الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الثقافة والآداب والعلوم > منتدى الثقافة والفنون والعلوم الإنسانية > أصناف فنية وثقافية أخرى


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-01-03, 14:43 رقم المشاركة : 71
mustapham
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية mustapham

 

إحصائية العضو








mustapham غير متواجد حالياً


وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: مصطفام ينفض الغبار عن عالم الحمار -موضوع متجدد-


الموضوع الثالث و الأربعون: حماريات جديدة من أرض الكنانة...

الحمارية الأولى: الحمار السياسي


اول امبارح صحيت من النوم مالقيتش الحمار بتاعي
طبعا معظم الزملاء عارفين حماري العزيز اللي تعبان معايا على صفحات النت وكل شوية ياخدني من صفحة لصفحة ومن موقع لموقع لما هلك
ومن اعتزازي بيه كنت عامل التوقيع بتاعي يضم صورتنا احنا الاتنين اثناء تجوالنا عبر انحاء الوطن الاكبر
وليلة اختفاء صديقي الوفي دارت بيننا مناقشة حامية عن اللي بيحصل دلوقتي في الوطن الاكبر ونمنا واحنا تقريبا متخاصمين، صحيت مالقيتش الحمار ولقيته سايب لي رساله فيها الكلمتين اللي حاطيتهم في التوقيع دلوقتي

للامانة ماكنتش اعرف قصده ايه بيهم لكن واثق ان كل اللي كان كاتب انهم مفروض يخرسوا، هم اكتر ناس صوتها عالي دلوقتي
وواثق كمان انه خلاص مابقاش فيه رصاص بنادق للشعوب
ولا بقى فيه بنادق
ويمكن مابقاش فيه شعوب اصلا
بقي فيه ناس بدرجة عبيد وناس بدرجة سادة
لكن المشكلة انه مش مقتنع
ماهو حمار مش بيقرا جرايد ولا بيشوف نشرات
للامانة وبعد ما قررت استأنف حياتي علي اعتبار ان الحياة مستمرة ومش بتقف لحد
(مع اني واثق اني لو انا اللي اختفيت كان دور عليا الحمار)
فوجئت من كام دقيقة برسالة علي موبايلي نصها كالآتي:

نهيق نهيق (دي شتيمة)
نظرا لسلبيتك تجاه كل قضايا الوطن الاكبر
ونظرا لاستسلامك واكتفائك بالشجب والادانة والرفض
ونظرا لانك وكل بني البشر من ابناء الوطن الاكبر مكتفين بالصوت العالي والجدال
فقد قررت انا الموقع ادناه ان ابدأ مسيرة حميرية في انحاء هذا الوطن
لمعرفة مايحدث علي ارض الواقع بدلا من الاكتفاء بالاستماع الي لسان الكدب في كل الجرايد
وانتظار بيانات كل الكلاب المأجورين
اراسلك من على الشريط الحدودي بين مصر وغزة في انتظار فتح البوابات للدخول وقد اكتشفت انكم كنتم تكذبون حين تتحدثون عن وحدة بلاد الوطن الاكبر وان اخاكم في الجزائر هو اخوكم في العراق لاحدود بينهما
عموما سنوافيكم بكل التطورات في حينها
رفيقك الحمار
التوقيع: (صورة حدوة رجله اللي ورا شمال)
ملحوظة اخيرة : عند انقطاع اخباري اعلم انني قد فعلت ما تتحدثون عنه جميعا
فقط تتحدثون
ده نص رسالة حماري العزيز
عموما اوعدكم اني انقل لكم كل الرسائل الي يبعتهالي من مواقع الاحداث
وكمان عاوز الفت النظر لحاجة
كل اللي حاكتبه هنا حيكون علي مسؤولية الحمار اللي لسه مؤمن بالقومية والوحدة العربية
ولسة مايعرفش يعني ايه حدود وبوابات
وكان دايما يسألني عسكري حرس الحدود بين دولتين عربيتين بيشتغل ايه

------------------------------------
الحمارية الثانية: الحمار المثقف

حمارى مثقف فضائي ..عاشق للقنوات الفضائية .. بمجرد جلوسى أمام جهاز التليفزيون إلا وأجده ساحباَ كرسيه ويجلس بجوارى واضعاَ ساقاَ فوق ساق !! لكني لا أعرف سبباَ لعداءه لقناة الحرة ..فعندما أبدأ فى التجول على القنوات وأستقر على قناة الحرة إلا وأجد وجهه قد تغير ونظر إلى نظرة غاضبة محركاَ شفتيه تعبيراَ عن القرف .. أسأله ما بك ؟ لماذا تغير وجهك عندما إستقر الريموت عند قناة الحرة ؟
قال : قناه كذابه... كثيراَ ما تتحدث عن الحرية وما نتعرض له نحن معشر الحمير في مصر من ضرب وإهانه وتذيع تقارير عن سوء معاملتنا نحن الحمير . ولا تعرض ما تقوم به إسرائيل من قتل للبنى أدمين . ثم مالهم بينا نحن الحمير، هوه حد إشتكى إلهم.. ودايماَ يحشروا نفسهم فى حاجات لا تخصهم .
قلت : دى سياسه إعلامية للقناة وهي تنفذ سياسة صاحبها وتعرض أفكاره وتحقق أهدافه وتستهدف جمهور معين فى وقت معين بطريقة معينه .

قال حماري : سياسة مين ؟
قلت : سياسة أمريكا صاحبة القناة .

إبتسم حماري وقال : طيب م سياسة أمريكا باينه ومكشوفه ، دا إحنا معشر الحمير فهمناها، وقناتهم لا تعرض إلا ما هو مسيء لنا كعرب ويخدم إسرائيل .
قلت : طيب وبيحاولوا يساعدوكم معشر الحمير لتحصلوا على حقوقكم...
قال : ومين إشتكى لهم ..دول حشريين ..هما ميعرفوش إن فيه مطرب فى مصر بيغني لنا

قلت : اّه تقصد بحبك يا حمار ..
قال : أيوه وكمان أغنيتنا كسرت الدنيا ..
قلت : أمريكا بتحترمكم جداَ ..انت عارف رمز حزب أوباما هو الحمار ..
قال حماري : وهى أمريكا صاحبة القناة من إمتى بتحبنا عشان تنشر الديمقراطية عندنا، دي أمريكا عارفه إن العرب بيحبوا يبصبصوا ع النسوان.. عينت لكم رايس وزيره خارجية عشان تعكنن عليكم .

قلت : دا زمان يا حماري العزيز، دلوقتى فيه واحده حلوه ..
قال حماري : عارفها مرات الراجل اللي ....إبتسم حماري إبتسامة فهمت معناها !!

قلت لحماري : انت متابع جيد للأخبار ..الدش جعلك تفهم في السياسة ..
قال : وإيه الفرق بينى وبينك ؟ أنت جالس وأنا بجوارك واضعاَ ساقاَ فوق ساق ..
وأشاهد ما تشاهده وأتابع معك كل الأخبار، إيه الفرق بينك وبيني !!!
قلت : سيبك م الكلام ده ..قناة الحرة تحاول تعليم ثقافة الديمقراطية للناس فى المنطقة .

-نظر إلى حماري وصمت ولم يرد !!
قلت : مش عاجبك كلامي ..إنت كده حمار غير ديمقراطي ..
قال حماري : أمريكا صاحبة القناة دمرت العراق وقتلت الناس الأبرياء ..

قلت : لكنها أقامت ديمقراطية فى العراق ..
سمع حماري عبارة ديمقراطية فى العراق ونظر إلى طويلاَ ودخل فى نوبة ضحك أظهرت كل أسنانه ..ومال إلى الخلف حتى إرتفعت أرجله الأمامية وكاد يسقط من على كرسيه ..وسكت مرة واحدة ..ونظر إلى قائلاَ ...
باين عليك انت اللي حمار

--------------------------------------------
الحمارية الثالثة: رسالة من حمار لصديقه


عثرت على هذا الخطاب بمحض الصدفة حيث كان من مقتنيات أحد الكتاب المجهولين، وكان قد شرع فى إرساله إلى أحد أصدقائه المهاجرين إلى خارج البلاد، إلا أن شيئاً ما قد منعه من إرساله، فاحتفظ به بين أوراقه ثم شاءت المقادير أن يقع هذا الخطاب بين يدي فقرأت فيه إحباطات كاتب وإخفاقات جيل، ويبدو أن صديق هذا الكاتب كان يسأله النصيحة بشأن العودة إلى مصر والإستقرار بها فقال له الكاتب المجهول فى خطابه:

(( لا كنت إن عدت إلى مصر، فمصر لم تعد كما كانت، هل تذكر أيام البهجة، والحلم، والطفولة ، والصبا ، والشباب؟ … هل تذكر أيام أن كانت قلوبنا تهتف لمصر قبل أن تنطق ألسنتنا؟ هل تذكر النقاء إذ يضمخ أفئدتنا؟ والشهامة إذ تلتصق برجالنا؟ والرجولة إذ تحرك ضمائرنا؟ كنا نتضاحك ونحن نذكر تلك القصة التى تروى فى الأثر من أن “الذوق لم يخرج من مصر” ولكن ياصديقي الآن خرج الكل من مصر … لم يبق فيها إلا الجرذان والبوم والثعابين ، حتى الكرم الذى أشتهرنا به بين الأمم …

أصبح الآن من الصفات والخصال الذميمة والمستقبحة … إى والله إنها أيام البؤس والنكد …. أعرف طبعاً أنك تذكر تلك القصة التى رواها لنا فى يوم من سالف الأيام أحد رفقاءنا الكبار – وبالمناسبة لقد مات فى مستشفى الأمراض العقلية –
والتى قال فيها أن العز بن عبد السلام سلطان العلماء كان قد أفتى ببيع المملوك الذي كان يحكم مصر ، لأن هذا المملوك لم يعتقه أحد ، فضلاً عن أنه من ممتلكات بيت مال المسلمين ، فلما رفض المملوك هذه الفتوى خرج العز بن عبد السلام من مصر غضباً من عدم إنفاذ فتواه، فإذا بأهل مصر كلهم يخرجون خلف سلطان العلماء يريدون مغادرة البلاد غضباً ممن تعدى على مقام ذلك الشيخ الكبير، فما كان من الحاكم المملوك إلا أن خرج مسرعاً يترجى العز بن عبد السلام في العودة إلى البلاد على أن يتم إنفاذ الفتوى !!!
كانت قصة محيرة يا صديقي ، لماذا كان الشعب بأكمله وقتها شعباً إيجابياً فاعلاً؟ ولماذا أصبحنا الآن شعباً من خيالات المآتة التى لا تتحرك ولا تغادر موقعها قيد أنملة ؟ من الذى سحبنا إلى السلبية والخضوع والذلة والإستكانة؟ من الذى أغرقنا فى مستنقعات البلادة والنفاق والمحسوبية والنفعية؟ من الذى غير المنظومة الأخلاقية لنا؟ ستجد أسئلتي كثيرة ولكنك لن تجد إجابة...
فماذا نملك الآن غير أن نسأل وقد جحظت عيوننا من شدة الدهشة !!! بل لا أريد أن أقول لك أنك إذا مشيت الآن فى شوارعنا ستجد رجالنا وقد إستطالت أقفيتهم وتدلت ألسنتهم ، وليس من الغريب أن تجد بعض الرجال وقد نبت لهم فى مؤخرتهم ذيل صغير ،
وأعرف بعضهم وقد إهتم إهتماماً كبيراً بالذيل الذى نبت له حتى أنه يشتري له من باريس “شامبو” مخصوص لكى يزيده جمالاً ونعومة ، وفى فترة من الفترات كان البعض قد أنشأ عيادات تجميل غرضها “إطالة الأذن” كي تكون شبيهة بأذن الحمار،
فمع تغير الزمن تغيرت مقاييس الجمال وأصبحت أذن الحمار موضة يسعى الشباب إليها سعياً حثيثاً ، ولكن على حين غرة إستيقظ الناس من نومهم ذات صباح فإذا بأذنهم وقد تحولت إلى أذن حمار ، فحار الناس فى تفسير هذه الظاهرة ، وأفلست عيادات التجميل ،
ولعلك تذكر تلك الجمعية التى أنشأها البعض حيث جعلوا “حمار الحكيم” رمزاً لهم ، إلا أنك لا تعرف أن أعضاء هذه الجمعية وضعوا مع الحمار شعاراً آخراً هو “عصى موسى” وكان منطقهم فى هذا أن الحمار لا يسير إلا بالعصى ، وأن مجموعة الخراف لابد أن يقوم راعيها بهشها وتنظيم سيرها بعصاه ، وقد إستدل الفقهاء والشيوخ على شرعية ضرب الناس بالعصا بل ووجوبه أحياناً بهذا الحوار الذى أجراه رب العزة مع موسى عليه السلام، عندما سأله عن عصاه فقال سيدنا موسى: “وأهش بها على غنمي” ونحن غنم !!
وأعرف عالماً إستنبط تخريجاً على هذه الآية الكريمة فقال أن ضرب الشعب بالعصى فرض كفاية إذا فعله حاكم سقط عن باقى الحكام!! ولكن أحدهم تشدد وقال أنه فرض عين يجب أن يفعله كل حاكم بنفسه ولا يجوز الإنابة فيه ، هل تأنف ياصديقي أن تكون حماراً أو خروفاً؟
لا تمتعض كثيراً فلربما يكون الخروف أكرم منا ، على الأقل فإن الخروف عندما يذبح يكون ذلك لإقامة سنة من سنن الإسلام أو لإطعام جائع من لحم حلال ، أما أنت فإنك تذبح ذبح الإبل والخراف كل يوم مائة مرة … مرة من أجل أن تمتلئ كروشهم بدماءك …. ومرة من أجل أن تفرش قصورهم بجلدك المدبوغ …. ومرة من أجل أن يصنع أثاثهم من عظامك الهشة … وهكذا دواليك …
والحقيقة أنهم لا يذبحوننا لينتفعوا ولكنهم يذبحوننا ليتمتعوا ، ولذلك نرجوا من الله أن يتركوا لنا “لية الخروف” حتى نصنع منها مرقاً لأولادنا ، وبمناسبة ذكر الشيوخ هل أتاك نبأ الشيخ الذى إمتعض من الرسوم التى كانت تستهزئ برسولنا الكريم والمنشورة فى جريدة دينماركية فقال تنديداً بهذه الفعلة الشائنة: “ليس لكم حق في هذا فرسول المسلمين ميت لا يستطيع الدفاع عن نفسه”
هل تعرف ياصديقى لماذا رسول المسلمين ميت فى عيون الشيخ الكبير ؟ ميت لأن سنته وعقيدته ماتت فى نفس هذا الشيخ فلم ير في الرسول إلا رجلاً ميتاً ، قبحاً لهذا الشيخ ، وقبحاً لمن هم على شاكلته.

لاكنت إن عدت إلى مصر ، فمصر لم تعد كما كانت ، هل رأيت أحداً يرقص على جثة أخيه ؟ أنت لم تر ولكننا الآن فى مصر يرقص الأحياء منا على جثث الأموات فرحاً وطرباً ، لا تعجب كثيراً فمصر والحمد لله وبفضله فازت على الكونغو الديمقراطية ….

طبعاً هى لم تفز عليها في الديمقراطية ولكن فازت عليها فى مبارة كرة القدم حيث إستطاع العجوز حسام حسن شن غارات كروية على مرمى الخصم العنيد ، مما حقق لنا نصراً عزيزاً بين الأمم ، وهكذا ياعزيزي أصبحت رقابنا أطول قليلاً من رقبة النعامة وأقصر بعض الشيء من رقبة الزرافة …. فماذا تريد من شعب محروم من الإنجازات، ممنوع من الفرحة ، محبط من الفشل ، محطم من الإخفاقات ؟
لم يكن أمام الشعب إلا الخروج فرادى وجماعات لكى يرقص فى الشوارع في مظاهرات لم نر لها مثيلاً من قبل … شعب فرحان بالنصر .. من حقه أن يفرح ، هل يستطيع أحد أن يلومه؟ … ولكن للأسف قبل هذا النصر بيوم كانت سفينة السلام قد غرقت … لا تذهب بفكرك إلى بعيد ، فسفينة السلام مع إسرائيل مستمرة فى الطفو ولم تغرق فهذا خيار إستراتيجي !!!

ولكن السفينة التى غرقت هى سفينة السلام التى تقل الركاب من ميناء “ضبا” بالسعودية إلى “سفاجة” فى مصر ، وهى سفينة مصرية لم يتم تدريبها جيداً على السباحة ، كما انها لم تعرف قانون الطفو “لأرخميدس” ونظراً لأن ربانها جاءوا به قائداً للمسيرة …. مسيرة السفينة …. إعتماداً على أنه هو الذى حقق النصر لمصر فى موقعة “مرج دابق” ونظراً لأن ربان السفينة كانت كل معلوماته عن قيادة السفن قد إستقاها من مشاهدته لفيلم “تيتانيك” فما كان منه إلا أن أغرقها فى وسط البحر الأحمر، في الوقت الذى كنا فيه نرفع أعلام الفرحة الحمراء والبيضاء إبتهاجاً بإنتصارات الكرة !!! غرق ألف ومائة إنسان …. ألف ومائة مصري … هلك من هلك …. ونجى من نجى … وعن هذه الكارثة حدث ولا حرج ، لا إشارات إستغاثة ولا إغاثة ، إنها ليست سفينة …. إنها ياصديقى مصر ، كما يحدث فى مصر حدث فى السفينة ، ماذا تريدون إذن … ولكن الأنكى أن تقام فى بيوتنا المآتم على من فقدنا من أهلنا وإخواننا فى الوقت الذى نخرج فيه إلى الشوارع لكى نرقص فرحاً على هدف حسام حسن فى الكونغو ، قل شيزوفرينيا ، أو إنفصام فى المشاعر ، أو بلادة في الأحاسيس ، قل ماشئت ولكن لا تقل أننا كنا كذلك… لا لم نكن كذلك ، لم نرقص أبداً على أشلاء أبنائنا ، ليست هذه هى مصر.

لا كنت إن عدت إلى مصر ، فمصر لم تعد كما كانت ، إحذر ياصديقي من العودة ، وخذ أبنائك معك كى تنقذهم من مجتمع الذئاب ، فإذا عدت فلا تلومن إلا نفسك ، لن تسلم ياصديقي من لدغات العقارب ، وإذا وقعت فى ضائقة فلن يمد أحدهم يده لينقذك ، وسوف تتأذى أذنك بفاحش القول ، وتتأذى عينك من كآبة المنظر ، وتتحطم رئتك من سحب الدخان الملوث ، وستصبح فى النهاية حطام رجل ، إذا حدثتك نفسك بالعودة فلن تجد أصدقاءك الذين كانوا ، وستعجب عندما تراهم يسعون إلى نهش لحمك ، وتلويث سمعتك ، وتحطيم آدميتك ، سيقولون عنك أنك إمبريالي وصهيوني ورجعي وعميل للمخابرات الأمريكية ورفيق للمخابرات الروسية ، سيضعون أياديهم فى جيوبك كي يستولوا على ما بها ، ثم يتضاحكون ويقولون فيما بينهم هذا غر أحمق حلال فيه السرقة، ولكنهم سيخرجون أمام الناس ويتصايحون عليك ويرجمونك بالحجارة وهم يقولون: عاد يهوذا الأسخريوطي ، أو يقولون: هذا هو المسيخ الدجال.

فإذا عدت فذنبك على جنبك ، حينذاك أنصحك بشراء نظارة “أشعة إكس” التى تخترق الحجب ، فلا قدرة لك بالحياة فى مصر إلا بها … فمن خلالها سترى أشخاصاً تظنهم ملائكة ، فإذا بك عندما تنظر إليهم من خلال نظارة إكس ستجدهم شياطين مردة ، ومن هنا ستتعلم عدم أخذ الناس بظاهرهم ، فلو كانت للذنوب رائحة لفررنا من جوار من كنا نظن أنهم أتقى الناس !!

لا تعد إلى مصر فمصر لم تعد لنا ، مصر لم تصبح بلدنا ، لن أقول لك غابت مكارم الأخلاق ، لن أقول لك غابت القدوة ، لن أقول لك إن بطن الأرض أصبح خيراً من ظهرها ، ولكنى سأقول لك غابت مصر … فلمن تعود إذن؟ ))
والغريب أنني وجدت الكاتب المجهول قد وقع خطابه تحت إسم: “صديقك الذى يشتاق إليك … حمار








التوقيع


هل جلست العصر مثلي ... بين جفنات العنب
و العناقيد تدلـــــــــــــت ... كثريات الذهب

آخر تعديل mustapham يوم 2010-01-03 في 16:33.
    رد مع اقتباس
قديم 2010-01-03, 14:58 رقم المشاركة : 72
botjn8
أستـــــاذ(ة) متميز
إحصائية العضو







botjn8 غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مصطفام ينفض الغبار عن عالم الحمار -موضوع متجدد-


ذا حمار بيفهم في السياسة كويس احسن من حمير كثير....






    رد مع اقتباس
قديم 2010-01-03, 15:23 رقم المشاركة : 73
mustapham
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية mustapham

 

إحصائية العضو








mustapham غير متواجد حالياً


وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: مصطفام ينفض الغبار عن عالم الحمار -موضوع متجدد-


الموضوع الرابع و الأربعون: قصة حمار نبي الله عزير


موقع القصة في القرآن الكريم:

ورد ذكر القصة في سورة البقرة الآية 259, سورة التوبة الآيات 30-31

قال تعالى فى سورة" البقرة":
((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) ))


وقوله تعالى فى سورة " التوبة":

(( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) ))

القصة:

قال إسحاق بن بشر:

إن عزيراً كان عبداً صالحاً حكيماً خرج ذات يوم إلى ضيعة له يتعاهدها، فلما انصرف أتى إلى خربة حين قامت الظهيرة وأصابه الحر، ودخل الخربة وهو على حماره فنزل عن حماره ومعه سلة فيها تين وسلة فيها عنب، فنزل في ظل تلك الخربة وأخرج قصعة معه فاعتصر من العنب الذي كان معه في القصعة ثم أخرج خبزاً يابساً معه فألقاه في تلك القصعة في العصير ليبتل ليأكله، ثم استلقى على قفاه وأسند رجليه إلى الحائط فنظر سقف تلك البيوت ورأى ما فيها وهي قائمة على عروشها وقد باد أهلها ورأى عظاماً بالية فقال: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} فلم يشك أن الله يحييها ولكن قالها تعجباً فبعث الله ملك الموت فقبض روحه، فأماته الله مائة عام.
فلما أتت عليه مائة عام، وكانت فيما بين ذلك في بني إسرائيل أمور وأحداث. قال: فبعث الله إلى عزير ملكاً فخلق قلبه ليعقل قلبه وعينيه لينظر بهما فيعقل كيف يحيي الله الموتى. ثم ركب خلفه وهو ينظر، ثم كسى عظامه اللحم والشعر والجلد ثم نفخ فيه الروح كل ذلك وهو يرى ويعقل، فاستوى جالساً فقال له الملك كم لبثت؟ قال لبثت يوماً أو بعض يوم، وذلك أنه كان لبث صدر النهار عند الظهيرة وبعث في آخر النهار والشمس لم تغب، فقال: أو بعض يوم ولم يتم لي يوم. فقال له الملك: بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك، يعني الطعام الخبز اليابس، وشرابه العصير الذي كان اعتصره في القصعة فإذا هما على حالهما لم يتغير العصير والخبز يابس، فذلك قوله {لَمْ يَتَسَنَّهْ} يعني لم يتغير، وكذلك التين والعنب غض لم يتغير شيء من حالهما فكأنه أنكر في قلبه فقال له الملك: أنكرت ما قلت لك؟ فانظر إلى حمارك. فنظر إلى حماره قد بليت عظامه وصارت نخرة. فنادى الملك عظام الحمار فأجابت وأقبلت من كل ناحية حتى ركبه الملك وعزير ينظر إليه ثم ألبسها العروق والعصب ثم كساها اللحم ثم أنبت عليها الجلد والشعر، ثم نفخ فيه الملك فقام الحمار رافعاً رأسه وأذنيه إلى السماء ناهقاً يظن القيامة قد قامت. فذلك قوله {وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً} يعني وانظر إلى عظام حمارك كيف يركب بعضها بعضاً في أوصالها حتى إذا صارت عظاماً مصوراً حماراً بلا لحم، ثم انظر كيف نكسوها لحماً {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} من إحياء الموتى وغيره. قال: فركب حماره حتى أتى محلته فأنكره الناس وأنكر الناس وأنكر منزله، فانطلق على وهم منه حتى أتى منزله، فإذا هو بعجوز عمياء مقعدة قد أتى عليها مائة وعشرون سنة كانت أمة لهم، فخرج عنهم عزير وهي بنت عشرين سنة كانت عرفته وعقلته، فلما أصابها الكبر أصابها الزمان، فقال لها عزير: يا هذه أهذا منزل عزير قالت: نعم هذا منزل عزير. فبكت وقالت: ما رأيت أحداً من كذا وكذا سنة يذكر عزيراً وقد نسيه الناس. قال إني أنا عزير كان الله أماتني مائة سنة ثم بعثني. قالت: سبحان الله! فإن عزيراً قد فقدناه منذ مائة سنة فلم نسمع له بذكر. قال: فإني أنا عزير قالت: فإن عزيراً رجل مستجاب الدعوة يدعو للمريض ولصاحب البلاء بالعافية والشفاء، فادعوا الله أن يرد عليّ بصري حتى أراك فإن كنت عزيراً عرفتك. قال: فدعا ربه ومسح بيده على عينيها فصحتا وأخذ بيدها وقال: قومي بإذن الله. فأطلق الله رجليها فقامت صحيحة كأنما شطت من عقال... فنظرت فقالت: أشهد أنك عزير. وانطلقت إلى محلة بني إسرائيل وهم في أنديتهم ومجالسهم، وابن لعزير شيخ ابن مائة سنة وثماني عشر سنة وبنى بنية شيوخ في المجلس، فنادتهم فقالت: هذا عزير قد جاءكم. فكذبوها، فقالت: أنا فلانة مولاتكم دعا لي ربه فرد علي بصري وأطلق رجلي وزعم أن الله أماته مائة سنة ثم بعثه. قال: فنهض الناس فأقبلوا إليه فنظروا إليه فقال ابنه: كان لأبي شامة سوداء بين كتفيه. فكشف عن كتفيه فإذا هو عزير. فقالت بنو إسرائيل: فإنه لم يكن فينا أحد حفظ التوراة فما حدثنا غير عزير وقد حرق بختنصر التوراة ولم يبقى منها شيء إلا ما حفظت الرجال، فاكتبها لنا وكان أبوه سروخاً قد دفن التوراة أيام بختنصر في موضع لم يعرفه أحد غير عزير، فانطلق بهم إلى ذلك الموضع فحفره فاستخرج التوراة وكان قد عفن الورق ودرس الكتاب. قال: وجلس في ظل شجرة وبنوا إسرائيل حوله فجدد لهم التوراة ونزل من السماء شهابان حتى دخلا جوفه. فتذكر التوراة فجددها لبني إسرائيل فمن ثم قالت اليهود: عزير ابن الله، للذي كان من أمر الشهابين وتجديده التوراة وقيامه بأمر بني إسرائيل، وكان جدد لهم التوراة بأرض السواد بدير حزقيل، والقرية التي مات فيها يقال لها ساير أباذ.
قال ابن عباس: فكان كما قال الله تعالى: {وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ} يعني لبني إسرائيل، وذلك أنه كان يجلس مع بنيه وهم شيوخ وهو شاب لأنه مات وهو ابن أربعين سنة فبعثه الله شاباً كهيئته يوم مات.
قال ابن عباس: بعث بعد بختنصر

المشهور أن عزيراً من أنبياء بني إسرائيل وأنه كان فيما بين داود وسليمان وبين زكريا ويحيى، وأنه لما لم يبقى في بني إسرائيل من يحفظ التوراة ألهمه الله حفظها فسردها على بني إسرائيل، كما قال وهب بن منبه: أمر الله ملكاً فنزل بمعرفة من نور فقذفها في عزير فنسخ التوراة حرفاً بحرف حتى فرغ منها.
وروى ابن عساكر عن ابن عباس أنه سأل عبد الله بن سلام عن قول الله تعالى: {وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} لما قالوا ذلك؟ قال بني إسرائيل: لم يستطع موسى أن يأتينا بالتوراة إلا في كتاب وأن عزيراً قد جاءنا بها من غير كتاب.
ولهذا يقول كثير من العلماء إن تواتر التوراة انقطع في زمن العزير. وهذا متجه جداً إذا كان العزير غير نبي كما قاله عطاء بن أبي رباح والحسن البصري. وفيما رواه إسحاق بن بشر عن مقاتل بن سليمان، عن عطاء، وعن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه، ومقاتل عن عطاء بن أبي رباح قال: كان في الفترة تسعة أشياء: بختنصر وجنة صنعاء وجنة سبأ وأصحاب الأخدود وأمر حاصورا وأصحاب الكهف وأصحاب الفيل ومدينة أنطاكية وأمر تبع.
وقال إسحاق بن بشر: أنبأنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، قال كان أمر عزير وبختنصر في الفترة.
وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله قال: "إن أولى الناس بابن مريم لأنا، إنه ليس بيني وبينه نبي".
وقال وهب بن منبه: كان فيما بين سليمان وعيسى عليهما السلام.
وقد روى ابن عساكر عن أنس بن مالك وعطاء بن السائب أن عزيراً كان في زمن موسى بن عمران، وأنه استأذن عليه فلم يأذن له، يعني لما كان من سؤاله عن القدر وأنه انصرف وهو يقول: مائة موتة أهون من ذل ساعة.
فأما ما روى ابن عساكر وغيره عن ابن عباس ونوف البكالي وسفيان الثوري وغيرهم، من أنه سأل عن القدر فمحى اسمه من ذكر الأنبياء، فهو منكر وفي صحته نظر، وكأنه مأخوذ عن الإسرائيليات.
وقد روى عبد الرزاق وقتيبة بن سعيد، عن جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني، عن نوف البكالي قال: قال عزير فيما يناجي ربه: يا رب تخلق خلقاً فتضل من تشاء وتهدي من تشاء؟ فقيل له: أعرض عن هذا. فعاد فقيل له: لتعرضن عن هذا أو لأمحون اسمك من الأنبياء، إني لا أسال عما أفعل وهم يسألون، وهذا ما يقتضي وقوع ما توعد عليه لو عاد فما مُحي.
وقد روى الجماعة سوى الترمذي من حديث يونس بن يزيد، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وكذلك رواه شعيب عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ثم أمر بها فأحرقت بالنار فأوحى الله إليه: فهلاّ نملة واحدة فروى إسحاق بن بشر عن ابن جريج، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه أنه عزير، وكذا روي عن ابن عباس والحسن البصري أنه عزير، والله أعلم.





التوقيع


هل جلست العصر مثلي ... بين جفنات العنب
و العناقيد تدلـــــــــــــت ... كثريات الذهب

آخر تعديل mustapham يوم 2010-01-03 في 15:36.
    رد مع اقتباس
قديم 2010-01-03, 15:38 رقم المشاركة : 74
mustapham
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية mustapham

 

إحصائية العضو








mustapham غير متواجد حالياً


وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: مصطفام ينفض الغبار عن عالم الحمار -موضوع متجدد-


الموضوع الخامس و الأربعون: قصيدة حمارية رائعة للشاعر المبدع أحمد مطر

بعنوان: صاحب الجلالة


قوتُ عيالنا هُنا،
يهدره جلالةُ الحمارْ..
في صالة القمارْ..
وكل حقّهِ بِهِ
أنَّ بعير جدِّهِ
قد مَرَّ قبل غيرهِ،
بهذهِ الآبارْ!
يا شرفاءُ
هذه الارضُ لنا
الزرعُ فوقَها لنا
والنفط تحتها لنا
وكلَّ ما فيها بماضيها وآتيها لنا..
فما لنا
في البرد لا نلبسُ إلاّ عُرْيَنا؟
وما لَنا
في الجوع لا نأكُلُ إلاّ جوعَنَا؟
وما لنا نغرقُ وسْطَ القارْ
في هذه الآبارْ






التوقيع


هل جلست العصر مثلي ... بين جفنات العنب
و العناقيد تدلـــــــــــــت ... كثريات الذهب

آخر تعديل mustapham يوم 2010-01-03 في 15:44.
    رد مع اقتباس
قديم 2010-01-03, 15:46 رقم المشاركة : 75
mustapham
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية mustapham

 

إحصائية العضو








mustapham غير متواجد حالياً


وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: مصطفام ينفض الغبار عن عالم الحمار -موضوع متجدد-


الموضوع السادس و الأربعون: درس في الكرامة !


من الأخبار الأخيرة التي تناقلتها الأنباء عن الجزائر، نبأ انتحار كلب رمى بنفسه من المدرج فنفق. ولا أحد عرف السبب ولا أراد أن يعرفه أو يهتم بتخريجه.
ولكن الحمار الذي انتحر بعده بإلقاء نفسه في البحر، بسبب عنائه من نقل رمل البحر - كما جاء في الخبر - يثير مسألة جديرة بالتأمّل، فهو لم يكن هرباً من العناء الذي يحتمل الحمار منه ما لا يحتمله أيٌّ من مخلوقات الله، وإنما لمسألة أخرى يعرفها الحمار ونعرفها نحن ونواريها؛ وهي مسألة الكرامة!
والكرامة التي نعتبرها نحن من خصائص البشر، ونبذل من أجلها الغالي والنفيس، يجعلها هذا الحمار الكريم من أوليات وجوده، تماماً مثلما نتصورها نحن البشر، ولكنه يتفوّق علينا بكونه يبلور قناعاته وينفعل بها وينفّذها؛ وكثير منّا يدّعيها ولا يُنفّذها.
لقد احتجّ علينا هذا الحمار احتجاجاً منطقيّاً بليغاً حين ضاقتْ به السُبُل في إفهامنا بأن لكل مخلوق كرامتَه، وأننا إن لم نكن عرفنا ذلك فسوف يعرّفنا به حمار!
الكرامة مسألة جوهرية في تكويننا الأخلاقي، ونحن ندّعيها في كل ممارساتنا، ولكننا نغفل عن ثمنها الذي تقتضيه؛ فالقليل ممن رحم ربي عرف ثمن الكرامة.
وقد عرفها هذا الحمار الكريم الذي دفع حياته ثمناً لها. وقد سربلني قرار هذا الحمار الحكيم بالبهجة، فأنا، منذ خُلِقتُ أكنّ للحمار احتراماً كبيراً، وأحسبه من أكثر مخلوقات الله حكمة وفلسفة وصبراً؛ فقد عشتُ في محيط أحاطت به الحمير على صفة الحقيقة، وما زلت أعيش في محيط يحفِل بالحمير على صفة المجاز!
وللكرامة في حياتنا حدود يجتهد الناس في أبعادها، ولكنهم يتفقون في كونها من عناصر وجودهم الثمينة، فلا حياة للإنسان بلا كرامة. ولكن ما هي هذه الكرامة؟
إنها في حدودها الأولى، قوة تنبع من إحساس الفرد بضرورة صيانة أخلاقياته ومروءته وحقوقه ومعتقداته واحترام رأيه؛ وهو أمر يفضي في نهاية الأمر إلى الإعتراف بحق الآخر في كل تلك الأمور، فالكريم أخ الكريم.
وقد كان لي أن كتبتُ قبل سنوات عن بغل منحته إحدى الجامعات الأمريكية الدكتوراه الفخرية (هذا ليس مزاحاً، فقد نشرته جريدة الحياة يومذاك؛ ونقلته في كتابي »القلم وما كتب« من منشورات المدى). وهذه المواهب والمواقف الحيوانية موضع اهتمامي منذ وقت طويل، وهي تستدرجني - بالضرورة - إلى المقارنة بالبشر؛ فأن يحمل بغل دكتوراه فخرية ولا أحملها أنا ولا غيري ممن على شاكلتي، فمسألة فيها نظر!
أما مسألة أن ينتحر حمار احتجاجاً على اضطهاده واحتراماً لكرامته، فأمر يبعث على الأسى، حين نرى أفراداً، بل أمماً، لا تقيم وزناً لكرامتها ولا تأبه بهدرها استجداءاً لرضا الغرباء، والتماساً لألطافهم، من أجل مصالح شخصية يأباها حتى الحمار، فأمر يبعث على الحيرة والخجل، ونحن نرى كيف تُهدر الكرامة ويرخص ثمنها. وليس من المعقول أن نستقصي حالات هدر الكرامة، فهي واضحة لكل ذي بصر.


بقلم الكاتب الجزائري: محمد سعيد الصكار





التوقيع


هل جلست العصر مثلي ... بين جفنات العنب
و العناقيد تدلـــــــــــــت ... كثريات الذهب

آخر تعديل mustapham يوم 2010-01-03 في 15:50.
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 18:37 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd