عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-27, 23:09 رقم المشاركة : 2
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: مشروع تامين الزمن المدرسي


مذكرة الزمن المدرسي..سوء تطبيق المعطيات العلمية

يقول واضعو المذكرة 122 حول تنظيم الزمن المدرسي، التيأثارت ضجة ،أنهم اعتمدوا على معطيات معرفية علمية في صياغتهم التنظيمية للزمنالمدرسي!نعم هناك معطيات معرفية نظرية قاربت مفهوم الزمن المدرسي في علاقتهبالكرونوبيولجيا(الإيقاعات البيولوجية أو الحيوية) ،حيث حاول مهندسو المنهاجالتربوي توظيف واستثمار النتائج النظرية .TESTU للكرونوبيولوجيا،خصوصا تلك التياعتمدت على أعمال طيستي
صحيح أن وزارة التربية اعتمدت في صياغة مذكرتهاالتنظيمية للزمن المدرسي على بعض معطيات الكرونوبيولوجيا،لكن توظيف هذه المعطيات فيتنظيمها للزمن اليومي والأسبوعي للدراسة وتحديد استعمالات الزمن(حسب الصيغ المقترحةمن طرفها)،ليست هي الوحيدة الممكنة معرفيا.لنرى كيف ؟
في البدء، قبل بسط بعضالتطبيقات التربوية للكرونوبيولوجا في التخطيط اليومي والأسبوعي لاستعمالات الزمنالمدرسية(وسننشر دراسة مفصلة عن ذلك لاحقا في العدد القادم من سلسلة تربويات) ،تجدر الإشارة إلى أن نتائج الكرونوبيولوجيا ،بصفة عامة، تهم الكائن الإنساني (راشدأو طفل) باعتباره متعضي بيولوجي؛كما أن الإيقاعات الحيوية الذهنية والنفسيةوالحس-حركية والعضلية...تتأثربالخصوصيات السوسيوثقافية والبيئية لمجال الكائنالإنساني(ا المتعلم أو لمدرس هنا).
التخطيط اليومي لاستعمالات الزمن:
الخبراءينصحون بالأخذ بعين الاعتبار الإيقاعات الحيوية لتنظيم اليوم المدرسي:من الأحسنتخصيص الساعات الأكثرفعالية و ملاءمة(نهاية الصباح،وسط مابعد الزوال) للتعلماتالجديدة التي تتطلب الانتباه والتركيز،وبالمقابل، تخصيص الأوقات الأقل فعاليةوملاءمة لأنشطة صيانة المعارف،أو ذات خصائص فنية أو ترفيهية...
ويظهر أنه منالأساسي عدم إدراج في أول الصباح أو بداية ما بعد الزوال مواد دراسية أساسية التيتتطلب حيوية أكثر(انتباه،تركيز.. (
*
بداية الصباح او بداية مابعدالزوال:
يجب تخصيص هذه الفترات الزمنية التي تتميز بضعف الأداء لأنشطة أكثرهدوءا وأقل جهدا.
-
الأنشطة التي يُنصح بها: أنشطة التفتح،أنشطة التعبير الجسديوالفني...
-
الأنشطة التي لا ينصح بها: الأنشطة التي تحتاج أكثر للأجهزةالقلبية-الرئوية،والعضلية والحركية.
زمن بداية الصباح لا يُنصح به لأنه :
-
تزايد حدة النشاط الشراييني في الصباح بعد الاستيقاظ.
)
تكون في الليل وفيالصباح.asthmes- قمة الأزمات التنفسية (
-
هبوط شديد لمستوى التنفس فيالصباح(مابين الثالثة والثامنة).
-
ضعف الليونة والرشاقة الحركية(تتبع نفس إيقاعالحرارة الجسدية المركزية،هناك ليونة أكثر خلال نهاية مابعد الزوال وبدايةالمساء).
-
ضعف القدرة على القيام بمجهودات ومهام تتطلب جهدا مرتفعا.
-
ضعفمستوى الحافزية والمزاج.
وسط الصباح:
-
أنشطة يُنصح بها:الأنشطة التي تتطلببذل طاقة أكثر.التلاميذ يكونون أكثر انتباها وإدراكا؛إنه أحسن توقيت للأداءاتالسيكو- حركية والمعرفية ،ولأنشطة الذاكرة القصيرة المدى.
وسط ونهاية مابعدالزوال:
-
الأنشطة التي ينصح بها: الأنشطة التقنية والتي تتطلب طاقات أكثر:إنهافترة أقصى القدرات الفيزيولوجية،والقوة العضلية(فترة الأرقام القياسية لألعابالقوة)،والحافزية،والمزاج(الرياضات الجماعية).
التخطيط الأسبوعي لاستعمالاتالزمن
في حالة الأسبوع التقليدي،الدراسات بينت أن الخميس والجمعة هما أحسن أيامالأسبوع ملاءمة للتعلم الجيد،في المقابل الاثنين والسبت صباحا هما اليومان الأقلفعالية وأداء.يوم الاثنين خاصة يتأثر سلبا بظواهر التزامن التي لها علاقة بنهايةالأسبوع.وعلى العكس،فاصل يوم الأربعاء يظهر مُوات،خصوصا إن اقترن بأنشطة خارجالمدرسة.
هذه الأفكار ليست صالحة فقط لتخطيط كل المواد الدراسية،ولكن أيضالتخطيط مضامين كل مادة دراسية خلال الأسبوع.
نعتقد أن بداية الأسبوع( يومالاثنين) ونهايته(السبت) يكونان أكثرملائمة للقيام بالأنشطة والأعمال الموجهةوالتطبيقية التي لها علاقة بالتعلمات السابقة.يتعلق الأمر بتجنب برمجة تعلماتالمفاهيم الجديدة وخاصة يوم الاثنين.هذه التعلمات وكل الأنشطة التي تتطلبتحملا/جهدا كبيرا للذاكرة وللقدرات العقلية يجب برمجتها فيما تبقى منالأسبوع(الثلاثاء،الخميس،الجمعة).
لكي يكون التعلم أكثر نجاعة،يجب ربط ودمجالبرمجة الأسبوعية بالبرمجة اليومية للمواد الدراسية ومضامينها.لا يمكننا أن نطلبمن تلميذ أن يكون أكثر نجاعة وأكثر أداء يوم الاثنين صباحا ويوم الخميس بعدلالزوال.
من الواضح ان النتائج العلمية للكرونبيولوجيا وتطبيقاتها التربوية تنصحفقط ببرمجة المواد والأنشطة التعلمية(واستعمالات الزمن) في أوقات محدد تمتازبإيقاعات حيوية جيدة وقوية،ولا يمكن أن نستنتج من هذه "المعطيات العلمية" إلغاءالتوقيت المستمركما فعلت الوزارة؟!
كما أن تجريد الزمن المدرسي والإيقاعاتالبيولوجية عن السياقات الموضوعية(السوسيوثقافية والبيئية والمهنية...) خصوصاالمعوقات السلبية وما أكثرها في زمننا المغربي( بُعد المدرسة،معاناةالتنقل،المناخ،تردي البنيات التحتية،فقر الفضاءات والتجهيزات المدرسية ، التضخمالكمي للبرامج والمقررات،تردي الشروط المهنية والاجتماعية...) من شأنه أن يشكل ذلكفي حد ذاته عائقا أمام النتائج الإيجابية المرجوة من تطبيق الكرونوبيولوجيا.
وكذلك،بما أن الأستاذ والأستاذة هما كذلك كائنان بيولوجيان واجتماعيان(وليسا كائنينمعدنيين!)،فمن الخطأ العلمي أن نجعلهما كائنان لازمنيان ولا بيولوجيان ونستثنيهمامن البناء المعرفي-التنظيمي للزمن المدرسي؛أي:يجب كذك الأخذ بعين الاعتبارالإيقاعات البيولوجية للأساتذة في علاقتها بصياغة استعملات الزمن،و التقليص منساعات العمل ،التي تريد الوزارة إضافة ساعات أخرى إلى تلك المرهقة والكثيرةأصلا؟!
لو كانت الوزارة قد اعتمدت التطبيقات العلمية للكرونوبيولوجيا فيعلاقاتها بالمعطيات البيداغوجية و السوسيو مهنية الواقعية،لما أثارت كل تلكالضجة،التي أهدرت كثيرا من الوقت والجهد والأعصاب،وكم الوزارة في حاجة إلى ذلكلتكريس تعبئة حقيقية لتحقيق"مدرسة النجاح"، وتجاوز أزمنة الاخفاقات الحقيقيةلمنظومة التربية والتكوين التي لا تنتهي.
*
محمدالصدوقي
مدرس وباحث تربوي





    رد مع اقتباس