منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   المواضيع التربوية (https://www.profvb.com/vb/f300.html)
-   -   مواضيع تربوية جد مهمة (https://www.profvb.com/vb/t154268.html)

خادم المنتدى 2014-11-26 20:55

رد: مواضيع تربوية جد مهمة
 

كيف يتم التعامل مع الأبناء

إنَّ المربي الإسلامي يلزم الوالدين بأنواع من أساليب التعامل ، موزَّعة على مراحل ثلاث من حياة الأبناء ، وينبغي للوالدين معرفة وتوفير حاجات الأبناء في كل مرحلة ، وهي باختصار كالآتي :
المرحلة الأولى :

وفي هذه المرحلة ينبغي على الوالدين التعامل مع الطفل على أساس حاجته التي تتميَّز بما يلي : اللعب ، السيادة ، وكما جاء في النصوص الشريفة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( الولَدُ سَيِّد سَبْع سِنين ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( دَعْ ابْنَكَ يَلْعَبُ سَبْعَ سِنِين ) ، وعنه ( عليه السلام ) أيضاً : ( أهْمِلْ صَبيَّكَ تَأتي عَلَيهِ سِت سِنِينٍ ) .
ولعب الطفل التي تتحدث عنه الرواية تعني عدم إلزامه بالعمل فيما يتعلم من والديه ، وسيادته تعني قبول أوامره دون الائتمار بما يطلبه الوالدان ، أما إهماله فهو النهي عن عقوبته ، فهذه المرحلة تكون نفسية الطفل بيد والديه ، كالأرض الخصبة بيد الفلاح ، تتلقف كل ما يبذر فيها من خير أو شرٍّ ، ففي الحديث الشريف : ( قَلْبُ الحَدَثِ كالأرْضِ الخَالِيَةِ ، مَا أُلقِيَ فِيهَا مِنْ شَيءٍ قَبِلَتْهُ ) .
المرحلة الثانية :

وفي هذه المرحلة يجدُر بالوالدين التعامل مع الطفل على أساس ما يلي : عبودية الطفل ، أدب الطفل ، فقد جاء عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( الولَدُ سيِّد سَبع سِنين ، وعَبْد سَبْع سِنين ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( دَع ابْنَكَ يَلعَبُ سَبْع سِنين ويُؤَدَّبُ سَبعاً ) ، وعنه ( عليه السلام ) أيضاً : ( أهمِلْ صَبيَّكَ تَأتي عَلَيهِ سِت سِنين ، ثُمَّ أدِّبْه في سِت سِنين ) .
فعبوديَّة الطفل تعني طاعة والديه فيما تعلَّم منهم في المرحلة الأولى ، وأدبه تعني التزامه بالنظام وتحمُّله للمسؤولية ، وهذه المرحلة بالنسبة للوالدين تشبه عند الفلاح وقت نمو الزرع الذي بذره وظهور الثمر .
المرحلة الثالثة :

تختلف هذه المرحلة عن الثانية في أنَّ الأبناء أصبحوا في المستوى الذي يؤهلهم لاتِّخاذ مناصبهم في الأسرة ، فالولد - ذكر أو أنثى - في هذه المرحلة يكون وزيراً لوالديه ، ومستشاراً لهم ، فقد جاء عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( الوَلَدُ سَيِّد سَبع سِنِين ، وعَبْد سَبع سِنِين ، وَوَزير سَبع سِنين ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( دَع ابْنَكَ يَلعَبُ سَبْع سِنين ، ويُؤدَّبُ سَبعاً ، وألْزِمْهُ نَفسَكَ سَبع سِنِين ، فإنْ أفْلَحَ وَإلاَّ فَإنَّه لا خَيْرَ فِيهِ ) .
وعنه أيضاً ( عليه السلام ) : ( أهمِلْ صَبيَّكَ تَأتي عَلَيه سِت سِنِين ثُمَّ أدِّبْهُ فِي الكِتَابِ سِت سِنين ، ثُمَّ ضُمَّهُ إليكَ سَبْعَ سِنين ، فأدِّبْهُ بِأدَبِكَ ، فإنْ قبلَ وصلحَ وَإلاَّ فَخَلِّ عَنْهُ ) ، ففي هذه المرحلة يكون الولد كالنبات الذي حان وقت قطف ثماره ، فهو وزير لوالديه كالثمر للفلاَّح ، ووزير الملك الذي يحمل ثقله ويعينه برأيه .
ولقد دعا النبي موسى ( عليه السلام ) ربَّه أن يكون له وزير في مهمَّته الصعبة : ( وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي ) طه : 29 .
ثم إنَّ إلزام الوالدين للولد في هذه المرحلة وضمُّه إليهما كما جاء في النصوص الشريفة تعني كونه مستشاراً لهم ، الأمر الذي يفترض قربَه ودنوَّه من والديه ، أمَّا إن كان الولد في هذه المرحلة غير مؤهَّل لهذا المنصب في الوزارة والاستشارة فهذا يرجع إلى سوءِ التعامل معه في الصغر .
فعدم وجود الثمرة يرجع إلى البذرة لا إلى التربة الخصبة ، كذلك نفسية الطفل التي تنبت ما بذر فيها ، ولا عِلاج لهذه الثمرة الرديئة ، ولا ينفع الأدب معها ، وهو ما تشير إليه الرواية : ( فَخَلِّ سَبِيلَهُ ) ، أو ( فَإِنَّهُ لا خَيْرَ فِيهِ ) .
-*******************************


خادم المنتدى 2014-11-26 20:57

رد: مواضيع تربوية جد مهمة
 
اللعب والتقليد

ينهمك الطفل في اللعب - خلال السنة الأولى من عمره - انهماكاً يأخذ عليه وقته كله ، ويشغف باللعب من دون دمى حقيقة بين يديه ، والحق أن اللعب لدى الطفل يتمثل في استعمال الأشياء وتخيلها ، وترتبط الألعاب الأولى للطفل بِمُتَع عملية معيَّنة ، كالإمساك بالأشياء وتحريكها ، وما إلى ذلك .
ويلاحظ أيضاً أن الطفل يجد متعة خالصة في إكمال حركة لم يكن قادراً على إكمالها من قبل ، وهذا ما يثير في نفسه استجابة ممتعة تحفزه على إنجاز حركات متقدِّمة ، وإن مما يثير الطفل ويمتعه - كما سبق أن ذكرنا - أن يكون هو مسبِّباً لشيء معين ، كأن يشد حبلاً مثلاً فيؤدِّي ذلك إلى تحريك دمية أو إخراج صوت منها .
والطفل يميل إلى هذه الألعاب ميلاً نفسياً ، فيشعر إذ ذاك باستقلاله وابتعاده عن أعماله السابقة ، ولهذا فإن الدمى التي تثير الطفل - كالأشياء التي يسهل ضغطها ، أو يلذ لمسها أو تذوقها أو الاستماع إليها أو مجرَّد النظر إليها - تسهم في التطوُّر الفكري والاجتماعي للطفل ، فعن طريق اللعب يتصل الطفل بالعالم .
وفي حقيقة الأمر أنَّ الألعاب هي رياضة الحياة التي لا تُضاهى ، وهي تمثل اللقاء الأول للطفل مع جسمه وبيئته ، وعن طريق اللعب يشرع الطفل في إدراك العلاقات بين الأشياء ، أو بين الفضاء وبين تنسيقه العضلي ، وهكذا يبدأ يدرك بصورة خاصة أنه يستطيع أن يعدِّل بيئته بأفعاله ، ثم إن مجرَّد استعمال الأطفال الصغار جداً للأشياء القريبة منهم يشكل منبِّها حسِّياً بالغ الأهمية ، وهذا ما يوفر للطفل طريقاً ملموساً ممتعاً نحو تجارب جديدة تُعدُّ جوهرية فيما يتعلَّق بنموه .

http://www.al-shia.org/image/ara/atfal/image/tak1a.jpg
أما التغيرات التي تطرأ على الطفل في الشهر السابع أو الثامن تقريباً فهي تتيح للأم أن ترى طفلها قد بدأ يلهو بالأصوات ، فإنه شرع فعلاً باللغو لنفسه ، وبتقليد الأصوات البسيطة الموجَّهة إليه ، وأما التطور اللفظي فإنه يرتبط باهتمام بالغ لدى الطفل في الدمى التي تخرج أصواتاً أو موسيقى ، ولذلك ينبغي أن ترضي الدمى في هذه المرحلة تلك القدرات الجديدة المتطوِّرة لدى الطفل .
ولا بأس في استباق هذه الحاجات بوضع دمى معيَّنة أمام الطفل ، كساعة ذات عصفور ، أو حيوانات ، أو صناديق تحتوي في داخلها على دمى متحركة ، أو أجراس أو دمى تصدر أصواتاً ، وبين الشهرين الثامن والتاسع يستطيع الطفل الجلوس وحده منتصباً في فراشه ، ويرى البيئة المحيطة به من زاوية مميَّزة شديدة الاختلاف ، ويتَّسع مدى رؤيته إلى حدٍّ كبير ، ويتمكن إذ ذاك من تحريك نفسه بمزيد من السهولة ، ومن استعمال الأشياء المحيطة به .
ولا تقتصر حركاته على الإمساك بالأشياء بل على رميها وتكديسها ، ويمثل ذلك كله تطوراً في ذكائه يوماً تلو يوم ، فالدُّمى التي تتحرَّك تلقائيّاً مثلاً ، والألعاب ذات العجلات ، والقطارات والسيارات الصغيرة ، وغير ذلك تعدُّ ذات نفع كبير للطفل ، بعد أن تعلَّم الزحف على أطرافه الأربعة .
والحق أن الطفل يحب أن يَجرَّ ألعابه المفضلة حيثما يزحف ، وذلك في محاولاته الأولى للتحرك مستقلاً عن الآخرين ، ولكن ينبغي للأم أن تحذِّر من وضع دُمى كبيرة حوله ، فالطفل لا يزال يحتاج إلى أن يسند نفسه بإحدى يديه على الأقل ، وعندما يصبح الطفل قادراً على المشي تتَّخذ الدمى طابعاً مختلفاً بالنسبة إليه ، ففي هذه المرحلة يصبح الطفل قادراً على أن يصل إلى الأشياء الجديدة ويرفعها عن الأرض ، وفي هذه المرحلة أيضاً يكون قد برع في استعمال يديه على وجه معيَّن .
وتنشأ لديه رغبة قويَّة للاستكشاف باستعمال جسمه ، وتتمثل في تسلُّق كل شيء ، ومحاولة الوصول إلى كل ركن من أركان البيت ، وبذل كل ما في وسعه للهرب من حظيرته النقالة ، وهذه المرحلة بالغة الأهميَّة في حياة الطفل ، فهي تزوِّده بالوسائل اللازمة من أجل تطوُّره العقلي ، وتمكنه كذلك من تنمية ثقته بذاته ، تلك الثقة المؤسسة على شعوره باستقلاله .
فالطفل يحتاج إلى اللعب ، وإلى تدريب عضلاته ، وبناء الثقة في ذاته ، ولكنه يحتاج في الوقت نفسه إلى بيئة سليمة ، فيها شخص كبير يكون دائماً إلى جانب الطفل ، ضماناً لحمايته ، من دون هيمنة عليه ، ولذلك على الأم ألاَّ تدع القلق يستبد بها إذا رأت طفلها يكثر سقوطه خلال شروعه في السير ، ولعلَّ من الأجدى أن تسعى الأم إلى الإقلال من عدد سقطاته بدلاً من أن تهرع إلى مواساته ، والدمى المتوافرة ، وهذا من سوء الحظ لا تقدِّم المتعة البالغة للأطفال الذين شرعوا بالمشي لِتَوِّهِم .
وفي الحقيقة أن الطفل يُحبُّ التجوال والاستكشاف ، لذلك ينبغي للأبوين إيجاد الألعاب لطفلهما ، كما ينبغي لهما إرضاء هذه الحاجات لدى طفلهما ، فهي ضرورية للطفل الذي تجاوز السنة الأولى من العمر ، ولا بأس في أن تشرع الأم في إنشاء مَمَرَّات ومنحدرات محميَّة بالوسادات أو المواد الليِّنة ، كالبطانيات أو الأثاث الصلب المكسو بالمواد اللَّيِّنة لتخفيف وطأة الصدمات أو السقوط .
ولا بأس كذلك في أن توفِّر الأم لطفلها علباً من الورق المقوَّى ، حتى تتيح له الفرصة لإنشاء فراغات جديدة ، أمَّا الدمى التي تجذب انتباه الأطفال الأكثر نضجاً وذكاء فهي التي يمكن تركيبها أو تجميعها ، فالطفل يفرغ من عملية الاستكشاف ليرضي غريزة أخرى لديه ، وهي عملية الابتكار .
ولعلَّ من الأفضل أن تختار الأم لطفلها لعباً على شكل عمارات تركب الواحدة فوق الأخرى ، أو يدمج بعضها في بعض ، أو دمى مؤلَّفة من أجزاء بسيطة قابلة للفكِّ والتركيب ، وينبغي للأبوين اختيار هذه اللُّعَب ملائمة لسنِّ طفلهما ، لئلاَّ يهجرها ويتركها من دون استعمال إذا كانت فوق مستواه العقلي .
كما ينبغي للأبوين اختيار لعب طفلهما بِحُريَّة دون ما إصغاء إلى نصائح الآخرين ، أو التأثر بالدعاية المرافقة للُّعَب ، ومع الزمن يمكن اختيار لعب أكثر تعقيداً تثير القدرات الحركية النفسيَّة لدى الطفل ، وتوقظ فضوله .

http://www.al-shia.org/image/ara/atfal/image/tak2a.jpg
ولعل من المستحسن أيضاً إرضاء جانب آخر من جوانب الإبداع لدى الطفل ، بتقديم ورق وألوان وأقلام وعجين ، ومن الطبيعي أن تختار الأم لطفلها أصباغاً مأمونة لا أثر للسّم فيها ، كما ينبغي لها أن تراقبه وتعلِّمه استخدامها .
وبعد ذلك يشرع الطفل بالاستجابة المناسبة لما يقدَّم إليه من منبِّهات ، ويبدأ ذكاؤه بالتطوُّر والنمو عن طريق الألعاب المختلفة ، ومن الممكن أن ترصد الأم تقدُّم طفلها رصداً مباشراً عن طريق اللعب ، ومن جهة أخرى فإن تقليد الكبار يُعدُّ أمراً أساسياً في تطوُّر الطفل .
وأول دليل على التقليد يتمثَّل في ألعابه الأولى ، ففي أثناء اللعب يستخدم الطفل حواسَّه ، وينسق بين عضلاته وحركاته ، ويشحذ قدراته العقلية كلها ، ويزيد خياله وقدرته على التكيُّف الاجتماعي ، ويبدأ الطفل في الشهر الثامن عشر بممارسة الألعاب الرمزيَّة التي تعتمد على موقف معيَّن يكون أساساً لها ، وتعتمد الألعاب الرمزية الأولى على تقليد إشارات الكبار وسلوكهم ، ولكن يستعاض فيها عن الأشياء الحقيقية بأشياء وهميَّة .
-*******************************-


خادم المنتدى 2014-11-26 20:58

رد: مواضيع تربوية جد مهمة
 

مرحلة الاستكشاف عند الطفل

تتخذ ظاهرة الاستكشاف لدى الطفل أهميَّة بالغة بعد السنة الأولى ، إذ يشرع في مواجهة مواقف وأشخاص جُدُد يؤثِّرون في تجاربه التعلُّمية الأولى من مختلف النواحي ، ومهما يكن من أمر فالاستكشاف يرتبط بظاهرة أخرى ، ألا وهي التضاؤل التدريجي لتعلُّق الطفل بأمِّه ، ويزداد التعلق الخاص بأشخاص معينين بصورة فورية بعد بروز هذه الحاجة لديه ، ويتناقص عنده التعلق بأشخاص معينين مع مرور الزمن .
وذلك على نقيض القدرات الأخرى التي يتعلمها الطفل ، والتي تتزايد مع تقدُّمه في السن ، إذ يصبح الطفل مع الزمن قادراً بصورة متزايدة على تصور أمِّه ، ويتخذ من شكلها وسلوكها وجه مقارنة في تجاربه الجديدة ، ولا يعود وجودها ضرورياً له ، فيشرع الطفل بالابتعاد عنها بصورة تلقائية ، ويزداد هذا الابتعاد بصورة تدريجية .
وفي هذه المرحلة ينبغي للأم أن تضطلع بأصعب دور لها ، فالأم هي التي يتوجب عليها - وإن بدا ذلك متناقضاً مع طبيعتها - أن تدفع طفلها إلى الانفصال عنها ، حتى يكتسب معرفة بالعالم الخارجي ، ولربما بدا ذلك سهلاً في بادئ الأمر ، ولكن التجربة أثبتت أن الأم هي التي تحول دون تحرر طفلها ، وربما كان ذلك دون قصد منها .
والحق أنّ عملية الانفصال عن الطفل أمر صعب دائماً ، وإن كانت مقرونة بمراقبة الأم لطفلها ولتصرفاته ونموه عن كثب .

http://www.al-shia.org/image/ara/atfal/image/ist1.jpg
وفي الشهور الأولى من حياة الطفل توفر الأم له الحوافز اللازمة الملائمة لسنِّه ، وواقع الأمر أن مواقف المجازفة والمغامرة التي يقفها الطفل تعتمد بصورة مبدئية على علاقته بشخص راشد ، يدفعه أو يحفزه تقريباً على الإفادة من جميع الفرص المتوافرة في البيئة التي يعيش فيها .
وبعد شهور معدودات ، وإذ يشرع الطفل في إبداء قدرته على التصور ، فإنه يستطيع أن يشعر وحده بدوافع جديدة ، كما يستطيع كذلك أن يبدأ في استكشاف بيئته ، وفي أثناء السنة الأولى من حياة الطفل يرتبط أمنه النفسي وسعادته كل منهما بالآخر ارتباطاً وثيقاً ، والحقيقة أنه من غير المحتمل أن يتوقَّع من الطفل أن يبدأ بمواجهة بيئته إذا لم يطمئن إلى وجود أمِّه .
وجدير بالذكر أن على الأم أن توقظ في نفس طفلها المحاولات الأولى لديه ، وأن تحافظ على هذه المحاولات ، فغياب الأم يؤدِّي إلى كَبح مبادرات الطفل ومحاولاته الأولى ، وفضلاً عن ذلك ، فإن المغامرات التي يباشرها الطفل تختلف باختلاف الشعور بالثقة الذي تمكنت الأم من غرسه في نفسه .
وتتمثل أهمية العلاقة بين الأم وطفلها في الحماسة ، والمشاركة والدوافع ، والمقترحات التي يبديها الطفل بمساعدة أمّه ، فالأمّ المُثلى توفِّر لطفلها بيئات جديدة ، وألعاب وألواناً ، وأجواءً نفسية ومشاعر ، أجل إنَّها توفر له كل ما يشجعه ويشغل وقته بصورة كاملة في آن واحد .

http://www.al-shia.org/image/ara/atfal/image/ist2a.jpg
وينبغي للأم - فضلاً عن تأسيس علاقة المشاركة هذه في عملية الاستكشاف التي يباشرها الطفل والموافقة عليها - أن تنشئ لطفلها - ولا سيَّما في البيت - عالماً مادياً يثير فضوله ، وهو عالم مهم جداً بالنسبة إلى طفل في السنة الأولى من العمر ، فينبغي لها مثلاً أن تملأ حجرة طفلها بعديد من الأشياء الصغيرة ، والتماثيل والألعاب الجذَّابة ، التي يسهل على الطفل استعمالها ، وتثير فيه شغفاً بالاستكشاف اللَّمسي والمرئي .
ومن جهة أخرى ينبغي كذلك عدم الاستخفاف بحاسة السمع لدى الطفل ، بل يجب تنبيهها ببضعة أجراس أو أصوات عذبة .
ثم إن نمو قدرات جسمية جديدة لدى الطفل يبرز حاجة الطفل إلى الحرية من أجل مواجهته الواقع الخارجي الذي يجذبه ، وهي حاجة جديدة مُلحَّة ، وفي هذا المجال ينبغي للأم ألا تفرط في تقديم المساعدة لطفلها ، إذ يكفي أن ترشده إلى مرحلة الاستكشاف من دون أن تتتبع أعماله خطوة بعد خطوة .
أما إذا أثقل الأبوان على طفلهما بحضورهما الدائم ، وتقديم اقتراحاتهما وحمايتهما التي كان الطفل بحاجة إليها في بادئ الأمر ، فذلك يثير في الطفل عصبية وأثراً معاكساً ، فيوحي إليه بأنه قد فقد الحرية التي كان يحسب أنه قد أكتسبها ، وعلى هذا النحو يشعر الطفل بشيء من الاضطهاد من جانب أبويه ، وينتهي به الأمر إلى صراع دائم بين حقوقه أو التضحية بإرادته وشخصيته في سبيل رغبات الآخرين ، وذلك بقبوله تدخلاتهم المستمرة في شؤونه .

http://www.al-shia.org/image/ara/atfal/image/ist3a.jpg
والحقيقة أن النشاط الذي ينبغي للطفل ممارسته وحده من دون تدخل من الآخرين هو استكشاف بيئته ، ومن هنا فإن الطفل الذي تلقى تدريباً حسناً وطمأنة من أمِّه يثق بقدرته ، ويرغب في إثبات ذلك ، ولكن الأمر ليس كذلك فيما يتعلق بالأنشطة الاجتماعية التي يمارسها الطفل ، والتي تتصل باكتشاف أناس آخرين .
فالطفل يشعر بالحاجة إلى شخص مألوف قريب منه ، يستطيع أن يساعده في مجال يتعرَّض فيه لكثير من المآزق العاطفية ، وعلى هذا نقتصر على أمرين مختلفين ، يحتاجهما الطفل خلال السنة الثانية من عمره :
أوَّلهما : رغبته في استكشاف عالمه الجديد بنفسه ، وثانيهما : حاجته إلى جماعة حوله ، نتيجة شعوره العميق بعدم الأمن ، وحقيقة الأمر أن الطفل لا يشرع فقط في استكشاف العالم الخارجي ، بل يحاول كذلك السيطرة على جسمه وإمكاناته الباطنة ، ولهذا السبب فإن كل ما اعتاد الطفل لا يكفيه بعد بلوغه الشهر السابع أو الثامن ، وتصبح حظيرته النقالة التي كان يلعب فيها ضيِّقة .
كما تغدو الدمى التي كان يقضى أيّاماً كاملة في النظر إليها واللعب بها غير ممتعة بالنسبة إليه ، وفي الحقيقة يشرع الطفل في التماس الحرية للتحرك في أرجاء البيت ، ومن الطبيعي أن يمنح الطفل هذه الحرية وتحت إشراف أمه ، لمدة ساعات معدودات كل يوم ، ولكن لا ينبغي للأم منحه الحرِّية الكاملة ، فوضعه الجسمي لا يساعده على السيطرة على حركاته ، فقد يوقعه في مواقف مغيظة خطرة عليه وعلى الأشياء المحيطة به .
ومن الجدير بالذكر أن منح الحرية للطفل بصورة مفرطة ربما كان له أثر سلبي في شخصيته ، فقد يدفعه ذلك إلى الوحدة ، ويوقع الكآبة في نفسه ، ويشعره بهجر الناس له ، وربما كان الحل الأمثل الوسط بين حجز الطفل في الحظيرة النقالة ومنحه الحرية المطلقة هو إنشاء ركن كبير في حجرته ، يقضي فيه أوقاته ، أو في أي مكان تقضي فيه الأم عادة معظم وقتها .
وينبغي أن يكون هذا الركن حافلاً بالأشياء الممتعة غير المؤذية ، وينبغي للأم كذلك إبعاد الأشياء الحادة عنه ، فربما أصابت عينيه بالأذى ، أو ربما ارتطم رأسه بها ، ولعلّ من المستحسن أن تضع الأم سجادة أو بطانية تحميه من السقوط المباشر على الأرض الباردة ، وتخفف من وطأة سقوطه عليها ، ومن العوامل المهمة الأخرى أيضاً هو توفير دعائم للطفل ، تسهل حركاته الأولى .
ومن الجدير بالذكر أن الحياة العصرية والبيوت الحديثة أصبح إنشاؤها يعتمد على المنطق بصورة متزايدة ، كما أصبحت محدودة المساحة ، فالضِّيق النسبي في الأمكنة المكشوفة - كالحدائق والحقول التي يستطيع الطفل التحرك فيها بحرية واستقلال منذ السنة الأولى من عمره فصاعداً - تحدُّ في الواقع من الاكتشافات والتجارب التي كانت مألوفة في السابق .
وهكذا فقد أصبح الطفل في العصر الحديث ضحية لمقتضيات البيئة والمجتمع الراهن ، ولذلك كان واجب الأم حماية طفلها قدر ما تستطيع ، وبذل كل ما يمكنها لإنشاء مكان خاص به يستطيع أن يطوّر فيه استقلاله وينمّي الثقة في نفسه وفي قدراته .
-***************************************-


خادم المنتدى 2014-11-26 21:00

رد: مواضيع تربوية جد مهمة
 

المرحلة الفمية والفطام

تأخذ نفسية الطفل بالتبلور منذ الشهور الأولى من حياته ، ولقد كشف علم النفس الحديث عن الأهمية الأساسية للمرحلة الفميَّة في صياغة مستقبل الطفل ، والمرحلة الفميَّة هي - على التحديد - تلك الفترة التي تعقب الولادة مباشرة ، وتمتد حتى الشهر الثاني عشر من حياة الطفل .
ولقد ثبت أنَّ من الصعب كثيراً - إن لم نقل : من المستحيل - على الوليد الجديد التمييز بين النهار والليل والنوم واليقظة ، إذ يتركز اهتمامه الرئيسي على التغذية ، والتغذية تتمثل بالنسبة إليه في ثدي أمه ، فالثدي هو الشيء الأول الذي يتعرف الطفل عليه في الواقع الجديد الذي يعيش فيه ، وهو يحاول عن طريق أفعاله الانعكاسية ، وعواطفه ودوافعه الحركية ، تجنب الألم والتماس لذة رضاعة الثدي .
ويعرف الطور الأول من حياة الطفل - وهو طور بالغ الأهمية في نموه النفسي - بالمرحلة الفميَّة ، لأن هذه المرحلة ترتبط بصورة أوَّلية بالفم ونشاط الفم ، وتقسم المرحلة الفميَّة أحياناً إلى فترتين ، وفق العلاقة التي تتوطد بين الطفل وأمه ، وتسمى الفترة الأولى بالمرحلة الفميَّة ، أو مرحلة الرضاعة من الثدي ، وتمتد من الولادة حتى ستة أشهر .
أما الفترة الثانية فتعرف بمرحلة المضغ ، أو المرحلة السادية الفميَّة ، أو مرحلة الخضم وهي الأكل بجميع الفم أي بوحشية ، وتمتد هذه المرحلة من الشهر السادس تقريباً حتى الشهر الثاني عشر .

http://www.al-shia.org/image/ara/atfal/image/mr1a.jpg
وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن الفترة الثانية من المرحلة الفميَّة هي المرحلة التي يتمثل فيها أكبر قدر من عدوانية الطفل وساديَّته ، أما في أثناء فترة المضغ والعض التي ترافق فترة ظهور أسنان الطفل ، فالطفل يظهر امتعاضاً شديداً من طريقة إشباع حاجاته إلى الطعام ، وتتسم هذه الفترة برغبة الطفل في العضِّ والقضم ، والتهام ثدي أمه التهاماً شرساً ، لأنه لا يشبع حاجته إلى الطعام إشباعاً كاملاً .
وتفسَّر عدوانية الطفل هذه بأنها محاولة من جانبه للتمسك بشيء يعده حيويّاً بالنسبة إليه ، ولا يريد أن يفقده ، وتتصف المرحلة الفميَّة بوجود أعمال انعكاسية معينة توجد منذ الولادة ، والحق أن منعكس الرضاعة ليس مجرد استجابة لمنبِّه يشعر به داخل فمه ، بل إنه أكثر تعقيداً من ذلك .
فالطفل يشرع عند الولادة بإدارة رأسه عندما يلمس خدَّه ، ويفتح فمه عندما تلمس شفتاه ويرضع عندما يشعر بمنبه داخل فمه ، ويبلع عندما يصل الطعام إلى مؤخَّرة حلقه ، وتتطور عملية الرضاعة هذه بسرعة بعد الأيام الأولى ، لتشمل البحث عن ثدي الأم عندما تسند الأم طفلها إلى جسمها ، فيبدي حركات دالَّة على الرضاعة عندما تعد الأم نفسها لإرضاعة ، فيمص إبهامه وغير ذلك من الأشياء .
وتختلف الحاجة إلى الرضاعة من حيث شِدَّتها وطول فترتها من طفل إلى طفل ، فمن الأطفال من يرضى بالرضاعة من الثدي أو من زجاجة الرضاعة ، ومنهم من يرغب في الاستمرار بالرضاعة بالرغم من شبعه ، ومع بداية الشهر الثاني يبدأ الطفل بإبراز لسانه ورفع إبهامه إلى فمه لمصِّه ، وفي أثناء ذلك يمص الطفل أصابعه أو أي شيء آخر يلامس فمه ، ويشرع في البحث عن إدراك العالم الخارجي وتعرفه بواسطة الحواس الخمس .
ومن الجدير بالذكر أن هذه الفترة لا ترافق نهاية المرحلة الفميَّة ، وإن كان كثير من الناس يعتقدون ذلك ، فالدوافع الفميَّة تستمر لسنوات ، وأحياناً تستمر طوال الحياة ، وإن كانت هذه الدوافع تفقد بالطبع أولويتها ، ومن جهة ثانية ينبغي لكل أمٍّ أن تعلم أن طريقة الفطام تؤثِّر في النمو اللاحق للطفل تأثيراً عميقاً .
فالفطام الذي يتم على عجل بطريقة متبلِّدة يعوزها الشعور - ولا سيما إذا كان الطفل يعتمد بصورة أساسية على حليب أمه - فغالباً ما يثير في الطفل مشاعر القلق وعدم الارتياح والتهيج ، ويدفعه إلى نوبات من الغضب والأحاسيس السلبية نحو أمه ، وكذلك يدفعه إلى تحريك لسانه باستمرار بما يوحي بحاجته إلى الرضاعة ، كما يحمله على الأرق والبكاء .
وينشأ أحياناً اضطراب حقيقي ناجم عن الفطام يؤدِّي إلى أنواع عديدة من الأمراض الهضمية ، والتقيؤ المتكرر ، وعدم رغبة الطفل في بلع الطعام الذي يقدَّم إليه ، والحق أن الفطام يستلزم تكيّف فم الطفل وفق وضع مختلف يبدأ بالشفتين ثم باللسان ، فإذا لم يحفز الطفل على تكييف فمه بمواجهة هذا الموقف الصعب من الناحية النفسية على الأقل فهو لا يبدي دائماً رغبة في ذلك .
والفطام الذي يتَّسم بالصرامة المفرطة ولا يراعي حاجات الطفل تمارسه في العادة الأمهات اللواتي يرغبن في اتباع النظام الشديد الصارم ، الذي تعوزه العاطفة والحنان ، وهذا الأسلوب ينمو عن تربية تتسم بالقسوة والصرامة في مواجهة المواقف الصعبة ، ولذلك تنشأ بين مثل هؤلاء الأمهات وأطفالهن علاقة تقوم على الاستياء القوي المتبادل ، والذي يتمثل في حوادث متكررة وطويلة من الانتقام ، وربما عادت إلى الظهور في المستقبل .
ومن جهة أخرى هناك فئة من الأمهات لا يفطمن أطفالهن حتى وقت متأخر ، ويدل هذا التأخير في الفطام على حرصهن الشديد على أطفالهن وحمايتهن لهم ، إذ لا يرغبن في فقدان الصلة بهم ، لذلك يحضنَّ أطفالهن أطول مدة ممكنة ، وربما دل سلوك هؤلاء الأمهات على أنَّهن يلتمسْنَ كذلك تعويضاً عن مشاعر سابقة أو حقيقية بخيبة أمل واستياء من أزواجهن ، أو ربما كُنَّ ينشدْنَ الوحدة فحسب .
أما الأطفال الذين ينشئون برعاية أمَّهات يبدين قدراً مفرطاً من الحماية لهم فغالباً ما تتكوَّن لديهم مشاعر معاكسة مزدوجة ، فيبقون متعلقين بأمَّهاتهم بطريقة تكاد تكون غير سليمة ، فهم اتِّكاليون سلبيون ، لا يقدرون على التصدي للإحباطات والمصاعب التي تواجههم في الحياة اليوميَّة ، ويلتمسون العون فوراً عندما تواجههم مشكلة صغيرة .
عيوب المرحلة الفمية وعاداتها :

لقد رأينا أنَّ الطفل الصغير يمر بالمرحلة الفميَّة ، وهي الفترة التي يكون فيها أهم جزء من جسمه هو فم الطفل وحواسه ، وتستمر بعض مظاهر المرحلة الفميَّة بعد السنة الأولى من حياة الطفل ، فالأم تلجأ إلى الحلمة الصناعية ( المصَّاصة ) مثلاً تَهْدِئَة لطفلها حتى يكفَّ عن البكاء أو يمتنع عنه ، ولكن ينبغي عدم إعطاء الحلمة الصناعية للطفل فوراً إذا لم يكن محتاجاً إليها .
ولا بأس في أن يستعملها الطفل بديلاً عن مصِّ إبهامه حتى السنة الثانية من عمره على الأقل ، وبصورة عامة تتناقص حاجة الطفل إلى الحلمة الصناعية مع الزمن ، ويتناقص كذلك اهتمامه بجسمه ، ولكن الأطفال يغرمون بالمصاصة أحياناً ويطلبونها حتى بعد فترة الفطام .
أما التفسير النفسي لحاجة الطفل إلى المصِّ فترتبط بشكل من السلوك الطفولي المصحوب عادة بأشكال أخرى من عدم الأمان ، فالطفل الذي يبقى متعلقاً بالحملة الصناعية لمدَّة طويلة جداً ، يحتمل أن يكون استعماله إياها بديلاً عن اهتمام والديه به .
وهنا ينبغي البحث عن سبب هذا الشعور بعدم الأمان ، والشيء نفسه يقال عن مص الطفل لأصابعه ، وهي طريقة طبيعية لإرضاء الحاجة الأساسية للمصِّ لدى الطفل في أثناء الشهور الأولى من حياته .
فإذا استمر الطفل في ممارسة عملية المصِّ حتى السنة الثانية أو الثالثة تقريباً ، فليس ذلك في معظم الأحوال على الأقل سوى عرض من أعراض اضطراب عاطفي ، والطفل يلجأ إلى هذه الحركات ليسلِّي نفسه بها فبعضها يمتعه ، وبعضها الآخر يذكره بطفولته الأولى .

http://www.al-shia.org/image/ara/atfal/image/mr2a.jpg
ويمارس الطفل عادة مصِّ الإبهام عندما يشعر بالاكتئاب والتعب والتضايق ، أو عندما يتوجَّس خيفة من الوسط الذي يعيش فيه ، أو من الغرباء ، وهو يحتاج إلى مناخ عاطفي معيَّن لا يصح تجاهله أو إهماله ، فإذا لم يحظَ بالاهتمام والرعاية وبقي لمدة ساعات طويلة مع دمية يلعب بها ، تعذَّر على الأبوين منعه من مصِّ إبهامه ، ولكن إذا لقي تجاوباً وعطفاً ومزيداً من المؤانسة تضاءل تعلُّقه بطفولته الأولى ، وزادت اهتماماته ورغباته .
ومن الضروري ألا يتدخل الأبوان بطريقة آمرة لقمع هذه النقيصة غير المهمة لدى الطفل ، والتي تزول مع الزمن ، فتدخلهما يؤثِّر فيه تأثيراً سلبياً ، ويزيد من قلقه ، وربَّما كان من المستحسن اللجوء إلى وضع شيء بين يديه بغية حمله على الإقلاع عن عادة مصِّ إبهامه ، ومهما يكن من أمر فإن من الضروري معرفة سبب هذه العادة وإيجاد حلٍّ صحيح لها ، ومن المفيد في الوقت نفسه إطراء الطفل عند امتناعه عن مصِّ إبهامه ، فذلك يشجعه على الإقلاع عن هذه العادة .
وفي السنة الثالثة تقريباً ينزع الطفل غير الآمن إلى قضم أظافر يديه ، وهذا رد فعل طفولي على القلق والتوتر اللذين يصيبان الكبار كذلك ، وعن طريق هذه العادة الذميمة ينفِّس الطفل عن عدوانيته ، ويخفف من وطأة القلق الذي يعانيه ، ويشعر بالسرور في الوقت نفسه ، وعند محاولة حمل الطفل على الإقلاع عن هذه العادة ، ينبغي للأبوين تقصي الأسباب الداعية إليها ، وهي ترجع عادة إلى التربية التي ينشأ الطفل عليها .
-**********************************-


خادم المنتدى 2014-11-26 21:02

رد: مواضيع تربوية جد مهمة
 
مشكلة تأجيل الواجبات المدرسية

من المعروف أن العديد من الأطفال يتقاعسون عن أداء واجباتهم المدرسية ، فيؤجِّلون كتابة تمارينهم وحفظ دروسهم بحجة إنجازها فيما بعد ، إن هذا الأمر سيسبب الكثير من المشكلات للأطفال ، ويجعل مستوى تحصيلهم الدراسي أقلّ بكثير من زملائهم المجدّين .

يقول الأختصاصيون في تربية الأطفال : إن عادة التأجيل هذه يمكن التخلص منها باكتشاف السبب الحقيقي الكامن وراء هذه العادة ، ثم وضع خطة مناسبة للتغلب عليها ، وهذا الأمر سيعزز ثقة الطفل بنفسه وبمقدراته .

أسباب المشكلة :

هناك عِدّة أسباب شائعة تكمن وراء عادة التأجيل عند الأطفال ، وهي :

الأول : ضعف الحافز :

فالطفل الذي يكون الحافز لديه ضعيفاً تجاه الدراسة ، يمكن التعرف عليه بسهولة ، لأنه لا يهتم أبداً بإنجاز مهمته ، ولا يقدِّر في الواقع الفوائد والنتائج الإيجابية للواجبات المدرسية التي تنجز بشكل جيد ، وكل هذا يكون في النهاية نتيجةً للإهمال واللامبالاة ، وعدم اكتراث الطفل بالتعلم لأجل نفسه ، أو حتى ليكون فرداً جيداً في نظر الآخرين .

الثاني : التمرد :

فالطفل المتمرِّد يؤجِّل وظائفه ، أو يحاول التملُّص منها كنوع من المقاومة لبعض الضغوطات التي يتعرض لها في منزله ، وكطريقة لمعاقبة والديه .

الثالث : عدم التنظيم :

فالطفل المهمل غير المنظم لا يجد دائماً كل الأدوات التي يحتاجها لإنجاز واجباته ، فقد يترك أحد كتبه ، أو دفتر الملاحظات لديه في المدرسة ، ولذلك نجده دائماً يبحث عن أشيائه الضائعة ، وهذا ما يسهم في تأخير إنجازه لدروسه وتمارينه .

الرابع : كره المادَّة :

بعض الأطفال يؤجِّلون ، أو حتى يتوقفون عن قراءة كتب أو قصص يجدونها مملة ، وهكذا هو الحال بالنسبة للطفل الذي يكره مادة من المواد الدراسية ، فيستمر في تأجيلها إلى أن يكتشف أنه لم يعد أمامه متسع من الوقت .

حَلّ المشكلة :

قد لا تنطبق طريقة واحدة على كل الأطفال الذي يميلون إلى تأجيل المهام والوظائف المترتبة عليهم ، ولكن مع ذلك ، هناك بعض الوسائل التي قد تساعد الأهل في جعل طفلهم يتغلب على هذه العادة السيئة ، ونذكر منها :

أولاً : المراقبة :

في البداية يجب أن يدرك الأهل ماهيَّة المشكلة التي يتعاملون معها ، ويراقبوا طفلهم ليلاحظوا نوع التأجيل عنده ، ثم عليهم أن يفكروا بما شاهدوه ، وأي سبب من الأسباب السابقة يمكن أن ينطبق عليه ، فهل يمكن أن تكون خلافات في المنزل مثلاً ؟ .

ثانياً : العطف والحنان :

من الناجح أن يوفّر الأهل لطفلهم شيئاً من العطف والحنان ، وبدلاً من توبيخه ، يمكن محاولة معرفة حاجته وميله إلى تأجيل واجباته ، أي يجب التعاطف مع الأمور التي يعاني منها حتى لو كان هو من يسببها لنفسه .

ثالثاً : التواصل مع المدرسة :

يجب معرفة وضع الطفل النفسي في مدرسته ، وطبيعة تصرفاته ، لأن هذا يساعد الأهل على التعامل بسهولة أكبر معه ، وعلى الأهل أن يدركوا أن توتر الطفل واكتئابه قد يؤديان إلى التأجيل ، وقد يكون تأجيل الواجبات أيضاً نتيجةً لخلافات عائلية .

رابعاً : القدوة :

ليس على الأهل أن ينتظروا طفلهم لكي يحل مشكلته بنفسه ، فإذا كان أحد الأبوين يؤجل القيام ببعض الأمور فإن الطفل سيقلده بشكل تلقائي ، أي : أن أسلوب الحياة المتَّبع في البيت هو الذي يؤثر في الطفل وتربيته بالدرجة الأولى .

خامساً : المشاركة :

الطريقة التي تجعل الطفل يشارك بدلاً من أن تبدو وكأنها توجهه هي الأفضل ، ففي لحظة سعيدة يمكن القول للطفل : ما الذي يمكننا فعله لنساعدك على إنجاز واجباتك المدرسية في وقتها ؟ .

-*************************************-



الساعة الآن 13:46

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd