2012-04-27, 00:42
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | لغز الهبة لموريس غودلييه | اعتاد الناس في كل زمان ومكان تبادل الهدايا والهبات لسبب او لآخر وهذه الدراسة القصيرة تتابع موضوعة (الهبة) عند شعوب وقبائل وغرائب التفاصيل فيها: استنادا الى كتاب (لغز الهبة) لموريس غودلييه ودراسات اخرى. يقول موريس غودلييه في كتابه (لغز الهبة) أنه بعد قراءته لموس وشتراوس بعشر سنوات أختار لنفسه سبيل البحث الانثروبولوجي وسافر عام 1967 الى غينيا الجديدة ليقوم بابحاثه الاولى عند شعب البارويا وهو شعب يقيم في الوديان العليا للجبال الداخلية لغينيا الجديدة، وهناك لاحظ ما سماه بـ(نظام الجينا ماريه) أي ممارسة الزواج عن طريق التبادل المباشر لامرأتين بين رجلين وسلالتين، ولكن هذا النظام عند البارويا اكثر (تضامنا).. أذ يجعل الرجلين الصهرين حليفين ممتازين، حيث يتشاركان في قسم من غلة صيدهما وملحهما. ويعرف البارويا - حسب غودلييه - نوعا آخر من الزواج يسمى: pm-wetsalairavoeuatna وترجمته (جمع الملح لاتخاذ زوجة) وهي (صيغة زواج لا تعتمد على التبادل المباشر للنساء، بل على مبادلة الثروات بالنساء)، ص53. ويمارس البارويا هذا النوع من الزواج مع قبائل أخرى لضمان علاقة تجارية نافعة معهم عند قبائل البارويا في غينيا الجديدة تنتشر رواية الاساطير التي تبرر وجود الأشياء واستعمالاتها مثل السهام والملابس وغيرها لكن أغرب المعتقدات لديهم روايتهم لأسطورة النامبولا – مالا وتعني كلمة (مالا) الصراع أو القتال وتعني كلمة (نامبولا) الشرغوف وهو الدعموص او فرخ الضفدع، وتقول أسطورة بارويية بظهور المرأة قبل الرجل على الأرض وهي تبدأ على وفق رواية موريس غودولييه بالآتي، ص158: (وجد ت النساء قبل الرجال في الحقيقة , فقد ظهر الرجال في يوم من الايام على شاطئ احدى البحيرات بصورة شراغيف فقررت النساء أن تصنع لهن أزرا وأقواسا وسهاما بحجم مصغر وتركنها على الشاطئ، وفي اليوم التالي أختفت هذه الأغراض وتحولت الشراغيف فيما بعد الى رجال واليوم تذهب نساء البارويا معا من وقت الى آخر لصيد الشراغيف وتعطيها للصبيان). ويعتقد البارويا أن النساء هن اللواتي أبتكرن الأقواس والسهام (اسلحة الصيد والحرب) وأعطينها للرجال الذين يحتكرون أستعمالها اليوم، ويعتقد آل واتشاكيس - حسب غودلييه –وهم قبائل مجاورة للبارويا ان اوعية الطعام المصنوعة من اخشاب الخيزران خرجت يوما من جسد امرأة قتلها زوجها ودفنها في الغابة وخرجت من الأرض التي دفنت فيها نباتات عطرية زكية أسهمت في تجميل الرجال. وتتخذ الهبات صيغا واسماء متعددة لدى شعوب الشاطئ الغربي لامريكا الشمالية وفي ميلانيزيا في أستراليا، أذيجري تبادل الهبات في جزر ترو بريان تحت اسم (الكولا)، وهذه الجزر هي وودلارك (بحث فيها فردريك وامس) وغاوا (بحثت فيها نانسي مون) وفاكوتا (بحثت فيها شيرلي كامبل) وكيتاوا وغيرها من الجزر. ويمارس الكولا زعماء هذه الجزر وشخصياتها الكبيرة، وأهداف الكولا متعددة منها الوصول الى اعلى مراكز السلطة بإدهاش الخصوم وإيقافهم عند حدهم، وإقامة علاقات زواج وقرابة مع الخصوم، وهناك تفصيلات كثيرة في نظام الكولا التبادلي. ومن أنظمة التبادل الاخرى التي يذكرها غودلييه نظام البوتسلاتش، وهو نظام ينتشر في جزر سليمان وجزر بوين حيث يتنافس المتنافسون في تحطيم هيبة الطرف الاخر، المنافس الذي لا يستطيع مبادلة الهبة بالهبة، اذ تعد الهبة دينا على الآخر وعليه ردها، والمشكلة التي يطرحها الباحثون موس وجاكوبسن، ص71. أن هذه الهبات لا يستفيد منها الموهوبة له، بل تدمر أمام الخصم من قبل الواهب الذي يجب عليه تدمير ممتلكات أكثر وأغلى ليستطيع الإبقاء على سمعته وكرامته. هذه الممتلكات تتألف من البسط الثمينة والقدور النحاسية الثمينة والجلود والخنازير المذبوحة وكل ما هو ثمين لديهم، وعند قبائل الكواكيوتل توهب الممتلكات خلال احتفالات توزع فيها كميات هائلة من الطعام، وهناك تحليل موسع لغودلييه يحلل فيها تماهي هذه التبادلات بالنحاس وسمك السلمون والشمس، ولا يقف الامر عند كسر النحاسيات بل التروس والاغطية والالقاب. وتقول روث بندكت في كتابها (ألوان من ثقافات الشعوب) واصفة مفهوم الهبة عند الكواكيتل ان هذا المفهوم يشكل وسيلة لاذلال المنافس ويتخذ صيغة تدمير المقتنيات ووضح ذلك بقولها، ص220 -221: (كان تدمير المقتنيات يأخذ صوراً متعددة وتعد حفلات التوزيع التي تستهلك فيها كميات كبيرة من زيت سمك الشمع مباريات في التخريب فكان الزيت يصب بسخاء لغذاء الضيوف، وكان يصب على النار القريبة من الضيوف فيسبب لهم ألما شديداً ومضايقات، وكان الضيوف يلبثون في أماكنهم من دون حركة كي لا يلحقهم الخزي والعار، وكان على المضيف أن يظهر عدم الاهتمام لما يهدد منزله من دمار (بسبب النار) وكان بعض الرؤساء يتخذون دمية آدمية مصنوعة من الخشب يوصلونها بأنبوبة ويضعونها على سقف منازلهم بحيث يتدفق منها زيت سمك الشمع النفيس باستمرار الى النار.. فيحترق المنزل.. وقد يلجأ الى وسائل أخرى لتوطيد عظمته فيحطم أربعة قوارب لتوضع في النار، وقد يكسر قطعة من النحاس)، وقد يتجرد رئيس القبيلة من من ثروته بكسر قطعة النحاس الكبيرة ووضعها في النار أمام خصمه فيضطر هذا الى كسر قطعة نحاسية أهم ووضعها في النار، ومن يخسر أكثر هو الفائز وهو الأكثر عظمة ولكنه يصبح الاكثر فقراً. كانت هذه الحفلات يعد لها قبل عام أحياناً والهدف الرئيس منها هو إثبات عظمة وهيمنة (المنتصر) الذي فقد ثروته وتجري مثل هذه المباريات لدى زعماء قبائل الكوا كيوتل وسواهم في الشاطئ الغربي. وبعد فان كتاب (لغز الهبة) الذي الفه موريس غودلييه، للرد على سؤال الانثوبولوجي (موس) القائل: (ما القاعدة القائمة على الحق والمصلحة التي تلزم برد الهدية في المجتمعات ذات النمط المتخلف أو البدائي؟ ما القدرة الكامنة في الشيء الموهوب، التي تدفع المتلقي الى رده؟ صدر هذا الكتاب عن دار المدى في دمشق عام 1998 في طبعته الولى بترجمة الأستاذ الدكتور رضوان ظاظا. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=553977 التوقيع | محمد الزاكي ( tagnaouite) | |
| |