الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات التواصل العام > منتدى النقاش والحوار الهادف



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2013-08-08, 23:27 رقم المشاركة : 36
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: الفكرة ....


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد يعقوبي مشاهدة المشاركة
والآن ما هي الأفكار البنائة ؟
الأفكار الهدامه دائما ما تصدر عن شخص إما يبحث عن السهوله او يتحرك بجهل وهنا تظهر خطوره الفكره
اما الأفكار البنائه فهى نتاج لبحث وتفكير ومعرفه بالظروف وملابساته وبجده وتفكيره يصل لما اراده
ومن هنا ينطلق كل منهم في طريقه
الأول الى طريق الخساره والدمار
والثانى الى النجاح والتفوق
امثله عمليه في الحياه
قش الأرز إما وإما إما ان يحرق ويضر بصاحبه والناس المجاورين للأستسهال وإما ان يخزن ويصنع منه علف وسماد جيد جدا للتربه
المظاهرات إما وإما إما ان تكون سلميه بماطلب جديه فتلبي ويكون هناك مسئولين يعرفون المصلحه وإما ان تكون مظاهره فقط من اجل الشغب والحرق ويذهب فيها ضحايا كثيره
الطالب الدرسي إما وإما اما ان يعرف مصلحته ويعرف مال الذى يتوجب عليه فعله وإما ان يذهب للفشل راكضا بسبب عدم القدره على التحمل والأستذكار
فدائما هنالك طريقين لا تختر اسهلهما ولا تصعب احدهما ولكن بالفكر والجهد نحطم الجبال ونصنع المستحيل

مساهمة قيمة أرجعتنا لصلب أسئلة الموضوع
بارك الله فيكم و أسعدكم و عيد مبارك سعيد





التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2013-08-09, 17:13 رقم المشاركة : 37
حميد يعقوبي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية حميد يعقوبي

 

إحصائية العضو








حميد يعقوبي غير متواجد حالياً


وسام المشارك في المطبخ

وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

افتراضي رد: الفكرة ....


عودة لصلب الموضوع وهذه المرة مع معنى الأفكار الهدامة :
الأفكار الهدامه دائما ما تصدر عن شخص إما يبحث عن السهوله او يتحرك بجهل وهنا تظهر خطوره الفكره
اما الأفكار البنائه فهى نتاج لبحث وتفكير ومعرفه بالظروف وملابساته وبجده وتفكيره يصل لما اراده
ومن هنا ينطلق كل منهم في طريقه
الأول الى طريق الخساره والدمار
والثانى الى النجاح والتفوق
امثله عمليه في الحياه
قش الأرز إما وإما إما ان يحرق ويضر بصاحبه والناس المجاورين للأستسهال وإما ان يخزن ويصنع منه علف وسماد جيد جدا للتربه
المظاهرات إما وإما إما ان تكون سلميه بماطلب جديه فتلبي ويكون هناك مسئولين يعرفون المصلحه وإما ان تكون مظاهره فقط من اجل الشغب والحرق ويذهب فيها ضحايا كثيره
الطالب الدرسي إما وإما اما ان يعرف مصلحته ويعرف مال الذى يتوجب عليه فعله وإما ان يذهب للفشل راكضا بسبب عدم القدره على التحمل والأستذكار
فدائما هنالك طريقين لا تختر اسهلهما ولا تصعب احدهما ولكن بالفكر والجهد نحطم الجبال ونصنع المستحيل ..






التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2013-08-10, 18:50 رقم المشاركة : 38
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: الفكرة ....


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد يعقوبي مشاهدة المشاركة
عودة لصلب الموضوع وهذه المرة مع معنى الأفكار الهدامة :
الأفكار الهدامه دائما ما تصدر عن شخص إما يبحث عن السهوله او يتحرك بجهل وهنا تظهر خطوره الفكره
اما الأفكار البنائه فهى نتاج لبحث وتفكير ومعرفه بالظروف وملابساته وبجده وتفكيره يصل لما اراده
ومن هنا ينطلق كل منهم في طريقه
الأول الى طريق الخساره والدمار
والثانى الى النجاح والتفوق
امثله عمليه في الحياه
قش الأرز إما وإما إما ان يحرق ويضر بصاحبه والناس المجاورين للأستسهال وإما ان يخزن ويصنع منه علف وسماد جيد جدا للتربه
المظاهرات إما وإما إما ان تكون سلميه بماطلب جديه فتلبي ويكون هناك مسئولين يعرفون المصلحه وإما ان تكون مظاهره فقط من اجل الشغب والحرق ويذهب فيها ضحايا كثيره
الطالب الدرسي إما وإما اما ان يعرف مصلحته ويعرف مال الذى يتوجب عليه فعله وإما ان يذهب للفشل راكضا بسبب عدم القدره على التحمل والأستذكار
فدائما هنالك طريقين لا تختر اسهلهما ولا تصعب احدهما ولكن بالفكر والجهد نحطم الجبال ونصنع المستحيل ..


مساهمة قيمة أرجعتنا لصلب أسئلة الموضوع
بارك الله فيكم
و أسعدكم و عيد مبارك سعيد





التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2013-08-14, 19:20 رقم المشاركة : 39
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: الفكرة ....


إنه فكَّر وقدَّر

عبد المجيد محمد الغيلي

أيًّا كان العمل الذي ينتجه الإنسان، وأيا كانت الكلمة التي يقولها الإنسان ـ فإن العمل أو الكلمة في الصورة النهائية يكون قد اجتاز ثلاث مراحل، وكل مرحلة تقود إلى الأخرى، فإذا ما وقع الخلل في مرحلةٍ ما اختل البنيان كله. فما هذه المراحل؟ وما الآليات الضابطة لكل مرحلة؟ وما الفروق الدقيقة بين هذه المراحل؟ وكيف يقع الخلط فيها؟
إن هذه الأسئلة تكشف إجابتها لنا ثمان آيات من سورة المدثر، وسنحاول أن نقرأ هذه الآيات ونغوص فيها، ونحللها حتى نستخلص البرنامج الذي تهدف إليه هذه الأشعة القرآنية. قال تعالى: "إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ الْبَشَرِ".

* التفكير ثم التقدير ثم التعبير
إن أي عطاء إنساني – أيا كان نوعه، وأيا كان مظهره- له ثلاث مراحل: مرحلة التفكير، ثم مرحلة التقدير، ثم مرحلة التعبير. فقوله (إنه فكر)، إشارة إلى المرحلة الأولى، وقوله (وقدر) إشارة إلى المرحلة الثانية، فالتقدير غير التفكير، وهذا ما نفهمه من أن للفظ القرآني دلالته الخاصة به، والمتميزة عن الألفاظ الأخرى. وقوله (ثم نظر...)، إشارة إلى المرحلة الثالثة، والتعبير ـ كمصطلح ـ يشمل كل ما ينتجه الإنسان، سواء أكان قولا أم عملا، فهو عطاء الإنسان.
وعندما نتأمل عناصر العطاء في هذه الآيات فسوف نجد أنها دارت حول: التفكير والتقدير والنظر، والعبوس والبسور، والإدبار والاستكبار، والقول بأن القرآن سحر، هذه العناصر تجمعها المراحل الثلاث: التفكير، ثم التقدير، ثم التعبير، والتعبير إما غير لغوي: النظر والعبوس والبسور. وإما لغوي: القول بأن القرآن سحر. أما الإدبار فهو إشارة إلى سلبية العطاء التعبيري، وأما الاستكبار فإشارة إلى سلبية العطاء العقلي.
والتفكير هو أعلى أعمال العقل، فهو بوابة المعرفة الحقيقة، وبوساطته ينتج الإنسان ويبدع ويبنى، وعن طريقه تتحقق للإنسان إنسانيته، ويتميز عن سائر المخلوقات. أما التقدير فهو الطرق التي تتبع لفحص التفكير وتمحيصه ودراسته ثم الانتقال به إلى مرحلة التعبير، يقال: قدّر فلان: أي: تمهل وفكر في تسوية أمر وتهيئته، قال تعالى: "وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ"[سبأ11].
ولهذا فإن التفكير هو البدء والتقدير هو الختام، والتفكير محمود، أما التقدير فإن كان صحيحاً فهو محمود، وإن كان خاطئاً فهو مذموم، والإنسان لا يلام على تفكيره إنما يلام على تقديره. ولهذا لعن الله جل جلاله هذا الكافر مرتين مؤكداً على سوء تقديره"فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ".
والنتيجة التي أوصلها إليه تفكيره هي الاستكبار والنفار عن الحق، والتكذيب به، وهذا بسبب سوء تقديره للحقائق لا بسبب تفكيره فيها. فالتفكير مطلوب في كل شيء، ويبقى بعد ذلك التقدير أهو تقدير حسن قام على التسلسل البرهاني الصادق فيؤدي إلى اليقين والإيمان، أم تقدير سيئ قام على البرهنة المزيفة، وقسر الحقائق، فيؤدي إلى الاستكبار والإعراض.
وأما العطاء التعبيري فهو الصورة الظاهرة للتفكير، فالإنسان عندما يكون لديه معنى من المعاني، فإنه يتعامل معه بمرحلتين متتابعتين.
الأولى: المرحلة الباطنة، المتمثلة في التفكير والتقدير.
والثانية: المرحلة الظاهرة، المتمثلة في التعبير. والذي يعبر عنه الإنسان، إنما ينبعث من داخله، ولهذا جعل التعبير الظاهري أمارة حقيقية على ما بداخل الشخص، سواء كان لغوياً، كقوله:

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما*** جعل اللسان على الفؤاد دليلا
أم غير لغوي، كقوله:

وتعطلت لغة الكلام*** عيناي في لغة الهوى عيناها
وقوله:
وفي وجوههم تبدو*** تنبيك عن سرهم جهراً وإعلاناً
* عطاء سلبي لكنه متميز
وهذا الكافر صاحب العطاء السلبي، كان عطاؤه متميزاً، فاستوعب قدرات التعبير الممكنة لديه بعينه وبوجهه، وبحركة جسمه. وتمثل العطاء السلبي لهذا التعبير في الإدبار، وهي حركة الجسم المضادة للإقبال، فالإقبال يدل على قبول، والإدبار يدل على رفض، ولو كلمت شخصاً فأدبر عنك لعلمت بهذه الحركة إعراضه عنك.
وهكذا تتابع الحدث وتلاحقت سلسلته منذ أن بدأ بالتفكير ومروراً بالتقدير ثم الاستكبار في مرحلته الباطنة، ثم ظهوره في الخارج بمختلف التعبيرات غير اللغوية أولاً، ثم تلخيص كل ذلك في التعبير اللغوي، فقال: "إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ الْبَشَرِ".
فهو رمى القرآن ومُنزِله ومن نزل عليه، بهذه العبارة التي تلقفتها ألسنة الكافرين حتى اليوم "إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ الْبَشَرِ" يدعي أن الله جل جلاله لم ينزله، والرسول يفترى، والقرآن مُفْـتـَـرى – إنما الرسول ساحر، وما جاء به هو السحر. كلام سخيف، ولكنه خطير، أما سخافته؛ فلأنه يتعارض مع كل الأدلة المنصوبة في الوجود على أنه حق نزل من عند الله جل جلاله على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. وأما خطورته؛ فلأنه جاء بعد تفكير ثم تقدير خاطئ، فأخذ مقام النظرية التي يقيمها أصحابها على دلائل وبراهين، وبغض النظر عن صحة ذلك، فإن القرآن بين أنه لم يصل إلى هذه النتيجة إلا بعد التقدير، ولهذا لعن مرتين على هذا التقدير.
وجراء هذا الظلم الفاحش في التقدير والاستنتاج كان وعيد الله جل جلاله له بـ"سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ".

* هل للتفكير حدود؟
إن التفكير أمر مطلوب من الإنسان في كل شيء، ولهذا كان القرآن الكريم يدعو المشركين إلى التفكير، ويطالبهم بالحجة على ما يقولون، وبالرغم من أنهم كانوا ينكرون الله جل جلاله، فقد طالبهم القرآن بأن يبرهنوا على صحة ما يعتقدون، (قل هاتوا برهانكم)، وأورد هذا القانون بعد الآيات التي يقول فيها "أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"[النمل64]. فهو يقول لهم: أإله مع الله؟ فإن قلتم: لا، فهذا مقتضى قوانين الكون، وإن قلتم: نعم، فهاتوا برهانكم، وأثبتوا صدقكم. فالقرآن يطالبهم أن يفكروا في هذه القضية؛ لأن مقتضى السؤال أن يفكر المجيب، حتى وإن كان السؤال للإنكار، فإن الإنكار لا يتم إلا إذا حدث التفكير ليصل من خلاله إلى القناعة الصحيحة.
ذلك أن ديننا قائم على احترام العقل، والانسجام مع قوانين الفطرة، فالذي أنشأه هو الذي أطرد تلك القوانين في الآفاق وفي الأنفس. وفي سورة النمل سنرى أن هناك دائرة ضيقة حرم على عقل الإنسان ولوجها؛ لأنه لم يملك الوسائل التي تؤهله لخوضها، وهي دائرة الغيبيات المطلقة، إنما يستقي معلوماته عنها ممن هي عنده شهادة "عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ"[التغابن18].
أسمع هنا همسا من القارئ، وربما تحول الهمس إلى نقاش رصين، يتساءل، ومن حقه ذلك: كيف نقول أن التفكير مطلق؟ فأين ضوابط التفكير إذن؟
أقول: إن التفكير غير مذموم أبدا، ولكن التفكير يظل في مرحلة الكمون، ولا يظهر، إلا بعد أن يمر بمرحلة التقدير، وفي هذه المرحلة يتم فحص الفكرة وتمحيصها، لينظر العقل: أهي صالحة للاستمرار في النظر فيها أو لا؟ ثم كيف يتم النظر إليها؟ وما القنوات التي يتم غربلتها من خلالها، وهذه المرحلة هي مرحلة أخرى غير التفكير، فالإسلام جعل التقدير هو الضابط للتفكير، وعند التأمل في الآيات نجد انه قال "إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ"، فأثبت له التفكير، ولم يلمه مطلقا على تفكيره، ثم أثبت له التقدير ولامه على سوء تقديره.

* المراحل الثلاث في منظور القرآن
السؤال الذي يضع نفسه هنا: كيف ينظر القرآن الكريم إلى هذه المراحل الثلاث: مرحلة التفكير، ثم مرحلة التقدير، ثم مرحلة التعبير؟
إن القرآن جاء يدعو إلى الأولى، ويفرضها على الناس؛ لأنها طريق الإنسان ليعرف نفسه وخالقه، ويقيم حياته وفق الأسس الصحيحة. ولم يمجد دينٌ التفكيرَ مثل ما مجده الإسلام. وقد عرفنا حدود التفكير في الفقرة السابقة.
أما الثانية فهي الطرق المتحكمة في التفكير، وهى ما تسمى بـ(التقدير) فالتقدير له كيفيتان: كيفية حسنة وكيفية سيئة، ومن هنا يوصف التقدير بأنه حسن إن كانت تلك الطرق حسنة، ويوصف التقدير بأنه سيئ إن كانت تلك الطرق سيئة.
وحسن التقدير يكمن في النظر المجرد إلى الدليل، نظرا مجردا عن أي تأثير خارجي، إنما هو البرهان، والسير مع مقتضاه حتى النهاية. وهذا ما دعا إليه القرآن. والناس تختلف في هذا السير، فقد يسير المفكر وفق هذه الأسس حتى يصل إلى نتيجة صحيحة مطابقة، وقد يسير وفق هذه الأسس، ولكنه قد يخطئ في الوصول إلى النتيجة المطلوبة وهذا غير ملوم أيضاً، فحسبه أنه اجتهد، وهذا ما جاء به ديننا العظيم (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) (، إذن فله أجر جراء تفكيره، وجراء تتبعه لأسس التفكير الحسنة
أما سوء التقدير، فهو عدم الاعتداد بالدليل، ولعدم الاعتداد صور شتى، فقد لا يعتد بالدليل أصلاً في الوصول إلى الحكم، وقد يعتد به، ولكن لا يجعله فيصلاً، إنما يعتد بمؤثرات أخرى، وهذه المؤثرات كثيرة منها الهوى والتقليد ومراعاة رضا الناس، والتعصب، والإعجاب بالرأي، وغير ذلك. وسوء التقدير هو الذي ترتب عليه وعيد الله جل جلاله في الدنيا والآخرة – وعيد شديد، يمكن تتبعه في القرآن. "فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ"، وتأمل حين قال القرآن: فقتل كيف قدر، ولم يقل: فقتل إذ قدر؛ لأن التقدير في ذاته غير مرفوض، إنما ينظر إلى كيفيته، فإن كانت كيفية صحيحة فإنها ستسلم إلى نتائج حسنة، ومن ثم لا يمكن لعن من اتبع هذه الكيفية في التقدير، أما الكيفية الشنيعة الأخرى، فهي المذمومة الملعون فاعلها.
أما المرحلة الثالثة فهي التعبير، والمراد به النتيجة، أو الاستنتاج، فإن قامت النتيجة على تقدير حسن ولو كان خاطئاً فهي نتيجة حسنة، وإن قامت النتيجة على تقدير سيئ كانت النتيجة سيئة، وصاحبها مذموم.

* حرية التفكير أم حرية التعبير؟
وهنا تثار نقطة مهمة، وهي قضية: حرية التفكير، حيث طال التشدق بها، وأكثر الوالغون الحديث فيها، وأصبحت ستاراً يمارس خلفه أبشع أنواع اغتيال التفكير وسحقه ودماره. إنه ستار يقوم على مغالطة الحقائق، والعبث بالمفاهيم. هذه الفئات لا تستحي أن ترفع هذا الستار كلما أحست بأن زيفها مفضوح، وأن باطلها عراء.
وأقول هنا: نعم لحرية التفكير، لا لحرية التقدير. نعم لحرية التفكير مطلقاً، ونعم للتقدير الحسن الذي يقوم على أسس سليمة من التفكير، أما التقدير السيئ الذي يقوم على مؤثرات ذميمة من هوى وتعصب وانخداع وانبهار وتقليد وجمود فلا لهذا التقدير. فحرية التفكير مكفولة، والنتائج الحسنة -سواء أصائبة أم خاطئة- مقبولة، ولكن هذا لا يمنع من بيان الحق، وتمحيص هذه النتائج، ونشر الصحيح الصواب، وطي الخطأ.
فالتقدير الذي يتبع التفكير –هو عطاء إنساني، فإن كان تقديراً حسناً فهو عطاء إيجابي، وإن كان تقديراً سيئاً فهو عطاء سلبي يستحق صاحبه الذم واللعن، ويتوعد الله جل جلاله صاحبه بجهنم.
أما التعبير فالحقيقة أنه النتيجة المنطقية للتقدير، فالتقدير الحسن الذي قام على أسس صحيحة سيؤدي إلى نتيجة تعبيرية حسنة، والتقدير السيئ سيؤدي إلى نتيجة تعبيرية سيئة. فعند ضبط آليات التقدير وخطواته نكون قد ضبطنا آليات التعبير أيضا.
* والخلاصة أن:
العطاء الإنساني يكمن في التفكير، ويظهر في التعبير، أما التقدير فهو الذي يتكفل برعاية بذرة التفكير وتنميتها، حتى تظهر للناس، فإن كان التقدير حسناً كان التعبير شجرة تؤتى ثمارها كل حين بإذن ربها، وإن كان التقدير سيئاً كان التعبير شوكاً يؤذى من يلمسه.
إذن فالتفكير غير مذموم، ولكن الاستنتاجات التي تبنى على التفكير هي محل المساءلة، وهي محل اللوم إنْ فرط الإنسان في قوانين التفكير المنطقية. لك أن تفكر ولكن بصورة صحيحة حتى تصل إلى نتيجة صحيحة، أما أن يتحكم هوى أو تقليد أو عادة..الخ ـ في سير عملية التفكير –فهذا مرفوض كل الرفض عند العقلاء.





التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2013-08-15, 07:47 رقم المشاركة : 40
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: الفكرة ....


هذا المقال الأخير

أعطانا تصنيفا مقنعا و واضحا لمراحل التفكير


و أعطانا جوابا تاما للفرق بين التفكير و التقدير

معتمدا على الآية الكريمة

ما رأيكم ؟





التوقيع

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 20:01 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd