الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى المكتبة التربوية العامة


منتدى المكتبة التربوية العامة خاص بتحميل وقراءة مختلف الكتب والمراجع والبحوث والدروس والمواضيع والمقالات العلمية والثقافية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2011-04-06, 16:23 رقم المشاركة : 36
أم طه
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم طه

 

إحصائية العضو







أم طه غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

وسام المنظم مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

مسابقة المبشرون بالجنة

الشخصية المتميزة رمضان 2014

وسام المنظم

وسام المنظم

وسام تحدي الصور2

وسام المركز الثالث مسابقات أم علاء

وسام المرتبة الرابعة في المسابقة الرمضانية الكبرى

افتراضي رد: ورشة عمل مجموعة الهمــــــــة الاستاذية


عوامل النجاح والتأثير(1)
معنى النجاح وعوامله


تقديم




خلق الله الإنسان في أحسن تقويم ومنحه عقلا وقلبا وروحا، وأسبغ عليه النعم وأرسل الرسل وأنزل الرسالات وسخر له الكون. فالله سبحانه وتعالى لم يخلق الحياة عبثا ولم يخلق الإنسان ليعيش بدون هدف ولا رسالة، قال الله تعالى: ﴿ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون﴾ ، وقال تعالى: ﴿ وما خلفت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ . والإنسان العاقل اللبيب هو الذي يدرك سر ذلك فيسعى إلى النجاح والفوز والتأثير، فلوقته هدف ولعمله غاية. لكن ما هو النجاح؟ وما هي عوامله؟ وأين يتجلى تأثيره؟



معنى النجاح وعوامله

النجاح هو ما يسعى إليه كل إنسان له رسالة محددة في الحياة وخطة منظمة تستند إلى مراحل واضحة وخطوات راسخة وقائمة على القدرات والمؤهلات والتجديد والإبداع. النجاح هو تحقيق إنجازات محددة يبقى أثرها واضحا في حياة الإنسان.
إن المرء الناجح هو الذي ينجح مع ربه ومع ذاته وفي عطائه وإنجازاته ويؤثر في الآخرين تأثيرا إيجابيا ويتعلم كل جديد ومفيد يساعده على التميز والتأثير والإبداع.
يقول "هنت" أحد كبار رجال الأعمال في الولايات المتحدة "هناك عدة شروط للنجاح في الحياة: أولا: أن تحدد لنفسك ما تريده بالضبط، ثانيا: أن تعلم الثمن الذي تدفعه للنجاح، ثالثا: أن تكون مستعدا لدفع ذلك الثمن".
وخلاصة القول فالنجاح عملية تجديدية وأساس هذا التجديد تجديد القلب بذكر الله، فبتجدده يتغير الإنسان والمجتمع والأمة التغيير الايجابي. كما أن النجاح عملية اقتحامية ضد الخوف من الفشل واحتقار الذات والجهل والجمود والركود والغفلة. وهو أيضا عملية مناهضة للاستكبار والاستبداد والاستعباد.
ولذلك قالوا: عوامل الفوز والنجاح والتأثير ثلاثة: أولا: أن تكون صاحب مواقف وقناعات راسخة، ثانيا: أن تكون صاحب مهارات، ثالثا: أن تكون صاحب علم ومعرفة".
وأضيف أن تكون صاحب رسالة محددة الأهداف والمنطلقات والغايات، وأن تكون صاحب صدق وذكر وبذل.




أولا: أن تكون صاحب مواقف وقناعات راسخة،





إذا تعلَّمْتَ أن تُروِّض تفكيرك؛ لكي يكون أكثر إيجابية، وتنقية من الأفكار السلبية قدر المستطاع، فإنك قد بدأت في أولى خطوات تغيير السلوك الذي ينبغي أن يتغير، فيقول بريان تراسي: (إنك تستطيع أن تكتسب عادات سلوكية جيدة خلال 21 يومًا، إذا فكرت وتحدثت وتصرفت كما تُمليه عليك العادة الجديدة، التي ترغب في اكتسابها)، هذا التصور يتحول تدريجيًا إلى حقيقة واقعية.
وقد قال ابن القيم رحمه الله في كتابه "الفوائد": (إن مبدأ كل علم نظري وعمل اختياري، هو الخواطر والأفكار؛ فإنها توجب التصورات، والتصورات تدعو إلى الإرادات، والإرادات تقتضي وقوع الفعل، وكثرة تكرار الفعل تعطي العادة).
وقال علماء النفس من بعده: (إن الأفكار البسيطة تتحول تدريجيًا إلى معتقدات ومواقف، ثم إلى سلوك يتكرر، ليصبح عادات ترسم ملامح الشخصية).
لكي تفعل شيئًا مفيدًا، ولكنه شيء مختلف هذه المرة، إليك بعض الوسائل التي يمكن أن تعينك ـ إن شاء الله ـ، على تبنّي مواقف وسلوكيات إيجابية:
هييء نفسك لمشروع حياتك:
(الأشخاص الأكثر شجاعة، هم بالتأكيد هؤلاء الذين يتمتعون بالرؤية الأكثر وضوحًا لما سيواجهون في المستقبل، سواء كان المجد أو الخطر، ومع ذلك يواجهونه)
ثيوكيديدس
ضع مشروع حياتك نصب عينيك، وتعلم كيف تصل إليه، اقرأ عنه، تحدث عنه، التحق بالدورات المتعلقة به، استمع للأشرطة والبرامج التي تتحدث عنه، عش كل شيء في هذا المشروع.
إذا كان مشروعك (حلمك)، أن تكون صاحب مؤسسة عقارية، فاجلس مع أصحاب التخصص، واشتر الكتب المتعلقة بتجارة العقار، واحضر المحاضرات والندوات، التي تقيمها الغرفة التجارية عن نشاط العقار، وتابع أخبار العقار.
إذا كان مشروعك أو حلمك، أن تحصل على شهادة في علم من العلوم، فاقرأ في هذا العلم، وجالس علماءه، واسأل عن كيفية الالتحاق بمؤسساته التعليمية ... إلخ.
كن منظمًا:
(إن جوهر سلوك الشخصية المنتجة هو الدقة، المهام ذات الأهمية لا تعهد لأشخاص فوضويين)
بريان تراسي
فالحياة المنظمة ضرورة للتفكير الخلاق، والإبداع لا ينمو في جو من الفوضى، وإذا كانت الحكمة تقول العقل السليم في الجسم السليم، فإن العقل المنظمة في الحياة المنظمة.
فلتكن سيارتك منظمة، وبيتك منظمًا، ومكتبك منظمًا، وملفاتك في جهاز الحاسب منظمة، جرِّب النظام في كل حياتك، وسترى أن كل شيء أصبح واضحًا في ذهنك؛ مما يجعل الطاقة والحيوية تتدفق في عروقك.
فالنظام يساعدك على وضوح الرؤية، ويَمَكِّنُكَ من الاستفادة من المحفزات الأخرى المتناثرة في هذه السلسلة؛ لأنه سيجعلك تعثر على الورقة التي تريد بسهولة، وتصل إلى الفكرة التي تريد بسرعة، وترسم الصورة التي تريد بوضوح.
ابحث عن القدوة:
مهما كان مشروع حياتك، أو حلمك فمن المؤكد أنك لست وحدك في هذا الطريق، إذ لابد أن هناك من سبقك إلى تحقيق مشروع يشبه هذا المشروع، من خلال قراءتك واهتمامك وبحثك، ستتعرف على رواد هذا المشروع.
اختر واحدًا منهم واجعل منه مثلًا أعلى، واستفد من تجربته، وانطلق من حيث انتهى لا من حيث بدأ.
ولكن لماذا تقتصر على قدوة واحدة؟ لم لا تكتب على ورقة ثلاثة أسماء تعتبرهم مثلًا أعلى لك، اكتب ما تراه مميزًا في كل منهم، فقد يكون هذا التميز هو ما تريد أن تصل إليه، وقد تساعدك النقاط التي كتبتها والتجارب التي لفتت انتباهك، في صياغة أهدافك.
ابدأ يومك بالشكل الصحيح:
استيقظ من نومك بابتسامة وانهض بنشاط، الحياة قصيرة، وهناك الكثير مما يمكن أن تحققه اليوم، وما الحياة إلا اليوم تلوَ اليوم، اليوم الذي يمر بك دون أن تحقق فيه شيئًا يذكر، يعتبر خسارة فادحة؛ فالعمر محدود، والحياة قصيرة لا مجال فيها للواقفين.
انظر إلى قول الله عز وجل: (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر) [المدثر: 37]، واختر لنفسك إما أن تتقدم أو تتأخر، واعلم أن الوقوف هنا يعني التأخر، ما دام كل الكون من حولك يتقدم، وأنت واقف في مكانك.
انظر كذلك إلى قوله تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملًا وهو العزيز الغفور) [الملك: 2]، وقوله تعالى: (إنا جعلنا ما على الأرض زينةً لها لنبلوهم أيهم أحسن عملًا) [الكهف: 7].
أرأيت؟ إنه لا خيار سوى العمل، فإما محسن، وإما مسيء.
اكسر العادة:
قد يكون من الصعب على الإنسان، أن يكسر طوق عاداته السيئة التي تُضيِّعُ وقته، ولا تخدم أهدافه بشيء، ولكن ذلك ليس مستحيلًا ما دام يريد أن يفعل ذلك، فإذا أردت أي شيء فستستطيع إن شاء الله.
كل ما عليك هو أن تطبق قانون الإزاحة، وهو أن تقوم بعمل شيء جديد مفيد، يكون هو بداية المشوار؛ للتخلص من العادات السيئة.
كل عادة جيدة تكتسبها ستزيح عادة سيئة ... وهكذا، حتى تتحرر من روتينك اليومي، انظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن).
هل أرضك خصبة؟
نقصد بالأرض هنا البيئة التي تحيط بك، هل هي بيئة صالحة تعينك على ما أنت بصدده من تغيير فعال؟ أم أن من حولك هم مجموعة من الفاشلين الذين يعيشون على هامش الحياة، لا هم لهم إلا النقد، والنظر للجزء الفارغ من الكأس، واتهام الحظ والدنيا والناس بالتآمر ضدهم؟
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)، فمهما حاولت أن تبقى محايدًا فلن تستطيع؛ لأن الصاحب سيؤثر فيك، فهِمَّتُك من همَّته، وإرادتك من إرادته ومطلبك من مطلبه.
فهل أصحابك أو زملائك متشائمون؟ هل يؤثرون فيك؟ هل هم سلبيون؟
احم نفسك من هذا التأثير، واتخذ الإجراء اللازم للأفضل، فالبيئة السيئة ترتبط بالعادات السيئة، ولا يُتَصَوَّرُ أن تتغير السلوكيات، ولا أن تكتسب سلوكيات جيدة، ما لم تقم بأحد أمرين: إما أن تفارق هذه البيئة، أو أن تحدث فيها تغييرًا، لذا إليك بعض النصائح:
ابحث عن الصحبة المناسبة:
فإذا كنت تريد أن تكون تاجر عقار، فاجلس مع العاملين في مجال العقار وتجاره والمهتمين به، وإذا كنت تريد أن تكون عالم حديث، فاختلط بعلماء الحديث واحضر محاضراتهم ودروسهم، وصاحب طلاب هذا العلم.
غيّر صداقاتك القديمة:
إذا كانت صداقاتك القديمة مع أشخاص سلبيين، فابحث عن صداقات جديدة مع آخرين إيجابيين يرون الحياة من حيث تراها أنت، واستقطب إليك من يشاركونك نفس الاهتمامات والأهداف.
تخلَّص من كل صداقاتك القديمة، وأحط نفسك بالبيئة المناسبة؛ لكي تصل إلى النتيجة المطلوبة، وهي التحفيز الدائم.
لذلك فإن أول نصيحة يقدمها الطبيب النفسي لمريضه مدمن الكحول، أو المخدرات، الذي يطلب منه العلاج، هي أن يهجر بيئته السيئة التي ستقوده للوراء.
غيّر في بيئتك:
إن لم تستطع الانتقال إلى هذه البيئة الجيدة، فحاول أن تغيِّر في بيئتك بالتدريج، يقول علماء التغيير والنجاح: (إن الإنسان يملك جاذبية كالمغناطيس، يجذب إليه الأشخاص والأحداث، التي تتناسب مع طريقة تفكيره) ويؤكد ذلك بريان تراسي: (إنك دائمًا ما تجتذب إلى حياتك الأشخاص والأفكار والظروف التي تتلاءم مع أفكارك المهيمنة عليك، سواء كانت إيجابية أم سلبية)، وما دمت قد غيّرت تفكيرك؛ فتوقع أن يتغير من حولك، أما إن لم يتغير من حولك، فراجع نفسك، ربما لم تصدق عزيمتك.
في الاتحاد قوة:
إذا كان أحد أصدقائك أو أقاربك يشاركك نفس الأهداف، فانضم إليه، وكوّن معه اتحادًا قويًا، وادعما بعضكما البعض بالكلمة والتذكير والتشجيع، سيرا سويًا باتجاه أهدافكما المشتركة.
انظر كيف فعلت الصداقة الصالحة بأبي بكر الصديق، عندما صدق مع نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله فيه قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة: (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنودٍ لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيزٌ حكيمٌ) [التوبة: 40].
وأخيرًا:
تذكر ما قاله شيفارد ميد: (إذا أردنا أن نصنع شيئًا رائعًا مميزًا بالفعل على هذا الكوكب، فليس هناك شيء على الإطلاق يمكنه منعنا من هذا)

ثانيا: أن تكون صاحب مهارات، :

إن النجاح في العمل لا يعتمد على القدرات العقلية!
لا يكفي أن تكون مديرا ذكيا حتى تكسب قلوب مرؤوسيك أو رؤسائك، أو تتفوق في العمل، بل لا بد أن تتحلى بما يسمى بـ«الذكاء الوجداني» حتى تؤثر في الآخرين وتحسن التعامل معهم، وتحقق أهدافك.
أستاذ علم النفس بجامعة الكويت د. عثمان الخضر، الخبير في هذا النوع من الذكاء، قال في اتصال هاتفي أجريته معه إن «النجاح في الأداء الوظيفي وفي الحياة الخاصة والعامة للفرد يعتمد على ذكائه الوجداني بنسبة 80 في المائة بينما يعتمد على الذكاء العقلي (IQ) بنسبة 20 في المائة فقط». ويضيف د. الخضر صاحب الكتاب الشهير «الذكاء الوجداني» أن الذكاء الذي يقصده في كتابه هو ما يسمى عند البعض بالذكاء الاجتماعي، والانفعالي، والعاطفي، وذكاء المشاعر. ويقول إن الذكاء الوجداني أمر مهم في حياة الموظف، فهو يختلف عن الذكاء الفعلي المعروف، إذ الأخير يعني «مجموعة من القدرات العقلية التي تمكن الفرد من اكتساب المعرفة والتعلم وحل المشكلات». أما الذكاء الوجداني فهو «حسن إدراك لانفعالات الإنسان بدقة وتقييمها والتعبير عنها والقدرة على توليد الانفعالات المناسبة تجاهها». كما يعني أيضا «المقدرة على معرفة جوانب القوة والضعف في شخصيتنا وسلوكنا وطريقة تفكيرنا وقدرتنا على إدارة انفعالاتنا بصورة سليمة».
بمعنى آخر، يتمتع الذكي اجتماعيا أو وجدانيا بمهارات أساسية، منها أنه «يتحكم في ردود أفعاله ويحسن التعامل مع ضغوطات الحياة». وأشار د. الخضر إلى دراسة مهمة، أعدها أشهر المتخصصين في الذكاء الوجداني وهو د. دانيال غولمان، وأجريت على 181 وظيفة في 121 شركة بمختلف أنحاء العالم لقياس «المهارات المهمة للنجاح في العمل» وقسمت الدراسة المهارات إلى: معرفية، وفنية Technical، ومهارة وجدانية (إنسانية)، فتبين أن 76% من العوامل التي تعد مهمة للنجاح في العمل، هي مهارات وجدانية، أي أن أهميتها بلغت ضعفي المهارات العقلية والفنية. ويضيف د. الخضر، الذي حصل قبل أيام على جائزة الدولة التشجيعية عن بحثه «الكفاءات القيادية»، أن دراسة أخرى أجراها الباحث ريتشارد بوياتزس على ألفي مدير إدارة وسطى ومديرين تنفيذيين ومشرفين في عدة منظمات أظهرت أن هناك «16 قدرة يمكن أن تميز بين الأداء المتميز لهؤلاء، كان من بينها 14 هي مهارات وجدانية».
وذكر د. الخضر أن العديد من الدراسات وجدت أن «الأفراد مرتفعو الذكاء الوجداني أكثر نجاحا في حياتهم المهنية، وأعلى أداء وظيفيا وشعورا بضغوط العمل ويشعرون بدرجة أقل بالحاجة للأمن الوظيفي، ولديهم مهارات قيادية أعلى، كما لديهم مقدرة أعلى على تحقيق التوازن بين متطلبات البيت والعمل، وذلك قياسا بالأقل ذكاء وجدانيا»1، كما وجد أن الذكاء الوجداني ييسر عملية التغيير التنظيمي ويزيد من أداء فريق العمل والأداء الإداري»2.
فإذا كانت كل هذه المنفعة في الذكاء الوجداني، هل يمكن للفرد تعلمه ليحقق نجاحات في علاقاته وفي تحقيق أهدافه؟ يجيب د. الخضر قائلا إن «المهارات الوجدانية يمكن تطويرها، فهي مكتسبة أكثر من كونها وراثية، أما الذكاء العقلي فتتحكم فيه العوامل الوراثية بصورة أكبر. ولذلك يمكننا تطوير ذكائنا الوجداني (الاجتماعي) فينا وفي موظفينا وفي أبنائنا من خلال: حضور الدورات التدريبية، والجلسات الإرشادية، التي تساعد على اكتشاف الفرد لذاته ومن ثم يحسن مراقبة سلوكياته ومشاعره الداخلية بصورة عميقة. ودعا د. الخضر الشركات العربية إلى تطبيق اختبارات تقيم مستويات الذكاء المذكور لدى المتقدمين الجدد للوظيفة وللموظفين الحاليين على نحو دوري ليكونوا أكثر تفاعلا وتأثيرا في العمل.




ثالثا: أن تكون صاحب علم ومعرفة".


تأمل في واقع كثير من المؤثرين ستجد أن أغلبهم تمكنوا في علم من العلوم أو في فن من الفنون، فاستطاعوا أن يفرضوا أنفسهم، وأن يلووا أعناق الناس إليهم، فاقتدى بهم خلق كثير وتأثروا بأفكارهم ومبادئهم رغم أنهم لم يكونوا من أعيان الناس ووجهائهم.
لقد رفع الله من قيمة هؤلاء العلماء المؤثرين قبل أن يرفعهم البشر، فقال تعالى: " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ". (المجادلة، الآية 11)
وقال تعالى: " أمَّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمةَ ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكَّر أولوا الألباب ". ( الزمر، الآية 9
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أيها الناس عليكم بطلب العلم، فإن لله رداء محبة، فمن طلب باباً من العلم ردَّاه الله بردائه ذاك .
ويقول الحسن رحمه الله: لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم. أي أنهم بالعلم يخرجون الناس من حد البهيمية إلى حد الإنسانية .


وقال ابن وهب: كنت عند مالك قاعداً أسأله، فجمعتُ كتبي لأقوم، فقال مالك: أين تريد ؟ قلت: أبادر إلى الصلاة، قال: ليس هذا الذي أنت فيه دون ما تذهب إليه إذا صحت فيه النية .
ولقد أكرم الرسول صلى الله عليه وسلم وقدَّم من سمت نفوسهم وارتفعت هممهم في طلب العلم، فقد أخرج الطبراني بسند جيد أن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: " قدمت في وفد ثقيف حين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: من يمسك لنا رواحلنا ؟ فكل القوم أحب الدخول على النبي صلى الله عليه وسلم وكره التخلف عنه.
قال عثمان: وكنت أصغرهم فقلت: إن شئتم أمسكت، لكن على أن عليكم عهد الله لتمسكن لي إذا خرجتم، قالوا: فذلك لك، فدخلوا عليه ثم خرجوا فقالوا: انطلق بنا، قلت: أين ؟ قالوا: إلى أهلك!! فقلت: خرجت من أهلي حتى إذا حللت بباب النبي صلى الله عليه وسلم أرجع ولا أدخل عليه، وقد أعطيتموني ما قد علمتم ؟!! ويذكرهم بالعهد، قالوا: فأعجل، إنا قد كفيناك المسألة، فلم ندع شيئاً إلا سألناه.
يقول عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه: فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يفقهني في الدين ويعلمني!! قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " ماذا قلت ؟ " قال عثمان: فأعدت عليه القول، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أصحابك، اذهب فأنت أمير عليهم وعلى من يقدم عليك من قومك " .
وانظر إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه الذي قال فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " من أراد الفقه فليأت معاذ بن جبل ". (أخرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد)
ولما أصيب معاذ بالطاعون ( في الشام ) جاءه رجل فجعل يبكي على معاذ، فقال له معاذ: ما يبكيك ؟ قال: ما أبكى على دنيا كنت أصيبها منك، ولكن أبكي على العلم الذي كنتُ أُصيبه منك، فقال معاذ: لا تبكه، فإن إبراهيم صلوات الله عليه كان في الأرض وليس بها علم، فآتاه الله علماً، فإن أنا مت فاطلب العلم عند أربعة: عبد الله بن مسعود، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن سلام، وعويمر أبي الدرداء.
ويقول أرسطو: " الفرق بين العالم والجاهل، كالفرق بين الحي والميت ".
ويقول المثل الصيني: زين عقلك بالعلم، خير لك من أن تزين جسمك بالجواهر.
وما أجمل الحوار اللطيف الذي دار بين العلم والعقل، حيث اختلف الإثنان في أيهما أشرف وأكرم وأرفع منـزلة ( العقل أم العلم )، فكانت النتيجة هي ما سطره الشاعر حيث قال:
علم العليم وعقل العاقل اختلفا من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا
فالعلم قال أنا أحرزت غايتـه والعـقل قال أنا الرحمن بي عـرفا
فأفصح العلم إفصاحاً وقال له بأيـنا الله فـي قـرآنه اتصـفا
فبان للعـقل أن العلم سيـده فقبَّل العقل رأس العلم وانـصرفا
لقد كان ولا يزال للعلماء تأثير فذ، ولو تأملنا في قصة الإمام أحمد بن حنبل في فتنة خلق القرآن لوجدنا أن الأمة كانت تنتظر ما يقوله هذا العالم الجليل وما يتخذه من مواقف، ولذا عندما زاره أحد أصحابه في سجنه وقال له: قل كلاماً، إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب، فقال الإمام أحمد: انظر ماذا ترى ؟ فرأى الناس على امتداد البصر ينتظرون ماذا يقول الإمام أحمد ليقتدوا به، فقال الإمام أحمد: أنجو بنفسي وأضل هؤلاء ؟! والله لا يكون هذا أبداً.
ولما قدم الخليفة الجهبذ هارون الرشيد المدينة استقبله كل الناس إلا العالم الجليل الإمام مالك بن أنس رحمه الله كتب إليه فقال: إن العلم يؤتى له، فجاءه هارون، فاحتبسه عند بابه، ثم خرج إليه الإمام مالك فقال له: قد علمت أنك تطلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأردت أن أتهييىء لذلك، قال هارون: اجعل لي مجلساً خاصاً، فقال مالك: يا هارون، إن الخاص لا يُنتفع به، فجلس هارون مع الناس لكنه في موضع متميز، فقال مالك: حدثنا فلان عن فلان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من تواضع لله رفعه "، فجلس هارون حيث يجلس الناس، وصدق من قال:
العلمُ زينٌ وتشريـفٌ لصاحبه فاطلبْ هُديتَ فنونَ العلم والأدبا
لا خيرَ فيمن له أصـلٌ بلا أدب حتى يكون على ما زانه حدبـا
العلم كنـزٌ وذُخـرٌ لا نفاذ له نعم القرينُ إذا ما صاحبٌ صحبا
قد يجمعُ المـرءُ مـالاً ثم يُسْلَبُه عما قليل فيلقى الذُّل والحَربـاَ
وجامعُ العلمِ مغبـوطٌ به أبداً فلا يُحاذرُ فوتاً لا ولا هَـرَبـا
يا جامع العلم نِعْمَ الذُّخرُ تجمعه لا تعدلنَّ بـه درّاً ولا ذهـبـا
لقد جلس التابعي الجليل مكحول ( عالم أهل الشام ) في مجلسه ذات يوم يُلقي درسه كعادته وحوله طلاب العلم يأخذون عنه إذْ أقبل الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك في زينته وتبختره، وجاء إلى حلقة مكحول، فأراد الطلاب أن يوسعوا له، فقال مكحول: دعوه يتعلم التواضع.
ويقول الحكيم الصيني ( كونفوشيوس): العلم بغير إيمان ضرب من النقص المعيب، أما الإيمان بغير بعلم فمهزلة لا تطاق.
إن الأدوار التي قام بها العلماء (عبر التاريخ) في الإصلاح والتغيير والتوجيه كثيرة وكبيرة، فعلى سبيل المثال لا الحصر أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله ورجاء بن حيوة، وهما من العلماء الصالحين، فقال لهم: إني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا عليّ ( فعد الخلافة بلاء).
فقال سالم بن عبد الله: إن أردت النجاة غداً من عذاب الله فليكن كبير المسلمين عندك أباً، وأوسطهم عندك أخاً، وأصغرهم عند ابناً، فوقر أباك، وأكرم أخاك، وتحنن على ولدك. وقال رجاء بن حيوة: إن أردت النجاة غداً من عذاب الله فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك، وأكره لهم ما تكره لنفسك، ثم مت إن شئت.
لقد اعتنى صناع التأثير بالعلم أيَّما اعتناء، وجاهدوا في سبيله أيَّما جهاد، وأخلصوا لله تعالى في طلبه، فبلغوا به المنـزلة الرفيعة والدرجة السامية، فرحمة ربي عليهم ما طلع الليل والنهار.
يقول القاسم: أفضى بمالك ( بن أنس ) طلب العلم إلى أن نقض سقف بيته فباع خشبه.
وحكى الحافظ بن عبد البر: أن مسروقاً رحل في حرف، وأن أبا سعيد ( الحسن البصري) رحل في حرف أيضاً.
ولقد تألمتُ كثيراً من واقع كثير ممن يعدون أنفسهم من صناع التأثير، تجد أحدهم قد أنهى دراسته الجامعية وربما الماجستير وأحياناً الدكتوراه ولا يفهم في تخصصه إلا الشيء اليسير، ولا تلمس له تمكناً أو عمقاً في المجال الذي درسه طوال سنوات عديدة من حياته، وإذا تكلم في تخصصه تعثر وتلعثم وكأنه ما درس شيئاً، وإذا أراد أن يأتي بفكرة في مجاله الذي يفترض أن يبدع فيه إذْ بفكرته هذه كأنها فكرة طفل صغير لم يفقه من الحياة شيئاً، ترى كيف يكون أمثال هؤلاء من صناع التأثير ومهندسي الحياة ؟!
إنني هنا أهتف في آذان صناع التأثير النافع وفي عقولهم وقلوبهم أن يعيدوا النظر في مدى اعتنائهم بالعلم والعلماء، ومدى اقترابهم من هذا المؤثر الفذ، بل والذي نفسي بيده إنه سيد المؤثرين وأستاذهم وتاجهم، إنه العلم الذي طالما قدم المتأخرين، وأعز الأذلة والصاغرين، وسوَّد العبيد والموالي، ورفع أتباعه إلى قمم شاهقة وآفاق بعيدة.
يقول الإمام علي بن أبي بن طالب رضي الله عنه لكميل بن زياد: " العلم خير لك من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، العالم يزكو على الإنفاق والمال تنقصه النفقة، العلم حاكم والمال محكوم عليه".
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهـم على الهدى لمن استهـدى أدلاَّء
وقدر كل امرىء ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعـداء
ففز بعلم تعـش به حيًّا أبـداً الناس موتى وأهل العلم أحياء





التوقيع








    رد مع اقتباس
قديم 2011-04-06, 16:35 رقم المشاركة : 37
أم طه
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم طه

 

إحصائية العضو







أم طه غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

وسام المنظم مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

مسابقة المبشرون بالجنة

الشخصية المتميزة رمضان 2014

وسام المنظم

وسام المنظم

وسام تحدي الصور2

وسام المركز الثالث مسابقات أم علاء

وسام المرتبة الرابعة في المسابقة الرمضانية الكبرى

افتراضي رد: ورشة عمل مجموعة الهمــــــــة الاستاذية


عوامل النجاح والتأثير (2)




النجاح والتأثير يتطلب من كل إنسان متميز أن يسهم إسهاما كبيرا في بناء مجتمع أخوي تسوده الرحمة والمحبة والتآلف. والإنسان المتميز الناجح هو الذي ينقش بصمات في دنيا الناس، هو الذي يقود إلى طريق الخير، هو الذي يؤثر تأثيرا إيجابيا في سلوك الناس ومعاملاتهم، هو الذي يجتاز كل العقبات بكل ثبات وصدق. فالنجاح مبتدؤه الجد والاجتهاد وخبره الاستمرارية والفاعلية، فكن من أهل التميز والنجاح والتأثير، وانفض عنك غبار القعود والأماني المعسولة، وشمر على الساعد وانزل إلى الميدان، وتوكل على الله، واصحب المتميزين والناجحين تنتفع بصحبتهم ونجاحهم وتذكر قول الله عز وجل ﴿ ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين﴾ .

فاحرص أن يكون لك دور ريادي في هذه الحياة، وأن تكون فاعلا في حركة التغيير والبناء وقيادة الحاضر والمستقبل. واصنع لنفسك ذكرها تنفعك في الدنيا والآخرة، وتذكر قول الشاعر:
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني

فاصنع لنفسك قبل موتك ذكرها
فالذكرى للإنسان عمر ثاني

بناء العلاقات الإنسانية

الإنسان كائن اجتماعي لا يمكنه العيش والعمل بمعزل عن الناس، فكن أيها الناجح المتميز صانعا للعلاقات الإنسانية وألف بين القلوب بالكلمة الطيبة. قال الله تعالى ﴿ ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون﴾ .
ازرع الثمار المباركة في دنيا حركتك، وتعهدها بالعناية اللازمة تثمر ثمارا نافعة. تعرف على الناس وعلى أحوالهم وشاركهم في أفراحهم وأتراحهم، وافتح بيتك وقلبك لكل المحبين، ودلهم على الخير. بهذه الأسس تبني العلاقات الإنسانية وبها تؤثر في الآخرين.
إننا نحتاج إلى مجتمع العمران الأخوي بدل مجتمع الكراهية والتباغض الذي ضاعت فيه أواصر الجوار وصلة الرحم والتعاون والمحبة. فكن أخي الكريم داعيا إلى مجتمع العمران الأخوي بصدق وإخلاص. وألف حولك القلوب التائبة، وارق بها في سماء الصحبة والنصيحة والرجولة الإيمانية.
إن بناء العلاقات الإنسانية سبيل المتميزين والناجحين وعلى قاعدته تتفرع أصول النجاح والتأثير. فبالكلمة الطيبة والفعل النبيل والموقف الأثيل والابتسامة الحنونة والتحية الرسالية والزيارة الكريمة والسخاء القوي والعطاء المتجدد والعفو عند المقدرة، بهذا وبغيره تبنى وتوطد العلاقات الاجتماعية.

إن سخاء النفس والجود والكرم من أعظم الأخلاق والشيم التي تحبب الإنسان المتميز المتمسك بها إلى قلوب الناس. وفي هذا يقول الإمام الشافعي رحمه الله:
ويقول آخر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإنسان إحسان

أبجديات الطموح في النجاح والتأثير

• الصدق والإخلاص والعمل والرفق والتوكل على الله؛

• مصاحبة الناجحين والمتميزين والمؤثرين في غيرهم. وفيهم قال الشاعر:
هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا
أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا
• التبسم في وجوه الناس لأنه يبث الطمأنينة في القلوب ويبني جسر المودة والرحمة والألفة في حياتنا؛
• العفة في الدين والصبر على النوائب وحسن تقدير المعيشة والاستغفار من الذنب؛
• حسن الظن بالله فهو أصل النجاح والتميز والإبداع؛
• العلم النافع وسعة الاطلاع، والقراءة الواعية المستبصرة بنور الهدى، والبحث عن الطاقات والمواهب وتوجيهها؛
• لزوم الدعاء وقرع باب السماء؛
• تذكر أن الوقت المفقود لا يشترى بالنقود وإن ضاع لا يعود، وأن من لا يحترم وقته لا يحترم نفسه؛
• خطط وبرمج وقوم واجتهد؛
• خير مدرسة للإنسان تجارب الناس؛
• شارك الناس في أفراحهم وأتراحهم؛
• اجعل لك موقعا في الإنترنيت وشارك في المنتديات الفكرية والتربوية والعلمية التي تعود عليك بالنفع واحذر من الإدمان عليها؛
• خاطب عواطف ومشاعر الناس ببساطة ووضوح وليكن كلامك موجزا وفي الصميم؛
• تجنب الجدال العقيم والمراء السقيم؛

• تواضع تزدد حبا قال الشاعر:
تواضع إذا ما نلت في الناس رفعة
فإن رفيع القوم من يتواضع





التوقيع








    رد مع اقتباس
قديم 2011-04-06, 19:25 رقم المشاركة : 38
الشريف السلاوي
مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية الشريف السلاوي

 

إحصائية العضو









الشريف السلاوي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام مشارك

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

مشارك(ة)

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية البرونزية

b2 رد: ورشة عمل مجموعة الهمــــــــة الاستاذية






أثر اللّسان في صناعة التأثير





لكل إنسان وجود وأثر.وصناعة التأثير قيادة الآخرين ،وترك بصمات لامعة في هذا الكون ،والإسهام الفعال في حركة الحياة والتغيير والبناء وقيادة المستقبل.








الإنسان اجتماعي بطبعه،يتواصل مع الآخرين،وتربطه بهم علاقات.واللسان عنصر مهم في صناعة العلاقات الإنسانية الأخوية الحميمية.فالكلمة الطيبة لها تأثير قوي وفعل في تأليف القلوب وصفائها،وخيرها كثير،ونفعها طيب ومتواصل. قال الله تعالى:"ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون".





قال الدكتور علي الحمادي في كتابه القيم ( 8 طرق لهندسة الحياة وصناعة التأثير ):"إن اللسان ذو حدين،فإما أن يرفع صاحبه إلى ذرى التأثير والمجد أويهوي به إلى مهاوي الردى،ولذا حذر منه ونبه إليه العقلاء والحكماء عبر التاريخ.ولقد حذر الإسلام من الاستخدام السيء للسان ودعا إلى حفظه من فاحش القول وسيء الكلام،وشجع على أن يتم استعماله فيما ينفع الناس ويحقق لهم مصلحهم الدنيوية والأخروية."







ومن بين الأصول التي تسهم في تأثير اللسان الإيجابي:



-اختيار الكلام المناسب مع طبيعة الحال والزمان والمكان وكذلك مع طبيعة السامع.

-عدم تجريح الأشخاص والهيئات والإساءة إلى الآخرين.

-التنويع في الآداء الصوتي وفي الخطاب والحرص على الجمال اللفظي.

-عدم التوقف أثناء الحديث،وتجنب التأتأة ،والابتعاد عن التكلف في إخراج الكلمات والحروف.

-الحذر من الأخطاء اللغوية والنحوية.

-عدم تكرار نفس الكلمات أكثر من اللازم.

-تجنب الفحش في الكلام.





وصدق القائل:



تكلم وسدد ما استطعت فإنما ...كلامك حي والسكوت جماد

فإن لم تجد قولا سديدا تقوله ...فصمتك عن غير السداد سداد










التوقيع


" اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا "
آخر تعديل الشريف السلاوي يوم 2011-04-06 في 19:31.
    رد مع اقتباس
قديم 2011-04-06, 21:19 رقم المشاركة : 39
ابو العز
نائب مدير الأفكار والمشاريع الأستاذية
 
الصورة الرمزية ابو العز

 

إحصائية العضو








ابو العز غير متواجد حالياً


مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المسابقة الترفيهية المرتبة 2

وسام المركز الأول مسابقة الإبداع الأدبي

وسام المشارك

مسابقة كان خلقه القران2

وسام المشاركة

وسام المشاركة

وسام الرتبة الثانية في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر ي

افتراضي رد: ورشة عمل مجموعة الهمــــــــة الاستاذية



صناعة التأثير


إنّ صناعة التأثير أمر مُتاح للجميع، ولكن لها مُستلزمات ومُتطلبات، ومن مستلزماتها أن يقتنع الإنسان أنه قادر على ذلك، وأن تكون رؤيته لنفسه ولمستقبله واضحة جليّة لديه، وأن يتّخذ قراراً حازماً للوصول إليها، وأن يبدأ المشوار بجد واجتهاد، وقبل هذا وذاك أن يتوكّل على الله ويستعين به.

إننا جميعاً مدعوون إلى التسابُق في هذا المضمار، إذ إنه مضمار خير ونفع للفرد والمجتمع، بل وللبشرية بأسرها، وصدق خالق السماوات والأرض إذ يقول: ?سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ؟

إن الصخور والعقبات تسُدُّ الطريق أمام الضعفاء، بينما يرتكز عليها الأقوياء


صناعة التأثير و العوائق العشرون:



يحسن بنا الإشارة إلى أهمّ العوائق التي تحول بين المرء وبين إحداث تأثير نافع فذّ في هذه الحياة، وذلك للتحذير منها والتنبيه إلى خطورتها وكذلك إلى ضرورة التخلّص منها ومعالجتها.
انظر إلى الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان الذي كان ممّن يسأل عن الشرّ، لا حبّاً فيه وإنما رغبةً في التحذير منه، حتى لا يقع هو فيه أو يُبتلى فيه أحد أفراد أمته.
فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشرّ مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنّا كنّا في جاهلية وشرّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم"، قلت: وهل بعد ذلك الشرّ من خير؟ قال "نعم، وفيه دخن"، قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر"، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شرّ؟ قال: "نعم، دعاة على أبواب جهنم، مَن أجابهم إليها قذفوه فيها"، قلت يا رسول الله صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألستنا".
قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "انظر جماعة المسلمين وإمامهم"، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلّها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدرك الموت وأنت على ذلك".

و يقول الشاعر:


عرفت الشرّ لا للشرّ ولكن لتوقّيه ومَن لا يعرف الخير من الشرّ يقع فيه
أما بخصوص عوائق التأثير والعقبات التي يمكن أن تعترض المرء فهي كثيرة، ولكن أهمّها عشرون، وهي كما يلي:
1- عدم توفيق الله تعالى، و من حرم توفيق الله تعالى فقد وُكل إلى نفسه، و من وُكلَ إلى نفسه خاب و خسر.
2- التردّد و عدم الحزم في اتخاذ القرارات اللازمة لصناعة التأثير.
3- الخوف من المجهول أو من الآثار المتوقّعة لصناعة التأثير.
4- عدم الاقتناع بأهمية وضرورة أن يكون الإنسان مؤثراً و صانعاً للحياة.
5- ضعف لهمّة و انعدام الطموح.
6- الخجل من مزاحمة المؤثرين أو المساعدين على التأثير، وعدم ولوج مجالسهم ومنتدياتهم، والابتعاد عن محاورتهم ومناقشتهم.
7- الشعور بالنقص و الدونية.
8- الاستسلام للفشل، و انعدام نفسية التحدّي، و عدم المثابرة حتى آخر رمق.
9- القناعة المزيّفة التي تودي بصاحبها إلى الرضى بالدون.
10- مجالسة الكسالى والتأثّر بهم.
11- عدم المحاولة و البعد عن التجريب.
12- التعوّد على الإمعية والتبعية وتربية الذات (أو الجيل) عليها.
13- القهر والاستبداد وكتم أنفاس البشر وعدم ترك المجال لهم للتعبير عن آرائهم وقناعاتهم.
14- الجهل وعدم تطوير الذات، ممّا يحول دون فهم وإدراك مجالات التأثير و أدواته و فرصه و أساليبه و طرقه و وسائله.
15- اليأس و الإحباط من الواقع الخاص أو العام.
16- انعدام الجدّية، والتعامل مع الحياة بصورة مائعة هزلية.
17- الاهتمام بصغائر الأمور و إهمال عظائمها.
18- الاستعجال في قطف الثمرة، والتسرُّع في إصدار الأحكام على الأشخاص أو القضايا، و عدم القدرة على استيعاب الأوضاع والتكيُّف مع المستجدات بشيء من التعقُّل و التروي و الأناة.
19- التربية الخاطئة و ضيق الصدر.
20- الحماقة وقلّة العقل، وصدق مَن قال: لكل داء دواء يستطب به إلاَّ الحماقة أعيت مَن يداويها.


أبو العز يتمنى لكم التوفيق والنجاح
جميعا






آخر تعديل ابو العز يوم 2011-04-06 في 21:21.
    رد مع اقتباس
قديم 2011-04-06, 23:16 رقم المشاركة : 40
الشريف السلاوي
مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية الشريف السلاوي

 

إحصائية العضو









الشريف السلاوي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام مشارك

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

مشارك(ة)

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية البرونزية

b2 رد: ورشة عمل مجموعة الهمــــــــة الاستاذية



صناعة التأثير عند الفلاسفة




ليس هناك أقوى في التأثير الفكري وخلق مشاريع التغيير الإنساني من حراك الأسئلة اللاهبة التي يثيرها الفلاسفة والمفكرون بحثاً عن إجابات مقنعة للعقل وصامدة أمام مواجهات النقد والتقويم والمراجعة لصواب الجواب وصحة معطياته، فالسؤال عندما يثور يشحذ قوى الذهن لأفضل المشاريع والمنجزات الفكرية والمادية على مر التاريخ البشري. فسقراط الذي كان يثير الأسئلة الصادمة للمارة في طرقات اثينا كان يحرك الكثير من العقول نحو التفكير في المسكوت والمجهول، حتى أُتهم بإثارة الشغب وانتهاك التقاليد الدينية، ولم ينقطع هذا النوع من الصيد المعرفي للجوابات والتأملات في دروس افلاطون وارسطو وغيرهم حول الحقيقة ومعايير معرفتها، وحول قضايا الوجود وماهيته، والقيم وحدودها المقبولة، والجمال والحكمة وغيرها من مثيرات السؤال وأعبائه.



بل لم تُعرف منتجات الفلاسفة الماضيين إلا بحثاً عن جواب أو مراجعة وتقويماً لما مضى من اقوال ومعارف. وبناءً على هذه الأهمية المنطقية للسؤال المعرفي لا نعجب من استعمال القرآن الكريم لهذا الأسلوب في كثير من مواضع الإيمان الكبرى بإثارة الإستفهام عن حكمة الخلق وكنه الخالق وإمكان البعث وحتمية المصير الأخروي، كما كان للأنبياء الدور ذاته في إقامة الحجج على أقوامهم بالسؤال اللاهب الذي لا يطفئه سوى برد اليقين والبرهان، مثل قول ابراهيم كما حكاه الله تعالى عنه: «قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيم. قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنطِقُونَ. فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمْ الظَّالِمُونَ». لذا يمكن اعتبار السؤال الفلسفي في القرآن من أهم مصادر الإثبات والبرهنة العقلية على حقائق الوجود التي تتطلب أدلة وحججاً ظاهرة، يفهم ذلك من قولة تعالى: «ويجْعلُون لِما لا يعْلمُون نصِيباً مِمّا رزقْناهُمْ تاللّهِ لتُسْألُنّ عمّا كُنْتُمْ تفْترُون» وقوله تعالى: «وجعلُوا الْملائِكة الّذِين هُمْ عِبادُ الرّحْمنِ إِناثًا أشهِدُوا خلْقهُمْ ستُكْتبُ شهادتُهُمْ ويُسْألُون» وقوله تعالى: «سلْهُمْ أيُّهُمْ بِذلِك زعِيمٌ». ففي هذه الآيات يطلب الحق سبحانه الجواب العلمي لتلك الافتراءات الجاهلية من خلال سؤالهم عن تلك المعتقدات وفحصها ونقدها بمسلمات العقل ونواميس الواقع المشهود، والتي سوف تنهار من العقول الجامدة الخامدة لضعف البرهان الاستدلالي الذي تقوم عليه. والقرآن الكريم كثيراً ما يستشهد بسؤالات الفكر في عدد من مواضع الاستدلال على خلق الكون وبصورة متكررة تثبت أن هذا التكرار إنما جاء ليقرر منهجية النظر العلمي المتوافق مع موازين الكون وسنن الحياة الثابتة، ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى: «ولئِنْ سألْتهُمْ منْ خلق السّمواتِ والأرْض ليقُولُنّ الله قُلِ الْحمْدُ لِلّهِ بلْ أكْثرُهُمْ لا يعْلمُون» وفي قوله : «ولئِنْ سألْتهُمْ منْ خلق السّمواتِ والأرْض وسخّر الشّمْس والْقمر ليقُولُنّ اللهُ فأنّى يُؤْفكُون» وقوله : «ولئِنْ سألْتهُمْ منْ خلق السّمواتِ والأرْض ليقُولُنّ الله قُلْ أفرأيْتُمْ ما تدْعُون مِنْ دُونِ اللّهِ إِنْ أرادنِي الله بِضُرٍّ هلْ هُنّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أوْ أرادنِي بِرحْمةٍ هلْ هُنّ مُمْسِكاتُ رحْمتِهِ قُلْ حسْبِي الله عليْهِ يتوكّلُ الْمُتوكِّلُون» .



كما جعل القرآن الكريم السؤال منهجاً في الدعوة، وأسلوباً في امتحان غير المسلمين بهدف إثبات صدق النبوة وصدق القرآن، لأن في ذكر القرآن الكريم لما في تاريخ أهل الكتاب دليلاً على نبوته، وأن كل ما يعلمه محمد (عليه الصلاة والسلام) عن أهل الكتاب مصدره الوحي من الله تعالى، كما في قوله تعالى: «واسْألْهُمْ عنِ الْقرْيةِ الّتِي كانتْ حاضِرة الْبحْرِ إِذْ يعْدُون فِي السّبْتِ إِذْ تأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يوْم سبْتِهِمْ شُرّعًا ويوْم لا يسْبِتُون لا تأْتِيهِمْ كذلِك نبْلُوهُمْ بِما كانُوا يفْسُقُون». فقصة أصحاب السبت وردت في كتاب اليهود (التوراة) وجاء القرآن ليثبت الصحيح منها ويحج أهل الكتاب بالحق المثبت لنبوة المصطفى (عليه الصلاة والسلام)، وكذا ما جاء في قوله تعالى: «ويسْألُونك عنْ ذِي الْقرْنيْنِ قُلْ سأتْلُو عليْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا»، هذا الإكثار من الأسئلة التي جاء بها القرآن وأثارها الصحابة كانت من أجل الوصول إلى الحقيقة والاتباع العملي للوحي؛ مثل سؤالهم عن الخمر والميسر واليتامى والشهر الحرام والأهلة والساعة والمحيض والأنفال وغيرها، وأغلب هذا النوع من الأسئلة التشريعية نزل في الفترة المدنية من حياة النبي (عليه الصلاة والسلام)، يبقى أن نشير إلى قضية مهمة، هي موطن زلل وخلل في الفهم، وهي ما يتعلق بالنهي النبوي عن كثرة السؤال، وما جاء في قوله تعالى: «يا أيُّها الّذِين ءامنُوا لا تسْألُوا عنْ أشْياء إِنْ تُبْد لكُمْ تسُؤْكُمْ وإِنْ تسْألُوا عنْها حِين يُنزّلُ الْقُرْآنُ تُبْد لكُمْ عفا اللهُ عنْها واللهُ غفُورٌ حلِيمٌ. قدْ سألها قوْمٌ مِنْ قبْلِكُمْ ثُمّ أصْبحُوا بِها كافِرِين»، وذلك أن سؤال التعنت والتكلف والبحث عما لا طائل من ورائه ولا فائدة حالية أو مآلية من عرضه،هو من السؤال المكروه، لذا جاء النهي عن هذا النوع الضار من التساؤلات التي تزيد من العنت والحرج والمبالغة بالتفصيلات المُكْلِفة على الخلق، ومما يؤكد هذا المنحى من النهي، قوله تعالى: «أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل» أي أسئلة التكلف والإعنات التي امتحن اليهود بها أنبيائهم، لا من أجل العمل ولا من أجل الفكر، ويبقى الأصل المعرفي القرآني في الوصول للحقائق مرتكزاً على السؤال، ومطلقاً العنان للذهن أن يفكر بدون تخوّف أو قلق يحجمه عن المعرفة والوصول للحق، لذا تكررت هذه الأية في موضعين بذات النص، تأكيداً لهذه القيمة المعرفية، كما في قوله تعالى: «فاسْألُوا أهْل الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تعْلمُون».



هذه المنهجية التساؤلية التي يتلقاها المسلم من القرآن، وقررها سلف الأمة خصوصاً في علم أصول الفقه وما تفرع عنه من علوم الجدل والحِجاج، كانت من المحرمات لدى بعض الأمم واتباع الأديان الأخرى، خصوصاً في أوروبا خلال القرون الوسطى، التي كبّلت أذهان المتعلمين والمتفلسفين أن يطرحوا أسئلتهم لنزال العقول وجواباتها على إشكالات الدين والسياسة والأخلاق، وما انفكت تلك القيود إلا من خلال معارك التغيير التي قادها بيكون وسبينوزا وديكارات ولوك وفولتير، ربما نحو الضد المتفلت على ماضي الاستبداد والتخلف (انظر: أزمة الوعي الديني لبول هازار ص 149-191). والمتأمل في واقعنا الإسلامي المعاصر يشهد غياباً واضحاً وتهميشاً متعمداً لثقافة التساؤل حتى في أشكالها البسيطة حول القضايا المعرفية السائدة، فضلاً عن إثارة الأسئلة المزمنة حول خطابنا الفقهي والسياسي وإشكالاته الحضارية الراهنة، والواقع يشهد أن هناك اسباباً تقف وراء هذه الحالة من الحنق المتعمد للسؤال خصوصاً الفلسفي منه، ولعل من أهمها: الضيق النفسي من التساؤل حول عدد من موضوعات التراث الإسلامي والإرث الإنساني عموماً ومدى التصالح أو التعادي معه فيما لا يصادم ثوابت الدين القطعية، كذا الوجل من طرح التساؤلات الحياتية التي تثير الرقابة والمحاسبة على المؤسسات الرسمية، واعتبار ذلك كله مواجهة وتحدياً وإعلان حرب، تتطلب الردع اللازم لهذه الجرأة التي ستوصف بالخروج والتمرد، وبالتالي الوأد المبكر لمستقبل التساؤلات المشروعة للفكر الحر. وقد يقودنا هذا إلى سبب آخر؛ يُحجم السؤال العقلي فيه من الانطلاق بسبب المناخ المعرفي الذي لا يحفل بكثرة السؤال، إما بتضييق وقته في نهاية كل لقاء ثقافي لا يسع إلا أن يستمع المتلقي من دون جدال، وإما بالسخرية والحنق واتهام كثيري السؤال بالحُمق والخَرَق، بينما يكون الثناء والاعجاب لسريع الجواب ولو خالف قوله واضحات الصواب.



ومن الأسباب المؤثرة لهذه الظاهرة، حالة اليأس والإحباط بسبب سوء الأحوال العامة والتدهور الحضاري لمكانتنا بين المجتمعات المعاصرة؛ ما يؤدي إلى الإحجام عن التساؤل، إذ يفقد المحبط الحيوية الذهنية، كما يفقد روح الانفتاح والتفاعل التي كثيراً ما تتمظهر في التساؤل، فتؤول الأمور إلى السكون التام وانتظار المصير المحتوم. كما أن جفول الوعي الإسلامي في وقت مبكر من تاريخ هذه الأمة من «الفلسفة» بسبب تجاوز بعض فلاسفة المسلمين للعديد من الأصول الدينية والتماهي بالنقل والترجمة من دون فحص وتمحيص، أدى إلى ضعف صناعة المفاهيم لدينا، وإصابتنا بقصور في عدد كبير منها، وحين يتضاءل مفهوم ما عن المستوى الذي ينبغي أن يبلغه، ينحط مستوى العمل ورد الفعل؛ مما يجعل الانحدار نحو القاع أمراً مقبولاً أو غير مستنكر، ومن ثم فلا يثار حوله أي تساؤل. إن حاجتنا لثقافة السؤال تعني الثورة وعدم الاستجابة لراية الاستسلام للجوابات الجاهزة والمعلبة من دهور، إن العقل التساؤلي يفجر في شكل ذري تساؤلاته اللاهبة في كل اتجاه، إنه يبحث عن الإقناع العلمي والرسوخ المعرفي والجديد الفكري، ويقود المجتمع نحو حراك حضاري يشعل جذوة النور في كثير من الزوايا المظلمة ويستنطق الكثير من الأفواه الصامتة الباحثة عن التغيير المنشود... وفي البدء كان
السؤال؟!









التوقيع


" اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا "
آخر تعديل الشريف السلاوي يوم 2011-04-09 في 10:55.
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجموعة , الاستاذية , الهمــــــــة , عمل , ورشة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 18:09 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd