مشروع تامين الزمن المدرسي
يشكل موضوع تأمين الزمن المدرسي للمتعلمات والمتعلمين وضمان سير المرفق العام أهمية بالغة في المنظومة التربوية، لا باعتباره رهانا استراتيجيا فحسب، بل حلقة أساسية من حلقات إنجاح المنظومة، هذه الأخيرة التي تجعل من المتعلم نقطة ارتكاز تصب فيها كل البرامج التعليمية الموجهة إليه. من هذا المنطلق، أولت الوزارة اهتماما خاصا لموضوع الزمن المدرسي من خلال تعبئة كافة الجهود قصد التصدي لكل الظواهر التي من شأنها أن تعرقل برامج إصلاح منظومة التربية والتكوين وتقف دون تحقيق الأهداف المنشودة المسطرة في البرنامج الاستعجالي.
يعتبر التغيب عن العمل من الظواهر التي أصبحت في السنين الأخيرة تشكل هاجسا مقلقا على المستوى المجتمعي والحكومي نظرا لانعكاساتها المباشرة على التحصيل المعرفي للمتعلمين، وعلى المنظومة التربوية ككل، وما يترتب عن ذلك من هدر للزمن المدرسي، إضافة إلى التأثيرات المالية والاقتصادية الناجمة عنها.
ويتمثل الهدف العام للمشروع في تأمين الزمن المدرسي للمتعلمات والمتعلمين وضمان سير المرفق العام على مستوى قطاع التعليم المدرسي، من خلال صيانة حق التلميذ في الاستفادة الكاملة من الغلاف الزمني المدرسي السنوي وترسيخ ثقافة الالتزام والمسؤولية والسلوك المهني المواطن وتعزيز المساهمة المجتمعية لمواكبة عمليات تأمين الزمن المدرسي.
ولمعالجة هذا الموضوع، تم اعتماد مقاربة مندمجة تستند إلى رؤية نسقية تسمح بتدخل جميع الأطراف المعنية لضمان معالجة متنوعة ومتعددة الأبعاد.
وتفعيلا لهذه المقاربة وأجرأتها، تم الارتكاز على الموجهات العامة التالية:
اعتبار ما هو متوفر حاليا من المساطر التشريعية والتنظيمية والهياكل والبنيات الإدارية والتربوية ملائما وكافيا، يتعين فقط تفعيله بتنسيق جهود المتدخلين وتدقيق المسؤوليات؛
اعتماد البساطة والنجاعة والقابلية للإنجاز في بناء مختلف التصورات والآليات والتدابير المقترحة؛
الانطلاق من مداخل محددة تغطي الموضوع في شموليته، وتفسح المجال أمام انتظام التدخل وتنويعه.
باعتباره مشروعا مندمجا يتوخى ترسيخ ثقافة المسؤولية وتكريس السلوك المنضبط والانتقال به من البعد الإلزامي إلى البعد الالتزامي، فإن المرتكزات التي يقوم عليها المشروع تتحدد في الجوانب الأساسية التالية :
تعبئة المجتمع المدرسي حول أهمية تأمين الزمن المدرسي للمتعلمين؛
الإرساء التدريجي لمقاربة موضوع تأمين الزمن المدرسي على أسس واضحة وشفافة؛
الاهتمام بالمتعلم كمدخل أساسي للتصدي لظاهرة التغيب؛
تعزيز المصاحبة وتكثيف التتبع؛
تفعيل المساطر التشريعية والتنظيمية المرتبطة بالموضوع.
واستحضارا لهذه الجوانب، وسعيا إلى تحقيق الأهداف المسطرة، قام الفريق المركزي بوضع العدة المناسبة للمشروع وكذا البرنام الخاص بتفعيلها، حيث تم في هذا الإطار تنظيم يوم دراسي بتاريخ 16 دجنبر 2009 بمركز التكوينات والملتقيات الوطنية بالرباط، خصص لتقديم العدة لفائدة مدراء الأكاديميات والنواب والفرق الجهوية والإقليمية المكلفة بتتبع التنفيذ بالجهات الثلاث (الرباط – سلا- زمور- زعير؛ الشاوية ورديغة؛ الغرب- الشراردة بني احسن) والتي تم اختيارها كمواقع للتجريب، حيث تم الشروع في تنفيذ إجراءات العدة بها ابتداء من يوم 21 دجنبر 2009.
وفي نفس السياق، قام الفريق المركزي بتنظيم دورة تكوينية لفائدة منسقي الفرق الجهوية والإقليمية المكلفة بتتبع تنفيذ العدة بالأكاديميات الثلاث وكذا الأطر المكلفة بالأجرأة المعلوماتية لتدابير العدة (24 و25 دجنبر 2009).
وخلال شهري فبراير ومارس، قام أعضاء فريق العمل المركزي بزيارات ميدانية لمواقع التجريب، تم تخصيصها للتكوين الإجرائي ومصاحبة الفرق الجهوية والإقليمية المكلفة بتتبع تنفيذ مشروع أثناء المعالجة المباشرة لحالات التغيب وفق المداخل الأربعة المقترحة في العدة، وقد تجلى الهدف من هذه الزيارات في :
دعم عمل الفرق الجهوية والإقليمية المكلفة بتتبع تنفيذ العدة، ومساعدتها على إرساء ثقافة الالتزام والمسؤولية وفق قاعدة الضبط والشفافية؛
الوقوف المباشر على تنفيذ إجراءات العدة في كل من مرافق الإدارة والمؤسسات التعليمية ورصد الإكراهات التي قد تعترض مجال التنفيذ؛
الرصد المباشر لحالات التغيب المصادفة وفق مداخل العدة ومقتضياتها.
وخلال هذا اللقاء، تم تقديم مجموعة من العروض تمركزت حول حصيلة تجربة إرساء المشروع بالأكاديميات الثلاث المعنية، حيث عكست جل المداخلات ضرورة تبني المشروع ومدى الاستعداد التام لإنجاحه في الميدان.
كما شكل هذا اللقاء، مناسبة قدم من خلالها منسق المشروع خلاصات عامة لمرحلة التجريب، تجلت بالأساس في النقط التالية :
حضور المشروع كفكرة بجميع مواقع التجريب؛
المشروع ساهم في التخفيض من نسب التغيبات؛
رئيس المؤسسة أبرز عامل وراء إنجاح المشروع؛
التتبع إجراء أساسي لضمان استمرارية المشروع؛
الزيارات خلقت دينامية داخل المؤسسة وبمحيطها؛
الزيارات مكنت من استكشاف النقط الضامنة للإرساء الجيد للمشروع في مرحلة التعميم.
وتنفيذا لتعليمات السيدة الوزيرة، واستكمالا لما تبقى من المرحلة التجريبية، قام الفريق المركزي بزيارات ميدانية خلال الفترة الممتدة من 14 يونيو 2010 إلى غاية 21 منه، وذلك قصد تتبع التقدم في إرساء العدة بمواقع التجريب من خلال:
الوقوف على مدى الاستمرارية في إرساء المشروع بالنسبة للمؤسسات التي فعلته بنجاح؛
تعرف مدى تطور أجرأة المشروع بالنسبة للمؤسسات التي عرفت تعثرا في بداية إرساء العدة؛
المعاينة الميدانية لمدى استمرار الدراسة إلى نهاية الموسم الدراسي؛
التنسيق والتشاور حول خطة تعميم المشروع.
السيدة الوزيرة تؤكد أن :
ž المشروع خطوة هامة لتحسين حكامة المنظومة؛
ž الإدارة التربوية لها دور أساسي في إنجاح مشاريع البرنامج الاستعجالي؛
ž تأمين الزمن المدرسي للمتعلمين سيكون شعارا للدخول المدرسي المقبل؛
ž المشروع يساهم في رد الاعتبار للمؤسسة التعليمية العمومية؛
ž أهمية المشروع ونتائج المرحلة التجريبية تشجع على تعميمه انطلاقا من الموسم الدراسي المقبل.
لائحة أعضاء الفريق المركزي
محمد بيدادة
رئيس قسم التكوين والمناهج - منسق المشروع
مديرية التربية غير النظامية
إدريس أخموش
مستشار السيدة الوزيرة
ديوان السيدة الوزيرة
فؤاد مدكري
رئيس مصلحة التدبير التربوي
مديرية الحياة المدرسية
محمد خربوش
رئيس مصلحة الاستشارات القانونية
مديرية الشؤون القانونية والمنازعات
لطيفة باستا
إطار
مديرية إدارة منظومة الإعلام
عبد العزيز مصباح
ملحق الاقتصاد والإدارة
مديرية التربية غير النظامية
م. عبد الرزاق العمراني
رئيس قسم التعليم الأصيل
مديرية المناهج
م. المختار موعمو
رئيس مصلحة الرخص والانقطاع عن العمل
مديرية الموارد البشرية وتكوين الأطر
توفيق البحراوي
متصرف الإدارات المركزية
مديرية إدارة منظومة الإعلام
أحمد بكاوي
مهندس دولة
مديرية التربية غير النظامية
حسن مخشون
تقني ممتاز
مديرية إدارة منظومة الإعلام
رشيد نيفر الشرادي
متصرف الإدارات المركزية
مديرية الموارد البشرية وتكوين الأطر
عن ضحايا التعليم
.