الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى القضايا التربوية


منتدى القضايا التربوية خاص بمناقشة قضايانا التربوية الكبرى ، بالنقاش الجاد والهادف والمسؤول ...


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2013-06-23, 18:33 رقم المشاركة : 21
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

b5 صناعة الغباء في نظامنا التعليمي


مقال جميل و عميق يلامس من جوانب عديدة
تفشي و تغلغل الغش في منظومة التعليم:


صناعة الغباء في نظامنا التعليمي
ــ بقلم نورالدين الطويليع

جندت وزارة التربية الوطنية كل قدراتها التربوية والإعلامية والقانونية من أجل "بكالوريا نظيفة" لا يدنسها الغش وتضع المتعلمين على المحك لبلورة قدراتهم الفكرية والمنهجية والمعرفية حتى يتأتى لهم "الفوز والتتويج" اعتمادا على مبدإ الاستحقاق والكفاءة العلمية.
الفكرة تبدو للوهلة الأولى وجيهة، باعتبارها خطوة في الاتجاه الصحيح لتقويم الاعوجاج الخطير وعلاج الداء العضال الذي ألم بنظامنا التعليمي دون أن يبرحه في مرحلة البكالوريا، بيد أن توقيتها لم يكن مناسبا، إذ كان من المفروض أن تسبقها، وعلى مدار السنة الدراسية أنشطة وندوات وحملات إعلامية لتوعية التلميذ بعواقب الغش على المستوى التربوي بعيدا عن الزجرية والعقاب حتى يتهيأ نفسيا للواقع الجديد، وينخرط فيه بتلقائية وعفوية دون أن يبدي مقاومة ورفضا.
هذا إضافة إلى أن الإجراء سلط على المصب، في الوقت الذي كان ينبغي فيه أن ينطلق من المنبع، أي منذ التحاق الطفل بالمدرسة، لا أن نعمل لسنوات على تربيته على الغباء المتمثل في تبخيس التعلم لديه من خلال مقررات دراسية فارغة وعتبة نجاح لا تتوفر على غربال وتسمح بمرور من هب ودب، وتمكينه من التغيب المتواصل عن الدراسة، حتى أصبح الغياب هو القاعدة والحضور استثناء لدى كثير من متعلمينا، والسماح بالتحاقه بعد كل انقطاع بدعوى محاربة الهدر المدرسي، وتعويده على البساطة والتواضع الذهني بعيدا عن إعمال العقل وبذل الجهد الفكري في الامتحانات الإشهادية من خلال أسئلة تصل حد الابتذال والسماجة من قبيل أن يذيل نص في الامتحان الموحد الجهوي لنيل شهادة السلك الإعدادي في مادة اللغة العربية بمصدر النص مع ذكر جنسه، ثم يطلب من المتعلم تحديد جنس النص اعتمادا على الإحالة الواردة في نهايتهَ!!!، والأمثلة على أسئلة الغباء كثيرة، وتحضر في مختلف المواد، وفق صورة تعيد إلى الأذهان ما كنا نتداوله ونحن صغار من طرائف ونكت عن الاستبلاد المسلط على الشعب الليبي من قبيل كتابة يمين/ يسار على فردتي الحذاء.
هذا دون أن نغفل الفراغ القانوني والتربوي الكبير الذي يجعل المدرس في حيص بيص كلما عن له مشكل مع تلاميذه، مثل عدم إحضارهم للمقررات الدراسية، أو تقاعسهم عن مراجعة دروسهم، أو الانصراف عن الانتباه لحصة الدرس، ليتخذ السواد الأعظم من المدرسين من مبدإ معالجة الأزمة بتركها المنهج الدائم كرد فعل على ضبابية التشريع المدرسي بهذا الصدد.
إن "الإنزال" الذي قامت به الوزارة لمحاربة الغش في امتحانات البكالوريا يشبه إلى حد كبير ترك طفل في حياة برية متوحشة بين الحيوانات بعيدا عن الجنس الآدمي، حتى إذا شب عن الطوق عاقبناه على سلوكاته بدعوى أنها حيوانية ولا تمت إلى الإنسان بصلة!!!
لقد كان حريا بالسلطات التربوية أن تحجز المتعلم عن السقوط في مستنقع الغباء منذ اليوم الأول لالتحاقه بالمدرسة، أما أن تغض الطرف وتتركه يفعل ما يمليه عليه هواه ( غش في الامتحانات الإشهادية ـ غياب متكرر ــ إهمال للدروس) حتى إذا اقترب من نقطة الوصول أمر بالانضباط حتى لا تضبطه كاميرات الرصد المثبتة هناك متلبسا، فهذا مما لا يقبله المنطق السليم والعقل الرصين، إذ لا يمكننا أن نصنع الغباء ونعلم الغباء، ثم ننزل العقوبة على من علمناه إياه، إلا إذا كنا نضع في اعتبارنا تبرئة الذمة والظهور أمام المؤسسات الدولية والعالم الخارجي بمظهر الحازم الغيور على المنظومة التربوية.





    رد مع اقتباس
قديم 2013-07-24, 22:34 رقم المشاركة : 22
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: ماذا يقال عن الأستاذ


بقلم : سعيدة الوازي

أصبحت الفكرة السائدة عن نساء و رجال التعليم، أنهم لا يقومون بأي عمل أو مجهود يذكر. فمهنة التعليم سهلة

جدا، لا تتطلب القيام بشيء سوى " إلقاء الدروس" داخل القسم.و عند الانتهاء من حصص العمل، يتبقى للأستاذ(ة) وقت فراغ كبير، لا يقوم فيه بأي مجهود، فعدد ساعات العمل في التعليم الابتدائي: ثلاثون ساعة أسبوعيا، وفي الثانوي الإعدادي أربع و عشرون ساعة بينما في الثانوي التأهيلي واحد و عشرون ساعة.

ما لا يعرفه الجميع عن مهنة الأستاذ(ة)، أن عمله لا يقتصر على القسم فقط، فعمله داخل القسم جزء بسيط . و الجزء الأكبر يقوم به خارج القسم . قد تطرح هذه الفكرة تساؤلات كثيرة : ما هي الأعمال التي يقوم بها الأستاذ(ة) خارج القسم؟ و كم يستغرق من الوقت لإنجاز هذه الأعمال؟ و كيف يوفق بين حياته الشخصية و العملية؟ للإجابة عن هذه الأسئلة، يجب معرفة الأعمال التي ينجزها الأستاذ(ة) خارج القسم و التي تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

1- التخطيط: وهو مجموعة من الإجراءات والتدابير التي يتخذها المعلم لضمان نجاح العملية التعليمية التعلمية وتحقيق أهدافها. ومن الخطأ الظن أنّ التخطيط للدرس هو مجرد عملية كتابة لمجموعة من الأهداف ولمجموعة من الأساليب التعليمية. بل هو منهج وأسلوب وطريقة منظمة للعمل و تصور مسبق للموقف التعليمي التعلمي و يرتكز على: تحديد الأهداف و اختيار أساليب لتحقيقها (وضع خطة العمل)، و تحديد الزمن اللازم لإنجاز التخطيط و تقييم مدى تحقق الأهداف المحددة. يقضي الأستاذ(ة) أوقات لا يستهان بها في هذه المرحلة الهامة، و التي تأخذ طابع الديمومة. فالتخطيط بدوره ينقسم إلى ثلاثة أقسام. تخطيط على المستوى البعيد، و يتمثل في التوازيع السنوية لمختلف المواد، و الذي ينجزه الأستاذ(ة) بداية كل سنة . القسم الثاني هو التخطيط على المستوى المتوسط، و الذي يسطر خلاله الأستاذ(ة) توازيع شهرية و مجالية و يجب إعدادها لمختلف المواد و ذلك بصفة دورية. و القسم الثالث من التخطيط و الذي يستحوذ على الجزء الأكبر من وقت الأستاذ(ة) خارج القسم، و هو التخطيط على المدى القريب، و يتمثل في تسطير المذكرة اليومية أو دفتر النصوص بصفة يومية، و تحديد الدروس المنجزة خلال اليوم الدراسي و المراحل التي وصل إليها الدرس المنجز، و الأهداف المتوخاة من كل درس و المدة الزمنية المطلوبة لكل نشاط دراسي. و يستدعي التخطيط على المدى القريب أيضا، تسطير جذاذات بصفة يومية، فلكل حصة دراسية جذاذة خاصة، و هذا لكل المواد. و إن أخذنا أستاذ(ة) اللغة العربية في التعليم الابتدائي مثالا: فهو يدرس في المستوى الثاني ابتدائي اللغة العربية و مكوناتها مثل القراءة و التعبير الشفوي و الخط والإملاء، و التربية الإسلامية و مكوناتها مثل القرآن الكريم والعقائد و العبادات و الآداب الإسلامية، و المواد الأخرى مثل الرياضيات و النشاط العلمي و التربية التشكيلية و اللغة الفرنسية و اللغة الأمازيغية . يجب عليه تحضير جذاذة لكل حصة دراسية لكل مكون من مكونات المواد المدرسة في اليوم. بمعدل 6 ساعات عمل يوميا، أي 12 حصة دراسية يومية، يجب تحضير 12 جذاذة. لو تطلب الأمر 10 دقائق فقط لكل جذاذة، ستلزم 120 دقيقة من العمل اليومي خارج القسم، أي ما يعادل 10 ساعات أسبوعية إضافية للوقت الذي يعمل فيه الأستاذ(ة).

2- الإعداد القبلي: و نقصد به أن يتهيأ الأستاذ(ة) نفسياً وتربوياً ومادياً لتعليم التلميذات و التلاميذ ما تتضمنه الدروس من معارف ومفاهيم ومواقف تعليمية، بصيغ عملية هادفة ومدروسة يحقق معها أهداف التعليم المنشودة. وتتم هذه العملية الهامة بصفة يومية، حيث يجب أن يحقق من خلالها الأستاذ حاجيات التلميذات و التلاميذ، و أن يراعي الفوارق الفردية بينهم، و أن يختار أنشطة تعليمية متنوعة و مشوقة ووسائل تحفيزية، و أنه عليه أن يدرج إرشادات تربوية لها ارتباط بموضوع الدرس. دون إغفال أن يكون ضمن خطة الإعداد اليومي للدروس توزيع زمني تقريبي يحقق الاستفادة المثلى من زمن الحصة. و هذه المرحلة أيضا ينجزها الأستاذ(ة) خارج القسم، حيث عليه أن يحضر أيضا كل ما يلزمه للدروس التي سينجزها مع المتعلمات و المتعلمين، من وسائل و معدات ديداكتيكية، و من أهمها بالنسبة للتعليم الابتدائي مثالا: الدفاتر، و نستطيع تخيل عدد الدفاتر التي يجب أن يقضي الأستاذ(ة) في تحضير نماذج الخط و النقل و الإملاء في اللغة العربية أو اللغة الفرنسية و اللغة الأمازيغية، و إن قمنا بعملية حسابية بسيطة لمثال من المستوى الأول ابتدائي: قسم دراسي بمتوسط 35 تلميذا و تلميذة، يتعلمون كتابة حرفين أسبوعيا في اللغة العربية، حيث يجب على الأستاذ(ة) تحضير نماذج مرتين أسبوعيا بمتوسط صفحة لكل تلميذ و تلميذة، أي يقوم بكتابة 70 نموذجا أسبوعيا. لو فرضنا أن كتابة نموذج واحد يستغرق دقيقتين، فلكتابة النماذج أسبوعيا تلزم 140 دقيقة. تنضاف إلى العمل الذي قوم به الأستاذ(ة) خارج القسم. وزيادة على ذلك يقوم نفس الشيء بالنسبة للغتين الفرنسية والأمازيغية بالنسبة للمستوى الثاني ابتدائي. نستطيع تخيل الوقت الذي يقضيه الأستاذ(ة) في الإعداد القبلي، ناهيك عن إعداد الوسائل للقيام بتجارب بالنسبة لمادة النشاط العلمي.

3- التقويم: و هو العمليّة الّتي تستهدف الوقوف على مدى تحقيق الأهداف التربويّة ومدى فاعليّة البرنامج التربويّ بأكمله من تخطيط وتنفيذ وأساليب ووسائل تعليميّة. و هو ينقسم إلى قسمين: القسم الأول يتمثل في تقويم بناء المتعلمات و المتعلمين لتعلماتهم و الوقوف على مكامن الخلل للتدخل و معالجتها. تنقسم هذه المرحلة إلى جزأين: الجزء الأول ينجز داخل القسم، و منه إنجاز أنشطة تقويمية مرحلية و تكوينية و إجمالية. و الجزء الثاني ينجز خارج القسم، و هو ما يهمنا في هذه المقالة، حيث يجب على الأستاذ(ة) تصحيح كل منتوجات التلاميذ و التلميذات المنجزة داخل القسم، سواء تعلق الأمر بدفاتر الخط (والتي تحدثنا عنها في الفقرة السابقة أي 140 دقيقة أسبوعيا لتصحيح الدفاتر ) أو دفاتر التمارين التقويمية، أو أوراق التقويمات التكوينية و الإجمالية، وكمثال على هذا: أستاذ(ة) مادة علوم الحياة والأرض بالمستوى الثانوي الإعدادي، يدرس 10 أقسام من المستويات الثلاثة للسلك الإعدادي، بمعدل 40 تلميذا و تلميذة في القسم، أي ما مجموعه 400 متعلم و متعلمة. يجد نفسه أمام 400 ورقة لتصحيحها و استثمارها داخل الفصل. ولو فرضنا أن الأستاذ(ة) يقضي 5 دقائق لتصحيح كل ورقة، فستلزمه 2000 دقيقة من العمل لتصحيح كل الأوراق، أي ما يعادل 33 ساعة من العمل. و التي تنضاف أيضا لساعات العمل التي يقوم بها الأستاذ(ة) خارج القسم. نفس المثال يبقى صحيحا بالنسبة لبقية المواد و بالنسبة لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي. والقسم الثاني من التقويم يتجلى في تقويم كلي لإنجاز الدرس من طرف الأستاذ(ة)، والوقوف على مدى نجاعة أو فشل مرحلة التخطيط التي سبق أن قام بها، و ذلك لتغيير المعايير الغير ملائمة في المرحلة السابقة و تفادي ما من شأنه عرقلة سير العملية التعليمية التعلمية. سواء تعلق الأمر بتغيير الوسائل أو المنهجية المتبعة أو تغيير الأساليب التعليمية التي استخدمها الأستاذ(ة) في دروسه.

يبدو واضحا الآن، أن مهنة الأستاذ(ة) ليست بسهلة، و أنه يقوم بعمل جبار و لساعات متواصلة و بصفة يومية، و الفكرة السائدة عن أوقات الفراغ الكبيرة التي يتمتع بها خارج القسم، هي فكرة خاطئة و لا تمث للواقع بصلة. أما عن العطل الدراسية، فهي فترات يحتاجها كل من التلميذ(ة) و الأستاذ(ة) لتجديد نشاطه و مراجعة التعلمات السابقة و الاستعداد للفترة المقبلة من السنة الدراسية.






التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2013-08-20, 10:22 رقم المشاركة : 23
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: ماذا يقال عن الأستاذ


قم للمعلم...

فقيهي الصحراوي نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 25 - 07 - 2013

أعلم سيدي أنك توفيت في العشرين من شهر شتنبر من السنة الثالثة والتسعين بعد تسع مائة و ألف، بعد مكوثك شهرا بأحد المستشفيات بباريس قصد العلاج؛ كما أعلم أنك عشت 73 سنة، قضيت منها ما ينيف على ربع القرن في خدمة الناشئة.ورغم ذلك لما قالوا مات أحمد بوكماخ، قلت لهم لا. . . لم يمت.
ما زال حيا في كتبه يلهم المربين والمدرسين و المؤلفين، و عليه سيدي، قررت أن أوجه لك خطابي هذا، متحدثا إليك، بدل الحديث عنك باستعمال ضمير الغائب . فقط لأنك حاضر بيننا، فإن لم تك كذلك في قلوبنا، فأنت حاضر بين صفحات سلسلة «إقر أ»، و»القراءة للجميع»، المعدة من جانبك لمحاربة الأمية بطلب من وزارة الشؤون الاجتماعية و الصناعة التقليدية، ثم كتب « الفصحى « دون أن ننسى، طبعا كتاب «الرياضيات»، إضافة إلى مسرحيات « نور من السماء « و «فريدة بنت الحداد» و «رسالةفاس « ؛ مؤلفات لا يعلم بوجودها إلا المقربون منك.
اسمح لي معلمي أن أنحني بادئ ذي بدء ، إجلالا لك . أنحني انحناءة المريد لشيخه . ولأن أنحني أمام من علمني كلمات تحركني، انحناءة اعتراف؛ لخير لي من أن أنحني طمعا في منصب، يجعل مني دمية تحركها خيوط الهواتف.
بحت عن اسمك بين شوارع هذه المدن الطويلة، العريضة وأزقتها الملتوية، الاقتصادية منها و الثقافية ، الساحلية و الجنوبية ، و حتى وسط مدينتك طنجة، فلم أجد شارعا ولا ساحة ولا حتى زقاقا، مظلما، منسيا، يذكر بمرورك بهذا الوطن، اعترافا لك بما أسديته لأجيال ما بعد الاستقلال من خدمة. من حسن الحظ أن مؤسسا لمدرسة خاصة بمدينة تازة انتبه فأطلق اسمك على مؤسسته. وهكذا ظل التعليم الخصوصي ( الحر حسب تسمية ما قبل الاستقلال ) وفيا لك. فاحتضن اسمك بعد ما نسيك الجميع ، كما فتح لك أبوابه وأنت لا زلت بعد نكرة.
عفوا سيدى، علمت أخيرا، وبعد كتابة هذه السطور بأشهر، وحضوري أول ندوة نظمت تكريما لك بمدينة طنجة، بتاريخ الأول و الثاني من شهر يونيو 2012 ، أي بعد مرور ما يزيد على عشر سنوات على وفاتك ، أن ساحة بطنجة أصبحت تحمل اسمك، فهنيئا لك؛ رغم أن ما قدمته من خدمات لهذه البلاد، يعطيك الحق في أن تحمل مدينة بكاملها اسمك ، و أن تخلق جوائز تربوية باسمك. لا عليك التاريخ يمهل ولا يهمل.
وربما بسبب هذا الإهمال من لدن أصحاب الشأن التربوي عندنا، العديد من أفراد هذه الأجيال سيدي، التي تتلمذت على صفحات كتبك «إقر أ « وأصبحوا اليوم من حاملي الشهادات العليا، نسوا أنه بفضل كتب «إقرأ»،أي بفضلك أنت الذي نذرت حياتك من أجلهم، فدفنت نفسك في مكتبة فتح لك أبوابها سيدي عبد الله كنون، داخل مدرسته التي كنت تدرس بها، و قبلت أن تعيش في بيت متواضع بنفس المدرسة، هروبا إلى الخلوة والسكينة لتتفرغ إلى المطالعة والتأليف، أقول بفضلك سيدي أنت، الذي لم تلتفت إلى مجهوداتك ولو جمعية من تلك الجمعيات التي تحمل أسماء الجبال والسهول والحيوانات،وتشتت الميزانيات ذات اليمين و ذات الشمال، بفضلك أقول،استطاع العديد من أفراد هذا الجيل الذي أنتسب إليه، الحصول على باكالوريته، ليشد الرحال إلى جامعات ما وراء البحار، ويعود إلى البلد وفي محفظته شهادة مهندس أو طبيب ؛ وعلى لسانه أخبار فناني الغرب من مغنيين وراقصين ونحاتين، ولاعبين ومصممي أزياء الموضا،ناسين أسماء لها عليهم فضل كثير . أعتقد أننا نحن جيل ما بعد الاستقلال، جيل اشترى العلم بالجهل. تعلم شيئا وغابت عنه أشياء. قايضنا ثقافتنا بثقافة الغرب، مع العلم أنه كان من المفروض، إضافة إلى تحصيل العلوم العصرية، الاحتفاظ بكلتا الثقافتين.
سألت بعضا من أفراد هذا الجيل : « هل تعرفون من هو أحمد بوكماخ «
فأجاب البعض منهم : «هو شاعر ربما.»
و أجاب القليل منهم جوابا استفهاميا :
«أليس ذلك السيد الذي كان يكتب كتب المطالعة ؟»
وعندها قلت لنفسي، عجيب أمر هذا البلد ، بلدي. فأنت تجد على صفحات مجلاته و صحفه وعلى أثير إذاعاته وشاشات تلفازه كل « الكمامير» التي لا ترغب في رؤيتها حتى في الجنة، أو لقياها يوم الحساب؛ ولكنك لا تجد صورة واحدة و لامقالا يعرف بؤلائك الذين تفانوا أو لا زالوا يتفانون في صمت و تحت الظل في خدمته.
لا عليك سيدي ، فالعديد من كبار هذا الوطن ماتوا غيضا.
ماتوا صمتا. أو ماتوا في نسيان تام .
من يتذكر اليوم من بين مثقفينا ، ولا حتى من بين مؤرخينا، محمد البقال و اثنا عشر شهيدا من رفاقه الذين أعدموا من قبل القوات الفرنسية ؟
من يعر ف «لحسن ويدار» الذي لقبه صعاليك الثانوية التي تحمل اسمه ب: «لحسن لمودر «؛ وهو فعلا ضائع بين كتب تاريخ المغرب ولا يجد بعد من بين مؤرخينا من يفتح له نافدة يطل علينا منها.
مادا كتب في النقد الفني عن أحمد والمعطي البيضاويين، وعن محمد فويتح ؟ و لن نذهب بعيدا . ماذا كتب عن عبد النبي الجراري المربي الفني لأجيال ما بعد الاستقلال ؟
من يعرف الحنصالي المسمى أصلا المعطي التادلاوي، المعروف عند الفرنسيين ب «أسد تادلة» لأنه أذاقهم العذاب والمدلة؛ ورغم ذلك، لم يمنع صيته الذي دوى في بداية مقاومة الإستعمار الفرنسي، لم يمنع هذا الصيت جماعة بالدار البيضاء من أن تسرق منه اسم شارع، لتهبه لدكتاتور إفريقي كان يسمى « هوفيت بواني «. كان ينادي الجنيرال دوكول ب: « بابا «
نفسي تحدثني سيدي، على أنك، أنت، أيضا، مت غيضا. لا شك أنك تعلم أنت الذي خبرت التأليف المدرسي الذي أصبحت اليوم مسالكه ملتوية ومؤدى عنها، كما تؤدى تسعيرة الطريق السيار؛ و لم تكن كذلك في عهدك، لأن ناشرك السيد محمد جسوس، كان على دراية بالباب الرئيسي لولوج ميدان التأليف المدرسي، كما كان على رأس الوزارة أناس من طينة محمد الفاسي، يجري حب الوطن في عروقهم ، فكتب مقدمة لكتابك الأول قصد تشجيعك على الإستمرار.
لا شك أنك علمت قبل وفاتك، أن على كل مؤلف أراد أن يعبر كتابه دواليب التوقيعات بسلام، و يستقر على طاولات التلاميذ المتلقين، أن يضع اسم أحد النافذين بالوزارة على غلاف كتابه المدرسي ؛ مع العلم أن هذا الموظف السامي، الذي نال نصيبه من الكعكة، لم يكتب خطأ من ذلك المقرر لا ولا اطلع على محتواه حتى.
لقد انخرطت أنت سيدي، في التأليف المدرسي، غيرة على وضعيته في بداية الاستقلال، حينما وجدت الساحة خالية من أي مرجع تعليمي وطني ، إلا من بعض الكتب المستوردة من الشرق، و حينما عانيت أنت نفسك، وأنت طالب بمدرسة سيدي عبد الله كنون الخاصة، من غياب المراجع التعليمية. فشمرت على ساعدك و قررت أن توفر على جيلنا عناء البحث عن مقررات، وانغمست جادا و مجهدا في تحضير ما تيسر لك، مترجما لنصوص أجنبية تارة ، بمساعدة زميلك و صديقك الأستاذ أحمد الحرشني الذي كان ملما باللغتين الفرنسية والإسبانية ، ومستلهما تارة أخرى من نصوص من سبقوك؛ إلا أنك كنت مبدعا لكثيرها في غالب الأحيان.
هل جاءك سيدي حديث التعليم الخاص قبل أن ترى الثرى ؟
لا . لا أريد الحديث عن التعليم العمومي ، ولا يمكن الحديث عنه قبل تناول الخصوصي. لأن هذا الأخير يعتبر نواة التعليم العمومي حسب ما جاء بكتاب جون جيمس ديمس (حركة المدارس الحرة بالمغرب ). الأكثر من هذا، أن التعليم العمومي في بداية الاستقلال كان يحاول أن يحدو حدو التعليم المسمى « الحر « آنذاك و تقفي تجربته على اعتبار أنها تجربة ناجحة على مستوى تعريب المواد ولقد سبقت الإشارة إلى ذلك في تناولنا لوضعية التعليم في بداية الاستقلال.
فالحديث عن التعليم الابتدائي الخصوصي في بلادنا، انطلاقا من الثمانينات، يعفي من التطرق إلى العمومي؛ ذلك أن الأول أصابه مرض « ادفع «، كما أشار لذلك أحد المتدخلين خلال الندوة المنظمة باسمك، أما الثاني فقد أصابه الشلل، فبدأ ينفض من حوله القريب والبعيد، تاركينه وحيدا على مقاعد من خشب.
أعلم أنك بعثت بناتك إلى المدارس الخصوصية، شأنك شأن آباء كثر، صلوا صلاة الجنازة على تعليمنا العمومي.
ولاشك أن بنتيك فدوى و نازك جاءتاك، ذات عودة من المدرسة، بلائحة الأدوات المدرسية. فوجدتها طويلة طول عدد أخطاء المسؤولين بوزارة التعليم .
اشحال منك يا اكنانش؟ و اشحال منك يا اكتوب ؟
وعندها ضحكت ضحكة طويلة حتى استلقيت على قفاك؛ كتلك التي كنت تطلقها بمقهى الميتروبول حتى تلفت انتباه المارة، كما أخبرني الكثير من أصدقائك.








    رد مع اقتباس
قديم 2013-08-28, 12:53 رقم المشاركة : 24
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: ماذا يقال عن الأستاذ


ظهر مقال جديد يقترح 5 حلول لإصلاح التعليم

و أدرج هنا المقترح الخامس الذي تحدث فيه عن الأستاذ:

باحث تربوي يُقدّم 5 حلول للخروج من دوّامة تدهور التعليم بالمغرب
هسبريس - إسماعيل عزام
الأربعاء 28 غشت 2013 - 00:15

خامسا: مراقبة الدولة للأستاذ وعدم جعل الوظيفة العمومية حائطا قصيرا ينط من فوقه من يريد، "فأغلب من يتم توظيفه في التعليم العمومي، يعتبر نفسه قد حصل على مصدر أجر شهري بأقل مجهود ممكن، سَندُه في ذلك تراجع دور المفتش وحصر المراقبة في حضور الأستاذ إلى الفصل من عدمه" يستطرد الجرموني، داعيا إلى محاسبة الأستاذ وربط التقييم بشكل مباشر بالأجرة الشهرية، خاصة وأن كثيرا من الأساتذة، "لا يُدرّسون بنفس الجدية في القطاع العمومي كما يفعلون في القطاع الخاص، رغم أن الدولة، تمنح لبعض منهم، أجورا تفوق بكثير ما يَحصلون عليه من القطاع الخاص"، يقول الباحث بالمركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة مناديا في الآن ذاته، بعدم اعتماد السن كمعيار وحيد لاختيار مدراء المؤسسات العمومية الذين وجب أن يتوفروا على مخططات حقيقية للمساهمة في تطوير مؤسساتهم.


رابط المقال: http://hespress.com/societe/87538.html





آخر تعديل بالتوفيق يوم 2013-08-28 في 12:57.
    رد مع اقتباس
قديم 2013-08-31, 23:16 رقم المشاركة : 25
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: ماذا يقال عن الأستاذ




هجوم جديد على الاستاذ
تابعوا ما يقولون

أوميح: غالبية الأساتذة المغاربة يختارون التعليم هربا من البطالة
هسبريس - إسماعيل عزام
الخميس 29 غشت 2013 - 16:25
رغم أنه اشتغل ببلاد العم سام في أعتى شركات الهواتف النقالة كمسؤول عن التكوين، ورغم أنه يشتغل حاليا كمنقب عن المواهب داخل الأكاديمية الإفريقية لإعداد القادة بجنوب إفريقيا، ورغم أنه طاف لسنوات طويلة بالكثير من بلدان العالم وتعرّف وساهم في تطوير أنظمة تعليمية مختلفة، إلا أن المهدي أوميح، المغربي الذي ترعرع بنيويورك، يُكّن حنينا خاصا لبلده الأصلي، غيرته على التعليم المغربي، ورغبته في أن ينقشع الظلام الذي يلف هذا القطاع ببلادنا، تجعلانه يصر على تشجيع التلاميذ المغاربة للنجاح في حياتهم من خلال مساعدتهم في طرق أبواب الجامعات العالمية، فأوميح، المبتسم دائما كما يعرفه الكثيرون، يختزل هدفه في الحياة، في أن يتحول التعليم المغربي إلى قاطرة للتنمية بدل أن يبقى حجر عثرة في طريق التقدم.

في هذا الحوار المباشر، الخالي من لغة الخشب، يتحدث أوميح لهسبريس، وهو الذي درس القانون والعلاقات الدولية بجامعات أمريكية، ودرّس في وقت لاحق بالمغرب في بعض المؤسسات الخاصة، عن المشاكل الحقيقية للتعليم بالمغرب، وعن المسؤولين على هذه الوضعية السيئة، مقدما لنماذج أجنبية استطاعت النجاح في هذا القطاع، ومسهبا، في تقديم الحلول، التي قد تثير الجدل بين متفق ومعارض، إلا أنها تشير إلى حرقة مواطن على التعليم في بلاده، وصراحته في تسمية الأشياء بمسمياتها، دون لف ودون دوران.

كيف وجدتم الخطاب الملكي الأخير الذي انتقد فيه الحكومة على سياستها التعليمية؟

الخطاب جيد من ناحية تشخيص الداء، ومن ناحية الحديث بصراحة عن تدهور قطاع التعليم ببلادنا، إلا أنه يبقى خطابا شفويا، ونحن الآن نحتاج المرور إلى إجراءات على أرض الواقع تقطع بنا مع هذا الحاضر المتردي للتعليم المغربي، يجب على الدولة أن تتعامل بصرامة وأن تكف عن الوعود والمخططات الجزئية، وأول ما عليها أن تقوم به، هو أن تُفعّل سياسة المحاسبة، بمعنى أن تتم محاسبة جميع المتدخلين في قطاع التعليم عن ماذا قدّموا لأبناء هذا الوطن، وكل من ثبت تورطه في اختلالات ما أو لم يقم بعمله جيدا، على الدولة أن تقيله من منصبه، أتحدث هنا عن الجميع، خاصة المسؤولين المتواجدين بالوزارة والنيابات والأكاديميات، حان الوقت لإعلان القطيعة مع حالة التسيب، حان الوعي كي نعي جميعا أن التعليم قطاع مصيري لا يسمح بتواجد الكسالى أو المنتفعين.

قلت إنك تتحدث عن جميع المتدخلين، هل تُدخِل في دائرتهم رجال ونساء التعليم إضافة للمسؤولين الذين ذكرتهم؟

أكيد، لا يمكن أن نتحدث عن فشل قطاع التعليم المغربي دون الحديث عن دور الأستاذ، ودعني أكون صادقا معك ومع قراء هسبريس، فبعض الأساتذة بالتعليم الثانوي والإعدادي والابتدائي، يسيئون إلى المغرب وإلى نظامه التعليمي عبر محبتهم المال أكثر من حبهم للتلميذ، وغالبيهم اختار هذه الوظيفة للهرب من البطالة وليس لأنه يريد التميز فيها. لا أستطيع أن أفهم كيف يقوم أستاذ ما، بأداء الساعات الإضافية لبعض تلامذته بالقسم، هذا يضرب في العمق مسألة تكافؤ الفرص، وهو للأسف، ما ينتشر بالمغرب دون حسيب ولا رقيب. ومن هذا المنبر، أطالب بتجريم هذه الممارسات، مع ضرورة تفعيل قرار الوزير محمد الوفا بمنع أساتذة التعليم العمومي من الاشتغال في الخصوصي، لأنه من يريد أن يكون أستاذا، عليه أن يفعل ذلك حبا في هذا الوطن وليس لأنه يريد ضمان دخل شهري قار.

ولكن الأستاذ المغربي يعاني كذلك، وهو مجبر أحيانا على الاشتغال في القطاع الخاص من أجل تلبية حاجيات أسرته؟

يجب أن تعرف أن الأجور التي ينالها رجال التعليم بالمغرب، والتي تبدأ ب4 آلاف درهم، وتصل إلى 15 ألف درهم، تُعتبر أكثر الأجور ارتفاعا بين كل الأنظمة التعليمية الإفريقية، متفوقة حتى على دول كجنوب إفريقيا والجزائر، ولنبتعد عن إفريقيا ولنذهب حتى إلى اليابان التي علينا أن نعرف أن الأستاذ ينال فيها أجرا أقل من الشرطي، فإذا كان الأجر أو ظروف العمل لا تناسب الأستاذ المغربي ولا تلبي حاجاته، فعليه أن يلجأ إلى مهنة أخرى، لأن التعليم الناجح رهين بحب الوطن والتلميذ.

المسألة لا تتعلق بالمعاناة كما نتخيل، ما دامت هناك أسر تعليمية يتقاضى فيها الزوج والزوجة من الدولة ما قد يصل إلى 16 ألف درهم، ومع ذلك يشتغلون في القطاع الخاص بجهد لا يقدمونه أبدا في العمومي.لنكن واقعيين، الأستاذ المغربي يتحمل ثلث المسؤولية مما يقع للتعليم المغربي من مآسي، والثلث الآخر للدولة وسياساتها الفاشلة الترقيعية التي لا تصل أبدا إلى عمق المشكل، والثلث المتبقي للأسرة التي لا توفر مناخا صحيا لتعلم أطفالها، ويمكنني أن ألخص لك مسألة الفشل في تعليمنا بكونه لا يحمل أي قيم إنسانية.

بالنظر إلى أنك جُبت مناطق متعددة من العالم، ما هو النموذج الذي استرعى اهتمامك بخصوص طريقة اشتغال الأساتذة؟

سأعطيك نموذجا من عُمق إفريقيا، وبالضبط من كينيا، الدولة الفقيرة التي تعاني كثيرا من المواجهات العرقية، الأستاذ هناك لا يجد حتى ثمن التنقل في سيارات أجرة كالتي نجدها بالمغرب، ويكون مجبرا على التنقل داخل عربات الدراجات النارية المُستخدمة لنقل البضائع، ومع ذلك، يحب عمله حتى النخاع، وهمه الوحيد هو بناء مواطن كيني متشبع بالأخلاقيات الحميدة ومستعد للمساهمة في الحياة الاقتصادية والثقافية. وبفضل جهود الأستاذ الكيني الذي قام كذلك بدفع التلميذ هناك إلى الاعتماد على نفسه، ثم جهود الدولة الكينية التي ألغت مجانية التعليم وحرصت على أن يساهم الجميع في المصاريف العامة ولو بالتكفل فقط بمصاريف تغذية أبناءهم داخل الداخليات، أنا متأكد أن كينيا ستتقدم مستقبلا، وقد تتجاوز حتى المغرب إن بقينا بمثل هذه السياسات.

إن كان هذا حال التعليم الكيني، فكيف تجد حال التعليم ببعض الدول الأوربية المتقدمة؟

من الأمور التي استرعت اهتمامي بأوروبا، وبالتحديد في ألمانيا، هو أن الدولة قررت التدخل لتخريج شباب مؤهل في جميع التخصصات: الأدبية، العلمية، الاقتصادية، وحتى ما يتعلق بالتكوين المهني، كل من لديه موهبة ورغبة في الاشتغال بأي قطاع يريد، يجد الأبواب مفتوحة أمامه، لدرجة أن هناك مدارس لتخريج سائقي سيارات الأجرة وِفق برامج محددة، والجميل في الأمر، أن الفرق في الأجور بين الطبيب وسائق سيارة الأجرة قليل جدا. أما عندنا في المغرب، فالفروقات الاجتماعية مستشرية بشكل كبير، كما أن دولتنا تضع في الأفق، تخريج 5000 قاضي أو مهندس أو طبيب، وتتناسى قطاعات أخرى، فالتلميذ أو الطالب بالمغرب، يجد نفسه مجبرا على اختيار قطاعات لا يفهم فيها أي شيء، فقط لأن الدولة التزمت أن تخلق فيها مناصب شغل.

ألا يمكن للقطاع الخاص بالمغرب أن يساهم قليلا في الخروج من هذه الدوّامة التي تجعلنا في مؤخرة التقارير الدولية الخاصة بالتربية والتعليم؟

نعم يمكن، ولكن الطريقة التي تتم بها إدارة قطاع التعليم الخصوصي، ستزيد من الأزمة ولن تحلها، لأن تشجيع الدولة للاستثمار في هذا القطاع خاصة فيما يتعلق بحذفها للضرائب، جعل "أصحاب الشكارة" ممن كانوا يستثمرون في العقار والمحلات التجارية، يضخون أموالهم من أجل بناء مؤسسات تعليمية تسمح لهم بتحقيق الربح الوفير، فتحوّل التعليم إلى تجارة رغم أن الأصل فيه هو أن يكون منبعا لغرس القيم النبيلة.

لقد اشتغلت في التعليم الخاص المغربي في وقت من الأوقات، وكانت الإدارات التي اشتغلت تحت إمرتها، تطلب مني النفخ في نقاط التلاميذ، خاصة من هم في الثانوي، وعندما رفضت مرارا وتكرارا، تم نقلي إلى التدريس في سلك الإعدادي. أكيد أن هناك جودة في بعض المؤسسات الخاصة، لكن ما يجب الانتباه إليه، هو مساعدة المحيط في المؤسسات الخاصة على هذه الجودة، بالنظر إلى أن التلاميذ يتعلمون من بعضهم في ظل شروط تبدو إلى حد ما معقولة من أجل التلقين، عكس التعليم العمومي الذي يعاني من ظروف لا تخفى على أحد.

أَصِل معك إلى التعليم العالي المغربي الذي يقال عنه إنه أكثر سوءا من التعليم الأساسي، ما هو تقييمك للأستاذ الجامعي؟

متدني جدا، صدقني أنني أريد أن أكون متفائلا، لكن للأسف لا شيء يبعث على التفاؤل، وإن كان الأستاذ في التعليم الأساسي يتحمل الثلث، فالأستاذ الجامعي يتحمل معظم المسؤولية، لأنه أصلا نادرا ما يحضر إلى فصله، والكثير منهم يتغيبون عن لقاء طلبتهم بمبررات أو دونها مع العلم أن عدد ساعات تدريسهم قليلة جدا، ومع العلم كذلك أنهم يتقاضون أجورا عالية تبدأ في الغالب من 15 ألف درهم، زيادة على الغرور الذي تتصف به فئة كبيرة منهم، حيث تعتقد أن مجرد حصولها على شهادة الدكتوراه يعني أنها أحسن من الجميع، وكثيرا ما يتحدث لي الطلبة المغاربة عن معاناتهم مع أستاذ لا يتواصل معهم بالشكل اللائق ويضع نقطهم تحت هواه ورغباته، فليس المهم هو المستوى الفكري للأستاذ، ولكن المهم، هو هل يقوم بعمله على أحسن وجه، وهل يُقدّر طلبته وينمي فيهم بذرة العلم والبحث. وأنا أقترح في هذا الاتجاه، أن يشترك الطلبة في تقييم أساتذتهم، ليس بمنظار التنقيط، ولكن بمنظار أداءهم داخل الفصل، وبهذا ستكون للطالب الفرصة كي يساهم في تٍبيان الأستاذ الجدي من غيره.

كَثُر الجدل حول لغة التدريس بالمغرب، كيف يمكن حل الإشكال اللغوي في ظل ما نعرفه من تشرذم ما بين العربية، الأمازيغية، الفرنسية ولغات أجنبية أخرى؟

ما يثير استغرابي هو رغبة المسؤولين المغاربة في تلقين التلميذ المغربي مجموعة من اللغات رغم صعوبة الأمر، فمنذ سنته الأولى بالمدرسة، على التلميذ أن يَدرس العربية والفرنسية والأمازيغية وأحيانا الإنجليزية، رغم أنه يتواصل في محيطه بالدارجة وفي كثير من الأسر بالأمازيغية، وبالتالي، فهذا التشابك اللغوي يخلق مشكلا لدى التلميذ ويؤدي به إلى عدم استيعاب اللغة كما يجب. أقترح أن يتم الاستغناء الكلي عن الفرنسية، فهي تصير يوما بعد يوما لغة متخلفة عن العصر، وكذلك العربية الفصحى، لأنها لغة غير مغربية و يجب أن تبقى فقط في مادة التربية الإسلامية، في المقابل، يجب جعل الانجليزية لغة التدريس الأساسية منذ الحضانة، والدارجة كلغة ثانية، حتى وإن كان البعض يرى أنها مجرد لهجة، أما الأمازيغية، فيمكن تخصيص مدارس خاصة بها لمن يريد تعلمها. علينا الالتحاق بالركب العالمي وهو ما يتم فقط بالانجليزية ويمكن لك أن تبحث في جميع الإحصائيات العالمية، عن تراجع انتشار الفرنسية مقابل المد الرهيب للإنجليزية. فالتقليل من اللغات في التدريس والاقتصار على لغتين: واحدة عالمية والأخرى وطنية، من شأنه المساهمة في صفاء أذهان التلاميذ.

الكثير من الناس يرمون الجامعة المغربية بأنها مصدر بطالة، دليلهم على ذلك، المحتجين أمام البرلمان من حاملي الشواهد العليا، كيف ترى الأمر؟

للأسف، هذا الكلام صحيح، وسنة بعد أخرى، نتأكد أن الجامعة المغربية مليئة بالأعطاب، كي لا نزيد في تشخيص وضعيتها المعروفة أصلا، فيجب البحث عن حلول كي لا يحس الطالب وهو في طريقه للجامعة أنه يقضي وقته ليس إلا. من هذه الحلول، أقترح أن تصير الجامعة فضاءً للتدريب زيادة على كونها فضاء للتحصيل العلمي، ليس على الطالب أن ينتظر حتى نهاية مشواره الدراسي بها كي يلتحق بالعالم المهني، فمنذ سنته الأولى، يجب دفعه نحو خوض تداريب في القطاع الذي يريد، مثلا لديك طالب يريد أن يكون أستاذا، ليس من الضروري أن ننتظر حتى يجتاز بنجاح مباراة التوظيف، على الجامعة أن تمنحه فرصة التدريب في مؤسسات تعليمية عمومية أو خصوصية بالموازاة مع دراسته، نفس الأمر مع من يريد فتح مشروعه الخاص بإرساله إلى المقاولات، فالتدريب المهني سيساعد كثيرا شبابنا على إنجاح حياتهم المستقبلية.

بحديثك عن ضرورة توفير الجامعة للتدريب، هل تضع مسؤولية التشغيل على عاتق الدولة؟

أبدا، التدريب لا يعني توفير الشغل بشكل أوتوماتيكي، يجب أن نتوقف على انتظار التشغيل من الدولة، خاصة فيما يتعلق بالتوظيف المباشر، فالدولة الحديثة، ليس من مسؤولياتها إيجاد عمل للمواطنين، لكن للأسف، ثقافتنا الاجتماعية، ومنظومتنا التعليمية، شجعتا الطالب منذ صغره على انتظار عمل من الدولة، وإلا فهو لم يقم بإنجاز في حياته. المطلوب الآن هو تشجيع التلاميذ في المدرسة على روح الخلق والابتكار وإبداع حلول جديدة، والمطلوب كذلك، هو أن يتم فتح مصلحة داخل الجامعات، تساهم في ولوج الطالب إلى ميدان الشغل، فمن غير المعقول، أن يتم حصر الجامعة في تقديم الشهادات الدراسية وكفى، عليها أن تكون في قلب الاقتصاد المغربي، وأن تخرج من طابعها الأكاديمي الصرف.





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 22:03 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd