2011-07-14, 12:49
|
رقم المشاركة : 63 |
إحصائية
العضو | | | رد: انطلاقة مسابقة "استوقفتني آية" | يقول الله تعالى ((...وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )) فهذا المقطع جزء من آية في سورة آل عمران وفي سورة الحديد أيضا: قال تعالى آل عمران (185) : ((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )) وقال سبحانه في الحديد (20) ((اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ )) سبب النزول : في آية آل عمران له غرض وفي الحديد لها غرض آخر: فأما عنها في سورة آل عمران: قال ابن عاشور صاحب التحرير والتنوير : هذه الآية مرتبطة بأصل الغرض المسوق له الكلام وهو تسلية المؤمنين على ما أصابهم يوم أحد وأما غرضها في آية الحديد قال ابن عاشور : (أعقب التحريض على الصدقات والإنفاق بالإشارة إلى دحض سبب الشح أنه الحرص على استبقاء المال لإنفاقه في لذائذ الحياة الدنيا فضرب لهم مثل الحياة الدنيا بحال محقرة على أنها زائلة تحقيرا لحاصلها وتزهيدا فيها لأن التعلق بها يعوق عن الفلاح قال تعالى ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) ... المعنى اللغوي لقوله تعالى (مَتاعُ الْغُرُورِ): كل منفعة توجب الالتذاذ في الحال وكل شيء يُنْتَفَعُ به ويُتَبَلَّغُ به ويُتَزَوَّدُ فالفَناءُ يأْتي عليه في الدنيا فما هو إلا بُلْغةٌ يُتَبلَّغُ به و لا بقاء له فإنما العَيْشُ متاع أَيام ثم يزول أَي بَقاءأَيام، فكلُّ ما يُنْتَفع به من عُروض الدنيا قَليلها وكثيرها يوشك أن يزولعن صاحبه فما الدنيا و الانتفاع بما فيها إلا لذَّةٌ عاجلة وإن امتدت بعض الوقت. تفسير الآية : قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى يخبر تعالى عن حقيقة الدنيا وما هي عليه ويبين غايتها وغاية أهلها بأنها لعب ولهو تلعب بها الأبدان وتلهو بها القلوب،وهذا مصداق ما هو موجود وواقع من أبناء الدنيا فإنك تجدهم قد قطعوا أوقات عمرهم بلهو قلوبهم وغفلتهم عن ذكر ربهم وعما أمامهم من الوعد والوعيد،تراهم قد اتخذوا دينهم لعبا ولهوا بخلاف أهل اليقظة وعمال الآخرة فإن قلوبهم معمورة بذكر الله ومعرفته ومحبته وقد شغلوا أوقاتهم بالأعمال التي تقربهم إلى الله من النفع القاصر والمتعدي . ويا أيها الناس اعتبروا بغيركم قبل أن يعتبر بكم غيركم وتأملوا ماذا يفعل متاع الغرور بالإنسان المتجرد عن الإيمان: قال فرعون: { ... يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ }(الزخرف:51) فلمااغتر بدنياه وملكه الزائل قال مستهزئا برسول الله موسى
{ أَمْ أَنَا خَيْرٌمِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ }(الزخرف:52) وكانت النتيجة الحتمية فقال مدعيا الألوهية:
{ ... يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} ثم شكك في وجود الله قال:
{ ... فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ }(القصص:38) و تعرفون جميعا نهاية هذا الطاغية الذي آثر الحياة الدنيا و أدعوكم لتتأملوا هذه الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : *************** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )) [رواه البخاري]. *************** و قال : " مالي وللدنيا ، إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال ـ أي نام ـ في ظل شجرة ، في يوم صائف ، ثم راح وتركها" [رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح]. *************** وقال أيضا : "إن مطعم ابن آدم قد ضرب مثلا للدنيا و إن قزحه و ملحه فانظر إلى ما يصير " (حديث حسن) انظر حديث رقم: 2195 في صحيح الجامع أقوال عن الدنيا : قال ابن الجوزي : "من تفكر في عواقب الدنيا، أخذ الحذر، ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر" وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : { لاتكن بما نلت من دنياك فرحا, ولا لما فاتك منها ترحا ولا تكن ممن يرجو الأخرة بغير عمل, ويؤخر التوبة لطول الأمل من شغلته دنياه خسر آخرته} أبيات عن الدنيا : لـكــل شـــيءٍ إذا مـــا تــــم نـقـصــانُ *** فـــلا يُـغــرُّ بـطـيـب الـعـيـش إنــســانُ هـــي الأمـــورُ كـمــا شـاهـدتـهـا دُولٌ **** مَـــن سَـــرَّهُ زَمــــنٌ ســاءَتــهُ أزمــــانُ وهــذه الـــدار لا تُـبـقـي عـلــى أحـــد **** ولا يـــدوم عـلــى حـــالٍ لـهــا شــــان فيا من لامس الإيمان شغاف قلبه : استجب لنداء الرحمن قبل فوات الأوان . أما سمعت قول الله عز و جل و هو يصف أهل الغفلة و هم يصرخون بعد موتهم يريدون الرجوع مرة أخرى
ليعملوا صالحا ؟! " حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها و من ورآئهم برزخ إلى يوم يبعثون " وفقني الله و إياكم في التفكر في حقارة الدنيا حتى يزول التعلق بها من قلوبنا والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته | التوقيع | تأمل في نبات الأرض و انظر إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك
على كثب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك | آخر تعديل أبو عبد الفتاح يوم 2011-07-14 في 13:05. |
| |