2012-06-12, 10:58
|
رقم المشاركة : 16 |
إحصائية
العضو | | | رد: عرب و امازيغ | القول ان العربية لغة اهل الجنة يقتضي ان يكون الانسان عالما بالغيب حتى يخبرنا بذلك..ثم ان اللغات نعمة وهبة من الله تعالى فكيف يستقيم هذا التفضيل؟؟ القول بأن العربية لغة أهل الجنة تم الفصل فيها في مداخلة الأخ حميد فلا دليل في الكتاب أو السنة على ذلك ... فلا داعي للمزيد من الحديث بخصوصها . ثم قولك ان الرسول (ص) عربي مسألة تحتاج الى توضيح فالرسول عليه السلام من العرب المستعربة فهو عربي اللسان كنعاني الجذور فجده الاعلى هو ابراهيم عليهما السلام...وابراهيم كنعاني وليس عربي..فالرسول الاعظم من سلالة اسماعيل عليه السلام ...هناك احاديث تنسب الى الرسول عليه السلام تثير اكثر من سؤال.... علينا أن نعلم أولا أن نسب الرسول صلى الله عليه و سلم يقسمه المؤرخون إلى ثلاثة أقسام : الأول: جُزءٌ اتفقَ عليهِ كافةُ أهلِ السِّيرِ والأنسابِ،وهو الجزءُ الذي يبدأُ منه–صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-وينتهي إلى عدنانَ. الثاني: جُزءٌ كَثُرَ فيه الاختلافُ حَتَّى جاوزَ حَدَّ الائتلافِ،وهو الجُزْءُ الذي يبدأُ بعدَ عدنانَ وينتهي إلى إبراهيمَ–عَلَيهِ السَّلامُ-. الثَّالثُ: ويبدأُ بعدَ إبراهيمَ –عَلَيهِ السَّلامُ-وينتهي إلى آدمَ –عَلَيهِ السَّلامُ-,وجُلُّ الاعتمادِ فيه عَلَى أهلِ الكِتابِ. و قد قبلت أن نسبه صلى الله عليه و سلم ينتهي إلى سيدنا إسماعيل ... و هذا يعني أنك تقبل بعروبته صلى الله عليه و سلم دون أن تدري ، و إليك هذا البحث في المسألة : اسماعيل لم يتربَ في جرهم أو عماليق أو أهل التيمن ولا كان طفلاً حين سكن مكة وأنه حين آتى اليها أتى مع أبيه وقد صار شاباً بالغاً أما من ناحية أخرى فإننا نقرأ قوله تعالى:وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا[54: مريم] ونجد في روايات المؤرخين والمفسرين أن اسماعيل كان رسولاً إلى جرهم وعماليق وأهل اليمن أي أنه كان رسولاً إلى عرب في داخل الجزيرة.. وليس مهماً هنا التحديد الجغرافي.. المهم أنه أرسل إلى قوم في داخل الجزيرة العربية. وبعد أن بينا أنه لم يتصل بجرهم أو أهل اليمن أو عماليق أو غيرهم إلا وهو شاب أي أنه لم ينشأ بينهم وأن استقراره في مكة كان بعد بناء الكعبة.. وعمره حينها لا يقل عن 16-17 عاماً على الأقل.. نتساءل هنا :
لو لم يكن سيدنا اسماعيل عربي اللسان والنسب وكان في الأصل من الفرس والأكراد أو الأتراك القدماء أو غيرهم كما يزعم البعض – فهل حين كلف بتبليغ الرسالة بدأ أولاً يتعلم من جرهم وغيرها لغتهم العربية وقضى في ذلك فترة ( يأخذ دورات مكثفة ومركزة في اللغة ) ثم بعد ذلك قام بتبليغهم رسالة ربه..؟! هل يعقل ذلك ؟!
أم هل يعقل- كما يزعم البعض الأخر –أن اسماعيل كان عربي اللسان في حين جرهم وغيرهم من الذين أرسل إليهم كانوا عجماً وليسوا عرب اللسان ؟ فنتساءل هنا هل بدأ أولاً بتعليمهم اللغة العربية فأقام لهم خياماً في الصحراء ( مدارس مؤقتة ) وقضى فترة من الزمان مع كل قبائل الجزيرة العربية جرهم وعماليق وقبائل اليمن جميعهم-يعلمهم (اللغة ********* حتى أتقنها الجيل الثاني منهم ثم بعد ذلك قام بتبليغهم رسالة ربه ؟! ما هذا الكلام ؟! وهل يعقل ذلك ؟! ..بالطبع لا
لا يقبل العقل والمنطق شيئاً من هذا الهذيان إنما الحقيقة أنه كان عربياً وهم عرب إنما ذلك التناقض هو ما تولد بسبب ما شاع من الروايات التاريخية غير الموثوقة أما القرآن فقد بين لنا الحقيقة وحسم الخلاف قال تعالى :وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا[54: مريم] فهو رسول إليهم ولو لم يكن لسانه ولسانهم واحد ولو لم يكن هو وهم عرب فماذا سنفعل مع هذا النص الصريح في هذا الآية قال تعالى:وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [4: إبراهيم] فقوله (بلسان قومه) واضحة دلالتها ولا تحتاج الى تأويل فلا لبس فيها فهي تؤكد واحدية لغة وقومية الرسول والمرسل إليهم..واسماعيل رسول فإذن فإن من أرسل إليهم هم قومه (من قوميته ********* وهو رسول منهم إليهم وإن هذه الآية مع التي قبلها تدل على أن اسماعيل عربي من العرب حتى وإن لم يكن من قبيلة جرهم أو عماليق أو غيرهم فهو عربي مثلهم..وتدل الآيتين أيضاً أن من أرسل إليهم هم عرب بلا شك فهو وهُم عرب اللسان والدم (من قومية واحدة بلغة واحدة). وبهذا يزول الخلاف الذي شاع بين العرب حول من هو الذي علَّم الأخر اللغة العربية فهو خلاف من الوهم ليس إلا .
فذلك هو البيان الشافي من أي القرآن العظيم وقد تجلت الحقيقة بذلك بحمد الله وتوفيقه ..
فكما لا يوجد قحطان ولا عدنان كذلك لا عرب عاربة ولا مستعربة
هذا ولا شك أن العربية في زمن إبراهيم واسماعيل لم تكن هي نفسها اللغة العربية في عصر الاسلام أي (لهجة القرآن الكريم)- بل كانت طوراً سابقاً من أطوارها وصورة قديمة من صورها التي تعددت وتغيرت عبر الأزمنة والأمكنة.
ثم نختم موضوعنا هنا بتأكيد حقيقة مهمة وهي أن سيدنا اسماعيل لابد أنه كان أفصح الناس منطقاً ولساناً وذلك لما تقتضيه النبوة والرسالة من بلاغة وفصاحة وبيان.
وفي ذلك الكفاية لكي نفهم وندرك أن أي خلاف حول هذه المسألة بعد هذا البيان القرآني العظيم هو خلاف من الوهم أو خلاف هوى مفتعل أنتجه في البداية المستفيدون من وجود الشقاق بين العرب ومازال يتمسك به إلى اليوم من هم على شاكلتهم ونهجهم ، وينساق العامة من العرب الغافلين ورائهم...فتلك لغة سيدنا اسماعيل هي لغة أبيه سيدنا إبراهيم هي نفسها لغة سيدنا إسحاق ويعقوب (اسرائيل) عليهم السلام جميعاً وهي نفسها لغة كل العرب تقريباً في تلك الفترة الزمنية_سواء الذين كانوا مازالوا داخل الجزيرة أو الذين كانوا قد غادروها واستوطنوا ما حولها من الأرض (العراق،الشام،أفريقيا..). أما قولك أن هناك أحاديث كثيرة تنسب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم تحتاج تثير أكثر من سؤال ... فهذا من البديهيات و المسلمات التي يعرفها كل مسلم .فالرسول صلى الله عليه و سلم أخبرنا بأنه سيكذب عليه و حذر من ذلك و عرفه الصدر الأول من المسلمين الذين جمعوا الحديث النبوي و قعدوا لعلومه و تفرغوا لدراسة علومه و وضعوا له ضوابط و قواعد حتى علم الصحيح من غيره . | |
| |