2010-10-01, 15:14
|
رقم المشاركة : 54 |
إحصائية
العضو | | | رد: الاختلاط في تعليمنا : ضرورة أم خطورة |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صعبة المزاج
بارك الله فيك اخي الكريم خالد السوسي و تدخلاتك القيمة و انا أقرأ ردك اخي الكريم خالد السوسي تفاجأت بما يحمله بين طياته من تشاؤم و يأس و تفكير سلبي لغد مشرق في كثير من الأحيان نستطيع أن نصنف أنفسنا بشكل جيد و من خلال هذا التصنيف ننطلق إلى إعادة ترتيب حياتنا و أفكارنا لو عرفنا حقيقتنا فهل تعرف حقيقتك؟ إن الانسان يعرف حقيقته بطرق عديدة منها أن يصنف أدواره في الحياة. لعلي سآخذ إحداهن كنموذج *فاطمة* زوجة و أم و أخت وخالة و موظفة و قد أصبحت مؤخرا جدة اذ إنها رزقت بحفيدة. كل دور من هذه الأدوار خلق و شكل *فاطمة* بطريقة خاصة لأنها لو لم تكن متزوجة لما كان عندها ثلاثة أدوار مهمة في حياتها الزوجة الأم و الجدة وربما دور زوجة الإبن لأهل زوجها..وهكذا. من أنت؟؟ في كل دور تلعبه في الحياة شئ من وجودك وشخصيتك و الحقيقة أن الانسان حين يعرف دوره و تأثيره دوره في تشكيل شخصيته و مبادئه و صقل أفكاره تصبح علاقته مع ذاته اولا و مع الاخرين اكثر وضوحا و يعرف ماذا يريد من الحياة و ماذا يجب ان يفعل. نعم اخي الكريم هذا ما يجب علينا فعله كبداية لشق طريق صحيح و ما يجب على الاهل نهجه في تربية ابنائهم و فلدات أكبادهم . من المهم أن نعرف أنه كلما كان الإنسان أكثر إتساقا في أدواره كان أصح نفسيا و قل التصارع الداخلي فيه و قلة أيضا متاهاته في تحديد طريق سليم مما سيجعله مؤهلا للحياة أكثر . من جهة أخرى اخي الكريم علينا أن نعلم الآن أن التفكير السئ و السلبي يؤديان إلى نتائج سيئة لماذا ؟؟ لا أحد سعرف بشكل دقيق لكننا نعرف بالتجربة الدقيقة و حتى قبل خروج كتاب الأسرار secretsأن الإنسان يحصل له ما يتوقعه . و هذا الأمر موجود في الإسلام منذ زمن بعيد و يعبر عنه بالحديث الشريف تفاءلوا بالخير تجدوه. علينا أن نكون اكثر تفاؤلا اكثر إيجابية لنتيح للآخرين الفرصة في إعادة و هيكلة ما إعوج. الانسان اخي الكريم خالد السوسي مثل الاسفنجة يمتص أحاسيس و توقعات من هم حوله .و لو جلس صاحب التفكير السلبي مع نفسه في لحظة صدق و فكر في حجم التأثير السلبي لأفكاره لغير نفسه و لأدرك ايضا أن نفسيته السلبية مسؤولة عن قلة إنجازاته . ما أردت قوله أنه حين يكون الإنسان متفائلا فإن إنجازاته تكون كبيرة تسهل الامور من حوله لتصبح اكثر وضوحا و بالتالي يحقق الكثير المسالة إذن هي في اساسها مسألة إيمان و إعطاء الفرص لأنفسنا و لمن حولنا في إزاحة كل الشوائب و خطوة أساسية للمضي قدما . كل الاحترام و التقدير ألف شكر وتقدير وامتنان اختي الفاضلة صعبة المزاج وبارك الله فيكم وبورك قلمكم وأدبكم
أعجبني استشهادكم بحديث : تفاءلوا بالخير تجدوه
و رغم أنه ليس من قول الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أنه يوافق ما ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه كان يعجبه الفأل الحسن
فإنه عليه الصلاة والسلام يحب الفأل الحسن وينهى عن الطيرة
و مثال الفأل الحسن ان نسمع كلمة طيبة او كلمة خير او بشرى ثم نمضي ونسعى اليها
ومن الفأل الحسن مثلا أن ننادي على مريض يامعافي او ياطيب فيفرح لذلك وترتفع معنوياته
وكذلك من الفأل الحسن ان ننادي على تلاميذنا ياعبقري يامميز يامجتهد ولو كان مستواه ضعيفا
وقد ذكرتني هذه العبارات بلحظات سعيدة قضيتها مع تلاميذ طيبين عندما كنت مدرسا في المستوى الثاني ابتدائي ولا أزال اتذكر عندما أقدم عبارت التشجيع والثناء والمدح لكل تلميذ قام بعمل ولو كان بسيطا او صغيرا
لا أزال اتذكر كيف كان التلاميذ يبتهجون ويفرحون لتلك العبارات وكنت غالبا ما اراقب واتتبع فرحهم وغبطتهم وهم يقولون مثلا لزملائهم : انظر ماذا قال لي المعلم لقد
قال لي ممتاز
قال ليا مزيان
وغيرها من عبارت تثلج الصدر وتفرحه
استسمحكم اختي الكريمة صعبة المزاج على هذه المقدمة ولكني اراها ضرورية لأخبركم أنه ليس من منهجي التيئيس ولا التشاؤم بل دوما اتفاءل وأحمد الله على كل حال وأعلم علم يقين أن وراء كل محنة منحة كبيرة وبعد كل عسر يسر وفرح وسرور
أما تشخيصي لواقعنا المرير فهو من أجل التحذير من خطورة الاختلاط وخطورة ما يحيط بنا لعلنا ننقذ انفسنا وغيرنا وننجو قبل فوات الأوان
واضرب لكم مثلا للتوضيح :
تخيلوا أمواجا عاتية تفوق عشرة أمتار في علوها على وشك أن تضرب منزلا معينا وتذهب بأسرة كاملة هل سنتفاءل آنذاك ونستبشر خيرا من هذه الامواج أم أننا سنصرخ ونبحث عن وسيلة للهرب والنجاة قبل ان فوات الأوان
متأكد انكم ستوافقونني انكم لن تبقوا مكتوفي الايدي بل ستناضلون وتقاومون وتسعون بكل ما اوتيتم من قوة وخبرة ومعرفة للخلاص من الهلاك مع انقاذ مايمكن انقاذه
هذا ما رمته من خلال التحذير من فتنة الاختلاط التي يكاد خطرها ان يعصف بما تبقى من حياء وعفة وأخلاق حميدة في مجتمع غارق في المنكرات ومحاط بجبال من الفتن والشرور لايكاد يسلم من واحدة الا وتفتك به اخرى
نعم الأمل في الغد مشرق بل ابشركم ان خيرا كبيرا سيأتي على أمتنا الاسلامية وسيتغير حالها الى الافضل والاحسن
كما ورد ذلك في الاحاديث الكثيرة الصحيحة والتي تبشر المسلمين بخيرات عظيمة
لكن هذه البشرى لن تأتي هكذا ولن تخلق من فراغ
لابد لها من اسباب
وأهم سبب هو اصلاح انفسنا ثم مجتمعنا
وهذا ماقصدته من خلال قوله تعالى :
ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
فالله القوي العزيز الرحيم الكريم قادر ان يغير في لحظة وفي رمشة عين حالنا السيئة الى حال أفضل واحسن
ولكن لابد لنا أن نأخذ بالاسباب الشرعية ونرجع الى منهج ربنا ونثبت على ديننا في كل صغير وكبير في حياتنا
اسأل الله ان يردنا اليه ردا جميلا وان يهدينا سواء السبيل ويبعد عنا الفتن ماظهر منها وما بطن
تقديري وامتناني الكبيرين | التوقيع | جميع من عاش في القرون الثلاثة المفضلة لم يحتفل بالمولد فلم نحتفل نحن ؟ هل نحن أعلم و أفقه منهم ؟ و لماذا غاب هذا الخير عنهم وعلمه من جاء بعدهم ؟ و لماذا لا يتحدث الناس عن يوم وفاته الذي كان يوم 12 ربيع الأول ؟ أغلب الناس الذين يحتفلون لسان حالهم : بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون من كان مستنا فليستن بمن سبق... اللهم أمتنا على السنة..
| آخر تعديل خالد السوسي يوم 2010-10-02 في 21:03. |
| |