جيمارايش: لا مفاجآت حتى الآن

السبت 19 يونيو 2010


بقلم أليكساندر جيمارايش

بخلاف ما قد يتبادر إلى ذهن البعض للوهلة الأولى، لا أعتقد أن النتائج المحققة حتى الآن في نهائيات جنوب أفريقيا 2010 قد حملت في طياتها طابع المفاجأة. ربما يكون فوز سويسرا على أسبانيا بمثابة الاستثناء هنا، بما أننا نتحدث عن هزيمة بطل أوروبا وأحد أبرز المرشحين للظفر باللقب، أما نتائج باقي المباريات، فلم تخالف التوقعات.

في هذا الإطار، أود أن أوضح أن فوز صربيا على ألمانيا لا يُعد مفاجأة بأي شكل من الأشكال. بل على العكس من ذلك تماماً، فهو يأتي ثمرةً لعمل تكتيكي كبير ونتيجةً لاستغلال ظرف معين خلال اللعب، بعدما طُرِد اللاعب كلوزه، فقد عرف الصرب كيف يستغلون تلك الوضعية أحسن استغلال وفازوا عن جدارة واستحقاق.

إن هذا المنتخب الألماني فريد من نوعه؛ إنه مختلف تماماً عن ذلك الذي واجهته كمدرب في افتتاح كأس العالم السابقة. صحيح أن الفريق مازال يضم في صفوفه العديد من لاعبي المونديال الأخير، إلا أن منتخب الدورة الماضية كان ينهج أسلوباً عمودياً في اللعب، إذ كان يبحث عن بلوغ الهدف منذ انطلاق العمليات وباستماتة وإصرار كبيرين. أما هذه المجموعة التي نراها اليوم، فإنها - على العكس من ذلك - تلعب بطريقة أفضل وتعتمد على التمريرات القصيرة. إنه فريق يتقن هذا الأسلوب جيداً! ومع ذلك، فإنه لم يتمكن من التغلب على صدمة الطرد خلال ما تبقى من عمر المباراة.

وقد أظهرت النتيجة النهائية من جديد أنه لن يكون هناك منافسون في المتناول خلال هذه البطولة. لقد عشنا نفس الوضع بأنفسنا في نهائيات إيطاليا 1990، إذ كان أغلب المتتبعين يجهلون الموهبة الفنية التي كان يتمتع منتخب كوستاريكا، لكننا تمكنا من هزيمة اسكتلندا والسويد وتأهلنا إلى ثمن النهائي. في تلك البطولة، كنا نستحق بلوغ ما بلغناه، فقد كان فريقنا يزخر بالمواهب والمهارات الفردية كما كنا قد وقعنا على مشوار رائع في التصفيات. وهذا بالضبط ما يحدث مع المنتخبات الحاضرة هنا في جنوب أفريقيا، ولعل صربيا أبرز مثال على ذلك. إنَّ من لا يفهم الأمور على هذا النحو سيجد الكثير من المشاكل من أجل المضي قدماً.

تشيك: التحدي سيكون صعباً

السبت 19 يونيو 2010


بعد تعادل دراماتيكي في المباراة الإفتتاحية أمام نيوزيلندا ضمن المجموعة السادسة، يعلم منتخب سلوفاكيا أنه يحتاج إلى نتيجة جيدة أمام باراجواي الأحد في بلومفونتين قبل مواجهة حامل اللقب منتخب إيطاليا في المباراة النهائية.

وقال أحد أبرز اللاعبين السلوفاكيين ماريك تشيك لموقع FIFA.com أن أفراد الفريق شعروا بالحزن بعد الهدف المتأخر الذي سمح لمنتخب نيوزيلندا بخطف نقطة، لكنه أكد في المقابل أن رواسب التوتر التي أعقبت المباراة الإفتتاحية لن تكون موجودة قبل المباراتين الثانية والثالثة للفريق.

وقال الظهير الأيسر الماهر: "أعتقد أننا جميعنا هدأنا قليلاً. ربما كنا متوترين قليلاً لأن مباراتنا الإفتتاحية كانت ذات طابع خاص. ولكن هذا الأمر سيكون خلفنا غداً، وسنتمكن من اللعب جيداً بالمستوى الذي نتمتع به، على أمل أن نحتفل في النهاية."

إنهم يحتفظون بالكرة جيداً، ولا يقدّمون لك أي هديّة. وقد لعبوا بثقة بالنفس، وهذا عامل تعزز بالتأكيد بعد نتيجتهم.
تشيك حول قدرات باراجواي







غير أن اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً، الذي ساهم في صعود فريق ويست بروميتش ألبيون إلى الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المنصرم بعدما لعب مواسم ناجحة عدة مع العملاق البرتغالي بورتو، أقر بأن التحدي سيكون صعباً. وقال: "شاهدنا المباراة (باراجواي) أمام إيطاليا، وقد أثبتوا أنهم سيكونون خصماً بالغ الصعوبة. كان لعبهم مماثلاً للعب منتخب تشيلي الذي لعبنا ضدّه مباراة ودية في سلوفاكيا قبل كأس العالم. إنهم يحتفظون بالكرة جيداً، ولا يقدّمون لك أي هديّة. وقد لعبوا بثقة بالنفس، وهذا عامل تعزز بالتأكيد بعد نتيجتهم."

وأضاف أن الأمريكيين الجنوبيين، الذين وصلوا إلى كأس العالم FIFA في المرات الأربع الأخيرة وأفلحوا في الصعود إلى الدور الثاني مرتين من أصل الأربع، يملكون أفضلية من حيث الخبرة على السلوفاكيين الذين يخوضون نهائيات كأس العالم FIFA للمرة الأولى.

وأوضح قائلاً: "باراجواي أكثر خبرة وتملك في رصيدها مباريات كثيرة في كأس العالم، لذا أتوقع لهم أن يكونوا أقوى من نيوزيلندا. لقد فوجئت بخشونتهم الدفاعية أمام إيطاليا، كما أنهم كانوا أقوياء جداً تكتيكياً. وبدا أن غالبية فرصهم أتت من كرات ثابتة، إنما أتوقع أن يعتمدوا أسلوباً هجومياً أكثر في المباراة أمامنا. ومن المهم لكلينا تحقيق الفوز لأن الفريق الذي سينال ثلاث نقاط سيكون الأقرب إلى السيطرة على المجموعة."

يذكر أنه بعد الجولة الأولى من المباريات، تملك كل من الفرق الأربعة في المجموعة السادسة نقطة من تعادلين 1-1. وقد بدا السلوفاكيون على وشك حصد النقاط الثلاث أمام نيوزيلندا في روستنبرج بعدما سجل روبرت فيتيك الهدف الأول في المباراة في الدقيقة 50. لكن نقص التركيز في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني أدى إلى نجاح وينستون ريد في هز الشباك وحرمان السلوفاكيين الفوز في مباراتهم الأولى على الإطلاق في كأس العالم FIFA. ويقول تشيك إن "استرجاع" النقاط الثلاث هو هدف الفريق في مباراته أمام باراجواي.

ويوضح: "(الفوز) سيكون أمراً كبيراً لأن سلوفاكيا لم يسبق لها التأهل، من هنا إن أمرا كهذا سيكون نجاحاً مذهلاً. الكل في الوطن يترقبون أن نحقق نتيجة جيدة، وهذا ما يرتّب علينا مسؤولية كبيرة لأننا نريد أن نظهر للعالم أننا في سلوفاكيا نلعب كرة جيدة. ومن المؤكد أننا لا نريد أن نكون أحد فرق القاع."

ويرجَّح أن يلعب تشيك الذي رسّخ وجوده في التشكيلة الأساسية لفريق ويست بروميتش ألبيون الذي يدربه الإيطالي روبرتو دي ماتيو، مباراته الدولية الثانية والأربعين الأحد. وهو يؤكد أن السلوفاكيين لا يرون أنفسهم أصحاب حظ ضئيل، ويرفض القول إن نجاح الفرق الأوروبية الشرقية الأخرى، مثل سلوفينيا وصربيا، يرفع معنوياتهم.

وقال: "شاهدت سلوفينيا بتمعّن لأني صديق لروبرت كورين، وأعتقد أن مباراتهم (ضد الولايات المتحدة) كانت مماثلة لمباراتنا، لكنهم تقدموا بهدفين قبل خسارة التقدم. ولكن لا أعتقد أن الأمرين متصلان لأن لكل فريق مشكلاته الخاصة ومسؤولياته الخاصة، وبالطبع نحن نركز على أنفسنا. لا نحتاج إلى استمداد الثقة من نجاح سلوفينيا أو سواها."

الحب في كأس العالم

السبت 19 يونيو 2010


فيما خفقت القلوب الصربية بعد الفوز التاريخي لمنتخب صربيا على نظيره الألماني في ملعب نيلسون مانديلا باي الجمعة، لم يشعر أحد بالحب والشغف بقدر ما شعر به نيكولا فينياتش الذي اغتنم هذه اللحظة الاستثنائية ليطلب عبر التلفزيون الصربي يد حبيبته المقيمة في نوفي ساد شمال بلجراد.

قال: "كانت الفكرة في ذهني ولكن لم أكن متأكدا مما إذا كنت سأتمكن من تنفيذها. ثم قام مذيع التلفزيون الصربي ببعض الخطوات وصوّرني بين الحشود والخاتم معي". وأضاف مطوّر البرامج المعلوماتية البالغ من العمر 30 عاماً: "اكتفيت بنطق كلمات: أحبك وأريد الزواج منك".

لا يملك فينياتش أدنى فكرة عما إذا كانت خطيبته الموعودة قد رأت المشهد التلفزيوني والخاتم الجميل، لكنه قال إنه سيكتشف ذلك بعد المباراة. وأوضح: "بعد فوز صربيا اليوم من يستطيع قول لا؟ أعتقد أن الجواب سيكون بالتأكيد نعم".

خطط فينياتش ونسيبه ألكسندر باونيتش لعرض الزواج هذا عندما وصلا إلى جنوب أفريقيا في 12 يونيو/حزيران. وشرح باونيتش (33 عاماً) الأمر بقوله: "أنا اقيم في أمريكا ولم نرَ بعضنا منذ سنتين، لذا قررنا قبل ستة اشهر أن نأتي إلى كأس العالم لنرى بعضنا ونتشارك حبنا لكرة القدم. ونجحنا في ربط ذلك بحب نيكولا لصديقته، وهكذا نرى الحب في كل مكان اليوم".

في هذا الوقت كان مشجّعون صرب آخرون يبتهجون ويحتفلون بالأداء الممتاز لمنتخبهم. ومنهم فلاديمير كوتشيتيش الذي سافر بالحافلة لمدة 20 ساعة من تشواني/بريتوريا ليشاهد المباراة: "وصلنا إلى هنا قبل دقائق من ضربة البداية، وعلى الفور تصاعدت الحماسة بسرعة صاروخية. لم يسبق لي زيارة بورت إليزابيث، ووجدتها مذهلة. لقد أُغرمت بالملعب. أشعر بأني محظوظ جدا لكوني جزءاً من هذه التجربة التي تحدث مرة واحدة في العمر".

أما شقيقه ألكسندر، لاعب كرة القدم شبه المحترف، فقال إن هذا الملعب هو أفضل ما رآه حتى الآن. "إنه ملعب كرة القدم المثالي، وقد بات مثالياً أكثر بعد تغلبنا على ألمانيا".

يذكر أنه في واحدة من أكثر المباريات إثارة حتى الآن في نيلسون مانديلا باي، سجل المنتخب الصربي هدفاً مبكراً بمرمى ألمانيا ونجح في الدفاع عن تقدّمه لبقية وقت المباراة، منهياً إياها بالفوز 1-0.

هولندا تقطع شوطا كبيرا بالفوز على اليابان



قطع المنتخب الهولندي أكثر من نصف الطريق نحو التأهل إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، وذلك بعد أن حققت إنتصارها الثاني في البطولة وجاء على حساب المنتخب الياباني بهدف وحيد في لقاء الجولة الثانية للمجموعة الخامسة والذي جرى على ملعب ديربان.
ورفعت هولندا رصيدها إلى 6 نقاط بعد إنتصارها الأول على الدنمارك، فيما بقيت اليابان عند 3 نقاط من فوزها على الكاميرون.
يبدو أن الإنتصار الأول الذي سجله الفريقين في المباراة الأولى، أرخى بظلاله لكن بشكل سلبي على رغبة كليهما في تحقيق الثاني، فكان الهدف عدم الخسارة فظهر الحرص على التنيظم الدفاعي، وربما جاء هذا الأمر لدى المنتخب الياباني الذي تحلى بالصبر خصوصا في البداية السريعة التي أراد عبرها المنتخب الهولندي أن يباغته بهدف مبكر.
إذا تقدمت "الطواحين" للنيل من مرمى كاواشيما، فوجه ويسلي شنايدر الإنذار الأول بكرة مباشرة مرت فوق العارضة (10) وأتبعه ديرك كويت بكرة مقصية لم تتجه للمرمى ليبعدها الدفاع الياباني قبل إستفحال الخطر (11).
وباستثناء التسديدة اليتيمة التي أطلقها الياباني ناجاماتو ومرت بجوار قائم مرمى ستكلينبيرج (13)، لم يبدي ممثل آسيا في الهجوم المنظم وإكتفى بالضغط المبكر من وسط الملعب.
حيث أراد أبناء المدرب أوكادا حرمان منافسيهم من حرية الحركة، فقام آبي وماتسوي وإيندو وهاسبيي بتقليص المساحة أمام شنايدر وفان دير فارت وهو ما تم تنفيذه في الاطراف التي كانت فيها الطريق "متعسرة" أمام برونكهورست وفان دير فيل، وهو ما جعل من الصعوبة بمكان نسج الهجمات وصنع الفرص نحو فان بيرسي.
ولذلك فقد سارت الأحداث "مملة" ولم يتم تهديد كلا المرميين لدقائق طويلة، حتى أعاد اللاعبون للذاكرة أن هناك مجالا لإقلاق راحة حارسي المرمى.
فسدد الياباني ماتسوي كرة أرضية لم تقلق الحارس الهولندي الذي سيطر عليها (35) ثم إرتقى المدافع تاناكا نحو الكرة المرفوعة من ركلة مباشرة جانبية، ليسددها برأسه مرت بجوار القائم (40)، وختم الهولندي فان دير فارت الشوط بتسديدة سهلة على الحارس كاواشيما (45).
عاد المنتخب الهولندي بنشاط هجومي واضح بغية التسجيل والسيطرة على نتيجة اللقاء، وبالفعل فقد سارع لتفعيل قدراته، وبدأ بتهديد المرمى بوقت سريع عبر عرضية رفعها برونكهورست إرتقى لها فان بيرسي ولعبها رأسية بأحضان الحارس (47).
وعاد بيرسي ليقلق راحة الدفاع ثم يعيد الكرة أمام المندفع شنايدر الذي أطلقها مباغتة وقوية أربكت تحرك الحارلتأخذ يده وتتحول لتهز الشباك الهدف الهولندي الأول (53).
وجد الياباني أنه لا مناص من الهجوم، فاندفع بشكل مكثف وبدأ بتهديد المرمىظت فارتقى لاعب الوسط المدفع آبي لكرة عرضية وحولها برأسه تحت سيطرة الحارس (60).
وعاد التهديد بعدها مباشرة عبر تسديدة أطلقها أوكوبو من خارج منطقة الجزاء مرت بجوار القائم (65).
بعد ذلك تواصل الضغط والمحاولات اليابانية عبر كرات عرضية كانت تهدف تمويل هوندا وهاسيبي، لكن الدفاع البرتقالي بتواجد هيتينجا ومايثينسن أبطلا أغلب الكرات حتى وإن كان على حساب الركنيات التي توالت لكن دون أن تفلح أي منها في إحداث الخطر المحدق بمرمى ستكلنبيرج.
بعد ذلك عمل فان مارفيك على احداث النشاط مجددا في تشكيلة البرتقالي فأشرك إيليا وآفيلاي، وكاد الأخير أن يحسم النتيجة عندما توغل خلف كرة ليواجه الحارس دون أن يستطيع هزيمته ليسدد بجسده (85).
ووجدت إنفرادة فان بيرسي ذات المصير حين ارتدت كرته من جسد الحارس ليبعدها الدفاع للركنية (88).
وكان من الممكن أن تقلب اليابان الأمور عند خط النهاية عندما مرت الكرة نحو المهاجم البديل أوكازاكي الذي سددها بدون تركيز لتمر فوق العارضة بقليل (90).

دفاع باراجواي الصلب

السبت 19 يونيو 2010


باتت كرة القدم في الوقت الراهن تعتمد بشكل كبير على الكرات العالية، بدليل وجود كل هؤلاء اللاعبين ذوي القامات الفارعة في نهائيات كأس العالم FIFA، إذ أصبح لكل كتيبة نصيبها من العمالقة، ولاسيما في خط الدفاع.

وقد أعد منتخب باراجواي بدوره العدة لرحلة جنوب أفريقيا FIFA 2010 دون أن يحيد عن هذه القاعدة، ولكنه مع ذلك يحتفظ بأسلوبه الخاص لمقارعة الخصوم. فبينما تعتمد منتخبات عديدة على الطول الفارع والبنية الجسدية القوية من أجل التفوق، كما هو شأن كتيبة نيوزيلندا، التي يناهز متوسط أطوال مدافعيها 188 سنتيمتراً، أو كتيبة سلوفاكيا، التي يبلغ متوسط أطوال لاعبيها 184 سنتيمتراً، تحاول مجموعة الألبيروخا التوفيق بين الخبرة واللعب الجماعي والمهارات الفنية من أجل الدفاع عن العرين، خاصة وأن متوسط أطوال لاعبيها لا يتجاوز 179 سنتيمتراً.

وقد تحدثت مجموعة من مدافعي باراجواي في هذا الصدد مع FIFA، وتطرقت أيضاً لرهان المحافظة على سمعة دفاع الألبيروخا الصلب أمام أقوى المنتخبات العالمية. كما أقر لاعبو باراجواي بأنهم إذا نجحوا في هذه المهمة، فإن حظوظهم ستتقوى، وسيكون بإمكانهم الوصول إلى المراحل النهائية في أم البطولات.

كما وضع المدرب جيراردو مارتينو رجاله في الطريق الصحيح بعد التعادل الإيجابي أمام إيطاليا 1-1 في كايب تاون. إذ وضع دا سيلفا مع أنتولين ألكاراز في وسط الدفاع، واعتمد على كارلوس بونيت في الجهة اليمنى وكلاوديو موريل في الجهة اليسرى. وقد قدم هذا الرباعي مردوداً متميزاً تحت الأمطار الغزيرة، وكان أداؤهم في مستوى الحدث، ولا يقل براعة عن أداء فابيو كانافارو.

النظام والانتظام
أظهرت كتيبة الألبيروخا صرامة كبيرة في التعامل مع هجمات الإيطاليين ومحاولاتهم، سواءً عبر الكرات العالية أو بواسطة التمريرات الأرضية القصيرة. كما تمكنوا من صد الاختراقات الفردية ومارسوا ضغطاً رهيباً على رجال مارتشيلو ليبي رغم أنهم لم يرتكبوا سوى 15 خطأ في هذا النزال. لذلك يمني لاعبو بارجواي النفس بتكرار هذا العرض الجيد أمام سلوفاكيا ونيوزيلندا، وهو ما أكده لاعبهم المخضرم دينيس كانيزا، الذي يشارك في أم البطولات للمرة الرابعة على التوالي، حين قال: "يجب أن ندخل المعلب بنفس العزيمة التي أظهرناها ضد إيطاليا، وبنفس الحماس".

كما يمتاز دفاع باراجواي بالانضباط التكتيكي، الذي تطور مع مرور الوقت، وتقوى خلال تصفيات أمريكا الجنوبية تحت إمرة مارتينو. وقد أكد اللاعب بونيت هذا الأمر قائلاً: "يحاول كل واحد منا المساهمة قدر المستطاع. كما نتعامل مع الأمور بإيجابية، بغض النظر عن وجودنا على أرض الميدان". بينما أشار كانيزا إلى تضامن أعضاء المجموعة واعتبر ذلك نقطة من نقاط القوة مصرحاً: "إن التلاحم والتضامن الذي يسود المجموعة سر نجاحنا. أنا واثق أن رفاقي قادرون على تقديم أداء رائع في هذا المونديال، وأنهم سيدخلون تاريخ هذه المسابقة من أوسع أبوابها. نحن الآن في الطريق الصحيح، وأتمنى أن تنتهي الأمور على أحسن ما يرام".

ويتمتع منتخب باراجواي بموطن قوة آخر لا يقل أهمية، ألا وهو خبرة اللاعبين. إذ يشارك بونيت في النهائيات للمرة الثالثة على التوالي، ويخوضها دا سيلفا للمرة الثانية، أما موريل فقد كان حاضراً انطلاقاً من تصفيات كأس العالم كوريا الجنوبية واليابان 2002 FIFA. هذا ويبقى ألكاراز أحدث اللاعبين التحاقاً بالكتيبة، إذ لم يشارك مع المنتخب الأول إلا في سبع مباريات، لكنه اندمج بشكل جيد وانصهر بسهولة داخل الفريق. لذلك بدا موريل واثقاً عندما تحدث عن حظوظ الألبيروخا، وقال: "ستكون المباريات صعبة، لكن إذا حافظنا على الهدوء والصبر، يمكننا مواجهة هذه التحديات بنجاح. نمتاز بالحذر داخل المعلب، ونحاول دائماً تنفيذ تعليمات المدرب".

تقاليد دفاعية ضاربة في القدم
يتساءل المتتبعون عن سر تفوق مدافعي باراجواي وقوتهم في الكرات العالية، وقد حاول الحارس خوستو فيلار تفسير هذا الأمر بالرجوع إلى تاريخ الكرة في هذا البلد حين قال: "أعتقد أن هذا الأمر راجع إلى تقاليد كرة القدم في باراجواي وإلى سوء الملاعب في الماضي. لم تكن الملاعب في السابق صالحة للاعتماد على الكرات الأرضية، وكان الحل إذاك هو الكرات العالية. ربما جعلنا هذا العامل أكثر قوة، وساعدنا في إعداد المدافعين. رغم ذلك نحاول تطوير كفاءاتنا، وهو ما يفسر وجود مدافعينا في العديد من الدوريات العالمية، ويثبت استحسان مهاراتهم".

ويعتبر باولو دا سيلفا واحداً من مدافعي الألبيروخا الذين ذاع صيتهم واشتهروا عبر العالم، وقد أعرب عن سعادته بوجوده في نهائيات كأس العالم FIFA وقال: "أنا فخور بالانتماء إلى منتخب أنجب لاعبين كبار من أمثال كارلوس جامارا وسيلسو أيالا. أعتقد أن هذه واحدة من مميزات لاعبي باراجواي، لذلك أتمنى أن يكون دفاعنا قوياً في هذا المونديال، أتمنى أن يكون أقوى مما كان عليه في السابق".