعل الطفل يشعر بأنه يعيش في عالم متناقض ، مليء بالغش والخداع ، والخيانة والحسد ، وأنه مخلوقٌ ضعيف لا حَولَ له ولا قُوَّة تجاه هذا العالم العنيف .
وقد عنى الإسلام بصورة إيجابية في شؤون البيئة ، فأرصد لإصلاحها وتطوّرها جميع أجهزته وطاقاته ، وكان يهدف قبل كل شيء أن تَسُود فيها القيم العُليا من الحق والعدل والمساواة ، وأن تتلاشى فيها عوامل الانحطاط والتأخر من الجور والظلم والغبن .
وأن تكون آمنة مستقرة خالية من الفتن والاضطراب ، حتى تُمَدّ الأمة بِخِيرة الرجال ، وأكثرهم كفاءة وانطلاقاً في ميادين البرّ والخير والإصلاح ، وقد انتخبت البيئة الإسلامية العظماء والأفذاذ والعباقرة المصلحين ، الذين هم من خِيرة ما أنتجته الإنسانية في جميع مراحل تاريخها ، كمولانا الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وعمار بن ياسر ، وأبي ذر ، وأمثالهم من بُنَاة العدل الاجتماعي في الإسلام .
-********************************************-


خادم المنتدى 2014-11-26 20:10

تربية الطفل في الإسلام
 

تربية الطفل في الإسلام

إن تربية الطفل تعني في المنظور الإسلامي إنماء الغرائز المعنوية ، والاهتمام باعتدال الغرائز المادية ، فسَعادة الطفل تتحقَّق في التعامل الصحيح مع نفسه وليس مع جسده ، بثوبٍ جميلٍ يرتديه ، أو حُلِيٍّ يتزيَّن بها ، أو مَظهر جذَّاب يحصل عليه ، ويتخلص الطفل من الألم حين يمتلك الوقاية من الإصابة بالأمراض النفسية ، كالغيرة والعناد والكذب .

ويجدر بالوالدين امتلاك الوعي اتِّجاه هذه الحقيقة التي جعلها الإسلام من الواجبات عليهما لما فيها من أثرٍ كبير على المجتمع .

أثر التربية على المجتمع :

إن أكثر العظماء الذين قضوا حياتهم في خدمة الناس ، كانوا نتاج تربية صحيحة تلقوها في صغرهم ، فأثَّرت على صناعة أنفسهم وأصبحوا عظماء بها ، والقرآن الكريم حين يحدِّثنا في أطول قصة جاءت فيه تدور أحداثها عن الصراع القائم والدائم بين الحق والباطل .

ومن أبرز الشخصيات التي واجهت الظلم بكل أبعاده وعناوينه هو النبي موسى ( عليه السلام ) ، الذي جعله القرآن رمزاً في التحدِّي والمواجهة للظاهرة الفرعونية على الأرض ، ونجد أن طفولته ( عليه السلام ) كانت تحت رعاية أمٍّ وصلت من خلال تربيتها لنفسها إلى درجة من الكمال الإنساني أوصلها إلى درجة أن يُوحى إليها : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى ) القصص : 7 .

ثم تلقَّفته يد أخرى لها مكانة أيضاً في مَدارج التكامل الإنساني ، وهي آسية زوجة فرعون ، التي تخلَّت عن كلِّ ما تحلم به المرأة من زينة ووجاهة اجتماعية مقابل المبدأ والحركة الرسالية ، وتعرَّضت لوحشية فرعون الذي نشر جسدها بعد أن وَتَدَهُ على لوحة خشبية ، وأصبحَتْ بذلك مثلاً للمؤمن ضربه الله للمؤمنين : ( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) التحريم : 11 .

وبالمقابل نجد أنَّ أكثر من يعيث في الأرض فساداً أولئك الذين وجدوا في صغرهم أيادي جاهلة تحيط بهم ، وبمراجعة بسيطة في مزبلة التاريخ تلحظ طفولة المجرمين والطغاة نساءً ورجالاً قاسية جافَّة ، بسبب سوء التعامل مع النفس البريئة ، فقد جاء في الحديث الشريف : ( قَلْبُ الحَدَثِ كالأرضِ الخَالِيَة ، مَا أُلقِيَ فِيهَا مِنْ شَيءٍ قَبلَتْهُ ) .

والحديث : ( بَادِرُوا [ أحْدَاثَكُم ] بالحَديثِ قَبْلَ أنْ تَسْبقُكُم إلَيْهِ المُرْجِئَة ) .

ومن الحديث الأول يتضح أن نفسيَّة الطفل كالأرض الخالية التي تنبت ما أُلقي فيها من خيرٍ أو شَرٍّ يتلقَّاه الطفل من والديه من خلال التعليم والسلوك ، ومن الحديث الثاني تتَّضح ضرورة الإسراع في إلقاء مفاهيم الخير في نفسه الخصبة ، قبل أن يسبقنا إليه المجتمع ليَزرعَ في نفسه أفكاراً أو مفاهيم خاطئة .

تقويم السلوك :

وتبقى التربية في الصغر عاملاً مؤثراً على سلوك الفرد وليس حتمياً ، بمعنى أنَّ الفرد حين يكبر بإمكانه أن يعدل سلوكه وفكره ، فيما لو تلقَّى تربية خاطئة في صغره ، فله أن يجتثَّ في سِنِّ الرشد أصول الزرع الشائك ، الذي بذره الوالدان في نفسه صغيراً ، وبإمكانه أن يُذهب العُقَد التي خلَّفَتْها التربية الخاطئة ويمحو رَوَاسبها .

جاء في الحديث الشريف عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنَّ نُطْفَةَ المُؤمِنِ لَتَكُونُ فِي صُلْبِ المُشْرِكِ فَلا يُصِيبُهَا مِنَ الشَّرِّ شَيء ، حَتَّى إِذَا صَارَ في رَحمِ المُشرِكَة لَمْ يُصِبْهَا مِن الشَّرِّ شَيء ، حَتَّى يَجْري القَلَمُ ) ، ويعني ( عليه السلام ) بقوله : ( حَتَّى يَجْري القَلَمُ ) .

هو بلوغ الفرد مرحلة الرشد والتكليف ، فيكون مسؤولاً عن نفسه وعمله ، ليحصل بذلك على سعادته وشقائه باختياره وإرادته .

-************************************************-


خادم المنتدى 2014-11-26 20:12

تأثير التلفزيون على الأطفال
 

تأثير التلفزيون على الأطفال

هل مشاهدة التلفزيون ضرر يؤذي الطفل ؟ أم أنه قد يوسع مداركه ؟ جرت مؤخراً دراسة علمية حول هذا الموضوع ، للتعرُّف على الفوائد والأضرار في ظاهرة إدمان الأطفال على مشاهدة برامج هذا الجهاز السحري .

فهل هذا الانغماس الكلي للأطفال يعوقُ نموَّهم ، بسبب حرمانهم من الحركة النشطة اللازمة لهم ، في هذه المرحلة من النمو ؟ ، وهل يؤثر على جهازهم العصبي ؟ أم لا ؟ وتزداد المشكلة في أن كثير من الأمهات يعتمِدْنَ على التلفزيون - كبديل للمربِّيات - لإلهاء الأطفال عن متاعب تكون أكثر ضرراً أثناء انشغال الأمهات في أعمالهن المنزلية .

تقول باحثة إنجليزية : إننا نشاهد كل برامج الأطفال الصباحية ، ووقت الظهيرة ، وفي المساء ، ولكننا لا نقدر أن نتصور ماذا ستفعل الأم لو لم يكن عندها مثل هذا الجهاز ؟ وحتى الأطفال الرُضَّع يستمتعون بكل الحركات ، والألوان ، والأصوات الناجمة عن هذا الجهاز ، كما أنهم يتفاعلون معها لأن لهم القدرة على ملاحظة كل ما يقدم إليهم من أحداث وألوان .

لكل مرحلة برنامج :

ولكن هل يدرك الأطفال الصغار ما يدور في جهاز التلفزيون من أحداث ؟ يقول أحد الباحثين : حتى الأطفال الصغار يُدرِكون أدَقَّ الأحداث ، ولكن قد تتفاوَتْ من مرحلة إلى أخرى .

فالأطفال من سِنِّ ستة أشهر ، وحتى سنة يُحِبّون مشاهدة الأحداث المتكررة في برامج التلفزيون ، وعلى هذا فتُعتبر إعلانات التلفزيون المختلفة مع تكرارها البرنامج المفضل لدى هذه المرحلة من العمر .

أما الأطفال في سِنِّ عامين ، فيبدءون بإدراك الخط العام للقصص الصغيرة ، والأطفال بين العامين والثلاثة أعوام ، تكون لديهم البديهة الجَيِّدة لتفهم الوضع الإجمالي حولهم .

والأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ، أي في سِنِّ الرابعة من العمر ، تكون لديهم القدرة على جمع كثير من الأحداث في آنٍ واحد ، دون ترتيب لما يسمعونه أو يشاهدونه .

لذلك يمكنك مساعدة طفلك في ربط أحداثِ التلفزيون ، ما بين الماضي والحاضر ، والتحرك معه من حدث إلى آخر ، ومن مشهدٍ إلى مشهد .

فك الألغاز :

يجب متابعة الطفل في تفهُّم الأحداث ، ومساعدته في التفاعل معها ، وبالصورة الصحيحة .

إن التحول من شكلٍ ومشهدٍ إلى آخر يجب الوقوف أمامه ، وترجمته للطفل أولاً بأول ، حتى تصل المعلومة إلى ذهنه ، وإلى خياله ، بالصورة الصحيحة دون خلط ، فمثلاً ، قصص الأطفال ، نرى أنها مُكتَظَّة بالأحداث ، كما أنها تنتقل من حدث إلى حدثٍ بسرعة خاطفة .

وهذا التفسير ، أو ما نطلق عليه كلمة ( الترجمة ) هو شيء مُهِم ، لأن الأطفال يحتاجون إلى تعلم الفن التكتيكي لمشاهدة أحداث التلفزيون ، كي يستوعبون مثل هذا التغير .

أما مُدَّة مشاهدة الطفل لجهاز التلفزيون فإنها تختلف من مرحلة إلى أخرى ، فالطفل في سِنِّ الرابعة من العمر ، قد يشاهد التلفزيون أربع ساعات يومياً ، أما الأطفال الصغار فقد يشاهدونه اكثر من ذلك .

تأثير التلفزيون :

في مؤتمر دولي للطفل ، أقيم في إحدى جامعات ( لندن ) ، تَحدَّث أحد الباحثين الذين حضروا ، بأن لديه طفل يبلغ من العمر سنة واحدة حيث قال : إن جهاز التلفزيون مُشكلة كبرى ، بمعنى أن له من السَّلبية والخطورة ما يؤذي الطفل .

والبعض الأخر من الباحثين يركّزون على الأطفال أنفسهم ، وعلاقاتهم بالتلفزيون ، وعندما نبدأ في وصفِ ، أو تسجيلِ ما يدور في عقل الطفل حول هذا الجهاز ، فسوف نجد أن عقله مملوء بأشياء قد لا نتخيلها .

فالأطفال الرُّضَّع يتحوَّلون إلى جهاز التلفزيون باعتبار أن فيه قوة خَلاقة ، خَفيَّة ، مجهولة ، تكمن في حركة الأشخاص داخله ، فالطفل من ابن يومين ، وحتى سن الست سنوات ، يبدأ في رؤية مثل هذا العمل الإعجازي ، ويبدأ في التفكير مليّاً ويتساءل : ما الذي على الشاشة ؟ ومن أين جاء ؟

ويقول أحد الخبراء في ( لندن ) : إن الأطفال في سن 12 شهرا يقلِّدون ما يشاهدونه أو يسمعونه على شاشة التلفزيون ، ولكن أيُّهما أكثر ضرراً : أشعة التلفزيون ، أم ضوء الفلورسنت ؟

سُئل أحد أطباء العيون عن تأثير مشاهدة التلفزيون على إبصار الطفل ، فقال : إنه من الطبيعي على الأم أن تقول انه من الخطورة الكبرى مشاهدة الطفل للتلفزيون مدة طويلة ، وخصوصاً إذا شاهده عن قرب ، وذلك خوفاً على مدى إبصاره .

ولكن الجواب الأصوب هو : إن الأطفال الرُّضَّع والصغار منهم سوف لا يتضرَّرُون من هذا وذاك ، بسبب تركيزهم المحدود ، فكلما اقترب الشخص من الشاشة ، كلما تكيَّفَت العضلات المحيطة بالعين لمراقبة التلفزيون ، وكلما بعد الشخص عن الشاشة كلما قلت درجة تَكيُّف العين .

والأطفال لهم درجة كبيرة من التكيُّف لأشعة التلفزيون ، وليست هناك أي مشكلة ، ومن ناحية أخرى نجد أن الأمَّهات يَكُنَّ قَلِقَات تجاه انبعاث أشعة ضارَّة من الجهاز .

فيقول أحد الخبراء المتخصصين في طِبِّ العيون : إنه بعد كل القياسات التي تم إجراؤها ، تبيَّن أن الأشعة الخارجة من التلفزيون تعتبر ضئيلة جداً ، إذا ما قيست بالأشعة الخارجة من ضوء الفلورسنت ، أو الشمس .

ويرى المتخصصون أن هناك واجباً على أولياء الأمور تجاه أطفالهم ، خاصة الأمهات ، إذ عَليهِنَّ اتِّباع بعض الإرشادات التي يمكن تلخيصها بما يأتي :

الأول :

اختاري البرنامج التلفزيوني طِبقاً لعمر طفلك ، فالأطفال يحبون الألوان الفاتحة ، والحركة ، والصوت ، كما أن الأطفال الصغار يميلون إلى القصص البسيطة ، والأشياء التي تتناسب مع ظروف حياتهم المعيشية .

الثاني :

اختاري برامج تلفزيونية متنوِّعة ، مثل برامج الرسوم المتحركة ، أو برامج مُسلِّية أخرى ، فكل هذه البرامج وُضِعت خِصِّيصاً للأطفال في سِنِّ الرابعة .

الثالث :

عندما تشاهدين مع طفلك برنامجاً تلفزيونياً ، حاولي أن تساعديه في أن يتفاعل حِسِّياً مع ما يشاهده على الشاشة ، وحاولي أن توضِّحي له علاقة ما يقدِّمه التلفزيون بحياتنا اليومية .

الرابع :

لا تشعري بالذنب تجاه استخدامك لجهاز التلفزيون ، واعتباره الجهاز الذي يلهي طفلك بعيداً عنك ، عندما تؤدِّين أي عمل خاص بك ، من حين لآخر ، ولكن ضعي طفلك أمام التلفزيون عندما تقرئين مثلاً .

الخامس :

لا تشاهدي كل البرامج التلفزيونية الخاصَّة بك ، بدون برنامج مُسَلٍّ يناسب طفلك ويناسبك .

السادس :

إذا لم تكوني بجوار طفلك أثناء مشاهدته التلفزيون ، فحاولي أن تقدمي له البرنامج الذي يساعده ، وينمِّي ذاكرته ، وقدرته العقلية .

السابع :

حاولي أن تساعدي طفلك كي يكون ناقداً لما يراه ، واختاري له البرامج التي تناسبه .

التلفزيون والعنف :

هل يزيد التلفزيون من عنف طفلك ، عندما يشاهد فِيلماً فيه القتل ، وسفك الدماء ؟! ألا يعتبر هذا الفيلم حقيقة تؤثِّر في حياته بصورة عكسية ؟ وتقلب هدوءه إلى ثورة ؟ وتزيد من عُنفه ؟ حيث يُقلِّد ما يسمعه أو يشاهده ؟

يقول أحد الباحثين : إن الأطفال عندما يشاهدون فيلماً فيه الإجرام ، وسفك الدماء ، لا ينقلونه إلى وُجدانهم بصورة أوتوماتيكية ، على أنهم سَفَّاحون ، أو سفَّاكون للدماء ، ويجب أن نسأل أطفالنا : هل يفصلون بين الواقعية والمزاح ؟ .

ويقول هذا الباحث : إن ابني - وهو ابن اثني عشر شهراً - يعرف جيداً بين المباراة الكرويَّة ، والحقيقة ، فالعنف تجاه الكُرَة في الملعب ، يختلف عن العنف تجاه الإنسان نفسه .

-*********************************-



الساعة الآن 14:13

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd